رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 23
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الثالث والعشرون
قمرُ المدينة أنتِ ، تُنيرين فـ يخبو بَريق الآخرين ، انتِ النُور الذي يُنير قلبي .
في صباح اليوم، تشرق الشمس من مشرقها وتعلن بأن الصبح قد جاء معلناً بيوم جديد .
استيقظت هي على صوت " إيلا " وهي تضحك بصوت عالي ، فتحت لؤلؤتها بكسل ولكن وجدت أنها في احـ ـضان زوجها " بيجاد "، ظلت تتأمله عن قرب، كـ عاشقة ولهانة، لا تعرف ما الوقت التي ظلت تنظر له هكذا، فهو إذا مستيقظ الأن لِم تنظر له بتلك الطريقة، في الحُب يخرج من عينيها، وقلبها هذا الذي يدق بجنون معلناً لها أنها تحبه بلا متيمه به، اقـ ـتربت منه اكثر، وهي تضع اصابع يـ ـدها على جذور شعره تدخلهم وتخرجهم هكذا، فهذه الحركة المحبه لقلبها، أن احدهم يلعب في شعرها، فهي منذ تزوجت " بيجاد " تريد أن تفعل هذه الحركة معه كل يوم، ولكن ما باليد حيلة، فمازال يوجد توتر بينهم وهي تحاول أن تصلح ذلك التوتر، ويكون علاقتها مع " بيجاد " مثل أي زوجين .
فهي مازالت تتمني هذه الأمنيه أن تكون قريبه من " بيجاد " وأن تعيش حياة سعيدة معه، تتمنى أن تزيل هذا التوتر الذي في علاقتهم و إلى الأبد ولكنها اتخذت قرارا أنها سوف تسعي أن تصلح تلك العلاقة وأن لا يوجد قيود بعد الأن.
فـ يكفي قيود حد الأن، فهي لا تريد أي قيد او توتر يفسد علاقتهم بعد الأن، فهي نعم ادركت بالأمس أن " بيجاد " والد " إيلا " ، ولكنها قررت أن هذا القرار لا يؤثر على زواجـ ـهم ، فهذا الحدث حدث بالماضي، فهي ليس لديها أي حق أن تنزعج منه بهذا الأمر، هي فقط منزعجه أنها لم تجلب له اول طفل، فهي كانت تتمنى أن هي التي تعطي لـ " بيجاد " اول طفل وأن يشعر بشعور الأب لأول مرة و لكن القدر لِم ينصفها لذلك عليها أن تتقبل الواقع، فهي ليس يوجد هروب لهذا الحقيقة، فـ الحقيقة تبقى دائما امامها لا محالٍ للهروب .
توقفت من دوامة افكاره علي قبـ ـله من أصابعها التي كانت تلعب في شعر " بيجاد " نظرت لـ " بيجاد " وجدته ينظر لها بحُب ويمسك يـ ـدها ويقبـ ـلها .
تلاقت اعينهم في بحور الآخر، كل ما تنظر الى بحر عينيه تجد نفسها مقيدة في بحور عينيه، كأنه عينيه تخبره كم يحبها وكم يعشقها، وأن هذه البحور تدل على عشقه الأبدي لها، لذلك تجد نفسها مقيدة في بحور عشقه، التي عينيه تحكي الكثير والكثير عن حبه لها .
احياناً الحديث يدل على كذب، ولكن العيون لا تعرف الكذب ابداً، فهي كل ما تنظر لعينيه تتأكد يوم بعد يوم أن هذه الأعين تخبره بعشقه المكبوت .
ـ صباح الخير .
قالتها " سلا " وهي تحاول أن تبعد يـ ـدها أمام شفتـ ـيه التي مازال يقـ ـبلها بحُب ولكن لم يسمح لها أبدا بأبعاد يـ ـدها ، بلا امسك يـ ـدها بـ يـ ـده وهنا اكتشفت أن هناك مقارنة كبيرة نحو يـ ـدها الصغيرة بيـ ـده الكبيرة التي كانت مملتئة على وشُم غريب لم تعرف معنى ابدا ، نظرت إلى بحر عينيه وجدت هناك عُمق كبير لا تعرف معنى ابداً، ولكن تأكدت بهذه العينين أنها تحاول أن تخبرها شيئا ما ولكن ما هو؟؟ .
ـ صباح النور يا قلب بيجاد .
خفق قلبها كالطبول بحُب من هذين الكلمتين، هي كلمتين فقط ولكن تعني لها كل شئ، تحب حديثه المعسول الذي يجعل قلبها يخفق على الفور، لابد أنه يسمع خفقات قلبها التي تخفق بجنون.
ظهرت ابتسامة على ثغرها، فهي سعيدة انها عادت بين احـ ـضان زوجـ ـها، عادت حديثه المعسول الذي بين حين وحين تبتسم .
فهي اخذت وعد انها سوف تحارب القبيلة والمجتمع وكل العالم بحبه .
هي عاشقة ولهانة يا سيادة واقعة في حب ملامحه، حديثه، عينيه، وسامته التي تخطف انفـ ـاسها، عصبيته التي ترعب الجميع تحبها ايضا، اغاظته، غيرته الجنونية التي تدفعه لفعل أي شئ حتى يثبت للجميع انه له، له وحده .
ابتسم " بيجاد " علي ابتسامتها المحبة الي قلبه، اقترب منها وهو يقبـ ـلها بنهم وحُب، يقرب خاصته مع خاصتها وأقربها من خـ ـصرها حتى لا تبتعد عنه، أما هي رحبت بالقبـ ـله ولم تمنعه ابداً بلا قربته منها أكثر، كان يقبـ ـلها كانه لم يقبـ ـلها من قبل، ظل يقبـ ـلها دقائق وثواني لم يعرف أي دقائق مرت بهذه اللحظة ولكن قبـ ـلتها كأنها كأس من النبيذ لم يستطيع الابتعاد عنه، ابتعد عنها بعد ما شعر حاجتها للهواء ظلت تتنفس بسرعة كأنها في سباق تركض فيه ولم تتوقف عن الركض الا الأن، سند جبينه علي جبينها وظل قريب منها حتى شعرت بأنفـ ـاسه الساخـ ـنه تلفح وجهها .
فتحت لؤلؤتها وهي تنظر الي مقلتيه التي يشتعلون من الرغـ ـبة بداخله، كاد سوف يقترب منها حتى يخطف قبـ ـله منها للمرة الثانية، ولكن ابتعدت وهي تركض نحو المرحاض وتتركه يعاني بهذه الطريقة، كاد سوف يتجه لها ولكن اغلقت باب المرحاض وهي تضحك بقوة، اما هو غضب منها كثيرا ودق دقات غاضبه تدل على غضبه وهو يهتف بنبرة غاضبه تماما مثل الغضب الذي كان واضحاً على وجهه :
ـ افتحي يا سلا الباب .
ظلت تضحك بميوعه وهى تهتف بدلال أنثوي :
ـ لا مش هفتح ، عشان زعلانه منك .
هتف باستنكار وهو مازال واقفاً أمام باب المرحاض بغضب :
ـ زعلانه؟؟؟ ، مني انا؟
هتفت بنفس نبرتها الذي كانت منذ قليل وهي تضحك بمرح على غضبه الطفولي :
ـ اه زعلانه منك ومتكلمنيش تاني .
هتف هو بنبرة مراوغة وخبث وهو يبتسم على ابتسامتها التي كانت رنين لقلبه :
ـ طب افتحي وهصالحك وعد بس افتحي الباب .
ضحكت هي بمرح وهي تهتف بنبرة دلال أثرت على اوتار جـ ـسده :
ـ لا يعني لا ، مش فاتحه الباب .
هتف هو بخبث ومراوغة بعض الشئ وهو يبتسم على دلالها :
ـ ماشي يا جميل ، براحتك وبشوقك .
ختم جملته وغادر من أمام المرحاض، ظلت تضحك على غضبه الطفولي وهي تتذكر حديثه الذي كان ممتلئ بالمراوغة مما اعجبها هذا الشئ، ظلت واقفة في المرحاض لبعض الوقت ولم تسمع صوته ولا خطواته مما تعجبت كانت سوف تتحدث ولكن قطعها صوت الباب وهو يفتح وصوت إغلاقه، مما فهمت أنه خرج بالتأكيد، مما فتحت الباب نصف فتحه وهي تخرج رأسها تبحث عنه في الغرفة ولكن لم تجده مما تأكدت أنه خرج بالتأكيد، مما فتحت الباب وهي تخرج من المرحاض، كادت سوف تتجه الي الفراش ولكن شهقت حين شعرت بأحد يمسك خصـ ـرها بتملك نظرت له وجدت " بيجاد " ويبتسم لها بخبث مما حاولت أن تبتعد عنه وهو يهتف بنبرة خبيثة ويضحك علي تذمرها :
ـ انتِ اللي بدأتي مش انا، وده عقاب خفيف على اللي عملتيه .
لم تفهم مقُصده ولكن شهقت حين قبـ ـلها بشراسة وعنف لا مثيل له، كأنه يعقبها علي ابتعاده عنه بهذه الطريقة، أطلقت تأوه نتيجة الألم الذي تشعر به بسبب هذه القبـ ـله وبعد ثواني قبـ ـلها بحب واسف كأنه يعتذر لها من القبـ ـلة السابقة، ظل هو غريقاً بحبها الذي كان صعب النجاة منه ابداً .
❈-❈-❈
فتحت لؤلؤتها بتعب وهي تشعر كل جـ ـسدها يؤلمها بقوة ولم تستطيع التحرك، فتحت لؤلؤتها وجدت نفسها في الفراش وفي غرفتها؟ .
كيف هذا؟ ، هي دخلت الى المرحاض حتى تأخذ حمام دافئ يريح جـ ـسدها من تعب اليوم ولم تتذكر أي شئ آخر بعد .
نظرت بجانبها وجدت " مالك " ينظر لها ببرود، هذه النظره البارده التي تقتـ ـلها كل لحظه وكل ثانيه تمر بعمرها، فهي إذا غابت عن الوعي في الماضي فـ سوف يقلق عليها ويخاف خوف الجنون عليها ولكن الآن ينظر لها بنظرات بارده تقتل قلبها فقط؟ .
كادت تعدل جلستها وتجلس نصف جلسة علي الفراش ولكن توقفت عن الحركه حين هتف " مالك " بفظاظه وحده جعلت اطراف جـ ـسدها يتوقفون عن الحركة :
ـ اوعي تتحركي من مكانك .
بينما أكمل ببرود قـ ـاتلاً شعور الاحتياج التي تشعر به نحوه :
ـ عايزه تروحي فين .
هتفت هي بخفوت واضح ونبرتها منخفضة ولكن ممتلئة بالتعب :
ـ أنا عايزه اقوم اقعد علي السرير .
اقترب منها وساعدها أن تجلس على الفراش ولكن يـ ـدها أمسكت يـ ـده بالخطأ مما ادفع يـ ـدها بعنف وقسوة وهو يبتعد عنها، نظر لها بغضب وعينيه يلمعون من القسوة :
ـ ايـ ـدك الو***، متتقربش من ايـ ـدي تاني، إياكِ تقربي مني، وانا عارف انتِ بتفكري في اي كويس، بتحاولي تقربي مني عشان اسامحك واقولك ننسي اللي فات وتستخفليني تاني، بس ده مش هيحصل يا فريدة مش هيحصل الا على جثتي، انا طلاق وطلقتك وابني وهاخده، اياكي تقربي مني تاني .
ابتعد عنها وادخل الى المرحاض حتى يغسل يـ ـده كما آلامها هذا الحديث وهذه الحركة، كأنها وباء ليس يـ ـدها، اجتمعت دموع في غيمة عينيه على وشك السقوط ولكن إزالتها سريعاً حين نظرت الي خروج " مالك " من المرحاض وهو ينشف يـ ـده من الماء التي اغسلها، مما ارتفعت لها غصة البكاء للمرة الثانية، خرج من الغرفة ولم ينظر لها على الاطلاق، تجاهلها تماما كأنها لم تكن، وحين خرج من الغرفة بكت على تعامله القاسي الذي ألم قلبها وبقوه .
فهذه الأيام مثل ما قال لها سوف تشهد على قسوته ليس إلا والأيام سوف تثبت لها هذا .
لم ترى " مالك " الذي كان يقف أمام الغرفة وهو يتأملها بشر وهو يهتف بوعيد وانتقام وعينيه يشتعلون أكثر :
ـ وحياه حبي اللي كان ليكي لـ خليكي تندمي علي كل ثانيه فكرتي فيها انك تخونيني يا فريدة، والأيام هي اللي هتشهد .
ختم جملته وابتسم بخبث وهو يتأمل دموعها بشر لا يبالي بها على الإطلاق .
❈-❈-❈
كانت " صباح " عمه " بيجاد " تنتظر " بيجاد " على الإفطار ولكنه تأخر كثيراً مما اتجهت الي الاعلي حتي تستعجله قليلا اتجهت الى الدرج وفي ثواني وصلت الى غرفته دقت مره ولكن لم يرد دقت مرتين ولكن لم يرد مما دقت بقسوة على الاقل يسمعها..
أما في داخل الغرفة..
ابعدته " سلا " بصعوبة وهي تهتف بنبرة غاضبة :
ـ بيجاد شوف عمتك عايزه ايه .
كان يقبـ ـل عنقها بشغف وحُب وهو يهتف بمرواغة :
ـ بعدان بعدان .
ابعدته للمرة الثانية حين دقت " عمته " بدقات اكبر وقسوة حتى أنها نادت عليه مما أبعدته وهي تقف بغضب :
ـ لو مردتش عليها هفتح ليها .
هتف بغضب ولكن بنبرة منخفضة وهو ينظر بعصبيه الي قميصها القصير الذي يبرز مفاتـ ـنها بسخاء واغراء شديد :
ـ انتِ عبيطه عايزه تفتحي ليها بالقميص ده؟
دقت هذه الدقة بقوة حتي شعرت بأن الباب سوف يفتح بأي لحظة مما هتف بصوت غاضب ولكن عالي نسبيا :
ـ صحيت يا عمتي صحيت .
هتفت عمته بنبرة قاسية وهي تنظر الى الباب بقسوة وغضب :
ـ عشر دقائق يا بيجاد وتبقي قدامي علي السفره انت والهانم مراتك .
ختمت جملتها وغادرت على الفور تاركه خطواتها خلفها تعلن أنها غادرت بعيداً عن الغرفة، هتفت " سلا " بغضب وهي تري تقربه منها :
ـ بيجاد متقربش، عمتك قالت عشر دقائق ونكون تحت، متستهبلش يا بيجاد .
كاد سوف يقترب منها ولكن ركضت نحو المرحاض وهي توصده خلفها مما لعن " بيجاد " بقسوه وهو يهتف بنبرة غاضبة منها :
ـ مش بتحرمي يا سلا مش بتحرمي ابداً .
هتفت هذه المرة بغضب وهي تستعد لأخذ حمام دافئ حتى يفيقها جيداً :
ـ بيجاد ارجوك، كفايه انك كسفتني قدامها .
زفر بضيق معلناً ضيقه منها ومن عمته وغادر من أمام باب المرحاض حتى يجهز نفسه بالنزول، وبعد دقائق خرجت " سلا " من المرحاض وهي ترتدي منامة بحمالات تبرز جمال ذراعـ ـيها وبنطلون قطني ضيق يبرز مفاتنها بأغراء دخلت الى غرفة الثياب، اخترت فستان طويل لونه ابيض واسع ممتلئ بالورد الزرقاء والصفراء بنصف كم وبعد ثواني ارتدته وهي تصفف شعرها أمام تسريحتها، فعلت كحكة فوضوية مما سقطت منها بعض الخصلات فوق عينيها، وسقط منها خصله طويله علي عنقها، نظرت الي عنقها وجدته مليء بالعلامات الحمراء التي كانت بسبب " بيجاد " امسكت علبة التجميل خاصتها وزينتها ببراعة حتى لا يبين شئ من تلك العلامات الحمراء، وبعد ما انتهت نظرت بأبتسامة نحو المرآه، فهي تثق بنفسها كثيرا انها الأجمل على الإطلاق ليس غرور، انما ثقة يا عزيزي .
خرجت من الغرفة الثياب بعد أن وضعت القراط على أذنيها ولكن وجدت بيجاد يصفر بأعجاب واضح نظرت اليه وجدته أمام المرحاض وخصلات شعره تتساقط منها الماء والمنشفه حول عنـ ـقه وهو يرتدي بنطلون قطني عاري الصـ ـدر يبرز عضلاته السادسيه وهو متأملا إياها بإعجاب صارخ ، مما نظرت إلى الاتجاه الأخر وهي تبتعد نظراتها عنه بخجل وهي تهتف بتوتر :
ـ بقولك ايه انا ، انا نازله عقبال ما تغير هدومك .
هتف بنبرة مراوغة وهو ينظر من اسفلها الى اعلاها متأملا إياها بخبث :
ـ بطل ، بطل يعني
كانت سوف تتحدث وهو يبتسم بخبث ولكن " إيلا " جاءت لهم وهي تبتسم بقوة وعانـ ـقت " سلا " بمحبة توقف " بيجاد " عن الحديث وغادر من أمامهم وجهه مكفر من الغضب لا تعرف لما؟؟ ، حملت " إيلا " الصغيره وهي تهتف بحب وتقـ ـبل وجنتيها :
ـ صباح الجمال والياسمين علي روح قلبي .
ابتسمت هذه الفتاة بحب وهي تفعل المثل وتقـ ـبل وجنتيها وهي تهتف بنبرة حب وبراءة :
ـ صباح النور،كنت مستنياكي تصحي من بدري .
ابتسمت لها بمحبة وهي مازالت تحملها وهي تهتف بنبرتها المرحه :
ـ اسفه اني خليت الأميرة تستنى، بس اقولك حاجه؟ .
هزت رأسها وهي تنظر لها حتي تكمل حديثها وهي تقترب منها تقـ ـبلها :
ـ ده أحلى صباح في عمري .
بينما أكملت بنبرتها الهادئة والابتسامة مازالت تزين شفتيها :
ـ روحي صبحي علي بابا بيجاد .
ارتجفت تلك الفتاة وهي تهز رأسها بلا وهي تهتف بخفوت :
ـ لا ده شرير اخد مني خالتو مها ومرجعهاش ليا تاني .
نظرت ثواني نحو وجهه الفتاة وبعد ما تأملتها اقتربت منها وقبـ ـلتها وهي تهتف بنبرة حُب ولكن ممتلئة بالدفء :
ـ اوعدك هخليكي تشوفي خالتو مها تاني وتلعبي معاها كمان، ويلا استنيني تحت نفطر سوا .
هزت الفتاة رأسها وهي تبتسم لها بقوة وتركتها وخرجت من الغرفة تنفذ حديثها .
تابعتها " سلا " بعينيها وهي تفكر بهدوء كيف تصلح علاقة " بيجاد " و " إيلا " فـ علاقة أب والأبنة مزيجه بالحب والأمان والثقة وكل شئ دافئ، ولكن علاقه " بيجاد " بـ " إيلا " ليس بها شئ من هكذا، تعترف انها اقتحمت هذه الفتاة حياة " بيجاد " ولم يعرف بوجودها فـ صعب عليه أن يتقبلها بهذه السرعة، فهي تحاول أن تتحدث مع " بيجاد " حتى تحل هذا الأمر، فـ " إيلا " بالتأكيد تحتاج الي أب وما هو إلا " بيجاد " لان " بيجاد " والدها، لا تعرف ما هو الشئ الذي عليها أن تفعله، ولكن تعرف شئ هام، سوف تفعل المستحيل حتى تقرب الأب من الأبنة والعكس صحيح .
خرج " بيجاد " وهو يرتدي بدلة كلاسيكية كان يرتدي قميص لونه ابيض وبنطلون لونه اسود وجاكت البدله لونه اسود، ويرتدي ساعة فرنسيه كلاسيكيه، وقعت عينيه نحوها وجدها شاردة.
ظلت تفكر ولم تشعر " بيجاد " بجانبها، نظر لها " بيجاد " من الثواني في ادرك انها شاردة تفكر بشئ ما، اه اذا يعرف ما الذي تفكر فيه، فهو متملك بكل شئ يخصها، فهي حبيبه قلبه التي استولت على قلبه، يعشق كل شئ فيه، فهو اناني بها، ومتملك بحد كبير فيها هي، يريد أن يدخل بداخل قلبها وعقلها وكل شئ موجود بيها، يريد أن يمتلكها، يمتلك كل شئ فيها .
حاوط خـ ـصرها بيـ ـده الكبيره مما افاقت نحو شرودها وهي تنظر له بحيره، كيف لم تشعر به وبوجوده لهذه الدرجة غارقة في تفكيرها .
ـ كل ده بتفكري في ايه وسيباني جنبك .
ابتسمت ابتسامة على ثغرها وهي تهتف بنبرة دلال :
ـ بفكر فيك .
كلمتان جعلت قلبه يخفق علي الفور، يخفق بجنون، هي تفكر فيه هو؟، تفكر فيه وتهتم لأمره؟، هو محتل افكارها إذا؟، يشعر بالفرحة التي تغمر قلبه، فهو يتمنى نظره منها، كلمة ، حبها، وتفكيرها وكل شئ بداخلها، مثل ما قال يريد امتلكها بكل شئ بداخلها ليس التفكير فقط، هو يتمنى أن يكون محتل قلبها، مثل ما محتل افكارها .
هتف بصدمة ومازالت الصدمة مأثره علي عقله وقلبه معاً :
ـ بجد؟، بتفكري فيا انا؟؟ .
ابتسمت وهزت رأسها بإيجاب علي حديثة، ابتسمت علي ابتسامته التي اتسعت قلبها وجعلت قلبها يغمره بالفرحه وهو تنظر الي الابتسامة بقلب عاشق يتمنى أن لا تزول هذه الابتسامة ابداً .
فهو ابتسم علي حديثها؟، ايعقل هذا الشئ، فهو لا يعرف أنها تحبه بل متيمه به، علاقتهم ليست اروع شئ ولكنها تحاول أن تصلح هذا السد والمسافة التي بينهم، تريد أن تصلح كل شئ وأن تبدأ معه من جديد، فهي مثل أي فتاة تريد أن تعيش حياة زوجيه مع حبيبها وحبيب قلبها.
تحاول وتحاول ذلك ولا تتوقف حتى تنجح في أصلاح زواجـ ـها ولن تمل ابداً .
اقتربـ ـت منه وامسكت يـ ـده وهي تهتف بحُب وهي مازالت تبتسم على ابتسامته :
ـ طبيعي افكر فيك مش جـ ـوزي .
قـ ـبل يـ ـدها التي كانت تمسكه وهو يهتف بنبرة سعاده جعلت ابتسامتها تتسع أكثر :
ـ أنا محظوظ واسعد راجـ ـل في الكون انك بتفكري فيا، متتصوريش فرحتي عامله ازاي .
كادت سوف تتحدث ولكن صوت عمته كان ممتلئ بالحده وكان عاليا نسبيا :
ـ ايه اللي بتقوله ده؟؟ ، بـنـتي جميله انـا .
ابتعد " بيجاد " عن " سلا " واسرع نحو عمته بسرعة واتجه الى الدرج وجدها تبكي وجالسه نحو الارضيه تصرخ صرخه هدت اسوار القصر وجعلت كل من في القصر قلبها يقع بين قدميه نتيجة هذه الصرخة، اقترب منها " بيجاد " وهو يهتف بقلق وهو يرى عمته تصرخ وتبكي بقوة :
ـ في ايه ياعمتي مالك .
هتفت هي بصراخ اكبر وتبكي بقوة و وجنتيها يغرقون من الدموع التي تألم قلب " بيجاد " بقوة :
ـ جميله عملت حادثه يا بيجاد وما بين الحياة والموت .
هتف هو بصدمة جعل عقله يستوعب هذا الحديث الذي قالته، نظر إلى " سلا " التي كانت تحاول أن تهدئها، واقف وهو يعمل مكالمه حتى يحجز تذاكر اقرب طائره واسرع طائرة المتجهة نحو لندن ولكن لم يجد حجز، لذلك قرر أن أن يتجه بطائرة خاصة وجهز كل شئ اوقف عمته وبمساعدة " سلا " واتجه الى السيارة وسرعان ما ركب سيارته وقادها قيادة مجنونة وسريعة وترك " سلا " تراقبهم وقلبها يخفق على الفور، فهي لأول مرة تعرف أن هذه العمه لديها إبنة وتعيش في الخارج، غريب في عمه بيجاد هنا وتعيش هنا، وأبنتها في الخارج، لما تركت إبنتها وحيدة تعيش في الخارج وهي هنا؟، لا يهم ذلك، الأهم أن تكون بخير .
❈-❈-❈
اتجهت نحو الدرج وكادت أن تضع قدميها نحو الدرج حتى تتجه إلى الأسفل ولكن شهقت حين حـ ـملها " مالك " وجه كالعاده يدل علي البرود فقط، اتجه الي الدرج حتى يتجه إلى الاسفل وهو يهتف بنبرة باردة وينظر الى الامام :
ـ ممنوع تنزلي على السلم، لما تحبي تنزلي ناديني .
وضعت يـ ـدها نحو اكتافه من الخلف وهو مازال يحملها، هتفت بضجر وغضب :
ـ انا زهقت من الاوضه، وكانت حابه افطر تحت، واكيد مش هيحصل حاجه لو نزلت علي السلم .
وصل الي الأسفل وهو يتجه نحو السفره وهو يهتف ببرود جعلها تشعر بالغضب أكثر من حديثه الذي كان ممتلئة بالبرود :
ـ متضمنيش، وكلامي مش هكرره تاني لما تحبي تنزلي اقولي ولو عايزه حاجه قولي، لكن ممنوع تتصرفي من دماغك، انتِ مبقتيش مسئوله عن نفسك بس، انتِ بقيتي مسئوله عن طفل .
جعلها تجلس علي كرسي السفرة براحة وهدوء دون أن تتأذى، ولم تتحدث ولم تقول أي شئ بعد ما شعرت بالغضب، وفي ثواني جاءوا الخدم بأنواع الأطعمة الشهية والتي كانت المفضلة لها، كرمشت ملامحها الي الاشمئزاز وهي تبعد عينيها عن الطعام وكل هذا تحت نظرات " مالك " الذي يراقبها جيدا، بعد أن وضعوا الخدم الطعام امامها والذي كان شهي ورائحته تملئ المكان من كثر شهيته، غادروا علي الفور بعد أن وضعوا الطعام وتركهم معاً، اقترب منها وهو يهتف بهدوء ليس ببرود كالعاده :
ـ مالك؟، انتِ مش عايزه تاكلي؟ .
هتفت هي بنبرة صادقة وملامحها تدل علي صدق حديثها :
ـ بالعكس انا جعانة بس مش عايزه الاكل ده .
رفع حاجبيه بحيرة وهو ينظر الى انواع و اصناف الطعام الشهية والمختلفة التي تحبها :
ـ مش عايزه تاكلي الاكل ده؟ ، ده انا وصتهم انهم يعملوا الاكل اللي انتِ بتحبيه .
هتفت هي بهدوء وتحاول أن تبعد عينيها عن الطعام بقدر الإمكان :
ـ بس انا مش عايزه الاكل ده .
هتف هو بحيرة وهو ينظر لها بشك :
ـ امال عايزه ايه؟؟ .
ظهرت ابتسامتها وملامحها يصرخون من الحماس :
ـ باستا بالصوص الاحمر وعليها كفته بالكرات .
نظر لها بهدوء وقف وهو يهتف بنبرة باردة :
ـ تمام انا هطلب من الخدم يعملوها ويشيلوا الاكل ده و…..
قطعتها هي وهي تقف بحده والابتسامة مازالت تظهر علي ثغرها :
ـ لا انا عايزه اعملها .
عادت البرود مره اخري الي وجهه مردفه حاجبيه بشك :
ـ هو انتِ بتعرفي تعمليها؟؟ .
هزت راسها بحماس والابتسامة ظهرت علي ثغرها أكثر :
ـ ايوا بعرف اعملها، ممكن انا اللي اعملها .
نظر لها ببرود ولكن ملامحه تصرخ بالحده :
ـ لا مش هينفع، ممنوع تتعبي وتعبي ابني معاكي، الخدم موجودين ويعملوها هما .
هتفت هي برجاء والابتسامة التي كانت على وجهها تختفي رويداً رويداً بتوتر :
ـ بس يا مالك انا بحبها وانا بعملها و…..
قطعها هو وهو يصرخ بحده ونبرته تحكي من الغضب بداخله :
ـ لا يعني لا، ايه اللي مش مفهوم في كلامي؟ .
طأطأت رأسها بحزن تخفي غيمه الدموع في لؤلؤتها، ابتعدت عنه تجلس على كرسي السفرة مكانها وهي صامته .
تجاهلها هو ويتجه نحو المطبخ يبلغ الخدم بوصفتها وبالفعل جاءوا الخدم حملوا الطعام من على السفره وبدوا بتجهيز طعام " فريدة " وبعد ربع ساعة جاء الطعام امامها، و " مالك " اجلس بجانبها حتي يراقبها كالعادة، مسكت الشوكه وهي تاكل الباستا ولكن ملامحها تغيروا الى الاشمئزاز، نظرت الي كُرات الكفته التي كانت فوق الباستا وتناولتها بهدوء هي تمضغها بهدوء ولكن ملامحها تغيروا للمره الثانيه الي الاشمئزاز، سحبت المنديل التي كان بجانبها وهي تمسح فـ ـمها باشمئزاز وقفت بهدوء وهي تنظر الي " مالك " بهدوء :
ـ الحمد لله كلت .
تركته وهي تتجه نحو الدرج حتي تصعد لغرفتها، وفي ثواني اتجهت نحو غرفتها واقفلت الباب كل هذا تحت انظاره، زفر تنهيدة بضيق وهو ينظر إلى طعامها التي لم تكمله، فهو كان يرى ملامحها وأدرك أنها لم تعجبها ابداً، لذلك عليه أن يصلح الأمر، اتجه نحو المطبخ وهتف بحده :
ـ الكل يطلع بره ويحط مكونات وصفة كُرات الكفته و الباستا بالصوص الاحمر جنب بعض ودقيقتين وتطلعوا برا كلكم .
ختم جملته وتركهم حتى ينفذوا حديثه اتجه الى الدرج واصعد إليها وبعد ما صعد اتجه نحو غرفتها ولم يدق الباب فتح الباب وجدها تجلس على الفراش بهدوء كاد سوف يتحدث ولكن قطعته هي بحده :
ـ مش المفروض تخبط علي الباب يا بني ادم انت، مينفعش تدخل علي الاوضه من غير ما تخبط، احنا خلاص أطلقنا ومفيش بينا حاجه، مينفعش تدخل كده .
نظر لها ببرود وهو يهتف بنبرة حادة متجاهل حديثها كأنها لم تتحدث ابداً :
ـ تعالي معايا .
اقترب منها وهو يحمـ ـلها ظلت ترفض وتبتعد عنه ولكن كان اقوى منها بكثير وحمـ ـلها بالفعل وخرج بها خارج الغرفة تحت اعتراضها واتجه نحو الدرج واتجه بها الى الاسفل بعد ما اتجه بها الى الأسفل، وبعد ذلك اتجه نحو المطبخ التي لم يكن فيه احد، جعلها تقف نحو المطبخ ولم يتحدث وهي كذلك نظرت إلى المطبخ ونظرت إلى مكونات وصفتها، رفعت حاجبيها بحيرة وابتسامتها ظهرت بسخرية .
هتف ببرود وهو يرى ابتسامتها التي كانت ممتلئة بالسخرية :
ـ المكونات عندك اهي اعملي اكلك، وانا واقف جنبك .
كان يظن انها سوف تعِاند وترفض ولكنها ابتسمت وهي تتجه نحو مكونات طعامها وسرعان ما بدأت في الطعام تحت انظاره، كان يقف بجانبها خوفاً علي ابنه ليست هي، فهو كان خائفا على ابنه إذا حدث مكروه يصيبه لذلك هو هنا بجانبها .
ليس أكثر من ذلك فهو مازال مجروح منها ولم يسامحها ابدا، فهو يهتم بأبنه ليست هي، ولكن قلبه يقول شئ اخر كالعادة ولكنه لم يعترف به .
❈-❈-❈
جاء الليل وهي مازالت تذهب اياها و إياباً أمام باب القصر وتنتظر " بيجاد " فقد عادت ساعات ولم يطمئنها بعد فهي تتصل عليها مراراً وتكراراً ولكن لم يجيبها ، مما تسرب القلق بداخلها، فهو لأول مرة لم يرد على اتصالاتها، ماذا حدث حتي لا يُجيب على اتصالاتها؟ .
عدت ساعات وهي مازالت واقفه تنتظر حتى حل الصباح، رفعت هاتفها حتى تعرف ما هي الساعة وجدتها الساعة سادسة صباحاً، حاولت أن تتصل مرة أخرى ولكن وجدته مغلق، مما زفرت بضيق وهي تضع هاتفها نحو الطاولة، جلست على الاريكة وهي تتأوه بألم، فهي تشعر بأن قدميها تؤلمها بشدة نتيجة وقوفها على قدميها لساعات، اغمضت عينيها ولكن هاتفها اهتز معلناً لـ وصول رسالة ما، مما فتحت لؤلؤتها وهي تمسك الهاتف وجدت أن رسالة من " شريف " على حسابه الفيسبوك، مما هتفت ملامحها بحيرة، فهي حظرت " شريف " علي التواصل الاجتماعي، الواتساب، والانستغرام، والتويتر والكثير من المواقع ولكنها قد نست تماما أن تحظر حسابه الفيسبوك، كيف نست؟، دخلت المحادثة وكانت سوف تحظر حسابه، ولكن توقفت وتوقف انفاسـ ـها وهي تنظر إلى الرسالة التي جعلت قلبها يدق علي الفور وهي تقرأ الرساله بصوت عالي وهي لا تصدق ما تقرأ .
" شوفي الشخص اللي سبتيني علشانه عمل فيكي ايه ! "
نظرت إلى صورة تجمع " بيجاد " وفتاة تعانـ ـقه بحب والابتسامة تزين ثغرها كأنهم في حفل التقطت هذه الصوره ولكن أسفلها خبر :
" شاهد أهم راجـ ـل أعمال " بيجاد الجمالي " وهو يعلن للجميع أن تم عقد خطبته على ابنة عمته " جميلة " .
توقفت انـ ـفاسها وقلبها يخفق بجنون وعينيها تصرخ من الصدمة وهي تقرأ الخبر مراراً وتكراراً وهي لا تصدق ابداً، وغيمه دموع تملاً لؤلؤتها وهي لا تصدق هذا الخبر الذي كسر قلبها إلي اشلاء صغيره لا تُرحم .
يتبع...