-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 11


 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



اقتباس 

الفصل الحادي عشر


تم النشر بتاريخ

7/10/2023



 

كانت تسنيم تقف بداخل المطبخ تغسل الصحون بهدوء قبل أن تذهب للنوم، لكنها شردت في بعض اللحظات في تعامل سالم الغريب معها والغير مبرر لها، شعرت وكأنه يعاقبها على شيء ما! فعلته لكنها لا تتذكر ما هو؟ و عندما حاولت ان تتحدث معه لتفهم الأمر منه؟ لم يعطيها الفرصه! فقط يعاقبها على شيء لا تتذكره او تفعله.. أخفضت  النافذه بالمطبخ لتستنشق نسمات الهواء المنعشة متمنية بين طياتها أن يخبئ لها القدر ما يمكنها تحمله، وفجاه تعلقت أنظارها على سالم يضع فنجان القهوه بداخل الحوض وبدأ يغسله بهدوء، عقدت حاجبيها بتعجب فقبل قليل سألته هل يريد شيء او تصنع له فنجان قهوه لكنه رفض فمتى فعله؟ و لما لا يطلب منها، ألقي نظرة عليها لم تفهمها لكنها جعلتها تشعر بالغيظ من تجاهله الغير مفهوم! ثم تحرك إلي الغرفه يستعد للنوم و ركضت هي خلفه هذه المره ولم تتركه حتى تفهم الأمر تساءلت هي بجدية


= هو انت ايه حكايتك، مالك متغير معايا في المعامله ليه؟ وكل ما تعوز حاجه تقوم تعملها لنفسك ولما اعرض عليك المساعده ترد بكلام غريب ما فهموش، ممكن افهم انا عملت إيه بقى لكل ده .


ألتفت إليها وهو يدير رأسه في اتجاهها ثم رد عليها بنبرة شبه مهينة وهو يشير بيده ، وممرر عينيه عليها 


= يعني انتٍ مش عارفه عملتي ايه يا تسنيم وانا ليه بخدم نفسي بنفسي بعد اللي عملتيه مع ليلى واحرجتيها قدام صحابها، وكل ده عشان طلبت منك حاجه تعمليها لها؟ انا فاهم ان طبعا هي مش مسؤوليتك بس كان ممكن تكلميها بطريقه الطف من كده مش تزعقيلها وتقوليلها انتٍ بنت مش كويسه عشان بتطلبي من اللي اكبر منك حاجه وانتٍ قاعده


وقفت في حاله من الذهول لا تستوعب كلماته وكأنها حقاً اساءت الى ابنته، فذلك لم يحدث والذي يرويه الآن ليست الحقيقه الكامله أو ربما شاهدها بالطريقه الذي يريدها، لتظل عيناها على وسعهما وهي تقول


= مين قال لك ان ده اللي حصل؟ بنتك اللي فهمتك كده! ما حصلش طبعا .


لم يقتنع بالطبع فكانت الصغيره روت إلي والدها حديث نسجه من عقلها، وبطريقه ماكره جعلته يصدقها ويشفق عليها بينما تضايق من أنكرها للأمر وقد احمر وجهه من الغضب ليحدق بها بعينين تشتعلان غضبا قائلاً بازدراء


= تسنيم انا داخل في الوقت نفسه وانتٍ بتقوليلها الكلام ده، هو ايه اللي ما حصلش انا سمعك وشايفك وانتٍ بتزعقي ليها قدام صحابها وخليتي منظرها وحش وفضلت تعيط اليوم بطوله وانا ما رضيتش اكلمك ولا اعتبك في ساعتها عشان كنت متضايق أوي من تصرفك .


تابع سالم حديثه بخيبة أمل منها ومن فرط اجتهاده لمحاوله منه يحافظ على تلك العائلة حتى يحصد ثمار تعبه في نهاية المطاف، ليكن ذلك رده فعلها تخيب ظنه  


= كنت فاكرك اعقل من كده بكتير وهتعرفي تحتويها، دي طفله يا تسنيم لسه عيله مراهقه حتى لو غلطت تتعاملي معاها بالراحه، غير ان ده مش اسلوبي مع بنتي اصلا في تربيها وما بسمحش لحد يزعلها مهما كان مين 


لوهله شعرت بالعطف تجاه نفسها، لقد حكم عليها دون أن يسمعها كعادته! وصدق أبنته دون أن يشكك بالأمر لحظة! فبدأ قلبها يخفق بقوة، لكن تلاحقت نبضاته بسرعة كبيرة حينما اقتربت منه ترد باندفاع و تراقبت بأعصاب مشدودة رؤيته


= خلاص كالعاده حكمت عليا من غير ما تسمعني، قلت لك مش ده اللي حصل وانت اللي فهمت الكلام غلط وهي كمان وصلته غلط! هي فين بنتك وجهها بيا وخليها تقول كده وعيني في عينها الكلام ده اللي حصل ؟؟ 


نظر لها مقوس ثغره للجانب وهو يقول بسخط


= سيبيها بحالها تعبانه ونفسيتها وحشه، انا اللي بكلمك دلوقتي حاولي تمسكي اعصابك مهما تعصبك يا ستي.. وبلاش تاني مره تحرجيها قدام صحابها ولو خدمتك ليها تقيلي على قلبك اوي كده هقول لها من هنا ورايح ما تطلبش منك حاجه .


رمشت بعينيها بذهول و ردت عليه تسنيم بهياج بائن في نبرتها وحركاتها


= تاني هيقول لي نفس الكلام! انا ما رفضتش اجيبلها حاجه ولا مش عاوزه اخدمها ولا اخدمك، قلت لك انت اللي فهمت الموضوع غلط مش زي ما وصلك، من وقت ما جت هي واصحابها وكل شويه تناديني اعمل لها طلب وما اتضايقتش وقلتلها خليكي جنب اصحابك ذاكروا وكل اللي عاوزينه اطلبوه مني.. بس سمعتها بالصدفه وهي بتكلم صحابها بتقول لهم ليه نتعب نفسنا ونقوم نطلب حاجه ما هي شغلتها هنا تخدمنا ومش بتعمل حاجه جديده عليها؟ اتنرفزت واتضايقت وقتها من كلامها وخصوصا في الوقت ده كنت كل شويه اقوم وبشتغل في نفس الوقت ممكن فعلا اتعصبت عليها وقلتلها الكلام اللي انت سمعته وانت داخل! بس ما تعصبتش أوي زي ما انت وبنتك متصورين.. بس انا عملت ده نتيجة لرد فعل مش زي ما انت فاكر انت وبنتك 


هز رأسه سالم وهو يهتف بهدوء واثق


= ليلى اكيد مش هتقول حاجه زي كده عليكي ممكن انت اللي فهمتي الكلام غلط وهم كانوا قصدهم حد تاني .


ضحكت تسنيم بصوت عالٍ بسخرية مريرة وهي تقول بعدم تصديق


= تمام! لقيت مبرر لبنتك بس ما لقيتش مبرر لمراتك عشان انت عاوز تفهم كده يبقى انا خلاص هتعب نفسي ليه واحاول افهمك عكس كده براحتك.. وكمل بقى عتاب و عقاب فيا ذي ما أنت عاوز من غير ما تسمعني زي ما سمعت بنتك.


توتر هنا قليلاً ثم تنهد بيأس لما حدث واخذ عقله يدور في صغيرته التي لا تكذب عليه أبدا وكيف ستكذب وهي من اقترحت وطلبت منه أن اصدقائها سياتون الى المنزل لتعرف تسنيم على أصدقائها ويقتربوا من بعضهم البعض لأجله، ضغط على شفته بضيق شديد و برر موقفة  قائلا


= يا تسنيم انا مش بدافع عنها ولا بشوفلها مبررات، انا بفكر معاكي بصوت عالي ان ممكن تكوني فهمتي غلط والكلام مش عليكي!! انا بحاول احل بينكم انتم الاثنين والله و برده لما قالتلي الكلام ده انا ما صدقتهاش على طول و قلتلها معلش اكيد كانت متعصبه وما تقصدش تزعلك يعني دفعت عنك بالضبط زي ما بدافع عنها دلوقتي.


هزت راسها مستنكرة بشدة، قائلة بانفعال


= انت لسه برده مصمم ان كلامها صح وانا كدابه يعني! قلت لك ان إللي بنتك حكيته ما حصلش .


رأها سالم تدمع عينها من شعورها بالظلم منه، فهو حقا لا يعرف من يسرد الحقيقه بينهما لكن لا ينكر انه أستمع الى كلماتها بنفسه وذلك لوحده يجعله يشعر بالصدق نحو ابنته، لكن عندما راها علي وشك أن تبكي شعر بنغصة عنيفة في صدره واقترب منها أراد ضمها إليه، أن يحتوي حزنها، لكنها رفضت ذلك ونظرت له بتحذير وغضب! لكنه أسرع ليمتص غضبها و رد باقتضاب


= خلاص یا تسنيم.. ممكن اتعصبتي عليها وسط شغلك وانتٍ مش قاصده! أنا هصالحكم مع بعض واللي زعلان هيتصالح.. والغلطان كمان فيكم هيراضي التاني انا عايزكم تقربوا من بعض لان كده هرتاح.. ما هو مش كل يوم والتاني هتطلع لي مشكله بسبب انتوا الاتنين مش قادرين تتقبلوا بعض 


لم تحب الفكره ولكنها لم تجد إلا الصمت، و  تحركت لتأخذ الوسادة و مفرش عقد حاجبيه باستغراب وهو يسألها بحدة بعد أن جذب منها الغطاء


= انتٍ رايحه فين دلوقتي الوقت اتاخر، يلا عشان ننام كفايه كلام كده


= انا رايحة انام، بس رايحه انام في اوضه ثانيه بعيد عنك عشان كلامك نرفزني، وبالمره تعرف تاخذ راحتك بعيد عني وتعاقبني كويس من غير ما تسمعني الأول.


قالتها بصوت متجهم وهي تعيد سحب الغطاء من يده بإصرار بأنها لم تظل معه بغرفة تجمعهم، سارت من أمامة وهي لا تشعر بقدميها.. ها هو الظلم يعود إليها من جديد كما كان في بداية زواجها.. 


لتخرج تجاه غرفة الضيوف مدعية وجود رغبة ملحة بها للنوم، هوت فوق الأريكة خلفها ونظرت حولها إلي ذلك المنزل الذي لا تنعم به بالراحه الدائمه، أليس من المفترض تضم أهم لحظات حياتها هنا ولكنها بدأت تضم بقايا محطمة؟ وبدأت تتسائل نفسها مؤخراً هل تسرعت في قبول الزواج من سالم.


أما علي الجانب الأخر، كأن سالم جالس فوق الفراش مسح وجهه وهو يتنهد بتعب من عدم تصليح أمور حياته، فكل يوم يكتشف أن دخول تسنيم لحياته لن يصبح عادل فيها.. فلن يحطم عائله بناها من أجل شغف قلبه.. وهنا كأن المقصود بعائلته "ليلى" فهم الاثنين بالماضي كانوا عائله صغيره لكن الان قد دخلت حياتهم فرد جديد و محبب إلي قلبه ويرغب بها، لكن يحتاج الى بعض الوقت! لكن اين سيحصل على ذلك الوقت وكل يوم يكتشف مشكله جديدة بين ليلي و زوجته! كانت نيته بعد ان استمع الى حديث ابنته ان يكتفي بتجاهلها ولم يعاتبها وحاول ان يبرر الامر بانها لم تقصد بالتاكيد أن تغضب علي أبنته و تحرجها امام اصدقائها لكنها هي من أصرت على الحديث. 


نام الجميع في ذلك المنزل يشعر بالتعاسه! ما عدا ليلي التي كانت سعيده بانتصارها وهي تراهم هكذا؟ وان خطتها تسير كما تريد وقريبا ستخرج تسنيم من حياتهم للأبد .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة