-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 9


 قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



اقتباس 

الفصل التاسع


على الموعد كأن بدر أمام الدار.. ذهب أولا ليطمئن على السيده عواطف وترك الاطفال معها ثم ذهب ينتظر فريده في الكافتيريا كما طلبت منه، وبنفس الوقت تحركت فريدة بخطوات بسيطة تغلب قلبها ليهدأ من ضخاته المؤلمة التي تتزايد وتزيده ضغطا وتوتر، فهي لم تخف دهشتها منذ مغادره بدر مع رجاء شديد الإلحاح لمقابلتها بالوقت الذى تحدده، وبعدها أسلمت عقلها طيلة الليل للظنون تتقاذف هنا وهناك؟ لما هي بالذات يصر على الارتباط بها، هل سيعيد عليها نفس معامله حسام الذي ترك أثراً ليس فى وجهها فقط . 

هي حاولت تتجاوزه و تنسي طلبه! لكونه رجلاً ؟؟ تلك الفئة التى صارت تكره وجودها بحيز حياتها .. لكن يضيق صدرها بمجرد احتمالية حدوث ذلك .


ربما رأها فتاة خاضعة بمفردها وارادها لنفسه أو لاولاده، ستكون مناسبه له وهي بدون عائله او أطفال ليستطيع السيطره عليها دون الإعتراض منها! ستكون خادمه الى اطفاله و إليه فمن سيقف جنبها ويساندها ويمنعه من التطاول عليها.. تألم قلبها للفكرة! هل هذا هو دور الأنثى فى الحياة ! ألم سيعاملها رجل بهذه الحياة كانثى ! بالطبع أنثى لكن خاضعة فى عصر انتصرت فيه حقوق المرأة لهو مكسب لأى ذكر .. لكنها ليست خاضعة؟ ولم تعطي الفرصه لاحد يسيطر عليها .. ولو يظن أنه سيحصل عليها ليعيد ما قام به ذلك الذى تكره ذكره فهو أحمق .. لن تعود خطوة للخلف مهما حدث .. ستقابله لتلقنه درسا لن ينساه .


هزت راسها بيأس وحزن علي حالها، تواجه الكثير في هذه الدنيا ويترك أثر داخلها يظل يؤلمها ويجعلها تخشى الإقتراب من أحدهم لتعيد نفس التجربة .. لهذا السبب لا نتقبل الاعتذارات لأننا أصبحنا هكذا من الداخل.


جلست فوق المقعد أمام بدر والذى قابلته بتحفظ بقلق منه لكنها تجاوزته سريعاً حتى لا يظنها ضعيفه، أبتسم بدر بوجهها بعد أن تساءل عن أحوالها ورددت باختصار بأنها بخير ثم أردف قائلاً محاولة فتح حديث 


= تحبي تشربي حاجه


لتنظر نحوه بتحدى وتلاقت الأعين ليبتسم برضا لكونه وصل إلى هذا القرب منها رغم يجهل سبب غضبها بعد، وقالت بإقتضاب


= انا مش جايه هنا عشان أشرب ياريت نخش في الموضوع على طول، عشان نوفر وقت وانا كمان مستعجله. 


اعتدل بجلسته واومأ إيجابياً ليعقد حاجبيه مرددًا باهتمام


= مدام فريدة هو انتٍ في حاجه حصلت ضايقتك أو زعلانه مني، في حاجه عملتها من غير ما أقصد .. اصل حسيت انك متضايقه مني وانا ما عملتش حاجه حسب ما انا فاكر


لم تحد بعينيها عنه وتحدثت مباشرة بحدة


= هو انت عاوز تتجوزني ليه؟ اشمعنا أنا .


بهتت ملامح وجهه قليلاً و أخيرا أنقذه عقله ليتحدث لسانه بتلعثم


= هي الناس بتتجوز ليه؟ اه ممكن يكون كل واحد لي سبب غير التاني بس انا يعني اسبابي واضحه وبسيطه، عاوز زوجه تكون كويسه وبنت ناس وتساعدني في تربيه ولادي بس مش عاوزك تفهمي غلط النقطه دي.. اللي اقصده بمساعده أنك كل اللي بايدك تقدمهلي و عاوزه تقدمي برضاكي قدمي، انما مش هغصبك على حاجه أنتٍ مش ملزمه بيها.. 


جاءتها زفرة حارة من قلب متألم لتجيب بتساؤل يتصارع داخلها


= هو انت عندك فكره ان أنا سبق و اتجوزت 

وكمان مش هقدر أخلف لأني شايله الرحم 


زادت ملامحه شحوبا واومأ إيجابياً مجدداً قبل أن يتحدث بغرابة


= ايوه عارف بس ما كنتش اعرف انك شايله الرحم جه في دماغي ان عندك مشاكل في الخلفه، بس في الحالتين ما عنديش مشكله ومكتفي كمان بولادي اللي معايا ، لان كل اللي يهمني ان اربيهم كويس مش بالكتره 


ضغطت على شفتيها السفلى محاوله تخفى ألمها الصارخ، ثم هزت رأسها بعدم مبالاة هاتفه بصرامة


= لا انا مش بسالك ولا بقول لك الكلام ده عشان اعرف عندك مشكله في انك عاوز اولاد تاني ولا لأ، لأن كده كده متاكده أن الموضوع مش هيكمل من قبل ما يبدأ حتى بعد اللي هتعرفه .. مش كنت مستعجل ونفسك تعرف 

ايه أسباب رفضي .


استغرب من طريقتها المحبطة، وأثار داخله فضول ليعرف سبب غضبها منه دون مبرر


= اتفضلي سامعك، و عندي فضول كمان اعرف ايه الحاجه اللي متاكده وبتتكلمي بثقه أوي كده ان انا هرفضك عشانها.


إبتلعت ريقها مجيبة إياه بحذر و غموض أشد


= متعرفش إني كنت بحـارب!؟ آه و انتصرت.

بس مكانتش حربي ضد خصم واحد.. كانت مع الناس اللي بكرههم وبحبهم واهلي والعالم كله تقريباً .


لم يفهم شئ بالطبع ثم هتفت فجأة بنزق أصابه بالصدمة


= انا شلت الرحم بسبب ضرب جوزي ليا وأنا حامل و ما اتطلقتش منه عادي، لا أنا رفعت قضيه خلع عشان كان رافض يطلقني . 


انتفض بدر كمن لدغه عقرب فور سماع كلماتها التي تقولها دون مقدمات، و ردد بدهشة 


= هو للدرجه دي كان انسان وحش! طب كان رافض يطلقك ليه؟ وكان عارف انك حامل علي كده.


سلطت أنظارها عليه وهتفت فريدة بين جنبات نفسها بضيق كبير

= مش ده المهم ليه ما رضيش يطلقني، المهم انا اتجوزته ليه؟ انا كنت أصلا مخطوبه لواحد تاني قبله وكان فاضل على فرحنا أسبوع واحد وكنت بشتغل ممرضه في مستشفى وحياتي كانت ماشيه طبيعيه جدآ، لحد ما في يوم وانا مروحه متاخر من شغلي .. آآ اتعرضت لاغتصاب


قست نظراته اكثر نحوها، وتشنجت قسمات وجهه مما سمعه منها لم يصدق أذنيه، هو صحيح كأن يعلم أنها مطلقه ولا تستطيع الإنجاب لكن لم يعتقد الوضع كذلك مطلقا؟ والآن أي اغتصاب هذا تتحدث عنة، أردف قائلا بعدم تصديق


= إيه .


تجولت عينيها بين وجهه باهتمام تبحث عن نفور أو اشمئزاز منه لها بعد ما سمعه، لكنها وجدت ملامح جامده مصدومه!بدت ارتعاشتها واضحة في نبرتها وهي تتحدث ببساطة وكأن الأمر لم يعد يعنيها 


= لا مش وقت صدمات ده لسه في صدمات تانيه كتير هتعرفها، البني آدم اللي انا كنت متجوزاه وبسبب ضربه ليا شلت الرحم و بالمناسبه آه كان يعرف ان انا حامل وقت ما ضربني و ما كانش فارق معاه.. هو نفسه الشخص اللي اغتصبني .


أشاحت بوجهها للجانب بيأس، وظهر بعينيها حزن كبير وهي تضيف


= مش عارفه اذا كنت اتجوزته برضايا ولا غصب عني انا كنت في الأول رافعه عليه قضيه ومصممه اخذ حقي، بس للأسف أهلي كان ليهم وجهه نظر تانيه ما استحملوش كلام الناس ولا نظرتهم وأهلي طلبوا مني بكل بساطه إني اتنازل عن القضيه واتجوز اللي اغتصبني و ده الحل المناسب وهو في النهايه هيستر عليا .. ما انا بقيت في وجهه نظرهم واحده جايبه لهم الفضيحه والعار لازم يستر عليها، في البدايه رفضت كتير بس في النهايه استسلمت لما انا كمان ما قدرتش استحمل كلام الناس ولا قدرت استحمل ضغط أهلي، لأن لقيت فجاه الكل ضدي وحملوني الذنب زي ما الناس عملت بالضبط، والمضحك في الموضوع أنهم بقوا يعاقبوني أنا بدل ما يعاقبوا الجاني! بقي كل إللي حواليا يفكر في نفسه وبس! والدي بيشتغل مدرس وبعض اهالي التلاميذ اللي بيدرس لهم منعوا الاطفال يروحوا له بعد ما عرفوا ان بنته اغتصبت.. مش عارفه ليه اصلا عملوا كده؟ بس ممكن بقيت في نظرهم واحده سيئ السمعه وما قدرتش تحافظ على شرفها يبقى ما ينفعش أبوها يدرس لاولادهم .


هوت كلماتها كالسياط على قلبه تصدمه أكثر، ولم تمهله الفرصة لإظهار تعاطفه أو حتى صدمته فتابعت كلماتها بقسوة أشد 


= الجيران بقى يضايقوا ماما في الرايحه وفي الجايه بيتكلم عني ويسالوها عن قضيتي ويضغطوا عليها بالكلام بدون خجل، ومن ناحيه تاني اختي سابت بيت جوزها وكانت هتطلق بسببي لان جوزها برده ما استحملش ضغط الكلام اللي وصل له بسببي..ولا موضوع خطيبي اللي اختفى فجاه من حياتي من غير ما افهم السبب وبعد كده عرفت متاخر ان والدته بقت تضغط عليه هو كمان عشان ما يكملش معايا وهو بمنتهى البساطه نسي حبنا وداس عليا وراح يخطب واحده غيري من غير حتى ما يفسخ الخطوبه و يواجهني وفجاه بقيت انا المذنبة في نظرهم، اهو تخيل بقى كل دول عليا و يطالبوني ان أتنازل عن القضيه واتجوزوا، بس يفكروا فيا و ازاي هعيش مع واحد اعتدى عليا بالطريقه الوحشيه دي وازاي هكون واثقه فيه بيوم وهامن على نفسي معاه وهصحى الصبح أبتسم في وشه عادي وانام جنبه وانا مطمنه.. لا ما فكروش ولا اهتموا بكل ده.. انا حسيت اصلا ان انا كنت عبء عليهم عاوزين يخلصوا مني باي طريقه ومش مهم يفكروا في مشاعري ولا احساسي ان انا ازاي هعيش مع شخص زي ده عادي كده .


اضطربت أنفاسها من قوة عباراتها وترقرقت العبرات في مقلتيها، فهي تفتح جروحها بيديها لذلك كان الأمر صعباً للغاية عليها، و فكرت أن تتراجع لكنها أصرت مكملة 


= طبعاً مش عارفه اوصفلك عشتي معاه كانت عامله ازاي، بس ممكن اختصر لك إللي حصل في جمله واحده ان انا اتعرضت للاغتصاب تاني بعد الجواز منه! وفي مره من المرات الكتير اللي كان بيضربني ويهني حصل الاجهاض ده واضطريت اشيل الرحم! اترميت في المستشفى زي الحيوانه وهو هرب ولا سأل فيا.. واهلي خدوا وقت عقبال ما عرفوا ويا ريتهم ما عرفوه أصلا.. تخيل بعد كل اللي حصل؟ لثاني مره طلبوا مني ان أتنازل عن حقي واكمل واعيش معاه؟؟ ما انا في الاول كنت واحده فاقدة شرفها و دلوقتي بقت مش هتعرف تجيب أولاد ومطلقه فازاي و كلام الناس.. بس المره دي صممت اخد حقي وسجنته وخلعته كمان وطبعا مقابل الحق ده خسرت كثير ومن ضمنهم أهلي اللي طردوني 


اتسعت عينا بدر شيئا فشيئا حتى صارت صدمته صارخة بقسماته ارتعش كفه ليعيد الكوب دون أن يتذوقه للطاولة بصمت ولازال يستمع لكل جروحها وألمها، وعقله لا يستوعب بعض الكلمات من قسوتها! وضعت يدها على صدرها تأخذ أنفاسها الاهثة بصعوبة متابعة بحرقة


= الموضوع طويل اوي ومهما اشرحلك ولا احكيلك مش هتتخيل، ولا هتصدق مش بعيد تفتكرني بقول كده وخلاص لان اللي انا بحكيه اصلا ما حدش ممكن يصدقه بسهوله! تعرف ممكن وانا بحكيلك اصلا انسى حاجه كده ولا كده فالاحسن هقول لك حل .. ممكن رقم تليفونك أنت عندك واتس .


هز رأسه بدر بالايجاب بصمت بعدم تركيز، ثم اعطته هاتفها ليكتب رقم هاتفة وهو مشتت مما سمعه ولم يفهم حتى لما طلبت رقم هاتفة، وعندما اخذت الهاتف منه بدأت تضغط على الأزرار وتحدثت بحدة اجفل جسده و اتسعت عينيه ليزفر بعمق 


= كويس هبعتلك دلوقتي من الواتس بتاعي لينك افتحه اقراه كويس هتلاقي في قصتي، آه ما ده كان سبب طرد بابا ليا ان انا رحت حكيت قصتي للصحافه! بس ما تخافش ما حطتش صورتي اكتفيت باسمي بس الموضوع عدي عليه اكثر من سنه ونصف.. و بصعوبه عقبال ما لقيت اللينك ده لسه موجود علي النت، اصل الناس في المصايب بتنسى طالما في مصيبه جديده شغلتهم؟ 


عجز عقله عن التفكير فى كلمات مناسبة و عجزه لسانه لتنفض واقفة، واضافت هامسة بصوتها المختنق


= وبعدين أعتقد حتى لو انا حطيت صورتي الموضوع مش هيفرق معاك لانك عمرك ما هتكمل ارتباطك وترتبط بواحده زيي بعد كل اللي حكيته، يعني اذا كان اهلي رموني انت اللي هتشفق عليا وتامن على ولادك معايا؟ 

اظن انت دلوقتي فهمت انا ليه قلت لك انت بنفسك اللي هترفض الإرتباط بيا بعد ما تعرف 

حياتي كانت عامله ازاي زمان..و اسفة الواحدة اللى بتدور عليها مش انا .



يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة