رواية جديدة خيوط العنكبوت الجزء الثاني لفاطمة الألفي - الفصل 17
قراءة رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد" كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني
"أغلال من حديد"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة فاطمة الألفي
الفصل السابع عشر
تم النشر بتاريخ
16/10/2023
نجح الرائد حمزة في معرفة مكان وجود"سليم" وذهب إليه مُسرعًا؛ لكي يجعله في مخبئه فهم بحاجة لتصديق خبر وفاته من أجل سلامته.
انعقد أجتماعًا طارئ داخل مبنى الأمن الوطني، به قيادات عُليا وحضرت كرستين وباسل ذلك الاجتماع الذي قص على حماية سليم وعائلته وانتشار شائعة وفاته لكي تسترد المافيا قوتها وتتحرك كيفما تشاء من أجل الإيقاع والامساك بها، فـ سليم هو العقبة الوحيدة وبعدما هيئ لهم نجاح خطتهم في الخلاص منه، وجب عليهم التدخل.
أثناء الاجتماع المُنعقد طلب حمزة من أمن الحراسات الخاصة بعدم معرفة عائلة سليم خبر نجاته من الحادث وانصاغ الرائد "ريان" لتنفيذ أوامر القيادات العليا.
وتولى أمر أحضار عربة أسعاف لكي تنقل والدة سليم وشقيقه إلى المشفى الخاص بوالدهم "توفيق السعدني"
عندئذ وصلا حمزة لوجهته أمام الفيلا المهجورة الخاصة بعائلة سليم، ثم ترجل من سيارته وسار بخطوات حذرة لكي يتأكد بأنه وحده ولم يتتبعه أحد، دلف الحديقة بخطوات مترقبة محسوبة ووقف عند الباب، لم يضغط زر الجرس ولكنه طرق ثلاث طرقات متتالية.
استرق سليم السمع ليعلم من صاحب تلك الطرقات، انتفض من مكانه وترك زوجته نائمة، ارتدا قميصه الأبيض وغادر الغرفة ببطء شديد لكي لا يُقظ "حياة"
وأسرع في خطواته يفتح الباب وهو يتطلع للطارق بقلق:
-خير يا سيادة الرائد
دلف حمزة للداخل وأغلق الباب خلفه وهو يحدثه بعتاب:
-قولنا مافيش حركة تعملها مش مدروسه ومن ورانا يا سليم، الخطر بقى محاوطك من كل الجهات، تعرف كام جهة عاوزة تخلص منك
تأفف في سأم وقال ببرود:
-ما يهمنيش
انفعل حمزة وهتف بصوت غاضب:
-لا يهمك ويخصك ويهم كل الأرواح اللي حضرتك مسئول ترجع ليهم حقهم، مسئول تحمي بلدك وأهلك من الخطر
قاطعة بنظرات حادة تلمع كالصقر؛
-وطي صوتك يا سيادة الرائد، المدام هنا.
ابتلع حمزة باقي الحديث وصمت لحظات ثم عاد يفتح فاه قائلا بتحذير:
-ما ينفعش تظهر دلوقتي ولازم تسيب المكان هنا
عقد جبينه في دهشة وقال:
-مش فاهم يعني أيه؟
قال بهدوء :
-يعني البلد والدنيا كلها صدقت خبر وفاتك ووصل الخبر للمافيا نفسها وعملوا أحتفال بسبب انتصارهم ده، ما ينفعش سيادتك تظهر ونكدب الخبر
هتف منفعلا:
-يعني ايه الكلام ده يا حضرة الظابط؟ وعيلتي وأهلي و
قاطعة بحسم وهو يشدد على كلماته:
-سليم ماعنديش أوامر غير أنك تنفذ المطلوب منك وده لسلامتك وسلامة عيلتك
لم يتمالك نفسة وقال غاضبًا:
-بلا سلامتي بلا زفت، أنا عارف أن حياتي وحياة عيلتي ماتهمش حد فيكم وبلاش شعرات كدابة، أنا ما يضحكش عليا يا سيادة الرائد، أنا عارف حياتي تخصكم لحد بس لم أوقع المافيا، بعد كده اولع اموت شي ما يخصش حد من قياداتك، القيادة تهمها الحفاظ على شكل الدولة وان يتقال عنكم قضيتوا على الفساد، مش مهم كام روح تضيع في النص
زفر أنفاسه بضيق وقال بجمود:
-إللي عنده قولتله يا سليم وأي تصرف مجنون هتعمله هيضيعنا كلنا، أحنا بنعمل كل اللي في وسعنا ونقدر عليه بس ده هيتم بمساعدتك وأحنا يهمنه سلامتك صدقني
تنهد بعمق ثم طالعه بجدية وقال:
-تمام هنفذ الاتفاق اللي بينا، بس عيلتي لا برة الخطة
حك حمزة ذقنه ورفض الإفصاح عن الوعكة الصحية التي تعرضت لها والدته وشقيقه عند علمهم بخبر فقدانه؛ وقال وهو يربت على كتفه:
-ماتخفش عليهم، لازم دلوقتي تتحرك في سفر مستنيك وهيكون معاك باسل وكرستين هيأمنوا كل تحركاتك في ألمانيا
هتف بدهشة:
-هسافر ألمانيا؟
-أيوة... الجد بدأ خلاص وساعة الصفر قربت
-مراتي هتكون معايا
-ده جنون، أنت متعرفش ممكن تواجه ايه هناك
قال باصرار :
-حياة هتفضل جنبي وهنواجه أي مصير سوا
يعلم كم هو فتى عنيد ولم يستطع التغلب عليه فوافقه الأمر وقال:
-تمام هبلغ الإدارة وتفضل هنا لحد بالليل، لم يجي معاد التحرك، والسفر هيتم على طيارة خاصة والرائد باسل هيكون في انتظارك وهيبلغك الخطوات اللي هتتعمل
هز رأسه بايماءة خفيفة :
-تمام
ودعه حمزة واستقل سيارته لكي يتم إتمام الخطة التي تم وضعها داخل الاجتماع، أما عن سليم فعندما دار وجهه وجد حياة تطالعه بحزن
فرد لها زراعيه لتركض إليه وتحتمي داخلهم، طوقها بحنانه وطبع قُـ بلة رقيقه على خصلاتها وهو يهمس قائلا بحب:
-ماتخفيش وعدتك مش هبعد عنك تاني وهتكوني معايا خطوة بخطوة
اكتفت بهزة طفيفة من رأسها فهي خائفة ورافضة البوح عن شعورها لكي لا تنقل له قلقها الزائد وتشتته.
عاد يستطرد حديثه وهو يبعدها عنه برفق:
-محتاج أودع أمي وأسر قبل ما أسافر، طال النظر داخل مقلتيها ثم قال؛
-بلغت سراج أمبارح انك معايا، يطمن والدك ووالدتك ولو ينفع كنت قابلتهم وشرحت لهم كل حاجة، بس مش عاوز حد يدخل في صراعات وخوف وقلق بسبب الوضع اللي أحنا فيه
تبسمت له بحب وقالت:
-بعدين كل الحقايق هتظهر
❈-❈-❈
داخل المشفى..
تم أسعاف أسر وفاق من نوبة الصرع ظل واقفًا أمام غرفة العناية التي بها والدته فقد تعرضت لذبحة صدرية نتيجة الخبر الصادم الذي وقع عليها، فقدان الابن ألم لم يقدر قلبًا على تحمله، عيناه تنساب الدموع بصمت قاتل، وقفت زوجته بجانبه تحاول مواساته في مصابه، انهار أسر تمامًا ولم تعد قدماه تحمله على الوقوف الصمود، جلس كالجثة الهامدة دون حراك، احتضنته ميلانا وظلت تربت على ظهره كالطفل الصغير الذي تهدهد عليه والدته لكي يغفل ويذهب في نومه ولكن ههيات فهذا الشاب مُنفطر قلبه، يأنِ بصمت، ود لو اطلق لصرخاته العنان لأنهالت جدران المشفى من شدة ما يشعر به وما يجتاح جسده من ألم وكسرة وفقد، فمن رحل لم يكن شقيقه وحسب انما هو والده وصديقه ورفيق عمره وشقيقه الذي لن يتحمل عنها أن يشتكي مرض او يتألم حزنًا، كيف له أن يفارقه دون وداع؟ كيف رحل عن عالمه دون أن يخبره بموعد رحيله؟ كيف هان عليه ان يتركه وحيدًا دونه؟ كيف...؟
ووالدته التي تصارع الموت هي الأخرى ولم يفصل بينهما سوا حائط فقط ولكن لن يستطيع أن يرتمي بأحضانها وأن يهمس لها بأنه لا زال بحاجتها ولن يتحمل فراقها فيكفي كسرة الظهر والكِهل الذي طفى ملامحه فجأة عندما فقد شقيقه الأكبر روح فؤاده، سنده وعضده، كلما وقع كانت يده الأقرب إليه تمسك به بقوة ترفض وقعه وهزيمته، ينشله دائما من الضياع ومن عثرات الدروب، الآن يشعر بالتعري بدون شقيقه الذي كان له السد المنيع والحائط الصلب الذي يستند عليه، انحنى ظهره في ريعان شبابه ويشعر داخله بالعجز واليأس التحطيم، شعور بالضيق والاختناق وكأن الدنيا تضيق عليه مثل سُقب الإبرة، لم يستطيع التنفس بدونه، كيف سيكمل حياته دون "سليم" الأب والأخ والصديق والرفيق، كيف يتحمل العيش من دونه؟
الأخ نعمة من الله عز وجل، فهو قطعة من القلب والروح، هو الكتف الذي نتكئ عليه إذا ما اشتدت الدنيا، وهو الذي يحمي ظهورنا ويحمل عنا عبء الحياة وقسوتها، الأخ هو السند والذخر والصديق الأول، فلولاه لكان طعم الحياة مُرًا..
أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ ويحفظني حياً وبعدَ مماتي فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ على كثرة ِ الإخوان أهلُ ثقاتي "الإمام الشافعي"
❈-❈-❈
ودع سراج محبوبته أمام منزلها عصرًا وعندما هم بأن يستقل سيارته أستمع لصرختها العالية التي جعلت قلبه ينتفض من مكانه وركض إليها، وجدها تبكي بإنهيار بسبب رؤيتها لخبر وفاة سليم الذي صعق جـ سدها وظلت ترتجف وتنادي بأسم شقيقتها، يعلم سراج بأن الخبر غير صحيح وأنه تحدث معه ولكن رفض الإفصاح عن الأمر لان ليس لديه علم بماذا يفعل وهل سيكمل سليم طريقه أم يتراجع عن كل ما يفعله، حاول تهدئتها وأسندها ليصعد بها إلى المنزل وظل جانبها لا يعلم بماذا عليه أن يفعل.
كما جاءه أتصالا من أسر الذي يبكي بصراخ ويهتف بعدم تصديق بأن شقيقه لم يعد على قيد الحياة، انتفض مذعورًا بسبب حالة أسر وترك فريدة ليذهب إلى شقيقه الذي مزق نياط قلبه وفهو يعلم بحالة الصحية التي لا تتحمل هكذا خبر صاعق، خبر مُفجع وخشى أن تاتيه نوبة صراعية، اعتذر من فريدة من أجل تركها الآن وهاتف جدته ينقل لها الخبر ويطلب منها أن تهاتف دلال لتاتي على الفور وتظل بجانب الفتيات، التي أنهارت حصونها هي الآخر بسبب بكاءها وحسرتها على وفاة سليم الذي كان مثابة الحفيد بالنسبة إليها، أغلق الهاتف وهو يلعن نفسه بأنه أختار الشخص الخطأ الذي سينقل له ذاك الخبر، كما أنه طوال الطريق للمشفى يحاول الاتصال بهاتف سليم الذي ياتيه الرد بأنه مُغلق، زفر بضيق وأكمل في طريقه..
أما عن سليم قرر عدم أنتظار المساء، أراد أن يودع عائلته الآن وهم بمغادرة الفيلا هو وزوجته ليجد شخصًا من ضباط الشرطة يمنعه الخروج، فهو لديه أمر بعدم مغادرة سليم الفيلا.
أشطاظ غضبه وهاتف حمزة بعصبية والشرر يتطاير من عينيه :
-هو أنا مقبوض عليا ولا أيه يا حضرة الظابط، يعني أيه أخرج من بيتي ألاقي واحد من رجلتك يمنعني، لا أنا سليم السعدني وفي لحظة أنهى كل الاتفاقات والوعود اللي بينا وتتصرفوا انتوا بقى، لكن أنا لسه محافظ على كلمتي والوعد اللي بينا وحضرتك شايف عرضت حياتي وحياة عيلتي للخطر كام مرة، ما تجي دلوقتي وتقولي بحميك ومصلحتك وزفت، أنا عارف مصلحتي كويس أوي ومستعد أضحى بحياتي كلها في سبيل عيلتي تعيش في أمان ماتكنش مُهددة من أي جهة، لكن حضرتك ظابط وبتعمل شغلك ومستني الترقية اللي هتم في أخر العملية، قول للي تبعك ده لازم اخرج دلوقتي محتاج أودع أهلي لآخر مرة قبل ما أسافر مش عارف مقدر لنا نلتقي تاني ولا لأ
شعر حمزة بالخجل من حديثه فهو مُحق بكل كلمة قالها واخبره بحالة والدته عندما تسرب لها خبر وفاته، شلت الصدمة حواسه وبعد لحظات قال سليم بغضب جامح:
-أمي لا... ماتفقناش كمان أن عيلتي تدخل دايرة اللعبة، حياة أمي في خطر وكل ده بسبب انانيتكم يا سيادة الرائد، أهلي خط أحمر لازم يعرفوا دلوقتي أنِ بخير وأنا رايح بنفسي، ومافيش داعي تكلف حضرتك بحراسة أنا مش ههرب من وعدي، نتقابل في المطار في الميعاد سلام يا حمزة بيه
أغلق الهاتف وجذب حياة من رسغها وابعد الضابط من أمامه ليستقل سيارة ريان التي لا زالت بحوذته يستقلها وجلست حياة جانبه لينطلق إلى حيث المشفى..
في ذلك الوقت وصلا سراج المشفى وظل بجوار أسر الذي كان في حالة إعياء شديدة وجـ سده ينتفض يرتجف، عندما وجد صديقه أمامه عانقه بقوة وهو يهتف بلوعة:
-سليم يا سراج، سليم مات، اخويا مات ومعتش هشوفه تاني
انسابت دمعة سراج هو الآخر رغم معرفته بكذب ذاك الخبر ولكنه مُحتفظًا بالوعد الذي قطعه على نفسه أمام سليم بعدم معرفة أي شخص مهما كان الأمر جلل..
دلف عليهم سليم بثباته، جذب شقيقه إليه وهو يشدد في عناقه قائلا:
-أجمد يا أسر اخوك لسه على وش الدنيا؛ أياك تتهز
صدمة شلته وجعلته يفقد القدرة على النطق ليخرا جـ سده ويسبل عينيه في سقوط أرعبهم ولكن قبل أن يسقط أرضًا منعه سليم من الارتطام
وصرخ سراج مناديا لطبيب يتفحصه فهو منذ علمه بالخبر المشئوم وهو في حالة من التشتت والتحيه
أما عن زوجته ميلانا هرولت لحياة تضمها بفرحة بعدما رأت سليم أمامها حي يُرزق
ولكن لم تستمر فرحتها بعدما شاهدت أسر فاقدًا الوعي، وتم نقله لغرفة بالمشفى.
بعد أن أطمئن سليم على وضع شقيقه ترك الغرفة ليذهب إلى والدته داخل غرفة العناية، ارتدا ثياب التعقيم ودلف لداخل وقف عند فراشها يطالعها بحزن بسبب ما مرت به من لحظات قاسية عليها عندما وقع الخبر كسهم مسموم أصاب فؤداها وجعلها طريحة الفراش الان لا حول ولا قوة لها، جـ سد ساكن تكاد تنبض نبضاتها مُعلنة عن أنها لا زالت في تعداد الأحياء.
جلس على ركبتيه بجانب رأسها ودنا منها يهمس بصوته الدافئ:
-أمي.. أنا بخير، أنا قدامك يا روح قلبي وبين أيدك دلوقتي، أنا أسف يا حبيبتي على الخبر اللي سمعتيه، أوعدك هحافظ على نفسي، وأن شاء الله أرجعلك تاني، سامحيني يا قلبي لازم أبعد، لازم أسافر في حياة ناس كتير متعلقة في رقبة أبنك وماحدش هيخلصهم غيري
لم تشعر به مغمضة العينين ساكنة بعالم أخر، انهمرت دموعه ودنا منها يُقـ بل جبينها ثم نهض واقفًا مستعدًا لمغادرة المشفى بعدما ودعهم وأخبر أسر أن يهتم بوالدته وطلب من سراج أن يقص على أسر ما هو يصارعه الان من أجل كيان عائلتهم وان يظل بجوار أسر ويهتم بالعمل داخل مجموعة السعدني، ثم عانقهم ورحل وهو ممسك بيد زوجته، ظل أسر واقفًا مكانه يطالع ظهر شقيقه الذي يبتعد عنه رويدا رويدًا إلى أن أختفى طيفهم عن الانظار، أجلسه سراج بركن بعيدًا يحدثه عن الخطر الذي زرعه والده وعلى سليم أن يذهب ويزيل هذا الخطر..
حل المساء وتقابل سليم مع كرستين وباسل داخل المطار، كرستين التي لم تتمالك نفسها في الركض إليه وعناقه وسط ذهول من باسل وحمزة وطأطت حياة رأسها خجلا من تصرف هذه الفتاة، فتلك لم تكن المرة الأولى التي تقابله بحميمة كذلك.
تسمر سليم مكانه ولم يبادلها العناق بلا أكتفى بأنه ربت على كتفها وقال بهدوء:
- أنا بخير لا تقلقي كريست
ابتعدت عنه وهي تبتسم له ثم اقتربت من حياة تقبلها برقة وتعتذر عن ما بدر منها وأوضحت لها بأنها كانت مفتقداه وذاك الخبر جعلها حزينة من أجله ولم تستطع السيطرة على نفسها، بادلتها حياة الابتسامة لكي يمر الأمر رغم أنها تكبح غضبها وغيرتها بسبب تصرف الفتاة الأحمق، ودت لو لقنتها درسًا تخبرها بأنه زوجها وحدها ولا يحق لها التطلع إليه، ودت لو وضعت يافتة وخطت عليها بأنه ملك لها ممنوع الاقتراب منه.
حاوطها سليم من خصرها قربها إليه وهمس بجانب أذنها قائلا بعشق :
-أنتِ وحدك إللي خاطفة قلبي وسكناه وممنوع دخول لاجئين، قلبي وحياتي وعمري كله ملكك أنتِ وحدك يا حياتي.
اقلعت الطائرة الخاصة من مطار القاهرة الدولي إلى مطار برلين لتبدا المهمة...
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الألفي من رواية خيوط العنكبوت الجزء الثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية