-->

رواية جديدة لعنة كنز شعلان لهالة محمد الجمسي - الفصل 18

 


رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية لعنة كنز شعلان


رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الثامن عشر

أفاقت ريهام في منزلها، كان  باروخ المختبيء في هيئة طبيب يدعى راغب 

يضع يده أعلى رأسها ويهتف في  صوت به صيغة آمرة: 

_الحمى في أشد حالتها 

حاولت ريهام أن تشير له أن يغادر المنزل ولكنها لم تستطع في حين صرخت والدتها وهي تسرع الخطى نحو الباب في محاولة منها لطلب سيارة إسعاف: 

_سوف نذهب بها إلى المستشفى

ولكن راغب قال في صوت جعل قدم المرأة تتوقف في مكانها: 

_سوف أتولى كافة الأمور هنا 

اخرج من حقيبته الجلدية بعض العقاقيير، دوضغ أحدهم في فم ريهام التي شعرت بمرارة المذاق في فمها، في حين قالت الأم وهي تحاول أن تحرك قدمها: 

_هناك خطر على حياة ريهام 

قال راغب وهو ينظر إلى والدها في عمق: 

_هي فقط ستون دقيقة وتنخفض درجات الحرارة، ثم سوف اتعامل مع الأمر طبياً افضل من اي مشفى 

قال الأب وهو ينظر إلى راغب في هدوء: 

_اثق بك 

ثم نظر إلى زوجته وقال: 

_الطبيب يتصرف بذكاء ومهارة، عليك الذهاب الآن وإحضار بعض واجب الضيافة له 

تحركت الأم في سرعة وهي تلتقط أنفاسها في صعوبة، تساءلت كثيراً ما هذا الذي شعرت له في إتجاه هذا الطبيب الغريب؟ أن جسدها متخشب وصوته يبعث في ذاتها عدم راحة غريبة، شعور بالقلق والتوتر الغريب، ولكنها لا تستطيع أن تعبر عن هذا، 

الطبيب كما أخبرها زوجها عالج بعض من الأمراض لدية في السنوات الغربة  الأخيرة، بعد أن جمعت الصدفة بينهم في إحدى المستشفيات التي يقوم على الاشراف عليها  رغم صغر سنه  بعد ان اصابته المرارة بالتهابات عديدة، ولقد أجرى الطبيب عملية جراحية ناجحة ورفض أن يتقاضى أي مقابل مادي حين علم أن كل منهم عربي، توطدت الصداقة بينهم بعد أن أصر الطبيب راغب على زيارة الرجل والاطمئنان على حالته عدد من المرات يتجاوز السبع زيارات،  ولقد أفترقا  بعد صداقة جمعت بينهم رغم فارق السن بين كل منهم،  وقد أخبره الطبيب منذ سنوات ثلاث مضت أنه سوف يعود إلى مصر  حتى يستقر بها، وسوف يكمل نجاحه في مستشفى خاص به، الزوج يشهد له وهذا يكفى، وحين  تفأجات 

الأم في الصباح الباكر 

بعدم مشاركة ريهام لهم 

في مائدة الصباح بسبب الحمى و ملازمتها الفراش لم تستطع أن تتمالك نفسها خوف وفزع فما كان من الزوج الإ أن اتصل هاتفيا بالطبيب الذي جاء 

في وقت قصير جداً


حين دلفت والدة ريهام إلى الغرفة بعد أن أحضرت بعض المشروبات الباردة كان الطبيب راغب يقف إلى جوار النافذة يتحدث في صوت منخفض جداً وعيناه مثبته على وجه ريهام، كان عبد الله يستمع له في إنصات شديد، توقف الحديث فجأة،  حين دلفت الزوجة قال عبد الله وهو يحضر المشروب إلى راغب: 

_بعض الليمون لك 

ثم نظر إلى زوجته وقال في صوت هامس: 

_هل جاء والدي من الخارج؟ 

تمتمت الزوجة وهي تنظر له في تعجب:

_لا، هذا واجب عزاء ولن يعود الإ مساء

هز عبد الله رأسه في لا مبالاة ثم نظر إلى الطبيب وقال: 

_هل تتفضل علينا وتظل في منزل إلى حين الأطمئنان  على الإبنة؟ 

هز  راغب ( باروخ)  رأسه علامة الموافقة في حين اتخذت والدة ريهام مكان لها على حافة الفراش وهي تنظر إلى ريهام في توسل ورجاء لها أن تفيق وقلبها يكاد يقتلع من جذوره فهي تشعر أن إبنتها قد أصابها 

من التعب والمرض ما لا طاقة لجسدها على تحمله، هي تشعر أن الخطر يحيط بالإبنة، خطر مخيف، ليتها تستطيع أن تدفعه بعيداً عنها، ليتها تستطيع أن تدفع بجسدها هي إلى المرض فداء وعوض 

عن إبنتها، حتى يصح جسد الإبنة، ولكن الأم 

تجهل أن الخطر  الحقيقي ليس هو  المرض، الخطر الحقيقي يتواجد إلى جوارها، يتلون في كل هيئة يريدها حتى يظل إلى جوار ريهام، لا يريد أن يفترق عنها، يرفض أن يغادرها فهي له عشق وهوى متغلغل بكيانه 

لقد فعل الكثير وأتبع الحيل والمكر والخداع والسحر حتى ينال ما استعصى عليه سنوات وسنوات، لقد خاض حرب من نوع خاص 

حرب حشد له ما يمتلك من أفكار برزت له  بعد أن رفضت كل قواه أن يتخلى عن بنت الأنس، 


تحركت ريهام في الفراش، همست في 

صوت ضعيف لا يكاد يسمع: 

_ماء 

هرعت لها الأم وضمتها إلى صدرها وهي تقول: 

_انت بخير حقاً 

ثم تحسست جبهتها الباردة  وقالت وهي تنظر إلى راغب: 

_لقد انخفضت درجات الحرارة فعلاً

نظر لها راغب في نظرة حادة، بث فيها كل ما يريد قوله من تحدي لها، 

في حين شعرت هي ببعض الحيرة وهي تشعر بما يريد أن يصرح به الطبيب ولقد وجدت في هذا الأمر الكثير من الغرابة، لماذا ينظر لها الطبيب تلك النظرة العدائية؟! أنها المرة الأولى التي يشاهدها فيها، لماذا كل هذا الجفاء ومحاولته الصدام بها 

التي لا تجد له الأم مبرر 

فكل منهم يحاول أن يجد للفتاة طريق العلاج 

فلماذا تختلف الطباع؟ 

كما يقولون كل منهم يسعى إلى ذات الهدف، 

ولكن المرأة كانت تجهل أن هدف راغب  وأغراضه تختلف كثير عن ما تصبو وتحلم بها هي إلى الإبنة


قال عبد الله وهو ينظر إلى زوجته في لهجة آمرة: 

_أحضري لها الماء 

امتثلت الزوجة لما يريد الزوج، في حين اقترب راغب من ريهام وقال في صوت حاسم: 

_الآن أصبحت افضل 

نظرت ريهام إلى راغب ثم إلى والدها وقالت في ضعف: 

_أنت 

ثم صمتت فجأة وهي تنظر إلى والدها الذي لم يعلق على كلماتها، أدركت ريهام أن باروخ يسيطر على تفكير الأب بصورة ما لقد نطق الأب بكلماته إلى زوجته حتى يتسنى إلى باروخ محادثة ريهام 


ريهام أدارت رأسها إلى الجهة الأخرى في إشارة منها إلى رفضها الكلام في هذا الوقت، في حين قال راغب وهو يتخذ مقعد إلى جوارها: 

_هناك برنامج علاجي سوف يمتد إلى الليل حتى لا تعود الحمى من جديد

في المساء كانت ريهام تنهض من الفراش وتسير في خطوات متوسطة في أرجاء الغرفة، الأم 

عبرت عن فرحتها بالأمر 

وحاولت أن تشكر الطبيب راغب  ولكن

نظرة عين الطبيب جعلها تطرد الفكرة وتترك المهمة إلى الزوج،ورغم ما لاحظت الأم من تعاملات بها شيء من الغرابة بين زوجها عبدالله  والطبيب راغب، الزوج يستمع في إنصات شديد إلى الطبيب يكاد ينتظر منه تعليمات أو أوامر حتى يقوم على تنفيذها، يترك له حرية التصرف في كل أمر دون مراجعة أو مخالفة له، الأمر قد يبدو عادياً في للوهلة الأولى، ولكن ما يضع الأمور كلها في خانة الدهشة والتعجب هو الكلمات القليلة الخافتة التي يتبادلها كل من الزوج والطبيب، الكلمات التي تبدو مثل همهمة 

   ولكنها طردت الأفكار جانباً فالزوج قد اكسبته الغربة بعض من التغيرات 

وما يهم في الوقت الحالي هو سلامة الابنة 

والطبيب سوف يغادر 

بعد شفاء الإبنة وهذا هو المهم، ولكنها لم تكن تدرك أن راغب لن يغادر 

وأن الأمور لم تنتهى بعد


كان راغب قد غادر اخيراً، الأب أصر على التواجد في حديقة المنزل  في انتظار الجد،  في حين قالت الأم وهي تتجه إلى الخارج بعيد عن غرفة ريهام: 

_سوف أقوم على إعداد حساء لك 


لم يستغرق الأمر جزء من ثانية، حين ظهر باروخ من الجدار فجأة ثم أمسك بجسد ريهام في قوى وهو يقول: 

_ موازنة يمكنك تولى الأمر الآن 

شاهدت ريهام قبل أن تغادر فتاة تشبهها تماماً، احنت رأسها في خضوع إلى كل من باروخ وريهام

قبل أن تستقر في فراشها في حين أكمل باروخ رحلتة إلى باطن الأرض غير مبالي بوجه ريهام الذي امتلأ بالرفض والسخط والغضب والدهشة أيضاً 

❈-❈-❈


مملكة ساچا داخل قصر باروخ 


قالت ريهام في لهجة غضب وهي تفلت يدها من قبضة باروخ: 

_لم يكن هذا هو الوقت المناسب، كنت اريد البقاء

 في المنزل بعض الوقت


قال باروخ وهو ينظر لها في حدة: 

_هناك أمور عالقة هنا  

قالت ريهام في غضب: 

_يمكن للفتاة التي تشبهني أن تتولى الأمور هنا

أعقب باروخ في صوت حاد: 

_لانك ملكة ساجا  هنا انت ملكة سبع ممالك 

شبيهتك تستطيع أن تنام جيداً في فراشك

قالت ريهام في اعتراض وهي تشفق على والدتها من الأمر: 

_سوف تكتشف أمي الأمر

قال باروخ في استهزاء وسخرية: 

_لن تفعل لا يمكنها أن تكتشف الأمر، عليك الهدوء 

قالت ريهام في سرعة: 

_ لا يمكن لمشاعرها أن تخطيء في إتجاهي ، وكذلك  يمكنها أن تتعرف على الشببيهه

قال باروخ في هدوء شعرت معه ريهام بالغضب: 

_سوف تنام الفتاة نوم عميق، يجعل والدتك تشفق عليها من أن توقظها، فقط سوف تتفقد أمرها بين كل حين وحين، هل هذا الأمر جيد لك؟ 

قالت ريهام في لهجة غضب: 

_وماذا عن أمور المباهاة؟ 

نظر لها باروخ في سخرية وقال: 

_انها بعض من أمور يجب أن أفعلها، أنها قوتي ويجب أن يشاهدها البعض 

قالت ريهام في غضب: 

_لا أحب أن أصبح آلة تحركها وقت تشاء، الأمر أصبح فوق التحمل

قال باروخ وهو ينظر في عينيها مباشرة: 

_هناك أمور لا تتحمل انتظار موافقتك هل يمكنك فهم هذا؟ 

قالت ريهام في صوت به من الغيظ الكثير: 

_لقد تعبت من كل تلك الأمور،  أصبح كل شيء غير متزن، ما تم إجباري عليه الآن وما حدث في ارض الأسحار  أرفض ان يكرر مرة ثانية 

أعقب باروخ في لهجة تحذير: 

_لقد تحققت أمنياتك بوجود والدك، ويجب أن يكون امام عينيك أن سلامة اسرتك كلها تفرض تواجدك هنا في أوقات مختلفة

نظرت له ريهام في  قبل أن تعقب:

_تهديدات آخرى، الأمور أصبحت أسوأ مما توقعت 


ساد صمت بينهم قبل أن يقول باروخ في حدة: 

_يجب أن أنهى بعض الأمور هنا، سوف أترك لك مارجة، أنها تمتلك بعض من الهدوء وحسن التعامل مع الملكات داخل كيانها  الناري قوة تحمل، وهذا أمر اشكر أم الحيات على اختيارها لك 

حين أعود أريد أن يكون ثورتك خامدة 

اختفي باروخ بعد كلماته 

وظهرت مارجة في القصر



قالت مارجة وهي تضع بعض من العطر على جسد ريهام: 

_لقد استرددت صحتك، لقد ساور أفكاري القلق منذ المرة الأخيرة، كنت في حال سيء وذهنك كان غير متزن وكذلك جسدك

 

نظرت لها ريهام في صمت دون أن تعقب في حين قالت مارجة في حيرة: 

_انا اعرف أن سبب غضبك هو عدم تلبية أوامرك، ولكن هناك حدود لي ارجو منك تفهم هذا 


أشارت ريهام بيدها إلى مارجة أن تكف عن وضع العطر وقالت في صوت مرتفع: 

_لا احمل غضب لك أو عليك، ما حدث لي من تعب ومرض كان بسبب التواجد في ارض الأسحار، وأعلم جيداً أن لك طاقات محددة وأيضاً حدود ضئيلة 

نظرت لها مارجة في عدم فهم ثم قالت: 

_سيدتي الملكة، لقد طلبت من الملك باروخ الحضور إلى هنا فور مشاهدتي لتعبك وغادرت 

والملك نفذ لك ما تريدن 

هتفت ريهام في صوت ساخر: 

_وقام أيضاً بشفائي 

قالت مارجة في صوت هاديء جداً: 

_لدينا من العقاقير  ما هو أحدث من ما يمتلك أهل الأرض وكذلك الأجود والاسرع فاعلية 

نظرت لها ريهام في سخط مما دفع مارجة أن تعقب: 

_هل تسمحين لي بسؤال سيدتي؟ أعلم أن داخلك شحنات من الغضب على وصيفتك مارجة، ولكن أنا أريد بعض من كرمك 

كادت ريهام أن تصرخ لها بالرفض وان تطلب منها أن تغادر ولكنها في اللحظة الأخيرة تراجعت عن هذا،وقالت في إشارة متكلفة جداً من يدها أن لها ما تريد فاعقبت مارجة: 

_لماذا لا تستخدمين قواك المضاعفة؟! 

نظرت لها ريهام في عدم فهم، مما جعل مارجة تكمل: 

_لقد تمت صباغة روحك بواسطة النماردي المقاتل أرشبيل، بعض من كيانك امتزج بقوة  وهذا يعني أن بعض من قوة ارشبيل قد انتقلت لك، بعض منها إن لم تكن نصفها على الأرجح، وأرشبيل مقاتل شرس صاحب عقل وخطط يمكنها أن تهزم اقوى الجيوش وكذلك قوته لا يستهان بها، إنه نماردي مميز 

نظرت لها ريهام في حيرة  وهي تفكر في الأمر قوى مضاعفة لي! اي نوع من القوة هو؟ هل هو القوى القتالية؟ وأي شيء هذا الذي سوف  تحتاج ريهام إلى إستخدامه يتطلب قتال؟ وما حاجتها إلى الحرب؟ ولماذا تخوض حرب من أجل  الجان؟  

حين ران صمت بينهم قالت مارجة وهي تنظر في وجه ريهام: 

_أنت ملكة سبع ممالك كاملة، يجب أن تحرري ذاتك من الضعف المتكتل بك،  حتى تفوض لك امتلاك قوى أرشبيل،  يجب أن تفعلين، أنت مشغولة بأمور ما، تعيق هذا، وهذا يتنافى مع الخطوات التي تمت، لقد ءامنت بحلم باروخ وقرأت الحروف المظلمة هذا يعني أن عليك إكمال الأمر 

أعقبت ريهام في صورة صارمة : 

_لن اقاتل، لن أخوض حروب، تلك الأمور بعيدة عن أفكاري وما أريد 

تمتمت مارجة في صوت هاديء: 

_ أجل هذا صحيح لا يمكنك الوقوف في ساحة الحروب لأنك ملكة و زوجة ملك هو وقائده يفعلون هذا ويعودون بالانتصار دائماً، يمكنك إذن استخدام القوة الأخرى أشياء عديدة خارقة نسبة إلى البشر، 

وهو نوع من القوى التي ربما ترغبين بها في الأرض 

نظرت لها ريهام في عمق، فكرت في كل ما حدث الوقت القليل الذي مضى، أصبحت مسلوبة الإرادة بشكل مفزع، وكلمات وتهديدات باروخ تنبيء بخطر قادم على أسرتها إن هي حاولت رفض أي أمر،  أنها  في حاجة إلى  القوة بالفعل، ثم قالت في صوت هاديء به حماس : 

_سوف أفعل  

هتفت مارجة في صوت به من  التساءل الكثير : 

_إذن لماذا لا تفعلين الآن؟  الحقبة القادمة سوف تحتاج منك إظهار قواك، الحقبة القادمة يتم التحضير لها بسرعة كبيرة وأنت في حاجة لهذا 

أعقبت ريهام في حسم: 

_وجودك إلى جواري يعزز هذا الأمر، يجب أن نختار معاً الأمر الأكثر قوة حتى يتم إظهاره إلى الجان 

هتفت مارجة في صوت به من الإذعان والموافقة الكثير: 

_هذا أمر رائع

يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة