رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس 25 - الأثنين 20/11/2023
قراءة رواية حياة بعد التحديث
الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حياة بعد التحديث
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباس
الفصل الخامس والعشرون
تم النشر يوم الأثنين
20/11/2023
❈-❈-❈
تحركت تسنيم تجاه غرفه المعيشه بعد أن هاتفتها زوجه أخيها ليان تخبرها ما حدث معها وتطمئن عليها كعادتها، ثم استمعت الى جرس الباب وذهبت لتفتح! تعلقت عيناها به اتجهت نحوه تسأله بغرابة شديدة
= خير يا سالم تاني، انت كويس.
صمت ولم يرد بينما أخذت تتفحصه كأنها تتفحص طفل صغير، ضغط على شفتيه مردداً بارهاق
= للأسف لاء يا تسنيم... انا حقيقي تعبت ونفسي ارتاح
اشفقت على حاله رغم غضبها منه، فما يحيط العائله الآن من مشاكل ينصب فوق رأسه وما عليه إلا أن يجد حلولاً.. رفعت عينيها تنظر إلى ملامحه والتي يبدو عليها الارهاق والتعب الشديد.. هزت رأسها بيأس واقتربت منه.. لا تعرف ماذا تفعل؟ في النهايه ما زالت زوجته و هو يحتاجها و يحتاج رعايتها لكن بينهما مشاكل وتريد الانفصال، حاوطت خصره باهتمام
= تعالي ادخل ارتاح..
ترك حاله لها كما أصبح أخيراً يترك مشاعره
فماذا أخذ من تلك الهاله والقوه والصلابه التي
كانت تحيطه، جلس على الكرسي وهي جانبه
تحاول دعمه قائله بنبرة هادئة
= مسألة وقت وهتبقی کویس يا سالم.. كل الأمور ان شاء الله هتتحل وبعدين طول عمرك قوي ومش ضعيف.. انت مصدر قوتنا كلنا
ظلت تتحدث وتتحدث وهو في عالم آخر ولكنه يسمعها جيد وعند تلك العباره انهار كلياً
أغمض عيناه بإحباط، وهمس مستسلم بيأس
= انا تعبت يا تسنيم.. كل حاجه من حواليا بخسرها، كنت فاكر حياتي اصلا غير كده خالص.. كنت فاكر انها مثالية ومربي بنتي برده على كده.. لكن اكتشفت اني كنت عايش في كذبه .
ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير ولاول مره تراه بهذا الضعف، جذبته تسنيم نحوها تحتضنه أكثر بقوة داعمه وهطلت دموعها وهي تستمع لهذيانه، أخرج تنهيدة مليئة بالكثير وهو يقول بنبرة متضرعة
= ضيعت الامانه، هقول لي امها ايه لما اقابلها، عارفه لما كنت بزرها في المدافن كنت بقف قدامها بكل ثقه وبقول لها ارتاحي في تربتك انا محافظ على الامان اللي سبتها لي كويس.. تفتكري انا اناني؟ طب انا قصرت في إيه عرفيني انتٍ
أبتعد عنها ينظر في عينيها يسألها بتوسل حتى تخفف عنه ذلك الشعور المرير! نفت برأسها واسرعت في قولها بجدية أكثر
= انت عمرك ما كنت اناني وبطل تيجي على نفسك وتحسبها كده... اللي حصل لليلي ده قدرها ومكتوب محدش بيهرب منه، الاقدار بتعلمنا الحكمة وتفوقنا.. أقف جنب ليلي رغم إللي عملته وادعمها عشان هي بنتك.. سالم كلنا بنغلط احنا مش ملايكه وما ينفعش نتعامل مع أولادنا طول الوقت انهم ما ينفعش يغلطوا عشان ده مستحيل يحصل..
صمتت للحظة لتلتقط أنفاسها ، ثم أضافت
بعقلانية
= وبعدين حاول تفتكر الحلو زي ما بتفتكر الوحش، الغلط نابع منكم انتم الاتنين! انت كنت قريب منها ومش بعيد زي ما انت فاكر وممكن القرب ده والخوف على مشاعرها الزياده على حساب نفسك هو اللي ضيعها لان الحاجه لما تزيد بتتقلب ضدنا، وما ينفعش دلوقتي زي ما كنت بدلع أوي وبتعملها كل اللي نفسها فيه تقلب في ثانيه، انا عارفه أن غلطتها صعبه على اب كمان زيك خصوصا انك اديتها ثقه زياده وكبيره عليها بس هي استخدمتها ضدك.. بس دلوقتي ايه اللي حصل لما عرفتوا بقتوا جنبها طول الوقت ومركزين معاها أكثر وندمتوا على اللي حصل زمان يعني اهو بتصلحوا عشان انتم غلطتوا زيها، ادوها هي كمان فرصه بقى تصلح.. بس المره دي وأنتم بتدوها كل حاجه بالتساوي مش بالزيادة .
أبتعد عنها يمسح وجهه بكفيه حتى يزيل عنه
أثر ضعفه، نسي حنقه من ذلك الذي كان يتحدث فيه وبقي شوقه لها هو المسيطر، و صوته الهامس بأسمها ذبذب قلبها.. نظر لها بعشق هاتفاً بندم شديد
= انا ازاي مكنتش مقدر انك النعمه اللي ربنا كان شايلها ليا عشان يعوضني... كنت فاكر نجاحي ونجاح بنتي والفلوس الكتير هي العوض... لكن طلعتي انتٍ العوض الحقيقي يا تسنيم .
ثم وضع يده على كتفها ليجذبها نحوه ، وضمها إلى صدره قائلاً بنبرة مختنقة للغاية
= أنا اكتشفت حنانك هو اللي بيعوضني... يمكن أكون أناني في حبي ليكي بس انا... بحبك ومحتاجلك بجد .
ترددت في الإقتراب منه، و وضعت أناملها بإرتباك علي كتفه تربت عليه ثم أبتعدت بهدوء وتطلعت فيه وهي تبتسم بقله حيلة
= وانا كمان بحبك بس مبقاش ينفع
رد الآخر عليها بتجهم موجز
= يعني ايه ؟!
أجابته بصوت متوتر وهي ترمش بعينيها
= يعني طلقني
تساءل سالم بإهتمام كبير وقد ارتسم على تعابير وجهه علامات الإنزعاج
= تسنيم انتٍ عاوز تسيبني بجد ! لو سيبنا بعض هنتوجع و انتٍ هتزعلي و كل حاجة ..
هزت رأسها بإيماءة خفيفه وهي تقاطعه بنبرة ثقيلة قائله
= بس وجع ساعة أحسن من وجع العمر كله
يا سالم من فضلك أبعد عن حياتي وخرجني من كل المشاكل دي انا عملت اللي عليا وزياده زمان ما اخذتش منك غير تعب الأعصاب، ومش هعيده تاني ولاخر مره بقول لك خلينا ننفصل من غير قضايا ومحاكم .
شعر بوخزة حادة في صدره من جملتها تلك، ودنا منها قائلاً بصوت مختنق
= جربي تحطي نفسك مكاني لحظه واحده انتٍ عارفه يعني ايه بنتك الوحيده اللي شقتي وتعبتي عليها وكنتي بتربيها وفخوره بيها ومفكره ما فيش زيها وهي انجازتك الوحيده في حياتك اللي تفتخري بيها، وكانت كل حياتك حتى على حساب نفسك.. وياما جيتي على نفسك عشانها طول الوقت كمان، وفجاه كل ده تكتشفي انه كذبه وهي استخدامت كل ده ضدك.. انت مش عارفه احساسي دلوقتي ناحيتها ايه اللي مخليني مش قادر احط عيني في عينها وابصلها.. عشان كل ما افتكر صورها واللي شفته على التليفون بحس بكسره صعبه ووجع ما لوش حدود.. دي بنتي يا تسنيم في الاول وفي الآخر طبيعي كنت أصدقها هي واكون في صفها.. جربي تحطي نفسك مكاني وهتعرفي أن أنا معايا حق .
نظرت تسنيم نحوه محذرة بحنق
= انا اللي ضيعني يا سالم أصلا ان انا طول الوقت في علاقتي معاك كنت بحط نفسي مكانك وبعدي ليك اخطائك انت وبنتك فمش هكررها تاني.
نظر لها سالم شزراً ، ورد بفتور
= بس أنا أقدر امنعك عند ده، بالحب اللي رابط ما بينا .
تراقصت العبرات في مقلتيها وهي تهز رأسها بإستنكار
=الحب إختيار مش عبودية يا سالم، تصبح على خير .
ذهبت الى غرفتها وتركته بمفرده، قد تركته يهتف بأسمها لمرات عديدة وعندما دخلت إلي غرفتها أبتسمت وهي تشعر أنها أصبحت تستقبل يومها بهدوء.. بعمل ترى نفسها فيه... براحت بال.. ولكن تلاشت ابتسامتها سريعاً وهي تتذكر حديث سالم معها عن حياتهم وابنته الصغيرة زفرت أنفاسها وهي حائره... داخلها شئ يخبرها أن تصمت وتتركهم حتى يحاولون حل مشاكلهم بأنفسهم.. في الماضي حاولت كثيراً لفت أنظارهم عن أفعال الصغيره المدلله لكن لم يصدقها أحد.. زفرت بقله حيله فأنانيه ليلي كانت لا تصيب الا عليها هي فقط، لكن هناك شئ آخر يرفض صمتها يهتف بها أن تساعدهم مهماً كان وحدث .
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية