-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - اقتباس - الفصل 24

 

    قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود

اقتباس

الفصل الرابع والعشرون 


رفعت حاجبها باستنكار من حديثه البارد الذي يقتلها الى اشلاء صغيرة لا تُرحم، اقتربت منه وهي تمسك ذراعه، تجعله يقف أمامها، وقعت عينيها نحو مقلتيه التي تأسرها دائما بدون أي قيود، اجتمعت غيمة دموع نحو لؤلؤتها وهي تهتف بألم مثل طائر مجروح كان يطير بسعاده وخفة ولكنه أصابه جرح جعله يقع تحت سابع ارض مرتطماً، فـ الألم ليس بنبرتها فقط، بل من الداخل، يوجد خراب لِم يصلح للاصلاح والسبب هو.

 

 

ـ أنا من اسبوع منمتش وبحاول اوصل ليك من بدري وبترد علي الكل ماعدا انا، ماعدا انا يا بيجاد؟،  طب ليه؟؟، ده انت حتي لما جيت سلمت عليا سلام بارد ولا كأني مراتك، ليه ده كله، ليه بتعمل كده، ليه كل ما اقرب منك انت تبعدني بطريقتك ليه يا بيجاد، انا كنت قلقانه ومنمتش من اسبوع وكنت مستنيه اتصال منك علي امل انك ترن بس محصلش، محصلش يا بيجاد  .

 

 

نظر لها نظرة لم تفهمها او كيف تفسر ما هذه النظرة لاول مره لِم تفهم ما هذه النظرة التي ينظر لها " بيجاد " لها، زفر بضيق وهو يهتف بنبرة ملل ولكنها مُتعبة  : 

 

ـ سلا انا زهقت، قولتلك اني تعبان ومش قادر وانتِ اول ما شوفتيني وشوفتي جميلة، عايزة تحققي  معانا، احنا جاين تعبانين ولما منردش علي الاسئله بتاعت المذيعة سلا الغماري يبقي في حاجه و قد ايه انا ظالم ومفتري و بظلمك معايا، هرد علي الاسئله بتاعتك بس انام الاول  .

 

كان سوف يتجه الى الفراش ينعم بالنوم الدافئ يريح جـ ـسده ولكن  " سلا " كانت لها رأي آخر، امسكت ذراعه مرة اخري وهي تهتف بغضب وقد طفح بها الكيل من بروده هذا الذي يشعل جـ ـسده و يؤلم قلبها  : 

 

ـ يا برودك عايز تنام بعد الاشاعات والاخبار اللي في التلفزيون والسوشيال ميديا بتقول أن بيجاد الجمالي قد عاد لخطيبته، رجعت لخطيبتك اللي كنت بتتمني ليها الرضا ترضه صح؟، ولما خطيبتك سابتك يعني واتجوزت وانت اتجوزت، وجايه بعد فتره تطلق من طليقها وانت رجعت ليها ما صدقت انها اطلقت؟؟؟ .

 

نظر لها نظره بارده وهو يهتف بملل من حديثها وقد عاد البرود ملامحه مره اخرى  : 

 

ـ تعرفي، انا مش هبرر ليكي ولا هتكلم معاكي لان مش شايف قدامي من التعب، هصحي ونشوف الحوار اللي بتقولي عليه ده  .

 

كان سوف يغادر من امامها ولكن توقف حين هتفت بنبرة عصبيه وهي تضـ ـربه نحو اكتـ ـافه بعصبيه لا محالٍ لها  : 

 

ـ يا برودك، مش عايز تبرر ليا اي حاجه، طبعا ما انت رجعت لحبك القديم عايز ايه تاني، سلا تـ ـولع تمـ ـوت مـ……

 

هتفت بعصبيه هو الآخر وهو يرفع سبابته نحو وجهها بحده اخافتها ولكنه لم تظهر له خوفها  : 

 

ـ إيــــاكـــي تـــجــيـبـي سـيـــره الـــمــوت قـدامـي، انـــتِ فـــاهـــمــة  .

 

جـ ـسدها ارتعش من نبرته الجهوية ولكنها لم تـِهدأ بعد، هناك نـيـران بداخلها لِم تـطـفأ بعد، وهناك تساؤلات برأسها تريد الإجابة عليهم، فـمن كثر التساؤلات التي بداخل رأسها، أصاب رأسها بألم شديداً من كثر التساؤلات والتفكير.

 

فهو لِم يطمئنها ولِم يداوي جرحها ولِم يطفئ نيرانها كيف يقول انها يحبها؟؟، فـ المُحب لا يعذب حبيبه بتلك الطريقة، مثل ما فعل هو معاها  .

تركها تفكر، وتركها قلقة، تركها بدون أن يطمئنها، تركها وهو لِم يصلح الأمر ولِم يبرر لها، فهي تشعر بالتعب يستولي على جـ ـسدها، فهي منذ اسبوع لِم تنام، وتنتظر عودته لها، حين عاد، عادت معه جموده وبرودة لها  .

 

كيف يتركها وهي بهذه الخراب وبتلك الحالة؟، كيف يقول أنه يريد أن ينعم بالراحة بدون ثرثرتها، فهو يريد الراحة له ليس لها.

 

فهي تريد أن تنعم بالراحة أيضا وأن تطمئن، تطمئن انه يكذب هذه الإشاعات  وأن يقول أنه لها، أنه ملك لها، وأنه لم يخطب وأن هذه اشاعة، ولكنه لم يفعل ذلك، لم يبرر ولم يصلح الأمر فقط يقول أنه يريد أن ينعم بالراحة  .

ابتعدت عنه ورفعت لؤلؤتها نحوه تحكي عن الخراب الذي بداخلها، كانت تظن أنه لم يسمح لها بالابتعاد ولكنه استقبلها بنظرة باردة قتل هذه نظرة الاحتياج التي تنظر له  .

 

جعلتها تغادر الغرفة بقلب مكسوراً

بقلب مريضاً بدون أن يداوي

بقلب يسكنه الألم ولكنه بقي صامتاً معلناً بالاستلام

بقلب مقتولاً والذي قتله هو الشخص الذي احبه والذي استثنائه عن الجميع  .

 

غادرت الغرفة بسرعة ودخلت غرفة " إيلا " وهي تشهق من البكاء، فهي شعرت بالهزيمه والخيبه من الشخص الذي تنتظر قدومه حتى يداوي قلبه، شعرت بكسره تؤلم قلبه بقوة، كان بارداً معها في وقت أن يعانـ ـقها ويبث لها الأمان الذي افتقدته منذ مغادرته  .

 

لما كان قاسي بارداً لا يبالي بأي شئ سوىٍ نفسه فقط؟، لما لم يفكر بها علي الاطلاق او كيف تشعر أو بما تشعر به نحو الأمر ؟، فهو فكر في راحته هو ليس راحتها ابداً  .

 

علي الأقل كانت تريد منه أن يكذب الأمر ويقول أنه يحبها وأن لا يستطيع الابتعاد عنها؟، كانت تريد منه أن تحدثه عن الأمر حتى تداوي أفكارها، وأن تطمئن قليلاً، ولكنه لم يفعل هذا.

 

فهي تشعر بالخيبة التي تشعرها من اعماق قلبها، سبب لها ثقب في قلبها يمتلئ بالألم، فهو قتل قلبها، وافكارها، وحماسها، وانتظارها، وشوقها له، ولم يفكر بأي شئ الا راحته  .

 

مؤسفاً هذا الشئ!  .

 

إزالت دموعها وهي تحاول أن تكتم شهقتها قدر الإمكان وتحاول أن تتنفس جيداً، فالبكاء لِم يصلح شئ، لِم يصلح الخراب الذي بداخلها، ولم يصلح هذا الثقب الذي مليء بالآلام الذي بداخلها  .

 

وقفت بتحدي وبداخلها نيران لا تهدأ، لذلك قررت أن لا ينعم براحة في نومته ابداً، هي لم ترتاح ابدا ولِم تعرف الراحة في افكارها ولا قلبها لذلك عليها أن ترد عليه الأن، خرجت من الغرفة واتجهت الى الأسفل وبداخله يسعى لرد علي " بيجاد " بأي طريقة، لم تجد احد في الاسفل، اتجهت إلى " المطبخ " وجدت الكثير من الخادمات يفعلون طعام، وقفت ثواني وبعد ذلك دخلت " المطبخ " ولكن وجدت صنيه ممتلئة بالأطعمة الشهية هتفت بتساؤل وهي تنظر الى رئيسة الخدم  : 

 

ـ بتاع مين الاكل ده؟؟  .

 

هتفت رئيسة الخدم بأحترام وهي تنظر نحو الارضية  : 

 

ـ الاكل ده بتاع جميلة هانم، خطيبه بيجاد  .

 

هتفت هي بشراسة و عصبيه وهي ترفع سبابتها نحو وجهها  : 

 

ـ متقوليش انها خطيبة بيجاد قدامي، وهي مش هانم مفيش حد هانم هنا غيري، فـــاهـمـيـن؟  .

 

قالت آخر كلمة من حديثها بصوت عالي جعلت الجميع يرتعشون مكانهم ويهزون رؤوسهم بطاعة خوفاً منها  .

 

هتفت بعصبيه وارتفعت نبرتها  جعلت الجميع في القصر يسمعونها :

 

ـ اطـلـعـوا بــرا كـلـكـم  .

 

وبالفعل خرجوا من  ' المطبخ ' ينفذوا حديثها بعد ما خرجوا من  ' المطبخ  '، اتجهت إلى الصينية التي ممتلئة بالأطعمة الشهية، امسكت بودرة الفلفل الحامي وضعته في الطعام بعصبيه وبغيظ، وبعد ما وضعت البودرة نحو الطعام بكمية كبيرة، ادفعت العلبة التي كانت فيها البودرة نحو الارضية بعصبيه، واخذت معلقة تُقلب الطعام جيداً حيث لا تظهر هذه البودرة، وبالفعل نجحت في ذلك وبعد ما انتهت، ابتسمت بخبث وهي تهتف بهمس  : 

 

ـ ابقي وريني هتنام في راحة ازاي وحبيبه القلب بتصوت  .

 

ختمت جملتها وضحكت في سخرية حتى ادمعت عينها متخيلاً لها الأمر، خرجت من  ' المطبخ  ' بعد ما أمرت الخدم أن يدخلوا  ' المطبخ مرة ثانية، اتجهت الي الاعلي مع الخادمة التي سرعان ما دخلت نحو ' المطبخ  ' وحملت الصينية التي ممتلئة بالأطعمة الشهية نحو غرفة " جميلة "  ، دخلت الي غرفة " إيلا " بفرح وهي تشعر بنصر وفي ثواني احدهم صرخ صرخه هزت أسوار القصر من الالم  .

 

ارتعش قلبها بقوة وهي تسمع هذه الصرخة كادت سوف تخرج من الغرفة ولكن سمعت صوت " بيجاد " يناديها بغضب وعصبية جعل قلبها يتوقف عن الخفق وتنفسها قد توقف  : 


ـ ســـــلا  .

 

 يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية