-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 7 الأحد 22/10/2023

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل السابع

تم النشر يوم الأحد

22/10/2023



لم تكن تدري ماذا تفعل،  تتحدث عن ما بداخلها أم تلتزم الصمت،  انتشلها بسؤاله و هو يقترب منها قائلًا 


- عاوز اقل لك على حاجة 


اوقفها مقابلته و قال بحزنٍ دفين 


- أنا عمري ماحبيت غيرك و لا عاوز احب غيرك بس لو حبي دا ها يكون سبب زعلك فأنا مش عاوز الحُب دا و كفاية عليا التلت شهور اللي عشتهم معاكي كانوا بالنسبة لي جنة أنا مستعد اطلقك حالًا لو 


وضعت أناملها على ثغره و قالت بنبرة صادقة 


- يشهد الله عليا ما حسيت في إني كارهك 


- بس مش بتحبيني بردو ! 


- ماشي مش هكدب عليك و اقول لا حبيتك بس صدقني أنت استعجلت و اتجـ ـوزنا كان ممكن ناخد على بعض نعيش أكتر من كدا مع بعض بس أنا عارفة نفسي بستغرب الشخص اللي قدامي في الأول بعد فترة باخد عليه و بحبه 


- يعني أقدر اقول إني عديت أول مرحلة 


أومأت برأسها علامة الإيجاب،  حاولت تخفيف الوضع و التوتر الذي يسود المكان بدعابتها قائلة


- ما تستعجلش لسه قدمنا العمر كله و هازهقك في و مش بعيد تطفش مني 


حاول أن يبتسم رغم حزنه، اقترب منها دون إرادة منه وجد نفسه يتردد في وضع قبلته الاولى، ارخت جفنيها محاولة التخطي هذا الوضع  تود لو تصرخ ليبتعد لكن ما المبرر الذي ستقدمه له  و لمتى !!  قررت أن  تترك له دفة الأمر  و أن تسلم له نفسها  لـ يأخذ حقه الشرعي،  على الرغم من أن الوضع عاطفيًا من الدرجة الأولى  إلا إن حالة الحزن تسود المكان لكنها عميق دفينة بداخل قلب كليهما، لم يستطع إيقاف نفسه بعد أن أخذ عهدًا على نفسه بأن  لا يقربها الآن لكن استسلامها ظنه بداية الصفحة الجديدة و لكنها مجرد ممارسة حب عادية خالية من مشاعر الأحبة، مر الليل و هو يحاول أن يبتعد عنها لكنه يجد نفسه يقترب اكثر من ذي قبل . 


❈-❈-❈

################


على الجانب الآخر و تحديدًا في منزل 

" شهاب"  كان يحاول قضاء وقته بأي شكلٍ من الأشكال،  الوضع أصبح لا يُطاق، كيف يُصاب بكل هذا الضيق و الأهم من ذلك لماذا ؟،  ظل واقفًا أمام  الموقد يصنع قدحًا من القهوة، سُكبت أكثر من ثلاث مرات  على سطح الموقد حتى الآن، هذه مرته الرابعة و لم ينجح في صنع قدح القهوة،  تركها بعد أن يأس في  احتسائها،  ولج غرفته و جلس على حافة الفراش،  بدأ يتصفح حسابه عله يُشغل عقله بالتفكير فيها،  اغتاظ من حاله ما إن وجد حاله يفكر أكثر من كل مرة قد مرت عليه. العجيب أنها حعلته ينسَ تمامًا خطيبته السابقة التي مازالت تحاول الوصول إليه، قرر أن يمدد جـ ـسده و يضع الوسادة فوق رأسه مجبرًا ذاك العقل  اللعين أن يأخذ قسطًا من الراحة، ارخى جفنيه و بدأ  يسترجع ذكريات اليوم، و تحديدًا ما حدث في حفل زفافها،  فتح عيناه و هو يزفر بقوةً  ثم حدث نفسه قائلا:

- و بعدين بقى نام نام كفاية تفكير، و بعدين اشمعنى هي و ليه دلوقت نام الموضوع خلص خلاص 


سكت مليًا ثم بنبرة مغتاظة 

- بس هي كانت بتضحك اوي كدا على إيه !! 


ختم حديث نفسه و قال بنبرة حادة لنفسه 

- نام يا زفت نام بقى كفاية كلام أنت إيه مافيش دم خالص 


مر اليوم مرور الكرام،  كان سعيدًا عند البعض و حزينًا عند البعض الآخر،  و عاديًا لا يفرق عن غيره من الأيام شئ لأحدهما كـ بدران و الذي لم يُنكر أن "نبيلة" أخذت حيزًا من تفكيرهُ  ليس  لجمالها   بل لأن تصرفاتها  لم تروق له، ظل يحدث نفسه  هل هي امرأة صالحة أم امرأة لعوب تتلاعب بالأثنان لأهوائها الشخصية !!  زفر بعمق قبل أن يضع لفافة التبغ خاصته في المنفضة ثم وقف عن مقعده متجهًا حيث حجرة النوم ليغفو قبل أن تستيقظ زو جته و تبدأ في التساؤلات التي لن تمل منها أبدًا .


❈-❈-❈

##################


في مساء اليوم التالى 


كانت " نبيلة " تتو سد صــ ـدر ز و جها تعانق أناملها بأنامله، يُسرد لها عن مدى عشقه لها و تستمع هي للمرة المئة بعد الالف،  حاولت أن تتأقلم مع حياتها الجديدة،  كان يدغدغها بعد أن رفضت تقـ ـبله،  كانت مدللة فوق طاقة تحمله حاول أن يظهر لها أنه لا يُبالي،  و ما أن اختبرت أنو ثتها في أول اختبار له سقط فيه و رفع رأية الإستسلام،  وثبت من مكانها و هرولت على باب الغرفة و قبل أن تكمل طريقها تسمرت مكانها، كاد أن يحتـ ـضنها لكنه  تفاجئ بوجود ابن أخيه في وسط الردهة،  هرولت " نبيلة " و دثرت نفسها جيدًا،  بينما وصل إلى مسامعها صوت ز و جها و طريقته اللينة في التعامل في موقف خطير كـ هذا، غادر بن أخيه بعد أن اخبره أن جدته تريدهما أن يتناولا وجبة العشاء معها،  نهضت من مكانها و بدأت مشاجرتها الأولى قائلة بصراخ 


- أنت ازاي تتكلم معاه كدا ؟ أنت ازاي ما تعلموش الادب و تعرفه إن في حاجة اسمها باب وجرس شقة و ست جوا الله اعلم قعد براحتها و لا لأ  ؟ 


تعالت الاصوات في الشقة و نشبت أول مشاجرة بينهما على سببٍ تافه في نظر 

ز و جها لكنه مصيري بالنسبة لها، لم تكمل مشاجرتها بسبب دخول والدته بنفس طريقة حفيدها، و التي جعلتها تفقد السيطرة على لسانها حين وصفت طريقة دخولها .بمقعد البهائم الذي يدخله الجميع دون أذن صاحبها،  صُدمت والدته من هذا الوصف بينما هو كاد أن يصفعها لتطاولها لكن وقفت بينهما والدته مانعة إياه من التهور و طلبت منه التريث قليلًا قبل صدور أحكامه،  غادرت بعد أن حاولت قدر المستطاع تهدأ الامور لكن على ما يبدو أن الأمور لن تسير كما تظن فـ الأمر أخذ أكبر من حجمه في نظر ابنها،  لن تهدأ " نبيلة" حتى تضع للجميع حدوده و على رأسهم

ز و جها، التزمت الصمت و قررت التعامل مع الموقف بهدوء عكس ما يدور في خلدها، مر اليوم و هو يحاول بشتى الطرق مصالحتها لكنه رفضت و بقوة،  ابتعدت عنه و أمرته بأن لا يقترب منها و أن حقوقه الشرعية التي يطالب بها لن يحصل عليها  حتى تهدأ و يضع لـ هذا الوضع حدًا،  تجنبها طيلة اليوم و حتى صباح اليوم التالي،  نهض من الفراش و قام بـ إعداد وجبة إفطار تليق بها كـ نوع من المصالحة و وضع على حامل الطعام خاتم صغير صممه خصيصًا لها،  حاولت أن تمرر اليوم بعد أن طبع قبـ ـلته على رأسها و طلب منها العفو و السماح، عادت المياه لمجارها الطبيعي  طلب منها أن تنزل معه لـ والدته تطيب خاطرها بكلمتين حتى لا تحزن أكثر من ذلك، وافقت لأجله و بالطبع برأسها أن تضع للجميع حدوده حتى لا يتخطاها أحد مرة أخرى .


❈-❈-❈


تجمعت العائلة بأكملها دون غياب أحدهم فـ اليوم يوم الجمعة عطلة الجميع،  جلس

" عبد الكريم"  يتبادل مع اخواته أطراف الحديث فـ سخر منه " حمدي" كعادته و لم تتحمل هذا ز و جته، فـ ردت له الصاع صاعين و سخرت من ز و جته لم يتحمل هذا و قام بإفتعال المشكلة لكنها كانت تملك من الدهاء ما يليق بها،  ردت عليه ببساطة شديدة 

- زعلان ليه يا حمدي ما هو أنت قلت نفس الكلمة لجـ ـوزي و أنا متكلمتش و أنا هزرت معاها عادي يعني 

- بس دا ماينفعش يا نبيلة  جـ ـوزي قاعد و تقللي مني كدا قدامه 

- طب  ما أنا مراته و قعدة و إنتوا عملتوا نفس الموقف و لا هو حلو ليكم و وحش ليا ؟! 


ولجت والدة عبد الكريم قبل أن يتصاعد الموقف أكثر من ذلك فـ تلك العروس لن تمرر لأحد أي صغيرة أو كبيرة في حقها أو حق

ز و جها احقاقًا للحق فـ هي تكاد تحلق في السماء من انفعالها كانت تقف كالحصن المنيع لهما جميعًا اطمئنت أنها تركت ابنها بين يـ ـد

ز و جة تحبه و تخاف على شعوره، بل و تقف في وجوه الجميع لأجله .


❈-❈-❈


وضعت الطعام و بدأ تتحدث لـ تغير مجرى الحديث و تخفيف الاجواء،  التف الجميع حول المائدة و تناولوا وجبة الغداء،  ولج  "فارس" ابن اخيه و ناداه الجميع لتناول وجبة الغداء فـ رفض،  وقف جوار عمه " عبد الكريم" و قال بإسلوب لا يناسب العروس و لم تعتاد عليه و لا تريد أن يتعامل به أحد مع 

ز و جها، طلب منه مبلغ من المال ليبتاع شطيرة اللحم مع الخضراوت التي تصنعها سيدة في أحد المحلات، لم يدعه يتحدث أو يعترض بل دس يــ ـده في جيبه و أخرج  مبلغ تجاوز المئة جنيه و قبل أن يخرج استوقفته " نبيلة " قائلة بنبرة جادة لا تقبل النقاش 


- خد تعال هنا 


- نعم يا ابلة 


- إيه ابلة دي أنا مرات عمك و دا عمك يعني في حاجة اسمها احترام دا لو عدا عليك يعني، اولًا ما تمدش ايــ ـدك في جيب عمك و تاخد منه الفلوس بالشكل دا قدام الناس 


- اطلعي منها أنا و هو بنتعامل كدا على  طول مع بعض احنا اصحاب اصلا من قبل أنتِ ما تيجي 


كادت أن ترد على وقاحته لكن قاطعها " عبد الكريم "  و قال لـ فارس بطريقة مهذبة و كأنه هو الذي يجب عليه احترامه و ليس العكس 

- فارس عيب دي مرات عمك و لو بتحبني احترمها كأنها أنا بالظبط 


اغتاظت " نبيلة" سلبية ز و جها و قلة حيلته في التعامل مع المواقف و التفرقة بينها  وبين يجوز  أو لا يجوز،  لم تشعر بحالها إلا و و وجهت حديثها للجميع قائلة بحدة 


- اسمعوا بقى أنا ليا يوم هو و لسه مكملتوش و شايفة بلاوي بتحصل اللي حابب إننا نتعامل مع بعض بـ احترام يبقى اول حاجة يعملها زي ما بتعامل مع كل واحد فيكم إنتوا كمان اتعاملوا يا كدا يا بلاش تعامل خالص  قلة ادب أنا ما بحبش 


وثبت عن المقعد و جذبت من يـ ـد " فارس" النقود  اغتاظ منها و قال بصوته العالِ


- طب و الفلو س ذنبها إيه هاتي خليني اجيب البيتزا 


ولا حياة لمن تنادي، تمتم بكلماتٍ غير مفهومة يسبها فيها مرة و يلعن عمه الف مرة على هذه الزيجة،  غادر المكان و تفرقت العائلة بعد صرامة العروس و انفعالها على الجميع،  صعدت والدة. " عبد الكريم" بعد مرور أكثر من ساعتين  و بين يـ ـدها الطعام الذي لم يتناوله،  كادت أن تفتح الباب  و لكنها تذكرت أنها غضبت من هذا الفعل قبل ذلك، قرعت الناقوس  و انتظرت أكثر من ثلاث دقائق،  فتح لها ابنها، ثم حمل عنها الطعام و طلب منها الدخول رفضت و تحججت بأنها تريد الذهاب لأحد المحلات لتبتاع بعض مستلزمات البيت،  اقتربت منه و قالت بخفوت 


- راضيها دي عروسة مكملتش يوم و من الصبح في خناق،  يلا ها سيبك عاوزة ارجع الاقيك  مصالحها  


تابعت بحنو و حب قائلة


- ربنا يسعدكم و يفرح قلوبكم يارب و يرزقك بالذرية الصالحة يا عبده يا ابني يارب 


هبط " فارس " و هو يقفز بين سلاالم الدرج و قال بنبرة ساخرة قائلًا 


- هو كل ما اشوفك ياستي الاقيكي بتدعي لـ عبده ما فيش مرة اشوفك بتدعي لي 


ضحك الأثنان على ذاك الطفل  الذي تجاوز العشر سنوات منذ أيام و يريد أن يتـ ـزوج،  وقف جوار جدته و قال و هو يضع يده على معدته 

- ستي أناجعان عندك اكل ؟ 

- هي أمك مامعملتش أكل يا واد ؟! 

- هي أمي فاضية طول الليل والنهار تتكلم في التليفون و بقل لها جعان تقل لي عند جبنة و عيش 

- خلاص تعال يا فارس تعال كُل معايا 

-لأ هأكل عند ستي يلا يا ستي أنا همـ ـموت من الجوع 



ردت بحنو و هي تضمه لصدرها قائلة 


- حبيبي يا ابني تعال يا قلب ستك أنا عندي الحلو كله عشانك 


ربتت علي كتف " عبد الكريم" و قالت بإبتسامة بشوشة قائلة


-  ادخل أنت يا حبيبي و اعمل زي ما قلت لك ربنا يسعدكم 


جذبها " فارس " من طرف كمها فـ نظرت له و قالت بإبتسامة واسعة 


- و يسعدك أنت كمان يا فارس


نزل مع جدته الدرج و هو يسرد لها ما حدث في يومه  ظل يتحدث حتى انتهى من وجبته  


و شعر بالنعاس  فـ مدد على طرف الفراش حتى تأتي له جدته بكوب الحليب الساخن الذي يشتهيه منذ فترة،  أتت و بين يـ ـدها الكوب وجدته في سباتٍ عميق،  حاولت إيقاظه لكنه رفض و طلب منها أن تتركه فـ هو متعب من عمله الشاق في أحد المحلات التي تعمل في صناعة و تشكيل الحديد . 


نظرت له و قالت بعطفٍ و شفقةً 


- منه لله ابوك  هو اللي هيضيع مستقبلك عشان قرشين زيادة،  ها تعمل إيه يا ابني مع أم جاحدة  و أب زي قلته ماشي وراها يقول حاضر و نعم و بس 


❈-❈-❈


في منزل " شهاب"  في ساعات الليل الأخيرة 

كان يقف في شرفة غرفته يتابع حركة النجوم ظل شاردًا حتى انتشله من بئر أفكاره صوت رنين هاتفه،  معلنًا عن وصول رسالة  بأن هاتفها الآن متاح و يمكنه عودة الاتصال،   تردد في أن يرسل لها رسالة، ظل يكتب و يحذف أكثر من خمسة مرات على الأقل،  القى الهاتف على سطح المنضدة الزجاجي و هو يطلق زفيرًا طويلًا،  ولج والده و قال بتساؤل 


- ما لك يا شهاب شكلك مش عا جبني  بقا لك فترة و أنا مش عاوز اتكلم بس واضح إنك مضايق فعلًا ؟

- ما فيش يا بابا يعني مشاكل الشغل العادية واخدة كل تفكيري الفترة دي 

-و من إمتى مشاكل الشغل بتاخدك بالشكل دا ؟

-  ممكن عشان دا أول عرض ليا بعد سنتين تقريبًا و خايف إني ملحقش أو إني أكون مقصر بس مش أكتر 

- ليه متلحقش مش  نبيلة  قالت لك إنها ها تخلص في المعاد المحدد ؟ 

- هي قالت كدا بس أنا خايفة تظهر حاجة تشغلها عني 


استوقف والده عند الكلمة الأخيرة و قال بتساؤل 


- عنك ؟! 


تنحنح " شهاب" و عاد يصحح الكلمة و هو يجلس على المقعد بأريحية

- اقصد عن الشغل يعني يا بابا هي حاليًا 

اتجــ ـوزت و أكيد ها تلتفت لـ حياتها الجديدة، و فوق كل دا جـ ـوزها مكنش يعرف إن أنا و هي كنا بنتعامل مع بعض يعني الشغل هيكون في اضيق الحدود و دا ممكن يسبب لها ضيق 


- يا ابني مش هي اللي اختارت إنها تكمل بعد الجـ ـواز و بعدين لو مكملتش يبقى نشوف حد غيرها يكمل سهلة يعني 


- سيبها لظروفها يا بابا أنا حاليًا مش مجمع  هاعمل إيه و سايب الموضوع لحد ما أشوف هي ها تعمل إيه  ! 


  

❈-❈-❈


غادر والده بعد أن فشل في إقناعه بأن يجد البديل لها،  لا يعرف سر إصراره بأن يبحث عن أخرى،  كم تمنى أن والده لا يشعر بما يشعر بهِ هو و إلا إنتهى أمره،  لن يسلم من بين لسان والده الذي سوف يحدثه عن الحلال و الحرام و الخيانة  و الصواب  و الخطأ،  قرر أن يبحث عن ركن عميق ليضع سره في داخل اعماق قلبه ثم يغلق قلبه و يتابع حياته بشكلٍ طبيعي،  التقط هاتفه مرةً أخري من على سطح المنضدة،  ثم تصفح حسابه الشخصي،  وجد الكثير من الرسائل منها،  لم يصدق عيناه أن التي تكتب الآن هي عروس أمس،  ظلت ترسل له و توعده بأنها لم تنسى العمل العالق بسببها و أنها ستنتهز الفرصة و تُنهي العمل قبل الموعد،  ارسل لها بعض الرسائل التي يشكرها فيها و أنه لم يتوقع أنها سترسل له رسائل كهذه في هذا الوقت،  تبادل بعض و البعض الآخر كانت رسائل صوتية،  إحدهما كانت تتحدث بصوتٍ مختنق،  استشعره جيدًا في حديثها،  فـ أرسل لها سؤالًا موجزًا و قال 


( أنتِ مخنوقة صوتك زي ما يكون زعلان ؟ ) 


فـ ردت رسالة مقتضبة كاتبة 


( شوية ) 


كم تمنى أن تحكي له ما حدث لها فـ هي بالكاد تمت يومًا واحد في منزله، و صوتها يحمل كل هذا الحزن و الهم ماذا إن اكملت شهرًا أو عامًا 


ارسلت له رسالة و اغلقت بعد أن وصل إلى مسامعها صوت خطوات ز و جها،  وضعت الهاتف جنبا و استمعت له و لـ اعتذاره المئة بعد الالف،   عفوت عنه أخيرًا  و قررت أن تخرج معه لأحد الاماكن الهادئة،  على ما يبدو أن نصيحة والدته نفعته كثيرًا،   أو هي بالفعل بحاجة إلى الخروج،  خرجت و تركت حياتها  العملية جنبا أم حياتها الشخصية سوف تفعل ما  تستطيع  فعله لـ تنجح أو يلاحقها الفشل لا تعلم و لكن تتمنى من نابع قلبها أن تستمر هذه العلاقة لأنها لا تجد افضل منه من حيث الطيبة و الحنان،  ناهيك عن المال فـ هو سخي معطاء  حد الجنون في نظرها،  هذا هو حال الكثير من البشر صفات حميدة مقابل صفات سيئة و صفاته السيئة قابلة للتغيير و هذا أمر يأتي بالممارسة، و لكن يبقى السؤال أين الحُب من كل هذا !! 


❈-❈-❈


بعد مرور شهر كامل 


عادت الحياة إلى مجرها و عاد " عبد الكريم" إلى عمله من جديد،  أما هي جلست تنظف بيتها ثم تقوم بـ إعداد وجبة الغداء، و بعد ذلك تذهب إلى والدتها تُنهي عملها الذي تركته قبل ز و اجها،  تحاول بشتى الطرق أن تنهي العقد،  الوضع يزداد صعوبة عليها،  تشعر بالضغط الشديد و لكن بكل أسف هي تفعل ما بوسعها لتُنهي هذا العمل حتى لو على حساب صحتها التي بدأت في تدهورها،  أصبحت مزاجية بشكلٍ كبير و تم تأجيل موعد التسليم لأكثر من ثلاث مرات، و لكن اليوم لن تتركه حتى تنتهي منه،  هي على موعد مع " شهاب" في المكان الذي استأجره ليقوم بتجميع مشغولاته و مشغولاتها و ترتيب كل شئ قبل يوم العرض،  وضعت كل تصميماتها في علبة مخملية من اللون الأحمر القاتم،  ثم غادرت المكان و عندما سألتها و الدتها  كذبت عليها،  لم تكن تعلم أن هذه الكذبة لم تكن مثل أكاذيبها و لكنه العنهم فـ هي التي سوف تتدمر كل شئ 


وصلت أخيرًا إلى البناية التي وصفها " شهاب" عبر الهاتف ما يقارب الشهر  تقر يبًا لم يرأها 


و لم يستمع لـ صوتها إلا اليوم عندما أخبرته بأنها انتهت من كل شئ،  توقف أمام باب الشقة في انتظار أن يفتح لها،  استقبلها بنفسه  وعلى ثغره إبتسامة بشوشة ونبضاته قلبه تكاد تقفز من مكانها،  ولجت بعد أن حمل عنها الصندوق و وضعه على سطح المنضدة  الخشبي وقال بسعادة 


- أنا مش عارف اشكرك ازاي بجد أنتِ فرحتيني اوي  و كـ...


كاد أن يُكمل حديثه لكن قاطعه صوت الناقوس اتجه حيث الباب و قال بإبتسامة بشوشة 

- متقلقيش دا تلاقي بدران صاحبي هو كلمني و قالي إنه جاي 


كادت أن ترد لكنه فتح باب الشقة، ولج

" بدران" و الإبتسامة تزين ثغره ما إن وجدها اختفت الإبتسامة تمامًا أما هي  ارتبكت على الرغم من أن الوضع ليس مخجلًا لكنها تخشى أن يعرف  ز و جها و يخبره بوجودها هنا  


وقف "شهاب"  بينهما و قال:

احب  يا نبيلة اعرفك بأكبر واهم رجل اعمال ممكن تعرفي  وصاحب عمري  بدران أحمد المرعي  اكيد سمعتي عنه قبل كدا مش  كدا ؟! 


الحقيقة لا  اول مرة اسمع عنه 


بدران  من وقت ما شاف تصميماتك وهو مكرر يفتح قسم خاص بالاسكسسوارت عنده مع الأزياء  


بس انا اعرفك كويس قوي يا مدام  نبيلة مش أنتِ مرات عبد الكريم ؟! 


نظفت حلقها  بصعوبة بالغة ثم قالت بتساؤل 

- ايوة أنا  هو حضرتك تعرفه ؟! 

طبعًا اعرفه عبدالكريم  دا صاحب العمر وهو له الفضل بعد ربنا بأن الفرع بتاعي يقف على رجله  هو و فارس ابن اخوه الاتنين دول احسن اتنين. يعملوا شغل يدوي ودلوقتي أنتِ 


كاد أن يُكمل حديثه لكن قاطعه دخول والد شهاب و هو يرحب بـ ز و جها، تبادل نظرات التوتر و القلق  لتجد "شهاب"  يخبرها بالاختباء لأحد الغرف  على وجه السرعة،  عقد "بدران" 

ما بين حاجبيه و هو يقول بنبرة حادة تعبر عن الشك في علاقتهما 

- هو في إيه بالظبط  يا شهاب !! 




تعال يا عبد الكريم ادخل

نبيلة  إيه اللي جابك هنا !! 


تسمرت مكانها ما إن ولج ز و جها و بن أخيه  خلف والد شهاب،  لجمت الصدمة لسان الجميع،  و لم يستطع أحد تبرير هذا الموقف،  أو وجودها هنا،  اقترب منها " عبد الكريم "و سألها عن سبب و جودها،  نظرت له و قبل أن تتحدث فقد السيطرة على حاله و صفعها،  صفعها قبل أن تتدافع عن حالها قبل أن تخبره بأنها كانت تساعد نفسها،  توقف بينهما والد شهاب و حاول أن يمتص غضب ذاك الأخير،  كاد أن يجذبها من شعرها لكن تفاجئ بيـ ـد " "شهاب" تعتصر يـ ـده ثم تُلقي بهِ أرضًا، كاد أن يشتبك معه و لكن توسلته بأن يترك 

ز و جها فـ الوضع بهذه الطريقة يزداد سوءٍ،  أخذته و غادرت المكان، لكنه لم يمرر الأمر هكذا،  ذهب بها إلى أبيها حاولت أن تستعطفه أن يستمع إليها قبل أن يصدر حكمه لكنه صدمها بقوله لأبيها دون أن ينظر لها 


- بنتك متلزمنيش 


اتسعت عيناها ذاهلة مما يتحدثه ذاك الأبله كيف يتنازل عنها بهذه السهولة،  كادت تتحدث لكن تفاجئت برد والدها  الذي حاول جاهدًا تلطيف الأجواء و هو يقول 


- ليه بس كدا يا عبده صل على البني و قل عملت إيه تعال بس يا راجل 


و بعد إصرار من والدها ولج و بدأ يسرد له ما حدث،  سألها والدها عن سبب وجودها فأجابت بهدوء 


- أنا اتفقت معاه اعمل له شغل و اخدت مبلغ اجهز بي نفسي و لما لاقيت عبده قدم

الجـ ـوازة قلت له خلاص ها كملهم بعد

الجـ ـواز قالي مافيش مشكلة  و فعلا خلصتهم و رحت اوديهم عشان ملقتش حد يوديهم دا غير إنه كان جايب صاحبه عشان اعمله شغل هو كمان. و صاحبه دا صاحبك برد يا عبده. اسمه بدران أحمد المرعي هاته و اسأله. أنا الحمد لله واثقة من نفسي و عارفة أنا عملت إيه و مش خايفة من حاجة و لا من حد و طبعا مش هنكر إني غلطانة عشان كملت في حاج أنت مش راضي عنها 


رد والدها بهدوء و هو ينظر له قائلا 

- طب يا عبده الموضوع اهو مالك يا ابني مكبرها ليه و بعدين ما أنت عارف إن نبيلة ما تتـ ـجوز كانت بتعمل الاكسسوارات و الحاجات دي يعني مش جديدة عليك ؟! 


رد " عبد الكريم " بنبرة متلعثمة محاولًا توضيح مخارج الالفاظ لكنه فشل و مع ذلك فهمه العم محمد و قال بـ إنفعال 


- الزم حدودك يا عبده و اعرف بتقول إيه بنتي غلطانة اه  بس هي وضحت اللي حصلت و احنا عرفنها غلطها عاوز. تصدق صدق مش عاوز الباب يفوت جمل أي غلط في شـ ـرف بنتي و عرضها مش ها عديها .


لن تنكر " نبيلة" مدى سعادتها رغم حزنها من تصرف ز و جها إلا إنها وجدت والدها يقف خلفها في أول خلاف حدث بينها و بين

ز و جها  غادر " عبد الكريم " و هو يلعن والدها الذي وافق على قلة حياء ابنته،  علمت والدته بما حدث من حفيدها الذي سرد لها جزءٍ بسيط من الحكاية،  دارت نقاشات كثيرة حول الصُلح بينهما،  أما " نبيلة" قررت أن لاتعود له مهما كلفها الأمر،  تواصل معها " شهاب" دون علم والده الذي ظل يحمله مسؤولية ما حدث، حاول أن يعتذر لها مرارا لكنها رفضت و قالت له 


-صدقني مش ذنبك أبدًا دا ذنبي أنا اللي اخترت غلط،  فاكر لما قلت لك الحب بيجي بعد الجـ ـواز كانت إجابة غلط و ندمت إني مسمعتش كلام قلبي، أنا آسفة مضطرة إني اقفل أنا تعبانة و محتاجة ارتاح 


اغلقت الهاتف ما إن ولجت شقيقتها " دعاء"


و هي تتحامل على نفسها إثر الحمل،  جلست على حافة الفراش و قالت 

- حماتك قاعدة برا مع ابوكِ و أمك و الدنيا شكلها مش خير أبدًا 

- خير و لا مش خير يغور في داهية مش عاوزاه 

- كمان أنتِ اللي مش عاوزاه يعني يشوفك في شقة واحد و لوحدكم كمان هو اللي غلطان 

- اللي يسمعك كدا يقول إننا كنا في وضع مش كويس  هو صحيح شافني مع راجل بس الراجل عميل هو نفسه بيشتغل مع أبوه يعني راجل محترم فوق ما تتصوري هو بقى اللي خياله مريض .

- طب و أنتِ ها تعملي إيه دلوقت ؟ 

- ها عمل إيه يعني اهو قاعدة اهو أما نشوف ابوكِ هايقول إيه ؟ 

- ايوة يعني لو قال ارجعي ها ترجعي ؟ 

- لأ طبعًا ما مد ايده عليا من غير ما يفهم اللي حصل نجوم السما اقرب له 


جلستا تتحدثان حول هذا الأمر،  وقفت "دعاء" عن حافة الفراش و قالت بجدية 

- أنا ها قوم اعمل قهوة للجماعة برا و أنتِ يا اختي مشي امورك خلي الدنيا تسلك يعني هو اول راجل و لا آخر راجل يضرب مراته 

- معلش ما هو أنا مش معدومة الكرامة زيك و الله لأعرفه يعني إيه يمد ايده عليا و اخلي يحلف و يقول إن الله حق 

- أنا ها عدي لك الكلام دا بس عشان أنتِ متنرفرة 


❈-❈-❈


غادرت " دعاء" تاركة أختها تتصفح حسابها الشخصي و كأن ما يحدث بالخارج لا يتعلق بها،  أتاها رسالة منه يتوعد لها بالقتل و الحرق لا تعرف  من أين أتى بكل هذه الجرأة،  لم تتحمل كتم هذه الرسالة، نهضت من مكانها و خرجت من غرفتها متجهة حيث ردهة الشقة 


و قامت بفتح الرسالة، استمع كل من في المجلس العائلي،  علمت والدته أن كل هذا الحديث كانت فكرة ابنها البكري وليس ذاك المسكين .


حاولت تلطيف الأجواء و لكن كيف و ابنها دمر كل شئ،  عادت إلى غرفتها و نيران الغضب و الغيظ يتملكان منها بقوةً،  جلست على حافة الفراش تعض على شفتاها السُفلى،  حاولت أن تفكر في حلًا تنتقم منه و يشفي غليلها،  نظرت إلى شاشة هاتفها وجدت رسالة منه يريد أن يطمئن عليها و يعرف ما جديدها ؟ 


ضغط على زر الرسالة و قامت بإرسالها  ما هي إلا ثوانٍ و لم يختلف حاله عن حالها،  رد بصوتٍ مخنتق و هو يرسل رسالته الصوتية 


( هو المتخلف دا ازاي لي عين يهددك، هو فاهم إن البلد سايبة، ولا هو فاهم إنه هايعمل عليكي راجل دا أنا بالتسجيل دا ها اودي في ستين داهية ) 


ضغطت" نبيلة"  على زر التسجيل و قالت بتوسل


- بالله عليك تبعد عن الموضوع خالص أنت كدا ها تعقد الموضوع بزيادة،  أنا بس بعت لك عشان تعرف اللي حصل لأني ممكن اطلب من بابا يجيبك و يسألك عن اللي بنا أنا مش عاوزة حد يتكلم عني وحش و لا يُشك فيا و الموضوع ياخد شكل تاني خالص أنت بس خليك في الصورة يمكن احتاج لك  و أنا كمان بفكر اروح للي اسمه بدران و اجيبه يشهد بإني معملتش حاجة قدام عبد الكريم عشان يصدقني أنت بالله عليك خليك بعيد وكفابة لحد كدا ).


لم يكن أمام " شهاب " سوى الرضوخ لر غبتها 


تملكه الإحباط و هو ير سل رسالة صوتية قائلا فيها بتوجس ملحوظ


- أنتِ ها ترجعي له تاني ؟ 


لم تكتراث لـنبرته تلك. و قالت بنبرة حازمة 


- لأ طبعًا هو فاكرني إيه 


اغلقت هاتفها ما إن ولج والدها طالبًا منها تحضير حالها لـ تذهب مع والدة زوجها لكنها رفضت رفضًا قائلة بعنادٍ 


- و الله يا بابا ما هايحصل و لو حصل كدا أنا ها و لع في نفسي أنا بقل لك اهو 


ردت والدتها بهدوء علها تحاول إقناعها قائلة 


- يا بنتي هو أنتِ اول واحدة جو زها يضربها  

ايوة أنا مش أول  واحدة ولا آخر واحدة بس أنا عندي كرا مة وعزة نفس و مش هارجع لواحد مافكرش لخمس ثواني  أنا هنا ليه و بعمل إيه 


❈-❈-❈


بعد مرور شهر كاملًا 


حلو احنا بقى نجيب اللي اسمه بدران  دا و يشهد إنك كنتي بتشتغلي مع أستاذ شهاب دا و نفضها سيرة خاالص  من الحوارات دي قلت إيه ؟!


اردف والد نبيلة عبارته الطويلة و هو يجلس مقابلة والدة عبد الكريم التي لن تهدأ  حتى يغلق الحديث في هذه الصفحة و يبدأ ولدها صفحة جديدة مع. ز و جته، أومأت برأسها علامة الإيجاب و قالت بتأيد 

- و ماله يا خويا نجيبه لكن إذا كان عليا مصدقها من غير حاجة خالص لكن نقول إيه  للشيـ ـطا ن اللي دخل بنهم عموما شوف هتعمل إيه و أنا معاك في .


❈-❈-❈


جلس "بدران"  داخل الردهة و عقله لا يهدأ أبدًا من التفكير، لقد وقع في مأزق لا يعرف كيف  يخرج منه  حقا،  وضعت "تولين"

 يـ ـدها على كتفه و قالت بنبرة حانية:

- روق كدا يا بيدو مالك بس يا حبيبي 


نظر لها و قال بنبرة حائرة 


طب يا تولين قولي لي أنتِ اعمل إيه  شهاب صاحبي و عبد الكريم  كمان صاحبي و دي واحدة ست اخاف افضـ حها   قولي لي اعمل إيه ؟! 

- قول الحق يا بدران و ملكش دعوة بالباقي 

- انهي حق بالظبط الحق  اللي يخليني افضـ ـح واحدة  و اقول  لـ عبد الكريم إن دي مراتك شفتها أكتر من مرة في بيت شهاب و في كل مرة وقت متأخر و لوحدها ! و لا اعمل نفسي مش عارف حاجة  و اسيب الدنيا كدا بس لو سبيتها كدا في واحدة. هاتطلق  و اللي في بطنها مش هايبقى له أب   وأنا السبب 

- هي حامل ؟! 

- ايوة حامل و بعته لـ عبد الكريم و قال الله اعلم ابن مين اللي في بطنها 


ردت. " تولين" بتساؤل 

- مش جايز فعلًا معاه حق !!


حرك رأسه علامة النفي ثم قال بجدية 

- جايز كنت قلت نفسك كلامك قبل ما اشوف اللي شفته 

- شفت إيه ؟! 

- شفتها رافضة تمامًا تستخبى من جو زها و دا معناه إنها مبتعملش حاجة غلط بس بردو وجودها بإستمرار بالشكل دا في حاجة مش صح 


تنفس بعمق و هو يقول بضيق

- أنا حاسس إني السبب في اللي حصل دا

يا رتني ما قلت لعبد الكريم إني  عجبني شغل مراتك و لا إني لازم اتعامل معاها أنا كمان زي شهاب 

- لا مش أنت السبب السبب اللي اسمها نبيلة اللي معملتش حساب لجوزها و لأ سمعتها و شر فها 


أنا بفكر اروح اقول  لعبد الكريم يرجعها و خلاص 


و افرض قالك قول الحقيقة هتعمل إيه ؟!  و قالك اشهد بالحق مراتي كانت بتروح قبل المرة اللي شافها فيها و لالا هتقول إيه؟! 


هقوله  يا تولين ما هي  ملهاش حل تالت هاقول  و هما الأحرار و يارب. يو لعوا في بعض كلهم أنا مالي بقى .


ربتت على كتفه و قالت بنبرة حانية 

- طب يا روحي متزعلش نفسك صحتك عندي بالدنيا بحالها يا حبيبي 


جلست على فخـ ـذيه و بدأت في تصفيف  خصلات شعره بأناملها، نظر لها و قال بنبرة تملؤها الحيرة

- حبيبك مش عارف يلاقيها منين ولا منين ! 

- روق كدا بكرا ترق و تحلى و بعدين أنت شايل هم الدنيا ليه واحدة معملتش حساب لسُمعتها نعمل احنا ليه بقى !! 

- عشان دي كلمة حق هنتحاسب عليها يوم الدين يا تولي  .


❈-❈-❈


في عصر اليوم التالي 


جلس "بدران" داخل منزل والد نبيلة يستمع لهذا و ذاك  ما إن هدأ الأمر تحدث بما يعرفه لكن قاطعه عبد الكريم و قال بضيق

- قل لي يا بدران قبضت كام من شهاب ؟!  

- مش هحاسبك على دا دلوقت وهصبر لما تروق بس أنا قلت حق ربنا 


سكت الجميع مليًا بعد أن ختم بدران كلمته  ليتحدث عبدالكريم ما لا يتوقعه إحد و قال :

- لو عاوزين  نبيلة ترجع لبيتها أنا موافق  بس بشرط 


سأل الجميع في آنٍ واحد قائلين 

- خير ؟! 


أجابهم عبدالكريم و قال بهدوء حد الاستفزاز 

-  نبيلة تروح البشعة 


رد بدران بذهول و قال:

- أنت بتقول إيه أنت اكيد اتجننت 

- دا اللي عندي  نبيلة تروح البشعة  وبعدها ترجع لي و ترجع لبيتها و لا ترجع بفـ ـضيحة 


وقفت  أمامه و رفضت هذا الطلب لكن قال والدها 

- و أنا موافق بنتي تروح البشعة يا عبد الكريم  


نظرت نبيلة لـ والدها بخزي و حزن ثم قالت:

- بابا أنت عاوزني اروح هناك !!للدرجة مش واثق في بنتك ؟!  


رد والدها  بعتذار 

-معلش يا بنتي ما هي دي اللي هاتثبت انك بريئة 


سألته بمرارة من بين دموعها و قالت : 

- و تربيتك ليا و ثقتك دول كانوا ؟!!  هتكدب بنتك و تصدق البشعة  !! 


رد والدها و قال:

-متكبريش الموضوع يا نبيلة بقى و لا أنتِ واثقة من نفسك ؟! 


لاحت إبتسامة ساخرة و قالت:

- لا أصل بثق في البشعة  .


تابعت بذقن مرفوع و شموخ لا تعرف من أين أتت به و قالت 

- أنا كمان ليا شرط 


سألها  بدران و قال

- خير يا نبيلة !


نظرت لـ عبد الكريم و قالت بثقة 

-  عبد الكريم يقعمل هو كمان البشعة 


سألها عبد الكريم بسخر ية و قال: 

-ليه لا قتيني مع واحدة  و لا واحد لا مؤاخذة 


أجابته بهدوء شديد 

- هتقعد وتعمل البشعة على إنك مأخدتش لا دهبي و لا اخدت فلوسي 

-حلفت لك بدل المرة الف إني مأخدتش  مليم واحد من حاجتك 

-  اثبت لي صدق كلامك دا 

-إيه الي يثبت لك 


رفع رأسها بشموخ و قالت : 

- البشعة زي ما هعملها أنت  كمان  لازم  و دا أمر مش  رجاء زي مش واثق في كلامي أنا كمان نفس الحكاية يا عبد الكريم 


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة