-->

رواية جديدة قلوب ضائعة لفاطمة الزهراء - الفصل 23

 

    قراءة رواية قلوب ضائعة كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية قلوب ضائعة

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة فاطمة الزهراء


الفصل الثالث والعشرون

تم النشر بتاريخ

7/10/2023



‏لم يحدث

وعرفني شخص أكثرَ منكِ

لأنكِ تُدركين

مدى فوضتي، جنوني

عشوائيتي، عفويتي 

تُدركين أن لي روحًا لا تهدأ

وأن أفكاري كشلالٍ مُتدفق

لم أستطع يومًا كبح جموحي

إلّا حين أحببتك.

 

كانت تقف وتشاهد اليخت و هي تشعر أنها في عالم آخر هل هذا حلم ؟؟

كان يتابع هدوئها ويشعر بها اقترب منها لينظر لها بهدوء وهو يمسك يدها ليهتف بتنهيدة عميقة :

ـ وحشتيني 

‏‎وَفيكَ شَرِبتُ كَأسَ الحُبِّ صِرفًا

 فَإِن تَرَني سَكرتُ فَلا تَلُمني.

كانت تستمع لكلماته وهي تشعر أنها سيغشى عليها لتتحدث بعتاب :

ـ هاه بقي كده شهر كامل مش عارفه أكلمك فيه بتهرب منى ليه

ابتعد عنها و أردف بتوتر :

ـ غصب عني كنت محتاج أفكر فى حاجات كتير علشان حياتنا سوا .. كنت عاوز أشوف لو رفضتي هقدر أكمل لوحدى ولا لأ

وضعت إصبعها على فمه كي لا يكمل حديثه لتجيبه بعتاب :

ـ أسكت ليه بتقول كده معقول بعد كل ده مش عارف ردي عليك

قبل إصبعها الموضوع على فمه و تحدث بجدية :

ـ عارف ردك أكيد بس محتاج أسمعها منك علشان قلبي يرتاح

نظرت له بحب شديد :

ـ بحبك .. بحبك أوى أوى يا نزار و موافقه نكمل حياتنا سوا

ليضع شفتيه على شفتيها و يقبلها بقوة ابتعد عنها لتضع يدها على صدره و هتفت بخجل :

ـ ن نزار نزار

جلس على ركبتيه ليخرج علبة صغيرة من جيبه بها خاتم فتحها ليقدمه لها :

ـ موافقة تكملي حياتك مع عاشق مجنون و بيغير من أى حد يقرب منك

نظرت له بحب كبير و أومأت رأسها بالموافقة :

ـ موافقه

وقف ليأخذها و يجلسوا معاً :

ـ هتتحملي غيرتي عليكي حتى من أخوكى

هتفت بدلال وهي تنظر له :

ـ هتحمل بس إنت كمان هتتحملني وتتحمل غيرتي عليك خصوصاً من أقرب الناس أنا في غيرتى مجنونه هاه

ابتسم لها وتحدث وهو يطلب منها أن تنظر له :

ـ هاه اطمني بعدين مفيش غير اتنين بس قريبين ليا والباقي أصحاب و أهل

تحدثت برفض و اعتراض شديدين :

ـ بقولك إيه بلا أصحاب بلا أهل مفيش تعامل مع أي بنت خالص يا أستاذ مفهوم

وقف وأخذ يدها ليرقصوا معاً على نغمة هادئة :

ـ طيب أهدى يا مجنونة بعدين إنتي الأولى فى حياتي

تحدثت بهدوء فهي تخشى أن يتركها لاحقاً :

ـ والأخيرة .. المهم بجد بتحبنى وموافق بيا حتى رغم ظروفي

نظر لها وهتف بتأكيد :

ـ أكيد وإلا مكنتش هستنى كل الوقت ده إنتي أول و آخر حب فى حياتي كلها

كانت تتحرك معه على نغمات الموسيقى و تحدثت بقلق :

ـ يعنى مش هتندم بعدين نزار أنا أرمله ومعايا بنت يعنى يعنى قدامك لسه وقت تفكر وتشوف بنت هاه بنت وتعيش حياتك إنت لسه شاب في بداية حياتك مش عايزاك تندم بعد كده و انجرح

أردف بجدية وهو ينظر لها :

ـ يعني السنين دى كلها عايش فى لندن وشفت بنات كتير و كتير منهم اتمنوا يكون بينا علاقة لكن مفيش واحده قدرت تقتـ.ـحم قلبي غيرك

تحدثت بغيرة واضحة :

ـ بنات كتير وماله كل ده هيتمنع المهم إني معاك دلوقتى ودي حاجه عندي بالدنيا كلها أنا بحبك بحبك أوى كان نفسي أقولها من زمان بس كنت خايفه لكن دلوقتي لأ مش خايفه علشان معاك

انتهت الرقصة ليعودوا للمكان الذين كان يجلسون فيه :

ـ اطمنى حالياً مفيش فى حياتي غير واحده بس

هتفت بتفكير :

ـ هي مين 

أجابها بهدوء وهو قلق من ردة فعلها بعد علمها بحقيقته :

ـ إنتي أكيد !! علياء ممكن أتكلم معاكي فى موضوع مهم و تفهميني

انتبهت لقلقه الشديد :

ـ أها واضح الموضوع كبير مالك اتغيرت كده ليه و قلقت قول يا حبيبي وأنا هسمعك

تنهد بتعب ليردف بهدوء :

ـ أتمنى تسمعيني للآخر و صدقيني لو غيرتي رأيك هفهم موقفك

هتفت بخوف لا تعلم سببه لكنها تريد أن يخبرها بما فى قلبه :

ـ في إيه يا نزار قلقتني قول على طول مش بحب المقدمات

تحدث بهدوء وهو ينظر للسماء :

ـ فاكرة أول يوم وصلتي هنا فاطيما نادت عليا باسم إيه

لتجيبه وهي تتذكر أحداث هذا اليوم :

ـ نزار و إنت قولتلي اناديك بالاسم ده علشان بتحبه

تنهد بعمق ليجيبها وهو يغمض عينيه بوجع :

ـ بس ده اسمى الحقيقي اسمى نزار مراد عزت عمران

أردفت بصدمة كبيرة :

ـ نعم إنت بتقول إيه هههه إنت بتهزر يا نزار هو ده وقته

وقف ليستند على اليخت وتحدث بوجع :

ـ دى حقيقتي مفكرتيش ليه منزلتش مصر ولا مره طول السنة اللي فاتت علاقتي ب فاطيما طيب و عمتى سمية ملاحظتيش قربي منها

وقفت ونظرت له بحيرة شديدة :

ـ عادي ما هو ميرا نفس الكلام ده أنا قريبه منهم بس في أقل من سنه ما بالك إنت عايش معاهم من سنين إنت إنت عايز تقول إيه 

نظر لها وهو يتابع توترها :

ـ عاوز أقول إني مش ابن سليم مختار أنا حفيد عزت عمران و أخو فاطيما مراد و سمية عزت تبقى عمتى أمى فريدة هاشم عمران

تشعر أنها تعيش بكذبه كبيرة لتهتف بتعجب و استنكار :

ـ إنت بتقول إيه إزاى يعنى إذا كنت أنا حاضره عزا ابن عمى مراد نزار اخو فاطيما أنا جيت عزيت جسار فيه بعد جوازى بأسبوع إزاى بقى اللي إنت بتقوله ده أخو فاطيما وحفيد عزت إيه اللي إنت بتقول ده طيب إزاى يعنى اقنعني

عاد ليجلس وهو يهتف بحزن :

ـ هتصدقيني طيب ولا لأ

جلست جواره وهي تشعر بالضياع :

ـ أنا دماغي بتهنج بس ماشي همشي معاك خطوه خطوه إزاى إنت نزار اخو فاطيما و الجثه اللي اتدفنت في مصر و العزا اللي اتعمل ده

ليعود بذاكرته لأكثر من ثمان أعوام :

ـ أنا كنت فى كلية العلوم فى لندن كنت أنا و زين أصحاب فى سن واحد بس كل واحد كلية مختلفة المهم اتخرجت و اتعينت معيد وكنت بشتغل فى أبحاث مهمه و فيه أشخاص كانوا عاوزين أشتغل لحسابهم و أى بحث أعمله يستلموه ولما رفضت بدأوا يتعرضوا ليا و يوم الحادثة

كانت تستمع له بتركيز شديد :

ـ وبعدين ومين الناس دى !!

هتف بوجع شديد لتذكره أشياء دُفِنت داخله :

ـ يهود من الموساد كنت راجع معاه الفيلا علشان كان فيه مشكلة بيني و بين بابا وقتها يومها حسيت إن فيه عربية ماشية ورانا قلت لزين ينط من العربية ورفض وقال نهايتنا واحده فوقت فى المستشفى و كنت فاقد الذاكرة ' أكمل بسخرية ' و لاقيت اسمى زين سليم

هتفت بعد أن بدأت تفهم مقصده :

ـ واللي أدفن في مصر كان زين مش نزار بس اللي عاش زين علشان نزار يفضل في الضل صح

نكس رأسه للأرض بحزن شديد يريد أن يبكى لكن تماسك طالما أدعى القوة عليه إكمال الحديث بتعب :

ـ أيوه علشان يفضل عايش بس ميعرفوش إنه كان ميت مش عايش أبداً زين مات وارتاح لكن أنا عشت بذنبه و ذنب أبويا

تحدثت باستنكار شديد :

ـ باباك مات بعد الحادثه بحوالى سنه قولنا إنه من حزنه على إبنه بس إزاى وإنت عايش هو مكنش يعرف لأ ما أظنش إن في أب مش هيعرف إن ابنه عايش أي هو ذنب أبوك

بدأ يضرب بقوة على صدره و تحدث بقهر :

ـ فعلا مات من حزنه عليا و أنا ناسي الوجع اللي عاشه بسببي أنا مقدرتش أكون إبن كويس ولا أخ كويس كفاية إنه أدفن و مكنتش قادر أحضر و أودعه لآخر مرة عاش حياته علشاني أنا و أختى و أنا طعـ.ـنته كسرت ظهره

ذهبت لإحضار المياه له لتعطيه كوب ماء وهى تشعر بالقلق عليه رغم ما علمته :

ـ طيب ممكن تهدي اتفضل أشرب

أخذ منها الكوب ليرتشفه مرة واحدة :

ـ شكرا

وضعت يدها على ظهره بدون وعي :

ـ أحسن دلوقتى

نظر لها بتنهيدة :

ـ أيوه اطمنى

أردفت بهدوء و جدية :

ـ طيب في حاجه تانيه عايز تقولها

تحدث بانكسار وخيبة :

ـ مش عاوزه تعرفي إيه سبب الخلاف اللي كان بيني وبين والدي علشان متقوليش خبيت عليكي حاجه قدام

تحدثت بتفهم :

ـ سألتك وإنت جاوبت إجابة عامه بس لو لسه في حاجه تانيه عايز تقولها أتفضل أنا سمعاك

هتف بجدية و حذر :

ـ عاوز أحكى علشان لو عرفوا إني لسه عايش مش هيسكتوا و هيفتحوا النار عليا و على الكل

قررت أن تعلم ما جعبته من أسرار :

ـ اتفضل أحكي

تحدث وهو يشعر بالتعب :

ـ وقت دراستي اتعرفت على بنت وقتها كنت فاكر إنه حب أعجبت بثقافتها كنا أصدقاء بس بابا رفض العلاقة لأنها أجنبية و و حصل توتر فى العلاقة بينا سيبت البيت حاول معايا كتير بس كنت بعاند وبعد وقت قالوا إنها يهودية مصدقتش قلت بيقولوا كده علشان أبعد عنها بس اكتشفت حقيقتها يوم الحادثه لما سمعتها بتكلم اللي شغاله معاهم واجهتها وبعد كده عملت الحادثة

هتفت بغيرة واضحه :

ـ وعلاقتك بالبنت دي وصلت لغاية فين

تفهم حديثها :

ـ صداقة مش أكتر

ـ بس

ـ أيوه 

نظرت له بحدة و استنكار :

ـ يعنى مش لمستها ولا مره خالص

أردف برفض شديد :

ـ هاه لا طبعا التعامل كان طبيعي مفيش أى تجاوز

وقفت ونظرت له نظرات غير مفهومة :

ـ ماشي يا نزار هصدقك في حاجه تانيه لسه مش قولتها ولا خلصت كلامك

وقفت لتتحدث بإرهاق يكفى ما علمته اليوم :

ـ لا دى كل الحقيقة

ـ طيب ممكن تروحنى تعبانه وعايزه أرتاح

نظر لها بهزيمة و وجع :

ـ غيرتي رأيك أكيد بعد اللي عرفتيه مش هلومك اتفضلي

هتفت بسخرية واستنكار :

ـ تفتكر دي حاجه سهله عليا إني ابقي مخدوعة فيك في أكتر واحد حبيته في حياتى ووثقت فيه انت خدعتنى يااا يا نزار

نظر بعيداً بعد رؤية نظراته لها :

ـ كان غصب عني خفت تبعدي أول ما تعرفي

أجابته بعتاب و شعور بالعجز :

ـ ودلوقتي بعد ما عرفت تفتكر هعمل إيه ليه مافكرتش فيا زي ما فكرت في نفسك ليه مش عرفتنى قبل ما أحبك علشان اختار إذا كنت أحبك زي ما انت بظروفك ولا لأ مش جاي بعد ما حبيتك و مبقيتش شايفه غيرك و تقولى كده ومش انت لوحدك انتم كلكم خدعتونى

أردف بهدوء و توتر :

ـ أنا الغلطان بلاش تعاتبيهم على غلطى و زى ما قلتلك أى قرار لكى هتقبله

تحدثت بسخرية شديدة :

ـ قرار هه قرار إيه بقي هي بقي فيها قرار .. أنا مش عارفه أعمل إيه بصراحه نزار إنت لما حبيتنى حبيتنى بظروفي وأنا ماخبيتش عنك حاجه إنما أنت .. روحنى روحنى

عاد اليخت ليغادروا معاً و كُلٍ منهم فى عالمه الخاص حتى وصلوا للفيلا 

ـ وصلنا اتفضلي

غادر نزار سريعاً وكانت فاطيما تنتظرهم فى الخارج وتشعر بالتوتر خاصة بعد رؤيتها لحالة علياء لتقترب منها 

هتفت علياء بهجوم شديد عليها و اندفاع :

ـ إنتي أكتر واحده جربتى احساس الخذلان ليه خلتينى اجربه بتردي اللي عمله جسار فيكي فيا انتى و أخوكي هه أخوكي الله يرحمه بس ازاى وهو ما ماتش أصلاً تخيلي

أجابتها برفض واعتراض بسبب اتهامها لها :

ـ إنتي بتقولي إيه أنا مستحيل أفكر أأذى حد بس ده مش موضوع خاص بيا لوحدى ده سر الوحيد اللي له حق يتكلم هو إنتي مش عارفه حاجه بتحكمي من غير ما تشوفي الطرف التاني عاش حياته إزاى

أجابتها بدموع و قهر :

ـ الطرف التانى خدعنى ضحك عليا أنا جيت وسألتك مين زين ده ولا نزار وإنتي كدبتى عليا شاركتيه في كدبته ليه ليه بس عملتوا فيا كده ليه أنا أنا حبيته عارفه يعني إيه حبيته عارفه يعنى مش عارفه ولا قادره أشوف غيره وهو كسر.نى بكدبته وإنتي شريكه معاه لو كنتى عرفتيني من البدايه مكناش هنوصل للمرحله دي أبداً

لم تستطع سماع الاتهامات أكثر من ذلك لتجيبها بهجـ.ـوم شديد :

ـ مش من حقي أعرفك ولا أعرف أى حد حقيقته ده أخويا مستنيه أقولك نزار أخويا لأ يا علياء أنا عشت بعيد عنه سنين و اتحملت وجع و ظلم من الكل علشان احميه مش هكون أنا السبب فى دما.ره أنا عملت كده علشان ما أخسروش هو كمان أنا لو خسرته هموت مش هيبقي معايا حد إنتي معاكي عمر و جسار لكن أنا لوحدي عندى أتحمل الظلم و التجريح ولا أقبل إني أخسره بتلوميني إني سكت ياترى لو كنتي مكاني كنتى هتقوليلي الحقيقة وبلاش تكدبي لإنك وقتها مش هتجازفي و تضيعي حياته

كانت تسمع لها بصدمة :

ـ تجازفي و تضيعي حياته !! ليه كنت البنت اليهوديه هجري أبلغ عنه ويقتلوا ممكن افهم إيه المشكله انه أعرف إيه الغلط أنا عدوته يعني هأذيه لدرجه دى ماشي تمام شكراً جدا شكراً يااا يا اللي كنت فكراكي أختى مش صاحبتي واهو أخوكى عندك مبروك عليكي ومبروك عليه

خرجت سمية لهم بسبب صوتهم المرتفع فى الخارج لتهتف بقلق :

ـ فى إيه و صوتكم ليه عالي إيه الحكاية

فاطيما بعتاب وهي تنظر لها بحزن :

ـ مفيش يا عمتي بس واضح نزار كان معاه حق حاولنا نطمنه بس للأسف

تحدثت سمية بتوتر :

ـ علياء إيه الحكاية و فين نزار مش كنتم سوا

علياء باستنكار و تهكم :

ـ طبيعي وهو إنتي هتدافعي عنى ازاى ده أخوكى وللأسف إيه طلعت وحشه أوى كده معلش بقي خدعتكم .. حتى إنتي يا عمتو إنتي ليه بس كنتم هتخسروا إيه لما تعرفوني هو انا هأذيه أنتم مش واثقين فيا شايفين إني عدوته

سمية بجدية و هدوء :

ـ تعالي نتكلم فى الجنينة سبينا لوحدنا شوية يا فاطيما

تحدثت فاطيما قبل أن تتركهم وهى تنظر ل علياء :

ـ حاضر يا عمتو .. بس هقولك حطى نفسك مكاني قبل ما تحكمي عليا بعد إذنكم

جلسوا معاً لتهتف بهدوء و تنهيدة :

ـ هتسمعيني ولا هتتهميني زى فاطيما

علياء بدموع و عتاب شديد :

ـ أنا مش بتهم حد أنا موجوعه تايهه مش عارفه أعمل إيه ليه خبيتوا عليا ليه سيبتوني أعيش في خدعه و كدبه كبيره زي دي

ضمتها بحب شديد لتتحدث بهدوء :

ـ علشان الموضوع مش سهل زى ما إنتي متوقعه الموضوع مش موضوع ثقه يا علياء لو مش واثقه فيكي مكنتش هوافق تيجي لندن ما أنا مش واثقه فيكي بقي يبقي هقولك سر حتى جسار ميعرفش عنه حاجه أه .. نزار عاش حياته كلها تايه ومر بتجارب مفيش أى حد يقدر يتخيلها هو بس اللى حقه يقولك الحقيقة مش حد فينا

علياء و هى تبتعد عنها :

ـ و ليه خبي عنى كل ده هاه كان مستنى أقع فيه علشان مقدرش أرفض وأبعد

أردفت بعتاب ووجع لأنها تعلم أن الأمر ليس بهذه السهولة :

ـ ليه بتقولي كده علياء إنتي ملاحظتيش حالته الفترة اللي فاتت .. ملاحظتيش إنه خايف و بيهرب من الكل مش منك لوحدك

وقفت وتحدثت بدموع و حزن :

ـ أنا مش عارفه أفكر مش قادره أعمل حاجه أنا عايزه أنام عايزه أهرب عايزه أهرب من كل حاجه

أردفت سمية بوجع شديد :

ـ قلتلك اسمعيه للآخر فكرى براحتك محدش هيضغط عليكي فى قرارك

تركتها علياء و صعدت لغرفتها وهي تشعر بالقلق الشديد و الخوف من القادم تعاني مما يحدث لم تستطع النوم هذه الليلة بسبب ما علمته كانت تتذكر كل شيء 

❈-❈-❈


فى الصباح علم سليم من فاطيما ما حدث وطلبت منه أن تذهب لرؤية نزار لكنه رفض أخبرها أنه سيتحدث مع علياء أولاً ثم يخبرها ماذا تفعل لاحقاً ؟؟

طلب سليم من ميرا أن تخبر علياء أنه يريد التحدث معها 

هبطت إليه في غرفة المكتب و طرقت الباب لتدلف له :

ـ حضرتك طلبتني

سليم وهو يشير لها كي تجلس جواره :

ـ أيوه يا حبيبتي تعالي

جلست جواره وتحدثت بهدوء :

ـ خير حضرتك أتفضل 

أردف بتنهيدة عميقة :

ـ عاوز أتكلم معاكي شوية ممكن

لأول مرة تشاهد هذه النظرة بعينه لتجيبه :

ـ أكيد طبعا أتفضل 

تحدث بجدية وهو يرتشف من فنجان القهوة الموضوع أمامه :

ـ أنا عرفت باللي حصل بينك إنتي و فاطيما و سمية امبارح

هتفت علياء بحزن و دموع ؛

ـ و معرفتش اللي حصل بيني وبينه معرفتش إنه خدعني ضحك عليا ليه مش عرفني قبل قبل قبل ما

أردف بهدوء وهو يضع صورة تجمع زين و نزار :

ـ كنت محتاج أسمع منك إنتي مش منهم

نظرت لها بصدمة وهي ترى التشابه الشديد بينهم :

ـ تسمع مني إيه هو إزاي قدر يخدعنى الفتره دى كلها طيب طيب ليه مش عرفنى وأنا أختار أكمل وأحبه بارادتى ولا لأ ارفض من البدايه ليه مش ادانى حرية الإختيار ليه أجبرني أنا عرفته ظروفي كلها في الأول علشان كده لما حبنى حبنى زي ما انا بإرادته هو و و إزاى حضرتك قبلت حاجه زي دي إزاى قبلته مكان إبنك إزاى قادر تتحمل تشوفه قدامك وبتتعامل معاه على إنه ابنك فعلا ازاى

نظر لها و أردف بهدوء و حذر :

ـ علشان مش من حقه يقولك من غير موافقتهم علشان حبك بجد وقف قصادهم و اتحداهم علشان هو ابنى .. ابنى اللى كان عندى أنا و مراتي أمانه أنا كان عندى ولدين اه نزار مش من دمى لكن ابنى الرابط بينا مش رابط دم بس نزار هيفضل ابنى

أردفت بعدم فهم :

ـ موافقة مين ووقف قصاد مين !! أنا مش فاهمه حاجه

أخبرها بتنهيدة عميقة :

ـ إنتي متوقعه حياة نزار هنا سهلة علياء للأسف نزار مش بيقدر يسافر أى بلد وعلشان ياخد أى خطوة لازم موافقة المخابرات المصرية لأنهم هما اللى بيحموه هنا

بعد رؤيتها للدموع فى عين سليم :

ـ هو حضرتك بتحبه أوى كده أصل أصل أنا كمان بحبه بحبه اوى ومش عارفه اعمل إيه انا مش متخيله حياتى من غيره تعرف امبارح لما قالى الحقيقة كنت عايزه اتخانق فيه و اعاتبه و اسيب المكان هنا وامشي بس ماقدرتش ماقدرتش أنا بحبه أوى ومش هقدر أبعد بس صعبان عليا نفسي زي ما هو صعبان عليا مش عارفه مش عارفه أعمل إيه يا بابا مش عارفه 

تحدث بجدية شديدة :

ـ هقولك فكرى بهدوء شوفي هتقدري تكملي معاه بظروفه دى ولا لأ

تحدثت بقلق شديد عليه لأنها لم تراه اليوم :

ـ أكيد هعمل كده .. بابا هو فين أنا مش سامعه صوته ولا له وجود هنا هو في الفيلا التانيه

سليم بهدوء وهو يرى قلقها عليه :

ـ لا مش هنا راح مكانه الخاص

هتفت بخوف شديد عليه :

ـ طيب هو كويس كان تعبان امبارح

أجابها بتنهيدة و هدوء :

ـ مش عارفين فاطيما كانت عاوزه تروحله بس قلتلها تستني لآخر اليوم

وقفت كي ترحل :

ـ ماشي عن إذنك

غادرت وتركته يفكر لقد تأكد بعد حديثه معها الآن أن ما بينهم تخطى الحب بكثير ... صعدت لغرفتها مرة أخرى وتشعر بعد الارتياح و القلق عليه ولكن لا تعلم ماذا تفعل ؟؟

فى اليوم التالي لم تستطع الانتظار أكثر اتجهت لرؤية فاطيما التي كانت تجلس فى غرفتها طرقت الباب لتسمح لها بالدخول

أردفت بهدوء شديد وهى تلاحظ توترها :

ـ فاطيما

أجابتها بسخرية وهى تترك الهاتف من يدها :

ـ نعم يا علياء عندك اتهام جديد ليا

أردفت بتنهيدة :

ـ هاه مبقتش تفرق المهم فين نزار

نظرت لها وتحدثت بعتاب :

ـ عاوزه منه إيه تانى سبيه بقى

علياء بتنهيدة و جدية :

ـ عايزه أتكلم معاه أظن من حقي ومش من حقك تمنعيني

أجابتها بهجـ.ـوم شديد :

ـ لا من حقي و من حقي أمنع أي شخص إنه يإذيه

تنهدت بوجع شديد و عتاب :

ـ أأذيه !! تانى شكراً مش عايزه أعرف منك حاجه أنا هتصرف و أوصله

على الرغم من غضبها منها لكن من أجل سعادة شقيقها ستفعل أى شيء :

ـ محدش غيري ممكن يوصلك لمكانه من الموجودين وللأسف علشان سعادته ممكن أعمل أى حاجة

تحدثت علياء بقلق :

ـ هتوصليني له ولا لأ

ظلت صامته عدة دقائق لتهتف بجدية فهذه الفرصة الأخيرة لهم :

ـ اتفضلي

اتجهوا معاً للخارج وكانت سمية و سليم يشاهدون ما يحدث فى هدوء وصلوا بعد فترة وجيزة دلفت علياء و قررت فاطيما أن تعود مع السائق و تتركهم كي يتحدثوا معاً فتحت لها الباب و دلفوا للداخل بحثت عنه فى الأسفل لم تجده لتصعد للأعلى .. غادرت فاطيما وعادت للمنزل مرة أخرى بحثت علياء فى الغرف لتجده نائم ويبدو عليه الإرهاق الشديد اقتربت منه لتهتف بتوتر :

ـ نزار .. نزار نزا إيه ده إنت هنا ومش بتر .. إيه ده إنت سخن كده ليه فا فاطيما فاطيما

اتجهت للخارج لتبحث عن فاطيما لتجدها غادرت لتتحدث ب يأس :

ـ هي راحت فين مشيت بالسرعه دي أعمل إيه دلوقتي بس 

هبطت للأسفل لتبحث عن أدوية لتحضر مياه بارده فى إناء متوسط الحجم لتقوم بعمل الكمادات له اقتربت منه وتحدثت بهدوء :

ـ نزار نزار خد يا حبيبي أشرب

حاول القيام لكن لم يستطع بسبب الألم الذى يشعر به :

ـ أه شكراً 

ساعدته يأخذ الأدوية و ينام مرة أخرى و بدأت بعمل الكمادات له :

ـ إنت كويس إزاى إزاى بالحاله دى و ساكت على نفسك كده أنا مش عارفه أعمل إيه 

يشعر أنه بحلم ليمسك يدها ويجعلها تنام جواره كان يشعر أنه بحلم :

ـ عاوز أنام تعبان

انصدمت مما حدث لتضع يدها على رأسه و تهتف بهدوء :

ـ طيب يا حبيبي نام نام و ارتاح

بحركة تلقائية وجدت نفسها تضمه بقوة كطفل صغير .. نعم فى الحقيقة هو طفل بحاجة لمن يشعر بما فى داخل قلبه تنهدت بهدوء لتقبل جبينه وتضع رأسها مقابل رأسه ... استيقظت فى الصباح ونظرت له بتنهيدة عميقة وضعت يدها على رأسه لتجد الحرارة أصبحت أفضل من السابق لتقرر أن تقوم بعمل طعام هادئ له كي يتناوله و يأخذ أدويته كان وجهه شاحب و يبدو أنه لم يتناول أى طعام أمس بدأت بعمل شوربة الخضار له و أعدت له شراب دافئ ... استيقظ وهو يشعر ببعض التعب بسبب عدم تناوله الطعام أمس نظر حوله ليجد إناء مياة على الكومود كان يشعر أيضاً بألم شديد برأسه هبط للأسفل بتعب بعد أن أخذ حماماً بارداً كي يهدأ جسده ظن فى البداية أن فاطيما هي من قامت بعمل الكمادات له ليجد علياء تضع الطعام على الصينيه 

تحدث بتعجب وهو متفاجأ من تواجدها معه :

ـ إنتي جيتي هنا إزاى و بتعملي إيه هنا !!

نظرت له بهدوء و أردفت وهى تنظر للطعام ثم اقتربت منه لتضع يدها على رأسه :

ـ جيت إزاى جيت مع فاطيما وبعمل إيه بعملك أكل علشان تاخد العلاج ورينى لسه جسمك سخن ولا هدي شويه .. كويس خفيت شويه عن امبارح

جلس بارهاق وهو يبحث بعينه عن فاطيما :

ـ آه فين فاطيما طيب

أجابته وهى تضع الطعام أمامه على الطاوله :

ـ مش عارفه بعد ما وصلتني امبارح مشيت نزلت مش لاقيتها

أغمض عينيه بإرهاق :

ـ محتاج بس فنجان قهوة

هتفت باعتراض شديد وهى تنظر للطعام الموضوع أمامه :

ـ مفيش قهوه كُل الأول وخد المسكن ده وبعد كده خد شاور علشان تفوق

تحدث بعتاب وهو ينظر لها :

ـ جيتي ليه يا علياء أظن امبارح نهيتي كل حاجه ولا غلطان

تنهدت بتعب وهى تشير لنفسها :

ـ أنا نهيت كل حاجه فين ده أنا قولت كده ولا حضرتك عايز تسيبني .. بتألف من دماغك وتجيب النهايه من عندي

تحدث بوجع و حزن :

ـ أألف !! إنتي عاوزه إيه أنا مبقتش فاهم كنتي عاوزه أقولك من الأول إزاى إنتي مش عارفه أنا عايش إزاى أو إحساسي إيه وأنا عايش باسم وهمى و عايش مع الناس اللي كنت سبب فى موت ابنهم أبويا مات و أنا فاقد الذاكرة ولما رجعت لاقيت نفسي خسرت حاجات كتير حتى هويتي

جلست جواره لتضع وجهه بين يدها وتحدثت بدموع :

ـ أنا بحبك أوى أوى ومش عارفه اعمل إيه مش عارفه غير إني مش هقدر أعيش من غيرك أنا متحملتش يوم واحد من غيرك حسيت إني بموت في غيابك أنا مش فارق معايا كل ده ولا ماضيك ولا ظروفك أنا بس اللي زعلنى و وجعنى إنك قعدت كل ده مخبي عني

ضمها بقوة ليتحدث بهدوء :

ـ كان غصب عني أنا خطواتي كلها محسوبة عليا مقدرش أعمل أى حركة غير ما استأذن حاولت كتير أقولك بس رفضوا

نظرت له بتعجب :

ـ هاه مين هما دول !!

هتف بجدية شديدة :

ـ المخابرات أى خطوة بعملها لازم موافقتهم علشان محدش يعرف عن وجودي مسألتيش نفسك ليه غيروا شكلي وقت الحادثة

أرادت أن تعلم سبب تغيير موقفهم الآن :

ـ طيب والعمل اشمعنا وافقوا دلوقتى

وقف و أردف بتعب شديد :

ـ علشان تعبت من كل حاجه عشتها .. علشان طلبت أعيش حياة طبيعية زى أى إنسان .. علشان حبيتك

وقفت لتضمه من الخلف ووضعت رأسها على ظهره :

ـ طيب ناوي على إيه دلوقتي !!

التفت لها و أردف وهو ينظر فى عينيها :

ـ هكلم عمر و أشوف رأيه فى موضوعنا مش عاوز أضيع وقت أكتر من كده

تحدثت بكذب واضح :

ـ بس أنا مش موافقه علشان أنا زعلانه منك و مخصماك

أردف بحديث ذا مغزى :

ـ لو زعلانه مكنتيش جيتي هنا ولا فضلتي معايا طول الليل

تحدثت بتوتر وهى تنظر بعيداً :

ـ هاه مين قالك إني فضلت معاك طول الليل أنا أصلاً كنت تحت عايزه أمشي بس ماعرفتش

كان يستمع لحديثها باستمتاع شديد :

ـ حبيبتي كدابه فاشله أوى ارفعي عينيك فى عيني طيب وقولي إنك مش بتحبيني

هتفت بتوتر وهى تلاحظ نظراته لها :

ـ هاه أنا أنا 

إلتهم شفتيها بين شفتيه ليبتعد بعد وقت قليل كي يستطيعون التنفس ليلاحظ توترها وهتف بجدية :

ـ إنتي إيه !!

أردفت بخجل وهى تختبئ بين يديه :

ـ بحبك

ليجيبها بكلمات جعلت قلبها يقفز من بين ضلوعها :

ـ لوَ أنَ الحبَ ينطقَ 

‏ستعلمَ كمَ أموتَ من أجلكَ

‏حُباً ، خوفاً ، وفاءً ، حنيناً و اشتياقاً.

أغمضت عينها وتشعر أنها تعيش فى عالم الأحلام :

ـ ممكن طيب أطلب منك طلب

أجابها بهدوء :

ـ اطلبي

تحدثت بجدية وهي تنظر له :

ـ ممكن بلاش تبعد انت ليه كل ما تحصل حاجه تهرب و تيجي هنا وتبعد عني نزار أنا مش بقدر أتحمل بُعدك ببقي هموت من قلقي عليك ممكن علشان خاطرى بلاش تختفي تانى و توجع قلبي عليك

ضمها بقوة ليقبل جبينها :

ـ ببعد علشان تفكرى براحتك من غير ضغط و أوعدك مش هبعد تاني

أردفت باعتراض و عتاب :

ـ لأ متبعدش خليك دايماً جنبي إنت مش فاهم وجودك بيريحني ازاى و يحسسني بالأمان أنا مقدرتش وجيت لك جري ليه رغم زعلي منك علشان مش بقدر أتنفس بعيد عنك

ليجيب بمكر :

ـ اطمني بعدين ببعد علشان أشوف بتحبيني ولا إيه !!

نظرت له بغيظ :

ـ تحب ابعد أنا كمان علشان أشوف بتحبنى ولا إيه يا دكتور 

أردف بابتسامة وهو مستمتع بحديثها :

ـ فكري بس وقتها هحبـ.ـسك فى مكان مفيش حد هيوصلك

أردفت بخجل من حديثه :

ـ بس يا مجنون .. بس تعرف علشان معاك موافقه

نظر للطعام و هتف :

ـ طيب يلا نفطر و نرجع علشان ميقلقوش

جلست معه ليبدأوا تناول الطعام :

ـ يلا يا حبيبي 

تناولوا الطعام معاً ليجعلون كل شيء كما كان فى السابق و عادوا معاً ليخبروهم بقرار ارتباطهم لكن عليه فى البداية التحدث مع عمر أولاً هنأهم الجميع لكن انتبه لنظرة غريبة من فاطيما ولم يفهمها لأول مرة قرر التحدث معها لاحقاً لكن كانت تتجنب التحدث معه و تقضي أغلب وقتها فى دار الأزياء .. قررت سمية العودة و التحدث مع عمر لإنهاء هذا الأمر 

❈-❈-❈


مر عدة أيام و كانت علياء تشعر بسعادة شديدة خاصة بعد قربها الشديد ل نزار و معرفتها كل شيء عنه كانت تجلس مع ميرا و فريدة ليأتيها اتصال نظرت للهاتف بسعادة و ابتعدت قليلاً كي تتحدث معه .. كان يشعر بالغضب بسبب المعلومات التى أرسلها له الشخص الذى يراقب علياء ليقرر الاتصال بها 

تحدث بهدوء شديد :

ـ مساء الخير يا علياء أخبارك إيه

أجابته بسعادة :

ـ جسار وحشتني أنا كويسه إنت عامل إيه !!

كان يجلس فى الحديقة :

ـ أنا كويس طمنيني عليكي إنتي و فريدة

هتفت بهدوء :

ـ إحنا كويسين يا حبيبي اطمن

تنهد بهدوء وهو يتحدث معها :

ـ عندي سؤال لكي و أتمنى تجاوبي بصراحة زى زمان

تحدثت بهدوء :

ـ أكيد طبعا اسأل 

سألها بطريقة مباشرة :

ـ إيه اللي بينك و بين زين

أجابته بتوتر شديد :

ـ هاه أصحاب يا جسار أصحاب

تحدث بغضب شديد لأنها تكذب عليه :

ـ بلاش تكدبي عليا أنا عارف كل حاجه بينكم

أردفت بهدوء لأنها تعلم أنه يرفض ارتباطها بأى شخص بعد صديقه :

ـ ممكن تهدي طيب زين بيحبنى و اتقدملي وأنا كمان ب

تحدث بسخرية وهو يلقى الكوب على الأرض :

ـ مبروك ياترى الفرح هيكون امتى بقى !!

كانت متفاجأة من حديثه :

ـ مالك يا جسار في إيه إنت زعلان ليه

تنهد بضيق ليردف بحدة :

ـ هزعل ليه أنا مين علشان أزعل واحد اتعرفتي عليه من كام يوم و علشانه ممكن تعملي أى حاجه

تحدثت بحزن بسبب هجو.مه الشديد عليها :

ـ ليه بتقول كده يا جسار إنت عارف إنت إيه عندي بلاش كلامك ده

تحدث بحدة و اعتراض :

ـ لإني مش موافق على ارتباطك به هتقبلي ترتبطي ب عدوي

كانت تستمع لحديثه بصدمة من هذا الشخص الذى يتحدث معها ؟؟

ـ عدوك !! عدوك ازاى يعنى

أردف بغضب وهو يشاهد صور تجمعها ب نزار :

ـ اللي سمعتيه أى حد هيقف قصادي هيكون عدوي و أى حد على علاقة ب جدك أو عمتك أو سليم حتى عمر هيكون عدوي

تحدثت بغضب و انفعال بسبب حديثه معها :

ـ عمر !! عمر عدوك أخويا عدوك إنت إزاى قادر تقول كده عليه يبقي أنا كمان عدوتك

تحدث وهو يمزق الصور بغضب :

ـ هو أختار طريقه و أختار يقف ضدي و لو هيكون فيه علاقة بينك و بين زين يبقي هنخسر بعض

نظرت حولها لتشاهد فريدة و هى تجلس مع ميرا :

ـ إنت ليه بتعمل كده ليه مصمم نخسر بعض

هتف بتحدي شديد :

ـ أنا قولت اللي عندي مش هقبل إن أى حد يقف فى طريقي

انتبهت لسيارة نزار قادمة لتتحدث باعتراض :

ـ وأنا مش هبعد عن زين أنا بحبه عارف يعني إيه بحبه

أردف بعناد :

ـ كده يبقي هتخسريني

كانت تتابع خطوات نزار وهو يقترب منها لتتحدث بوجع :

ـ أنا مش عايزه أخسرك لو سمحت خليك جسار أخويا و صاحبى مش جسار رجل الأعمال

نظر لزوجته القادمة من الخارج برفقة سائقها الجديد :

ـ مبقاش ينفع حاجات كتير اتغيرت القرار لكى أنا أو هما

نظرت لنزار بهدوء وهى تشاهده يجلس مع فريدة و ميرا حتى تنهى اتصالها :

ـ للأسف مش هقدر اسيب الراجل اللي حبني بجد وكان هيموت علشاني أنا و بنتى الأمان الوحيد ليا بعد ما سيبتني بس هقولك إني هفضل زي ما أنا معاك وقت ما تحتاجنى هتلاقيني يا صاحبي

أغلقت معه لتتنهد بتعب مما يحدث معها اعتذرت منهم لتصعد لغرفتها فهى لا تستطيع الآن التحدث مع أحد تعجب نزار فى البداية ليتركها وقرر يتركها حتى تهدأ فى المساء حاول معرفة سبب حزنها لتخبره بكذب أنها افتقدت شقيقها يعلم أن هناك شيء يؤرقها ولا تريد إخباره به لتلاحظ ابتعاده عنها لكن لا تستطيع إخباره بما حدث لأن هذا سيخلق عداوة جديدة بينه و بين جسار 

❈-❈-❈

وصل عمر لندن وكانت علياء سعيدة بوجوده معها لا تنكر أنها كانت بحاجة شديدة له وصل نزار فى المساء و رحب تناولوا العشاء وطلب منه نزار أن يتحدثوا معاً .. كانت علياء تجلس مع ميرا و تشعر بالقلق من رد عمر لتحاول تهدأتها

فى الداخل كان نزار يشعر بالقلق فهو قرر أن يخبر عمر بالحقيقة و توقع أن يثور عليه لكن ليس أمامه حل آخر 

تحدث بهدوء وهو يتناول القهوة :

ـ طمني يا عمر أخبارك إيه وأخبار تيم

عمر بتنهيدة وهو يلاحظ توتره :

ـ كويسين وانتم إيه الأخبار !!

نزار بهدوء و حذر :

ـ إحنا كويسين كنت عاوز أعرف قرارك إيه فى موضوع ارتباطي انا وعلياء

عمر بتفكير و جدية :

ـ بصراحه أنا سألت عليك و شفت الوضع بينكم عامل إزاى علشان كده هشوف رأي علياء إيه و أرد عليك

نزار بقلق شديد :

ـ طيب فيه موضوع مهم لازم تعرفه و أتمنى متغيرش رأيك بعدين

عمر بهدوء :

ـ أتفضل قول !!

أخبره كل شيء وهو يعلم أنه غير مسموح له بإخبار أحد عن هويته الحقيقية :

ـ بس دى كل الحقيقة و حكايتي كلها

كان يشعر بالصدمة من حديثه :

ـ إنت بتقول إيه إزاى الكلام ده نزار مات وأنا دافنه مع جسار بايدي على دي في مصر يبقي إزاى كلامك ده

نزار بوجع شديد من الماضي الذى يطارده بقوة :

ـ اللي مات وقتها زين مش نزار و تقدر تتأكد من جدى و عمتي و فاطيما و بابا سليم

تحدث باستنكار و سخرية :

ـ إزاى ده و إزاى تخبوا حاجه زي كده دي لو كانت بجد

كانت علياء تسمع صوتهم المرتفع وتشعر بالتوتر لتدلف إليهم ولاحظت نظراتهم لتهتف بتوتر :

ـ في إيه و ليه صوتكم عالى

أجابه نزار وهو ينظر ل علياء :

ـ لأن ظهوري هياذي الكل اللي عرفته إنهم مراقبين جدي و كان معايا ملف قبل الحادثة لو حسوا بس إني عايش الكل هيضيع بسببي

نظر لها وتحدث بحدة و اعتراض :

ـ في إنه خبي عننا إنه نزار مش زين ويا عالم ده صح ولا لأ وأنه حياته في خطر ازاى أوافق أنك تتجوزها هاه

ثم أكمل بهذا الحديث وهو ينظر له .. لتهتف علياء بوجع :

ـ عمر لو سمحت نزار مش بيكدب كلامه صحيح وأنا مصدقاه و راضيه بيه و بظروفه

هتف عمر بغضب وهو ينظر ل علياء :

ـ إنتي اتجننتي

نزار بانكسار و حزن :

ـ أنا كان ممكن اخبي عليك و اسكت بس مقدرتش علشان هبقى بخدعك

أردفت علياء بدموع ألم يكفيها حديث جسار ليكمل عمر عليها :

ـ عمر ممكن تهدي و تسمعني

تحدث بغضب من موقفها :

ـ أسمع إيه إنتي كمان .. وكنت عايز تخبي كمان

جلست علياء لتتحدث بدموع :

ـ عمر نزار ضحي بنفسه وكان هيموت علشاني أنا وفريده نزار عمل المستحيل علشان يبعد عنى ومش يأذينى بقربه كان فعلاً يقدر يخبي عننا نتجوز و نخلف وبعد كده نعرف بالصدفه و نخبط دماغنا في الحيط بقي خلاص و هبقي مراته يا أختار أكمل يا أطلق وابقي خسرت كل حاجه بس هو لأ أختار إنه يعرفني و يخيرنى أكمل ولا لأ واحد غيره مكنش عمل كده واختار إنه يعرفك كان ممكن مش يعرفك وعادي هو هيتجوزك انت ولا أنا عرفت بقي إن ده اللي تأمن عليا معاه

جلس عمر وهو يهتف بخوف شديد عليها :

ـ علياء حبيبتي إنتي لسه مخلصتيش من المشكله الاولى هتدخلى في مشكله أكبر إنتي مستغنيه عن نفسك وعن بنتك وبعدين أظن شوفتي نتيجة عنادك زمان حصل ايه دلوقتي 

كانت دموع علياء تزيد وجعه لكنه لا يستطيع الاقتراب إليها بسبب وجود عمر :

ـ ليه مش واثق إني هقدر احميها من أى حد

نظرت له بتوسل :

ـ عمر حبيبي نزار بيحبنى و هيحافظ عليا هو أكتر واحد هطمن معاه وارتاح وأحس بالأمان علشان خاطرى علشان خاطري بلاش تعارض أنا واثقه أوى فيه وبعدين زمان مكنتش بحب زي دلوقتى 

فى هذا الوقت وصلت فاطيما و أخبرتها ميرا بما يحدث بعد أن اتجهت للحديقة مع فريدة كي لا تستمع لأصواتهم المرتفعة

ذهبت إليهم فى الداخل و أردفت بهدوء :

ـ إيه الحكاية يا عمر

تحدث بعتاب وهو ينظر لها :

ـ إيه الحكايه أبداً الحكايه إن أخوكى طلع عايش تخيلي .. حتى إنتي يا فاطيما خبيتي عني رغم إني سألتك عنه

هتفت بدموع و اندفاع فهي لن تقبل لأحد آخر أن يوجه اتهاماً جديداً لها :

ـ أسفه بس لو رجعت سالتني تاني وقتها هقولك نفس الإجابة الموضوع مش ثقه زى ما إنت و علياء بتقولوا بس ياريت تحط نفسك إنت و هى مكاننا الخوف بيخليك تسكت علشان تحمى اللي بتحبهم زى ما سكت علشان احمى جدى والكل زمان سكت علشان أخويا .. أخويا يا عمر اللي ماليش غيره بتلموني إني ساكته ومحدش حس بوجعى لما بكون محتاجاه معايا وللأسف مش قادر يكون جنبي نزار يبقي أخويا يا عمر أخويا اللي ممكن أخسره فى أى لحظه و لو حياتي هتكون قصاد حياته هختاره هو و بس

كانوا يستمعوا لحديثها بصمت لا يعلم أحداً أبداً مدى قوة علاقتها بشقيقها ليهتف عمر بتفكير :

ـ أنا محتاج أفكر 

فاطيما بهدوء و هى تنظر ل علياء الصامته فهم منذ آخر لقاء بينهم لم يتحدثوا معاً :

ـ فكر فى سعادة أختك بلاش تضيع حياتها هى كمان

اقتربت منه و أمسكت يده وهى تنظر له بترجي :

ـ مفيش تفكير حبيبي عايزه أسألك إيه عيبه علشان حاجه مش بايده هتحاسبه على ماضي هو مالهوش ذنب فيه عمر مش إنت اتعاملت معاه هو وحش يعنى أو في حاجه تخليك تخاف عليا منه

عمر بتنهيدة عميقة :

ـ لأ مفيش بس

تحدثت علياء بتوسل :

ـ علشان خاطري هاااا

يشعر بالخوف الشديد عليها لكن لأول مرة يراها هكذا حتى المرة السابقة رغم رفضه لارتباطها بوالد فريدة لكن نظراتها ل نزار جعلته لا يستطيع الوقوف أمام سعادتها :

ـ طيب أفرض حتى لو وافقت هتتجوزوا ازاى 

تحدثت بعدم فهم :

ـ يعنى إيه هنتجوز إزاى 

أردف عمر بحديث ذا مغزى :

ـ يعنى هتتجوزي مين زين بأوراق مزيفه ولا نزار اللي مالهوش أوراق أصلا 

هتفت فاطيما بتوتر :

ـ ممكن يتجوزوا عرفي لغاية كل شيء ما يرجع زى الأول

نظر لها وتحدث باستنكار واعتراض :

ـ نعم إنتي بتقولى إيه لأ طبعاً عايزه أختى تتجوز عرفي إحنا مش مستعجلين لما المشكله تخلص ويسترد نسبه نشوف موضوع الارتباط ده

أردفت بتنهيدة عميقة :

ـ عمر إحنا مش عارفين امتى هنخلص من كل ده بعدين متنساش ظهوره هيكون مفاجأة للكل بعدين ده جواز مؤقت وبعد كده يتجوزوا رسمي

مازال مُصر على موقفه :

ـ لأ معلش نصبر شويه جايز كل ده يتحل بسرعه بلاش استعجال

تحدث نزار أخيراً :

ـ وأنا موافق بس عاوز وعد منك إنها هتكون ليا

عمر بجدية و تحذير :

ـ وعد إيه دي قاعده معاك هنا أنا اللي عايز وعد منك إنك تحافظ عليها هاه

أردف بجدية شديدة :

ـ اطمن أكيد هحافظ عليها طيب ممكن نقرأ الفاتحة و نشتري الخواتم

عمر بتوتر و خوف على شقيقته :

ـ فاتحه وخواتم !! طيب ما نصبر شويه

علياء برفض و اعتراض :

ـ لأ بقي .. قصدي ليه بس علشان يبقي في حاجه رسمي يعنى علشان وجودنا هنا سوا ولا إيه 

نزار بهدوء :

ـ عاوز تكون العلاقة رسمية

نزار بابتسامه وهو ينظر ل علياء :

ـ طيب تمام نقرأ الفاتحه

تحدثت فاطيما بتوتر :

ـ طيب نفرح اللي قاعدين قلقانين بره بس فيه حاجه

عمر بتعجب :

ـ إيه تاني

هتفت بتوتر وهى تنظر ل نزار :

ـ سلمى و و جسار هيعرفوا ولا لأ متنساش أنهم ولاد عمتكم

تحدثت علياء بسرعة ورفض شديد :

ـ لأ جسار لأ مش لازم يعرف

عمر بتعجب من اعتراض علياء على إخبار جسار :

ـ غريبه جسار لأ .. على العموم جسار مش هيعرف وسلمى مش عارف اعرفها ولا

أردف نزار بجدية و هو ينظر لشقيقته :

ـ أنا مش مهم عندى غير موافقة عمر أما أى حد تاني مش مهم

تحدثت علياء بهدوء :

ـ المهم خلي الموضوع بينا هنا

اتجهوا للخارج ليخبروا سليم و ميرا و هنأوهم بهذه المناسبة وقرر نزار عمل حفلة صغيرة على اليخت كان يتمنى حضور عزت و سمية معه فى اليوم لكن لم يستطيعوا السفر ...

كان نزار يجلس فى مكتبه يتابع بعض الأعمال لتخبره السكرتيرة أن هناك شخص يريد لقائه سمح له بالدخول ليتفاجأ بعد رؤيته له


يتبع


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة فاطمة الزهراء، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية