-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 13


     قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثالث عشر

(خـائــ ـنة)


 

خلف مكتبها تجلس وهي تتلاعب بقلمها فبعد حديثه إليها أثناء الفطور وهي تشعر بشيء غريب فهو طلب منها ببساطة أن ترتدي الحجاب وهي غير مستعدة لذلك فماذا ستفعل؟

هل تفعل هذا كي ترضيه فقط أم تخبره ببساطة بأنها ليست مستعدة لاتخاذ هذه الخطوة؟

 

وفي خضم تلك الأفكار التي دارت في رأسها سرعان ما ارتسمت ابتسامة جميلة على وجهها عندما تذكرت مغازلته لها فلأول مرة يتحدث معها بطلاقة هكذا لطالما كان صامتا أو عدوانيا لم ترى فيه هذا الجانب اللطيف من قبل.

 

ألقت القلم بقوة ثم هبت واقفة عازمة على الاتصال بصديقتها والتحدث معها في ذلك الشأن فلربما وجدت عندها نصيحة تريح قلبها.

--

 

هز رأسه بعنف وكأنه بتلك الحركة يجبر أذنيه على عدم سماع باقي حديثها.

تلك الخائـ نة التي استحوذت على قلبه منذ الوهلة الأولى تطعنه في منتصف قلبه دون رحمة

تحادث رجلا غيره لا والأبشع من ذلك تقابله خفية يا الله!

ماذا سيفعل الآن أيدخل ويحطم رأسها أو يعود أدراجه كي يتثنى له التفكير بشكل أفضل؟

 

ثواني وحسمة أمره إذ استدار هابطا الدرج وهو يشعر بالحزن والغضب معا فلماذا فعلت به هذا وهو لم يعشق سواها

يعلم أنه كان مخطئا عندما أجبرها على الزواج منه لكنه فعلى كل هذا كي تبقى معه.

صك على أسنانه بقوة حتى كاد أن يهشمها من شدة الغضب ورغما عنه سقطت دمعة يتيمة من عينه قهرا وحزنا

 

فما أصعب أن تأتيك الطعنة من أقرب شخص إلى قلبك وقتها سيتوقف عن النبض وعقلك عن التفكير وحينئذ تدور أفكار سوداوية غير متزنا.

 

رفع يده سريعا وأزال تلك الدمعة وهو عازما على أن يرد لها الصاع صاعين وينتقم لقلبه العاشق فهي لا تستحق سوى الإساءة والجفاء

يبدو أن أخاه الراحل كان معه كل الحق في كل شيء وهو لن يدعها تفلت بعملتها تلك سيجعلها تتذوق الويلات وتطلب منه أن يعود معها كالسابق

لكن هيهات فما كسر لا يمكن إصلاحه أبدا.

--

 

وعلى الجانب الآخر

يجلس هو الآخر يفكر بها فبعد ما أخبرها برغبته في ارتدائها للحجاب غيرت الموضوع وراحت تتحدث عن أشياء كثيرة يعلم بأنها مزبزبة فلم يتحدث معها شخص من قبل بهذه الطريقة وهو اقتحم حياتها دون استئذان

نعم أحبها لكن لا يريدها هكذا لا يريد أن ينظر الرجال لمفاتنها وجمالها يريدها له وحده كما أنه يخشا عليها كثيرا من غضب الله -عز وجل-.

وهو تربى في عائلة محافظة على ديـ نها لا يمكن أن يتركها هكذا ترتدي ملابس ضيقة ومكشوفة ففي وجهة نظره هذا لا يليق به ولا برجولته لذا عليها أن ترتدي الحجاب من أجل نفسها أولا وبعدها من أجله هو

راح عقله يصور له الكثير من السيناريوهات فماذا لو رفضت هذا معناه أنها ترفضه هو شخصيا

فلن يتنازل عن هذا الشرط أبدا لن يقبل أن يكون ديوسا.

غامت عينيه بحزن عميق عندما تخيل ردها بعدم موافقتها وقتها ماذا سيفعل؟

هو تعلق بها لا يعرف متى وكيف كل ما يعرفه أنها لها مكانة كبيرة في قلبه فلقد اكتشف بها الكثير من الأشياء الجيدة التي تخفيها خلف صرامتها وغرورها المصطنع

فهي نقية ونظيفة من الداخل عكس الصورة التي تدعيها تماما.

 

زفر بقوة كي يستعيد هدوءه وصفاء ذهنه إلا أنه لن يفلح هو لن يستطيع العمل اليوم فالرسم يحتاج إلى عقل فارغ وذهن صافا.

--

 

راحا يتأملها بفضول شديد وهي تجلس أمامه ووجهها يشع احمرارا

فارتسمت ابتسامة صغيرة على شـ فتيه هاتفا بمشاكسة: إيه يا بنتي ده  مالك قلبتي طمطماية كده ليه كل كده عشان قلت لك وحشتيني اوي!

أومال لو قلت لك بحبك وبموت فيك وبعشقك هتعملي إيه هيغمى عليكي مثل؟

 

رفعت وجهها إليه مجيبة إياه بحنق: ما اعمل إيه بقى عمري ما مثلت أني بحب حد قبل كده وبعدين بصراحة يعني نظرات ناريمان مش مريحاني حساها كده شاكة فينا أو حاجة كده يعني

هو حضرتك انفصلت عنها ليه يا مراد بيه دي حتى شكلها محترمة وبنت ناس وزي القمر شبهك يعني؟

 

كاد أن يوبخها ويعنفها لتدخلها في حياته إلا أنه لم يرد إحراجها كما أنه يشعر الألفة تجاه تلك الصغيرة لا يعرف لماذا فوجد نفسه تلقائيا يقص عليها ما حدث بينه وبين زوجته وخيـ انتها له

مما جعل شمس ترمقه وهي فاغرة الفاه مردفه: معقولة أنا مش مصدقة وداني حضرتك تتخـ ان يا مراد بيه دي لا مؤاخذة يعني ما عندهاش نظر

 

وعلى الرغم من الألم الذي يجتاحه في تلك اللحظة إلا أنه ادعى الثبات هاتفا بهدوء عكس ما بداخله تماما: اللي حصل بقى يا ست شمس ودلوقتي يا ريت تطلعي كده وخليكي مع عشق أطول وقت ممكن مش عايرها تقعد معاها كتير وأنا هروح على شغلي عشان اتأخرت اوي النهاردة.

 

أومأت له بالموافقة واندفعت للخارج تاركة اياه غارقا في بحر من الذكريات المؤلمة.

 

--

 

رفعت كلا حاجبيها المنمقين بدهشة متسائلة: بتقولي إيه بقى لارا عواد حد يجبرها على حاجة!

 

ارتشفت من كوب القهوة خاصتها ثم أجابتها بحيرة: مش يجبرني يا أروى كل ما في الأمر إن هو شايفني بالحجاب أحسن هو قال لي كده بس الفكرة بالنسبة لي أني مش مستعدة له دلوقتي عايزة لما اعمل كده أكون مقتنعة مية في المية مش عشان خاطر يوسف يعني فهماني؟

 

أومأت لها متفهمة ثم أردفت بخبث شديد: والله اللي أعرفه إن اللي يحب حد يحبه زي ما هو مش يطلب منه انه يغير أي حاجة فيه ده الحب يا حبيبتي اللي نعرفه مش حاجة تانية ده رأيي المتواضع

يعني كمان أنت لازم تكوني واضحة وصريحة معاه من الأول أنتم لسة في بداية العلاقة لازم تفهميه إنه ما ينفعش يفرض عليكي حاجة أنت لك شخصية مستقلة.

 

ارتشفت لارا رشفة من كوبها وهي تستمع إلى صديقتها بإنصات شديد

والتي تابعت وهي تبخ سمها في أذنها: الراجل يا حبيبتي لما يلاقي الواحدة بتتنازل أول بأول  كده يسوء فيها

يعني بعد كده ممكن بمنتهى البساطة يلغي وجودك أصلا ويقعدك في البيت بقى تربي الأولاد وكده ويقعد هو بقى يدير شركات باباكي

ما هو الراجل بقى.

 

وضعت لارا كوب القهوة فوق المنضدة بعد أن أنهته تماما ثم هتفت بتصميم: صح ده اللي لازم يتقال أنت عندك حق في كل كلمة قلتيها تعرفي يا أروى أني فكرت لوهلة كده أني أوافق بس ما فكرتش في كل الكلام اللي أنتي قلتيهولي ده

قلت إن اللي يحب يعمل أي حاجة عشان خاطر اللي يحبه.

 

قاطعتها بسرعة: غلط اللي بتفكري فيه ده غلط ده هيضعفك صدقيني وتبقى نقطة ضعف بالنسبة لك اسأليني أنا.

 

أومأت لها

بينما ابتسمت أروى بداخلها على خطتها التي أتمتها على أكمل وجه فهي تعلم مسبقا صديقتها كما أنها كونت فكرة لا بأس بها عن ذلك الوسيم الذي يعجبها كثيرا.

--

 

وفي قصر عواد

بعد أن بدلت ثيابها قررت أن تنفذ ما طلبه منها مراد فتلقائيا اتجهت إلى غرفة عشق لكنها لم تجدها فأيقنت بأنها عند والدتها

ثواني وطرقت الباب ووقفت تنتظر الرد.

فتحت لها ناريمان ثم رمقتها باشمئزاز هاتفة بتعالي: عايزة إيه؟

 

أجابتها بهدوء: عايزة عشق نلعب مع بعض شوية.

 

هتفت وهي تغلق الباب في وجهها: والله هي بتلعب مع مامتها.

 

ركلت شمس الباب بقدمها وهي تقلد طريقتها بطريقة مضحكة ثم هتفت وهي تتجه إلى غرفتها مرة ثانية: ولية عقـ ربة بصحيح.

 

بينما في الداخل طلبت ناريمان من عشق أن تترك ما بيدها وتأتي إليها.

وسرعان ما انصاعت الصغيرة لطلب والدته فحملتها على قدمها وراحت تتلاعب بخصلاتها هامسة بجدية: عشقي يا حبيبتي مش أنتي بتحبي مامي؟

 

أومأت لها الصغيرة عدة مرات

فتابعت وهي ترسم الحزن ببراعة فوق قسمات وجهها: بس يا حبيبتي بابي عايزني أسافر واسيبك وأنا نفسي تفضلي معايا على طول.

 

احتـ ضنتها الصغيرة وهتفت بتأثر: أنا كمان عايزاكي تفضلي معانا على طول يا مامي أنا بحبك خالث.

 

ضمتها ناريمان إلى صـ درها ثواني ثم أبعدتها بهدوء هاتفة بجدية: طيب إيه رأيك لو عشنا أنا وأنتي وبابي لوحدنا زي زمان؟

 

أشرق وجه الصغيرة بابتسامة واسعة يا ريت يا مامي.

 

فهتفت بلهفة وهي تداعب وجنتها: يبقى اسمعيني كويس وعايزاكي أول ما تشوفي بابي تقولي له الكلام ده فهماني يا عشق؟

ولو رفض فيبقى بابي كده مش بيحبني ولا بيحبك ومش عايزنا نبقى في حياته

وقتها هاخدك ونسافر ونعيش عند جده في تركيا تاني إيه رأيك مش أنتي بتحبي جده وميامي؟

 

أومأت لها الصغيرة

فابتسمت ناريمان بنصر وراحت تبخ سمومها في أذن الصغيرة والتي كانت تستمع لها بتركيز شديد كي يتسنى لها حفظ ما تخبرها به والدتها.

--

 

بترحاب شديد استقبله علي وكذلك والده ووالدته واصتحبوه إلى غرفة الجلوس

ثم طلب علي من والدته أن تعد الغداء وتنادي على فرحة كي تسلم على خطيبها

انصاعت السيدة نادية لطلب ابنها ثم اتجهت إلى غرفة فرحة وولجت بعد أن طرقت الباب فأبصرتها تجلس على الفـ راش فهتفت دون مقدمات: قومي يا فرحة يا حبيبتي البسي حاجة خطيبك جي يتغدى معانا النهاردة وعايز يشوفك.

 

صكت فرحة على أسنانها بقوة وهتفت بفظاظة: هو لحق هيفضل ينط لنا كل يوم ولا إيه!

 

أجابتها والدتها بحنق: عيب اللي أنت بتقولبه ده يا بت والله الواد سكرة خسارة فيكي قومي يلا خلصينا البسي اسدالك ولا حاجة واطلعي سلمي عليه واقعدي برة

ولا سلمي عليه وتعالي ساعديني نجهز الغد.

 

القط كلماتها واندفعت للخارج تاركة الأخرى تشيعها بنظرات غاضبة فزفرت بقوة وهي تغمغم بكلمات غير مفهومة.

 

دقائق طويلة قضتها في غرفتها كي تثير حنق شقيقها وكذلك المدعو خطيبها فلربما يفهم بأنها لا تريده

وأخيرا دلفت للخارج وهي ترسم ابتسامة باردة على شـ فتيها.

سلمت عليه من بعيد فهو لا يجوز لها كي تصافحه ثم جلست بجوار شقيقها

فتنحنح إيهاب هاتفا بهدوء: عاملة إيه يا فرحة؟

 

أجابته باقتضاب: الحمد لله.

 

فمد يده بكيس بلاستيكي مردفا بحنان: أنا لما عرفت ان تليفونك بايظ جبت لك واحد جديد عشان تعرفي تتكلمي براحتك.

 

قطبت حاجبيها بدهشة ثم وزعت بصرها بين شقيقها ووالدها فاجفلت على صوت علي الحانق: ما تاخدي الكيس من خطيبك يا فرحة هيفضل مادد أيده طول النهار ولا إيه؟

 

أومأت له عدة مرات ثم هبت واقفة والتقطته من يده هاتفة ببرود: شكرا.

 

وقبل أن تستمع منه ردا أردفت وهي تتجه للخارج: عن إذنكم هساعد ماما في تحضير الغدا.

--

 

مساء ملتفون جميعا حول التلفاز يشاهدون مباراة لمنتخب مصر.

فهتف الحاج رشيدي موجها حديثه ليوسف: ما تكلم لنا فريدة كده نطمن عليها قبل الماتش بقالي يومين ما كلمتهاش انشغلت شوية.

 

أومأ له يوسف بالموافقة وامسك هاتفه وطلب رقم أخته وفتح مكبر الصوت ينتظر الرد.

ثواني وآتاهم صوتها على الطرف الآخر تقول بمرح: أهلا أهلا باللي ما بيسألش إيه يا ابني الشغل خدك مننا ولا إيه؟

 

أجابها محمد نيابة عنه بمرح: قصدك صاحبة الشغل.

 

رمقه يوسف بحدة

فابتلع محمد باقي حديثه.

بينما الحاجة زينب هتفت في حنو: طمنيني عليك يا ضنايا عاملة إيه وتالين أخبارها إيه في الحضانة؟

 

أجابتها بهدوء: كلنا كويسين يا ست الكل أنت طمنيني عليك عاملة إيه في حد من اللي عندك دول مزعلك قولي لي وأنا آجي

 

قاطعها الحاج رشيدي بصرامة مصطنعة: تيجي تعملي إيه يا ست فريدة؟

 

تنحنحت بحرج مغمغمة بابتسامة: لا يا حاج أنا ما اقصدكش أنت يا برنس أنا أقصد الطـ ورين اللي عندك دول.

 

هتف يوسف بتوعد: طيب أنا هوريكي الطـ ورين دول هيعملوا فيكي إيه لما نشوفك يا ست فريدة.

 

ظلو يتحدثون بضع دقائق حتى استمعوا إلى صوت المعلق يقول

  بسم الله وعلى بركة الله نبتدي المباراة.

 

فهتف يوسف بلهفة: يلا اتكلي على الله أنت بقى عشان الماتش هيبتدي.

 

اغلق الهاتف ثم رمق محمد بتوعد هاتفا بجدية: قوم يا زفت أنت اعمل لنا طقم شاي ويا زيت شوية فشار علشان نتسلى والمانش شغال.

 

أجابه محمد بمشاكسة: يا سلام! طب ما تقوم أنت تعمل لنا أنا واحد كنت شقيان طول النهار واقف مع ابوك في الفرن انت بقى كنت قاعد على المكتب وستات حلوة داخلة وستات حلوة خارجة اكيد حتى لو بتتعب التعب هيبقى راحة.

 

امسك يوسف بالوسادة التي بجواره ورماها على شقيقه

فهتفت الحاجة زينب بهدوء: خلاص لا انت ولا هو انا اللي هقوم أعمل.

--

 

بإرهاق شديد عاد برفقة والده إلى القصر

مباشرة صعدا الدرج واتجه إلى جناحه وقف أمام الجناح ينظم أنفاسه الغاضبة ويحاول أن يكون طبيعيا قدر المستطاع.

ثواني وفتح الباب دون أن يطرقه كعادته فأبصر فريدة تجلس فوق الفـ راش

لم يعرها أي اهتمام واتجه إلى غرفة الملابس تلقائيا مما جعلها تقطب حاجبيها بدهشة فلطالما كان يشاكسها ويستفزها للحديث معه ترى ما الذي أصابه اليوم؟

فأقنعت نفسها بأن ربما ضغط العمل هو السبب في حالته تلك.

ولجا إلى المرحاض يأخذ حمام بارد لبضع دقائق.

وبعد أن انتهى ارتدى شورت قصير كعادته قبل النوم ودلفا للخارج فأبصرها ما زالت تجلس على طرف الفـ راش

أشاح بوجهه عنها ثم جلسا فوق الأريكة وقبل أن يستلقي استمع إلى صوت رنين هاتفه زفر بقوة عندما تعرف على هوية المتصل لوهلة قرر عدم الرد لكنه لم يعتد أن تهاتفه في ذلك الوقت المتأخر فلربما حدث مكروه.

حسم أمره وضغط زر الإيجاب وضعه على أذنه فاستمع إلى صوتها الباكي يقول: أدهم أنت فين يا أدهم أنا مخنوقة آوي لو ما جتش بجد أنا هموت نفسي.

 

هب واقفا يصيح بقوة: مرام اهدي كده وفهميني إيه اللي بيحصل معكي؟

 

أجابته على الطرف الآخر بنشيج: لما تيجي هحكي لك.

 

سألها باهتمام: طيب قولي لي أنت فين بالظبط؟

 

صمت يستمع حديثها على الطرف الآخر ثم هتف بهدوء: طيب نص ساعة وهكون عندك.

 

اغلق الهاتف وشرع في ارتداء ثيابه

فسألته فريدة بفضول: رايح فين يا أدهم كده ومالها الزفتة مرام؟

 

تجاهلا حديثها تماما ثم وقف أمام المرآة يصفف خصلاته وبعد أن انتهى التقط عطره المميز وراح يرش منه بغزارة فوق ثيابه وعنقه

مما جعل فريدة تستشيط غضبا بسبب تجاهله لها كما أنها شعرت لأول مرة بالغيرة عليه فلماذا كل هذه الأناقة وهو ذاهب إلى تلك الفتاة

فوجدت نفسها تلقائيا تدنو منه وتهزه من يده مستطردة حديثها: هو أنا مش بكلمك ما بتردش عليا ليه؟

 

نفض يدها باشمئزاز ثم هتف ببرود: ملكيش دعوة أي حاجة تخصني يا فريدة ما تخصكيش أنت فاهمة؟

 

رمقها بغضب قم اندفع للخارج تاركة إياها تشيعه بعدم تصديق فلأول مرة يتعامل معها بذلك الأسلوب ويتحدث معها بتلك الطريقة اللاذعة.

 

 

وفي نفس التوقيت عبر الهاتف: أنت متأكدة يا مرام يعني هو قال لك أنا جاي لك دلوقتي؟

 

أجابتها على الطرف الآخر بابتسامة واسعة: أيوة يا طنط هو زمانه في الطريق دلوقتي.

 

اتسعت ابتسامة السيدة فيروز وهتفت بجدية: برافو عليكي يا مرام أنا كده بقى عملت اللي عليا والباقي عليكي أنتي ركزي كده كويس وأوعي ترتبكي أو تخافي خليكي فكرة ان اللي أنت بتعمليه ده حقك.

 

قاطعتها مرام بقوة: ما تقلقيش يا طنط فيروز أدهم ده بتداعي وفريدة هي اللي أخدته مني عشان كده مش هضيع أي فرصة تجمعني بيه وتخليني على اسمه.

 

أغلقت السيدة فيروز وهي تدعو الله بداخلها ان تنجح مرام وتنفذ خطتهما على أكمل وجه.



..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة