قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 4
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الرابع
تم النشر بتاريخ
7/10/2023
لوى " و جدي " ذراعها محاولًا فك السـ ـكين من قبـ ـضتها نجح بالفعل، و قال بغضبٍ شديد و هو يلكزها في كتـ ـفها قبل أن يغادر المطبخ لـ يستقبل عائلته:
- ماشي يا دعاء ماشي حسابك معايا بعدين و اللهِ ما ها عديها على خير
غادر المطبخ تاركًا إياها تبصق على ظهره٠ ضاربة بـ كل تحذيراته و تهديداته عرض الحائط، ولجت و بدأ تحضر الطعام و دموعها تنساب على خديها بغزارة، ولجت شقيقة زوجها و جدتها تبكي، ضـ ـمتها لحضـ ـنها و بدأت تهدئها حتى تسرد لها ما حدث و ليتها لم تفعل ذلك، كانا شقيقة ز و جها تستمع و بداخلها تتدبر مشاجرة جديدة، لتضع الخطوط الحمراء لها، انتهت العزيمة على خير هكذا ظنت دعاء, ولجت غرفتها لترتاح قليلًا من تعب اليوم، وجدت " وجدي " خلفها يجذبها من شعرها مرةً أخرى، نشبت مشاجرة جديدة، وصلت إلى التشابك بالإيـ ـدي من الطرفين، انتهت بـ مصالحتها عندما أراد حقوقه الشرعية فـ وافقت، وافقت ليس حبًا له بل تجنبًا لمشاجرة جديدة لا تعرف كيف ستنتهي فهو لن يهدأ حتي يقـ ـتل أيًا منهم الآخر
❈-❈-❈
في منزل" شهاب" جلس يدون احتياجاته الأسبوعية قبل أن يتجه إلى أحد المحالات التجارية، تذكرها و هو يدون قسم الخضراوت
لاحت على شفـ ـتاه إبتسامة خفيفة، كلماتها غضبها، و إصرارها على رأيها نال إعجابه كثيرًا
حرك رأسه و عاد يُكمل ما بدأه، ارتشف رشفات سريعة من كوب قهوته الفرنسية، ثم وقف أمام المرآة ينظر لصورته المنعكسة، ظهر ذاك الوشم الذي يزين يسار صـ ـدره، بكلماتٍ بسيطة أسفل صورتها عبر عن حبه لها، و ليته لم يفعل ذلك، لم يكن يعلم أن الحُب له وجهًا آخر كـ العملة، لم يشتاق لها و لم يريدها من الأساس هذا ما يقوله دائمًا لـ والده و لكن والده له رأيًا آخر و هو أنه إن أراد نسيانها عليه أولًا التخلص من وشمها، فكرة جيدة عادةً يفكر بها و لكن هو له رايًا مخالف لـ رأي والده ألا و هو أن هذا الوشم يذكره بـ غبائه و تسرعه لذلك كلما حاول التسرع في قرا رته نظر لـ الوشم و تراجع عن هذا القرار، منطق غريب لا يقتنع بهِ والده و لكن كما يقولون ما باليد حيلة.
❈-❈-❈
غادر غرفته و من البيت بأكمله، ليبتاع مستلزمات البيت، استقل سيارته و هو يتابع الطريق، توقفت سيارته في إحدى إشارات المرور ظل ينظر يمينًا و يسارًا، لفت نظره ذاك الشاب الذي يبحث عنه والده، حاول النداء و لكن قام الشرطي بفتح إشارة المرور، قرر أن يسير خلف سيارة الأجرة، و بعد معانأة استطاع أن يحدثه، ترجل " عبد الكريم و خطيبته" هي ذات الفتاة التي قابلها في أحد المحلات التجارية، هي لم تتذكره لأنها لم تكن تعرف أنه كان يتابع المشاجرة التي دارت بينها و بين إحداهن بسبب الزحام عند المحاسب الخاص بـ المحل، أما هو ظن أنها تعرفه و تتعمد تجاهله بسبب خطيبها، حاول ألا يلفت الأنظار و تبادل مع " عبد الكريم " أطراف الحديث حول أمرًا هام ثم أعطى له بطاقة التعريف خاصته، و قبل أن يغادر قال له
- كدا معاك كل أرقامي حتى رقمي الخاص معاك كلمني ضروري يا عبد الكريم
- حاضر يا أستاذ شهاب ربنا يسهل و اقدر اعمل لك اللي أنت عاوزه
- إن شاء الله
تابع بعتذار و هو ينظر إلى "نبيلة" و قال
- أنا بعتذار على اللي حصل بس احنا حرفيًا بقالنا شهور بندور عليه
ردت " نبيلة " بتلقائيتها المعتادة
- اعتذار إيه بقى بعد ما السواق ما اخد الأجرة كاملة و احنا في نص المشوار
كبح " شهاب" إبتسامته و قال بجدية
- إيه رأيكم اوصل لكم لـ المكان اللي حابين تروحوا ؟
رد " عبد الكريم " قائلا بامتنان رغم ضيقه من جرأة حديث خطيبته
- شكرًا أنا مش عاوز اتعبك معايا
بينما قالت " نبيلة " و هي تقوده تجاه السيارة الفارهة
- تعب إيه بس يا عبده ما هو كدا كدا هاياخدنا في طريقه
صمت " عبد الكريم " بينما أزاح " شهاب" الحرج عنه و قال بجدية
- زي ما قالت لك كدا، أنا ها خدك في طريقي
استقل ثلاثتهما السيارة و بدأ الحوار يأخذ مجراه و معدل كل دقيقتين تقاطعهما "نبيلة" و تتدخل في الحوار، و قبل أن تصل إلى أحد المطاعم وجهت حديثها إلى " شهاب"
- أنا كمان بعمل اكسسوارت زي عبده، حتى بص كدا دي حاجة بسيطة من تصميماتي
اجبرته على النظر في هاتفها ليجدها هي نفسها التي تريدي كل ما تصنعه يـ ـدها، كانت تأخذ لنفسها عدة صور ثم تقوم بعرضها على الزبائن و إن نالت إعجاب ذاك الشهاب ستنتقل إلى عالمًا آخر كم تتوق شوقًا لدخوله .
و يالها مصممة ماهرة جذبت انتباهُ من أول مرة لم يكن غريب عليها فـ هذا ما فعلته من قبل دون أي تكلف منها، كاد أن يحدثها لتتواصل معه لكن يد " عبد الكريم" كانت السبب الرئيسي في كتم طلبه قبل الإفصاح به
اعاد يـ ـد خطيبته و بدأ يحدثه عن تحديد موعد لـ مقابلة والده فـ قال له
- الوقت اللي يناسبك يا عبد الكريم احنا موجودين شوف حابب نبدأ شغل إمتى و اخنا معاك في أي وقت و مش هنختلف
لوت " نبيلة " فمها و هي تعود بجــ ـسدها للخلف عاقدة ساعديها أمام صـ ـدرها، كل هذه التصرفات كانت أسفل ناظريه يتابعها من مرآة سيارته لم يكن متعمدًا لكنه كلما نظر خلف ليتابع الطريق وجدها تكتم غضبها، وصلا أخيرًا إلى المكان المنشود، ترجلا. من سيارته و هي تكاد تصرخ من فرط غيـ ـظها، لوح بيده لهما و غادر المكان، تاركًا إياها تتشاجر مع خطيبها على فرصة عمرها التي قطـ ـعها ذاك المخـ ـتل بتصرفاته و التي بررها بالغيرة و الحب فـ قابلتها بسخرية .
و بعد معاناة طويلة في محاولة إرضائها وافقت على مضضٍ أن تغفر له ذنبه الذي اقترفه دون عمد و كأنه التعبير عن الحب و الغيرة أصبح ذنب لا يغتفر، ولج المطعم و بدأ في طلب كل ما لذ و طاب، لترضى ست الحُسن و الجمال أما هي لا تعرف لماذا تفعل معه ذلك هل لأنه متلعثم في مخارج الفاظه أم لأنه مغلوب على أمره من قِبل قلبه، دائمًا تسأل حالها عن سبب تغيرها تجاهه، لو عاد الزمن بها لتختار رجلًا آخر هل ستختار أحدًا غيره، فجأة و بدون أي مقدمات ابتسمت له و قالت بنبرة هادئة و كأن التي تجلس أمامه امرأة أخرى غير التي يعرفها
- متزعلش مني يا عبده بس و الله غصب عني كنت حاسة إني متغاظة منك اوي ، أنا عارفة إنك بتحبني و بتغيير عليا بس ما هو أنت عارف إني بشتغل و بتعامل مع الكل كدا يعني مش جديد عليك شغلي و لا طريقتي في الشغل مع الزباين .
رد " عبد الكريم " بنبرة تملؤها العتاب و الحب معًا و قال
- ايوة بس بس أنا مش عاوزك تكلمي شهاب دا
سألته بفضول
- ليه هو مش كويس يعني يا عبده ؟
أجابها بالنفي قائلا
- أمانة ربنا لأ بس أنا مش عاوزك تكلمي و خلاص
ابتسمت وقالت بمشاكسة
- بتغيير عليا يا عبده ؟
رد بذات الإبتسامة و هو يضع يـ ـده فوق يـ ـدها و قال:
- و ليه لأ مش راجل و لا مش راجل
-و سيد الر جالة يا عبده، متزعلش مني حقك عليا بس أنا محسبتهاش كدا أنا قلت لو عجبه حاجة كدا و لا كدا اعملها له واطلع بـ قرشين حلوين اكمل بيهم جهازي ما أنت عارف الظروف يا عبده
- أنا ها ديكي اللي أنتِ عاوزاه بس بلاش تتعاملي مع اللي اسمه شهاب دا
- خلاص براحتك طالما ها تعوضني عن الشغل اللي ضيعته لي يبقى ليه لأ حد يقول للراحة لأ
❈-❈-❈
على الجانب الآخر، و تحديدًا في منزل "دعاء" شقيقة " نبيلة " رغم مرور مدة قصيرة على ز و اجها لكنها ندمت أشد الندم على هذه الز يجة المتسرعة، جلس ز و جها يتجرع الخـ ـمور، الحبوب المنشطة، و يشاهد الأفلام التي أصبحت سببًا رئيسيًا في كل مشاجرة تتدور بينهما، أمرها بأن تأتي له ببعض المقبلات التي توضع مع الخـ ـمور وضعتها بعـ ـنف، و قبل أن تغادر المكان قبض على رسغها بقوةً، تأواهت إثر هذا الضغط
حاولت فك قبـ ـضته المحا صرة لخـ ـصرها بعنف شديد و لكنها فشلت حـ ـملها و هو يترنح لم يستمع لـ صرا خها، تو سلها كي يتركها و لكنه لا يصغى لها أخذ حقه الشرعي ثم تركها و هو ينهرها و يسُبها سبابه اللاذع، بصقت على وجهه، لم تتحمل هذا العـ ـنف قامت بالإتصال على أختها، كي تنجدها، و بدلًا من أن تتغاضى عن العتاب و تفتح لها ذراعيها، وجدتها تؤكد لها ظنونها و تصرخ بوجهها، قامت بـ اغلاق الهاتف و القت بهِ على السرير، ظلت " نبيلة " تحاول الوصول إليها، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، فـ لم تجد سوى أن تذهب إليها لـ تساعدها في هذه الأزمة .
❈-❈-❈
و بعد أقل من مرور عشر دقائق سيرًا على الأقدام وصلت إلى منزل شقيقتها، لم تتوقع "دعاء" زيارة أختها، حاولت أن لا تشكو لها، و لكنها وجدت نفسها، ترتمي بين احـ ـضان أختها تسرد لها كل شئ و دموعها تنساب على وجهها جلست " نبيلة " حافة الفراش و قالت بصوت مخـ ـتنق قائلة:
- ينـ ـضرب في ايده ما يوعى، بس يا حبيبتي بس مش قلت لك بلاش العيلة الو
ولج ز و ج أختها بعد أن استمع لحديث
ز و جته مع شقيقتها، نشب بينهما خلاف كاد يصل للتشابك بالإيدي لكنها تمالكت أعصابها في اللحظة الأخيرة، قرر أن يضع ز و جته في اختيار ليعرف أيًا منهما ستختار، فـ بالطبع وقفت في صف ز و جها، فـ أمرها قائلًا بشماتة
- قولي لأختك ما تتدخلش بنا و ياريت ما نشوفش وشها الكريم هنا تاني مفهوم !!
تابع بنبرة خبيثة و هو يقف جوارها
- اختك عاوزة تخر ب عليكي يا دودو، بتغيير منك عشان اتجو زتيني
ردت " نبيلة " بإبتسامة ساخرة و عدم استيعاب مما يدور داخل الغرفة و قالت
- و اللهِ هاغيير من مين أختي ؟! و اللي المفروض اغيير منه دا مين أنت ؟! ليه عمر الشريف و أنا مش واخدة بالي ؟!
رد بنفسة النبرة و قال:
- على الاقل لساني عدل مش زي سي عبد الكريم اللي بيقول كلمة و يغلط في عشرة
ختم حديثه قائلًا بنبرة آمرة
- قولي لأختك تحل عننا و تبطل تتدخل في حياتنا يا دعاء و إن مسيرنا لبعض
دام الصمت لثوانٍ معدودة كانت " نبيلة" خلالهما عاقدة ساعديها أمام صدرها ناظرة له بتحدٍ و كأنها واثقة من اختيار اختها إلى أن وصل إلى مسامعها صوتها يأمرها بـ الخروج من البيت و من حياتها، أصابتها الصاقعة ظلت متخشبة تحاول أن تستوعب ما يدور، لـ يخرجها صوت ز و ج شقيقتها قائلًا بشماتة
- يارب تكوني سمعتي كويس أنا و هي أحرار نحب بعض نضرب بعض احنا أحرار ما تتدخليش في اللي مالكيش دعوة بي
- سامعة جـ ـوزك يا دعاء راضية عن اللي بيقوله دا ؟
- اه سامعة و راضية و ياريت تخليكي في حالك ياما بيحصل بين المتـ ـجوزين
اغتاظ " نبيلة " من ردة فعل " دعاء" جذبت حقيبتها و قالت من بين أسنا نها
-الهي تو لعوا في بعض و اللهِ ما هادخل تاني بنكم
ختمت حديثها قائلة بغيظٍ شديد وهي تضربها على كتفها
- خليه يبيع و يشتري فيكي براحته ما هو أنتِ اللي مرخـ ـصة نفسك يا رخيـ ـصة
❈-❈-❈
غادرت البيت و بداخلها نـ ـيران غيظ تُشعل عالم بأثره، تعلم طباعه جيدًا كان يعمل معها في ذات المحل الذي يعمل فيه " عبد الكريم" لكنه سئ السُمعة حاولت كثيرًا إبعاده عن شقيقتها لكنها فشلت على الرغم من أن شقيقتها " دعاء" اتممت عامها العشرين مُنذ ستة أشهر إلا إنها توصفها بـ الطفلة الصغيرة ذات التفكير المحدود، تكبر " نبيلة" عن أختها بـ خمسة أعوامًا فقط و لم تنجب والدتها بعد شقيقتها الصغرى نظرًا لمرضها و تقدمها بالعمر
والدتهما لم تكن قريبةً منهن ما تفكر فيه دا ئمًا هو أن تز و جهما حتى تطمئن عليهن و ترى احفادها قبل أن يتجاوز بناتها سن الثلاثون و لم يزرقوا باطفال كما حدث معها، تفكير عقيم
يدور بخلدها فـ الله سبحانه و تعالى يكتب لكل شخص رزقه، و علميًا تستطيع المرأة أن تنجب حتى سن الخمسين كل هذا قالته " نبيلة " لـ والدتها لكنها لم تصغى لها و تفعل ما يحلو لها .
عادت إلى البيت و هي تعـ ـض على أ ناملها من الغيظ و عندما سألتها والدتها نكرت الواقعة و تحجت بشئ آخر، هدئت قليلًا ثم سألت والدتها عن تحضيرات الز و اج و ما يتعلق به بسطت يـ ـدها و قالت بجدية
- منين يا حبيبتي إن شاء الله احنا يا دوب ها نجيب لبس الصيفي و شوية حاجات صغيرة و مش مهم تـتـ ـجو ز ي بالشتوي عشان الحمد لله مش معانا لا أبيض و لا اسود
- يعني إيه يعني ؟! و الفلوس اللي كنت بحوشها معاكي و تقولي عشان لما يجي لك العريس نعرف نشرفك قدام أهله !!
- جت جو از ة أختك و خدتها كلها كنت ناوية اعمل لك جمعية و اجهزك بيها بس أعمل إيه مش معايا
تابعت والدتها بـ إقتراح قائلة
- اقول لك روحي اشتغلي تاني
-يا سلام يا اختي ما أنتِ عارفة إن عبد الكريم مش راضي بيقول لي أنا هاديكي مرتب الشهر بدل ما تروحي تشتغلي و تبهدلي نفسك
- يا سلام يا اختي و دا من إمتى إن شاء الله بتسمعي كلامه كدا ؟
- يا ماما الواد غلبان معايا و صراحة ربنا بقى أنا جيت عليه كتير
- طب يا اختي ربنا يهني سعيد بـ سعيدة احنا نكره
- سيبك من سعيد و سعيدة و قولي لي ها تعملي إيه في جهازي ؟
- هي حكاية يا بت ما قلت لك ها نجيب كام جلبية على كام ترنج و خلصنا
- لا ما خلصناش يا ماما عشان و اللهِ حرام عليكي
❈-❈-❈
خرجت " نبيلة" من غرفة والدتها و هي تتدب قدماها أرضا من فرط غيظها، ولجت غرفتها و جلست على حافة الفراش تهز سا قيها بقوةً شديدة و هي تكز على شفـــ ـتاها السُفلى لمعت فوق رأسها مصابيح الأفكار حتى وصلت إلى حلًا وحيد و لا شئ غيره
التقطت هاتفها ثم قامت بالبحث السريع عن حساب " شهاب الشناوي " الشخصي قضت أكثر من ساعتين و هي تبحث وصلت أخيرًا إليه قامت بكتابة رسالة سريعة إليه و انتظرت الرد مرت ساعة ثم ساعتين ثم خمس ساعات كاملة حتى نال منها الإحباط
ترك هاتفها جنبا و مددت جسـ ـدها و عيناها معلقتان على شاشة الهاتف، فجأة اتاها الرد في رسالة صوتية قائلا فيها
ضغطت على زر الرسالة ثم قربته من أذنها لـ تسمعه يقول بصوتٍ هادئ
- ازيك آنسة نبيلة آسف و لو الرد بتاعي جه متأخر بس أنا للاسف مش بفتح فيسبوك كتير طبعا يشرفني نشتغل مع بعض و عشان نعرف نتواصل بشكل افضل ها بعت لك رقمي الخاص ابعتي لي علي الواتساب جزء من شغلك و نحدد معاد مع بعض و نتقابل بعتذار مرة تانية
كان نشط الآن في انتظار ردها، رغم أن رسالته مُبشرة بالخير إلا أن قلبها يحدثها أن ما تفعله سوف يغضب خطيبها، و في نفس الوقت هي بحاجة للمال فـ ماذا عليها أن تفعل
حسمت قرار و ضغطت على زر تحسيل الصوت ثم أرسلت له رسالة قائلة
( بص أنا مش حابة عبد الكريم يعرف دا اولًا ثانيًا بقى هابعت لك شغلي كله حاضر ثالثًا و دا الأهم مش ها قدر اشتغل اكتر من عشر اطقم بس ها تاخد مني شغل ها تحلف بي، و آخر حاجة بقى معلش مش ها ينفع نحدد معاد و نتقابل اللي أنت عاوزه كله ابعته لي وسبني اخلص الخاجة و ها قل لك هاتخلص في قد إيه و التسليم إمتى و بعدها اقل لك تبعت لي الفلوس ازاي )
ضغط على زر الرسالة و بدأ يستمع لها حتى انتهت، ضغط على زر التسجيل و ارسل لها رسالته الأخيرة قائلًا:
(آنسة نبيلة دا شغل يعني لازم نقعد مع بعض اتكلم معاكِ عن افكاري وعن متطلبات السوق و بعدها نحدد هنشتغل مع بعض ازاي، بعيدًا عن إن عبد الكريم يعرف و لا لأ دا يخصك أنتِ و هو مش أنا، انا ليا شغلي و بس عمومًا شوفي حابة نبدأ إمتى و عرفيني )
تنهدت بإحباط و هي تستمع لرسالته، لا مفر لا بُد من المقابلة ضغطت على زر الرسالة و طلبت منه تحديد الزمان و المكان، فـ وافق و عندما اخبرته بعدم معرفتها لـ المكان عرض عليها أن يصطحبها بنفسه فـ رفضت و قالت أنها سوف تتصرف، بعد مرور يومين من هذه المحادثات الالكترونية جاء اللقاء الاول بينهما
كان جالسًا في أحد المطاعم الفاخرة ينظر بين الفنية و الأخرى في ساعة معصمه، بدأ يشعر بالملل، أتت أخيرًا بعد معاناة كبيرة، ولجت و على وجهها إبتسامة خفيفة توحي بالإعتذار
وقف و صافحها اعتذرت منه بسبب تأخيرها قائلة
- الطريق زحمة اوي و التاكسي طلع عيني على ما وصلني لهنا
رد" شهاب" باسمًا
- ما هو أنا قلت لك اخدك أنا
رفعت " نبيلة " كفها قائلة بهدوء
- لأ لأ كدا احسن كتير دا أنا كنت حاطة
ايـ ـدي على قلبي أحسن عبد الكريم يشوفني و لا يتصل بيا
- للدرجة خايفة منه ؟
ردت " نبيلة " مصححة له جُملته قائلة:
- قصدك خايفة على زعله تفرق كتير من خايفة منه و خايفة على زعله و بصراحة هو إنسان محترم و بيحاول يعمل أي حاجة ترضيني يبقى ليه ازعله ؟
- طب و بتعمليها ليه دلوقت ؟.
ردت بصوتٍ هادئ ونبرة تملؤها الحزن قائلة:
- معلش بقى ظروف المضطر يركب الصعب
حرك " شهاب" رأسه قائلًا بعدم فهم قائلا:
- بتقولي حاجة يا آنسة نبيلة ؟
تنحنحت و هي تقول بجدية
- لا ابدًا ما فيش قل إيه هي طلباتك ؟ عشان مستعجلة و عاوزة امشي
- مش تشربي حاجة الاول ؟
و قبل أن تعتذر كان النادل يقف بينهما في انتظار طلباتهما، نظر " شهاب " لها و قال بإستفهام
- تشربي إيه ؟
- عصير مانجا
- و أنا قهوة مظبوط
تركهما النادل يخططون لأول عمل مشترك بينهما كانت مستمعة جيدة، كانت معه رسوماته التي يريد تنفيذها، عارضته علي جزء منها بسبب اختلاف الخامات، كان إصراره عجيبًا في تنفيذها، حتى قامت بفتح هاتفها و ارسال عدة صور لها على حسابه و قالت بجدية و عملية
- صدقني الخامة دي ما تنفعش نهائي ما الموديل دا أنا كنت مصممة لنفسي واحد بعته لك هو و شوية صور تاني شوفهم بنفسك و احكم قبل و بعد
نظرت في ساعة معصمها و قالت بـ اعتذار
- يااه الوقت اتأخر اوي مضطرة امشي معاك الصور شوف عاوز تعمل إيه و عرفني، لو مش مقتنع بشغلي يبقى اعتبر اتفقنا كأنه محصلش
فرصة سعيدة إني شفتك و اتعاملت معاك مع السلام يا أستاذ شهاب
لم تترك له مجالًا للحديث القت ما جعبتها و ذهبت كاد أن يصاب بالجـ ـنون من وراء تلك المجذوبة التي لم تجلس معه سوى ساعة كاملة لكنها تحدثت في كل شئ إلا أنا تستمع له، غادر المكان و عاد إلى بيته وجد أبيه يتابع مسلسله المفضل على شاشة التلفاز، و هو يرتشف قهوته الساخنة، جلس جواره تاركًا متعلقاته على سطح المنضدة الزجاجية، عاد برأسه للخلف مغمض العينين، فتحهما على سؤال والده و هو يقول بإستفسار
- مين البنت دي يا شهاب ؟!
تابع ممازحًا ابنه
- الجو الجديد ؟
ابتسم " شهاب" و هو يقول بجدية قائلا
- دي نبيلة خطيبة عبد الكريم
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية