-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 5

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الخامس

تم النشر بتاريخ

10/10/2023



جلس جواره تاركًا متعلقاته على سطح المنضدة الزجاجية، عاد برأسه للخلف و هو مغمض العينين،  فتحهما على سؤال والده الذي قال بإستفسار 

- مين البنت دي  يا شهاب؟! 


تابع ممازحًا ابنه 

-  الجو الجديد ؟ 


ابتسم " شهاب" و هو يقول بجدية قائلا

- دي نبيلة خطيبة عبد الكريم


رد والده مقاطعًا إياه قائلا بنبرة متعجبة 

_ و دي صورها على تليفونك ليه ؟ 

- لأ دي مصممة بتصمم اكسسوارات بطريقة حرافية يمكن دي أحسن واحدة شفتها بتعمل شغل عالي جدًا،  كنت حابب اشتغل معها بس حسيت إن خطيبها مش موافق فـ سكت بس هي كلمتني امبارح و اتقا بلنا النهاردا 

- طب و عبد الكريم ؟ 

- ماله ؟ 

- اقصد يعني يعرف بـ المقابلة دي ؟ 

- لأ دا كان شرطها الأساسي إن خطيبها ما يعرفش بـ الا تفاق بتاعنا 

-  طب ليه من الاول  ؟ 

-  بابا بص يا حبيبي هي شكلها كدا محتاجة لي عشان الفلوس و أنا محتاج لها جدًا، هي هتاخد اللي هي عاوزاه و أنا كمان ها اخد اللي عاوزه منها يبقى ليه لأ 

- نقي مصطلحاتك  


رد " شهاب " ضاحكًا و هو يقول بجدية قائلا 

- حاضر 


تابع والده قائلا بجدية 

- مش عاوزين نكون سبب أذية حد، اعمل شغلك بالطريقة اللي تريحك بس لو هتأذي حد يبقى بلاش منه أصلا 

- متقلقش ما فيش أي أذية إن شاء الله 



❈-❈-❈


وقف والده عن الأريكة  متجهًا حيث غرفته  لـ يأتي له بمجموعة من الصور عله ينتقي أي شيئًا منهم،  أما " شهاب" فـ وقف متجهًا نحو باب الشقة لـ يستقبل صديقته المقربة في العمل و المنزل،  مال بجذعه للأمام بطريقة ساخرة و هو يشير بيده للداخل وقال بجدية 

- و أخيرًا ميرنا هانم قررت ترضى عننا و تيجي 


تجاوزته و على شفتاها إبتسامة عريضة  اتجهت فورًا إلى غرفة المكتب لـ تأخذ ملف خاص بـ اجتماع الغد،  خرج والده في ذات اللحظة التي و لجت فيها هي تلج، و هو يحمل بين يده مجموعة من الصور و قال: 

-  جبت لك شوية تصميمات إنما إيه حكاية


تابع بتذكر قائلًا 

- قل يا شهاب هي البت ميرنا ما بتجيش ليه بقالها فترة؟ 


رد " شهاب " محاولًا كبح ضحكاته ما أن رأها تخرج من باب غرفة المكتب،  أشار بيده لـ تلج مرةً أخرى و هو يقول بجدية مصطنعة

- مافيش يا بابا بس هي مشغولة مع خطيبها الفترة دي في تحضيرات الجواز

- هي مخطوبة ؟ 

- اه 

-و أنت كنت عارف ؟ 

- اه ليه في ايه ؟ 

- يعني هي كانت بتيجي تسحب الاكسسوارت من المحل و هات يا بوجي و خد دا يابوجي  و في الاخر تطلع مخطوبة و كمان قربت تتجوز !! 

بابا هو في  ايه ؟ 

- في إني انا كنت ناوي اخطبها لك و بعمل معاك واجب و برسم فيك قدمها 

- لا يا حبيبي هي مش شايفاني غير اني اخوها و على طول تقل لي أنت زي اخويا 

- يعني انا اديها هدايا بـ 5الف جنية و في تقل لي زي اخوها !! 



تابع " شهاب "  بنبرة مرحة و هو يتابع رسائل حسابه الشخصي على تطبيق ( الواتساب) 

و قال 

- معلش حصل خير  اعتبرها هدية جوازها مش انت بتقول انك بترسمني قدامها اعتبرني انا اللي قدمتهم و صدقني مش زعلان نهائي 

- يا اخويا ما تو  لع   انت و زعلك انا مليش دعوة بيك انا ليا دعوة ب ال5000 جنية اللي خرجوا من المحل كدا على قلة فايدة ولاه البت دي ترجع الحاجة بدل ما اعرف مصر كلها انها خدتهم من غير فلوس  قال زي اخوها قال 

و لما أنت زي اخوها عاملة زي المنشار ليه طالعة و اكلة نازلة . 


انتفض من مكانه و هو يُلقي بمجموعة الصور في وجه ابنه و قال بخوف مصطنع 

-  إيه دا هي ميرنا هنا من إمتى من ساعة ما كنت بترسم عليا يا عمو،  كدا يا عمو تضحك عليا  و تقل لي المحل محلك و أنت عاوز تجوزني المُعقد دا

-  يا اختي و لما أنتِ هنا من بدري وسامعاني سايبني اغلط فيكِ ليه  اوعي تكوني فاهمة اني هاسكت علي حق الواد الغلبان دا لو فاكرة ابني اهبل فـ ابوه مش اهبل  


قلبت شفتاها علامة الحزن المصطنع،  جلست " ميرنا" جواره ثم وضعت يدها على كتفه و قالت بنغج بالغ 

- بقى أنت عاوزني اتجو ز  الواد الوحش دا يا بوجي و اسيبك أنت يا روحي ؟! 

- ايوة يا اختي اضحكي عليا اضحكي، كل مرة بضعف قصادك و قصاد أ كلك 

- اااه أكلي قل لي بقى ماله أكلي ؟ 

- ما تقومي تشوحي حتتين لحمة كدا و سلطة 

بدل الكلام اللي لا بيودي و لا بيجيب دا ! 


❈-❈-❈


وقفت " ميرنا "  تاركة ملفاتها جنبا، ثم اتجهت إلى المطبخ لـ تعد وجبة الطعام التي يشتهيها والد شهاب منذ فترة، أما " شهاب" ترك كل شئ و سحب هاتفه ثم اتجه إلى القوقعة التي يعيش داخلها كـما قال له والده مرارًا و تكرارًا  .


ولج غرفته و بدل ثيابه،  بأخرى بيتية كان يجوب الحجرة ذهابًا إيابًا و بين يده بعض الرسومات الخاصة بمعرضه الجديد،  جلس على حافة الفراش،  وضع الورق جنبا و بدأ يدقق النظر في مشغولاوتها النحاسية،  أطال النظر فيها و في ملامحها الهادئة، بشرة بيضاء نضرة إثر اهتمامها بمساحيق التجميل و الروتينات اليومية لـ البشرة ،  عينان  عسلية اللون تشوبه العسل،  و ماذا عن شفتاها  الصغيرتان ذات اللون الوردي،  ظل يمرر سبابته متفحصًا جميع صورها حتى غلبه النعاس قبل أن يتناول وجبته، و  قبل أن تعرف "ميرنا" من تكون هذه الحسناء ذات الثوب الأسود الجذاب .



❈-❈-❈


على الجانب الآخر و تحديدًا منزل 

" عبد الكريم"  لقد مر على خصامه مع والدته أسبوعًا تقريبًا،  قرر أن يعتذر على طريقته الخاصة،  ولج غرفتها وجدها تصلي فرضها،  انتظرها حتى انتهت،  ثم تناول يـ ـدها بين كفيه و قال بنبرة تملؤها الأسف 

- حقك عليا يا ست الكل 


نظرت والدته و لم تعقب على اعتذاره، ظل يحدثها و لم تعقب،  بالكاد تفهم حديثه،  كثرة الحديث تسبب له مشقة كبيرة،  فـ لن تقبل بـ شقاء فلذة كبدها،  ربتت على كفه و تقبلت اعتذاره بنبرة مقتضبة و كلمات صغيرة،  لكنه رفض هذا القبول و بين هنا و هناك  نجح في رسم البسمة على ثغرها مرة أخرى،  و تم  الصُلح بنجاح،   ضـ ـمته لحـ ـضنه لتطمئن نفسها أنه مازال ابنها و لم يتغير،  دس يـ ـده في جيب سرواله  ليخرج مبلغ من المال،  وضعه  بين يـ ـدها و قال  بجدية 

- دا مبلغ كدا صغير كسبته من الشغل الإضافي  

- ايوة يا عبده بس المبلغ دا قليل أنت كنت بتقول ها تأخد عشر الاف جنية، و دول ما يجيوش الفين جنيه 

- أصل أصل 

- اصل ايه ؟ اتكلم يا ابني راحوا فين ؟ 


عجز " عبد الكريم" عن الرد خوفًا من ردة فعل والدته، يخشى أن تحدث مشاجرة جديدة،  نزعت  والدته  الحرج و قالت بجدية 

-  شايلهم لوقت زنقة يعني ؟ 

- يعني حاجة زي كدا 

- و لو بتساعد خطيبتك مش عيب بس بردو تخلي قرش لنفسك  

- حاضر 

- يلا يا حبيبي غير هدومك و أنا. ها جيب لك العشا لحد عندك 

- لأ انا تعبان و عاوز ارتاح  تصبحي على خير 


ردت والدته بشكٍ قائلة بإبتسامة عريضة 

- عاوز تنام بردو يا عبده ؟! 


تا بعت بجدية قائلة 

- عمو مًا براحتك يا حبيبي 



❈-❈-❈


في منزل " نبيلة " كانت جالسة على حافة الأريكة تتابع حسابها الشخصي تستقبل و ترسل الرسائل،  لم تعشق خطيبها و لا تبادله نفس المشاعر و لكنها تجبر قلبها أنا يقبل بـ الأمر الواقع لأن لا يوجد شخص أفضل منه و أما عن الحُب فـ سوف يأتي لا مفر إن لم يأتي الآن سوف يأتي بعد الز و اج،  جاءتها رسالة صوتية من " شهاب"  طالبًا فيها أن تحدد موعد لـ مقابلته  في أقرب وقت ،  قامت بتحديد الموعد في صباح الغد في أي مكان يناسبه بعيدًا عن أنظار " عبد الكريم " حتى لا يغضب مما تفعله، طلب منها أن تذهب معه إلى أحد المحال التجارية،  ثم يذهبون لـ يبتاعوا المواد المراد استخدمها في صنع المشغولات اليدوية 


❈-❈-❈


في مساء اليوم التالي و تحديدًا في المكان الذي حدده " شهاب" كانت جالسة مقابلته تلتفت يمينًا و يسارًا و كأنها مطالبة من قِبل الشرطة،  اغتاظ من تصرفاتها نظر لها و قال 

- أنتِ كدا ها تخلي الناس تتكلم عننا مالك في إيه ؟ 

- خايفة حد يشوفني،و يروح يقول لـ عبد الكريم 

- أنا آسف يعني بس هو خطيبك ها يعرف صحاب بتيجي في مكان زي دا ؟!! ليه أنتِ مش شايفة منظر المطعم اللي احنا قاعدين في عامل ازاي؟! 


- الحظ عارف ناسه  و مش عارف بتيجي لحد عندي و بتتعقرب ليه،  عمومًا احنا محتاجين شوية حاجات فـ أنا هاشتريهم  و بعد كدا نبقى نتحاسب، يلا  نمشي بقى  لو سمحت ! 

- اتفضلي  


خرجا الاثنان من المحل، متجهين إلى السيارة 

استقلت " نبيلة "  بينما هو قال بتذكر و هو يفتش جيب حلته و قال بتذكر 

-  أنا نسيت  محفظتي، هروح اجيبها و راجع 

- تمام بس بسرعة 


عاد إلى المطعم من جديد، و لم يكن يعرف أنه ترك قنبلة موقوتة سوف تنفجر في وجوه الجميع ظلت تنظر حولها تارة و في ساعة معصمها تارة أخرى،  طرق شاب طويل القامة عريض المنكبين على زجاج السيارة،  ضغطت على زر النافذة، حركت رأسها بـ إستفهام و قالت 

- نعم ؟ 

- لو سمحتي ممكن تتطلعي بالعربية لأن محتاج اطلع عربيتي 

- طب ممكن تصبر بس ثواني صاحب العربية جوا بيجيب المحفظة و راجع على طول 

- حضرتك أنا مستعجل ممكن تطلعي أنتِ ورا 


ترجلت " نبيلة" من السيارة ثم اتجهت للأريكة 

الخلفية و جلست، وضع الشاب يده على صدره و كأنه يشعر ببوادر ذبحة صدرية كما قال . طرق هذه المرة زجاج السيارة بعنف و هو يقول بغضبٍ 

- أنتِ يا مدام بقل لك انزلي أنتِ و اركبي مكان جو ز ك  و طلعي العربية من مكانها مش ترجعي لـ ورا 

- في إيه يا أستاذ براحة مش كدا و اعمل إيه يعني  أنا بحسب 

- بقل لك اطلعي بلا بتحسبي بلا بتجمعي 


بدأت الناس تلتف حولهما  و هو يُصر على أن تستقل السيارة بدلًا من " شهاب"  ظلت تنظر إلى باب المطعم و لم تجده، فـ قررت أن تفعل قاله ذاك الشاب المتعصب،  ظلت تعود بالسيارة حتى اصطدمت بسيارته و تتدمر الجزء الأمامي منها، بدأ يصرخ و صوته يعلو 

و لم تتحدث معه بل كادت أن تتشابك معه 

لولا تتدخل " شهاب"  وقف بينهما و قال بجدية محاولًا فهم ما حدث، لـ يرد الآخر قائلا

- الست مراتك بهدلت لي العربية و الله ما أنا سايبها  و على القسم يعني على القسم 


ظنت " نبيلة " أنها ستنجو بسبب مكانة ذاك المعتوه الذي يقف أمامها كـ حصنها المنيع  و لكن للأسف لا فائدة منه بعد أن ذل لسانها قائلة: 

- يلا يا حبيبي القسم و نعمل محضر قصاد المحضر 


كانت تظن عند  ذِكر هذه الجملة سوف يتراجع و ينتهي الأمر لكنها اكتشفت أنها تحدث مجذوب لا يتفاهم مع أحد أمام سيارته جلست جوار " شهاب" و قالت  بصوتٍ هامس 

- ما تتصرف مش بتقول إنك رجل اعمال و ليك ناسك فين هما إلا ما شوفنا حد منهم 


كز على أسنانه و قال بذات النبرة لكن يتخللها الغضب المكتوم 

- مش عاوز اسمع صوتك كفاية إن لحد دلوقت مش فاهم ازاي كسرتي العربية للراجل و 


قاطعته و هي تسرد له القصة من البداية قائلة 

- أنتِ بتعرفي تسوقي ؟ 

- لأ 

- و لما هو لأ بتسوقي العربية ليه ؟

-ما هو أنت نزلت و انا قعدت اقل له اصبر صاحب العربية جاي و هو يزعق خلصيني عاوز امشي قمت قلت اعمل ايه يعني قال انزلي و ارجعي لوراء قمت نزلت و رجعت قعدت ورا قام الراجل حط ايده على  صدره و قال حاسس باعراض ذبحة 

و فجاة زعق و لم علينا الناس  و قالي بقولك اركبي و ارجعي بالعربية لورا فأنا معرفتش اتصرف قمت رجعت بالعربية لورا و لازقت  في عربيته قام اغمى عليه  مش عارفة ليه اغمى عليه ما هو اللي فضل يصوت و يقول اتصرفي  

- عشان العربية اللي خطبيها دي بمليون جنية يا أستاذة 

مليون جنية ؟!  و زعلان على خبطة هتكلفه 5000 جنية دا لو منه افرق الفلوس دي على الغلابة اللي زي 

- خفة دمك دي هي اللي جبتنا القسم  هنا و ها ندفع احنا ال 5000 جنية 


ردت " بنبرة " مغتاظة قائلة

- بقل لك إيه اتصرف خلينا نمشي أنا خايفة اهلي يسألوا عليا و لا حد يشوفني هنا 


دس " شهاب" وهو يتنهد بعمقٍ  لـ يخرج هاتفه من جيب بنطاله حاول أن يفتحه لكنه فشل على ما يبدو أن  فرغ شحن الهاتف، نظر لها و قال 

- هاتي تليفونك اعمل مكالمة 

- ماشي بس مطولش أنا لسه شاحنة كارت 

- هاتي هاتي أنا مش عارف أنا إيه اللي عملته في نفسي دا 


بعد مرور  نصف ساعة من مكالمته لـ والده و المستشارة القانونية لمكتبه،  كان " شهاب و نبيلة" خارج القسم بعد التنازل عن المحضر

وقف والده يطالع تلك المجذوبة التي تركض خلف ابنه و تهدده و تتوعد له بعد قام بـ المشاجرة في قسم الشرطة مرةً أخرى  

-هو أنا لازم يبقى اسمي شاهندة عشان امشي من القسم يعني 

انا بقول كفاية لحد كدا عشان كلمة تاني و ها دخلك القسم تاني بنفسي اقسم بالله 

رد والده بجدية مصطنعة و هو يهمس بجانب أذنه 

براحة على نفسك يا استاذ أنتِ، قل لي مين الحلوة 

- مش وقتك خالص يا بابا و الله يلا نمشي من فضلك 

- ماشي يا اخويا اديني خرجتك من القسم عقبال ما تدخل القفص 

- هدخل قفص المحكمة  ليه ؟ 

محكمة إيه يا راجل بعد الشر قصدي قفص الجو از بس أنت قول يارب تتدخله على ايدي 


حرك " شهاب" رأسه بنفاذ صبر  و قال و هو يكز على أسنانه قائلا 

- مافيش فايدة 


تابع بجدية و هو ينظر إلى " نبيلة" و قال 

- اتفضلي اركبي عشان اوصلك 

- شكرًا مش عاوزة ها خد تاكسي  احسن 

- مافيش تاكسي اتفضلي اركبي يا آنسة نبيلة 




و بعد إصرار منه  استقلت السيارة معه  جالسة جوار " شاهندة"  المستشارة القانونية 

كانت تنظر لها بجانب عيناها،  دار حديث طويل بين الجميع و هي مازالت تتابع في صمت حتى سألها والد " شهاب " قائلا

- عندك محل خاص بيكِ يا نبيلة 

- لأ و الله لسه الخطوة دي بدري عليها أنا بس بشتغل كدا ما بين  كل فترة  و التانية 

- اها طب لو  حد حابب يشتغل معاكِ يعمل إيه أنا شفت ابداعاتك و حقيقي نفسي اشتغل معاكِ 

- شرف ليا طبعًا بس اعذرني أنا ها صمم لـ شهاب بيه و بس لأن 


ردت " شاهندة " بنبرة ساخرة مقاطعة قائلة

- طبعا البوص الكبير و ها يقدرها صح 


لم تتحمل "نبيلة " نبرة السُخرية الواضح من تلك الأخيرة،  أمرته بـأن يتوقف في الحال،  حاول امتصاص غضبها  و الاعتذار لكنه فشل 

توقف بعد أن هدرت بصوتها بنبرة حادة جعلت كل من السيارة يرتعد من تصرفها الغير متوقع 

ترجلت  و أشارت لسيارة أجرة،  أما هو عاد و هو يجر خيبات الأمل خلفه،  تسعون بالمئة هي لن تتعامل معه، لا شك أن حدث مشاجرة جديدة بينه و بين " شاهندة" بسبب تصرفها 

الغير لائق مع شخص لا تعرفه .


❈-❈-❈


بعد مرور عدة أيام 

كانت  " نبيلة " تُنهي العقد الأول الذي أخذ منها وقتٍ و جهدٍ يفوق تصورها،  ارتدته ثم قامت بالتقاط عدة صور لها،  ثم ضغط على زر الإرسال و كتبت 

( دا أول طقم انا بصراحة عجبني اوي  يارب يعجبك بجد و لو عندك تعديل  قل لي عادي ما فيش أي مشكلة) 


كان مستندًا برأسه للخلف يفكر كيف يراسلها 

استفاق من شروده على إثر  صوت رسالتها 

اتسعت عيناه فرحًا ما إن وجدها تراسله و تخدث عن عمله،  بل و بدأت في تنفيذها 

تراقصت أنامله على لوحة المفاتيح و كتب بسعادة 

( تسلم ايدك حقيقي مش عارف اوفي حقك،  انا ما عنديش أي تعديلات،  أنتِ عملتي كل ملاحظاتي بل بالعكس عملتي أحلى منه كمان حقيقي أنتِ هدية ربنا ليا ) 


ابتسمت على مجاملته لمشغولاتها،  ضغطت على زر تسجيل الصوت و بدأ ت تتحرك في الغرفة و هي تحدثه قائلة

- عارفة إني اتأخرت بس أنا مشغولة مع عبد الكريم في تحضيرات الشقة،  فـ يادوب بعمل حاجة واحدة في الأسبوع، متقلقش ها سلمك الشغل كله في معادنا .


تبادل الرسائل النصية تارة و الصوتية تارة أخرى،   حتى غلبهما النعاس و مدد كلا منهما في فراشه،  الأيام تمر و علاقتها مع " عبد الكريم" تتحسن بشكلٍ كبير،  احترامه و تقديره يجبرها على تبادل ذات المشاعر،  فرحته تفوق الحدود عندما يعترف لها بالحُب فـ تخبره بأنها كذلك الأمر، أنا بقرارة نفسها تعلم جيدًا أن قلبها لا يكن له أي مشاعر سوى الإحترام، علاقتها بـ اختها تزداد سوءٍ بسبب

 ز و ج أختها،  تشعر بالوحدة أحيانًا،  تريد من تحدثه عن ما بداخلها والدتها لم تكن قريبة منها بالدرجة التي تجعلها تخبرها بما يعتمل بقلبها،  الأيام تمر عليها كـ سنوات،  الشئ الوحيد الذي يهون عليها وحدتها هي مشغولاتها،  علا قتها بـ والدة عبد الكريم،  تحسنت نسبيًا أم كنات حماتها فـ الغلاقة بينهما منقطعة قبل أن تبدأ،  أمرها خطيبها عدم التحدث معه  و لا التقرب منهن أبدًا،


❈-❈-❈


 كانت جالسة في غرفتها تنهي العقد الثاني،  و قبل أن تنهي الحلقة الأخيرة منه انقطع وتناثر في كل مكان،  كادت أن تصيبها السكتة القلبية،  سقطت دموعها بغزارة على تعبها الذي ضاع في مهب الريح،  هذا العقد تحديدًا أعادته أكثر من خمس مرات و في كل مرة كانت تخبر " شهاب " بأنه سينبهر به،  كان على موعدًا معها لتلقي أول دفعة من الحساب،  ترفض المعاملات البنكية،   تريد نقودها في يدها لتبتاع ما تريد،  بدلًا من الروتينات الحكومية المملة،  جلس مقابلتها يخفف عنها حزنها قائلا بصوته الهادئ 

- خلاص معلش بلاش تعملي التصميم دا اعملي واحد تاني طالما هو متعب اوي كدا 


ردت بنبرة مختنقة قائلة 

- هو كله تعب  بس  النتيجة في الآخر مُبهرة بجد أنا واثقة إنه كان هايعجبك اوي 


رد " شهاب " باسمًا قائلا بهدوء حد البساطة 

- اعتبر يني شفته و عجبني 


ردت بذات النبرة و قالت 

- بالسهولة دي 

- صدقيني أنتِ كل شغلك تحفة و حقيقي ما فيش  اتنين اختلفوا عليه، ابعدي عن الشغل المُعقد خلينا في الحاجة البسيطة و الرقيقة 


تنهدت بعمق و هي تشيح بوجهها للنافذة ثم عادت ببصرها و قالت 

- عارف اللاعب لما بيلعب ماتش اعتزال و تلاقي بيلعب افضل ما عنده لأن دا ماتش اعتزاله  و حابب يكون عمل حاجة راضي عنها يختم بيها تاريخه

- اها 

- أنا بقى اللاعب دا،  أنا عاوزة اعمل حاجة اختم بيها شغلي في المجال دا،  أنا بقالي عشر سنين في الشغل دا بس حرفيًا اشطر واحدة تاخد منها شغل يبقى مش معقول لما شغلي يطلع في التليفزيون و يتعمل له عرض مخصوص الدنيا كلها تتكلم عنه يبقى عادي و بسيط !! 


رد " شهاب " بـ إقتراح  قائلًا 

- طب إيه رأيك تبيعي لي أفكارك 


عقدت " نبيلة " مابين حاجبيها قائلة بنبرة متعجبة 

- يعني إيه ؟ 

-يعني اجيب مصممين من عندي تعلميهم كل اللي اتعلمتي خلال العشر سنين  و تاخدي مقابل مادي كويس 

- مستحيل ابيع افكاري لحد مهما كان،  أنت فاكرني إيه بحب الفلوس، لأ و ليا تمن كمان  

- ياستي العفو أنا بس بقول نشتري حقوق الملكية الفكرية مش اكتر 

- مستخيل 

- بصي عشان نختصر وقت بعض أنتِ تعلمي خمسة من المصممين بتوعي و ها اكتب لك المبلغ اللي تقولي عليه 

- أنا مش فاهمة في إيه بجد أنا  مابعش مجهودي لحد شوف أنت عاوز إيه و أنا هاعمله لك  

- من غير فلوس يعني ؟ 

- ليه قالوا لك عني فا تحها سبيل ؟ 

طب ما هو انا بطلب انك تعلمي المصممين بتوعي !! 

- قلت  لك لأ ماديش اسراري  لحد أبدًا و لا حتى ابيعها  نهائي 

- طب هادفع لك 20 الف 


رفعت " نبيلة " ذقنها للأعلى قليلًا، عاقدة ساعديها  امام صدرها ثم وضعتهما على حافة المنضدة الخشبية و قالت بغرورٍ يليق بـ مصممة محترفة مثلها 

- للاسف انا اكبر من الرقم دا بكتير 

- 30 الف كويس 

- متحاولش صدقني بضيع وقتك على الفاضي

- 50 الف و دا آخر كلامي 

-ماشيها  150 و يبقى الحمد لله على نعمة الرضا و بلاش نطمع في الكتير 


ضحك على قناعتها بالقليل، و قال بإيماءة من رأسه و قال بجدية 

- ماشي موافق بس 


ردت مقاطعة بجدية قائلة

- حيلك حيلك أنت صدقت،  أنا بهزر أنا لا يمكن ابيع مجهودي لحد 


نظرت " نبيلة " في ساعة يدها و قالت بجدية 

- يا خبر أبيض انا اتأخرت اوي،  مضطر امشي  و إن شاء الله ما فيش حاجة وحشة تحصل تاني  

- إن شاء الله 


خرجت من المطعم و هي تسير بجانبه،  صامتة شارد تجمع و تطرح  لتحصل على مكسب وفير لتُنهي احتياجاتها،  استقلت السيارة و قادها حيث أقرب منطقة قريبة من بيتها،  تخشى أن يعرف خطيبها،  رغم مساعدته الد ائمة لها لكنها تحتاج إلى اكثر من  ذلك بكثير،  لا تعرف ما تفعله بمثابة خيانة له أم هي تباشر عملها فقط،  احساسها بالذنب تجاه يجعلها  تريد الإعتراف لـ عبد الكريم،  و لكن تعلم جيدًا أنه سيرفض و يطلب منها  الرجوع في ما تفعله و لكنها وضعت قدماها على بداية الطريق كيف تعود و تترك " شهاب"

بمفرده بعد أن قام بكل هذه الدعايا و الإعلان 

وصلت أخيرًا و لكنها لم تكن تدري بشئ،  هتف  أكثر من مرة حتى انتبهت له، تنحنحت و هي تقول بعتذار 

- معلش ما اخدتش بالي 

- و لا يهمك واضح اني جبتك من آخر الدنيا 

- يعني حاجة زي كدا 

- طب أنتِ كويسة ؟ 

- اه الحمد لله، احم ممكن اطلب منك طلب ؟ 

- اكيد 

- بلاش نتقابل تاني 

- ليه صدر مني حاجة ضايقتك ؟ 

- لا  لا و الله بالعكس أنت ذوق جدًا بس معلش عشان محسش إني بخون عبد الكريم

- خيانة ؟!  خيانة إيه احنا بنتقابل عادي  و بنتكلم في شغل عادي يعني ؟! 

- انا مش قصدي الخيانة بالمعنى اللي جه في بالك إني اكدب عليه يبقى بخونه إني اعمل حاجة و هو مش حاببها و لا راضي عنها تبقى خيانة 


ابتسم لها و قال بهدوء 

- للدرجة  دي بتحبي ؟! 


ترجلت قبل أن ترد على سؤاله ليس خجلا و لكن عجزًا عن إجابة سؤاله،  هذا ما تحاول دائما الهروب منه و لكن كلما حاولت أن تحصل على إجابة منطقية فشلت في ذلك،  عادت مرة أخرى قبل أن يغادر المكان و قالت 

- الحب بيجي بعد الجو از 


عقد حاجبيه و قبل أن يسألها سؤ الًا آخر فرت هاربة من أمامه،  ابتسم على تصرفاته،  أومأ برأسها  حركة بلا معنى،  اعاد تشغيل سيارته 

و  قادها حيث بيته لـ يخبر أبيه  ما حدث  بينه و بين تلك المجذوبة التي بدأت تأخذ حيذٍ من تفكيره


❈-❈-❈


أما هي  كانت جالسة في غرفتها تبدأ في العقد الثالث،  بعد أن اتممت العقد الثاني للمرة العاشرة تقريبا،  دققت النظر في الفص الذي يريد" شهاب"  وضعه  في منتصف العقد،  أتاها اتصال من خطيبها، ابتسمت ما إن رأت اسمه،  ضغطت على زر الإجابة  و قالت بجدية مصطنعة علها تقنع نفسها  بأنها كالعاشق و المعشوق 


 اهلا عبده باشا اللي مشغول عني دايما، بقى كدا !!ماشي يا سيدي شكرًا،  إيه عاوز تقدم معاد الجـ ـواز  !! 



بلعت لعابها و هي تشعر بانقباض في قلبها لا تعرف لماذا ربما لأن لم تبتاع جميع احتياجاتها

أو لقرب زفافها على من لا تريده .

تنحنحت و قالت بجدية 

-  طيب ليه الا ستعجال  دا يا عبده ؟  ايه بقالنا 3 شهور،  معقولة انا محستش بيهم و الله طب يا عبده تعال لـ بابا و شوف هايقول إيه،  ماشي  مع السلام و أنت من أهله .



بعد أن اغلقت هاتفها جلست  على حافة الفراش و في عقلها دارت الف  فكرة،   كيف، و متى تستطيع جمع هذا المبلغ،  باقي على اتمام جهازها  لايقل عن عشرة الف جنيه،  و حتى الآن لم تتقاضى من " شهاب"  جنيه خاص بها،  ظلت تفكر حتى وجدت فكرة  و كم تمنت أن تنجح  هذه الفكرة،  قامت بـ الاتصال عليه،  قام بالرد عليها مباشرةً، ردت بلهفة قائلة: 


-  عارفة إني. بتصل في وقت مش مناسب  بس حقيقي مش عارف اعمل ايه، لا لأ اطمن مافيش حاجة ناحية شغلك كله تمام و الحمد لله،  بص أنا عرفت إن عبد الكريم عاوز



صمتت قليلًا عاجزة عن تفسير عجزها عن المال، اتاها صوته من الجهة الأخرى يحثها على التحدث،  فـ قالت بجدية محاولة تجميل الحقيقة قائلة: 


- أنا محتاجة  فلوسي كلها على بعضها، قبل ما تقول أي حاجة أنا عارفة إن لسه ليك شغل بس ممكن اكمله عادي بعد الجـ ـواز،  اه ها تجـ ـوز خلاص عبد الكريم  ها يحدد بكرا معاد الفرح مع بابا  و بالكتير ها يكون بعد أسبوع أو عشر أيام، بجد شكرًا شكرًا جدًا يا استاذ شهاب مش عارفة اشكرك ازاي  ربنا يكرمك يارب،  اسيبك بقى عشان الحق اعمل اللي ورايا مع السلام 



ضمت الهاتف على صدرها و هي تتنهد بإرتياح شديد،  نظرت لسقف الغرفة ثم تمتمت بكلماتٍ تشكر فيها ربها على. اتمام امنيتها على خير. 


❈-❈-❈


في مساء اليوم التالي 



كان " عبد الكريم" جالسًا في غرفة الضيوف بمنزل " نبيلة"  انهى كل التساؤلات المطلوبة بـ إتمام الز واج من حبيبته التي على ما يبدو أنها حزينك و لا يعرف لماذا،  حاول معرفة السبب لكنها رفضت أن تعترف له بـ حقيقة الأمر،  تناول الكعكة مع قدح الشاي الساخن،  ثم غادر المكان برفقتها لـ يبتاع لها بعض الملابس الجاهزة،  كانت تنتقي ما يلزمها فقط و ليس ما تستطيع جمعه،  أما هو كان يخي لدرجة لا تجد لها  وصف،  كلما طلبت منه التوقف عن التسوق رفض و طلب منها عدم التدخل فـ هذه هديته و هو يريد اختيار كل شئ بنفسه،  يشعر بأنها  تحترمه أما الحُب ذاته لا يشعر به، رغم قدرتها الهائلة على التمثيل الرائع في رسم سعادتها و هي بجواره إلا إنه على يقين بأنها لا تحبه، برر لها بأنها ستعشقه بعد الز واج  و كم تمنى أن يحدث هذا بالفعل .



قضت أكثر من ثلاث ساعات في شراء كل ما يلزمها،  عادت إلى البيت و تابعت  عملها الذي تركته طوال اليوم،  ولجت " دعاء" و جدتها منهمكة في عملها و لم تشعر بدخولها، جلست تنظر حولها و هي تقول بسُخرية 


- أول مرة اشوف عروسة بدل ما تقعد تهتم ببشرتها تقعد تعمل عقد و خواتم و اساور !



ردت " نبيلة " و هي مازالت تنظر لحباب اللؤاللؤ و قالت 


- اديكي شفتي  ياختي


- يا بت نظرك ها يروح من كتر التركيز 


- اعمل بحب شغلهم اوي يا بت يا دودو 



تابعت بسخرية و هي تنظر لها 


- و بعدين وهو أنا  بجهز نفسي منين يا فالحة ما هو من الشغل اللي نظر ها يروح بسببه دا 


- بتكسبي حلو يا بت يا نبيلة ؟ 


- على حسب القطعة اللي بشتغلها و كل زبون و لي طلبه 


- طب ما تعلميني  خليني اعمل أنا كمان 



ردت ساخرة و هي تضع حبة الخرز الزرقاء جنبا وتناولت أخرى تشوبها 


- ليه و حبيب القلب ما بيصرفش في البيت ؟ 


- بقول لك إيه و حياة ابوكِ أنا مش ناقصة أنا لسه  متخانقة و على أخري منه 


- و إيه اللي مصبرك يا حلوة ما هو اللي طردتيني عشانه 


- اللي في بطني هو اللي مصبرني يا اختي و بعدين مايبقاش قلبك اسود بقى و تفضلي تذليني كل شوية 


- اخس عليكِ يا دعاء هو أنا لو قلبي اسود كنت رحت قلت لـ ابوكِ و امك و قلبتها فوق دماغ المحروس جوزك 


- ريحي دماغك يا اختي لا أمك و لا ابوكِ ها يعملوا حاجة امك ها تقول لك عيشي و استحملي يا ما بيوت حصل فيها كدا و ابوكِ هايقول أنا جوزتك عشان ارتاح منك مش عشان ترجعي بعد شهر و في بطنك عيل، اخلصي ها تعلميني و لا لأ 


- ها اعلمك بس بشرط ؟ 


- قولي 


- الفلوس اللي تطلع تشتري بيها حاجاتك أنتِ مش تروحي تديها لجوزك و يفضل عايش  على قفاكِ 


- ياستي علميني خليني اكسب قرشين اشتري بيهم لبس الواد و لا تمن الولادة دا أنا طالع عيني و مش عارفة اجمع حقها 


- هي الولادة ها تكلفك كام ؟ 


- مش أقل من الفين 


- طب خدي دي الف خليها معاكِ 


- جبتي منين الفلوس ؟ 


- عبده ادهم لي النهاردا و قالي لو محتاجة حاجة و انا مش موجود 


- طب و الله واد جدع و غلبان شايفة يا اختي اللي مكنتيش راضية بي عامل مغاكِ إيه ؟ 


-  رغم كل دا يا بت يا دعاء و لسه مش عارفة احبه 


- و عمل لي إيه يا اختي الحُب اديني بضرب نفسي بالجزمة على. اختياراتي 



تنهدت " نبيلة " بعمقٍ ثم قالت بحزن 


- مش كل الا خيتارا ت بتاعتنا بتبقى غلط، كان نفسي اتجـ ـوز اللي بحبه،  مش عارفة ليه دايما ما باخدش الحاجة اللي بحبها، حتى الحُب 


- محدش بياخد أكتر من نصيبه يا نبيلة  و عبده واد جدع اه لسانه تقيل و الكلام بيطلع منه بالعافية بس احسن من اللي اتجوزته غرقني حب و غرام و في الآخر بيصبحني بـ علقة و بيمسني بـ علقة 


- هو يا دا يا دا ماينفعش يبقى لينا حظ في الحُب 


- محدش بياخد كل حاجة خدتي واحد طيب و جدع و دا عندي احسن ما تاخدي واحد زي جوزي ادعي عليه اكتر ما بدعي له، اتجوزي عبده و اسحبي منه اللي تقدري عليه


ترددت كلمات " دعاء" على مسامع أختها لـ تزيد من حيراتها،  هل ستقع في حب " عبد الكريم " أم سيظل ز او ج صالونات،  تأملتها طويلًا بينما أشارت لها بإيماءة من رأسها علامة التأكيد،  ثم قالت بجدية 


- اسمعي كلامي تكسبي،  عبد الكريم سخي و اللي في ايده  مش لي و بيحبك كل ما تطلبي منه حاجة هايجب لك عشرة، جيبي دهب على قد ماتقدري  و بدل خيره يروح لأمه و لـ اخواته تاخديه أنتِ و عيالك ياهبلة و سيبك من الحُب يا حبيبتي مبيأ كلش عيش 



جلستا تتحدثان في كل شئ يخص الحياة و تعليمها ثم غادرت شقيقتها تاركة إياها جالسة 


وحيدة تنهي العقد الثالث،  شعرت بـ الملل، فقررت تركه و التصفح قليلًا على حسابها الشخصي،  و قع أمام عيناها مجموعة من الصور الخاص بـ شهاب و هو في أحد العروض الخاص  لأصحابه،  ظلت تقلب في هذه الصور و بداخلها الف سيناريو ينسجه خيالها عن مشغولاتها و عن كيفية عرضه،  يا لها من مجذوبة تحدث نفسها عن أحلامها التي ستنتهي مع انتهاء هذه النشغولات. 


تحدثت بخفوت قائلة 


- لو عبد الكريم يوافق بس اكمل شغل بعد الجواز كان الحال بقى غير الحال 



كان نشط الآن يُنهي بعض الاعمال العالقة قبل خلوده للنوم،  رأى حسابها نشط الآن ايضا تردد في محدثاتها،  كان يكتب الرسالة ثم يمسحها  حتى قرر أن يغلق هاتفه نهائي،   و قبل أن يفعل ذلك أر سلت له صور بها العقد قبل إتمام عملية القفل دقق النظر فيه و لم يشعر بالرضا عنه،  و قبل أن يحدثها و جدها


ترسل له صورة أخرى  و رسالة صوتية تقول فيها 


( طبعًا أنا بعت لك الصورة الأول عشان تعرف لو كان اتعمل زي ما أنت عاوز كان ها يبقى شكله عامل ازاي و لما أنا عملته مع تعديل و تبديل بسيط بقى شكله ياريت تثق فيا و تعرف إن دا شغلي قبل ما يبقى شغلك و حاجتك ) 



ضغط على زر التسجيل و قال 


( طبعًا مش قصدي ا تدخل  في شغلك نهائي بس حقيقي كل مرة بتبهريني بالشغل،  وثقتي فيكِ بجد تفوق الحد،  اعتبريني شغال عندك و بنفذ اوامرك لأن حقيقي أنتِ مبدعة و اسف لو بتعبك بتتدخلاتي الكتيرة ) 



ردت بتسجيل آخر و مازحته فيه قائلة 


( مش مستهلة كل دا،  دا شغلي و عموما أنا مبسوطة إنه عجبك  و عقبال الباقي، اسفة لو بعت لك متأخر بس انا ببقى طول الليل سهرانة بخلص و مابصدق يخلص عشانه ابعته و حقيقي مابقدرش اصبر لتاني يوم ) 



ظلت التسجيلات تتبادل حتى طلوع الشمس،  غلبها النعاس و هي تراسله، ارسلت له رسالة تعتذر منه قبل أن تغلق،  وضعت هاتفها جنبا ثم مددت جسدها على الفراش و نامت بعد أن طمئنها قلبها أن كل شئ على ما يرام 



❈-❈-❈


قبل الزفاف بيومان  

حاولت " نبيلة" الوصول إلى" شهاب" لكنه لم يرد على اتصالاتها، أرسلت له أكثر من خمسة عشر رسالة نصية و إلكترونية و لم تجد الرد 


تسرب بداخلها القلق، لا تعرف ماذا تفعل تريد جزء من المال لتُنهي المتبقي من عملها، دار بخلدها الكثير من التساؤلات ظنت أنه تهرب من دفع المستحقات المالية، ثم عدلت عن الفكرة و هي تؤكد أنه ليس هذا النوع من الرجال،  أثناء ما كانت تحاول الإتصال به اتاها صوتٍ غير مألوفٍ بالنسبة لها من الجهة الأخرى،  ترددت في البداية قبل أن ترد و هي تتنحنح قائلة بخفوت 

- مش دا رقم الأستاذ شهاب الشناوي؟  حضرتك والده اهلا و سهلا،  لا ابدًا كنت محتاجاه في شغل، لا الف سلامة عليه،  طب خلاص لما يصحى ابقى اكلمه تاني 



قامت بالضغط على زر القفل و قالت بصوت مختنق 


- و بعدين بقى اهو طلع تعبان اعمل إيه أنا بقى في اللي حصل دا ؟ 



بعد مرور نصف ساعة تقريبا، قامت بالرد على مكالمته و كأنه طوق النجاة،  تنحنحت و قالت بهدوء 

- ازيك أنت عامل إيه،  الف سلامة عليك،  أنا عارفة إني رخمة في طلباتي بس و الله  غصب عني،  يااه واضح إن صوت تعبان اوي، إيه اجاي لك بيتك ؟ طب ما ينفعش مكان عام، اصل شكلها مش حلو يعني ؟ طب ماشي ممكن تبعت لي العنوان بالتفصيل شكرًا مع السلامة 


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة