-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 13

 

 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



اقتباس 

الفصل الثالث عشر


تم النشر بتاريخ

13/10/2023



داخل قسم الشرطة، نظر بدر إلى وجه فريدة وهي تجلس على المقعد أمام مكتب الضابط، ونظر إليها بنظرات قوية دون أن ينطق بكلمة واحدة، لكنه كان يستشعر التغيير الذي حدث فيها. أراد أن يحررها من حصار أسر فبالصدفة وجدوها هناك تسير هاربة من أمام منزل أسر.. ولكن عندما ألقت الشرطة القبض على الجميع هنا للتحقيق، فوجئ الجميع بأن فريدة نفت أن يكون لـ أسر أي علاقة باختطافها، و لم يختلف الأمر صدمه عن آسر ايضا، الذي تفاجأ بما قالته فريدة وأنها برأته رغم كل ما فعله بها ولم تريد أن تضيع مستقبله في لحظة تهور، عكس ما فعله، أخفض رأسه بيأس وحسرة، ثم تسائل الضابط مرة أخرى بهدوء


= لاخر مره هسالك يا مدام فريده، متاكده مش خطيبك السابق أسر هو اللي خطفك زي ما خطيبك الحالي جه هنا وبلغ عنه واحنا اتبعنا على ده الأساس وعرفنا بيته ورحنا نسال عليه ولا البيه ده أصلا مش خطيبك..

بعد كل وجع الدماغ اللي عملهلنا وكان جاي ومتاكد اوي ان انتٍ اتعرضتي لاختطاف وهو  اللي خطفك .


ارتعش جسدها لمجرد سماع سؤال الضابط و هو كان يقف خلفها، وانتفض قلبها بقوة من كلماته،لم تتوقع وجوده مطلقًا والأهم من ذلك  

لم يكتفي بالبلاغ ضد اسر بلا ظل هنا حتى يطمئن عليها، تعلم جيد اذا انكرت بأنه خطيبها من الممكن يتعرض لمسألة قانونيه بتهمه البلاغ الكاذب لذلك كان عليها التاكيد على حديثه، وهزت رأسها بالإيجاب وهي تقول بنبرة متوترة


= آآ لا هو خطيبي فعلا، و انا فعلا اتخطفت زي ما هو قال! بس زي ما قلت لحضرتك اللي خطفني واحد تاني غير أسر، انا ما اعرفوش وسابني بعد كده لما ضربته وهربت منه وبعد كده شفتوني بالصدفه وانا بهرب .


أنصدم أسر بكونها صرحت أن ذلك الشاب خطيبها بالفعل، وكأنها تكمل عليه لتقتله بلا رحمة، لكن هو من بدأ ذبحها..نعم ذبحها بكل قسوة..بكل جبروت.. بكل أنانية.


بدأ الضابط غير مقتنع بما تقوله، فكل ما يحدث يشير إلى العكس تماماً، وهو متأكد من أن حديث بدر صحيح وانه اختطفها بالفعل لكنها تصر على الانكار؟ وذلك بالتاكيد سيعطي نتيجه عكسيه وربما لا يستطيع محاسبه الاخر على فعله طالما لا يوجد دليل! سألها مجددًا بجدية


= ممم مش شايفه انها صدفه غريبة نلاقيكي في نفس الشارع و المكان اللي ساكن فيه خطيبك السابق؟؟ لو مهددك باي حاجه يا ريت تقوليلنا وما تخافيش .. خطيبك السابق هو اللي كأن خطفك ولا لأ !! 


هزت راسها برفض قائلة بإصرار دون تفكير بالأمر 


= لا مش أسر هو اللي خطفني وما فيش حد مهددني وانا متاكده من كلامي.


بعد فتره خرج الجميع من قسم الشرطة، حتي أسر فلم تجد الشرطه عليه اي بلاغات سابقه وحتى حالياً رفضت فريده ان تعترف بالحقيقه وأن من خطفها لذلك اطلق سراحه الضابط، تحركت فريدة وكانت منغمسة في ألمها حيث شعرت بتيبس في عنقها، بألم طفيف في أجزاء متفرقة من جسدها بسبب ربط أسر لها، لكن صدمت حينما رأت بدر ينظر لها بوجه متجهم، إبتلعت ريقها وهي تقول بحذر


= مالك بتبصلي كده ليه انت كمان؟ بدر من فضلك انا تعبانه وفيا اللي مكفيني مش ناقصه 


وقف قبالتها مسلطًا أنظاره عليها وهو يسألها بانفعال شديد


= هو انتٍ بجد بتساليني مالي هو انتٍ مفكره كلامك إللي جوه دخل عليا ولا حتى دخل على حضره الظابط، بس هو سابه بس عشان ما فيش دليل وانتٍ إزاي تبرئيه بعد اللي عمله كده عادي وليه أصلا؟؟ أنا الحق عليا اول ما سمعت صوتك بتستنجدي باي حد وانا بكلمك جيت وبلغت بعد ما رحت الدار اطمن عليكي..  

وفي الاخر تقولي مش هو؟ ما كان قدامك الفرصه تخلصي منه ومن زنه كل شويه 


رمقها بنظرات مليئة بالغضب والغيظ وهتف قائلا بتهكم


= ولا شكلك كده كنتي مبسوطه ان هو اللي طلع خطفك وصعبانه عليكي تضيعي مستقبل حبيب القلب .


كأنها تراه للمرة الأولى، وهى حقا تراه للمرة الأولى بتلك الحالة من الغضب التى وصل إليها، دارت عينيها وخفق قلبها بقوة فهى لاتزال تشعر بالخوف من هيئته، استغرقت عدة دقائق حتى استجمعت شجاعتها وبدأت تتحدث بحده وتحذير


= حاسب على كلامك ويا سيدي متشكره ان انت سبت اللي وراك واللي قدامك وجيت تدور عليا، واسفه ان انا عطلتك .


هز رأسه بيأس منها ثم أردف قائلا باقتضاب


= وانا مستني منك شكراً ولا أسف خلاص انتٍ حره تعملي اللي انتٍ عاوزاه انا مالي.. ومش محتاجه تقوليها في وشي اني ابعد عنك وانتٍ مش طايقه وجودي! انا فهمت من نفسي و اوعدك من النهارده هبعد عنك ومش هقعد انطلك زي اللي جوه كل شويه وبالعافيه اقرب منك .


في تلك اللحظة كأن يخرج أسر من قسم الشرطه، و وجد من بعيد فريده وهي تقف مع بدر كعادتها لكن هذه المره غير! فقد اعترفت وهي بالداخل بانه خطيبها، تملكه إحساس الندم، أدرك أنه ارتكب من الأفعال الكثير التي جعلته يخسرها للأبد وما تبقى من حياته.. ثم لاحظ أسر الوجوم الذي حل على قسماتها و رأى ذلك الحزن البائن في نظراتها، توقع أن يكون حديث بدر أزعجها؟ واقترب خطوه بغضب منه حتى يرى اذا كانت بحاجه الى مساعده؟ لكن توقف مكانه حين راى فريدة تتحرك خلفه بسرعه وهي تحاول منعه من الرحيل، وهتفت معترضة بنبرة شبه مرتفعة


= يا بدر استنى من فضلك انا والله ما قصدي اضايقك بكلامي بس انت مش هتفهمني، هو فعلا أسر اللي خطفني زي ما انت سمعت على التليفون بس ما كانش ينفع اقول ومش عشان بحبه زي ما انت فاكر انا خلاص طلعته من دماغي من زمان.. وهو اصلا كان خاطفني عشان عاوزني اوافق اتجوزه وانا لو كان لسه في دماغي ما كنت اتجوزته وريحت نفسي.. 

بس الموضوع ان انا مش عاوزه مشاكل ولا عاوزه اضيع مستقبله بسببي؟ هو لي أهل هيتيتموا من بعده.. امه واخته ما لهمش غيره حاجه زي كده لما تحصل هم كمان هيتاذوا من بعده واذا كان هو ما فكرش فيهم؟؟ انا فكرت فيهم 


تنهدت لتضيف بعد صمت طويل بقله حيلة 


= وبعدين ايه اللي هستفاده لما ادخله السجن واضيع عمره على غلطه زي دي! و انا متاكده انه ندمان عليها دلوقتي.. ربنا يهدي خلاص بعيد عندي بس انا لو كنت اعترفت عليه جوه كنت هحس بتأنيب ضمير طول حياتي رغم أني مش غلطانه، بس السجن مش سهل برضه، و مش عارفه اقول لك ايه على مساعدتك ليا  متشكره جدآ يا بدر... لولا انه سمع صوت البوليس ما كانش هيسيبني فعلا والله اعلم كان هيحصل لي ايه؟ عمري في حياتي ما هنسي الجميل ده .


لم يكن أسر قد ابتعد تمامًا فوصل إلى مسامعه صوت بدر الحاد والمزعوج، تخوف أن يحدث صدامًا بينهما بسببه، بدأ متوتر للغاية لمعرفة ما الذي يتحدثون حوله، راقب أسر نظراتهم لبعض بينهما ليتأكد أن هذا الشاب قد احتل مكانه في حياه فريدة وهى ليست ملامة على ذلك لقد منحته فرصته وهو تخلى عنها لأجل مصلحته هو يستحق تلك الخسارة الفادحة، يستحق ذلك الألم، يستحق هذا النكران.. هز رأسه بأسف.. و بدأت ترتخي ملامح بدر عندما بدأ يفكر مثلها بالموضوع من وجهه نظرها ليشعر نوعاً ما، بالاقتناع قليلاً وأنها محقه لم يفيد ضياع مستقبله بشيء خصوصا بأنه مسئول عن أسره و لاجل أسرته فقط وليس خوفاً عليه أو منه؟ رغم انه لم يفكر بكل ذلك من الأساس، تنهد بصوت مسموع واجاب موضحًا بهدوء


= العفو انا ما عملتش حاجه واي حد مكاني كان هيعمل كده واكتر، المهم ان انتٍ كويسه.. و جايز فعلا معاكي حق أنك ما اعترفتش عليه جوه عشان أهله حتى، بس يا ريت بس ما يعملش حاجه تاني ونصيحه مني لو زود في عمايله المره الجايه لازم تبلغي عنه؟؟ لان هيكون خلاص اتاكد أنه مهما يعمل مش هتبلغي عنه .


كأن محق في ذلك أسر تخطي حدود المقبول في تصرفاته المتجاوزة، طأطأت رأسها مرددة بتأكيد


= ما تقلقش عليا لو عمل حاجه فعلا تاني مش هسكت .


لاحظ بدر أسر وهو يقف بعيد بمسافه منهم و يراقبهم، لذلك أردف قائلا بلهجة صارمة وقوية


= طب تعالي اوصلك بقي الوقت أتأخر اوي و ما ينفعش تمشي لوحدك.. خصوصا أن ولاد الحرام كتروا وبقى ما عندهمش ضمير .


أستمع أسر الى كلماته الذي قالها بصوت مرتفع حتى تصل اليه، ضغط على يده بغضب مكتوم بينما عاد بدر يضيف بنبرة حادة


= يلا يا فريده .


أومـأت برأسها خانعة لقراره الصارم وهي تتابع خطواته بقلب ملتاع، ظل أسر مكانه يراقب رحيل فريده مع بدر ! لقد أنهي الحب الذي كأن بينهما دون قصد منه، وبات الأمر متأزمًا بصورة أكبر، وقف في مكانه عاجز عن التفكير فيما سيفعله بعد الآن؟ حتى يسترجع فريده له! فماذا سيفعل بعد كل ما حدث، هو من تركها من البدايه وعاد يبحث عنها الان بعد ان وجد نفسه وحيد بتلك الدنيا او ربما مثل ما اخبارته فريده هو عاد اليها بعد ان اكتشف مشكله عدم انجابه، وبعدها شعر بانها ستذهب الى غيره مره اخرى لذلك سعي الى خطفها دون ان يفكر في العواقب والان عليه أن يعترف أنه خسرها تماماً . 


شعر بخيبة الأمل لكونه فرط فيها من البداية وعرضها لاحقا للخطر، أضاع فتاة مثلها ذات أخلاق حميدة، أضاع كنزًا ثمينًا من بين أصابعه بسبب غبائه الشديد، واستمع إلى حديث والدته؟ ان الارتباط بفتاه مغتصبه ستظل وصمه عار يحملها طول حياته وسيندم على ذلك لاحقاً! هو بالفعل شعر بالندم لكن شعر بالندم لانه تركها وذهب لغيرها .


نظر فى إثرها بشفقة علي حاله وقلبه يتألم يرجوه أن يلحق بها... أن يضمها لصدره .. أن يخبرها انها هى فقط مالكة دقاته ..هى فقط معذبته ومنجاته..لكن بالطبع لم يستطيع أن يلبي نداء قلبه بذلك الوقت بالتحديد! فقد أصبحت لغيرة.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة