-->

رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - اقتباس - الأربعاء 22/11/2023

 

  قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر


رواية إرث الحب والألم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب سعيد القاضي


اقتباس

تم النشر الأربعاء

22/11/2023

-بتضربني يا بابا ؟ بتضربني حضرتك معملتهاش وأنا عيل صغير بتعملها وأنا راجل عندي 30 سنة.

دمعت عيناه وأكمل بأسي:

-أنا معملتش حاجة غلط أنا حبيتها يا بابا زي ما أنت حبيت ماما.

قاطعه والده بعصبية:

-إخرس يا حيوان بتقارن أمك بالزبالة بتاعتك.

عاجله بعند وجدية:

-لا مش بقارنها بماما يا بابا وأسما هتجوزها.

تطلع له والده قليلاً وبعدها جلس مستنداً بظهره علي المقعد الوثير واضعاً ساق فوق ساق وتحدث بتحدي:

-عايز تتجوزها يا إبن أمك روح أتجوزها بس مفاتيح عربيتك هاخدها حسابك في البنك هيتقفل شغلك في الشركة هتترفد منه يعني هتبقي في الشارع روح بقي أتجوزها وأقعد معاها في الشارع الي جت منه.

حاولت زوجته التحدث وتهدئة الوضع بينهم الي أنا رمقها بتحذير:

-متدخليش أنتي يا وفاء.

تطلع إلي إبنه ساخرا وإبتسامة تشفي تلوح علي ثغره ظناً منه أنه إنتصر علي نجله ويستطيع إرجاعه عما ينوي إليه لكن فاجأه بوضع مفاتيح السيارة والمنزل أمامه علي الطاولة وكذلك أخرج محفظته الجلدية أخرج منها جيمع الأموال ووضعها بيد والده.

رفع يده لأعلي بإستسلام وقال:

-مفاتيح العربية والبيت في ايدك حتي الفلوس الي في جيبي بقت معاك شركتك رجلي مش هعتبها تاني بعد إذنكم.

إستدار بظهره متجهاً إلي الخارج لكن أوقفه صوت والدته المهزوز من البكاء:

-هتسيبنا عشانها يا قاسم ؟ هتعصي أبوك وأمك عشانها ؟

ألتفت لها والدموع في مقتليه ووضع قبضته علي قلبه وضرب عليه بقوة عدة مرات وهو يتحدث بآلم:

-مش بإيدي يا أمي أنا حبيتها بجد ومش هقدر أتخلي عنها.

صمت قليلاً وتطلع لهم بأمل وقال:

-أدوها فرصة واحدة يا ماما شوفوها طيب أنا واثق لما تعرفيها هتحبوها زي ما أنا حبيتها.

نظرت الي زوجها بترقب ولكنه أشاح بوجهه إلي الجهة الآخري ونهض قائلاً بلهجة لا تقبل النقاش:

-أنت إلي أخترت وتأكد لما تفوق لنفسك وتبعد عن البنت دي هتلاقي الباب مفتوح ليك دايماً.

تحرك والده عدة خطوات كي يصعد إلي غرفته لكن توقف فجأة واضعاً يده علي قلبه بآلم وسائر جسده يتشنج وفجأة سقط أرضاً.

شهقت زوجته بصدمة وركضت تجاهه هي وولدها الذي يناديه بهلع:

-بابا رد عليا يا حبيبي انت كويس ؟

لم يأتيه الرد فقد غاب عن الوعي نهض سريعاً يهاتف سيارة الإسعاف بينما والدته ما زالت تجثو جوار زوجها والدموع تتساقط من مقلتيها.

هاتف المشفي لإرسال سيارة الإسعاف وركض تجاه والده سريعاً يتفحصه.

رمقته والدته بعتاب وقالت بتوعد:

-لو أبوك حصله حاجة بسببك يا قاسم مش هسامحك طول عمري يا قاسم سامع مش هسامحك.

❈-❈-❈

في منزل عريق يتميز بالذوق الرفيع والرقي يركض شاب في منتصف عقده الثالث ويقذ الدرج وهو يحمل بين ذراعيه طفلا صغيراً عمره عامين وتركض خلفه فتاتين في بداية عقدهم الثالث يصرخون بشده ويحاولون الإمساك به.

وعلي سفرة طعام مستديرة يترأس رب البيت الطاولة رجلاً علي مشارف عقده السابع يظهر علي ملامحه الوقار وطيبة القلب وعلي يمينه تجلس زوجته التي تصغره بخمس سنوات وعلي يساره يجلس إبنه البكر أدهم وإلي جواره زوجته وإبنة خالته الحبيبة تمارا.

قطع إندامجهم علو الأصوات حولهم ممزوجة بأصوات الضحك والصراخ والمزاح ظهر أسر وهو يحمل إبن أخيه وخلفه شقيقته الصغري أسيل وإبنه خالته تقي وملابسهم مبتلة كالعادة أفرغ عليهم أسر زجاجات الماء المثلجة.

ألتفت لهم الأب سراج ضاحكاً:

-بردو يا أسر عملت الي في دماغك وخدت عمر وروحت تغرقهم مياه وهما نيمين  ؟

ابتسم أسر بإستفزاز:

-يا بابا ما أنت عارف أنهم مش بيصحوا  غير كده أعمل أيه فأنا غرقت سارة وموري غرق تقي وبعدين ماما الي قالتل اصحيهم صح يا أمي صح يا موري ؟ 

رد عمر بطفولة:

-صح يا عمو صح يا تيته.

إبتسمت عليا بحنان:

-صح يا قلب ماما وأنت يا قلب تيته.

أتسعت عين أسيل وصاحت بجنون :

-عجبك إلي عملوه فينا يا ست ماما فرحانة فينا عجبك كده يا سي بابا وأنت يا أبيه عجبك عمايل إبنك دي أسر هيجننه ؟

ضحك سراج بخفة وعقب:

-بصراحة تستاهلوا مكنتوش هتصحوا غير كده. 

رمقهم أدهم ساخراً وعقب:

-طبعا عاجبني مش أحسن ما تفضلوا نايمين للظهر اديكو صحيتوا نفطر سوا.

ردت أسيل بضجر :

-ماشي بس خليك فاكرين أنكم أنتم إلي صحتوني بدري.

غمزت لها تقي بمزاح :

-أيوة يا سوسو مش هنسكت لهم عشان يحرموا يصحونا بدري تاني هههههههه.

ألتفت أدهم إلي والده وتحدث بجدية:

-بابا إحنا محتاجين سكرتير جديد بدل استاذ رفعت.

أومأ سراج بهدوء وقال:

-تمام يا أدهم شوف سكرتير كويس يناسبك.

إبتسم أسر بحالمية وقال:

-ياريت تبقي سكرتيرة عشان تطري علي القاعدة.

تطلعت له تقي بشر وصاحت:

-أسر أحترم نفسك.

رفع أسر يده لأعلي بإستسلام:

-بهزر يا رمضان مبتهزرش ههههه .

أنتهي الإفطار العائلي في جو يسوده الحب والألفة وذهب كل منهم إلي عمله…..

❈-❈-❈

تجلس في غرفتها وبين يديها صورة صغيرة تضمها داخل أحضانها بإشتياق أبعدتها عن أحضانها وهتفت بحزن:

-يا تري هنتجمع تاني ؟

دمعة شاردة سقطت من عينيها مسحتها سريعاً وهي تستمع إلي طرق الباب خبت الصورة جيداً أسفل وسادتها وأذنت لمن بالخارج بالدخول:

-أدخل.

فتح باب الغرفة ودلفت اسيل بمرح:

-صبح صبح يا ست الكل.

إقتربت من والدتها بحب وقبلة أعلي رأسها ربتت والدتها على ظهرها وتسألت:

-خير يا قلبي محتاجة حاجة ؟

ضمت شفتيها بعبوث وقالت:

-زهقانة يا ماما أحنا مش هنسافر مصيف السنادي ولا ايه ؟

ابتسمت عليا بحب وقالت:

-لأ هنسافر بس أنتي شايفة ظروف شغل أبوكي وأخوكي يا قلبي سبيهم هما لما يخلصوا شغلهم هيحددوا وقت.

تنهدت بضجر وقالت:

-طيب ماشي .

صمت قليلاً وتسألت:

-قاعدة لوحدك ليه تعالي انزلي معانا تحت.

أومأت بهدوء ونهضت برفقة إبنتها وهبطت برفقتها إلي الأسفل وذهبت إلي المطبخ لتري ما تفعله تمارا .

❈-❈-❈

في الحديقة تجلس تقي علي المقعد وتصب تركيزها علي اللوحة التي وممسكة بيدها الفرشاة شاردة في الصورة التي تود رسمها فجأة أتي أسر من خلفها وأخذ الفرشاة في غفلة منها.

أتسعت عيناها والتفتت له صارخة:

-حرام عليك يا أسر كده تقطع حبل أفكاري منك لله يا بعيد بقالي ساعة بجمع فيه.

تطلع لها قليلاً وأنفجر ضاحكاً:

قطعت أيه يا أختي هو أنا جيت جنبك وبعدين هو أيه ده إلي بتجمعيه  يا مجنونة ؟

زفرت تقي بنفاذ صبر:

 حبل أفكاري يا جاهل عشان أبدأ أرسم أش فهمك أنت في الرسم يا جاهل ؟

إبتسم أسر ساخراً وعقب :

تصدقي أنتي عندك حق أنا جاهل أني وافق بتكلم معاكي أصلا سلام يا دافنشي رايح أشقط موزة أحسن لي.

نهضت من مكانها وأمسكته من أذنه وصاحت مستنكرة:

-نعم نعم يا سي أسر رايح فين سمعني كده تاني؟

غمزها بخفة وقال:

-موزة أصل أنتي جثة فلازم أدور علي موزة سيبي بقي ودني هتكبر ومحدش هيبصلي .



يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة