-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 20 الثلاثاء 31/10/2023

 

  قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل العشرون

تم النشر يوم الثلاثاء

31/10/2023

(فاجعة)



لم يصدق والدها ما استمع منها للتو كيف تقول إنها تحبه وهو تزوج بأخرى!

فسألها وهو يكاد يجن: أنت يا بنت اتجننيني ولما أنتي بتحبية وهو بيحبك اتجوز عليكي ليه  وما اتجوزش أي حد لا ده اتجوز خطيبته الأولانية.


لم ترد فريدة أن تفضح أدهم أمام عائلتها وكذلك مرام خاصة أنه سيسقط من نظر والدها عندما يعرف بما اقترفه لذا فضلت الصمت وإخفاء تلك الحقيقة على والدها الذي فهم ما يدور بخلد ابنته فباغتها متسائلا: في حاجة تانية بس أنتي مش حابة تقولي عليها مظبوط يا فريدة؟


أومأت له بالموافقة

فاستطرد وهو يربط فوق يدها التي وضعتها على فخـ ذها: أنتي شبه أمك في كل حاجة يا بنتي أمك برده عمرها ما طلعت أسرار بيتنا لأي حد ورغم أن الستات اللي حواليها كانوا بيحكوا وبالتفاصيل كمان لكن هي ما كانتش بترضا أبدا بده عشان كده احتراما للخصوصية اللي بينك وبين جوزك واحتراما كمان للسر اللي أنت مخبياه أنا  مش عايز اعرف حاجة بس خليكي عارفة ومتأكدة أن بيت أبوكي مفتوح لك في أي وقت وأوعي تتنازلي عن كرامتك يا فريدة أو تسمحي لحد يهينك مرة تانية أنت غالية يا بنتي واللي زيك ما بيبقوش كتير اليومين دول

مش بقول كده علشان أنتي بنتي يشهد ربنا إني قاصد كل حرف بقوله.


تنهدت براحة ومنحت والدها ابتسامة رائعة ثم دنت منه على حين غرة واحتـ ضنته بقوة وهي تحمد الله للمرة التي لا تعرف عددها لأنه منحها أبا متفاهما كهذا وزوجا يحبها كأدهم.


❈-❈-❈


تسير برفقته وهي تتأبط ذراعه بسعادة كبيرة وهي تراه يدللها ويهتم بها ويشتري لها كل الأشياء التي تريدها وذلك الشعور لم تجربه من قبل وعلى الرغم من حنقها منه أحيانا بسبب مشاعره الباردة ومعاملته الجافة نوعا ما إلا أنها تتفهم ذلك وتعلم علم اليقين بأنه بسبب التجربة المريرة التي مر بها

دون شعور منها أسندت رأسها على كتفه وهي تتنهد براحة.

أما عن مراد تركها فهو يعلم انها ما زالت صغيرة وتريد كبقية الفتيات أن تشعر بحب وحنان الشخص الذي معها وهو على يقين انه لم يستطع أن يوفر لها تلك الأشياء

ففي وجهة نظره بعد ما حدث له أن الحب مجرد كماليات.

ظلا يسيران وهما على ذلك الوضع حتى أجفل على صوتها المرتفع يقول وهي تصفق بحماس: غزل البنات بحبه أوي يا مراد أنا عايزة واحدة.


هز رأسه بعدم تصديق وهو يكاد يجن من تصرفات تلك الصغيرة فزفر بقلة حيلة ثم تقدم من ذلك البائع وابتاع لها كل ما بحوزته مما جعلها تصرخ وتقفز كالأطفال

فرمقها بحدة مما جعلها تبتلع ريقها بصعوبة وتهتف بصوت منخفض: اسفة اسفة والله مش هعمل كده تاني.


❈-❈-❈


دموع غزيرة تجمعت في مقلتيه بعد أن استمع إلى تلك الفاجعة فزوجته الآن ذهبت بلا عودة وهو السبب في كل ما حدث لها

فوجد نفسه دون شعور يقتحم تلك الغرفة التي تحوي زوجته وهو يصرخ في كل من يعترضه: سيبوني أودعها أبـ وس أيديكم.


وبالفعل انصاع له الأطباء والممرضات وتركوه بمفرده معها

دنا بحرص من الفـ راش الذي تقبع عليه ودموعه تسبقه جلسا على ركبتيه بجوار رأسها وامسك بيدها الباردة وراحا يقـ بلها مرارا وتكرارا وهو يغمغم بكل كلمات الاعتذار

تعالت شهقاته وهو يتذكر عنفه وقسوته معها فهتف دون وعي: أنا بحبك أوي يا شهد أبـ وس أيدك اصحي وما تسيبينيش خليكي معايا وأنا مش هقربلك تاني والله العظيم مش عايز حاجة غير أني أشوفك قدامي والله ما عايز حاجة.


راح يكرر تلك الكلمات وهو ينتحب بصوت يمزق نياط القلوب.

لكن هل يفيد الندم الآن يا محمود؟

الآن فقط عرفت بأنك كنت تقسو عليها بسبب عنفك وجبروتك والحق الذي أعطيته لنفسك للاعتـ داء عليها وعلى كرامتها وكأن هذه الحياة هكذا تعطينا الدروس لكن بعد فوات الأوان.


❈-❈-❈

دلفوا جميعا من القصر وهم في حيرة من أمرهم ما عدا الحاج رشيدي الذي أدرك كل شيء

فشعر يوسف بالغضب واحتدت نبرته وهو يسأل والده: هو فيه إيه يا بابا بالظبط وازاي نمشي كده ونسيب فريدة؟


أكد محمد على كلام شقيقه هاتفا هو الآخر: يوسف عنده حق يا بابا هو إيه الكلام اللي قالته فريدة بالظبط خلت حضرتك تقتنع وتسيبها هنا وتمشي هنكرر نفس اللي حصل معاها قبل كده يا بابا!


ابتسم من كلام ابنيه وأيقن بأن ابنته لن تكون بمفردها بعد وفاته وان هناك من سيقف لها بالمرصاد إذا اضطر الأمر وليس سندا واحدا لا بل اثنين

توسطهما ثم وضع ذراعيه على منكببي ابنيه وهتفا بثقة ممزوجة بالفخر: مش قادر أقول لكم أنا اطمنت قد إيه بعد كلامكم والنظرات اللي شفتها في عيونكم دي

دلوقتي أقدر أموت وأنا مطمن وعارف ان كلكم هتبقوا أيد واحدة الحمد لله يا رب أني عشت وشفت اليوم ده مش قادر أوصف لكم الفخر اللي أنا فيه كمان أقدر أقابل وجه كريم وأنا مأدي رسالتي على أكمل وجه.

أنا سبت فريدة بعد ما اقتنعت أنها هنا بمزاجها ومش بس كده أختكم عارفة وفاهمة هي بتعمل إيه كويس واللي حصل ده هي عندها تفسير ليه بس رفضت تقول لي وأنا احترمت وجهة نظرها وخصوصية بيتها عشان كده سبتها تصرف أمورها بنفسها هي ما بقتش صغيرة

ونظرة الحب اللي شفتها في عينيها لأدهم خلتني امشي وأنا مطمن يلا بقى عشان كلنا اتأخرنا على أشغالنا.


❈-❈-❈


ارتدى ثيابه ومشط خصلاته وهو يدندن بسعادة فهو سيراها اليوم بعد وقت عصيب قضاه بعيدا عنها

اشتاق لكل شيء فيها ضحكاتها ونظرات عينيها ناهيك عن ابتسامتها الخجولة التي تفقده صوابه.

رش عطره البسيط بكثرة ثم انتعل حذائه الرياضي واستدار دالفا للخارج وسعادة العالم تغمره.

لكنه توقف على صوت شقيقته التي نادت ثم أردفت: إيه الروقان ده بس يا حس مش بالعادة يعني!


استدار إليها ومنحها ابتسامة كبيرة مغمغما بمرح: نق بقى على الصبح إيه يا هانم مستكترة عليا أكون مبسوط شوية!


بادلته الابتسام وهزت رأسها نفيا وردت بسعادة: بالعكس يا حبيبي دي حاجة تسعدني لما أشوفك مبسوط بس هو إيه الجو حن عليك ولا إيه؟


راح يتلفت يمينا ويسارا بسرعة ثم دنا منها وهو يضع سبابته على فمه هامسا: وطي صوتك لا أمك تسمعنا مش عايزين فضايح وبعدين عرفتي منين يعني إن أنا رجعت أتواصل مع فرحة تاني؟


غمغمت بخفوت وصل إلى مسامعه: مش محتاجة فكاكة يعني أنت اليومين اللي فاتو من ساعة ما اتخطبت وأنت مركب الوش الخشب ما فكتش غير النهاردة وكمان شفتك وأنت ماسك التليفون امبارح بالليل وابتسامتك كانت من هنا لهنا

عموما أنا مش هاضغط عليك وهستناك لما تيجي تحكي لي إيه اللي جد لوحدك ماشي يا برنس ودلوقتي بقى أيدك على مصروفي عشان ما اتأخرش على الدرس.


❈-❈-❈


يقطع جناحها ذهابا وإيابا وهو ينتظرها على أحر من الجمر فبعد حديثها مع والدها ذهبت برفقة ابنتها كي تطعمها وتبدل لها ملابس النوم.

تنهد بارتياح عندما أبصرها تلج من باب الجناح فهرول باتجاهها يجذبها من يدها ويعانـ قها بقوة بعد أن أغلق الباب

ابتسمت وبادلته العنـ اق لكنها سرعان ما شهقت بقوة عندما رفعها عن الأرضية وراحا يدور بها حول نفسه وهو يهتف بصراخ: بحبك أوي يا فريدة بحبك.


تعالت ضحكاتها وراحت تهتف بصوت مرتفع: نزلني أدهم نزلني يا مجنون هتوقعني نزلني أدهم بجد أنا دخت.


انصاع لطلبها ووضعها أرضا لكنه لم يفلتها وبقيت بين أحضـ انه بعد الوقت

لكنها ابتعدت وراحت تنظر إلى عينيه مباشرة وما زالت ابتسامتها الصافية على وجهها مغمغمة بصدق: والله يا أدهم مش عارفة اللي بعمله ده صح ولا غلط خيفة القرار اللي أخدته يكون غلط وبعدين...


وضع يده على فمها بسرعة يمنعها من إكمال حديثها هاتفا بعشق خالص: القرار اللي أنت أخدتيه ده أحسن قرار أخدتيه في حياتك سيبي نفسك بقى يا فريدة وأنسي كل اللي فات وخلينا نبدأ من جديد

أنا لحد دلوقتي مش مصدق إن أنت اعترفتي لي بحبك والله حساس أني بحلم.


قبـ لت يده التي ما زالت على فمها ثم ضمت نفسها إليه أكثر وهي تدعو الله بداخلها أن يتم عليها تلك السعادة ويعوضها خيرا فهي غير مستعدة لأي خسارة أو جرح جديد.


❈-❈-❈


طرق مكتبها بخفة وولج بعد أن سمع صوتها يسمح له بالدخول لكنه سرعان ما شعر بالغضب يجتاحه وتحولت عينيه إلى كتلتين من النيران عندما أبصرها تقف في منتصف المكتب ترتدي جيبة سوداء قصيرة وقميص أبيض ذو أكمام قصيرة فدنا منها هاتفا بغضب: إيه اللي أنتي لبساه ده يا لارا؟


أجابته ببراءة وهي تنظر على ثيابها: جيبة وقميص عادي يعني.


قبض على يده كي لا يلكمها في وجهها ويحطم أسنانها ثم قطع المسافة الصغيرة التي بينهما وجذبها إليه هاتفا بغضب أعمى: رجليكي اللي مبيناهالي دي يا هانم كم واحد شافها وكمان دراعاتك اللي أنتي فرحانة بيها دي هو أحنا مش اتفقنا يا لارا أنك تتحجبي وأنت وافقتي إيه رجعتي في كلامك؟


حاولت فك ذراعها من يده لكنه حررها عندما شعر بتألمها

فأجابت وهي تمسد مكان قبضته: ما أنا قلت بقى ألبس اللي أنا عايزاه قبل ما أتحجب أصل بصراحة مستخصرة الهدوم دي أصلها Brand.


اغتاظ من مبرراتها وأردف بحدة: والله قلتي خسارة عشان هي براند والله يا لارا لو ما اتعدلتيش لاكون رايح في بيتك ومولع الدولاب بتاعك كله إللي كله لبس من النوعية دي.


شعرت بالغضب من تحكماته وطريقة حديثه الجافة معها فهتفت بصراخ: أنت أزاي تتكلم كده وبصفتك مين الظاهر أن الكلام اللي أنا سمعته حقيقي أنت هتعمل لي فيها سي السيد وأنا أبقى أمينة لا فوق لنفسك يا باش مهندس ده أنا لارا عواد برضو وإن كانت مشاعري هتلغي لي شخصيتي يبقى أدوس عليها برجلي فتهمني

ولو قلبي هيزلني يبقى أشيله من مكانه وارميه على طول دراعي ودلوقتي بقى أتفضل على مكتبك وفكر في كلامي كويس يا تحبني وتوافق عليا زي ما أنا يا إما اعتبر إن ما فيش حاجة حصلت بينا أصلا.


فغر فاهه بعدم تصديق وراح يحدق بها وهو غير مستوعب حديثيها ثم رمقها بخيبة أمل واندفع خارج المكتب كالإعصار وبداخله نيران لو خرجت ستحرق الأخضر واليابس.


❈-❈-❈


فوق فـ راشها تجلس وهي تقدم أظافرها بتوتر شديد فلقد شعرت بسعادة كبيرة عندما وجدت أهل فريدة قد حضروا إلى القصر وقتها أيقنت بأنهم سيأخذوها معهم وستبقى هي بمفردها مع ذلك الوسيم.

لكن تأتي الرياح دائما بما لا تشتهي السفن وسقطت كل توقعاتها وعادوا أدراجهم وتركوها هنا لتعود إليها خيبة الأمل مجددا والأدهى والأمر من ذلك أن أدهم ما زال برفقتها في جناحها ومن المفترض أن يكون معها هي ألم يكن زواجها منه بالأمس؟

لكن يبدو بأن مخططها لم ينجح على الرغم من زواجها منه لذا هبت واقفة عازمة على الذهاب إلى والدته والحديث معها في كل ما يحدث لها علها تجد لها حلا قطعيا في تلك المأساة التي تعيشها.

وقبل أن تضع يدها على مقود الباب أبصرت الباب يفتح وتلج منه نظيرتها في ذلك القصر

ابتهجت ثم هتفت بسعادة: كويس أنك جيتي ده أنا كنت لسة رايحة أدور عليكي.


أغلقت الباب ثم جذبتها من يدها وجلست برفقتها فوق الأريكة الموجودة بالغرفة وهتفت بجدية: أنا عارفة أنت جيالي ليه عشان كده أنا حسيت بيكي وجبت لك

اسمعيني يا مرام يا حبيبتي ما فيش حل في أيدينا غير أنك تكوني حامل عشان كده عايزاكي بس تصبري أسبوع كمان وبعدين هاخدك ونروح للدكتورة اللي وديتك عندها قبل كده وإن شاء الله يحصل المراد وبعدها تبقي أنتي سيدة القصر ومش بس كده هتلاقي أدهم خاتم في صباعك ده أنتي هتجيبي له ولي العهد مهو هيبقى أول ولد لأدهم.


رمقتها مرام بحزن ثم غمغمت بنبرة متألمة: طيب افرضي ما حصلش حمل يا طنط من المرة إياها هيبقى العمل إيه بقا دلوقتي؟


أجابتها بثقة: هيحصل يا حبيبتي نورسين أكدت عليا أن الحمل هيحصل وحتى لو ما حصلش نخليه يحصل عادي يعني أنتي ناسية إنك مراته وليكي حقوق عنده.


قرصت فيروز وجنتها ثم استطردت حديثها الجاد: اضحكي كده ما فيش عروسة بتكشر تاني يوم جوازها وقمي البسي حاجة كده واستني جوزك زي أي عروسة ما تخليهاش تاخده منك يا خابية.


❈-❈-❈


عند منتصف النهار عادت كل من فرحة ووالدتها والحزن يكسو ملامحهما ودموعهما لا تتوقف أبدا

ولجت فرحة ووضعت يونس الغافي في فـ راشها ثم دلفت للخارج وسمحت لدموعها بالهطول أكثر على شقيقتها التي كانت في مقتبل عمرها وبداخلها حقد شديد على المدعو زوجها

وحينما أبصرت والدتها تجلس بضياع ذهبت باتجاهها وعانقتها بقوة وراحتها تبكيان بصوت يمزق نياط القلوب

فقد طلب منها شقيقها أن تعود إلى المنزل برفقة والدتها وهم سيتكفلون باستخراج بتصريح الدفن وبعدها سيأخذوا شهد ويصلو عليها ثم يذهبو بها من أجل الدفن



وعلى الجانب الآخر صلوا عليها صلاة الجنازة ثم حملوها إلى مثواها الأخير ودموعهم جميعا لا تجف أبدا خاصة زوجها الذي كان يتمزق من الداخل ويشعر بتأنيب الضمير

فهو الذي أوصلها إلى هذا المصير وليس أحدا سواه.


❈-❈-❈


أوقف سيارته بالقرب من منزلها ثم سألها باستغراب: هو في عزا هنا ولا إيه؟


قطبت حاجبيها ثم أجابته وهي تترجل من السيارة: مش عارفة ممكن حد من الجيران أتوفى ولا حاجة.


لوحت له بيدها ثم استطردت: يلا أشوفك بكرة إن شاء الله ما هو أنا هرجع عشان موضوع عشق ده أكيد زعلانة ان مامتها مشيت.


أومأ لها بالموافقة ثم لوح لها هو الآخر وانطلقا بسيارته تاركا إياها تذهب إلى المجهول

وقبل أن تلج إلى منزلها شعرت بقبضة تعتصر قلبها وخوف عظيم اجتاحها خاصة عندما أبصرت والدتها وشقيقتها تجلسان في رضهة البيت ترتديان الأسود.

هرولت اتجاههما ثم تساءلت بخوف ودموعها تهبط مسبقا: هو فيه إيه مين مات؟ أنتم لابسين أسود ليه؟


تعالت شهقات فرحة وكذلك والدتها مما جعل شمس تصرخ بهستيريا: ما تردوا عليا بابا حصل له حاجة علي أخويا طب مين؟


أجابتها فرحة بنشيج باكية: أختك هي اللي ماتت يا شمس شهد انتحـ رت.


نزلت كلمات فرحة عليها كالصاعقة وهتفت بعدم تصديق: كذب لا لا مش معقول استحالة شهد تعمل كده.


راحت تهزي بتلك الكلمات ثم استدارت تندفع للخارج باتجاه المسجد وصوت صراخها يتعالى ونظرات الشفقة تحيطها من كل  الناس.

مسحت دموعها بكلتا يديها فلقد حجبت دموعها الرؤية عنها لكنها سرعان ما توقفت عندما أبصرت شقيقها ووالدها يحملان الصندوق الذي يحوي شقيقتها فركضت باتجاههما وحاولت أن تجذب الصندوق من بين يديهم وهي تصرخ: خلوني أشوفها خلوني أشوفها لآخر مرة أبوس أيديكم خلوني أشوف شهد مستكترين عليا أودعها ازاي ما بلغتونيش بمصيبة زي دي حرام عليكم.


راحت تصرخ بكل ما واتت من قوة ودموعها تهطل دون توقف فحاولت إحدى السيدات منعها من الاقتراب إلا أنها لم تفلح فأشارت إلى بعض النسوة اللواتي جاءوا من أجل العزاء كي يساعدونها لأخذ الصغيرة وعودتها إلى منزلها بالقوة

فاستجبنا لها لكن سرعان ما تعالت صرخات النساء عندما سقطت شمس فاقدة للوعي في الشارع.


❈-❈-❈


بغبطة شديدة أغلقت الهاتف مع صديقتها بعد أن قصت عليها باختصار ما حدث بينها وبين حبيبها

مما جعل أروى تشعر بنشوة الانتصار فهبت واقفة وارتدت ثيابها المحتشمة ثم عدلت من وضعية حجابها وألقت على نفسها قبـ لة في الهواء ثم اتجهت للخارج عازمة على مواساة صديقتها وفي نفس الوقت رؤية ذلك العنيد الذي ستحصل عليه بعد أن سهلت عليها تلك الغبية لارا الطريق إليه.


فها هي ذي ستحصل عليه بدون أدنى مجهود منها والسبب في ذلك تسرع وغباء لارا عواد

قهقهت بصوت مرتفع ثم استقلت سيارتها وتمتمت في نفسها: يوسف الرشيدي أخيرا هتبقى ليه hard luck يا لارا يا حبيبتي بس أنتي كان لازم تخسري قدامي يلا تعيشي وتاخدي غيرها.


..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة