-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس الفصل 19 - الأربعاء 1/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



اقتباس 

الفصل التاسع عشر


تم النشر يوم الأربعاء

1/11/2023



لاحظ سالم حالة التجاهل المسيطرة على من معه بالمنزل، وفهم أسبابها لذلك حاول في الشركه أن يطلب تسنيم ويتحدثون مجدداً في الأمر هنا، وعندما طلب من السكرتيره تخبرها تفاجأ بها تعود بمفردها وتبلغه بأنها لا تريد التحدث معه! غضب بشده ونهض متوجه إليها

بداخل المكتب ليقف أمامها ولوى ثغره للجانب وهو يقول بامتعاض


= بعتلك من شويه مع السكرتيره ما جيتيش ليه؟ 


هزت كتفها بشكل ملحوظ ببرود قائله بعبثٍ لاهٍ


= عشان عارفه ان انت عاوز ايه وبعت الملف ليك معاها، ما افتكرش أنت ممكن تكون عاوزاني في حاجه تاني.. ولا في حاجه بينا تاني هنا غير الشغل.


اجتاح خلاياه غضبًا جمًا، وهتف معترضًا بانفعال طفيف


= هتعملي فيها انتٍ اللي زعلانه وانتٍ اللي غلطانه المره دي وما فيش اي مبررات تخليكي تخرجي من الموضوع ده وتقولي مش غلطتي المره دي، وانا ما عملتش حاجه.


مجدداً تجاهلته ولاحظ سالم تجاهلها ثم تحرك للخلف أعتقدت أنه سيرحل لكن اغلق الباب وعاد اليها مره ثانيه ضغطت على شفتيها قائله بزفير مزعوج


= قفلت الباب ليه افتحه ده مش مكان نتكلم فيه، وبعدين انا معترفه.. الغلط اللي بعمله بعترف بيه! وبعدين مش فاهمه جاي تكلمني على اي أساس ! مش كنت الايام اللي فاتت

ما بتعملش حاجه غير انك تفضل ساكت وتتجاهلني دلوقتي حلو الكلام؟ طب انا مش عاوز اتكلم ودوق شويه من اللي انت عملته فيا.


نظرت له مطولاً دون أن تبدل تعابير وجهها وهي تضيف بنبرة إحباط


= على فكره انا كنت هقول لك على موضوع الحبوب دي عشان كنت ناويه اوقفها، انا عمري ما كنت حابه اعمل حاجه من وراك ولا اخبيها بس انت اللي وصلتني لكده .


سألها سالم بنزق وهو يشعر بألم تجاه ذلك الموضوع بالأخص


= و إيه اللي خلاكي ما تقوليش؟ يلا قولي لي ايه اسبابك ممكن اقتنع وأعرف ليه الهانم مراتي ما كانتش عاوزه تخلف مني .


عبس وجهه بصورة واضحة من جملته الأخيرة فلاحظت تجهم تعبيراته وردت بجدية شديدة


= سبق وقلت لك انت السبب وهفضل مصممه على كده، انا مش فاهمه انت عاوزني اعمل ايه ولا اتعامل ازاي مع الوضع الصامت والغريب اللي انت كنت معيشني فيه؟ هتفضل طول عمرك تؤمرني وانا انفذ! بدون اعتراض..حاولي تقربي من ليلي دي طيبه وما بتغلطش والعيبه ما بتطلعش منها حاضر! اي غلطه انا اللي لازم اكون السبب فيها ما انتٍ أسمك مرات اب فلازم تكوني بتكرهيها تمام، تجاهلت كل ده و فضلت جنبك ومسنداك عشان ما يتقلش عليا زوجه قليله الأصل وبرده اتقال عليا ان واحده مش محترمه واتهزقت قدامك في المستشفى 

كلها وانت واقف سامع وساكت وما فتحتش بقك.. عندك اي خبر؟ حالتي كانت عامله ازاي لما نزلت وسبتكم وعملت الحادثه وكنت خايفه قد ايه وانا لوحدي ومش عارفه اعمل اي حاجه، وفي نفس الوقت مش لاقياك جنبي ومش عارفه اروح اطلب منك المساعده حتي.

لكن هتعرف كل ده ازاي وانت اصلا خدت بالك متأخر أوي أن أنا اتصبت 


شعرت بالم يكاد يحطم روحها الي شظايا أثر حديثها و عندما تقطع صوتها واختنق على الأخير وهي تكمل بصعوبة بصوت مرتجف


= و رغم كل ده برده طلعت مبررات ليكم ولي ناهد هانم، وسكت احتراما لسنها للموقف اللي فيه، بس للاسف اكتشفت انك بتستغل النقطه دي لصالحك.. سكوتي ده بقي بالنسبه لك نقطه ضعفي يلا ادوس عليها واطلع فيها هي بتتكلم ولا بتشتكي! قلت لنفسي بعد ما تهدي هترجع لي كرامتي اللي اتهانت؟؟ بس ولا فتحت الموضوع ولا فرق معاك أصلا وكل اللي كان فارق معاك برده بنتك وبس!! ده انا يوم الحادثه ما رضيتش ارجعلك عشان كنت عارفه رد الفعل اللي هتستقبلني بي وكنت هرجع بخيبه امل لما تقول لي انا مالي.. انا دلوقتي مشغول مع بنتي والغريب هو اللي ساعدني !. 


ظل سالم صامتاً لا يدرى ما يجب عليه قول شاعراً بقلبه يقصف كالاعصار بداخله لكنه افاق من جموده هذا عندما لاحظ عصبيتها الزائدة وحالتها الثائرة فجاهد لامتصاصهما، و زفر بصوت مسموع رافضًا تلميحاتها الصريحة هاتفا بتوجس 


= و مين قال لك ان انا ما كلمتهاش على الموضوع؟ بالعكس انا عتبتها وكنت بحاول اخليها تتاسفلك بس هي رفضت وانا كنت مصمم و...


ابتسمت بسخرية مريرة مبتلعة الغضه التى تشكلت بحلقها بصعوبه فقد كانت تحاول تجنب ذلك لكن لم تستطيع، نظرت له بأعين مغلولة موضحًا بانفعال


= طب وحقي منك من هيعاتبك فيه؟؟ ولا هتجيبه ليا ازاي؟ انا ما كنتش لاقي حد اتكلم معاه كل اللي حواليا كانوا مشغولين عني فجاه حسيت نفسي لوحدي وانت عمال تضغط عليا وبس! لا وبعد ده كله جي تعاتبني عشان مش عاوزه اخلف منك وانا مش عارفه وضعي ايه لحد دلوقتي معاك؟ طب اقول لك على حاجه بقي بكمله اللي عرفته! انا احسن قرار اخذته في حياتي ان انا لحد دلوقتي ما ربطتش نفسي بيك اكتر واظلم حد معايا تاني! ومش عشان موضوع بنتك بس وانك مش عاوز تصدقني لا عشان خايفه تعمل نفس اللي بتعمله في معاملتك مع بنتك مع ابني او بنتي اللي جايين 


رد معترضًا بعصبية على اتهامها الضمني بكونه يسبب نوع من الأمور السيئة والخطيرة لصغيرته


=وانا بعمل ايه بقى مع بنتي مخليكي خايفه اوي كده من تربيتي لابني او بنتي اللي جايين منك.. شايفاني بعذبهم ولا حاجه .


لم تتحمل المزيد من الضغوطات والأسئلة المحاصرة لها، هي اكتفت من كتم كل ما تشعر به في صدرها حتى اختنقت على الأخير، تريد تفر من أمامه كي لا تنهار، لكنه لم يتركها بمفردها، حدسه إحساسه بسوء حالتها النفسية وقسمات وجهها تؤكد له الأمر.. اقتربت مندفعه نحوه منفجره بغضب مخرجه جميع ما بداخلها منذ بداية الامر و هى صامته لكنها لا يمكنها الصمت اكثر من ذلك وهتفت بشراسة وهى تنظر إليه بنفور واستياء


= بتربيهم على الانانيه وحب الامتلاك وانهم ما يفكروش في مشاعر غيرهم، وتخليهم يرفضوا يعترفوا بغلطهم المشكله ان ده كان واضح قبل ما اتجوزك وانت لمحت لموضوع زي كده في كلامك في مره بس للاسف عملت زي غيري وقلت بعد الجواز ممكن يتغير أو هو ما كانش يقصدها بالمعنى الحرفي واديني في الآخر لبست ..  


نفخ مستاءً من عدم مقدرته على تهدئتها بعد أن اعتصره الألم حزنًا عليها و شعر بتأنيب الضمير الشديد نحوها، حاول التهوين عليها بالاقتراب لكنها تراجعت للخلف لتجلس على طرف المقعد دافنة وجهها بين راحتيها وهي تكمل بصعوبة


= ده حتى اهانتي طلعت ليها مبرر يا اخي! انت عارف الست اللي جوزها يقف يتفرج عليها وهي بتتهان وما يعملش حاجه، بيبقى ايه في نظرها بعد كده.


صدم مما تفوهت به، فرمش بعينيه باضطراب، وارتبك لوهلة من كلماتها الموحية، اجابها و هو يطلع بقلق الى وجهها الذى شحب بشدة


= تسنيم هو انتٍ مش ملاحظه ان كلامك جارح شويه ومزوده الموضوع وما ينفعش تقولي الكلام ده حتى لو حاسه بيه في وشي  


تألمت من كثرة الضغط عليها حتى أنهكها الألم وأوجعها بدرجة ملحوظة، لذلك توقفت عن الصمت مجبرة لتلتفت نحوه بوجهها العابس المتشنج، نظرت له باحتقان وهي تجيبه بتهكم يحمل السخرية والاستهزاء


= جارح شويه! طب كويس عشان تحس باللي جوايا من بعض ما عندكم.. يا ريت تتفضل تطلع بره عشان اعرف اركز واكمل شغلي مش هتبقى هنا كمان ما فيش راحه! وكمان ما ليش مزاج اتكلم دلوقتي؟ ما هو انا برده مش تحت امرك.. تفضل معيشني اكتر من شهر في السكوت ويوم ما تفكر تيجي تتكلم المفروض اسمعك .


شعر سالم بالدماء تتجمد فى عروقه فور كلماتها التي توحي الى خيبه أملها فيه وحزنها وألمها بسببه، لكنه أنتبه من هذا عندما تطلع نحو تسنيم التى شحب وجهها و جسدها اخذ يرتجف بعنف، ظل محدق فيها بارتباك، فقال محاوله الوصال مؤكداً


= يا تسنيم انا كنت..


لم تعطيه فرصة ثانية، لقد عانت من قسوته وجحود قلبه في أحلك الظروف، لذلك ردت تقاطعه بجدية صارمه


= استاذ سالم من فضلك بره عشان اكمل شغلي، وقلت انا ما ليش مزاج اسمعك 

فيا ريت تريح نفسك وتتفضل بره . 


لعبت عباراتها المنتقاة دورًا في التأثير على نفسه المضطربة، ربما ليس كبيرًا، لكنه كان بحاجة إلى مثل ذلك الكلمات ليفكر بذهن صافٍ في اختياراته وافعاله المستقبلية.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية

رواياتنا الحصرية كاملة