رواية جديدة خيوط العنكبوت الجزء الثاني لفاطمة الألفي - الفصل 16
قراءة رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد" كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل السادس عشر
تم النشر بتاريخ
11/10/2023
لفحتها نسمات الهواء العليل تداعب خصلاتها فتتطاير بتمرد مداعبة جفونها برقة ونعومة مع تسلط أشعة الشمس الذهبية على صفيحة وجهها الغض، جعلها تفتح بحورها الزرقاء ببطء شديد بعد نوم هانئ، لتتسع مقلتيها رويدًا رويدًا لتجد نفسها نائمة بأحضان زوجها الدافئة، محاطة بذراعيه الحانية، الأمنة، حصنها المنيع، رفيق الدرب الذي أختاره القلب بلا قيود، ملاذ الروح وهل للروح سَكنُ سواه؟
تبسمت في حياء عندما وجدته مستيقظًا ويطالعها بنظرات عاشق متلهف
ضمها ثانيًا لاحضانه يرفض تحررها، ثم دنا منها يلثم شفتيها في قُـ بلة رقيقة سرعان ما تحولت لـقُـ بلات متفرقة عاصفة تدغدغ أوصالها وتداعبها في نسمة هواء هوداء، تلفحها انفاسه الدافئة تنهال عليها بحنان، يغمرها في لحظة عشق جنونية ينتزعها من الزمن، لا يفكر إلا كونها بقربه، داخل أحضانه، لا يُريد لشيء أن يُعكر صفو تلك اللحظات الجميلة، يتناغمان معًا في سنفونية عشق سمردي حيث لا بداية ولا نهاية له..
"أحُب الأمان الذي بيننا ، أحب الفكرة التي تطرأ علي دائمًا بأن كل الذي عشته معك لن يتكرر، و أن كُل هذا الحب الذي أشعر به إتجاهك لن يحبك أحد بقدره ، أحب أنني الشخص الوحيد الذي وصل إلى أعماقك"
❈-❈-❈
بينما فاروق الذي جافه النوم قلقًا وحُزنًا على فراق ابنته، أتاه إتصالا من طارق ابن شقيقه باكيًا؛ يخبره بأن والدته فارقت الحياة وصعدت روحها إلى بارئها وستتم مراسم الدفن عصر اليوم، واساه ببعض الكلمات التي تُقال في تلك اللحظة الحزينة ثم أخبره بأنه سوف ياتي ليشاطر شقيقه أحزانه على فقدانه زوجته.
أبلغ زوجته دلال وأصر تلك المرة على ان ترافقه وتُقدم واجب العزاء وأن لم تكن قادرة على المُسامحة والصفح فلابد وأن تُقدم المواساة وأن تدعو لها بالرحمة والمغفرة وأن يُسامحها الله سبحانه وتعالى ويتقبلها، يعلم بأن الأمر ليس بهين ولكنه لن يترك زوجته تتمتع بصفة غلظة القلب وقسوته.
( فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ )
انسابت دموعها حزنًا ورفعت يديها تُناجي ربها بأن يغفر لها ويرحمها وهي مُتسامحة على كل ما اقترفته"قدرية" في حقها وحق ابنتها.
يقول رب العزة جل وعلا: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)
لذلك اصفحت دلال عن قدرية وابدل ثيابها بأخرى سوداء وتركت ابنتيها "فريدة" و"أمل" من أجل دراستهم وذهبت مع زوجها إلى المنصورة لتقديم واجب العزاء والمواساة في الأحزان فمهما حدث فهم عائلة واحدة والاشقاء لا ذنب لهم بما فعلته، وهي الآن بين أيادي الله لا يحق الا ذكرها بالخير والدعاء لها بالرحمة والمغفرة والعتق من النار..
"يرحل الانسان عن الحياة الدنيا ولم يترك خلفه إلا الأثر، فاجعل أثرك طيب في نفوس الآخرين"
❈-❈-❈
ذهب سراج لمنزل فاروق لكي يصطحب خطيبته إلى جامعتها ويلتقي بها فمنذ الوعكة التي تعرضت لها حياة وهو لم يلتقي بها.
ارتدا ثيابه المكونة من بنطال جنيز وقميص أبيض يترك أول ازراره مفتوحه لتظهر من خلفه تقاسيم صـ دره العريضة ونثر عطره المُفضل ثم التقط متعلقاته وترك منزل جدته بعد أن ودعها بقُـ بلة حانية على ظاهر كفها وأخرى عند جبينها، وغادر المنزل متلهفًا لرؤية محبوبته.
استقل "سراج" سيارته متوجهًا لمنزل حبيبته التي يشتاق لرؤيتها وأشباع رغبته في التأمل بها.
في غضون دقائق كان يصف سيارته أمام البناية ثم أخرج هاتفه ليهاتفها ويخبرها بأنه ينتظرها أمام العقار، استعدت فريدة لمغادرة المنزل وهي في أبهة صورة، فقد كانت ترتدي ثوب فيروزي به سلاسل رفيعة باللون الأسود، وحزام أسود يحتضن خصرها الممشوق وتزين وجهها بحجاب فيروزي وترتدي حقيبتها الخاصة السوداء وتنتعل صندلا أبيض به سيور عريضة ذا كعب عالٍ، وضعت القليل من مساحيق التجميل ووقفت أمام المرآة تهندم ملابسها وتلقى نظرة أخيرة على مظهرها قبل أن تغادر الشقة وتذهب إلى حيث ينتظرها سراج بالأسفل..
ظل يتطلع لمدخل البناية ينتظر قدومها على أحر من الجمر فقد بلغه الشوق ويتمنى لو كانت زوجته الان وفي منزله لظل جانبها ولن يتركها أبدا.
عندئذ أقبلت عليه وهي تتهادى في مشيتها، نزع نظارته الشمسيه وترجل من سيارته يسير بخطوات واسعة يقلص المسافة بينهما إلى أن وقف أمامها مباشرةً يطالعها بعيون تود عناقها ملتهبة بجمر الحُب، التقط كفيها يطبع على ظاهرهم قُـ بلة شغوفة وعينيه تجوب على جـ سدها من رأسها إلى اخمص قدميها في أعجاب بمظهرها الذي يسرق لُب قلبه كلما تطلع إليها، هذه الفتاة بدلته تبديلا، بعدما كان يتسكع في شوارع القاهرة ليلا ويتنقل من ملهى لآخر بصحبة الفتيات أصبح الآن شابًا ملتزمًا، عاشق مهوس بمحبوبتة الفريدة فقط، لا يُريد غيرها ولا يتمنى من الدنيا سواها.
هتف ببسمة هادئة وهو يرسل لها غمزة مُشاكسة:
-إيه الجمال والحلاوة دي يا ديدا
تأفأفت بضجر وقالت بحنق:
-حلاوة طحنية
كركر ضاحكًا وقال بمراوغة فهو عاشق لاستفذاذها :
-يخربيت خفة دمك
لوت ثغرها بضجر وشبكت ذراعيها أمام صـ درها قائلة باقتضاب:
-شكرًا
كتم ضحكته وقال:
-عفوا
ثم جذبها من يدها ورفعها إلى فاه يطبع قُـ بلة رقيقة وعيناه تعانق عينيها بحب وهو يهمس بحنو قائلا:
-بحبك يا فريدة القلب ونبضه يا مُهجة الروح
تبسمت برقة وقالت بمرح:
-ما كان من الأول، لازم ترسم عليا الدور
سحبها معه إلى حيث سيارته وقال وهو يفتح لها باب السيارة لكي تستقل بالمقعد الأمامي :
-يلا بينا مش هنقضي يومًا واقفين كده في الشارع، ثواني كمان ومش هكون مسئول عن اللي هعمله
ثم دار حول السيارة وأستقل بمكانه خلف عجلة القيادة وأنطلق في طريقه إلى حيث وجهته المنشودة، فقد قرر أنتشالها من ازدحام القاهرة والاختلاء بها على متن اتوبيس نهري يبحر بهما داخل نهر النيل وجمال الطبيعة الخلابة ومنظرها البديع في هذا الجو النهاري ونسمات الهواء التي تداعب الوجوه مثل الفراشات الصغيرة، وأصوات العصافير تُحلق فوق رؤسهم في سرب جميل يغردون بألحانهم وعزفهم المنفرد في بهو ونقاء وصفاء السماء التي يسبحون فيها..
صفا سيارته حيث وجهته فهو يعلم بأنها بحاجة لهذا الجو الساحر حتى وأن كان في النهار، فدفء أشعة الشمس الذهبية تغمر المكان بلفحة جذابة وتُسلط أشعتها النارية على مياه النيل لتختلط سحر الوهج الناري مع زورقت مياءه العذبة.
ترجلا سراج من سيارته و دار حولها ثم فتح الباب الآخر وهو يمد كفه لكي تتشابك الأيدي وتترجل فريدة هي الأخرى وتنظر حولها في دهشة
أبتسم لها سراج وجذبها لتسير بجواره ولا زال متحضن بكفه كفها الصغير الناعم متوجهين حيث الاتوبيس النهري ساعدها على الصعود على متنه وصعد هو الآخر.
ضحكت برقة وقالت بأعجاب:
-واو المكان هنا تُحفة يا سراج
طالعه بنظرة مُتيم وقال بصوت هامس:
-نفسي أقدر أسعدك يا فريدة ونحقق مع بعض كل أحلامنا
-وجودك في حياتي اكتر سعادة بالنسبالي
قال بحماس:
-ليه مش نتجوز ونلاقي جنة صغيرة وعش الحب يضمنا، فريدة أنا حاسس إنِ وحيد، محتجالك جنبي، عاوزك معايا طول الوقت، عاوز اكون بيت أسرة، وأحنا الحمدلله متفاهمين وكل حاجة تجهز في الشقة مش هتاخد وقت وافقي بقى عشان تملي عليا وحدتي
تنهدت بضيق ثم هتفت بجدية قائلة:
-أنا موافقة طبعا يا حبيبي أكون معاك
تهللت أسارير وجهه ولكن سرعان ما أختفت عندما أستطردت فريدة حديثها:
-لكن مرات عمي لسه متوفية، دي لسه كمان مندفنتش، صعب بابا يوافق يتم جوازنا دلوقتي وأنا بحلم بفرح أسطوري يا سراج مش عاوزة اتجوز في صمت
حك مؤخرة راسه وقال بضيق :
-أه طبعا طبعا يا عمري لازم فرح اسطوري وعادي انا اتجلط من الوحدة
ضحكت على هيئة وقالت :
-بعد الشر عليك يا روحي
ثم نظرت حولها وعادت تنظر له هاتفة:
-هو المكان هنا مفهوش أكل ولا ايه؟
هتف بضجر وهو يضع قبضة يده أسفل وجنته:
-أكل... يا أخرة صبري، مافيش يا ربي كلمتين رومانسية حلوين للعبد الغلبان اللي معيشك في جو ولا الاميرات
رفعت حاجبها بمشاكسة وقالت بمرح:
-ده أنت حبيبي يا سرج
لوى ثغره بغضب :
-سرج.. هو ده أخرك؟
ازدادت ضحكتها وقالت وهي تغمز له بمداعبة:
-بعد الجواز يا سروجتي
-بس أسكتي خالص، أنا عارف الجوازة دي واقفة عليا بخسارة، بت انتي اتحولتي أمته ولا انتي كدة من زمان لكن مراية الحب عمية
قالت بمرحها المُعتاد؛
-وحياتك أنا كدة من زمان بس انت مش واخد بالك، عاوز تسبل وخلاص
تأفأف بضجر وأشار للنادل لكي يخلصه من مشاكسة فريدة الذي لا يسلم منها، فمهما حاول هو مراوغتها ينقلب السحر على الساحر وتتفوق عليه بجداره، فهو عاشق لمرحها وجنونها حد النخاع..
هكذا هو الحب الحقيقي ان تتقبل حبيبك رغم كل ما به من عيوب، ولم ترا به عيبًا واحدًا، يكون في أنظارك كامل مُتكامل لم ينقصه شيء..
❈-❈-❈
أقام سرداق العزاء أمام المنزل بعد أن تم دفنها وودعها الوداع الأخير، الوداع الذي يقسم الظهر إلى نصفين، فرحلت شريكة حياته ورفيقة دربه وصعدت روحها إلى الرفيق الأعلى، فاضت عينه العبرات حُزنًا وأسى على فقدان من كانت تسانده مشوار عمره، لحظات قاسية مرت عليهم وهي تحملت الكثير رغم كونها ذا شخصية قوية إلا أنها كانت تكن له المحبة والاحترام، ترك لها ثلاثة صبيان هي التي سهرت وجاهدت وتحملت المعاناة، هي من تكلفت برعايتهم وتربيتهم وتركها تفعل ما تشاء بهم لتزرع داخلهم القوة والصلابة فهم رجال وليس فتيات، حاولت جاهدة في تربية الأبناء بقوة وحزم لتصبح يوما هي المُتحكم الأساسي على حياتهم وينتهي بهم المطاف بهجرهم فالشباب قد سأموا تصرفات الوالدة وتحكمها الزائد عن الحد والغير مقبول وكل منهما سلك طريقه ولكن طارق الابن البكري رغم ما معاناة بتسلط والدته على حياته الا انه عندما علم بمرضها أتَ على الفور ليظل جانبها..
كان بحالة يُرثى لها داخل غرفة والدته لا زال مُلازمًا لفراشها، بعد أن عاد من مراسم الدفن انفرد على نفسه داخل غرفتها يبكي بأنين يمزق نياط القلب، حاولت دلال الحديث معه ومواساته ولكنه رفض فتح الباب.
حزن عميق يمزقه من الداخل، يشعر بأن قلبه أنشطر إلى نصفين، نصف رحل معها تحت التراب ونصف داخله يكاد أن تصارع نبضاته من أجل البقاء على قيد الحياة، شعور بالخسارة يجتاحه لثاني مرة، خسر محبوبته سابقًا واليوم خسارته أقوى، فقد خسر والدته ولم يعد يراها ثانيًا، شعور بالفقد واليُتم وانه مهما كبر فهو لا زال بحاجة إليها، يبكي رافضًا لذلك الواقع المرير الذي يعيشه، صدمة تلو الأخرى..
الأم هي قسيمة الحياة وموطن الشكوى وعماد الأمر وعتاد البيت ومهبط النجاة وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون.
الأم هي الفراق الحقيقي والألم الداخلي الذي يعصر قلبك بشدة، هي منبع الحنان وبئر الأسرار، هي المظلة التي تستظل تحت ظلها طوال حياتك، هي القلب النابض بالدعاء من أجلك.
"رحيل الأم هو من أقسى الأشياء التي يمر بها الإنسان في حياته، إن لم يكن هو الحدث الأقسى على الإطلاق، تصبح بعدها مُهشم الروح، مُعذب القلب، مُنكسر، مُتخبط وحدك في الحياة، بلا سند او أمان، بلا حائط تستند عليه، بلا يد تنشلك من الضياع وقسوة الايام، انهيار تام لروحك الضائعة التائهة المُشتتة بفراق الأحبة، جـ سد مُمزق لم يلتئم جروحه ولن تجد اليد الحانية التي تُرمرم داخلك من غصة ومرارة الفقد"
❈-❈-❈
داخل فيلا توفيق السعدني.
حالة من الهرج والمرج عصفت بهم على حين غفلة في الصباح بعدما زاع خبر انفجار سيارته في طريق صحراوي ولن تسفر التحريات عن وجود جثمانه والبحث الجنائي يعمل على قدم وساق، وانتشر الخبر مثل النار في الهشيم.
قوات من الشرطة مُحاصرة الفيلا، يتحدث الرائد حمزة لإحدى القيادات انه لم يعثر على سليم داخل فيلته، بينما كان "ريان" و"زين" يجتمعان سرًا لوضع خطط مُحكمة لتأمين شامل للفيلا وافراد العائلة..
والعائلة مُنهارة بالداخل في حالة يرثى لها، والدته تتمزق حرقة تبكي وتصرخ تنادي باسمه، فؤادها مُحطم ودموعها تنهمر دون توقف، صراخات أم مكلومة على فلذة كبدها.
وشقيقه الذي جحظت عيناه بصدمة وحل الصمت التام عليه، رفضت عيونه أن تُحرر دموعها، واقفًا مثل التمثال ساكن تمامًا لم يتحرك كأنه شُل عن حركته، صوت أنفاسه اللاهثة هي التي توحي بأنه لا زال على قيد الحياة، ولكن أي حياة هذه وهو وحده دون والده الثاني، صديق عمره وشقيقه الأكبر، قدوته في الحياة، لطالما حلم بأن يكون مثله ولكن مرضه منعه من تحقيق حلمه، والان يقف عاجزًا مكانه بعدم تصديق الخبر الذي هز كيان المنزل بأكمله، اهتزت الجدران بصراخ وعويل وقلوب منفطرة، اهتزت ارجاءه حزنًا على فراق صاحبها ما بالك بما أصاب الأشخاص، عائلته... والدته التي لن تتحمل العيش لحظة واحدة دونه وشقيقة المكلوم الساقم على نفسه بسبب عجزه الان ومرضة يحاول كبت مشاعر حزنه الدفين، يحاول الا ينهار ولكن هيهات فـ جـ سده لم يتحمل الصمود، أنهارت حصونه وارتمى أرضا في نوبة صرعية قوية لم تاتيه من قبل، تشنجات هسترية مُرعبة دموع تنسل من محجرتيها الدامية بلون الدماء، لم يستمع لمناداة زوجته التي جواره تحاول أسعافه وركض والدته التي منفطرة منقسمة لاثنين، قلب مُمزق على من رحل وعقل شارد بالآخر، لن تتحمل كل هذا الألم، أسبلت عينيها فجأة وخار جـ سدها لتسقط بجوار ابنها الآخر.
فاق أسر من نوبته الصرعية ومد زراعه صارخًا بأعلى طبقات صوته ينادي أمه أن تفيق و تستجيب نداءه المبحوح.
كان مثل الطائر الجريح الذي كُسر جناحيه ولم يعد لديه قدرة على الطيران او التحليق ثانيًا، ممزق، مسلوب، يصارع من أجل بقاء والدته فهو لم يُقدر على فقدانهما معًا.
ظلام يلتهم روحه خوفًا مما هو مقبل عليَّ، متخبط في الطرقات مِن يومٍ يجهله؛ خطواته غير مُتزنة، ينتابه الفزع والقلق معًا، متضرب يأس، يرتعد جسده، ينتظر هالة كبيرة من النور تقضي على الظلام الكاحل المحيط به.
حياته الان دون جدوى، يخشى النهاية التي لا مفر منها فمهما طالت فهي قادمة لا محالة، الغد قادم مهما طالت دياجير الزمن..
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية