رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 17 الأربعاء 25/10/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل السابع عشر
تم النشر يوم الأربعاء
25/10/2023
بدأت الأمطار تتساقط في تركياً بشكل سيئ جدا، لتتحرك مهره تقف في زوايا الشارع بعد الانتهاء من دوامها بالمدرسه اليوم وهي تنتظر وصول السائق حتى تذهب معه إلي المنزل، لكنه تأخر على غير العاده اليوم!.
ظلت مكانها دقائق طويلة وبدأت تشعر بالبرد والقلق وهي تنظر حولها بتوتر شديد فلم يأتي أحد لها، ثم تحركت خطوات للامام و أنتبهت من شرودها لبوق السيارة الذي يضرب بعنف وأصوات الضجيج من حولها فنظرت بأتجاه الفتاة التي تحدثها لتخبرها بأنها تقف في وسط الطريق وعليها أن تتحرك حتي تمر السيارة فنظرت خلفها لتجد سيارة تقف علي بعد قليل منها وكادت أن ترتطم بها ويوجد بداخلها شاب فحالت ببصرها بسرعه دون أن يلفت نظرها وتنحت جانبا حتي يستطيع أن يمر .
أخفضت رأسها بسرعه وشعرت بالتوتر وقبل أن تسير بعيد ظهرت سياره أخرى وكادت ان تصطدم بها، حتي جذبتها يد ما ؟ على آخر لحظه لتقع في أحضانه بحماية، تسائل عقلها من يكن ذلك؟ وقبل أن تجد الجواب لشكها، ضمها بأذرعيه لتصبح هي أسيرة أحضانه مجبرة! شهقت مهرة مذعورة، ليسمع صوت انفاسها المفتعله وقال بنبرة هادئه
=لا تقلقي أيتها القزمه .. لا يوجد شئ خطير انتٍ بخير .
طالعته مهرة بأعين دامعه بخوف وخجل لتجد
رسلان هو من يحتضنها وانقذها، لذلك ابعدته عنها بسرعه وقد تراجعت خطوات للخلف أمامه وكأنها تنفر أقترابه؟ و هذا الشعور الذي وصله ولكن هي تفعل ذلك كما تراه فهو الي الآن لم يركز انها محجبه وهذا يعني أن تتبع اصول اسلامها، ثم أعتدل في وقفته يطالعها بملامح جامده، وبدأت مهرة تلتقط أنفاسها الاهثه بذعر حينما رأته انقذها بآخر لحظات، ثم سحبت نفسًا عميقًا لتضبط به حالها متسائلة بتوتر طفيف
=لقد أنقذتني من الموت
غمز رسلان لها قائلاً بتسلية
= ترى، حياتك الآن أصبحت ملكي.. يعني أنتٍ ملكي أنا.
قطبت مهرة جبينها باستغراب فهي ما زالت لم تعتاد على طريقته الغريبه والغير واضحه في التعبير، وتعقدت تعبيراتها نوعًا ما قائلة باستياء
=لك؟! لو هكذا كنت تركتني أموت أفضل.
نظر إليها بعصبية واضحة عليه فهل كل شيء تأخذه على محمل الجد، ثم رد بنبرة جافة
= هل سمعتي من قبل عن شيء اسمه مزاح، لماذا تصدقي كل شيء بالعاده هكذا؟!
ازدردت ريقها هامسة بحرج
= اترك يدي
ترك يدها بضيق، وهتف مؤكدًا بقوة
= أوه، انتٍ صعب حقا.. لقد امسكتها لانقاذك وليس حبا فيكي.
زادت حمرة وجهها عندما عادت ذكرتها من احتضانه وتقربه منها في الطريق العام أمام الناس، خشيت أن تراها والدتها وهم هكذا وهي كانت تحذرها من الإقتراب منه أساسا، فتحرجت منه قائلة بتذمر
= نعم، أنا صعبة للغاية. أشكرك على إنقاذ حياتي.. لما انت هنا؟ اقصد اين عم كنان السائق
أجابها الآخر ببساطة وهو يشير بيده
= تسبب في حادث مروري بسبب الأمطار الغزيرة كما تري، الطقس سيئا للغاية و تم نقله إلى المستشفى وعندما أفاق من غيبوبته المؤقتة، اتصل بوالدي وأخبره أنه لن يستطيع أخذك اليوم وكما تعلمي لقد ذهب والدي ووالدتك في نزهة ولم يعدون اليوم! لذلك لم يتمكن والدي من العثور على أي شخص آخر لياخذك غيري، و أنا هنا مضطر .
انصدمت وشعرت بالحزن تجاه السائق، وتابع الآخر حديثه قائلاً بنبرة حادة
= اعلم بانك لا تريدي رؤيتي او التعامل معي، لكنك مضطره مثلي أن تتحمليني حتى اوصلك الى المنزل فانتٍ ما زلتي لا تعرفي طريق العوده.. صحيح ؟.
عقدت حاجبيها بتعجب، لتتساءل بغرابة شديدة
= ومن اخبارك انني مستاءه لهذه الدرجه لرؤيتك؟ الامر عادي بالنسبه لي .. فلما ساضطر التعامل معك وانا لا اريد
تنهد هو محدثًا، بانفعال طفيف
= تساليني انا؟ اذهبي واسالي والدتك بنفسك او تذكري ما الذي اخبرتيها بي حتى تشتكيني الى أبي بان لا اقترب منك إلا بحدود والافضل لا اتعامل معكٍ.. ولا انسى اننا اخوه .
هزت رأسها برفض باستنكار و عللت قائلة بحدة
= ماذا؟ انا لم اقول الى والدتي شيء كهذا، هل بالأساس فعلت شيء حتى اشتكي؟ انت مخطئ.. ذلك لم يحدث مطلقاً
صمت رسلان لحظة قبل أن يتحدث بتريث
= اعتقدت أنك غاضبة مني عندما عرضت الرقص عليكي ليلة الحفلة وتحدثت معك بطريقة مبالغ فيها في ذلك الوقت، وربما فهمتي الأمر بشكل خاطئ وذهبتي إليها لتشتكي، لكن هذا يعني أن والدتك هي التي لا تريدك تتعاملي معي.
ردت بنبرة جافة متطلعه نحوه بنظرات ذابلة
= عذرا لكن الامر ليس كذلك، أمي تخشى التعامل مع الأشخاص الأغراب والتي لا تعرفهم في البدايه! لذلك دائما تحرس على ان تضع حدود بينها وبين الآخرين احتياطي حتى لا يحدث شيء سيء في المستقبل وحسب، وانا كذلك بالتاكيد .. لكن والدتي لا تكرهك ولا لا تريد ان تتعامل معك .
هز رأسه بهدوء بعد أن تفهم الأمر ثم ألتفت برأسه للجانب صائحًا بحماس
= حسنا فهمت، ايمكننى الآن دعوتك لنشرب كوبا من القهوة ؟؟ أو ما شابه ؟؟
توقفت بجوار سيارته وهو يخرج المفاتيح بهدوء وأجابت قائله بإبتسامة لطيفة
= هل نسيت ما قاله لك والدك؟ ألا تتجاوز حدودك معي، وأن تتعامل معي وكأنني أخوه بحق؟
ليرفع أحد حاجبيه بغيظ شديد وأجاب باستفزاز متعمد
= كما تشائين أيتها القزمه، هيا حتي لا تصابين بالبرد .
صعدت مهرة السيارة بالخلف مبديه سخطها بشدة، وعلقت عليه قائلة بتجهم
= بالمناسبه أسمي مهره.
نظر رسلان في المرأة ليحدق في عينيها بنظرات هادئة تسير استفزازها اكثر، ثم حرك رأسه للجانب قائلاً بتسلية وهو يبتسم لها
= اعلم إسم مميز، وأنا رسلان وادرس اداره اعمال .. تشرفت بمعرفتك أيتها القزمه.
رمقته بنظرات أكثر ضيقًا وهي تقول مفسرة
= أنا لا أقول ذلك لتقديم نفسي! أخبرك باسمي حتى تعرف أن لدي اسم خاص بي؟ ها؟؟ لذا توقف عن مناداتي بالقزمه.
ضحك علي سخطها و رد عليها مداعبًا
= إنا ليس بهذا الغباء. أتفهم ما تقولي بالطبع، لكن لقب قزمه أفضل ويناسبك.
تنهدت بضيق قبل أن تهمس باستنكار منفعل
= لا فائده منه.
سـاد صمت بينهما طوال المسافة المتبقية من وصولهما، لم يتبادلا فيها الحديث إلا بكلمات مقتضبة فقط، حرص على عدم إزعاجها مره اخرى وهي ظلت تفرك أصابع كفيها بتوتر بادٍ عليها، فلم سبق أن جلست مع رجل غريب عنها ويكون منتبه معها لهذا الحد ويتعامل دون تكلفه وكأنه يعرفها منذ زمن! مر ببالها ذلك الموقف المحرج عندما انقذها و وجدت نفسها بين احضانه! ارتباكت بتوجس مزعوج من فعلته، وهو اعتقد لوهلة أنها ربما تفكر في طريقة للاعتذار منه بصورة لبقة عن أبعاده عنها بذلك الجفاء دون مبرر، لكنها ظلت صامته! سحب زفيرًا عميقًا ليدعم به نفسه قبل أن يكسر الحاجز الجليدي بينهما هاتفًا بنبرة مهتمه
= هل انتٍ بخير؟؟احممم اقصد امورك على ما يرام في مدرستك الجديدة !
لم تستدر نحوه، وظلت محدقة للجانب ثم أجابته بإيجاز
= جيده.
بعد برهة وصل بها إلى المنزل وأوقف السيارة عند مدخل باب الفيلا وترجل من السيارة وهي خلفه، تفاجأت من هدوء المكان، وتساءلت قائله بتعجب
= لما الفيلا هادئه وكان لا يوجد أحد بها
أجابها رسلان ببساطة
= لأن بالفعل هكذا؟ الجميع رحل ولا يوجد اشخاص بها، لقد ذهب الجميع للاطمئنان على صحه العم كنان بالاضافه الى العاملين هنا عائلته بالأساس وبالتاكيد لم يتركوا بوضع كذلك دون الاطمئنان علي احواله.
توقفت مكانها متجمدة، و سألته بتوجس كبير
= مهلا ! اتقصد لا يوجد احد بالمنزل غيري انا وانت فقط.
هز رأسه مبتسماً بخبث و رد عليها مداعبًا
= نعم صحيح، لكن لا تخافي لقد توقفت عن أكل الأقزام والفتيات الجميلات مثلك منذ وقت طويل.
رفضت مهرة الالتفات نحوه قائلة بجمود
= هل انت دائما هكذا لا تتحدث بجدية مطلقاً .
رد عليها رسلان مبتسمًا بطريقة مثيرة للأعصاب
= إنا كذلك لا اكف عن الحديث إلا لتناول الطعام .
ردت عليه بابتسامة متكلفة
= كان الله بعون من حولك حقا.
عقد حاجبيه بضيق شديد نوعًا ما قائلا بحذر
= بمناسبه الطعام، أنا الآن جائع ولا يوجد خدم بالمنزل غيرنا.. و احتمال اذا طلبت طعام لم يصل، فمن سياتي بهذا الجو والعاصفه والامطار لم تتوقف بالخارج .
استدارت ببطء نحوه قائلة بشك
= هل تلمح تقريباً إلى شيء ما، بأن أذهب وأعد لك الطعام مثلا؟ هذه بالتأكيد مزحة من هزارك الثقيل، وأتمنى أن لا يكون ما أفكر فيه صحيحاً. لدي الكثير من الواجبات المدرسية ويجب أن أنهيها مبكراً.
هز رأسه علي الفور مصرًا على أن تصغي له، هاتفًا بجدية زائف
= أنا صاحب المنزل وأنا من يقرر. على الأقل اعتبره رمزا شكرا لإنقاذك اليوم
لوت شفتيها بامتعاض ولم ترد بينما نظر لها مطولاً معمقًا نظراته نحوها وهو يتوسلها باستعطاف زائف
= هل ستتركي شقيقك يتضور جوعا دون أن تساعدي لديكٍ قلب من حجر بالتأكيد.. نحن اصبحنا عائله واحده يا فتاه .
انقبض قلبها بقوة لمجرد التفكير في هذا الأمر أنها معه بمفردهما في منزل واحد، وقبل سابق كانت والدتها تحذرها من الاقتراب منه؟ لكن القدر كان له راي آخر، تجاهلت رجاؤه وأصرت قائله برفض شديد
= حاول أن تعد وجبة لنفسك. بالتأكيد ستجد صنع ذلك بنفسك، لكن يجب أن أذهب إلى غرفتي الآن ليس من الصحيح أن نبقى هنا نحن الاثنين؟ إذا علمت والدتي بهذا الأمر؟ فسوف تغضب بشدة.
نظر لها شزرًا مغتاظ منها بشده ثم هتف بازدراء
= هل تحاولي تمثيلي دور المنال مثلا ؟ أما أنكٍ خائفه مني.. والدتك تلك صعبه للغايه حقا .
انزعجت من كلماته وتحركت خطوه للهروب منه، قبل أن تنحنحت مرددة بخفوت
= أنا لا أخاف من أحد.. أرجوك اذهب واتركني.. لدي دروس كثيرة.. بإذن.
تسمر في مكانه يتابعها وهي تختفي أمام ناظريه، ثم أخرج تنهيدة حارة من صدره محدثًا نفسه بتبرم
= كيف تتحدث معي بهذه الطريقه !! ألا يكفي أنها تركتني وأنا أتضور جوعا؟ من المحتمل أنها لا تعرف كيفية حمل القدر من الموقد بالأساس، إنها مدللة للغاية هذه القزمه.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية