-->

رواية جديدة حياة بعد التحديث الجزء الثاني من بدون ضمان لخديجة السيد - اقتباس 27 - الأحد 26/11/2023

 

قراءة رواية حياة بعد التحديث

الجزء الثاني من بدون ضمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية حياة بعد التحديث

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد

اقتباس 

الفصل السابع والعشرون


تم النشر يوم الأحد

26/11/2023

❈-❈-❈


بعد مرور ساعات، فتح باب المنزل سالم وتفاجأ بليلى أمامه و كانت تستعد للخروج دون علمه كعادتها،ارتجف جسد ليلي بصدمه وابتلعت ريقها متوجسة وقد ازداد اقترابه منها لتصرخ عالياً بألم وهي تشعر بقبضة يده فوق ذراعها، هاتفاً بانفعال قوي


= ايه ده انتٍ كنتي رايحه فين؟ برده بتخرجي من ورايا كنتي رايحه تقابلي تاني مش كده، طب اعمل فيكي ايه اكتر من كده حبستك و برده بتخرجي من ورايا صحيح اللي فيه داء عمره ما يبطله .


أقتربت تسنيم للداخل وهي تغلق الباب حتى لا يسمعون الجيران اصواتهم، ارتعشت شفتيها الأخري تقاوم ذرف دموعها من الخوف منه، وهي تقول بصوت مرتجف 


= بابا ما تفهمش غلط انا كنت رايحه لي فعلا بس عشان حضرتك صعبان عليا ومش عاوزه أشوفك بتتعذب اكتر من كده بسببي و كنت رايحه أتكلم معاه عشان يبطل اللي بيعمله فيك.. 


هز رأسه باستنكار وعدم تصديق، ثم صرخ بقوه يُخرج عليها غضبه 


= والمفروض بقى اصدقك صح، كذابه طبعا أكيد كنتي رايحه تعملي حاجه ثانيه، اسمعي يا بنت انتٍ أنا تعبت منك ومن مصايبك اللي مش عارفه الاقيها منين ولا منين... من كتر ما انا عمال الم وراكي وكل يوم اكتشف مصيبه جديده عملتيها.. ما ترحميني بقى وتترزعي مطرحك وكفايه مشاكل .


نفضت ليلي ذراعها من قبضته تبتعد عنه للخلف وهي تبحث عن شئ تحتمي به من خوفها منه، اقترب منها دون أن يحيد عينيه عنها لتشهق زوجته بفزع فجاه وهي تراه يرفع يده ويضربها على وجهها بقوه، و لم يمهلها استيعاب ما فعله حيث رفع يده الآخري حتى يضربها مجدداً لكن جذبتها بسرعه تسنيم خلفها وهي تقول بصدمه


=سالم مش كده، انت بتعمل ايه ابعد عنها 


ارتجف جسد ليلي من شدة ضربه فتراجعت للخلف وبسرعه تشبثت بتسنيم كحمايه وهي تتوسل لها برعب


= الحقيني يا أبله تسنيم ابعدي عني .


كز على أسنانه صارخاً بصوته المحتد بأعين تطلق شرراً 


= اوعي يا تسنيم من قدامي خليني اربي بنت الـ**.. دي خلاص ما بقاش ليها كبير ولا بتخاف من حد 


استمعت تسنيم لسبابه الخافت لتحتد عينيه متوعداً إلي أبنته أكثر، فكانت تنظر اليه بعدم استيعاب فلم تتوقع بأنه يتعامل مع ابنته بذلك الشكل ويعنفها دون رحمه، صحيح لقد اخبارها سابقاً بانه ضربها لكن لم تتوقع بذلك العنف والبشعه، بالأخص ان سالم لم يكن من صفاته تلك الأمور أبدا .


سقطت ليلي دموعها المقهوره تبكي على حالها وبدأت تستنجد بتسنيم وهي تبكي بخوف شديد


= ابوس ايدك يا ابله تسنيم ما تسيبوش يضربني.. انا والله العظيم ما بكذب ما كنتش عاوزه اروحه غير عشان خايفه على بابا


صدحت ضحكاته بغل وعدم صبر وهو يردف قائلاً بعنف


= خايفه عليا يبقي ترحميني انتٍ مش عارفه انا بقيت عامل ازاي من تحت راسك ولا عارف اشتغل ولا عارف أشوف حياتي.. ما كفايه بقى واعقلي شويه مفكره حتى لو رحتيله هيسمع الكلام انتٍ خلاص ضيعتيني وضيعتي نفسك .


انتفضت مفزوعه وهي تري والدها يقترب منها مجدداً بملامح الشر تنبئها بنواياه، امسكت بتسنيم تختبئ خلف ظهرها مجدداً وتشبثت بقوه أكبر، حيث دب الرعب داخلها وهو يرمقها بوعيد ليرتجف جسدها خوفاً من بطشه هاتفه


= انا اسفه والله ما كنت عاوزه الأمور توصل لكده سامحني يا بابا .


رمقها بنظرات مشتعلة وهو يرد باستنكار منفعل


=اسامحك واسفه، انتٍ بتستهبلي صح هو إللي انتٍ عملتيه ده هيتنسي بسهوله ولا هعرف اصلحه، قلت لك اوعي يا تسنيم من قدامي انا هعرفها ازاي تكذب وتخرج من ورايا تاني 


أسرعت في الإقتراب أكثر من تسنيم تخفي جسدها خلفها وتبكي بقهر


= ما تبعديش هيضربني جامد، والله ما بكذب مش عاوز تصدقني ليه .


زفرت تسنيم أنفاسها وهي تري علامات الذعر بادية فوق ملامحها، ثم قالت بنبرة حادة


=ما خلاص بقى يا سالم ايه الطريقه اللي انت بتستخدمها مع البنت دي انا عمري ما شفتك كده، خلاص أهدي الأمور مش بتتحل كده


شعر سالم بالسأم من طيبه زوجته وضعفها الدائم، فلم يتحمل ما يسمعه منها، واقترب يمد يده نحوها لكنها وقفت أمامه بإصرار لينفعل عليها هاتفاً بصرامة شديدة


= دي ما ينفعش معاها غير كده شغل الطبطبه والدلع بتاع زمان خلاص مش هيتعاد تاني كان مرحله وعدت، وبعدين انتٍ نسيتي عمايلها زمان معاكي ما تتخدعيش فيها تاني زيي .


وقفت تسنيم بينهما فاصل تشيع بنظراتها تزفر أنفاسها يأساً من طبع زوجها متحسره على تلك التي خلفها


= لا مش ناسيه بس برده مش هبعد واسيبك تعاملها بالطريقه دي حرام عليك انت مش شايف خايفه منك ازاي، طب عشان خاطري انا يا سالم سيبها وما تضربهاش تاني ما ينفعش أصلا تعمل كده.. انا عارفه انك متضايق منها بس في ١٠٠ طريقه ممكن تستخدمها غير كده.


كاد أن يقترب مجددا، لكن التفتت نحوه بسرعه محذرة بجدية أكثر


= سالم خلاص انا مش هبعد وما تنسيش ان انا حامل و ممكن الضربه تيجي فيا من فضلك سيبها خلاص .


كلماتها اصابة قلبه فلم يعد يتحمل رؤية الحال هكذا بينهما ثم نظر إلى ليلي بحنق.. والتفت يغادر لغرفته يلطم كفوفه فوق الجدار بغل، تنفست تسنيم الصعداء وهي تقول بنبرة هادئه


= خلاص يا ليلي مشي، روحي اوضتك بسرعه وحاولي ما توريهوش وشك الايام دي لحد ما يهدى


هزت رأسها برفض واردفت تنظر حولها بخوف


= لا هيرجع يضربني تاني بعد ما تمشي.. تيته مشيت وانا لوحدي معاه دلوقتي، ما تسيبنيش لوحدي معاه انتٍ كمان، انتٍ مش عارفه بقى يعاملني ازاي عشان خاطري ما تسيبنيش. 


كادت أن تسخر منها فبالسابق كانت تتمنى راحلها من هنا إنما الآن تترجاها لتظل وذلك بالتأكيد لأجل مصلحتها، مسحت دموعها برفق من فوق وجنتيها، وهي تقول بصوت جاد


= طب اهدي وبطلي عياط وانا مش همشي اصلا هفضل موجوده، معلش رجعت تاني بعد ما كنتي بتحاربي عشان تمشيني بس ما تقلقيش فتره قصيره وهمشي تاني.


تمنت أن تخبرها أنها سعيده برجوعها الى هنا وقد عاد الأمل إليها من جديد ربما تكون وصله الصلح بينها وبين والدها، لكنها متاكده بان لم يصدقها احد كالعاده.. لتترجع ليلي للخلف تتحسر على حالها.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد من رواية حياة بعد التحديث, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة