-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 8 الأربعاء 25/10/2023

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثامن

تم النشر يوم الأربعاء

25/10/2023



تابعت بذقن مرفوع و شموخ لا تعرف من أين أتت به و قالت 

- أنا كمان ليا شرط 


سألها  بدران و قال

- خير يا نبيلة !


نظرت لـ عبد الكريم و قالت بثقة 

-  عبد الكريم يعمل هو كمان البشعة 


سألها عبد الكريم بسخر ية و قال: 

-ليه لا قتيني مع واحدة  و لا واحد لا مؤاخذة 


أجابته بهدوء شديد 

- هتقعد و تعمل البشعة على إنك مأخدتش لا دهبي و لا اخدت فلوسي  اللي كانوا في الشقة

-حلفت لك بدل المرة الف إني مأخدتش  مليم واحد من حاجتك 

-  اثبت لي صدق كلامك دا 

-إيه اللي يثبت لك 


رفع رأسها بشموخ و قالت : 

- البشعة زي ما هعملها أنت  كمان  لازم  و دا أمر مش  رجاء زي مش واثق في كلامي أنا كمان نفس الحكاية يا عبد الكريم 


رد "بدران"  بنبرة تملؤها الغضب و الغيظ الشديد من كلايهما و قال:

- دا اسمه لعب عيال، بشعة إيه اللي تعملوها و على إيه !! 


نظر لـ عبد الكريم و قال بتساؤل 

- للد رجة دي يا عبد الكريم مش واثق في مراتك ؟! 


تابع بتساؤل و قال:

- خدتها ليه طالما مش واثق فيها ؟! ها !خدتها  ليه ؟!


طال الصمت داخل الغرفة لعدة دقائق أو ساعات لم تعد تعرف كم من الوقت عليها داخل الحجرة، ليرد ز وجها المبجل على سؤال صديقه بكلماتٍ خافتة لم يفسرها البعض بينما فسرها البعض الآخر أنه يستغفر ربه، ربت

" بدران"  على فخذه و قال بجدية 

-جدع يا عبده هو دا اللي منتظره منك استغفر ربك و اطرد الشيـ ـطان اللي دخل بيتكم دا  


ردت "نبيلة" بنبرة حادة ما إن رأته يقف عن مقعده ظنت أنه سيصالحها و ينتهي الأمر عند هذا الحد لكنها لم تُمهل أحدهم فرصة توضيح الأمور  و قالت بنبرة لا تقبل النقاش

- خليك راجل يا عبد الكريم و كمل اللي طلبته للآخر و هنروح البشعة زي ما قلت و حكمت و وقتها اقسم بربي ما في راجعة لو إيه اللي حصل 


تمتمت بكلماتٍ تنم عن الغيظ و الغضب الشديد  سبته في ر جولته و وصفته بالضعيف 

حين رضخ لرغبة صديقه و حاول مصالحتها 

لم يتقبل تلك الإهانة، ووثب من مكانه، محاولًا

ضر بها لكنها فلتت من بين براثنه بأعجوبة

وقف "بدران" مقابلته و قال بغضبٍ جم 

- أنت اتجننت يا عبد الكريم ها تضرب مراتك و احنا واقفين ؟! طب على الاقل  احترمنا يا أخي عيب كدا 


دفعه للخارج و قال بعتذار 

- عن أذنك يا عم محمد معلش هابقى اعدي عليك وقت تاني .


❈-❈-❈


داخل شقة بدران المُر 


كان مستندًا برأسه للخلف مغمض العينين، غارقًا في أحلامه، لا يشعر بما حوله، تلك الضجة التي حدثت بجانبه بسبب وضعها لحامل القهوة و التي كانت كافيلة تسبب له الفزع في أي وقتٍ آخر، هو لا يشعر بها تمامًا 

هزته برفق ثم قالت بخفوت 

- بدران،  بدران يا حبيبي أنت نمت ؟! 


انتبه لصوتها الرقيق و يـ ـدها التي تمسد كتفاه  في محاولة منها  لإرخاء تلك العضلات المشدودة و المتصلبة إثر إنهاك اليوم الطويل

مال بوجهه  ليلثم ظهر يـ ـدها ثم قال بخفوت 

- تسلم إيـ ـدك يا حبيبي ربنا ما يحرمني منك


مسدت كتفه بحنو قائلة بإبتسامة بشوشة

- و لا منك يا روحي 


تابعت بفضول و هي تجلس على الأرض متربعة كعادتها حين يحكي لها حكاية جديدة و مُشكلة جديدة من مشكلات العائلات و المكتب الذي فتحه على حد  وصفها، اقتربت منه و قالت بفضول:

- احكي لي عملت إيه مع صاحبك و مراته ؟! 


هز رأسه علامة النفي ثم قال بيأس:

- الدنيا باظت متحلتش !


عقدت "تولين" ما بين حاجبيها و قالت :

-مش فاهمة  ازاي يعني ؟! 


ناولته قدح القهوة و عيناها لا تبرح قسمات وجهه التي تغيرت بفعل حديثه الذي لم يروق له و لكنه كان مجبرًا عليه حينها ارتشف رشفة سريعة ثم قال:

- المتخلف عاوز يودي مراته البشعة ! 


استوقفته متسائلة بإستفسار:

- يعني إيه البشعة ؟! 


تنهد بعمق و هو ينظر لها ثم قال بضيق

- دي مجموعة من رجالة كدا بتروحي لهم و بتحكي السبب اللي جاية عندهم عشانه و بعدها بيجيبوا حاجة حادة زي سـ ـكينة معلقة كبيرة أي حاجة حادة أو معدن 


ردت مقاطعة بعدم فهم و قالت:

- ايوة بردو بيعملوا بيها إيه دي ؟! 


نظر لها و قال بضيق 

- بيحطوها على النار أقل مدة ربع ساعة و بعدها يحطوها على لسان الشخص اللي وقع عليه التهمة 


اطلقت "تولين" شهقة عالية بالتزامن مع جحوذ مقلتها على إثر ما سمعته، تجمعت الدموع في عيناها  و تسائلت بنبرة متحشرجة قائلة:

-و هو ازاي عاوز يعمل فيها كدا ؟! إيه مش خايف إنها تتأذي ؟! 


لاحت إبتسامة جانبية ساخرة و قال:

- ما هو المفروض  لو مظلومة مش هتتأذي انما بقى لو استغفر الله العظيم يعني النـ ـار هتجيب حقه .


دا جهل و تخلف و أنا لو منها مرحش لو فيها مو تي  ! 


اردفت " تولين" عبارتها بنبرة مغتاظة  و أعين مليئة بالد موع متعاطفة مع امرأة لا تعرفها لكنها تعلم عنها كل شيئًا تقريبًا، احتوى "بدران"  خدها بكفه ثم مرر إبهامه برفق و هو يقول بنبرة حانية :

- بعد الشر عنك يا روحي 


وضعت كفها فوق كفه و قالت بنبرة حزينة و أعين تملؤها الخوف من إجابة سؤالها الذي طرحته عليه قائلة:

- بدران أنت ممكن تعمل كدا معايا في يوم من الأيام ؟! 


رفعها قليلًا لتجلس على ركبتها حتى يستطيع أن يحدثها،  احتوى وجهها بين راحتيه و قال بنبرة حانية تملؤها الصدق 

- أنتِ قلبي و روحي و نور عيني اللي بشوف بيها لما بتقولي آآه بتأذى تفتكري ينفع اعمل كدا معاكي ؟!! 


تابع بنبرته الحانية و بحة صوته الرجولية و قال:

- اوعي تشبهي نفسك بيها،  و لا تبشبهني بـ عبد الكريم أنا غيره و أنتِ مش نبيلة أنتِ تولين  احلى و اجدع ست عرفتها في حياتي 

يكفي إنك مراتي و أنا بثق فيكي بثق فيكي لدرجة إني لو سبتك وسط مليون راجل هرجع و الاقيهم مليون وواحد 


ابتسمت ملء شدقيها و هي تقول بنبرة سعيدة 

-حبيبي يا بيدو أنا بحبك اوي 


وضع يـ ـده خلف مؤخرة رأسها ثم قربها منه  لترطدم شفتاه بخاصتها في قبلة شغوفة عبرت لها عن مدى حبه و شوقه لها، في ذلك الوقت حاوطت رقبته بذراعيها و تناست أمر تلك النبيلة و ذاك الرجل المجذوب الذي يريد 

حر ق ز و جته  بالأساس تناست كل شيئًا حولها و لم تتذكر سوى أنها بين يـ ـد رجل يعشقها حد النخاع .


بعد مرور وقت ليس بقصير 


كانت تنظر لسقف الغرفة تمامًا مثله، تاركة

ليـ ـده حرية عناق يـ ـدها و التشبث بها 

همست بخفوت و قال:

- بيدو 


نظر لها و هو يصدر همهمة بينما تابعت هي بفضول قائلة:

- هو أنت هتروح البشعة دي ؟! 


نظر لها و لم يرد لتتابع هي معقبة بخوفٍ

- أصل انا خايفة النا ر دي تيجي عليك و كدا 


ابتسم لها ثم عقب بهدوءٍ

- متقلقيش النار مبتحر قش مؤمن 


فتح لها ذراعه ثم سحبها برفق لتدخل بين احضانه اقترب منها ثم طبع قُبلة عميقة على جبينها و هو يقول:

- متقلقيش عليا حبيبك جامد طول ما أنتِ في ضهره 


رفعت عيناه و قالت برجاء 

- ما تطلع نفسك من الموضوع يا بدران عشان خاطري و خليك هنا مترحش .


رد بدران بأسف و قال:

- مش هاينفع لازم احل الموضوع و إلا هايتعقد أكتر من كدا 


ردت تولين بحزنٍ مصطنع عله يرضخ لرغبتها و قالت:

- يا خسارة كنت فاكرة إن حياتي غالية عندك !


رفع بدران ذقنها لأعلى قليلًا ثم قال بعتاب

- هو أنتِ لسه هتعرفي أنتِ غالية عندي ولالا من حتة مشوار ؟! 


اصدرت تأتأة لترد على سؤاله تابعت بغنخ حديثها و الذي لم يفسر منه أي شئ سوى أن تلك الكرزيتين يجيب عليهما السكوت التام لأن حان الآن موعد التهمهما، تركت له مهمة إجابة  سؤالها و غرقت معه داخل عالم ليس بالجديد عليها لكنها هذه الفترة و أن تلك الخلافات التي حدثت لصديقه ما هي إلا ناقوس  صدر في وقته المناسب ليعيد العلاقات لمجراها الطبيعي، كان يشعر أنهرمُقصر من الدرجة الأولى بسبب انشغاله التام في عمله و اعباء الحياة لكن عندما صدرت هذه الخلافات و اوقعه القدر فيها دون عمد  علم أنها إشارة من الله عز و جل لينتبه لز وجته،  عادت العلا قات كما كانت و تقربا كلاهما من بعضهما البعض بل أكثر من ذي قبل و كانت هذه هي الحياة التي تريدها تولين  .


❈-❈-❈


داخل شقة "شهاب"

سمح لـ والده بالدخول إلى غرفته بعد أن وضع هاتفه جنبا . 

-ما تعرفش نبيلة و عبد الكريم عملوا إيه ؟ 




تنحنح " شهاب " و هو يجلس بأريحية على الفراش و نظراته زائغة في المكان هروبًا من نظرات والده المتفحصة له 

- لأ معرفش حاجة عنها من وقت ما خرجت من هنا معاه 



تابع بتساؤل قائلا:

- هو حضرتك عرفت حاجة ؟ 

- اه 



بلع " شهاب" لعابه و قال بتوجس قائلا:

- خير يا بابا عرفت إيه ؟ 

- البنت مصممة على الطلاق بعد حوار البشعة قالت إنها مش هتكمل معاه 



سأله بشيئًا من الفرحة و التي سرعان ما ظهرت على وجهه رغم محاولاته في إخفائها 

- طب و هو هايطلقها ؟ 

- لأ هو مصمم إنه يكمل معها  بدران بيقول راجع نفسه و غلط نفسه و بيني و بينك كويس إن حد فيهم متمسك بالتاني هي أكيد منفعلة عشان اللي حصل قصادنا بس هو كان هادي شوية و خصوصًا بعد ما كلمته ؟ 

- هو أنت كلمته يا بابا ؟! 

- ما لك متعصب ليه طبعًا لازم اكلمه 

- اومال حضرتك حذرتني ليه اني اكلمه أو اتدخل في الموضوع أساسًا ؟! 

- أنت غيري أنت طرف في الموضوع و شاب صغير يعني موضع شك إنما أنا لأ أنا راجل كبير و ما ليش أي مصلحة في إني اكدب و بعدين أنا قلت له إن أنا اللي كلفتك تكلمها لأن كنت مشغول في كذا حاجة 

- و هو صدقك ؟ 

- مش عارف بس حاسس إن الموضوع ها يعدي على خير ادعي لها ربنا يهديها و ترجع له 



رد " شهاب"  بحزنٍ دفين و هو ينظر إلى أبيه و قال 

- ربنا يهدي لها طريقها أيًا كان إيه هو 

- ما لك يا شهاب حاسك مضايق ؟ 

- مافيش يا بابا صدقني أنا كويس يمكن محتاج أنام شوية مش أكتر 

- متأ كد ؟ 

- اه 

- طب يا ابني على راحتك اسيبك أنا تصبح على خير 

- و أنت أهله يا بابا 



غادر " بهجت" و الد " شهاب"   و مدد هو

 جـ ـسده على الفراش،   وقف والده على باب الغرفة و نظر لـ ابنه  محاولًا الوصول إلى وصف يصف بهِ حاله الذي تبدل ما إن دخلت تلك النبيلة حياته، كانت مجرد صفقة عمل و لكن من الممكن أن تتحول إلى صفقة عشق أو بالأحرى تحولت، كان يناجي الله أن ينزع من عقل ابنه و لا يعلم كيف توغلت بين ثنايا قلبه 

اوصد الباب و اغلق الضوء ثم غادر من الغرفة 

أما " شهاب" عاد و جلس من جديد على الفراش،   جذب علبة سجائره  و نفث دخانها و كأنها نيران تخرج من صـ ـدره و ليس سحابة دخان عادية،  كاد أن يجن من تصرفات  والده 

ماذا يفعل يهاتفها و يطلب منها الإنفصال عنه أم يتركها تتأقلم مع حياتها و يمضي هو في طريقه ، و كأن القدر يكتب عليه للمرة الثانية أن تتركه من يعشقها، و لكن هذه المرة هو يعشقها حقا لم يستطع أن يفكر في أحدًا غيرها هل سيظل يحبها من طرفه فقط أم ستبادله الحب يومًا ما ؟ 


❈-❈-❈


في مساء أحد الأيام 


قررت " نبيلة" أن تجلس بين مجموعة من الرجال و على رأسهم والدها، نظر لها رجل على ما يبدو أنه رئيس المجلس،  اعاد رأسها للخلف قليلًا  ثم أمرها بإخراج لسا نها علي الرغم من صعوبة الموقف إلا إنها اكتشفت أنها أقوَ مما تتخيل،  كان " شهاب" يتابع اخبارها و يعلم أنها وافقت على هذه الجلسة اللعينة لم يستطع إيقافها طلب من " بدران" أن يخبره بموعد هذه الجلسة فـ وافق  و لكنه لم يهاتفه في هذا اليوم تحديدًا كي لا يعرف و يأتي و يحدث ما لا يحمد عقباه .


 وضع الرجل الملعقة  الساخنة  على لسا نها  اكثر من ثلاثة مرات و في كل مرة لم تتأثر بأي شئ على الرغم من أنها على يقين بأنها على حق. إلا أن الموقف الذي تتعرض له فريد من نوعه بالنسبة لها، لم يتحمل " بدران"  رؤية ماحدث  ليس لأنه ذو قلب ضعيف لكنه ذو قلب رحيم .



بعد مرور يومين  من هذه الواقعة بدأت المناواشات في عودتها،  و بين هذا و ذاك  عادت بأمرًا من أبيها بحجة  ما تحمله في احشائها  و كانت هذه هي بداية العودة و بداية الصفحة  للطرفين،  و اللعنة الحقيقة  لـ شهاب حين دخل والده و نقل له آخر الأخبار  لجمت الصدمة لسانه كأنه في عالمٍ آخر غير الذي فيه هي، خرج من غرفته و تركه يستوعب الصدمة بهدوءٍ عله يُجبر عقله و قلبه أن النهاية أصبحت محتومة 

لم يشعر بنفسه و هو يرفع هاتفه على أذنه  في انتظار ردها، و قبل أن يتحدث و يعبر عن غضبه الشديد، وصل إلى مسامعه صوت بكائها و نحيبها هدأ قليلًا ما أن علم أن تم الضغط عليها لتعود له بسبب الطفل الذي ينمو في أحشائها،  رد مقاطعًا بصراخ قائلا: 

- ازاي عاوزة ترجعي لـ اللي ضربك و بهدلك ؟  يعني إيه عشان اللي في بطنك،  خلاص نزلي ،  ايوة نزلي، أنا بردو اللي مجنون، كلكم زي بعض كلكم نفس العينة هي خانتني  زمان و أنتِ  بتخو نيني  دلوقت !!



كانت هذه الكلمات تدوي الغرفة، ختمها بصرخات لاول مرة يشعر بأنها تجاوزت الحد،  قام بضرب هاتفه عرض الحائط و كل ما طالته يـ ـده تتدمر بالكامل،  ظل في حالة من الإنهيار حاول والده أن يلج الغرفة لكنها مغلقة،  هوى على الأرض بعد أن نال من التعب و الاحباط سقطت دموعه و لأول مرةً منذ فترةً طويلة الوضع الآن تحول تمامًا كاد أن ينتصر في معركته بين القلب و العقل و لكن القدر هزمه كسابق عهده .


❈-❈-❈


في منزل " نبيلة و عبد الكريم" عادت لبيتها من جديد،  بعد مكالمتها مع " شهاب" و الذي وصفته بالمجذوب و الذي تجاوز الحد، كان زوجها جالسًا جوارها صامتًا لا يحدثها أو ينظر لها،  دقائق مرت عليهما قبل أن يقول بصوته المتلعثم معاتبًا إياها قائلا :

- الموضوع كبر بنا و أنا السبب و أنا عارف دا،  المفروض عليا كنت اتكلمت معاكِ  هنا في الشقة واحنا قافلين بابنا علينا بس اللي حصل حصل، أنتِ السبب في اللي أنا عملته 

- أنا السبب يا عبد الكريم ؟ 

- ايوة 

- ليه بقى ؟ 

- عشان قلت لك لو محتاجة حاجة قولي لي مش تروحي للغريب و تمدي ايدك 



ردت " نبيلة " بنبرة مغتاظة و قالت مصححة جملته 

- قصدك اشتغلت عشان اجهز نفسي،  مش عشان امد ايـ ـدي و بعدين أنا مرضتش ازود عليك أكتر من كدا،  أنت كمان كنت محتاج لكل قرش 



رد بإنفعال و قال 

- ملكيش دعوة أنا مااشتكتش ليكي أنا راجلك و أنتِ مسؤولة مني 



حاولت أن تهدأ من غضبه و هي تقترب منه محاولة بداية جديدة، تعلم خطأها و تعترف به هذا ما قالته والدتها، كم تمنت أن لا تحمل بأحشائها قطعة أخرى منه،  تمنت أن يتتطور إلى الانفصال  و تتخلص منه،  لكن متى كان القرارات المصيرية كانت من تخصصها ؟! 

وضعت يـ ـدها على كتفه و قالت بنبرة هادئة

- طب يا عبده  أنا هانسى اللي فات  و أنت كمان انسى و تعال نعدي اللي حصل عشان خاطر اللي جاي في الطريق دا و 



قاطعها و هو يدفعها على الأريكة، مال بجذعه و بدأ يٌقبلها بعنفٍ حتى اختلطت الد ماء بقبلاته تأواهت بصوتٍ مكتوم و هو تحاول بشتى الطرق دفعه بعيدًا عنها،  لكنه لم يكترث لِمَ تفعله قام بتقيد يـ ـدها و بدأ في مضاجعتها عنوة كان ذاك الرجل الذي يمارس معها أسوء انواع الممارسة الحميمية  ليس هو نفسه الذي تغنى بـ عشقها ليلًا نهارًا .


سقطت دموعها و كلمات " شهاب " تترد على مسامعها  و هو يحذرها بأنه لن يمرر لها هذا الأمر مرور الكرام،   انتهى من فعلته الشنيعة  و غادر الردهة متجه حيث المرحاض، أما هي تحاملت على نفسها و هي تلملم بقايا نفسها 

و ولجت غرفة الأطفال و قامت غلقها بإحكام 

ظلت تبكِ حتى خارت قواها في البكاء،  مدت يدها و هاتفت شقيقتها لتنجدها من المأزق الذي اوقعت نفسها فيه مرةً أخرى . 


❈-❈-❈


و ما هي إلا نصف ساعة على الأكثر و أتت مهرولة إليها،  ولجت و هي تسبه مرة و تلعنه الف مرة،   لم يكترث لها و تركها تساعد شقيقتها لدخولها المرحاض لـ تغتسل،  نظرت لخيط الدم الذي نزل على فخذها،  اسرعت في  اخراجها من المرحاض،   و قامت بمنادة والدته. و ابن اخيه قائلة 


- يا فارس واد يا فارس هات لنا تاكسي بسرررعة 



بعد مرور نصف ساعة من تعليق المحاليل الطبية،  و تعليمات الطبيب بأن تلتزم الفراش حتى نهاية الشهر الثالث حفاظًا على حياة الجنين، أتى زوجها بعد أن علم ما حدث، رفضت رؤيته و أمرته بالإبتعاد عنها حتى لا تقتل حالها .



استمرت على هذا الحال  ما يقارب الأسبوعان اصيبت بـ إنهيار عصبي حاد،  عادت لـ بيتها من جديد و لماسأةً جديدة و لكن هذه المرة أقوى من ذي قبل لن تتركه ينفرد بها و لو فعلها سوف تقتله و لو حكم الأمر .



لم تصل إليها أي أخبار عنه  بالأحرى لا تريد و كم تتمنى أن لا يعرف عنها أي أخبار، حتى لا تنكسر أمامه لكنه يعلم كل شئ منذ دخولها المشفى،  و حتى هذه اللحظة التي تقف فيها في المطبخ تصنع لنفسها قدحًا من القهوة الفرنسية،  جلست على أرضية المطبخ،  بعد أن انتهت من صُنعها،  كفكفت دموعها و هي

 تتحـ ـسس باطنها و تحدثها بعتابًا قائلة 


  - جاي الدنيا تعمل إيه فاكرها حلوة أوي يعني لا أب حلو و أهل حلوين و حا جة في الدنيا  جاي أنت ليها ليه بقى ؟ 



قطعت عتابها و حديثها مع جنينها ما إن ولج من باب الشقة و في أقل من ثوانٍ كان يقف على أعتاب باب المطبخ،  و بين يـ ـده بعض الأطعمة الجاهزة الذي ابتاعها لها خصيصًا حتى لا ترهق نفسها في اعداد الواجبات،  و لج و بدأ يضع الطعام في الصحون و هو يقول بجدية 


  - أنا عارف إنك جعانة  و اكيد مش قادرة تعملي حاجة  عشان كدا جبت أكل جاهز عشان نتغدا سوا و 



قاطعته قائلة بتقزاز دون أن تنظر إليه 

  - اطفح أنت أنا مش عاوزة منك حاجة أنا الموت عندي اهون عليا من إني اكل من ايـ ـد حيوان زيك 



سكت أمام إهانتها له فـ هي محقة في كل كلمة تحدثتها،  كما أنه يعمل بنصيحة والدته حين قالت له أن يتريث قليلًا قبل أن يخطو خطوةً واحدة،  الوضع اصبح أسوء من ذي قبل، كلما قام بإصلاحها من طرف افسده من الطرف الآخر لذلك يجب عليه أن يتريث قليلًا و يستمع لنصيحة والدته،  نسى و حاوط ذراعها بكفيه فـ سرعان ما نزاعتهما عنها بتقزاز و هي تصرخ قائلة:

  - ابعد ايـ ـدك عني يا حيوان  و إياك تفكر تقرب  مني و إلا و الله ها قتـ ـلك و لا يغمض لي جفن،  أنا خلاص مش  باقية على حاجة 

  - يا نبيلة أنا آسف غصب عني 

  - آسف و غصب عني دي تقولها لما تكسر لي كوبية و لا طبق من المطبخ مش لما 

تغتـ ـصبني و تضربني  و تخليني اعيش حاجات أول مرة في حياتي اعيشها، آسف دي تقولها لما  تهزر معايا هزار سخيف ذيك مش لما تتدمر صحتي و تخليني انزف بسبب القر ف اللي عملته و تعرضني  و تعرض ابني للخطر يا ريته نزل و لا فضل جوايا و يربطني بيك العمر كله

  - أنا بحبك 

  - و أنا مابحبكش و الله حاولت حتى اعجب بيك و معرفتش  كنت بحترمك و بقول عنك جدع و شهم بس الظاهر إني كنت غلطانة تحب تسمع الأكبر من كدا ايوة عمري ما حبيتك و بعد اللي حصل لي دا مستحيل احبك  و الله ما ها عرف احبك يا عبد الكريم،  أنت حيوان و مغتـ ـصب و تستاهل الموت بس أنا مش هلوث إيـ ـدي بيك  لو راجل لو عندك ذرة رجولة مع إني اشك إنها عندك اساسًا تبعد عن وشي  و تشتري عمرك و تطلقني طلقني عشان أنا و أنت وصلنا لـ حارة سد .



أزاح كوب الماء من على سطح المائدة الرخامي لـ يصل إلى مسامعها صوت ارتطادم زجاجها  بالحائط، كل هذا كان تحت مرئى و مسمع " فارس" معظم الكلام الذي قالته لا يعرف مدى خطورته أو المعانأة التي عاشتها مع عمه رغم صغر سنه و الذي تجاوز العشر سنوات،  إلا إنه يعلم أن عمه حاد الطباع، قاسٍ في بعض الأحيان مثله كـ مثل أبيه و عمه  الثاني،  على ما يبدو أن هذه العائلة لا تملك إلا القسوة و القوة في التعامل مع الآخرين .



❈-❈-❈


صعد إلى شقته وجد والده يتحدث مع والدته عن أخيه و زوجته،  كان يقارنها بجسد "نبيلة"


تصرفاتها كل شئ حتى وصل به الحد أنه يتخيلها هي أثناء ممارسة علاقتهما الحميمية تولدت الغيرة و الغيظ تجاهها،  و كأن تلك المسكينة كان ينقصها مقارنة شقيق زوجها، ظل " فارس " يتابع بأعين داهشة لا يعي ما يدور حوله و لكنه شعر بالنفور من وصف والده و ملامحه تصرخ في امتلاك زوجة عمه مما جعل والدته  تصرخ من فرط غيظها،  و أخيرًا انتهبوا لـ وجود ابنهما سألته والدته عن ما يدور في شقة عمه فـ كانت إجابته واحدة لا تتغير اغتاظت منه فـ لكزته في كتفه و قالت 

- هو إيه اللي ماعرفش انطق يا واد صوتها عالي ليه ؟ 

- بتضربيني ليه ما قلت لك ما عرفش أنا كنت عند ستي حتى اسألي ستي 

- طب قوم غور من هنا و نام في اوضتك 

- طب أنا جعان 



رد والده وقال بـ انزعاج قائلا

-ما تغور يا واد كُل عند ستك يا روح ستك 



نفذ " فارس " حديث والده و هبط إلى جدته 

سرد لها ماحدث وطلب منها أن تطعمه لأنه يتضور جوعًا،  ربتت على رأسه  بحنو و حب ثم احضرت له الطعام و ضعته امامه و بدأ يتناوله في نهمًا شديد،  كانت تطالعه في عطفٍ و شفقة تنهدت بعمق ثم قالت بتذكر 

- هو ابوك يا فارس كان بيقول على مين الكلام اللي سمعته دا ؟

- ها ؟ 

- قول يا حبيبي متخافش قول 

- كان بيقول على مرات عمي 

- مرات عمك مين فيهم يا واد انطق 

قول متخافش مش ها قل له بس قل لي أنا ستك حبيبتك 

-  كان بيتكلم على مرات عمي عبده

لطمت الجدة بيدها على صدرها، من هول الصدمة حاولت أن تستدرج حفيدها في الكلام 


و تعرف ماذا قال والديه على و جه التحديد،  لكنه لم يفصح عن الكثير، هو يحب والديه و يضيق صدره إن تكلمت جدته بطريقة غير لائقة ليهما رغم صغر سنه إلا إنه يعي جيدًا أن والدته لا تحب سوى أخواته و يشعر دائمًا بالتفرق بينهما،  و عندما سأل جدته ذات مرة عن السبب قالت إنه يتوهم ليس إلا،  حتى جاءت الطامة الكبرى في نظره و علم أنها زوجة أبيه و لست والدته التي انجبته،  كان مدلل لديها لمدة ثلاث سنوات و عندما علمت بـ حملها الأول نبذته و اهملت في رعايته،  لم تكن هذه الأ تفاقية التي سرت بينها و بين زوجها كان يكرر دائمًا عليها أنه ولد يتيمًا و لم يرَ ولدته منذ نعومة أظافره،  و أن جدته هي من تولت رعايته عامه الأول،  و هو الآن يريد أن يتزوج و ينجب له أخوة غيره، كانت كـ الملائكة معه و عندما انجبت اخوته تغيرت تمامًا ظل يتسأل عن السبب و لا يجد له إجابة


فـ ضاق صدره و تقبل الأمر الواقع و لم يعد يتسأل و قبل بمعاملة والده التي تتغير مثل البحر على حسب وصفه،  رفع بصره وجد جدته تنظر له نظراتٍ حائرة لا تعرف بما تجيبه 


حتى وجدت ضالتها 


- بص يا واد يافارس إيه رأيك تقعد معايا و متطلعش فوق تاني 


- لأ يا ستي أنا عاوز اقعد مع ابويا و امي 


- ما هو كل شوية يضربك لما عدمك العافية.


- أنا بحبه ياستي هو ساعات يبقى كويس 


- و دا من إمتى كان كويس معاك دا بسمع صوتك ليل نهار يدق فيك و أنت لا حول ليك و لا قوة 



قاطعها قائلًا بـ إبتسامة واسعة و هو يمرر لسانه على شفتيه بإشتهاءٍ


- بقل لك إيه يا ستي ما فيش كوبية لبن زي اللي شربتها عندك امبارح ؟  


- حبيبي يا ابني نفسك في اللبن يا فارس ؟ 


- اه يا ستي امبارح فضلت اقول لـ أمي عاوز لبن قالت اخر كوبية اخوك خدها بعدها قامت حطت لي مياه مكان اللبن و قالت اشرب،  بس كان طعمه و حش اوي  



ضربته بخفة معاتبة إياه قائلة بنبرة مغتاظة 


- و لسة بتقول بتحبها،  و الله خسارة فيها الحب دا و أنت ازاي متنزلش تشرب عندي 


- ما هو أنتِ يا ستي بتبقي نايمة بدري و كمان  ابويا يقل لي لو نزلت متطلعش فـ بفضل فوق بقى و خلاص 


- خلاص. بص كل يوم قبل ما تطلع تنام تعال كُل و اشرب كوبية اللبن و بعدها اطلع 



ختمت حديثها بنبرة حزينة قائلة


- الله يرحمها أمك كانت أميرة و مكنش ليها تاخد ابوك دا و أنت يا واد يا فارس طالع لأمك غلبان و ملكش في حاجة أبدًا و 


قاطع حديثهما دخول " عبد الكريم" و هو يبحث عن بعض الأدوات المستخدمة في عمله 


أشارت له والدته عن مكانها ولج  الغرفة الصغيرة و خرج منها حاملًا الصندوق، طلب من ابن أخيه مساعدته و حمل ما يستطع حمله و يتبعه حيث شقته،  نفذ فارس ما أمره به عمه و  ماهي إلا دقائق و كان يقف فوق رأس عمه،  ظل ينظر بأعين ذاهلة ما يصنعه 


أما زوجة عمه كانت تشاهد التلفاز دون أن تلتفت إلى الجالس أرضًا و يصنع عمله، كرهت هذا المجال و كرهت الصدفة التي جمعتها بهِ 


ظلت تفكر في حديث " شهاب" لماذا يتهمها بالخيانة،  و من تلك الفتاة التي تر كته كما فعلت هي، و عن أي عشق يقصد !! 


تساؤلاتٍ عدة تتدور في رأسها و لم تجد لها إجابة واضحة، انتبهت لـ سؤال " فارس" 


حين سألها بفضول و هو يجلس جوارهاز


- هو أنتِ يا مرات عمي بتشتغلي الحاجات بردو ؟ 



ردت " نبيلة " بشبح إبتسامة و قالت 


- كنت، كنت بشتغل في الحاجات دي بس خلاص مبقاش ليا نفس اشتغلها 


- خسارة ليه بس دا شغلها حلو اوي أنا نفسي اتعلمه 



ردت بمرارة في حلقه و دموعها تتسابق لتنزل و هي تقول بتحذير لم يفهم معناه حينها 


- اوعى يا فارس اوعى تعشق شغل الاكسسوارت دا 



سألها " فارس" بعدم فهم قائلا 


- ليه يا مرات عمي 



أجابته بمرارة قائلة


- شغلها لعنة على صاحبها هتخليك مش شايف حاجة غيرها و لا ها تحب حاجة غيرها و أنت لو وقعت في حبها محدش ها يعرف يخرجك منها 



رد " عبد الكريم " ليعلن عن وجوده أخيرًا و قال بصوته المتلعثم 


- مش  اوي كدا شغلها حلو و سهل يا فارس لو أنت عاوز تتعلمها بسرعة 



تركت " نبيلة " المكان و دخلت حجرتها الجديدة و انعزلت ككل يوم، أما فارس بدأ يلاحظ ما يغعله عمه و يحاول تقليده،  فشل في المرة الأولى و ضاق صدره في الثانية و كاد يصرخ في الثالثة،  تركها و لم يقترب منها و لكن ظل عقله متعلقًا بها،  تمنى أن يأتي عليه يومًا و يُطلق  عليه لقب (عاشق النحاس) 


و يصنع مصوغات و مشغولات يرتديها الجميع،  ظل يفكر في الأمر و تحديدًا بعد أن علم أنه له مكسب لا بأس بهِ .



مرت الأيام رتيبة لا جديد فيها تمر كـ غيرها من الأيام  ظلت " نبيلة " منعزلة في شقتها حتى تجاوزت حالتها النفسية تلك، بالكاد تجاوزت لم تستطع وصف حالها و هي تستمع لبكائه أسفل قدماها، حتى لو بكى دمًا بدلًا من الدموع لن تغفر له فعلته،  اصبحت تشعر بالإشمئزاز منه،  أما هو يفعل ما تريد فقط ماتريده هي،  يقضي معظم الوقت في الخارج و عندما يأتي تضع له الطعام و لم تأكل معه 


حاول أن  يعتذر بدل المرة مئة مرة و لكن لا حياة لمن تنادي، طلب من والدته التدهل فـ لم ترد أيضًا على طلبها و رفضت العودة كما كانت 


غادرت والدته و خيبات الأمل تجرها خلفها،  أما هي  قررت إن من عزلتها هذه و تجلس مع والدته قليلًا من الوقت،  لم تكن تعلم إن تلك الحرباء تدبر لها مكيدة للتخلص منها، استمعت للخطة التي قالتها لزوجة شقيق " عبد الكريم"


الأخرى حذرتها مرارًا و لكنها لم تستمع و طلبت منها أن تبعدها عن هذا الجنون،  عادت مرة أخرى إلى ردهة الشقة بعد إن كانت تريد أن تروي ظمأها،  و ماهي إلا دقائق و غادرت المكان فجأة دون تفسير . 



مكثت في شقتها أكثر من ثلاثة أيام دون أن تخرج منها، تفكر و تدبر لها مكيدة هي الأخرى فـ وجدت أن ما كانت تريد فعله بها هو أفضل عقابًا  لتتجرع من نفس الكأس .


قامت بسكب الزيت فوق درجات سلمها و دخلت جالسة على مقعد صغير خلف باب الشقة في إنتظار سماع صوت صراخها، لم تكن تعلم أن ذاك الشيطان الصغير رأها و لم يتكلم 


وثبت عن المقعد و تفتح باب شقتها و قالت بحزنٍ مصطنع 


- إيه دا اللي وقعتي ازاي يا ترى ؟!  لأ الف سلامة  كان نفسي اساعدك بس للأسف حامل و الدكتور مانعني اشيل حاجات تقيلة 


تعلم جيدًا أنها السبب و لم تتحدث لأنها تعرف أنها لن تمرر ما حدث مرور الكرام،  انكسر ساقها و انتهى الأمر، ولجت " نبيلة"  شقتها تاركة تلك الأخيرة تتألم من كسر ساقها.


ظلت هكذا حتى مر اليوم كله دون أن يزورها أحد،  و قبل عودة زوجها أتاها " فارس" و لم تستقبله، تحدثت معه على اعتاب شقتها قائلة 


- عاوز إيه يا فارس 


عاوزك تعلميني ازاي اعمل خاتم و عقد و الشغل دا 


- ليه بقى ؟ مش عمك بيعلمك !  

- لا دا بيخليني. انضف من حواليه. و بيعلمني بس بيتعصب عليا لما الغبط حاجة  

- أنت كداب عمك. بيحبك و بيحب يعلمك كل حاجة  قول الحقيقة يا واد أنت عاوز تتعلم مني انا بالذات ليه ؟! 

- أصل بصراحة أنتِ بتعملي حاجات البنات حلوة اوي. و عرفت إنه بيكسب حلو قلت اتعلمه و اصرف على نفسي بدل ما ابويا بيأكلني مرة واحدة في اليوم 


- و إيه اللي يخليني اعملك يعني عملت لي إيه يخليني ااقول انك جدع و اديك سر من أسراري 


دخلتك الشقة بعد ما  ماكنتي عاملة زي المتذنبة  من ابلة المدرسة و عمي قالك استني لحد ما اجاي  من كام يوم 


- بردو مش حاجة تخليني أمان لك 


- يبقى عشان أنا واد جدع و ما قلتش لأمي إنك حطيت الزيت ع السلم و رجلها اتكس



جذبته عنوة من ياقة منامته و يدها تكمم فمه نظرت حولها  وقالت بإبتسامة مزيفة 


- ادخل يا فارس ادخل يا حبيبي ولاه أنت. شوفتني ازاي ؟ 


- أنتِ يامرات عمي صراحة ربنا يعني بتعملي زي العيال و كل جريمة بتعمليها بداري عليكِ فيها 


يا تعملي الجريمة يا تقولي لي و أنا اعملها بدلك


 يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة