رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 10
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل العاشر
بداخل الورشة صباحاً، كأن يقف بدر يرتشف قهوته التى قدمها له عوض قبل أن يرحل ليحضر عدة طلبات خاصة بالعمل، وبدأ هو يعمل على التنظيف والترتيب كعادة صباحية، لكن ما زال عقله مشغول بالتفكير بفريده وما عرفة عنها وهل ستكون إختيار جيد لبناته وله؟ إذا استمر في طلبها للزواج بعد ما أخبرته عنها .
مسح وجهه متألماً من الحيرة وهو يفكر في نفس الأمر ولم يصل إلى حل بعد كل هذا الوقت و تعمد عزل نفسه، ورمي همومه و مشاكله أمام عينيه، باحثاً عن الحل المناسب.. هو نظرته فيها لم تتغير بعد كل ما قالته له وما قرأه على صفحة الأخبار على الإنترنت. كانت تحكي فيها قصتها، وطبعاً لم تكن كلها، فقد روت له الجزء الأصعب من تخلي عائلتها عنها بسبب مطالبتها بحقوقها.. وهو يعرف جيداً هذا الشعور العيش بلا اسرة أو سند في الحياة، ناهيك عن المعاناة من الألم والظلم.
هو في الحقيقة لم يشمئز منها، لكنه يخشى أن يؤذيها من خلال اقترابه منها عندما يقترب دون أن يفكر في ذلك، ثم يجدها غير مناسبة وياذيها في ذلك الوقت برحيله، لكن لما ينفر منها هي لم تفعل أي شيء خاطئ! اغتصبت المعنى واضح؟؟ لقد أُجبرت على ذلك.. ولم يكن برضاها.. ولم توافق على أقامت علاقة معه.. كل ما في الأمر هو أنه شبيه الرجال ذلك لم يفكر بالله أو يشفق عليها عندما أغتال جسدها بلا رحمة وبلا حق! حتى ذلك الحقير اغتصبها للمرة الثانية بعد الزواج، معتقدًا أن هذا حقه، ولم يفكر في حديث الله عندما قال
و عاشرهن بالمعروف!
يعرف جيد قسوة هذا المجتمع عندما يضع نفسه الجلاد أمام الضحية ويعطي نفسه الحق في محاسبة الآخرين دون أي مبرر أو حق، فهو أيضا ذاق قسوتهم التي لم ينساها في حياته عندما كان طفلاً صغيراً عاش ونشأ في الملاجئ ولم يعرف شيئا عن أهله ولم يكن ذلك خطأ بالتاكيد، لكن دائما الناس عندما تجد طفلاً رضيعاً أمام أحد الملاجئ، تسارع الشائعات إلى القول إنه ربما نشأ الطفل نتيجة علاقة غير شرعية... ويبدأ المجتمع بالحكم عليه دون دليل أو حق! هكذا كانت طفولته. نشأ وهو يستمع إلى تلك المحادثة... وعندما تبنته سيدة ذو قلب طيب لم يتوقف الناس عن قول تلك الأشياء بالطبع... وبسبب ذلك المجتمع كره طفولته وشعر بفترة في حياته أنه يفقد ثقته بنفسه ويلوم نفسه على ذنب لا علاقة له به، حتى يتذكر جيد عندما كان يتقدم لخطبة فتاة ما، وهو في بداية حياته! كانوا يرفضوا البعض لهذا السبب لأنه لا يعرف شيئاً عن عائلته... وربما كان طفلاً لقيطاً.
بينما لمحته لوزه من على بعد وهو يقف بداخل الورشة بمفرده، أسرعت في خطواتها لتلحق به قبل أن يعود عوض أو تأتي الزبائن له، فكانت الظروف مهيئة تمامًا لكي تنفرد بالحديث معه دون أن يراهما أي شخص، عدلت من حجابها أعلي رأسها وهيئتها متأكدة من تناسق عبائتها على جسدها قبل أن تقترب منه ثم همست راسمة ابتسامة عريضة على ثغرها
= ازيك يا سي بدر اخبارك ايه .
حك بدر مؤخرة رأسه وهو يجيبها بعدم مزاج
= الحمد لله يا لوزه، عوض راح يشتري حاجه و الاحسن انك تستني في البيت لانه هيتاخر علشان راح يجيب طلبات للورشه من بعيد
تحركت خطوة نحوه لتقلص المسافات بينهما متسائلة بغيظ
= هو انا كل ما اجي ليك تفتكرني جايه لعوض طب اديني هقولها لك صريحه انا جايه لك انت وكل مره كنت باجي بعمل حجتي عوض عشان أشوفك، عشان بتوحشني يا سي بدر
تراجع مستنكرًا جرأتها والتي لم تعجبة مطلقاً وهو يرد بانفعال طفيف
= لوزه ما يصحش الكلام اللي انتٍ بتقوليه، لو حد سمعك من الناس في الشارع دلوقتي هياخدوا عنك فكره غلط غير انك قريبه صاحبي وعيب تقولي كده لاي حد حتى لو بتحبي، لازم كرامتك تبقى هي اللي اهم عندك من حبك لاي حد .
رمقته بنظرات معاتبة، بدت أنفاسها مضطربة وهي تتطلع إلى وجهه بأعين مشتاقة بحب جارف، وتعجب من طريقتها الغير مريحة معه، ومن نظراتها التي لا تحمل أي حياء أو حرج، وأظهر نفورًا واضحًا مما تفعله لكنها لم تهتم و أكدت على عبارتها وهي توميء برأسها قائلة
= ما انا دوست على كرامتي عشانك! عشان تعبت من انك مطنشني ولا عاوز تديني ريق حلو، انا مش عيله صغيره ومش فاهمه مشاعري ولما قلتلك وحشتني فعشان بحبك.. بحبك فعلا وقصداها، وقلتها من غلبي عشان لقياك مش حاسس بيا خالص
نظر لها شزرًا وهو مرددًا بسخط شديد
= شوف اقول لها ايه تقولها تاني، لوزه قلت لك ما تقوليش الكلام ده وما ينفعش تبقي صريحه كده مع حد انت مش عارفه نواياه و ممكن يستغل لك في طريق وحش، اسمعيني كويس يا بنت الناس انا بعتبرك زي أختي وعمري ما هبصيلك بطريقه ثانيه ولا هفكر فيكي بالطريقه دي؟ مش عاوز اجرحك بس انا صريح معاكي عشان ما تفضليش متعلقه بوهم عمره ما هيحصل .
امتعضت تعابيرها حينما رأته يصر علي رفضها، حينما سألته بعتاب بصوت حزين
= طب ليه هو انا ناقصني حاجه عشان تحبني، لو عشان اتضايقت من جرأتي وان انا اعترفتلك بحبي اوعدك مش هعمل كده تاني بس اتقدملي واطلب ايدي من عوض جوز اختي.. أنت ما تعرفش انا ببقى حالتي عامله ازاي كل ما أتخيلك ممكن تروح تتجوز غيري تاني .
فرك رأسه بانزعاج واضح عليه، وجاهد قدر الإمكان ألا يبدو فظًا معها، لكنها أخرجته عن هدوئه الحذر، لذا هتف بغضب شديد
= استغفر الله العظيم! لوزه انا عمال اتكلم معاكي بالراحه وبهدوء رغم ان انا مضايق ومتعصب من طريقتك دي! شيلي التخاريف دي من عقلك! أنا عمري مابصيتلك، ولا هبصلك أصلاً! وقبل كده قولتلك إننا أخوات، يا ريت تفهمي ده كويس عشان تريحي نفسك مني!
لم ينتظر ردها بل اتجه للداخل لتحاول إيقافه فلا يستمع لندائها، لا تنكر أن قلبها تألم وشعرت بالندم لأنها تجرأت على ذلك الاعتراف بلا فائده، لكنها تأملت أن يرضى بدر بالأمر الواقع ويلتفت لنفسه التى اهملها منذ زمن، ضغطت على شفتيها السفلى هاتفه بقلب مفطور
= يا كسرة قلبك يا لوزه! اهو مش رفضك وبس ده حسسك كمان قد ايه انك رخيصه.
غابت عن ناظريه ليزفر بغضب متمتما بسباب لاذعه متهمها بما آلت إليه حياته من بؤس، اغمض عينيه بتعب شديد وقد عزم على المضى قدما نحو طريق فريدة يجرب حظه،
لكن بالاول عليه فعل خطوه أهم، وهمس بحسم
= مفيش حل غير كده هصلي صلاه استخاره وبعد كده احدد القرار النهائي من ناحيه الموضوع ده .
غادرت لوزه، ليحول بدر أمره لله؟؟ إن ساقه إليها فكل الخير معها وإن تقطعت السبل فعليه بالرضا لكن فى المرة القادمة سيحسن استغلال أى فرصة تصل له كاشاره نحوها .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية