رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 16 الأحد 22/10/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل السادس عشر
تم النشر يوم الأحد
22/10/2023
بدأ ليلها طويلاً رغم انقضاء معظمه، لكن عقلها لم يهدأ من كثرة التفكير، بقي سالم مع ابنته لساعات طويلة، يرفض تركها دون الاطمئنان عليها بينما كان يداعبها ويواسيها، في حين يتركها هنا وحدها تضرب رأسها بالحائط. لم يزعجها ذلك، لكنه على الأقل يعطيها فرصة للدفاع عن نفسها وشرح الأمر له وموقفها. و أسبابها! يعاملها كما يعامل ابنته دائمًا! لما طول الوقت يضعها في الجانب السيئ، في أي شكوى أو موقف تواجهه أمام ليلى، تكون هي الخاسرة.
ظلت تستعيد في ذاكرتها الموقف! هي بالفعل أخطأت لا تنكر ذلك، كان يجب ان تتمالك نفسها وتسيطر على اعصابها أكثر؟ لكن لم تستطيع فقد اهانتها تلك الصغيرة بطريقة صعبة التحمل بالاضافه الى كلماتها المهينه فالامر لم يتوقف هنا ولم يتكرر مره واحده، لذلك لم تتحمل، يكفي حقا لقد تحملت الكثير سابقا.. فلقد اتهمتها بشرفها بطريقة صريحة فكيف تصمت بعد كلماتها الوقحه تلك، بينما الآخر لم يصدقها .
نظرت حولها فلم تكون تلك الحياه التي كانت تتمناها وتتوقعها معه، لديها يقين ما، بأن تلك الصغيرة ابنته ليست صالحه وكل أفعالها تدل أنها مريضه نفسيه وتحتاج الى طبيب يراها، و مراقبة أكثر.. فلم تنسي عندما نظرت بأعينها المغلولة رأت فرحه و انتصار !! بسبب تحقيق مرادها، هي بالفعل تريد طردها من المنزل ومن حياة والدها بالكامل .
تقسم أنها شاهدت فرحتها السعيدة بما فعلته؟ وكأنها حققت انجاز عظيم وكانت تنتظره و تسعي له، عندما تشاجرت مع والدها وأصبح يبغضها بسببها، هي أنانية بحبها له وتملك قلب حقود متمنية في نفسها أن تفسد فرحتهم بأي شيء وبدون ان تهتم بالنتائج بعد ذلك، لكن تظل بالنهايه لديها عذر مقبول ولكن سالم هل لهذه الدرجه معمي عن أفعالها وتصرفاتها الخطيره .
من تزوجت هي! هل هو نفسه الشخص الذي خفق قلبها له، من ملأ فراغ حياتها واستحوذ على تفكيرها، رفعت تسنيم أنظارها لتحدق في سالم الذي كان متجهم الوجه ويقف على بعد خطوات منها، علقت قائلة بجمود
= كويس ولله انك افتكرت أن ليك زوجه و كانت محتاجه تشتكيلك وتتكلم معاك ! زي ما انت بتروح تطيب خاطر بنتك رغم ان هي اللي غلطانه .
صاح بها سالم بعصبية وهو يشير لها بيده
= يعني انتٍ مش غلطانه برده! تسنيم انا شفتك بعيني وانتٍ عاوزه تضربيها وتمدي ايدك عليها لولا لحقتك في اخر لحظه! ليلي حساسه جدآ وانا عمري ما عملتها بالطريقه دي
اتصدمت منك ومش لوحدها الحقيقه.. أنا عمري ما كنت أتخيل تعملي حاجه زي كده في
بنتي تحت أي سبب ولا مبرر .
انزعجت تسنيم من طريقته الحادة خاصة أن مزال يزداد تشبثًا و تصديق أكاذيب أبنته، فردت قائلة بعبوس
= هو انت حتى بتسمع مبرراتي؟؟ انت بتصدر عليا الحكم وخلاص من اول ما بتسمع كلمتين من بنتك و بتصدقها وانا لأ، رغم ان كلامها كله مش حقيقي وهي بتالف قصص كتير ما حصلتش وبتكذب.. ومش اول مره تعملها؟ في الأول كنت بقول معلش غيرانه مني! عيله صغيره لسه مراهقه وحاطه في دماغها ان انا وحشه وممكن اؤذيها .. لكن اكتشفت ان هي اللي بتاذي اللي يقرب منك .
أشاح بوجهه للجانب مبرطمًا بكلمات متشنجة لم تفهمها بوضوح، وظلت تلك الرجفة القوية تعتريها، وردت بحذر وهي تبتلع ريقها
= سالم صدقني بنتك مش طبيعيه وفيها حاجه ومحتاجه تعرضها على دكتور يشوف سلوكها، هي قالتلي في وشي انها كلها مجرد وقت وهتطلعني من هنا زي ما عملت مع غيري! تقدر تقولي معنى كلامها ده ايه؟؟.
لوح سالم بذراعيه أمام وجهها صائحا بنفاذ صبر وغضب عارم
= تسنيم خلي بالك من كلامك! حتى لو قالت كده أكيد مش في نيتها انها تاذيكٍ فعلا ولا تعمل حاجه، هي عمرها ما اذيت حد أصلا ولا من النوع ده؟ ايه الكلام الغريب اللي بتقوليه ده اصلا.. تلاقيكي انتٍ اللي فهمتي كلامها غلط؟ ولا بتقولي اي كلام عشان تغلوشي على غلطتك؟ عيله صغيره زيها ايه اللي ممكن تقدر تعمله وهي في سنها ده .
ردت عليه بسخط بارز على تعابيرها ونبرتها
= انا بحاول انبهك على بنتك عشان تلحقها وانت تقول لي بتغلوشي على عملتك؟ يعني انت برده مصمم ان انا اللي غلطانه واللي بنتك قالته صح؟ ومصمم تصدقها وتكدبني انا ..
رد عليها سالم بصوت غليظ ولم يقنع بكلماتها
علي الاطلاق
= تنبهيني عن ايه؟ هو انتٍ اللي بتقولي ده حد يصدقه؟ كل مره بدخل بشوفك فيها بتحاولي انتٍ اللي تاذيها ودلوقتي بتقولي لي هي اللي عاوزه تاذيكي؟؟ انا اللي بفضل اطلعلك مبررات كل مره مش انتٍ يا تسنيم .. واحد غيري ما كانش اتصرف بعقل لما يشوفك في مواقف زي ده مع بنته، وانتٍ عارفه ليلى بالنسبه لي ايه؟ دي بنتي الوحيده و ما بيستحملش عليها اي اذيه .. ما بالك اللي بياذيها ده اقرب الناس ليا، بتحطيني في الموقف ده ليه مش فاهمك .
اتسعت عيناها متألمة ومستنكرة تفكيره فيها
لترد بصوتها المتشنج ونظراتها المحتقنة نحوه
= قلبت الايه في ثانيه وطلعت انا زوجه الأب الشريره كالعاده، ماشي براحتك مصمم تشوف بنتك ملاك وما بتغلطش وانا الوحشه خلاص انا مالي انت حر، ما هو في النهايه كل واحد بيحصد نتيجة اللي زرعه وانا مش هغصبك تصدقني ولا هعرف اعمل زي بنتك ما بتعرف ما شاء الله عليها .. واستخدم اساليبها .
جز علي أسنانه بعنف، هادرًا بنفاذ صبر
= تقصدي ايه بكلامك المستفز ده .
شحوب مريب حل على بشرتها حينما رأت تلك القسوة تنبعث من نظراته و معاملته لها، لتهتف بجدية حذرة
= يعني انت في الاخر اللي هتدفع وتشيل عمايل بنتك مش انا يا سالم! انا حاولت اقرب منها زي ما انت قلتلي وشفت منها اسلوب وكلام صدمني واهانتني بالمعنى! والكلام الغريب اللي قالتهلي خلاني أشك ان في حاجه في أسلوبها غريب؟ واول حاجه جت في بالي أن لازم اقول لك عشان تلحق بنتك وفي الآخر ده ردك؟؟ يبقي خلاص .
ساد صمت ثقيل بينهما للحظات عجزت فيها عن إيجاد المزيد من الكلمات المناسبة لإخراجها من حالة الصدمه المتمكنة منها، ثم قالت بصعوبة
= أنا رايحة أنام برة.
استاء من تصرفاتها وكلامها نحوه أبنته، فلا يحتاج الأمر لكل هذه العصبية ثم رآها تلتقط الوسادة و المفرش من فوق الفراش، اشتعلت عيناه بعنف فقبض على معصمها ناهراً
= ارجعي مكانك نامي وبلاش شغل العيال ده
هو انتٍ كل ما نتكلم ولا نتناقش في حاجه؟ هتتقمصي ذي العيال الصغيره وتسيبي الاوضه وتمشي تروحي تنامي في حته ثانيه
هزت رأسها برفض شديد، وأشار لها بكفه آمرًا
مضيفا
= اسمعي الكلام، مش مع كل نقاش بينا هنوصل لكده... انا مبحبش تصرفات الستات وصغر عقلهم
لم تشعر بنفسها إلا وألقت ما في يدها فوق الفراش، ثم نظرت له شزرًا وهي ترد بجمود
=بس الاسلوب اللي انت بتكلمني بيه مسموش نقاش.. ده كان اتهام وظلم لي وانت حتى مش راضي تسمع وتصدق غير بنتك ولا تخليني ادافع عن نفسي.. وبعدين انا لحد دلوقتي بحاول اتصرف بعقل وما تسرعش!
اختنق صوتها للحظة حينما تذكرت وضعها الحالي المعقد، واضافت بمرارة
= وكويس إني بغضب في نفس البيت! لكن مين عارف مره من المرات الجايه هغضب فين ؟.
توتر من تأثير كلماتها الغامضة، وفهم ما ترمي إليه! احتج سالم قائلاً بحدة
= تقصدي ايه بكلامك بقى؟ هو انتٍ بتهدديني انك هتسيبي البيت يا تسنيم
عادت تلتقط اشياءها من جديد، لترد بتردد وبقلب منقبض، فبالتاكيد لن تظل هكذا طول حياتها وتتحمل تلك المعامله! ربما يأتي يوم وتفر دون عوده
= افهمها زي ما تفهمها بقى .. عند أذنك يا حضره المحامي .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية