-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 22 - 4 السبت 18/11/2023

 قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني والعشرون

الجزء الرابع

تم النشر يوم السبت

18/11/2023


العودة للصفحة السابقة

❈-❈-❈


لم يكن امر طلب المقابلة معه بالأمر المفاجيء، فهذا الشيء قد توقعه منذ البداية، المفاجيء هو كان رد فعله برؤيته امامه، هذا الشعور الذي يكتنفه الاَن بالغضب، بعدم الارتياح، وكأن الذنب يخصه وحده، او انه كان على غير ارادة شقيقته!


- منور يا عمر، بلدك كلها نورت برجعتك .

قالها كترحيب روتيني، قد يفعله مع الجميع، وجاء رد الاخر بامتنان:

- الله يعزك يا غازي بيه، دا بس من زوجك، البلد منورة بناسها 


استجاب بابتسامة ليس لها معني يخاطبه:

- ربنا يبارك فيك يا سيدي..... انا سمعت انك واصل من كام يوم .

- دا حجيجي، انا فعلا مفاتش على رجعتي غير ايام جليلة، يدوب لحجت اخلص من زيارات الناس ومباركتهم برجعتي بالعافية، وعشان كدة طلبتك وكنت عايز......


- بس انت اتأخرت جوي في الغربة يا عمر؟

باغنه بالسؤال مقاطعًا، ليجبر الاخر على السير في نفس وجهته:


- دا صحيح، بس يعني معوجنش جوي، دول كلهم خمس سنين.....


- ولا مرة نزلت أجازة فيهم؟

للمرة الثانية، يواصل بأسئلته، ليتسرب الى الاخر شعور غير طيب وكأنه داخل جلسة تحقيق:


- الظروف مكنتش تسمح ان انزل، كنت ضاغط على نفسي بالجامد عشان اوصل للي انا عاوزه. 

التقط الاخيرة ، ليردد سائًلا بهدوء خطر:

- وايه هو اللي انت عايزه بجى؟


انه بالفعل يجفله بردوده، كما أنه يسشف الحدة من خلف أسئلته،

هذا ما شعر به عمر، ولكنه تمالك يجسر نفسه، متذكرًا ما وصل اليه، بالإضافة إلى الاموال التي بإمكانها ان تقوي قلبه، للطلب مباشرة من الاخر:


- بصراحة اللي انا عايزة، هو حاجة غالية، غالية جوي، تستاهل الصبر، وتستاهل الغربة ومرارها، تستاهل كل شيء عشان ابجى مناسبلها....... انا عشمان في كرمك يا غازي بيه، في انك مترودنيش خايب الرجا، انا جاي وطالب ايد الاَنسة روح اختك،  اشيلها فوج راسي واحطها جوه عيوني من جوا. 


توقف غازي عن الشرود بكلماته المنمقة، وبزغت بزاوية ثغره ابتسامة ضعيفة، ثم قال:

- كلامك جميل يا عمر، بصراحة اهنيك على لسانك الحلو ده، دا انت ناجض تكتب قصيدة شعر يا راجل .


اردف الاخير بحماس ردًا على كلماته:

- والله لو أطول اعمل كدة واكتر كمان، الانسة روح تستاهل ومعزتها عندي لا تقدر. 


- امممم

طالع عمر وجه الاخر الذي تبسم.يطرق براسه للأسفل قليلًا، حتى رفعها فجأة:

- ولما انت بتعزها جوي كدة، صبرت ليه خمس سنين في غربتك، على ما رجعت تتجدملها؟


هم ان يردف له بنفس الاعذار السابقة عن الكفاح وما واجهه من مصاعب،  ولكن الاَخر قطع عليه:

- انا عرفت انك بنيت بيت ابوك من بعد السنة التانية من سفرك....


افتر فاهه ليرد ولكن غازي تابع :

- دا غير ان بعد السنة التالتة ابوك اشترى خمس فداداين ارض عفية في الحرجة،..... ودلوك وبعد خمس سنين راجع واجواز خواتك جايمين بالارض اللي اشتروها بإسمك برضو، من ضمن الفدادين اللي خصصتها الدولة في البلد اللي ورانا. 


اعتلى الذهول ملامح عمر لينعقد لسانه منصتًا لهذه المعلومات التي يردفها الاخر عليه دفعة واحدة، رغم حرصه على سريتها من قبله وقبل من يعرفونه، 


كان غازي يقرأ ما يفكر به،  حتى اردف يزيد من اندهاشه:

- متستغربش ولا تفتكر ان حد جالي من اجواز اخواتك الغلابة، الحاجات دي انا وصلتلها لوحدي لما سألت عليك ، من وجت ما عرفت بطلبك،  مفيش سر في الحكومة يستخبى على العبد الفجير، لكن السؤال اللي مجنني بجد، وبرضك هعيده عليك من تاني، لما بتعزها، استنيت عليها خمس سنين كيف؟ 


- ما انا كنت بكون نفسي.

قابل رده باستهجان رغم هدوئه:

- تكون نفسك برضوا؟ ولا اتت كنت بتعملك رأس مال، تتكل عليه يا عمر ؟


سهم عمر بنظره اليه، فهذه الطريقة من النقاش لم بكن يتوقعها على الإطلاق، فواصل الاَخر:.

- كان ينفع جوي تنزل من سفرك، وتيجي تتجدملها بعد ما تبنى بيتكم....... مكنتش انا ساعتها هتجل عليك ولا احملك فوج طاجتك، كنت هوافج عشان اختي، حتى لو اضطريت اسا.......


-وانا كنت هرفض مساعدتك دي.

خرجت منه بمقاطعة حادة، ليُكمل بوجه مشتد وانفعال حاد:,

- انا كان ممكن اتجدملها من غير ما اسافر من الأساس، واعشم بكرمك في مساعدتي من الأول، لكن لا....... انا رافض المساعدة دي ، عشان انا حر ، فضلت اني اسافر 

واتمرمط، عشان اجيب الجرش اللي يكفي جوازي بيها، جبل ما اخد اي خطوة.


- شاطر يا عمر

ذوى ما بين حاجبيه، يستغرب الجملة المبهمة، لما يشعر وكأن بها شيء من سخرية، وليست اطراء.


- هو انت بتشكر فيا ولا بتذم؟

سأله بتوجس زاد بعد استماعه للإجابة :

- لا طبعا مش بسخر، انا بجول اللي شايفه على فكرة، انت فعلا شاطر، والشاطر في أحيان كتير بيبجى عايز كل حاجة، وهو واثق انه يجدر يوصلها بشطارته، بالذات لما يبجى حاسس انه ضامن!


- يعني إيه؟

بمزيد من الحيرة، شاعرًا بالتخبط، وعدم الاستقرار على ارض صلبه امامه، يريد تفسيرا واضحًا لمقصده، والذي لم يبخل به غازي هذه المرة ليميل برأسها نحوه، يردف بكلمات محددة، لا تخلو من مكر:


- يعني مفيش حاجة في الزمن ده مضمونة، شوف انت بجى سافرت وجمعت ثروة ، ورجعت واختي لسة  سينجل زي ما بيجولوا، لكن للأسف برضوا ملحجتش.....


صمت فجأة يستقيم بجذعه، قبل ان يخبره باعتزاز     - روح جبلت بواد عمها وفرحهم جرب. 


هذه المرة لم يخفي استنكاره، ليردد خلفه بعدم تصديق:

- واااد عمها مين؟ انا لو وصلني انها اتخطبت زي ما بتجول، مكنتش اخطي برجلي واجي هنا واصل، ما تجيبها بصراحة كدة، وتجول انك رافضني.


صمت غازي يرمقه بصفحة مغلفة زادت من حنقه، ثم ما لبث أن يتناول هاتفه، يتصل بأحد الارقام ، ليُفعل مكبر الصوت مع اجابة الطرف الاخر:


- ايوة يا غازي، عاوز حاجة؟

- ايوة يا حبيبة اخوكي، بجولك يا روح، واد عمك بيتصل بيا وبيسأل يعدي عليكي امتى، عشان ياخدك للصايغ تنجوا الشبكة؟


قال الاخيرة بتمهل يلتقط رد فعل الأخر، والذي انصت بقوة ، يستمع لاجابتها:


- يعدي في أي وجت يا غازي، يعني هو مش عارف اللي  يناسبه؟ ولا اجولك.... خليه ياجي على واحدة الضهر ، دا ميعاد كويس للكل، على ما يجوا اخواتي البنات من بيوت أجوازهم،  اشوف مين اللي هتجعد مع ستي ومين اللي هتيجي معايا.... 


- تمام يا بت ابوي، ربنا يتمملك بخير يارب. 

- الله يبارك فيك يا حبيبي، إجفل بجى عشان بنتت عمامك عرفوا وجم يباركوا هما كمان. 


انهى المكالمة ليعود اليه، وقد تجمد كالتمثال امامه، بتأثير المفاجأة الذي بدا جليًا على ملامحه، قبل ان ينهض فجأة، ينمتم معتذرًا، فلم تعد هناك فائدة للجدال:


- تمام انا اسف مكنتش اعرف...... وع العموم الف مبروك. 

- الله يبارك فيك يا سيدي وعجبالك انت كمان.

تمتم بها غازي، يتركه يذهب ولكن وقبل ان يبتعد بخطوتين هتف يوقفه:


- عمر

انتظر حتى يلتف اليه ليأمره يحزم، وبشكل مباشر دون دون خجل أو حرج، متحاملًا على غضب يشتعل بداخله:

- ما تنساش تمسح كل الرسايل اللي عندك في التلفون، واعتبر اللي عدى مهما كان بريء ولا زين، صفحة واتجفلت على كدة.


لم يُصدم بطلبه، فقد تأكد له الاَن انه على دراية بكل شيء، كما أنه السبب الأساسي في الرفض، بادله نظرة كارهة، يومئ له برأسهِ، ثم غادر نهائيًا، وبعقله يتسائل،  كيف استطاع هذا الملعون التأثير عليها،  حتى تلفظه عنها بكل سهولة ، وتوافق على المذكور ابن عمها ؟ 

ترى!  إلى ماذا توصل ايضًا؟



يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة