رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 12
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الثاني عشر
تم النشر بتاريخ
10/10/2023
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوع أخر، وافقت أخيرا وفاء على مقابله سراج في احد المطاعم العامة بعد أن استأذن من أخيها أولا بالتاكيد، وهو وافق الاخر على ذلك كمحاوله منه أن يجعل وفاء تتقبلة وتوافق علية، لوي ثغره للجانب بضيق شديد واردف قائلا
= اخيرا تكرمتي و رضيتي تقابليني ما كنتش اعرف انك دماغك ناشفه كده وعنيدة، عاوز بقى مبرر قوي لكل اللي انتٍ عملتيه وتهربك مني وكانك شفتي مني حاجه وحشه مخلياكٍ كده مش طايقاني .
سحبت نفسًا عميقًا لتضبط به نوبة خجلها الواضح و توترها الذي يجعلها لا تجمع كلماتها لتقولها بصراحة
= سراج انت فاهم غلط انا ولا قصدي ادلع ولا عاوزه اعند معاك وخلاص! بس انا فعلا خايفه من التجربه دي اعيدها تاني؟ انا فشلت فشل زريع في جوزتي الاولانيه وكنت قفلت الموضوع ده خالص.. واكتفيت ان انا هعيش اربي بنتي وبس .
مل من رفضها الصريح لمسألة الارتباط، فأشاح بوجهه بعيدًا عنها متجنبًا افتضاح أمره، وأتاها صوته مرددًا بحنق
= وانا همنعك يعني تربي بنتك، يا ستي ربيها واتجوزي برضه عادي، صوابعك كلها مش زي بعضها مش عشان فشلتي في اول مره؟ هتفشلي في ثاني مره برده وبعدين حتى لو فشلتي ايه المانع اديكي بتجربي! حياتنا كلها كده في الدنيا تجارب لاننجح فيها لا نفشل عشان نتعلم .
اعترضت وفاء على تفكيره الخاطئ نحو العلاقات قائلة
= ليك حق تقول كده الموضوع سهل عليك، انت راجل وعايش بره وايه يعني تتجوز وتطلق.. خسران ايه .
اغتاظ سراج من تحول مسار الحوار مجددًا للشد والجذب بينهما فدائما عندما تقول تلك الكلمات بأنه شخص سيئة ولا يعرف عادات وتقاليد المجتمع وديانته، فصاح بها بضجر
= عارفه كل مره بتحسسيني ان انا قليل الاصل وبتعدى حدودي وبنسى اخلاقي اللي اتربيت عليها هنا، بسبب الكلمتين دول؟ و ببقى نفسي اقوم اكسر لك دماغك دي! مش كل ما اقول كلمتين تفهميهم غلط وتترجميهم بالمعنى ده.. وبعدين تعرفي بقي الأجانب والله احسن مننا في الحته دي 100 مره.. الاجانب بس اللي مبيضحكوش علي نفسهم ...حبوا يتجوزوا.... محبوش ينفصلوا ...معندهمش الاعتبارات اللي ضيعت عمرنا اونطه دي.. طول ما انتٍ خايفه من كلام الناس والعادات اللي ما لهاش اي معنى هتفضلي كده خايفه و واقفه في مكانك
شعرت وفاء بمدي خطأها وانها بالفعل قد تعددت حدودها بتلك المساله لذلك صمتت ولم تتحدث، و لم يرغب سراج في فرض نفسه عليها أكثر من ذلك، فقال معنفًا إياها بقوة
= المهم احنا مش جايين هنا عشان نتكلم في الكلام ده، عاوزه تقولي ايه يا وفاء ايه اسبابك للرفض لو عشان بنتك هعملها زي ابني بالظبط وعمري ما هاذيها.. حتى انتٍ هحطك في عيني وعمري ما هاذيكي، انا بعد وفاه مراتي ما كنتش رافض الفكره وكانت لسه في دماغي بس مش لاقي شخص مناسب اتشد لي لحد ما قابلتك؟ شخصيه محترمه وبرتاح معاها في الكلام واتشديت ليها يبقى ايه المانع لما طلبتك للجواز .. وعلى فكره لما بعدت عني فجاه ورفضتي تكلميني ثاني عشان حاسه انك بتعملي حاجه غلط و حرام، ده شدني ليكي اكثر واعجبت بيكي اكتر كمان.
ضغطت على شفتيها السفلى مترددة ثم أردفت قائلة بعصبية طفيفة
= عاوز تسمع اسبابي انا كمان، ماشي بس مش عاوزه اتكلم عن اللي حصل في جوازي زمان لانه شخص مات خلاص و زي ما بيقولوا اذكره محاسن موتاكم وانا لو جبت سيرته مش هقدر امسك لساني، انا اصلا بعد فتره قصيره من جوازي لما شفته معاملته ليا طلبت الطلاق كثير بس هو رفض ! مش حبا فيا لا عشان يفضل يذلني كده وما يحسش ان في ست انتصرت عليه وفعلا انفصلت عنه بس فضلت على ذمته، سبتله البيت وعشت انا بعيد عنه طبعا هو ما سابنيش! ولما فكرت ارفع عليه قضيه هددني باخويا او فعلا اذاه بعتله واحد يدوسه بالعربيه ولولا ساتر ربنا ما حصلوش حاجه وطبعا انا جريت و اتنازلت عن القضيه وخفت عليه؟ اخويا الوحيد وما ليش غيره وخليت الوضع يفضل زي ما هو كده احسن على ذمته اه بس مش فارق معايا و بعيد عنه احسن مليون مره من العيشه معاه لحظه واحده .
شعر بحزنها البادي على وجهها، استشف سبب ضيقها ما رأته من زوجها السابق وأنها عانت معه وذلك سبب خوفها، لكنه غيره وليس متطابقين بشيء حتى يجعلها تشعر بالقلق والخوف منه، هو أراد أن يحتويها، أن يعوضها عما فات لا اكثر، وليست كما تظن أنه يريد استغلالها ثم علق قائلا بصرامة عقلانية
= تمام بدات افهم شويه ليه رافضه ترتبطي وتجربي موضوع الجواز تاني، وعارف ان في رجاله كتير مش كويسه وكلمه وحشين قليله عليهم.. بس خلاص مات مش هتتعقدي بقى بسببه وتفضلي كده طول حياتك عايشه على الذكريات القديمه واللي كان بيعمله فيكي زمان... وانا لما قلت لك لو فشلنا مع بعض تنفصلي ما كانش قصدي حاجه وحشه زي ما وصلت ليكي كان قصدي انك جربتي تعيشي حياه ومش عايزه تكملي براحتك انا مش هغصبك حتى بعد ما نتجوز على اي حاجه ضد رغبتك .. فكري في بنتك وفي نفسك دلوقتي احسن .
صمتت للحظة واحدة تفكر جيد قبل أن تصرح بالأمر ثم هتفت بنبرة مشدداً وبتعمد قاصدة تري رده فعله وذلك وحده سيحدد مساله الارتباط به
= بمناسبه بنتي، انا مش بخلف وعمري ما كنت ام .. ومهره دي بنت انا اتبنتها بعد ما فقدت الامل في الموضوع.. و للعلم كمان مهرة دي المفروض يعني زي ما بيقولوا ضرتي جوزي اتجوزها وهي عندها 14 سنه اهلها باعوها لي شفتها مره بالصدفه عنده حالتها كانت صعبه أوي و من ساعتها صورتها ما راحتش عن بالي وانا شايفه عذابها قدامي ومش قادره اعمل لها حاجه.. لحد ما المحامي جه وقال لي ان انا ورثت كل فلوس جوزي واملاكه ..ساعتها هنا فكرت ان انا اتبناها واعوضها عن اللي شافته من اهلها ومن جوزها .
صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها قبل أن تتابع وتتسائل بغرابة شديدة عندما تجمد مكانه ولم يتحدث
= مالك سكت ليه هو انت اتضايقت عشان قلت لك ان انا مش بخلف وان انا اتبنيت بنت مش بنتي .
اشتدت قسمات وجهه حدة أثر كلماتها الصريح و المفجعة لمسألة تلك الفتاة التي ترعاها، فهو توقع عده أسباب أخري تخص الارتباط، لكن لم يتوقع مطلقاً قولها ذلك؟ فهو خارج اطار الاستيعاب أساساً، أجاب بنبرة مشتتة
= اكيد لا بس بستوعب اللي انا سمعته هو انتٍ شايفه أنك قلتي حاجه عاديه؟ يعني يوم ما تتبني! تتبني مرات جوزك وجوزك كان متجوزها أصلا وهي طفله عندها 14 سنه عشان اهلها باعوها لي، شايفه ان ده كله عادي وايه البني ادم اللي كنتي متجوزه ده بجد .
انهمرت العبرات منها دون سابق إنذار حسرة
بألم على تلك الطفلة الصغيرة وعلي معاناتها فالفاجعة صعبة عليها بالتأكيد، وقالت ساخراً بقهر
= امال لو قلت لك ان مهرة دي كانت حامل منه وخلفت والبنت ماتت، وهي اللي وقفت وغسلت بنتها بايديها ودفنتها .. وجوزي رفض يعترف بالبنت عشان يربيها لانها هربت وسابته في فتره من عمايله فيها، وفضل مشحطط مهره في المحاكم كتير وهو رافض يعترف بنسبها لأن طبعا الجواز كان عرفي عشان سنها الصغير... وفي النهايه البنت ماتت وريحته من ظلمه
فرغ ثغرة وهو لا يصدق الأمر الذي تسمعه أذنه للتو، رافض تصديق الواقع المخيف وهو يري صوره مريرة تتجسد امامه لطفله صغيره لم تتخطى الرابع عشر حينها، و تلك المهانة والمذلة التي تعرضت لها، وبدا يشعر بالغضب والكره الشديد تجاه ذلك الشخص الذي لم يراه، لكن ما قالته يكفي داخله يشعره بالنفور نحوه، وعلق قائلا بازدراء
= هو انا لو شتمت جوزك ده دلوقتي أو البني ادم اللي كنتي متجوزاه ده مش حرام صح؟؟ إيه اللي انا بسمعه ده، انا متهيالي لو سمعت الكلام ده في تلفزيون ولا فيلم هقول بيافوره شويه لكن انا بسمع قدامي واقع مش قادر استحمله.. واهلها فين كانوا من كل ده ما صعبتش عليهم ولا لحظه وازاي جاله قلب يعمل فيها كده! ده انتٍ بتقولي كأن متجوزها وهي عندها 14 سنه!! انا مش قادر استوعب السن الصغير واللي حصل لها في الفتره دي .. الله يكون في عونها بجد البنت دي؟ قدرت تستحمل كل ده ازاي
كفكفت عبراتها تحدق فيه بأسي، ثم أجابته بنبرة مختنقة
= مهره دي حكايتها حكايه وشافت اكتر من اللي انا حكيتهلك متهيالي انا كمان لو حد كان حكيلي الموضوع ده ما كنتش هصدق بس انا شفت بعيني، وبالنسبه لاهلها كل واحد كان همه نفسه انا بقول لك باعوها لي تفتكر هايسالوا عليها ولا هتهمها، للاسف ما حدش واقف جنبها وهي ياعيني لما كانت بتتحامى في حد من جوزها أو أهلها كانت بتتحمى في الغريب ويا ريته حد سابها في حالها، هنقول ايه ربنا يجازي إللي كأن السبب .
بدا سراج مهتمًا بمعرفة أمور اكثر عن تلك الفتاة الصغيرة والتي لم يراها مطلقا، فسألها بجدية
= لا حول ولا قوه الا بالله، انا فهمت ليه دلوقتي انتٍ اتبنيتي البنت دي بالذات، مش هي نفسها تقريبا البنت اللي كانت بتصوت عندك وشافت كابوس مزعج لما جيتلك اول مره البيت وانتٍ قلتي انها بنتك وهتدخلي تشوفيها وأن ده بيحصل لها عادي كثير .
هزت رأسها بالإيجاب بيأس وحسرة وهي تقول بنبرة باهته
= اه هي يا حبيبتي، ما هي مش هتطلع من التجربه دي سليمه انا بحاول اهياها نفسيا بالعافيه .. والكوابيس دي بتحلم باللي كان بيعمله فيها زاهر زمان وبتحلم ببنتها كمان وهي بتدفنها وغسلتها.. حاولت معاها كتير اعرضها على دكتور نفساني بس هي بترفض ومش عايزه تتكلم في الموضوع ده ولا تحكي لحد عن اللي حصل لها وانا محترمه رغبتها بس في نفس الوقت بخاف عليها أوي وحاسه هيجريلها حاجه في مره كل مابفتكر المصايب اللي حصلتلها .. ربنا يقويها يا رب ويشفيها .
نظر لها مطولاً لعدة لحظات كثيرا، وتحولت نظراته تلك المره الى إعجاب أشد فلم يصدق بأنه يوجد امرأه مثلها قد تفعل كل ذلك وتمدي يد العون الى طفله لا تعرف عنها شيء بالاضافه انها تكون زوجه زوجها السابق، فالأمر حقا صعب تصديقه ثم قال مبتسماً بغرابة شديدة
= واضح انك بتحبيها اوي ومتعلقه بيها ربنا يخليها لك، انا بس مش قادر استوعب الفكره انك اتبنتي ضرتك .. هي تبان مضحكه بس لما نعرف تفاصيلها نعرف الحزن والمأساة اللي فيها، صحيح ما ينفعش نحكم على كل حاجه بالمظاهر .. بس انتٍ طبعا عملتي الصح واحسن اختيار فكرتي فيه انك تاخديها تراعيها بعيد عن الناس دول اللي ما يعرفوش الرحمه .
هزت راسها مؤكدا علي حديثه بصمت، ثم أضاف عليها بنبرة ذات مغزى
= طب مش هنرجع بقى لموضوعنا شويه على فكره ما فيش حاجه اتغيرت من قراري بعد اللي عرفته بالعكس زاد اكثر تمسكي بيكي اني ارتبط بواحده زيك قلبها رحيم بغيرها وطيبه..
ومتهيا لي كمان ما ينفعش اضيع واحده ذيك من أيدي.. هاه مش ناويه تقولي رايك عشان اقول لك مبروك .
حدقت وفاء في وجهه أمامها متأملة إياه بنظرات مرتبكة، و تورد وجهها خجلاً منه، و حادت ببصرها بعيدًا عنه قبل أن تنهض هاربة لكنها إجابته بسرعه بغموض لكنه صريح له
= آآ ردي هتسمعه من اخويا بنفسه، مش مني عن اذنك.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية