-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 26 - 2 - الإثنين 20/11/2023

 

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل السادس والعشرون

2

تم النشر يوم الإثنين

20/11/2023



هتوحشيني أوي يا عشق.

تلك الكلمات هتفت بها لارا وهي تحتضن تلك الصغيرة بقوة مما جعلها تتململ بين ذراعيها وتهتف بحنق: هتموتيني يا لارا.

قرست وجنتها بلطف ثم أردفت: بصي أنا جهزت لك كل حاجتك بنفسي أهو عشان سلوى جهزت شنطة بابي وشمس بس أنا مضطرة امشي عشان في اجتماع مهم ما عرفتش أأجله.

أومأت لها الصغيرة بالموافقة
فدنت منها عشق التي استقامت واقفة ثم طبعت لارا قبـ لة طويلة فوق منابت شعرها واستدارت دالفة للخارج
وبداخلها حزن عميق فلقد حاولت أن تبتعد عنه قدر المستطاع في الآونة الأخيرة بابتعادها عن الشركة وتركت لشقيقها الإدارة لكن الآن عليها أن تباشر عملها مجددا بسبب سفر شقيقها لقضاء شهر العسل.

استفاقت من شرودها عندما شعرت بمياه ساخنة تغطي وجنتيها هي تبكي!
لا تعرف بأنها تحبه لهذه الدرجة حاولت نسيانه بشتى الطرق بالرياضة والموسيقى والسفر لكنها لم تفلح والأدهى والأمر من ذلك أنه يعيش حياته بصورة طبيعية وسيتزوج من صديقتها دون أن يراعي شعورها يا الله كم هو قاسي القلب.
لو كان الأمر بيدها لمدت يدها تلك بداخل قلبها وأخرجته ثم ألقته على طول ذراعها لكن للأسف لم تستطع.

رفعت يدها وأزالت دموعها بعنف عازمة على تخطيه والبدء من جديد
وكما يقال لم يستطع المرء نسيان حبه القديم إلا عند استبداله بحب جديد.
استحسنت تلك الفكرة وعزمت على تنفيذها في أقرب وقت خاصة عندما لاحظت اهتمام آدم ابن عمها في الآونة الأخيرة بها.

❈-❈-❈


تابعت تقدمها بجانب عينيها ثم امسكت برأسها وكانها تترنح
فاسرعت إليها فريدة تساندها وهي تهتف بلهفة: مالك يا مرام انت دايخة ولا ايه؟

أومأت لها بخفوت
فساعدتها وعاونتها للجلوس فوق أقرب أريكة.
شكرتها مرام بهدوء ثم تنحنحت وهتفت برقة جديدة عليها: فريدة Please لو مش هتعبك ممكن تعملي لي حاجة سخنة أصلي لسة مرجعة ومعدتي وجعاني أوي وفايزة طلعت تنضف الحمام.

منحتها ابتسامة خفيفة ثم أجابتها وهي تتجه إلى المطبخ: إرتاحي ثواني وهعمل لك نعناع.

تابعتها مرام بناظريها حتى اختفت ثم هتفت بابتسامة وهي تمسك بهاتفها وتكتب تم.


وعلى الجانب الآخر دست السيدة فيروز الهاتف في جيب سطرتها ثم اتجهت إلى غرفة فريدة فتحتها وولجت مغلقة الباب من خلفها
ابتسمت باتساع عندما وجدت ضالتها
دنت من الفـ راش ثم اختطفت الهاتف وحمدت الله بأنه لا يحتوي على رقم سري فتحته بسرعة وراحت تبحث عن إسم حازم ثواني وتنهدت براحة ثم أخرجت هاتفها ونقلت ذلك الرقم بأصابع مرتعشة ومن ثم أغلقت الهاتف ووضعته مكانه دالفة للخارج وهي تتنفس الصعداء لأن مهمتها تمت على أكمل وجه والباقي ستقوم بتنفيذه الآن.

❈-❈-❈


مساء وقفت قبالتهم فاغرة الفم ثم هتفت بعدم تصديق: انتم بتقولوا إيه جواز ايه دلوقتي!

هتف والدها بصرامة: وهتفضلي مخطوبة لحد إمتى ما دام كل حاجة جاهزة وشنطة هدومك انتي وأمك هتنزلوا تجيبوها في أي وقت أخوكي علي هيقبض الجمعية اليومين الجايين دول يبقى خير البر عاجله.

فتحت فمها لتتحدث إلا أن الكلمات لم تسعفها ففضلت السكوت.
نعم هي قررت أن تعطي خطيبها فرصة لكن لم تتوقع بأنها ستتزوج بتلك السرعة.
لاحظت والدتها تخبطها فدنت منها تحتضنها بحنان مغمغمة بهدوء: هتفضلي قاعدة لحد امتى يا ضنايا أختك الصغيرة اتجوزت واطمنا عليها خليني أطمن عليكي بقى ويرتاح بالي وان كان على يونس هيفضل قاعد معايا يا ستي ولو إيهاب اتضايق من وجوده بعد كده يفضل قاعد عندي ايه المشكلة يعني وانا هعرف أخلي بالي منه.

تشبثت فرحة بحـ ضن والدتها كي تستمد منها القوة وبداخلها خوف عظيم لخوض تلك التجربة فمن وجهة نظرها الزواج بدون حب كالقهوة بدون سكر.

❈-❈-❈

صعض برفقتها إلى طائرته الخاصة وهو يحمل ابنته ثم وضعها فوق أحد المقاعد وربط لها حزام الأمان وفعلا بالمثل مع شمس التي كانت تشعر بالتوتر فهي لأول مرة تركب طائرة.
لاحظ مراد خوفها فأراد استفزازها قليلا ومشاكستها فهمس بجانب أذنها وهو يربط لها الحزام: تحت الكرسي فيه عوامة.

زاغت عينيها ثم سألته بتلعثم: عوامة ليه؟

أجابها بهدوء مستفز: يعني عشان لو الطيارة وقعت في البحر ولا حاجة آه لو حصل كده أوعي تنزلي بالجزمة ابقي اقلعيها عشان ما تاخدكيش وتنزل تحت.

تمسكت شمس برعب في عنقه وهو ينحني عليها وهتفت: بقول لك ايه ما فيش أحسن من بلدنا يا اخويا خلينا نقضي شهر العسل هنا أحسن.

تابع خوفها بتسلية لكنه سرعان ما انفجر بالضحك عندما استطردت حديثها: طيب والبحر ساقع ولا سخن؟

تابعت ضحكاته بافتتان شديد ثم همست دون وعي: ضحكتك حلوة أوي يا مراد.

لمعت عينيه من الكلمات البسيطة تلك فدنا منها عازما على تقبـ يلها إلا أن صوت قائد الطائرة منعه من فعل ذلك عندما هتف في مكبر الصوت: مراد احنا جاهزين نطلع؟

ابتعد مراد عن شمس بصعوبة ثم أعطى للقائد الإشارة وفي أقل من دقيقة كانت الطائرة تتحرك من المطار بهدوء ثم بعد قليل إلى جو السماء وسط ضحكات عشق وخوف شمس.

وبعد حوالي بضع ساعات اصطحبهما مراد إلى منزل عواد الذي يوجد في اسطنبول
تأملته عشق بانبهار بدءا من حديقته الشاسعة الممتلئة بالورود مرورا بأثاث المنزل الراقي الذي يدل على رفاهية أصحابه
هتف مراد بابتسامة: حمد الله على السلامة يا شمس نورتي بيتك.

منحته ابتسامة رقيقة ولم تعقب.
فتابع وهو يصعد الدرج هسيبك بقى تتفرجي وهطلع أنيم عشق في أوضتها وبعدين هاجي أطلب دليفري.

أومأت له بالموافقة ثم عادت تستكمل جولتها في المنزل.
دقائق قليلة وعاد إليها مراد يهتف بمشاركة عجبك البيت.

أومأت له بالموافقة وهي تدنو منه وتسأله باهتمام: هو ده كان بيتك انت واا.


قاطعها بسرعة: لأ ده بيت بابا لكن البيت اللي انا اتجوزت فيه كان بعيد عن هنا شوية.

تنهدت بارتياح لكنها سرعان ما شهقت عندما جذبها مراد إليه يحتـ ضنها بقوة وهو يتنفس رائحتها هامسا بجوار أذنها: بقول لك ايه ما تيجي أفرجك على أوضة النوم.

ضحكت ولم تعقب
فاستطرد: أفهم ان السكوت علامة الرضا.

وقبل أن ينحني ويحملها بين ذراعيه استمعا سويا إلى صوت قرع الجرس.
ابعدها مراد برفق عن حضـ نه ثم داعب وجنتها: هشوف مين وارجع لك نكمل اللي كنا بنقوله.

وما هي إلا ثواني حتى انفتح الباب وطلت من خلفه ناريمان بابتسامتها المستفزة تقول: أول ما عرفت انكم وصلتوا حبيت آجي أبارك لكم بنفسي وبالمرة أشوف بنتي. 



❈-❈-❈


بأرياحية شديدة يجلس في بهو القصر ينتظر.
ثواني وأتت الخادمة تحمل صينية مستديرة فوقها كوبا من العصير وكوبا من الماء وضعتها أمامه باحترام ثم انصرفت.

تابعها بعينيه حتى اختفت وسرعان ما تذكر مكالمة السيدة صباحا.
فبعد أن دلفت من غرفة فريدة اتجهت إلى غرفتها مباشرة وأغلقتها جيدا.
جلست فوق الفـ راش ثم شرعت في الاتصال به وما هي إلا ثوان معدودة حتى استمعت إلى صوته على الطرف الآخر يقول: الو مين معايا؟

أجابت بهدوء: حازم الفيومي؟

أيوة يا فندم مين معايا؟

ارتسمت فوق وجهها ابتسامة صغيرة ثم ردت: انا فيروز صبري والدة أدهم صبري وحمات فريدة طبعا انت بتسأل نفسك انا بكلمك ليه؟

وقبل أن يتسائل أردفت: بكلمك بخصوص اللي انت عيزه انت عايز فريدة وانا عايزة ابني عشان كده كلمتك انا هساعدك انك ترجع فريدة ليك تاني.

تساءل حازم بلهفة: ازاي هترجعي لي فريدة ازاي؟

شعرت السيدة فيروز بالحنق الشديد فلماذا يقع الجميع في حب تلك الفتاة هي في وجهة نظرها مجرد فتاة سوقية تسلقت على حساب ابنها وتلاعبت بقلب وعقل الآخر.

أخذت نفس عميق وزفرته على مهل فهي أطالت الصمت: هقول لك بس عايزاك تركز معايا كده.


استفاق من شروده على صوت خطوات تقترب من المكان الذي يجلس فيه
اتسعت ابتسامته عندما أبصرها تقف أمامه وعلى وجهها يرتسم الذهول هاتفة بعدم تصديق: حازم انت بتعمل ايه هنا!؟

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة