رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية لعنة كنز شعلان

رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

 الفصل الثالث والعشرون

تم النشر السبت

21/10/2023

 تابعت ريهام والدها وهو يتخذ خطواته إلى داخل أشجار الزيتون ويختفي داخلها، كانت قد شعرت بالضجر بعد أن جفاها النوم واختارت اخيراً أن تستنشق بعض الهواء عبر نافذتها فأصابت الدهشة كيانها وهي تشاهد والدها يتسلل في الظلام الدامس ويختفي في أشجار الزيتون، مضت فترة زمنية قصيرة  قد تكون عشر دقائق ولكنه جعلت هواجس ريهام تنطلق في كل صوب وحدب وتنطلق في كل اتجاه وقد اختارت أن تتبع خطواته في أشجار الزيتون حتى تهدأ ثورتها ويخمد طنين هواجسها  

أرض الحديقة  بين أشجار الزيتون  كانت شديدة الحرارة رغم نسمات الهواء أعلاها، 

والأشجار كانت تهتز في قوة وكأنها تعلن رفضها لأمر ما، بعض من شرز كان يتوهج بين كل حين 

وتساقط الزيتون  على الأرض في  عنف مكتوم  كان يحدث جلبة مزعجة إلى الأذن  مثل 

فرقعة بارود صغير الحجم، في حين بدأ صوت تأرجح الأغضان 

مثل حديث أشخاص 

لديهم سوء نية استعداد لأمر ما، ولم تكن ريهام 

في حاجة إلى الكثير من السير بين الأشجار حتى تشاهد  في وضوح والدها يقف إلى جوار 

اقدم شجرة زيتون يحاول أن يلتقط من أغضانها وقد ظهر وجهه لها مثل مقاتل متعفر الوجه يحاول أن يتال 

غنيمة ما من بين   أغصان الشجرة المتشابكة بطريقة مثيرة للدهشة والتعجب وكأنها تحمي ذاتها من دخيل  جعلت من الصعب لمسها 

قالت ريهام في صوت حاد وقوي: 

_أبي 

نظر لها الوالد في سرعة وقد ظهرت الدهشة على وجهه فلقد كان منهمك 

في أمر شجرة الزيتون 

مما جعله لم يلاحظ وجود ريهام، مما دفعه إلى القول: 

_إبنتي الحبيبة ريهام، ما الذي دفعك إلى المجيء إلى هنا في هذا الوقت المتأخر؟

هتفت ريهام في سخط وسخرية: 

_نفس الشأن الذي جلبك إلى هنا

زاغت عين الوالد في مكانها عدة مرات ثم تساءل: 

_ما الذي تقصدين بتلك الكلمات؟ 

تابعت ريهام في صوت به من المرارة ما يكفي: 

_الامر مفهوم وواضح جداً  لقد جئت تبحث عن أمر ما وأنا أيضاً أبخث عنه كيف لا تفهم كلماتي؟ 

بحثك عن هذا الشيء يكشف الكثير 

قال الوالد وهو يضع يد على كتف ريهام: 

_دعنا نخرج من هنا ونترك أمر التقاط ثمار الزيتون إلى الغد 

أزاحت ريهام يد والدها في قوة ثم قالت: 

_أشجار الزيتون! ثمار الزيتون! هل جئت إلى هنا من أجل أشجار الزيتون؟! الأشجار  ترفضك ايضاً ترفض أن تعطيك ثمارها الإ يبدو هذا غريب؟

تأمل الوالد وجه ريهام ثم قال في صوت عميق: 

_لا أفهم كلماتك!؟

ابتسمت ريهام ثم تابعت: 

_أنا أراك الآن جيداً وأعلم لماذا أنت هنا ولماذا زرعك باروخ هنا لا تظن أنك سوف تستمر في خداعي لقد ظهرت كل الأكاذيب وأضبحت تحت دائرة الضوء

قال الوالد وهو يهمس في صوت هاديء  محاولة استجداء عطفها: 

_ريهام ::::: 

أشارت ريهام إليه في طريقة حاسمة حتى يتوقف عن الكلام ثم نظرت له في عمق وتابعت: 

_أنا ملكة ساچا، التي تمت صباغة روحها من أجل أحياء أمل مزيف، أنا ملكة على أراض ممالك سبع  هل تفهم الآن إلى من تتحدث؟

نكث الوالد رأسه في بطء شديد وظهر الاضطراب على كيانه ثم قال في صوت متحشرج: 

_كاتت أوامر تلقى لي، لا يجب أن أعاقب هذا::::

أشارت له ريهام بالتوقف ثم قالت في صوت غاضب: 

_أخبرتك من قبل أن تتوقف عن الكذب ما فعلته أنت وباروخ جرم لن أغفره لكل منكم،  لقد تم خداعي في البداية ولكن الاحساس الصادق لن يكذب أبدا جدي كان على حق حين أخبرني انك مختلف عن ولده، لقد كان صادق حين تحدث عن طباعك المختلفة عن العهد الماضي، وحديث مارجة لي جعل الشكوك كلها تتأكد لي، لا يوجد في سجون أو كهوف الغيلان أسرى من البشر،مارجة صادقة لا يمكن أن يختبيء شيء على النماردة حتى إن فعله الجان الأحمر، لأن قوة الجان الأحمر مستمدة من النماردة ذاتهم، أنت لست أبي لست هو لقد مات أبي منذ عهد بعيد، من  قام على إغراقه هو باروخ أنا على يقين من هذا، وما حدث من أكاذيب وخداع كان من أجل زواجي منه، لقد كان شوفي إلى أبي اكبر من ادراكي إلى حقيقة الأمر الذي تم نسجه لي، ولكن الآن وضح كل شيء، لقد كانت كل الإشارات واضحة من البداية انضياعك  التام إلى باروخ يشير إلى أنك مملوك لديه وليس بشر .

أنت قرين أبي أليس كذلك!؟ 

ساد صمت بين كل منهم في حين قالت ريهام وهي تقطع حيز الصمت بينهم: 

_ أنت حقاً ساذج جدا، جئت إلى هنا حيث أشجار الزيتون  حتى استولى  على القلادة المارونية بها قوة جذب إلى ملوك الجان فقط  والقلادة بها من السحر ما يجعلها يرفض أي دخيل عليها، يرفض أن تنصاع  وتستقر في يد بشري أو في يد قرين من الجان أيضاً، تريد أن استولى عليها حتى تفوز بمملكة ساچا!!! أيها الأحمق الصغير، ماذا سوف يفعل باروخ أذا علم بأمر خيانتك له؟؟ هل كنت تريد تقديمها إلى عواك؟ هل تظن أن قوة باروخ سوف تنتقل لك؟ 

هتف القرين في صوت أشبهه بالبكاء: 

_أطلب منك الصفح وعدم اخبار باروخ بالأمر، أطلب منك الصفح مولاتي 

هتفت ريهام في قسوة: 

_محال أن تنال صفحي 

قال القرين في لهجة استجداء:

_ولكن كنت مجبر على أن أكون والدك هنا، لا إرادة لي في هذا، ينبغي أن تطلقي سراحي أما القلادة فلم استولى عليها لم أفعل 

نظرت له ريهام في سخط وغضب، ثم فردت يدها ورفعتها إلى أعلى الشجرة التي تنافرت أغصانها بعد أن كانت متشابكة ثم تدلت أغصانها إلى أسفل  ثم  أحاطت في رفق ج-سد ريهام واجبرتها في لطف أن تعيد يدها إلى جوارها 

وفي غضون ثانية واحدة أو أقل ظهرت القلادة المارونية وانحدرت في هدوء وأحاطت بعنق ريهام ثم أختفت بين  الترقوة وشعرت ريهام بفيض من طاقة تنتشر في جسدها كله قبل أن تنظر إلى القرين قائلة: 

_انها تنتمي إلى الملوك فقط هل تفهم هذا؟؟ 

ثم أشارت بإصبع يدها في إتجاه القرين الذي صرخ في صوت مرتعش : 

_لا لا، أرجوك يا أميرة ساچا

ومع صراخه ظهر شعر كثيف في وجه ويده  وزاد وجهه حلكة

مما دفع ريهام أن تقول:

 

_الآن أستطيع أن أشاهد وجهك الحقيقي، أنت لم ولن تكون أبي أبدآ، أنت من وجوه الشر وأتباع باروخ أيها الخائن سوف أسحقك 

هتف القرين في صراخ: 

_لا لا تفعلي أتا والدك يمكنني أن أكمل الأمر وأكون طوع يدك، سوف أفعل ما تريدن  سوف أقوم على تنفيذ كافة أوامرك 

ولكن ريهام لم تلتفت إلى صراخه فقط تابعت الدوائر السوداء التي انطلقت من اصبع يدها وهي تحيط به وتتشكل في سرعة رهيبة وتحيط بالقرين ويشبه الأمر وضعه في زنزانة تحتوى حجمه قبل أن ترتفع عن الأرض ثم تلتصق بشجرة الزيتون التي كانت تحتوي على القلادة، وتختفي الزنزانة داخلها 

تنهدت ريهام في قوة قبل أن تتخذ خطواتها الغاضبة  إلى غرفتها وهي تهتف في صوت منخفض يملئه البكاء: 

_أنت تستحق هذا تستحق سجنك الابدي 

فور أن دلفت حجرتها ألقت بجسدها على الفراش وانفجرت باكية وهي تفكر في مؤامرة باروخ التي نسجها لها 

حتى يقنعها بالزواج 

هي لا تعلم كم من الوقت مضى وهي تبكي الإ أنها توقفت حين شاهدت ضوء أبيض قوي يحيط بها في البداية ظنت أن باروخ قد جاء هتفت له: 

_أنت لست سوى ش_يطان كاذب ومخادع بل أنت مج_رم وتستحق الق_ت_ل

رفعت راسها إلى أعلى وهي تشاهد كرة النور البيضاء تنطلق في كل ركن في الغرفة مما جعلها تقول في صوت خافت: 

_ما هذا النور؟ 

 

تموجت كرة النور  في سرعة واستطالت   و تشكلت  على هيئة بشرية 

كانت تحمل هيئة انثي رائعة الجمال تحيط بها باقات من ورد أبيض  يضيء وجهها إبتسامة عذبة وعيناها تحمل بريق مشع 

جميل و جوارحها  تنسكب و ينبعث منها  زخات من رائحة ذكية، وبصورة ما شعرت ريهام أن هناك تشابه بين الانثي التي ظهرت ووجه مارجة 

ولكنها تستطيع أن تبصر  إن كل منهم مختلفة أيضاً عن الأخرى 

ومع تصاعد بعض دفقات 

من الكهرباء في منبت شعر ريهام  قالت  الانثي  النورانية 

في صوت رخيم:  

_مرحبا بك ملكة ساچا المتوجة على عرشها مرحباً بك ريهام 

قالت ريهام وهي تنهض من الفراش وتدور حول الانثي النورانية: 

_من أنت؟ 

قالت الانثي في صوت عذب جميل: 

_اظنك تعرفين جيداً من أكون، لم يعد لدينا الكثير من الوقت حتى نضع كل الأمور في نصابها الصحيح، ريهام لا يجب أن تشتعل ثورة غضبك في إتجاه مضاد،يحب أن تكون طبيعتك وفطرتك هي ما يجعلك تقيمين الأمور بشكل جيد في صالح الجميع، الأمر الآن يمكنها أن تستقر بين راحة يدك حتى يتم  إنهاء مخطط عواك وأم الحيات وباروخ أيضاً، الانتقام الحقيقي من هؤلاء سوف يكون بإفساد ليلة القربان الأخير، والإ سوف تكون العواقب وخيمة

نظرت لها ريهام في حيرة ثم قالت: 

_إفساد ليلة القربان ولكن أنا مجرد شخص واحد فقط ماذا سوف أفعل  في مواجهه تلك الزمرة من الأشرار

قالت الانثي النورانية وهي تشير إلى عنق ريهام: 

_لديك أكثر من قوى لقد كانت صباغة روحك  هو بمثابة وضع قوة كل من  أرشبيل وباروخ داخلك  

مع القلادة المارونية 

ثم أشارت إلى شعر ريهام وقالت: 

_الخصلات أيضاً 

هتفت ريهام في صوت منخفض وقد أيقنت من تكون  الانثي:  

_جيروشي!؟  أنت جيروشي ! هل هذا حقيقي؟! أو هي خيالات عقلي 

❈-❈-❈

هتفت الانثي النورانية في صوت به لهجة تأكيد: 

_أجل يا عزيزتي أنا هي 

قالت ريهام في صوت معترض: د

_ولكن مارجة أخبرتني أن جيروشي قد ماتت بعد أن تم صلبها

ابتسمت جيروشي ثم تابعت: 

_قوة جيروشي لا تموت وروحها أيضاً في كل مكان وزمان، مارجة تنتمي إلى جيروشي ولكن::::

قالت ريهام في صوت به من الدهشة والتعجب ما يفوق تفكيرها: 

_كيف هذا؟! مارجة تنتمي لك 

قالت جيروشي في صوت هادئ عميق: 

_جيروشي متواجدة في داخل الجميع، البعض يدفنها في أعماقه إلى الأبد، والبعض يسمح لقوتها أن تظهر بعض الوقت والبعض الآخر لا يسمح لها بالظهور

أرض ساجا أراد عواك لها أن تكون منبع الشر ومقر له ولكنه غفل عن حقيقة 

أن الخير والشر متواجدان منذ أراد الله الأرض أن تعمر منذ بدء وجود الجن بها، قابيل مع هابيل هكذا هو الخير والشر توأمان في الأرض وعلى البشر أن يختاروا إلى جوار من يجب أن يكونوا  بعض الجولات تظن عواك وأم الحيات أنهم كتبوا النهاية وتحقق لهم ما أرادوا ولكن الحقائق تثبت أن  جولات جيروشي وأتباعها  يجب أن تنتصر

نظرت لها ريهام في دهشة ثم قالت: 

_لم اختار الشر يوماً ولكن الشر اعترض طريقي وتواجد ودفعني إلى أن أكن معه 

هتفت جيروشي في ثقة: 

_لقد كنت معك طوال الوقت، لم أبتعد عنك، كنت أبعد باروخ عنك في أوقات عديدة وتافي كذلك، تركت لك أوقات كافية  حتى تدركين قوتك وتلمسين  نقاط ضعف الآخرين   هناك أوقات كثيرة حجبت شر أم الحيات عنك هناك أمور كثيرة لا تعرف بها أم الحيات إذا قدر لها وعلمت بها كانت قضت عليك، هناك أوقات يجب أن نتمهل بها وأوقات أخرى يجب أن نأخذ بها قرار الآن هو الوقت المناسب حتى يتم ردع القوى الخبيثة الماكرة 

ساد صمت لحظات قبل أن تكمل جيروشي: 

_تمتلكين قوة لا بأس بها وسوف أكون الى جوارك وكذلك مارجة 

هتفت ريهام في عدم تصديق: 

_مارجة!؟ ولكن مارجة 

تابعت جيروشي في حسم: 

_ليست كل القواعد ثابته،مارجة تناحرت داخلها قوة الخير والشر

وانتصرت قوة الخير داخلها لقد اتخذت قرارها منذ أن حملت خصلات جيروشي ومنذ أن رفضت فكرة ومخطط عواك وأم الحيات لا داع إلى الخوف

وضعت   جيروشي  بيد ريهام مخلب يشبه مخلب الأ سد  فضي اللون ثم قالت: 

_يمكنك استخدامه أليس كذلك؟ 

نظرت لها ريهام في عدم فهم وكادت أن تقول شيء ولكن جيروشي قالت في حسم: 

_الساعات تتقلص سريعاً الليلة القادمة سوف تكون المعركة  وتبدأ ليلة القربان، ريهام يجب أن تتذكري جيداً أن هناك قوة تدعمك وأمور يجب أن تنتهى إلى الأبد 

اختفت جيروشي فجأة

وظلت دائرة قوية من النور تتواجد في الغرفة 

ولكن   ريهام لم تنتبه لها أبدا  كانت  تفكر في والدها الذي  مات مرة ثانية كيف سوف تواجهه عائلتها بهذا الأمر؟ كيف سوف تشرح لهم حقيقة ما حدث؟ لقد كانت جزء من الخديعة هي أيضاً 

كانت جزء من شباك ألقت على العائلة وعلق الجميع بها، شباك باروخ ال_شيطان، هل سوف تصفح عائلتها عنها إذا علمت بالأمر؟ الأمر الذي يكاد يصيبها بالجنون 

أي كارثة تلك التي تمر بها؟  لقد تكالبت عليها كل الأمور وليس هناك بديل عن مواجهتها واستخدام القوة أمامها 

لا مفر من هذا الأمر 

حتى إذا كلفت تلك المواجهه حياتها 

أمر الليلة القربانية 

ظهر ضوء الفجر تخلل إلى العتمة فأبادها، جلست ريهام أمام أشجار الزيتون عادت مرة ثانية إلى الحديقة كانت تشعر بالأمان في هذا المكان 

تعلمت القوى والصبر في منزلها وهنا أيضاً اتخذت كل القرارات الصائبة 

والتي لم يكتب لها النجاح أيضاً 

 جاء صوت والدتها من خلفها: 

_ريهام لقد ترك والدك خطاب هنا يقول إن هناك أمر طاريء قد تركه خلفه في الغربة يجب أن يقوم على انهاءه ومن ثم يعود

 

نظرت لها ريهام في جمود  بلا أدنى احساس ثم تابعت وهي تشعر بالشفقة تجاه الأم : 

_أبي لن يعود يا أمي 

هتفت الأم في حيرة وقد صعقتها الاخبار: 

_كيف؟ ولماذا؟ من الذي أخبرك بهذا الأمر؟ ريهام لا تجعلي صدمة الرحيل المفاجيء ترحل بأفكارك بعيداّ

تنهدت ريهام في قوى ثم قالت: 

_لقد أخبرني أبي  بهذا الأمر

رددت الأم في ذهول وهي تجلس على مقعد إلى جوار أبنتها: 

_أخبرك بهذا؟؛ لن يعود مرة ثانية 

جاء صوت الجد من أمام الأم مباشرة يهتف في قوة وحسم: 

_وهل عاد عبد الله يا أم ريهام حتى يرحل مرة ثانية؟ 

شعرت ريهام بقلبها يقفز بين ضلوعها وهي تستمع إلى كلمات الجد لحظات نظرت له وهي تتوقع سيل الكلمات التي سوف ينطق بها لسانه ويخبرهم عن كل شيء، بل لقد توقعت ريهام أيضاً  أن يقوم الجد بالقاء التهم على ريهام هي الأخرى 

وأخبارها عن حقيقة كل ما حدث مع باروخ فهتفت في توسل وخضوع: 

_جدي من فضلك لا تكن قاسي لقد عانيت الكثير من أجل أبي 

هتف الجد في قوى: 

_لقد عانى الجميع منذ عودته الغير سارة الغير حميدة 

نظرت الأم له في فزع ثم قالت في لهجة اعتراض: 

_أبي من فضلك 

ثم نظرت إلى ريهام وقالت: 

_لا أريد اخبارها بأي شيء 

قال الجد في لهجة حاسمة: 

_يجب أن تعرف أن والدها تغير تماماً عن ذي قبل لقد مات وغرق منذ سنوات عديدة ماتت روح عبد الله الطيبة التي كانت تحمل دماثة  اخلاق وحنان العالم كله،

من عاد هو شخص آخر عانى الجميع من قسوته و جشعه و أنانيته وسوء معاملته إلى الجميع 

حتى إبنته نظر لها انها صفقة رابحة وزواجها من راغب المتغطرس أمر يجب فعله من أجل مصلحته العليا

نكثت الأم رأسها ارضا ثم قالت: 

_كنا نخشى اخبارك بكل تلك الأمور نعلم جيداً مقدار تعلقك به 

قالت ريهام في لهجة سخرية: 

_لا بأس يا أمي، لقد لمست تغيير في شخصية والدي ولمست كل تلك الأمور فقط اريد اخباركم أن غيابه سوف نعتاد عليه جميعاً  ويمكننا تجاوز هذا الأمر 

هتفت الأم  في صوت منخفض: 

_ربما عاد إلى عائلته تلك التي قام على تكوينها في سنوات غربته، أعلم جيداً أن عبدالله  لم يعد لي منذ أن جاء هذي المرة، لقد تملكته أخرى 

هتفت ريهام في  صوت منخفض: 

_اذن يمكننا تجاوز  غيابه مرة ثانية 

قال الجد في صوت قاطع: 

_أمر زواجك هل تريدين إتمامه أو لا؟ لن نقف أمام رغبتك إذا كان هذا هو الشخص الذي ترغبين به 

الآن رحل والدك وليس هناك أي ضغط سوف يمارس عليك  ما هي كلمتك الاخيرة؟ 

نظرت له ريهام في هدوء ثم قالت: 

_أمر إنهاء الزواج من الأفضل أن تتركه لي، سوف أخبر الطبيب الأنيق  بهذا الأمر  سوف أقوم على إنهاء تلك الأمور بذاتي هل تسمح لي بهذا يا جدي؟

حين جاء المساء سريعاً 

كانت ريهام قد اتخذت القرار أن تخترق أرض ساجا قبل أن يحضر باروخ إليها، وقد جعل هذا الأمر باروخ  تحتويه بعض الدهشة قبل أن  يقول: 

_أرض ساچا أصبحت تروق لك 

قالت ريهام وهي تنظر إلى باروخ في إبتسامة خفيفة: 

_أجل هذا صحيح لقد تغير شيء عميق داخلي، أصبح يعجبني أمر كوني ملكة