رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 25 - 2 - الإثنين 20/11/2023
قراءة رواية واحترق العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية واحترق العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الخامس والعشرون
2
تم النشر يوم الإثنين
20/11/2023
بـ فيلا عماد
قبل قليل
تبسم لـ حسنيه التى قابلته ببسمه هى الأخري
سائله:
جاي بدري الليله.
اجابها بإرهاق:
حسيت إن مُرهق قولت الشغل مش بيخلص.
نظرت الى ملامح وجهه، فهمتها جيدًا، ملامحه حقًا تبدوا مرهقه، لكن الحقيقة هى ليست كذالك بل مسئومه،لديها شعور شبه مؤكد أن السبب فى كذالك حياته مع سميرة، كادت تتحدث بذاك الشآن، لكن صدح رنين هاتفه أخرجه من جيبه، نظر للشاشه بتعجُب، سميرة هي من تتصل عليه، بالتأكيد هذا مستحيل بعد شِجارهم الأخير، لكن رجف قلبه أن يكون هنالك أمرًا سيئًا،
قبل أن يرد نظرت له حسنيه سائله:
مين اللى بيتصل عليك.
أجابها:
سميرة.
نظرت لملامح وجهه ثم قالت بنبرة تلقيح وتلميح جاف:
هروح أحضر العشا على ما تكلم مراتك،يمكن قلقانه عليك وعاوزه تعرف رجعت البيت ولا لسه.
فهم مغزى حديثها لكن فتح الخط يقوم بالرد لكن إستغرب وجود صوت يمنى التى تُهمهم بعبث،يبدوا أنها تلعب،لحظات وسمع حديث سميرة مع والدتها،علم ان تكون يمنى تعبث بهاتف سميرة وإتصلت بالخطأ عليه،ظل يستمع الى حديثهن معًا، سئم قلبه من حديث سميرة وإخبارها بشآن طلاقها وأنها لن تتراجع عن ذلك،كذالك حديثهن عن نسيم الذى أحرق قلبه أكثر وأكثر،فجأة إنقطع الإتصال...زفر نفسه بغضب جم كادت قبضة يداه على الهاتف أن تُحطمه،بنفس الوقت عادت حسنيه له قائله:
خير سميرة كانت عاوزه إيه؟.
أجابها ببرود:
ولا حاجه،انا حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام.
شفقت حسنيه من ذاك السأم الواضح على ملامحه قائله:
تعالى إتعشى الاول وبعدها إبقى إطلع.
وافق وذهب معها جلسا يتناولان الطعام فى صمت، كانت حسنيه تنظر له بترقُب وهو شبه لا يأكل سألته:
ليه مش بتاكل، الأكل مش عاجبك.
أجابها:
بالعكس، بس أنا كنت متغدي متأخر.
سألته:
وإتغديت فين؟.
نظر لها قائلًا:
مال سؤالك كآنه إستجواب.
وضعت تلك المعلقه التى كانت بيدها قائله بتلميح:
ده سؤال عادي مش إستجواب... يمكن تكون إتغديت عند سميرة عايدة طبيخها له نكهه ويغوي فى الأكل، أكلت كتير.
شعر بالضيق من تلميحها ونهض واقفًا يقول:
لاء إتغديت مع عميل، شبعت،حاسس بإرهاق هطلع أخد دُش وأنام، تصبحي على خير.
نظرت الى وقفته هكذا قائله:
هقولك كلمتين يا عماد، يمكن يكونوا علاج لك من الإرهاق، النِسيان نعمة بتريح القلب ياعماد، تصبح على خير.
بسبب شعوره بالارهاق وإنشغال رأسه بما سمعه قبل قليل عبر الهاتف لم يضع حديثها برأسه وتركها وصعد الى غرفته، جلس بإرهاق على إحد المقاعد،يشعر بآلم حرقان بعينيه،ظل يفركهما للحظات،أرجع ذاك الحرقان الى ذاك الصداع الذي يشعر به بالتأكيد بسبب السُهد لايام متتاليه،بعد أن تخلى النوم عنه، نهض توجه الى حمام الغرفة إنتزع ثيابه وفتح صنبور المياة الباردة، علها تهدأ حرارة جسده،وتخفف من ذاك الصداع، بعد قليل، خرج إضجع بظهره على الفراش وجذب علبة السجائر والقداحه والمنفضة، أشعل إحداها ينفث دخانها، مازال ذاك الحديث عالق برأسه
نفث دخان السيجاره وإضجع على خلفية الفراش تنهد يشعر كآن قلبه متوهج مثل بصيص تلك السيجارة، كذالك آلم عيناه الذى عاد وذاك الصداع القديم...
تذكر حديث سميرة الجاف معه
[قبل يومين]
ذُهل من قولها، كآنها تُعلن انها كانت تود إتمام زواجها من ذاك الذى فرق بينهم،
نظر لها بغضب قائلًا:
واضح إنك بتتندمي عليه.
-فعلًا
جوازنا من البدايه كان غلط، انا مغصبتش عليه ترجع تتقدملى، إنت كنت عارف إنى كنت متجوزه من غيرك، كان هيفرق إيه لو كان جوازي منه كامل يا عماد، من البدايه صدمتني وقبل ما اتكلم وأوضح لك الحقيقه طلقتني، ليه رجعت لما عرفت إنى حامل، كنت لسه مشبعتش من الإنتقام مني، كفايه يا عماد، أعتقد لما تتجوز هتلاقى اللى تأدي مهمتي فى حياتك.
هكذا ردت سميرة بجفاء، تُعلن أنها أخطأت حين وافقت على الزواج به، بل وتندم على زوجها الاول، لكن ماذا تقصد بآخر حديثها...
شعر بجمرات تحرق عيناه وهو ينظر لها بهن بإحتراق، وسألها:
وإيه هى مهمتك فى حياتي.
نظرت نحو الفراش الذى مازال أثر لقائهم قبل قليل عليه مُبعثرًا قائله:
رغبة... أنا مهمتي رغبة بمجرد ما بتطفيها بتبعد عني، زي اللى كان بيعاشر عاهرة، يمكن أسوء كمان، بس نصيحه مني
بلاش بعد ما رغبتك تنتهي منها تبقى تسيبها فى السرير وتحسسها أنها عاهرة وقت مزاجك،معتقدش هتتحمل زيي،لأنها حياتها غيري يا عماد هى عاشت أنها برينسيسة بتدلع بمزاجها، لكن انا طول عمري عشت أرضي بالفتافيت، حتى فى حياتك، إنت مبسوط بوضعي معاك كده، زوجه بتروح لها أو تجياك مكان ما تختار تطفي رغبتك وتسيبها وتمشى،فندق أو ڤيلا تجيبني فيها تحسر قلبي وإنت بتقول لى هتجوز، او حتى لقاء فى أوتيل مبتفكرش فيا ولا فى مشاعر،بلاش مشاعري مش هتفرق معاك، لكن صورتى وانا نازله بعد ما شبعت ونظرة السواق بتاعك ليا،ولا حتى الموظف فى الأوتيل وأنا باخد منه مفتاح الاوضه وأطلع أستناك،او حتى بتبقى موجود فى الاوضة،كنت بتحرق من نظرة عينيهم،حتى إنت مكنتش بتبتسم فى وشي اول ما تشوفنى،فاكر يوم الحفله بتاع الافتتاح لما سيبتك وانا فى الاسانسير عامل من الفندق ضحك لى،ومد إيده بكارت له وقالى ده رقمي لو إحتاجتي لحاجه،فهمت قصده،طبعًا نازله من أوضة آخر الليل فى عربيه بسواق مستنياني كمان،فى رُخص أكتر من كده،كان نفسي ليلتها تقولى إطلعي غيري هدوم المُضيفه وإنزلى الحفله لأنك مراتي،بس طبعًا أنا مش قد مقام البشمهندس عماد الجيار اللى تليق بإسمك،هتتشرف بمين
سميرة اللى معاها دبلوم، وبتشتغل عشان محدش فى يوم حن عليها هى ومامتها، أنا ماليش مكانه فى حياتك يا عماد،مجرد متعة وقت وبتخلص وبيتحرق معاها ماضي لشاب فقير،بقى له إسم وسطوة كبيرة ولازم كل شئ بيفكرهُ بالماضي ده يحرقه... ويفكر بس إزاي يدخل وسط رجال الأعمال وجانبه زوجه تليق بمقامهُ،مش زوجة كانت لغيرة حتى لو بالأسم فقط،أو بتفكره بأسوء ظروف حياته،أنا أهو بخرج من حياتك وبسيب مكان ميلقش بيا،إختار اللى تليق بمكانتك،كده إنتهت
سميرة من حياتك .
تعبت من المواجهه،شعرت كآن خلاياها تحترق، توقفت عن الحديث،وجذبت باقى ثيابها،لم تنظر له،وتوجهت الى حمام الغرفه،
شعر هو الآخر بإحتراق،سميرة كانت تُخفي كل ذلك بقلبها،زلة لسان جعلتها تنتفض وتتمرد،لكن هو لم يكُن يُفكر فى ذلك فقط كانت زلة لسان لو كان قادر على الإحساس بغيرها كان فعل ذلك منذ زمن،جلس على الفراش يفرك عيناه يشعر بإحتراق فى عقله،يود النهوض ويجذب سميرة يعترف لها،أن ما سردته قبل قليل كان يؤلمه أكثر منها،بينما خرجت سميرة من الحمام وعادت للغرفة نظرت نحو عماد الذى كان ينحنى بظهره للأمام يضع رأسه بين يديه،لم تُبالي به وجذبت حقيبة يدها وغادرت الغرفه بلا إهتمام...بينما رفع عماد وجهه حين سمع صوت فتح باب الحمام،شعر بغشاوة فى عينيه للحظات كآنه لا يرا أمامه ولم يلاحظ مغادرة سميرة، فرك عينيه بقوة يلوم ذاك الشعور القديم بالعجز حين كاد يفقد بصرهُ وهو صغير،بسبب صفعه قويه من والده على وجهه،صفعه بسبب قوتها إرتطمت رأسه بالحائط ونزف رأسه،شعور ضعف البصر صعب، والأصعب هو إحتراق القلب بالعشق...
نهض يسير نحو باب الغرفه يتحسس الحائط، للحظة فكر بالنداء على سميرة، ربما تعود إليه، لكن رفض عقله أن تراه بهذا الضعف والإحتياج...لحظات حتى عاد يُبصر شبه مقبول،تذكر قولها عن ذاك الموظف الذى حدثها بهذه الطريقه،جذب هاتفه وأجري إتصال هاتفى،إنتظر رد الآخر عليه ثم قال له بأمر:
عاوز سجلات الكاميرات اللى فى الاسانسير ليلة الإفتتاح.
ألقى الهاتف على الفراش وتمدد ينظر الى السقف يرا حياته بغشاوة.
[عودة]
عاد يشعر بآلم بعينيه، نهض وجذب تلك القنينه الصغيرة وضع منها بضع قطرات بعينيه، تدمعت عيناه منها، لا يعرف إن كانت تلك الدموع من القطرات، أم دموع حقيقية كان يودها ربما يشعر براحه، لكن هى لا هذا ولا ذاك، هى دموع مُزيفه، عاود التمدد على الفراش يشعر كآنه منبوذ او ملعون بالخذلان دائمًا منذ طفولته، فى البداية والده وتخليه عنه، وحتى من تتغلغل من قلبه تخلت عن وعدها، والآن واجهته وعرت حقيقة لم يكُن يجهلها، ولم يكُن يستمتع بها، بل كان يشعر بالوحدة دائمًا يصحبه شعور الخوف من أن يتخلى عنه الاقربين له.
❈-❈-❈
فرنسا
رغم أنهما فقط يومان لكن شعر بحنين وإشتياق لـ فداء،تبسم وهو يتذكر إحد حركاتها الحمقاء بالعلكه، شقت بسمه شفتاه،تنهد بإشتياق، وجذب هاتفه، قام بالإتصال عليها ينتظر ردها، لكن
إنتهت مدة الرنين الاول،زفر هانى نفسه بغضب،من عدم رد فداء عليه منذ يومان يهاتفها وهى لا ترد عليه،جذب شعره للخلف وعاود الإتصال،لكن كالعادة رنين دون رد
بنفس اللحظة شعر بيدين تلتفان حول جسده من الخلف وقُبله على ظهره،إشمئز منها،كاد يتقدم خطوه للأمام لكن كانت كالجرادة إلتصقت به، رغم شعورها بنفوره منها تشعر ببُغض كبير نحو تلك المُشعثه تظن أنها تتلاعب به بالكلمات عبر الهاتف، تُثير رجولته بشبابها.
لكن لم تستسلم وحاولت إغواؤه بسفور، وهى تظن أن سِحر تلك الدجاله قد آنى بثمار
فـبدموع تماسيح رسمتها عليه جعلته يُصدقها، ووافق على السفر معها، لكن هى مُخطئه فهو حقّا لو لم يكُن يعرفها جيدا لصدق إستنجادها الكاذب به، لكن هو كان برأسه هدف آخر
يخشى مواجهته، انه أصبح يهوي، لا مُغرمً
بتلك المُتحدية هى من كسبت التحدي وتوغلت لوتين قلبة المُشتاق والمُحتاح للعشق، اخطأ حين ظن ان
الهروب منها الآن قبل ان تتغلغل من مشاعره،لكن كان ألافضل له المواجهه لكن هل فات الوقت وعليه مواجهة عِناد فداء....
... يبدوا ان كما أخبرهُ عماد سابقا أن العشق لعنه تصيب الرجال بعقولهم.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية