-->

رواية جديدة لعنة كنز شعلان لهالة محمد الجمسي - الفصل 19



رواية رعب من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

رواية لعنة كنز شعلان


رواية جديدة 

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى

 الفصل التاسع عشر

 

أشارت مارجة بيدها إلى أعلى فتناثرت في القصر فراشات مضيئة بيضاء

وقالت:

_مثل تلك الأمور كنت أفعلها  وأنا صغيرة، وكنت أجد تعنيف وتوبيخ كبير من أم الحيات ، فأنا نماردية

وتلك الافعال لا يجب أن أفعلها

نظرت لها ريهام في هدوء ثم قالت:

_ولكن الصغار يميلون إلى تلك الأشياء المبهجة والجميلة

قالت مارجة وهي تشير مرة ثانية فيظهر بعض الألوان البراقة:

_أنا مقاتلة، النماردة يجب أن تكون أمور القتال والع_نف في مهام أعمالهم فقط وليس أفعال التسلية

أعقبت ريهام وهي تنظر لها في دهشة:

_ولكن أنا المس فيك أشياء كثيرة مختلفة عن الآخريات من الجان، لا تبدين مقاتلة انت مختلفة تماماً

قالت مارجة وهي تشير بيدها إلى أعلى فتظهر بعض من البجعات الذهبيات:

_لقد أخبرتني جدتي أم الحيات ذات مرة أن طباعي تميل إلى طباع  البشر وهذا أمر عار ولا يدعو إلى الفخر، لأن يجب أن انتمي الى قبائل الجان  في كل أمر وفعل وما يعتنقون، قالت هذا الامر مرة واحدة فقط في طفولتي، ثم كفت عن ترديد الأمر وكأنها ندمت على القول لم تكن تريد الأمر أن يترسخ داخلي ولكن تعلمين

أعقبت ريهام:

_كل قاعدة ولها شواذ، وأظن انك هذا التنافر الغريب المميز أيضاً بين  أهل ساچا

قالت مارجة وهي تحاول أن تدير دفة الحديث بعيداً:

_هل يمكنك فعل ما فعلت؟ الأمر ليس شاق

عليك فقط تخيل شكل ما تريدن رؤيته ثم نطق اسمه بكل قوى  والشعور به قبل أن يجيء مع إطلاق التعويذة

تمتمت ريهام في حيرة:

_تعويذة لا احب تلك الأمور

تابعت مارجة:

_تعويذة شرسال غير مؤذية أنها خاصة بإحضار الفراشات والحيوانات الأليفة فقط

في أغلب الأوقات  يستخدمها الرجال في حفلات الاطفال

ابتسمت ريهام وقالت:

_تقصدين فقرة الساحر

اعترضت مارجة:

_السحر الكامل في عقل أم الحيات جدتي

نظرت لها ريهام في حذر ثم تابعت:

_أجل اعرف الجميع يقدسونها هنا

رفعت مارجة رأسها في شموخ ثم تابعت:

_جدتي هي من جعلت قوة  كل من الجان الأحمر والنماردة متصلة بعضها ببعض

همست ريهام في شرود:

_تكتل قوى هذا هو المغزى

أشارت مارجة بيدها إلى أعلى ظهرت عدد من السيوف البراقة أحدثت صوت مرتفع جداً ثم اختفت فتابعت مارجة:

_أجل هذا صحيح، النماردة كانوا أصحاب الحكم في بداية الأمر حين كانت الأرض لنا قبل أن يقتحمها البشر، ثم عمدت جدتي إلى ترك أمر الحكم إلى الجان الأحمر وإعداد جيش قوي من النماردة وجعلت لكل من النماردة نفر من  الجان  الأحمر نظير له ف القوى

تابعت ريهام وهي تنظر إلى مارجة في تفكير:

_ماذا إذا مات أحد من النماردة أو مات أحد من الجان الأحمر؟ ماذا إذا أصاب أحدهم المرض؟ لا ريب أن القوة تضعف  لأن الأمر يبدو مثل فقد ساق عدم اتزان هو نوع من أنواع العجز

 

ظهر الغضب  والعبوس على وجه مارجة ثم قالت:

_أجل هو كذلك، يحدث خلل رهيب في هذا الأمر إذا حدث، ويلجأ الطرف الآخر إلى جدتي أم الحيات ويتطلب الأمر

أعقبت ريهام في هدوء:

_توافق تكتل أليس كذلك؟

ثم أعقبت دون أن تترك فرصة إلى مارجة أن تكمل:

_ولكن الأمر لن يكون مثل ما سبق، مثل الاستعانة بساق صناعية الأمر مرهق ومتعب إلى جدتنا أم الحيات، أنها  تتحمل مشقة أمور قبائل الجان جميعاً وهذا أمر يثبت إلى الجميع أنها هي فقط من تستحق تلك المكانة

ابتسمت مارجة ثم قالت:

_نظرتك لها  صحيحة وصواب

تنهدت ريهام ثم قالت في شيء من التفكير:

_هي خارقة إن صح التعبير ولكن لماذا  تصر على استخدام  اسم أم الحيات لها؟

همست مارجة في جدية:

_لأنها تحيا بين الحيات

هزت ريهام رأسها في عدم تصديق ثم قالت:

_أم النماردة افضل أليس كذلك؟

ثم نظرت في أرجاء الغرفة وقالت:

_الصمت والسكون يحيط بنا

قالت مارجة وهي تطلق بعض الطيور ذات الصوت الرنان في المكان:

_الجميع في ارض لاخوا أنها الأرض الثانية، فقط أنا وأنت هنا

تذكرت ريهام كلمات باروخ فقالت:

_أمور عالقة لقد تحدث باروخ عن أمور هامة عالقة

تابعت مارجة وهي تنظر إلى ريهام في حماس:

_الاحتفال، نحن نعد من أجل الاحتفال سوف يكون بعد أيام قليلة

قالت ريهام وهي تنظر لها في غضب:

_تجديد عهود السحر مرة ثانية؟!

هتفت مارجة في سرعة:

_أحتفالنا بعواك

هتفت ريهام في تساؤل:

_من عواك؟ هل هو ملك ما؟

قالت مارجة وهي تشعر بالضيق:

_هل يمكنك تسخير بعض قواك لهذا الاحتفال؟!

تمتمت ريهام في حيرة:

_تسخير قواي؟!

تابعت مارجة في صوت به من التوسل الكثير:

_بعض من قواك المستمدة من أرشبيل  يمكنك منحها إلى عواك وهو يعيدها لك بطريقة ما اقوى واقوى

قالت ريهام في تساؤل:

_هل عواك ساحر؟

قالت مارجة وهي تقترب من ريهام كثير:

_عواك هو صاحب الخطيئة الاولى والعصيان الأول ويمتلك قوى وعلم كبير

تمتمت ريهام في عظم تصديق وقد افزعها ما أخبرته بها مارجة:

_الش#يطان، هل عواك هو الش"يطان؟؟

نظرت لها مارجة في تأييد ثم قالت في صوت حاسم:

_هو كذلك

نظرت لها ريهام في فزع وقد هالها ما سمعت الجان يتحدون مع الش"يطان ويحتفلون به، ما يحدث هو أمر مشين حقاً أنها على وشك الجنون لا لا يمكنها أن تفعل هذا لا يمكن للأمر أن يستمر يجب أن تضع حد إلى تلك الأمور التي تكاد تصيبها بالأشمئزاز من ذاتها، لا ريب أن ما تمر به هو كابوس مظلم، وجودها في هذا المكان الذي سوف يتواجد به عواك ووضع القوى له هو كفر حقيقي، بل مجرد وجودها في المكان ولم تعط له من قواها هو أيضاً  كفر، يجب أن تنتهى تلك الكارثة التي تنزلق بها قدمها  عنوة,

فكرت بعض الوقت عليها أن تخبر باروخ أن الأمر  لن يستمر حتى إذا قدمت روحها مقابل هذا

قالت مارجة وهي تجذب تفكير ريهام لها:

_ملكة ساچا يجب أن تكون لديك القدرة لأقتسام روح المقاتل داخلك، حتى تترك بعض من القوى له

همست ريهام في خفوت:

_هذا صحيح، يجب أن أقتسم روح القتال مع ارشبيل، وتأجيل هذا الأمر أو تركه هو أمر سخيف 

ثم فكرت في هدوء أن لا بديل عن هذا الأمر خاصة أن الأمور أصبحت على حافة الانهيار ويجب أن تستعد لتلك اللحظة التي تحتاج قوى تجعل شر باروخ وقبائل الجان بعيدة عنها وعن أسرتها جميعاً

--

جلست ريهام  إلى جوار  حافة نافذة غرفتها أسندت رأسها على الزجاج، فكرت كثير في أمر الاحتفال بال_شي_طان الذي يقام في باطن الأرض، الأمر لم يعد يصلح أن يستمر مع باروخ، لقد قدمت تضحية الزواج من أجل فك أسر والدها، ولكن  التخلي عن الدين والفطرة الدينية التي شبت عليها لا يمكن أن تضحى بهم، لم يجمعها لقاء مع باروخ منذ أن غادر القصر، حين غفت بعد انتظار طويل له لم يأت،  أفاقت في الصباح في غرفتها على فراشها، ولا أثر ل موازنة قرينتها من عالم الجان التي احتلت فراشها طوال الليل، صوت طرقات عل. باب غرفتها جعلها تنهض من مكانها وتفتح الباب وقالت وهي تبتسم:

_جدي صباحك طيب

قبل الجد جبين ريهام ثم قال:

_لقد أخبرتني والدتك أن المرض قد حل بك أمس وكانت ظروف الموت والجنازة والعزاء جعلت غيابي عن المنزل أمس مقدر لي لا يريد الله لي الحزن أكثر مشاهدتك وأنت مريضة أمر صعب جدآ  على قلبي، وفي الليل شاهدتك نائمة

ولم أشأ إيقاظك، والآن انت في خير حال وهذا أمر سار ومبهج لي وبشرى جيدة أن كل الأمور التي في حالة فوضى سوف تكون بخير وتعود إلى طبيعتها

قالت ريهام وهي تضع يد في يد الجد العجوز:

_فوضى!؟

تابع الجد في حزن شديد:

_والدك لا يبدو بخير

هتفت ريهام في لوعة وفزع حقيقي:

_أبي هل أبي مريض؟

هز الجد رأسه علامة النفي ثم اتجه إلى الحديقة تصاحبه ريهام وقال:

_لا، ليس مريض، ولكن أفعاله ليست بخير

قالت ريهام في تساؤل:

_كيف؟

قال الجد وهو يربت على يد ريهام:

_أنا أعلم جيداً أن الغربة قد صبغت بعض القسوة على ولدي، هذا أمر لمسته في بعض من تصرفاته بعد عودته، أدركت حينها أن الأمر قد يبدو منطقي بعض الشيء لقد عاش والدك فترة صعبة شاقة  على النفس، وربما تلك القسوة هو رد فعل دفاعي أنه ربما سوف يواجهه هذا الامر مرة ثانية، الأمر أشبهه بمن ينجو من الموت بأعجوبة فيظل فترة ترافقه كوابيس أنه لم ينجو وأن الموت انتصر عليه، ربما هي مرحلة عدم تصديق، ربنا مثل من  ووجوده إلى جوارنا هنا سوف يزيل هذا الأمر تدريجياً، هذا الأمر والجفاء و الحدة  التي تكاد تظهر بين تصرفاته هي أمور اكتسبها من غربته، أستطيع أن أتفبل هذا، ولكن الأمر الذي لا أستطيع تقبله هو انصراف عبد الله عن العبادات تماما، بل عزوفه عن الواجبات التي كان يهرع لها في ما مضى، مثل العزاء والمواساة للجار أو صلة القربى أو

احترام الجيران وعدم الاستخفاف بهم، والدك أصبح غريب الشأن وهذا أمر محزن

تمتمت ريهام  وهي تحدث ذاتها :

_هل هو تأثير ه عليه؟

نظر لها الجد في دهشة ثم قال:

_من هو؟

 

أستدركت ريهام في سرعة وتحدثت كاذبة:

_أقصد السنوات الصعبة التي عايشها، ربما كان والدي مسجون أو عانى من مشاكل من نوع ما،

لم يجب الجد، كان يفكر في عمق وكذلك ريهام التي شعرت أن باروخ ألقى تعويذة ما على عقل والدها  ما جعل والدها تابع له، ولما لا؟ هو يتحكم في ذاكرته أيضاً

يمنحها ما يريد و يحذف منها ما يريد، أن ما يلمسه الجد هو بصمات باروخ في كيان الأب

وهذا أمر آخر يجب أن تضع له حد فاصل مع باروخ تكاثرت المهام  وتكدست الأعمال وحان وقت القرارات، حين يأتي باروخ سوف تضع كل تلك الأمور أمامه يجب أن تضع نهاية لهذا العذاب الذي تعيشه

أحضرت والدة ريهام بعض البذور ثم قامت على غرسها  بالحديقة في رقعة طينية، في تأني وإصرار، أتمت الأمر  ونهضت والعرق يتساقط من جبينها، قالت وهي تتجه إلى حيث تجلس ريهام مع الجد:

_لقد استيقظت هذا الصباح على موت الرقعة الزراعية  الخلفية من الحديقة التي تحتوى على أشجار الياسمين، ولا أعلم سبب هذا الأمر، لقد أصابني الأمر بإحباط شديد، فتعمدت زراعة بعض أشجار الفاكهة هنا، إلى أن أقوم على تهذيب

الرقعة التي تصحرت في ساعات الليل

هز الجد رأسه علامة الموافقة ثم قال:

_ كان ليل أمس غريب،

نظرت له ريهام في حزن وشعور تأنيب الضمير يحتويها، جزء كبير مما يحدث يعود حدوثه إليها، هي تعلم أنها السبب بطريقة غير مباشرة

قالت والدة ريهام في صوت به بعض التردد:

_ كانت ليلة صعبة بعض الشيء   لم أوفق في صنع العشاء إلى ريهام، فسد بعد دقائق من النضج، وهذا أمر لا أجد له تفسير،  ريهام نامت في وقت مبكر، فالقيت بالطعام في سلة المهملات، ولم أصنع غيره

صمتت لحظة ثم تابعت

 هناك أمر آخر، اهدت كوابيس عديدة،وقبل النوم مباشرة استمعت إلى صوت نباح قوي قادم من بعيد استمر فترة كبيرة

 

ليس نباح عادي الأمر كان مثل عراك قوي بين مجموعة من الكلاب

ران صمت بسيط بين الجميع في حين قطع الجد هذا الصمت قائلاً:

_ كنت متعب ليل أمس، كان الحزن يسيطر على قلبي ومشاعري بعد عودتي من العزاء فقد الأحبة ليس سهل أبداً،

لهذا فشل النوم في إيجاد طريقه لي، فضلت الجلوس في الحديقة حيث الهواء الطلق، السماء كانت بلا قمر، والسحب السوداء كانت كثيرة، في البداية شاهدت ظلال حمراء ظننت أن عيني تقوم على خداعي، ولكن الشهب الأقرب في السقوط جعلت عيني تدرك ما هو هذا الشيء؟  لقد كانت  مجموعة من الشهب تسقط في الحديقة الخلفية، في البداية ظننت أن عيني تخدعني، ولكن استطعت التيقين بالأمر  حين نهضت وتتبعت مكان السقوط

كان المكان هو الحديقة الخلفية، لاريب ان الشهب أتلفت الزرع الأخضر

شعرت ريهام بالحزن الشديد يعتري كيانها كله، هي تعلم جيداً أن كل الأمور الغريبة التي حدثت ليلة أمس السبب بها هي قرينتها من الجان موازنة، لم تكن تدرك أن موازنة سوف تقوم بإيذاء أهل البيت،  لقد أحدث وجودها في المنزل خسائر بكل شيء

وكذلك سبب الأرق  والكوابيس  وعدم الراحة لكل اهل المنزل، لقد مر على  الجميع دون أستثناء ليلة صعبة ثقيلة على النفس، وربما لا تزال بصمات حضورها لا تزال في المكان، لما لا؟ موازنة بنت الجان رفضت أن تخالف طبيعة الطيش

والايذاء، يجب أن تحاسب على هذا الأمر، بل يجب أن لا يتكرر وجودها في المنزل مرة ثانية، لقد أصبحت الأمور بين كفة باروخ تسوء وتسوء وما فعلته ريهام من تضحيات من أجل عودة الأب ينقلب إلى كوارث  وأمور غير محمودة وإذا لم يتوقف هذا العبث ويضع له حد حاسم وحازم سوف ينجرف الجميع في قبضة الهموم وسيطرة

العبث السيء من القرناء من الجان

خطوات الوالد  القادمة نحوهم وصوته  المليء بالفرح وهو يرحب بالزائر جعلت ريهام ترفع رأسها لتشاهد من يرافقة ولم تكن في حاجة حتى تعلم من هو؟ الطبيب راغب جاء في زيارة إلى مريضته حتى يستطلع أمرها، لقد جاء باروخ إلى المنزل، نظرة ريهام له كانت تخبره أن هناك ألف أمر يجب أن يسوى قال راغب وهو يجلس إلى جوارها بعد أن ألقى التحية على الجد والأم :

_أرى أن العقاقير والأدوية قد كتبت لك الشفاء السريع

هزت  ريهام رأسها علامة الموافقة وقالت في شيء من السخرية:

_لا شك انك طبيب بارع وماهر في هذا الشأن، ولكن بعض من الأمور المحيطة بي التي حدثت جعلت الصداع يعود من جديد إلى رأسي

ثم نهضت من مكانها وقالت وهي تتجه إلى الحديقة الخلفية:

_سوف أتفقد التلف والضرر الذي أصاب المنزل ليل أمس، الأمر يبدو مثل عبث شي_طاني أصاب المنزل، عبث مخرب  يحتاج إلى رجم من فعله


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة