-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 33

 

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الثالث والثلاثون

تم النشر بتاريخ

15/10/2023


كان ينظر إلى حماته بإبتسامة، وما أن قالت: 


_ ماشي  يا ابو رحيم 


حتى ضحك بخفة وهو يحاوطها بذراعه، ويقول:

_ هو انا الوقت بقيت ابو رحيم، مش ابنك مش انا احمد ابنك حبيبك اقرب ولادك ليكى.


_ أنت أدرى يا ابو رحيم. 


تحركه معها إلى المكتب،  او بمعنى اصح سارت معه إلى حيث يريد، وهو يقول:


_ محتاج نتكلم انا وانت شوية هتفهمي يا أمي وتعذريني، وبعدين انا لو عملت اللي انت عايزاه مش عاجب، ولو ما عملتش مش عاجب طب اعمل ايه؟


ظىت له بدهشة فلقد قلب الآية، هو المظلوم من وجهة نظره، ابتسم فقد ادرك ما تفكر فيه:


_ المفروض تعرفي ان انا ما اقدرش ابعد عنها


_ لا يا راجل، ده انت  بقى ينطبق عليك المثل اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب!


 ضحك بصوت مرتفع، وهو يتحرك بها الى المكتب، ثم وقف وهو يتكلم من فوق كتفه: 


_ حضروا لنا فطور 


_مش هاكل فطرت في بيتي 


_ انا هفتح نفسك 


_انت شايف كده


_ ايوه طبعا.. 


اغلق الباب في وجه سهام التى تشعر بالدهشة وهي تنظر له هو وأمها أم هو ما ان ساعدها لتجلس حتى قال: 


_اللي حصل يا ستي انها وقفت قصادي في وقت مش ينفع انها تعمل كده. 


_ يعني كنت عايزها تسيبك تموت الولد وبعدين ترجع تندم! 


_ طب وانتى تصدقى ان انا ممكن اعمل حاجة زي دي؟ رحيم اغلى عندي من روحي.


_ ده حقيقي  بس ده ما يمنعش ان انت في غضبك ما بتشوفش قدامك، ازاي رفعت عليه مسدس؟ ازاى جالك قلب تعمل كده؟


_ مش عارف اقولها لك ازاي، بس اللي عمله كان يستحق أكثر من اللي أنا عملته بكثير، الموت نفسه ما كانش كفاية.


_ ليه ان شاء الله هو عمل ايه؟ 


_انا بقى لي سنين متجوز بنتك تعرفي انا بشتغلي ايه؟


_ كنت ضابط وبقيت رجل أعمال، عندك شركة بتدرها.


_ لا يا امي ما كنتش ضابط وسيبت الشغل، انا لسه ضابط، انا ضابط مخابرات يمكن بعد السنين دي كلها اقدر اقولها لك، انا حاليا رئيس قطاع في المخابرات العامة المصرية..


الصدمة على وجهها جعلته يبتسم وهو يربت على كفها، ويقول:


_ ما ينفعش حد يعرف، واللي عارف كنت بقول أمن دولة، بس المستحيل اللي عمري ما تخيلته، أن ابني يحب واحدة مش من دينا ولا من جنسيتنا، ولا ينفع تنتمي إلينا في أي حال من الأحوال، ابني عاش عمره يتدرب على انه يبقى زيي، ما ينفعش النهارده يجي يقول لي بحب واحدة، او يعمل علاقه مع واحدة، ما تنسانيش لينا وما ينفعش تدخل في بيتنا، ده بالنسبة ليا خيانة لأن الاختيار بيني وبينها،  بين شغله وبلده وهي 


_ مش فاهمه يا ابني انت عايز يخطب واحدة مش مصرية.

_ الموضوع مش كده، الموضوع ان انا كنت عايزه يفوق قبل ما يقع اكثر، قبل ما يضيع نفسه ويضيع حلمي فيه لان المفروض واحد زي رحيم، كان يعرف كويس إيه هي المحرمات على ضباط المخابرات، ميفكرش في حاجة منها، وبعدين مش من قلة البنات في مصر..


 نظرت له بصدمة وهي تفكر هل من الممكن ان يقع في حب أخرى غير داليدا؟ التي تهيم به عشقا منذ نعومة اظافرها، تلك الطفلة التي فتحت عينيها على الدنيا على عشقه، يأتي هو يرتبط بأخرى، ويتركها تعاني المر.. 


أما في الخارج كان رحيم يسير بجوار داليدا التى تذوب خجلا وهي لا تقوى على رفع عينيها،  لتنظر له ولكي ترفع عنها الإحراج نظرت إلى خالتها بأبتسامة وهي تقترب لتضمها وهي تقول: 


_انا اسفة يا خالتو


_ على ايه يا قلبي


_ اصل تيتا كانت بتكلمني وقلقانة عليكم وانا من غير ما قصد عكيت الدنيا وقلت ليها انكم هنا. 

_ما دي الحقيقة  هو أتت كدبتي،  الغلط عندي انشغلت ونسيت اطمنها 

_ يعني انت مش زعلانة مني

_ ازعل من بنتي؟  انت بنتي اللي مش خلفتها كان نفسي في بنوته..  


ضمتها مرة أخرى واجلستها في حضنها  بينما في الداخل كانت الأفكار على وجه حماته، 

ربما لا تدرك ان احمد يستطيع ان يقرا افكارها ابتسم، وهو يقول: 


_انا لو لفيت الدنيا مش هلاقي زي داليدا لرحيم انا لو هختار له مش هختار غيرها، ولا هلاقي افضل ولا اجمل ولا احسن منها، داليدا تستاهل اللي يقدرها ويصونها ويحبها ويحترمها، دليدا ده حاجة كده زي سهام مبتتكررش، وهو لمَ يفتح عينيه ويشوفها، ويعرف كويس انه كان غلطان.. 


_وهي بنت بنتي محتاجه تستني لمَ  رحيم بيه يشوفها ده 1000 مين يتمناها، ده كان متقدم لها حد الأسبوع اللي فات، وهي رفضت.. 


كان يطرق الباب وهو يقول:


_ الفطار جاهز 


نظرت له جدته بخيبة امل، ثم رجعت لتنظر الى أحمد مرة أخرى، وهي تقول  : 


_وماله عشان خاطرك يا ابو رحيم بس يا ريت تعمل اللي قلت لك عليه، ما تنساش تحاول تقنع داليدا توافق على عريس، لانه شخصية محترمة حد كويس وابن ناس ومعيد في الجامعة سهر بتشكر فيه..


 رحيم: عريس مين يا تيتا؟ هي ما قالتش ان متقدم لها حد! 


_وهي المفروض تقول


_ اه مش احنا عيلة


_ يعني هي كانت قالت ليك على اللي قبله؟ دول كتير اوي  يا رحيم، خالتك بتشد شعرها منها كل عريس ما يترفضش، والكل بيتقد لمَ يشوفها او يتعامل معها، مفيش حد جاي صالونات ولا عشان بنت أدهم البيهي او الدكتورة سهر، وبرضوا مترددة مش عارفة ليه 


الصدمة على وجه رحيم كانت واضحة، نظر له احمد وابتسم:


_ايوة يا رحيم وعشان احنا عيلة يا حبيبي،  حاول تساعدها انها تاخد قرار، حرام تضيع الفرص دي،  ويلا عشان نفطر وانا شايف ان داليدا قريبة منك بتعتبرك صديق مقرب، يا ريت تحاول تقنعها، لان الكلام اللي سمعته من جدتك عن العريس الأخير بيقولوا أنه حد مميز وداليدا تستحق حد مميز، يحبها يخاف عليها ويصونها.. 


_ حتى لو كلامك صحيح، احنا ليه نضغط عليها من أصله، ما دام هي مش حساها الجواز مش بالعافية..


_ فعلا بس  انت محموق كده ليه؟


_ انا؟ 


_لا انا يلا نفطر..


 تحرك رحيم  بحدة ممزوجة بغضب يظهر فيه خطواته، مما جعل احمد ينظر إلى حماته، التي ابتسمت وهي تقول:


_ الله طب ما الواد متضايق اهو انها تروح لحد ثاني، امال ما تكلمش ليه؟


_ يمكن محتاج يفوق، طيب المهم انت لسه زعلانة يا غالية يا ام الغالية


_ هو انا بعرف ازعل منك


_ حبيبتي يا امي، انا ما بخافش في الدنيا غير على زعلك انت، طيب انت عارفة كويس إنك غالية عندي، ومن اليوم اللي اتفقت معايا فيه اني ما ازعلهاش، وحاولت قدر الامكان بس بصراحة اللي يتجوز بنتك يبقى صعب قوي انه ما يتعصبش ويتضايق، عارفه يعني ايه تهتم بالكل وأهم حاجه كل اللي حواليها وفي الآخر تقولي ما أنت عارف بحبك قد إيه.


_ طب ما دي حقيقة،  وانت عارف انها بتحبك قد ايه. 


_ مين يشهد للعروسة؟ 


_ أنا بشهدلك من قبلها.


 قبل جبينها وهو يتحرك ممسك يدها إلى السفرة، لقد اخذ منها الوهن ماخذه، ما ان اقتربت سهام حتى اشارت لها، وهي تقول:


_ لسه فاكره 


داليدا: انا غلطانه اني قلت لك انهم وصلوا وبعدين زعلانه انهم اتصالحوا؟ 


_انا زعلانة اني كنت في همهم مدعية وفي فرحهم منسية..


 ضحك أدم بصوت مرتفع، وهو يقترب يقبل جدته، ويساعدها لتجلس ويقول:


_ عندك حق والله يا تيتا انا لو منك اشد ودانهم هم الاثنين، المهم تعالي يا جميل اقعدي جنبي..


_ طيب يا سي آدم أأقعد جنبك احنا نطول نقعد جنب القمر أخر العنقود. 


_ بس الزعل ده مش بس عشان سو والوحش في حاجة ثانيه مضايقاك، ولا إيه؟


_ اه يا اخويا هو اللي يعرفكم يرتاح، قال «يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات»


❈-❈-❈


_ مين اللي مزعلك يا ماما حد من اخواتي مضايقك

_ لا مش حد من اخواتك، بنت اختك داليدا هانم اللي كل يوم ترفض لي عريس زي الورد، مش عارفه اقنعها ازاى..


 تحركت العيون الى داليدا ينظرون إليها بينما هي شعرت بالارتباك، وهي تقول: 


_هو الجواز بالعافية يا تيتا ولا ايه مش حساه 


_وانت طول ما انت بتفكري بالطريقة دى مش هيعجبك حد ادي لنفسك فرصة و..


 شعرت بخجل من كلام جدتها ومن الانظار المصوبة عليها، وهمت لتنهض حتى تبتعد عن السفرة،  تتحرك لتذهب فبعد ما قالته جدتها لا تتوقع أن يتوقف، عن سرد المزيد هل تستطيع ان تفضحها أمام الجميع؟ هل تستطيع أن تخبره بمشاعرها التي تكنها إلى رحيم. 


امسك يدها قبل أن تنهض وهو يقول: 


_ اقعدي يا داليدا جدتك خايف على مصلحتك بس مفيش حد يقدر يجبرك انك تختاري حد انت مش عايزاه، ما تخافيش انا جنبك. 


التفتت لتنظر له قلبها في عينيها، بينما كل ذرة في كيانها ترتجف، لم تدري ماذا عليها ان تفعل؟ جذبت يدها منه بهدوء، بينما احمد وسهام ينظران لبعضهما بابتسامة، هل بدأ يشعر بها؟ ام هو مجرد اهتمام بابنة خالته، التي لا يقبل ان تجبر على الزواج من أحد لا تريده، وهل يستطيع احد من الاساس ان يجبر داليدا على شيء؟ 


بعد وقت كانت داليدا تتحرك لتذهب من اجل محاضراتها، بينما جدتها اجبرت على ان تبقى من احمد وسهام، ورغم انها كانت تريد الذهاب الى بيتها حيث ترتاح، إلا ان سهام اخذت تقبل يدها ورأسها، وهي تقول:


_ خليك معي شوية اقدي معي كم يوم خليكي قاعده معانا..


_ ليه هو انت افتكرتينى؟  إلا لمَ جيت اسأل.


 القت بنفسها في حضنها، وهي تقول:


_ مش عارفة اقولها لك ازاي، بس انت عارفة رغم السنين والعمر ده كله، اني بصة واحدة في عينه بتخليني أنسى الدنيا وما فيها.


ابتسمت لها ام هي التفت على صوت  ضحك احمد المرتفع وهو يقول:


_ لا ده انا مسيطر بقى


 ابتسمت اسماء وهي تربت على خد ابنتها وتقول:

_ ربنا يسعدك ويفرح قلبك يا حبيبتي انا عارفه انك روحك فيه..


احمد: ومش عارفه ان روحي فيها، طب وصيها عليا شويه بنتك بخيلة


اسماء: بعد السنين دي كلها جاي تكتشف انها بخيلة


 قبل جبين حماته ونظر إلى سهام وهو  يقول:


_ سو هانم ام الكرم كله ولا ايه.


 نظر لها نظرة ذات مغزى، فدفعته ليذهب الى عمله، لكنه امسك يدها وهو يقول:


_في ملف في المكتب، لازم نتناقش فيه قبل ما امشي بما انك النهاردة اجازة. 


هزت راسها وتحركت معه إلى المكتب  وما ان اغلق الباب، حتى جذبها إلى حضنه يضمها بين ذراعيه، وهو يقترب من شف،، تيها المكتنزة يقبلها بشغف، وعينه تنظر في عمق عينيها لم يتركها إلا لحاجته إلى الهواء، وهو يهمس أمام شفتيها:


_ مستني نوبة الكرم بتاعتك في سهرة الليلة 


_ على اساس اني هنام جنبك اصلا انت متضمنش، يا احمد بيه وبعدين اللي حصل امبارح تنسي لحد اخر الشهر  ..


_ قصدك لاخر اليوم  أذا كا كده ماشي


_ أنا بتكلم جد 


_ وانا كمان  


قبلها مرة اخرى بعشق وشغف وهو يستمتع بانينها باسمه وكأنها تعترض لكنه اعتراض واهي كحال مقاومتها  همس بجوار اذنها 

_ أنا وأنت والليل طويل، قتيلك الليلة  


_ أحمد 


_ قلبه.. 

بعد وقت كان يتحرك هو رحيم بينما هي بقت مع امها، تسرد لها ما حدث كيف تم الصلح وكيف انتهت تلك المشكلة


❈-❈-❈


 اما هناك كان أدهم ينظر الى تلك التقارير التي أتته، وهو يشعر بالصدمة كيف استطاع ذاخر أن ينفق كل تلك الأموال؟ وكيف يستطاع أن يسحبها من البنك ومن الاساس؟ هو لم يوقع له! هل نسى شيء في الاتفاق، أعطاه صلاحية أن يستطيع السحب من البنك؟ وقتما يشاء!


 هو لم يفعل ذلك، الدهشة على وجهه انتهت حينما دخلت الى مكتبه دانا، بعد يوم في الجامعة، وهي تقول:


_ باشمهندس اخبارك ايه؟ 


_تمام يا باشمهندسة تعالي، بقول لك في حاجة محيراني أوي.. 


نظرت له بدهشة وهي تجلس بتعب على اقرب مقعد، وهي تسأل:


_ ايه اللي محيرك يا باشمهندس 


_شوفتي التقرير ده؟


 وضع امامها ملف العمل، الذي عمل عليه ذاخر بالأمس، والذي كانت تتناقش معه فيه، وتلك النقاط التي تم تغييرها، بالإضافة إلى سحب مبلغ ضخم من حساب الشركة في البنك، نظرت له بابتسامة، وهي تقول:


_ ماله  يا بابا هو التغيير اللي في الملف ده مش عاجبك؟


_ على العكس عاجبني جدا؛ بس ازاي ذاخر قبل يغير ده، وازاي قدر يسحب الفلوس دي من البنك.

_ هو اكيد كان محتاج توقيعك 


_ما هو ده اللي محيرني! 


_ما هو انا قابلته امبارح، واتناقشت معاه في الملف، كان بيسال عليك وانا كنت في مكتبي، قريت  الملف عشان أوقع على المبلغ المالي المطلوب، لما لقاني بقلب في الملف وبقرا قال لي:

« وبعد ما تقري» 

_اكيد هوقع على الملف واسمح لك بالفلوس اللي انت عايزها، بس في بعض النقاط اللي لازم نتناقش فيها، فقال انا ما بتناقش في حاجة حصلت واتفقنا عليها من قبل كده. 


ادهم: وبعدين 


دانا: ولا قبلين قلت له مش هوقع على اي حاجه الا لما تغير الشرط الجزائي ده، بعد نقاش طويل وافق 


لم يكن يشعر بالسعادة، لان ابنته استطاعت ان تغير أحد البنود التي تم الاتفاق عليها، لصالح ذاخر بل كان يشعر بالخوف، لانها كانت بالقرب منه من الأساس، هناك شيء في قلبه ينقبض، هل سترد له الدنيا ما فعله بالأمس اليوم؟ 


دانا: مالك يا بابا؟ انا عملت حاجه غلط 


رغم عنه أبتسم وهو يقول: 


_انت ما تعرفيش تعملي حاجه غلط يا دانا بس انا ما افضلش انك تتعاملي مع ذاخر ثاني 


_ممكن أعرف ليه؟


 رفع عينه لينظر لها، ولكن قبل ان يرد كانت السكرتيرة تطرق على الباب، وتخبره ان المهندس ذاخر ينتظره بالخارج، اول مرة يشعر بأنه لا يريد أن يراه، خاصة في وجود دانا، لكنه مرغما أشار لها بأن تسمح له بالدخول، كان يدخل بهدوءه العادي، ووسامته وجاذبيته المفرطة، يرتدي ملابس فصلت له، كأنها جزء من شخصيته، عطره يسبقه اليهم، ابتسم وهو يلقي التحية


 ينظر إلى دانا بأبتسامة يخصها بنظرة اعجاب، مما جعل ادهم يقبض على يديه، حتى لا ينهض ليحطم وجه ذاخر من الأساس


 ادهم: هتفضل واقف


ابتسم ذاخر وهو يقول: 


_لا طبعا هقعد ازيك يا باشمهندسة شكلك مرهق أوي، كنت في الجامعة


_ كان يوم طويل


_ التعب اللي بتشوفيه دلوقتي هو اللي هيكون سبب في نجاحك وتفوقك في المستقبل، انا شايف انك هتبقي حاجة كبيرة يمكن تسبقيني انا والدك كمان


_ شرف لي ان ده يكون  رأيك يا باشمهندس ذاخر


 نظر لها بابتسامة وهو يقول:


_ أنا ما بقولش كلام جوزيف انا عارف كويس انت هتبقي ايه؟


 نظر له ادهم بغضب، هل يمتدح عقله ابنته؟ ام يمدحها هي على كل حال؟


 ادركت دانا نظرات والدها فابتسمت بخجل وهي تنهض.


 ذاخر:  على فين هي اذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكة 

_لا ابدا بس ورايا شغل مهم، هخلصه قبل ما ارجع البيت، تؤمر بحاجه يا ادهم بيه


_ سلامتك اقفلي الباب وراكي


 كانت عينه ذاخر تتبعها الى ان خرجت، ينظر إلى ظهرها، كانه يودعها  او بمعنى ياكل تفاصيلها ومعالمها.


 نظر له ادهم بطريقة لم يكن يتخيل ذاخر انه يملكها، لقد كان يحجمه بنظرته، وكانه يقول: 

« لقد فعلتها قبلك! ولن اسمح لك بان تفعلها خاصه بابنتي»

 اراد تغيير الموضوع ولكنه خطا في اختيار البديل


_دماغها ناشفة أوي الباشمهندسة.


_ ليه؟ 


_رفضت توقع الملف إلا لما تناقشني في الشروط الجزائية، رغم اكدت لها اني ما بحبش اخسر حتى لو بشتغل باسم حد تاني، بس ما كانتش مقتنع. 


_وانت اقنعتها 


_حاولت بس في النهاية اتغضيت عن الامر واعتبرته عربون محبة.


_ تقصد ايه؟ مش فاهم! 


_انت عارف الموقف اللي حصل بيني وبينها في اول تعارفنا، واسلوبها في التعامل معايا وقتها خلاني انفعل عليها، في النهاية احنا بنشتغل في مكان واحد، مصلحة المشروع والشركة تهمني. 


_صحيح رغم ان انا اللي شغال معك في المشروع ده، نتكلم في المهم.. 


اما هناك كانت اوديل تنظر إلى عادل، وهي تحاول ان تستشف مقدار غضبه، ولكنه تعامل باسلوب عادي  ليس من اجها بل من اجل امه على أي حال، نظرت له وهي تقول:


_ هل استطيع ان اتصل بسهام لاعتذر لها؟ 


_ لا اظن ان الوقت مناسب


_ ماذا تعني؟ 


_ربما لا زال تشعر بالغضب قد لا تتقبل اعتذارك. 


_هل تعني ان علي ان انتظر؟ 


_اجل عليك ان تنتظري حتى اخذ ميعاد من زوجها، وتكون متفرغة فيه وتستطيع ان تقابلك على اي حال 


انهى كلامه معها، وابتسم لامه وهو يتحرك إلى مكتبه ينهي بعض العمل، وبعدها يتوجه إلى المعمل يكمل ذلك العقار الجديد، الذي يعمل عليه منذ فترة، بينما الينا تنظر لها بابتسامة وهي تقول:


_ليس متحامل ولكن حياة احمد وعائلته ليست كغيرها.


_ أليس صديق لهم وللعائلة


_ أجل أصدقاء وشركاء ولكنه يعرف متى يكون صديقه متفرغ؟ ومتى لا؟


_ حسنا؛ هل لازلت غاضبة مني


_ لقد تجاوزتي بعض الشيء، ولكن في النهاية نحن عائلة وانا اتجاوز من اجل عادل، ومن اجل الاسرة.


 اقتربت لتضمها، فأربت عليها..


❈-❈-❈


أما هناك في بيت احمد رجع في وقت متأخر من الليل، كان يدخل إلى جناحه ليجدها تعبث على الهاتف، تقرأ أحد المقالات..


 خلع عنه جاكيت البدلة  وهو يقترب منها، يقبلها بشغف، وما ان انتهى حتى تحرك إلى الحمام، وبعد حمام سريع كان ينضم لها في الفراش، في ليلة صاخبة كانت اقوى من سابقتها، بعد ان انتهىا من موجة العشق التي اكتسحتهم، نظرت له بصدمة وهي تقول:


_أعمل فيك أيه بس؟ بعد اللي بتعمله ده كله.


_ تحبيني زي ما بحبك.


_ انت حبك مجنون يا احمد. 


_مفيش حد يقدر يستحمل جناني غيرك، مفيش حد يقدر يمتلكني غيرك، بقول لك ايه ما تيجي نقول الكلمتين..


 ضحكت بصوت مرتفع، وهي تقول:

_ لا انسى انت دماغك فيها حاجه ولا ايه.


 دفعته وتتحرك إلى الحمام تقف تحت رزاز الماء يحاوطها كهالة من الخيال، وهي نفسها كانت الخيال بالنسبة له، ولكن هل تنتهي قصه حبهما الملحمية؟ التي عاشت سنوات طويلة ام يبقى حبهما إلى الأبد؟ 


في اليوم التالي كانت سهام تتناول الافطار مع العائلة، وهي لا تعرف كيف تخبر امها ان عليها الذهاب الى العمل، لكن اسماء ابتسمت وهي تقول: 


_ايه يا سهام خايفة تسيبيني لوحدي، هيحصل لي ايه هقعد زي ما انا قاعدة في بيتي لو جودي هيغير نظام حياتكم أروح، روحي شغلك يا سهام هو أنت يعني وانت بنت كنت بتقعدي لي في البيت..


 ضحكت سهام بصوت مرتفع وهي تقول: 


_لا ياسمكة 


كانت تتحرك الى القطاع تنهي بعض الأعمال وتشرف على المجموعة الجديدة، من خبرا التشفير، ولكنها كانت تشعر والقلق لان احمد تأخر إلى الآن


 لم ياتي الى القطاع، لكن يبدو ان هناك الكثير من العمل في الشركة، بعد وقت ادركت انه اتى قبل ان يخبرها احدا من الاساس، هي تعرف كيف ينتفض قلبها في وجوده، نظرت امامها بابتسامه وهي تكمل ما تفعله بهدوء، في اللحظة التي اقتربت منها احد المتدربات، تحمل ملف  وضعته ام سهام وهي تقول: 


_سيادته بيقولك شوفي الملف ده 


القت نظرة على الملف، ادركت انه يخص العمل في الشركة، ولكن ألم ينتهي عمله هناك الم يرفض هو بنفسه وجودها فيها، ويطالبها بالتنازل عن تلك الأسهم التي كانت باسمها، لمَ الآن يطلب منها ان تنهي أعمال الشركة


 رفعت حاجب واحد، وهي تبتسم لتلك التي تحمل الملف، امسكت القلم وكتبت ملحوظة


وهي تقول:

_  انا  مالي يا احمد بيه؟ هذا الامر عليك ان انت، يا ريت تنهي عملك بنفسك يا وحش! 


نظرت المتدرة الى الورقة المرفقة مع الملف بدهشة، وهي لا تعرف ما الذي عليها ان تقول  لها؟ 


هي ليست جديدة في القطاع تعرف جيدا انه حينما يغضب، قد يصب غضبه على الجميع،  وهي الآن  تتوقع غضب الوحشي حينما يقرا تلك الرسالة، وقد يكون غضبه موجهه لها هي 


رنا  اذدردت لعابها وهي تنظر إلى سهام بدهشة وتسأل: 

_حضرتك متاكدة


_ متاكدة من ايه يا رنا مذ فاهمة؟


_ ان ده الرد اللي عايزين أوصل لسيادته؟


_ مالك خايفه كده ليه؟ 


_انت عارفه لما بيغضب بيحصل ايه 

ضحكت سهام بصوتها كله وهي تقول: 

_عارفة يس برضوا ده ردي. 


كان ينظر إلى رنا بابتسامة، وهي تضع الملف امامه مرة أخرى، وتلك الرسالة مرفقة به تشعر بالخوف مما جعلها تتراجع خطوة، كان خوفها واضح لذا ادرك أن الرد لن يعجبه، ابتسم وهو يقول: 

_مالك يا حضرة الضابط خايفة من ايه؟ حد قال لك أن أنا باكل البشر.

 نظرت له وهي تزدري لعبها، لا تعرف ماذا عليها ان تقول بالتحديد؟ ولكنها لا تستبعد ان يفعل ذلك بها، إلا أنه كان متوقع رد سهام نظر إلى الرسالة، التي كان فحواها لا شأن لها بالأمر..


 على غير ما كانت تتوقع رنا، وعلى غير ما كانت تنتظر، اخذ يضحك بصوت مرتفع، وهو ينهض من مكتبه، بينما هي تتراجع خطوة كأنها تخشى أن يصيبها شيء منه، ابتسم وهو يقول: 


_اتفضلي على مكتبك، او كملي تدريبك


 هزت راسها بموافقة وهي تتحرك لتذهب، بينما هو أكل المسافة الفاصلة بين مكتبه ومكتبها، وهو ينظر لها الاستفسار ويضع الملف امامها مرة أخرى


رجعت في المقعد الذي تجلس عليه، وهي تحركه إلى اليمين واليسار وتترك القلم من يدها وهي تقول:

_ اسفة يا احمد ده مش شغلي لان شغلي ما عجبكش قبل كده، وانا ما افضلش في مكان غير مرغوبة فيه


نظر لها بحاجب مرفوع  وانفجر في الضحك وهو يقول: نعم يا اختي… 

 يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة