رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 24 - الخمبس 2/11/2023
قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مقيدة في بحور عشقه
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة توتا محمود
الفصل الرابع والعشرون
تم النشر يوم الخميس
2/11/2023
كُـلِ العِيونَ مرِت عابرهَ إلا عَينيِك الذي اسروني كـ مقيدة لا تعرف الخُلاص من بحُور عِشقك .
تنظر من الشرفة كـ قلب مشتاق ينتظر عودته، اشتاقت إليه و إلى النظر نحو بحور عينيه لكنه لِم يعود، فهي كل يوم تجلس على الشرفة تنتظر عودته، فمرت ستة أيام، كانت بمثابة لها كالدهر، حاولت أن تتصل عليه في كل مرة ولكن لم يرد عليها، فهي قلقه، مُشتقه له، تريد أن تتشاجر معه عن غيابته، تريد أن تسأله عن هذه الأخبار التي انتشرت على التواصل الأجتماعي، تريد أن تطمئن عليه وتعرف أنه بخير، تريد أن تعـ ـانقه على غيابه هذه المده عليها، فهو لاول مرة يتركها بهذه الطريقة بدون أن يطمئنها، فهو بالتأكيد يعرف أن هذه الأخبار انتشرت بينه وبين ابنة عمه ولكن لم يبرر الأمر لها او حتي يتحدث معاها .
فهي منذ ستة ايام لِم تنام ولِم تنعم براحة أبدا، حتى أنها لِم تأكل جيداً، هي فقط تنتظر عودته، تنتظر ما جاءته ليس إلا .
وقفت تساند يـ ـدها على سور الشرفة، وهي تصك على اسنانها من البرد التي تشعر بيه، فهذه الأيام الطقس بارد جيداً ابتداء من دخول فصل الشتاء، دخلت الى الغرفة و أغلقت الشرفة وجـ ـسدها يرتعش من البرد الذي تشعر به، أمسكت زر المكيف وفعلته على درجه حراره عاليه حتي يبث لها الدفء ولو قليلاّ .
اتجهت إلى الفراش وهي تضع الغطاء فوق جـ ـسدها وجهها حتى يبث لها الدفء وسرعان ما استسلمت لسلطان النوم الذي كان راحه لها بعد قلق وتعب منذ أيام .
❈-❈-❈
حـاولت أن تنام أكثر من مرة ولكن لِم تعرف، فهي قرأت هذه الأخبار في الصباح، أن تم عقد خطبة أخيها علي إبنة عمها " جميلة " فهي بعيدة عن التواصل الأجتماعي ولم تعرف الأخبار، حتى أنها منذ ذلك الحادثة التي أدرك فيها أنها تحب " ياسر " لم يتحدث معها على الإطلاق .
فهي مازالت لا تصدق أن بيجاد فعل هذه الخطبة، هي تعترف أن " بيجاد " خطب إبنة عمها ولكن لم تكمل هذه الخطبة، فهذه الخطبة تم عقدها بسبب عمتها " صباح " التي تريد ذلك وبشده ، اما بيجاد فهو لا يحب " جميلة " و " جميلة " نفس الشئ لم تحبه، لذلك انهوا الخطبة سريعا ولم تكمل الخطبة ثلاث شهور.
اما الأن تتفاجأ بهذه الأخبار، أن تم عقد خطبة شقيقها على ابنه عمه للمرة الثانية؟، كيف يحدث ذلك؟، وهو يحب " سلا " بلا يعشقها، كيف يفعل ذلك مع زوجته إذا؟؟
يجب أن تتحدث مع شقيقها، فهي تعرف أنه لا يتحدث معاها ولكن تريد أن تعرف لما فعل هذا الشئ بـ زوجته وصديقتها التي لم تري إلا منها كل جميلاً
وقفت وهي تبحث عن هاتفها ولكن لم تجده، بحثت عنه في الغرفه بأكملها ولكن لم تجده، اين وضعته؟، هي لم تتذكر ابدا، خرجت من الغرفة وهي تبحث عنه ولكن وهي تتجه نحو الدرج كادت أن تقع نحو الدرج وهي لم ترى أمامها، صرخت وهي تستعد لوقوع ولكن وجدت يـ ـد كبيرة تحاوط خـ ـصرها بتملك وتبعدها بعيداً عن الدرج، فتحت عينيها وجدته يمسك خـ ـصرها بخوف كبير ويقربه منه بشدة حتي شعرت بأنفـ ـاسه السـ ـاخـنه نحو وجهها، مما قلبها خفق بشدة من هذا القرب الذي يخفق قلبها وبقوة، وقفت وهي تبتعد عنه بعد ما ادركت قربه منها بشدة، كادت سوف تشكره على انقاذها من وقوع الدرج ولكن قاطعها هو بعصبية كبيرة وعروق عنـ ـقه برزت بشدة من الغضب :
ـ أنا عايزه افهم هو انتِ مش بتشوفي قدامك؟،انتِ كنتِ هتقعى لو انا مجتش .
ادركت انه يخاف عليها لذلك حاولت تهدئته بـ لين بـ نبرتها الهادئة :
ـ يا مالك متقلقش عليا انا كويسه واكيد مكنش هيحصل حاجه يعني و….
قطعها هو بـ نبرته الساخرة و بنظراته الحادة التي تحرقها إلى أشلاء صغيرة :
ـ اقلق عليكي انتِ؟؟، لا يا ماما فوقي، انتِ متهمنيش اصلا، انا اللي يهمني هو ابني، وافتكري لو ابني حصله حاجه هقتلك انتِ والو*** التاني، فـ اتقي شري عشان انتِ لحد دلوقتي مشوفتيش شري، واتمني متشوفوش شري وتسمعي الكلام .
اقتربت منه بحده وهي تعقد ساعديها امام صـ ـدرها وهي تهتف ببرود :
ـ و لو مسمعتش الكلام، هتعمل ايه؟ ، هتقتلني؟؟ ، اقتلني، حتي اخلص من القرف ده.
رفع حاجبيه بصدمة وهو مازال يستوعب حديثها :
ـ قرف؟؟، اللي انا بعمله ده قرف؟ .
أنهى حديثه بضحكه ساخره وهو يهتف بسخرية :
ـ تعرفي انتِ لو مكنتيش حامل في ابني، كنت علمتك يعني ايه قرف بجد .
شعرت بالخوف من نبراته، فهو تحدث بـ نبرته الساخرة، ولكن يوجد بداخلها تهديد صريح موجهه لها هي ، عقلها يعمل سنيور وسنيور لهذا الحديث الذي قاله وشعرت بالخوف .
ابتعدت بعد ما صور عقلها ابشع سنيور لحديثه ذلك، ابتعدت وهي تنظر نحو عينيه التي تأكد حديثه، لذلك عليها أن تهرب من أمامها قبل أن يفعلها الآن وهي في أحشائها طفل.
اعطته ظهرها وكانت ستتجه نحو الغرفة وهي تتنفس سريعاً كأنه كانت في سباق من الركض ولكن توقفت مكانها وهو ينادي علي اسمها، توقفت ولم تلتفت له ابدا، مازالت تعطي له ظهرها .
اقترب منها حتي اصبح واقفاً امامها، امام وجهها ينظر نحو عينيها ولكن وجدهم ينظرون نحو الأرضية هتف هذه المره بنبرته الهادئة وهو يعطي لها هاتفها :
ـ تليفونك كان تحت وكنت هجيبه ليكي بس لقيتك خارجه من اوضتك وحصل اللي حصل بقي ، اتفضلي.
ختم اخر جملته وهو يقرب الهاتف من وجهها، رفعت يـ ـدها واخذته، وسرعان ما ابتعدت عنه ودخلت الى غرفته واغلقته سريعاً، دخلت الغرفة وهي تتنفس بسرعة كبيرة من الخوف الذي بدأت تشعره معه هو، هو كان الأمان بحد ذاته، الركن الهادي واللطيف في يومه، بين ليلة وضحاها اصبح هذا الشخص هو مصدر خوفها؟ .
هي لم تصدق ابدا أن هذا مالك! ، الذي يحبها بلا يعشقها تغير كل هذا الحد، هي تعترف ذلك أن كل ما ارتكبته ليس قليلاً ولكنه لم تخونه، هي تتحدث مع " ياسر " منذ مدة قبل زواجهم، هي لم تقترب من " ياسر " ابداً، وكل ما يقترب " ياسر " منها تبتعد عنه بقوة كبيرة حتى لا تصبح خائنة و مخطئة بحق " مالك "
هي كانت سوف تتركه، وتتخلى عنه، ولكنها لا تريد أن تجرح مشاعره او تكسر قلبه.
نعم هي ليست خائنة ولم تقترف خطأ ابداً هي كانت تريد أن تبتعد عنه لانها ليس بقلبها غير " ياسر " فقط، حاولت أن تخرج " ياسر " من قلبها ولكنها لم تعرف ابداً لذلك قررت أن تبتعد عن " مالك " بسرعة لذلك هي خائنة ابداً، وضعت هذا الحديث نحو رأسها واقتنعت به بشدة، رفعت هاتفها وجدت الساعه اقتربت لثالثة صباحاً، فـ الوقت تأخر كثيراً، لذلك قررت أن لم تتصل عليها في هذا الوقت وغداً صباحاً سوف تتصل بيه، حتي تعرف ما الأمر ولما " بيجاد " فعل ذلك، وضعت رأسها نحو الوسادة القطنية واغمضت عينيها وسرعان ما استسلمت لسلطان النوم .
❈-❈-❈
استيقظت " ياسمين " علي رنين هاتفها، فتحت عينيها بصعوبة وهي تري اسم المتصل وجدته " بيجاد " مما جلست نصف جلسه وهي ترد عليه في هذا الوقت بصوتها الناعس :
ـ الو يا بيجاد .
أجابها ببرود ونبره صوته لا يوجد به اي مشاعر غير البرود فقط :
ـ ياسمين، صفقة الفرنسية عايزها تتبعتلي حالا على الايميل، دلوقتي يا ياسمين، عشان اراجع الأوراق قبل ما انزل القاهره .
وقفت وهي تبحث على حاسوبها وهي تهتف بنبرتها التي ممتلئة بالحيرة :
ـ انتَ هتنزل القاهرة امتى .
اجابها بعدم مبالاه و ببرود كعادته معه هي :
ـ بعد بكره ، اهم حاجه تبعتيلي اوراق الصفقه دلوقتي .
هتفت بلهفة وهي تمسك حاسوبها حتى تنفذ حديثه وجلست على الفراش مجدداً هي و حاسوبها ، وضعت حاسبها على قدميها وهي ترسل له اوراق الصفقه :
ـ بعتلك علي الايميل، لو في حاجه تاني…
قطعها غلق الخط، نظرت الى الهاتف بعصبية وهي تهتف بحده :
ـ ماشي يا بيجاد يا انا يا انتَ يا حفيد الجمالي .
أغلقت الحاسوب بعد ما تأكدت وصول اوراق الصفقه له، وضعت الحاسب على الطاولة التي كان بجانبها، وبعد ذلك وضعت رأسها نحو الوساده وكادت أن تنام ولكن هاتفها اهتز مرة أخرى معلناً لها باتصال ، صرخت من الغيظ والنوم يغلب عينيها، قامت نصف جلسة وهي تري المتصل وجدته رقم غريب غير مسجل، امسكت هاتفها وهي ترد على الهاتف على الفور :
ـ الو .
سمعت رد آخر مجهول وبعد ما سمعت صوته قامت بفزع وهي تهتف بصدمة وخوف :
ـ مالو شريف، انا جايه فوراً متتحركوش من جنبه .
وسرعان من ارتدت بنطلون أسود على بلوزه بيضاء بحمالات يبرز جمال زراعيها، وليس لديها وقت تعمل شعرها في تركته بحرية خلف ظهرها وخرجت من بيتها وهي تركض نحو سيارتها وسرعان ما قادتها بسرعة وهي تهتف اسم " شريف " بخوف، في شخص اتصل عليها قال لها أن شريف متعب جداً وموجود في شقته ولا يتحرك ابداً، فـ " شريف " ليس صديقها، هو شقيقها وصديق طفولته، هي تحبه مثل شقيقها الذي توفي منذ ست سنوات واعتبرت " شريف " بمكانه " شقيقها " الذي توفي، فهي منذ أن كانت صغيرة لا احد معاها غير " ملك " صديقتها و " شريف " فقط ، لا تريد أن تخسر شقيقها للمرة الثانية، لا تريد ذلك
قادت سيارتها بسرعة جنونية كأنها في سباق ما حتى كادت أن تفعل حادثٍ مروعٍ ، ولكنه لا يهم بقدر ما تطمئن علي " شريف " وأن تطمئن على صحته وأنه بخير .
وبعد نصف ساعة بعد قيادة جنونية وصلت أمام منزله، خرجت من السيارة وركضت حتى نست تماما أن تغلقها خلفها، وركضت نحو بيتها، ركضت نحو الدرج المبنى، وسرعان ما وصلت شقته التي كانت في الدور الخامس ، دقت بعصبيه وغضب ولكن وجدت أن الباب مفتوح نصف فاتحه ولا يوجد نور فقط ملئ بالظلام، استولى الخوف على قلبها، وضعت يـ ـدها نحو جيوب بنطلونها تمسك سلاحها، وهي تستعد لاي ضربة او هجوم لها، دخلت الشقة التي كانت ملئ بالظلام، شعرت بحركه أمامها كادت أن تخرج سلاحها وتضرب، ولكن توقفت حين الاضاءة جاءت ونظرت امامها وجدت " شريف " يمسك كيك كبير بشكولاه ويضع شموع فوق الكيك ويغني بمرح وبجانبه " ملك " صديقتها
ـ Happy birthday to you .
نظرت بصدمة لهم وسرعان ما اقترب " شريف " منها الكيك وهو يبتسم لها بمرح :
ـ طفي الشمع بس قبل ما تطفي، اتمني امنيه .
ابتسمت باتساع، في اليوم عيد ميلادها وهي نست ذلك، أغمضت عينيها تتمني امنيتها وما هي إلا أمنيته هو " بيجاد " التي تتمنى ذلك الأمنية وبشدة ، وبعد ما تمنيت اطفئت الشموع وبعد ما اطفئتها عـ ـانقت " شريف " بعد ما وضع الكيك علي الطاوله، هتفت بغضب زائف :
ـ انا هقتلك بس بعد ما تخلص الحفلة على الخضة اللي خضتهالي .
عانقها هو بحُب هو الآخر وهو يهتف بمرح :
ـ طالما انتِ اللي هتقتليني هكون مبسوط ، كل سنه وانتِ جميلة الجميلات .
خرجت من اعنـ ـاقة وهي تهتف بفرح :
ـ وانت طيب يا شريف .
نظرت الي " ملك " التي ابتسمت لها وسرعان " ملك " عانقت " ياسمين " وهي تهتف بسعادة :
ـ كل سنه وانتِ طيبه يا قلبي وعقبال 100 سنه .
عـ ـانقتها " ياسمين بحب وهي تهتف بأبتسامة :
ـ وانتِ طيبه يا حبيبتي .
خرجت من اعنـ ـاقها واصدقائها اقتربوا منها يتمنون لها مولداً جديده وبالأخير احتفلوا بعيد ميلادها مع اصدقائها .
وبعد مدة ابتعدت عنهم وهي تأخذ كأس الفودكا وتبتعد عنهم وتفتح هاتفها وتنظر الي صوره " بيجاد " باشتياق وشوق :
ـ كان نفسي تبقي معايا، لو كنت معايا كنت هفرح جدا .
ختمت جملتها وقـ ـبلت صورة " بيجاد " بقـ ـبله صغيره وبعد ما قبـ ـلت قبـ ـلتها همست بحُب :
ـ بحبك .
وضعت الهاتف التي كانت تظهر صوره " بيجاد " اتجاهه قلبها واغمضت عينيها، شعرت بيـ ـد على كتفها الأيمن مما أغلقت الهاتف سريعا، و اخفضت يـ ـدها التي كانت تمسك بها الهاتف، وهي تنظر الي صاحب الـ ـيد وجدتها " ملك " التي هتفت بتساؤل :
ـ بتعملي ايه لوحدك يا ياسمين .
هزت رأسها وهي تهتف بهدوء :
ـ ولا حاجه كنت بشم شوية هوا .
بينما أكملت بنبرتها الهادئة مغيراً الحديث الذي يتكلمون فيه :
ـ سلا وفريدة كويسين؟؟؟ .
هزت رأسها بنعم وهي تهتف بتوتر :
ـ سلا الايام دي مش كويسه عشان الاخبار بتاعت بيجاد علي السوشيال ميديا وانتِ عارفه اكيد، وخصوصاً ان بيجاد مش بيكلم سلا لما سافر و….
قطعتها " ياسمين " بصدمة وهي لا تصدق حديثها :
ـ ايه؟؟ ، بيجاد لما سافر هو مش بيكلم سلا؟؟ .
هزت رأسها وهي تهتف بتأكيد علي حديثها وثقه جعلت تلك الخبيثة التي أمامها تضحك بخبث :
ـ ايوا مش بيكلمها، تصوري لما سافر مرفعش سماعة تليفونه عليها يطمنها، وهي الايام دي مش كويسه، دي بتاكل معايا بالعافيه .
هزت رأسها وهي لا تصدق حديثها وهتفت بنبرتها الخبيثة والابتسامة مازالت تزين ثغرها :
ـ ازاى وهو بيكلمني كل يوم، مش بيعدي يوم غير لما يكلمني فيه .
اقتربت منها " ملك " وهي تهتف بغير تصديق :
ـ دى حاجة غريبة فعلا، هو بيكلمك كل يوم عشان خاطر الشغل اكيد، وهو برضوا بيكلمني كل يوم عشان يطمن علي سلا، وقالي اني مقولهاش انه هو بيتصل عليا عشان يطمن عليها واني اكلها غصب عنها، انا بفكر اقولها عشان سلا متزعلش من بيجاد اكتر .
كانت تشرب من الكأس الفودكا التي كانت رائحته تملئ المكان ولكن توقفت حين سمعت حديثها وهي تتوقف عن شرب الكأس وهي تهتف بلهفه :
ـ لا طبعا اوعي تعملي كده .
نظرت لها " ملك " مردفاً حاجبيه بحيره :
ـ ليه مش عايزني اقولها؟؟ .
هتفت هي بنبرتها اللينة والتي كانت ممتلئة بالهدوء وهي تنظر لها ببراءة :
ـ انتِ عايزه تقوليلها انه بيجاد بيكلمك! ، مش هتفهم أن بيجاد بيطمن عليها منك، هتفهم انك هتاخدي بيجاد منها وهتغير منك اوي وممكن تنهي علاقة الصحوبيه بينكم، زي ما عملت معايا بالظبط، بيجاد عمل نفس الحركه وكان بيطمن عليها مني، وبقيت الايام دي قريبه من بيجاد عشان اقوله اخبار سلا، وفهمتها في الآخر أن بيجاد بيكلمني عشان يطمن عليكي مصدقتنيش، واتهمتني اني عايزه اخطف بيجاد منها عشان كده بنتخانق كتير ودايما بتفهمني غلط وانتِ شايفه كل خناقتنا واسلوبها معايا الفتره اللي فاتت .
هزت رأسها بلا وهي لا تصدق أن صديقتها " سلا " فعلت هذا الشئ بالمسكينه " ياسمين "، اعطت " ملك " ظهرها لـ " ياسمين " وهي تهتف بخوف حقيقي خوفاً أن تخسر صداقة " سلا " و الى الابد :
ـ انا ، انا لا يمكن اقول لـ سلا أن بيجاد بيتصل عليا عشان يطمن عليها، عشان لو قولتلها هتعملني زي ما بتعاملك، وده مش هقدر استحمله ابداً .
ضحكت " ياسمين " بخبث وهي تشرب كأس الفودكا بسعادة من نجاح خطتها، توقفت " ياسمين " عن الشرب، حين " ملك " التفت لها وهي تعـ ـانقها بأسف :
ـ انا اسفه ليكي يا ياسمين انتِ متسحقيش كده ابداً، حقك عليا انا .
عـ ـانقتها " ياسمين " بخبث وهي تهتف ببراءة ممثلة جيداً جعلت تلك المسكينة " ملك " تصدقها :
ـ انا بقول كده لمصلحتك صدقيني، ولو عايزه تقوليلها براحتك برضو، انا مقصدش اذاكي ولا أذى سلا .
ختمت جملتها وهي تبتسم بخبث واضح وهي تنظر الي " شريف " الذي ينظر لها من بعيد وتأكد أن هذه الابتسامة الخبيثة التي تبتسم لها صديقته أن يوجد شئ بالتأكيد لذلك اتصل بها وهو ينظر لها بحيرة يريد أن يعرف ما بها وما سر هذه الابتسامة .
وبالفعل خرجت " ياسمين " من اعنـ ـاق " ملك " وهي تري المتصل وهي تبتسم بخبث وتنظر الي " ملك " بلهفه :
ـ تصوري بيجاد بيرن، بقي بيرن كل يوم عليا، استاذنك ارد عليه عشان هو بيتعصب جامد لما مش برد عليه .
هزت رأسها وابتسمت لها سامحاً لها كامل الحرية أنها ترد علي الهاتف، ردت " ياسمين " علي الهاتف وهي تهتف بسعاده :
ـ الو يا بيجاد .
نظر لها " شريف " من بعيد وهو يهتف بحيره وبصوت منخفض علي الهاتف :
ـ بيجاد مين يا ياسمين، انا شريف .
ابتسمت وهي تهتف بسعاده امام " ملك " :
ـ وانت طيب يا بيجاد متتخيلش اقد ايه انا مبسوطه انك اتصلت في يوم مهم بنسبالي زي ده .
رفع شريف احدي حاجبيها بأستنكار وهو لا يفهم لما تتحدث معه علي اساس أنه بيجاد، نظر جيداً ناحيه " ياسمين " مره اخري وجد " ملك " واقفه امامها مما ادرك أنه تفعل كل هذا امام " ملك " لذلك صمت ظل يتابع هذه المسرحيه السخيفة ، مما سامعها تهتف بحماس :
ـ طبعا يا بيجاد، واوعدك لما تيجي هنعمل party اهم حاجه متزعلش انت، انت جاي امتي؟؟ .
صمت مرة أخرى وهو يحاول أن يعرف بما تفكر " ياسمين " ولم تفعل ذلك ولكنه يفشل في كل مرة، رفع حاجبيها بصدمة وهو ينظر لها بحيره وهي تهتف بحماس :
ـ هتيجي بعد بكره، مش معقول، خلاص هستناك، طبعا هنعمل. party مع بعض، طيب تمام، سلام يا حبيبِ .
أغلقت الخط بوجهه " شريف " الذي ينظر لها بحنق من أفعالها، نظرت إلى "ملك" التي هتفت بتساؤل :
ـ هو بيجاد راجع بعد بكره؟؟ .
هزت رأسها بنعم بخبث واضح علي ملامحها والابتسامة التي تظهر على ثغرها، مما هتفت " ملك " بلهفه وهي تهتف بنبرة مسرعة :
ـ طيب انا همشي بقي اطمن علي سلا واشوفها نامت ولا لا، ولو منمتش هحاول اطمنها واقولها بيجاد جاي .
ختمت جملتها ودعت " ياسمين " وخرجت من الحفل بسرعة ولهفة تاركه " ياسمين " تبتسم بخبث وهي تهتف بصوت منخفض سمعه "شريف" بعد ما اقترب منها :
ـ يا عيني يا ملك، هتساعديني في الخطة من غير ما تعرفي انك بتساعدي اصلا، سلا لازم تشك أن في حاجه بيني وبين بيجاد .
ابتسم " شريف " وقد فهم مقصدها بخبث واضح وهو يهتف بشر :
ـ بيقولوا اي علاقه بتنتهي لما يظهر الشك بينهم ، احنا بقي هنخلي الشك يدخل بينهم .
ابتسمت " ياسمين " وهي تنظر بشرود خروج " ملك " وهي تهتف بشر هي الأخرى :
ـ اسفه يا سلا، بس انتِ لازم تخسري ،عشان انا اللى اكسب .
❈-❈-❈
كانت تركض وخلفها كلاب مفترسه تركض خلفها حتى وقعت في حفرة ما وكاد الكلاب أن يفترسوها، ولكن جاء هو، بطل أحلامها وقلبها، جاء عـ ـانقها بخوف وحين الكلاب المفترسة رأوا " بيجاد " ابتعدوا عنها على الفور، همس لها بكلمات مهموسة وهادئة جعلت جـ ـسدها يهدئ من الارتعاش، ولكن شعرت أن " بيجاد " ينزف بشدة من خلف ظهره ولكنه لم يظهر علي وجهه أبدا بلا يبتسم لها ويحاول أن يهدئها ولكنها لم تهدأ حين رأت دماء على قميصه وعلى يـ ـدها حتى صرخت بأسم " بيجاد " .
استيقظت من النوم بخوف وهي تبحث عنه في الغرفة وحين اكتشفت أن هذا حلم، بكت بقوة كأنها لم تبكي من قبل، فهي خائفة و بشدة على " بيجاد " حتى لا تعرف التواصل معه، أو حتى تتطمئن عليه، فهي متعبة صحياً وجـ ـسديا وتريد أن ترتاح في احـ ـضانه هو، ملاذ قلبها، الذي يداوي قلبها بدون أن يجرحه، امسكت هاتفها وجدت أن الساعة قد تجاوزت الرابعة صباحاً، مما قامت من الفراش وهي تتجه نحو' المطبخ ' ولم تجد احد، في فعلت قهوة لها، فـ رأسها يؤلمها بشدة وتريد أن تخفف هذا الالام الذي في رأسها .
توقفت حين هاتفها اهتز بأسم صديقتها " ملك "، مما هتفت حاجبيها بحيرة فـ الوقت قد تاخراً كثير علي اتصالها، في ردت عليها بلهفه :
ـ الو يا ملك انتِ كويسه؟؟ .
همهمت " ملك " وهي تهتف بنبرتها الهادئة :
ـ سلا انتِ صاحيه؟؟ .
هتفت " سلا " بخوف وجهه يصرخ من الخوف، في من النادر صديقتها تتصل عليها في وقت متأخراً هكذا :
ـ ايوا يا ملك في حاجه؟؟ .
هتفت هي بلهفة وهي تنظر أمام بوابة القصر :
ـ طب كلمي رئيس الحرس بقي عشان مش راضي يدخلني .
ختمت جملتها وأعطت لرئيس الحرس الهاتف يتحدث وبالفعل تحدث مع " سلا " وهي تهتف له بهدوء ولكن بداخل هذا هدوء خوف كبير :
ـ دخلها ياعم حسنين .
هز رأسه رئيس الحرس وبالفعل دخلت " ملك بسيارته وتوقفت سيارته عند باب القصر، اما سلا فـ أكملت قهوتها و سكبتها نحو الكوب الصغير، وبعد ذلك حملتها الكوب التي كان يخرج من الكوب بخار خفيف دلالة على أنه ساخناً، وخرجت من "المطبخ" انتظرته في غرفة الضيوف وبعد ذلك جاءت لها "ملك" بعد ما رحبت به وجلست امامها :
ـ في يا بنتي مالك، قلقتيني؟ .
هتفت " ملك " بمرح كعادتها وهي تبتسم لها :
ـ مفيش قولت اشرب معاكي القهوة بدل ما تشربيها لوحدك .
ختمت جملتها وحملت فنجان القهوة الصغير من يـ ـد " سلا " الي يـ ـدها وهي تتناوله بلذة،جعلت " سلا " تبتسم لها :
ـ بالهنا على قلبك، كنتِ جايه ليه بقي، من غير كدب او حوار عشان انا عارفكي كويس .
تنهدت وهتفت " ملك " بحنق :
ـ ما انا لازم اقولك مينفعش اسكت علي حاجه زي دي .
تابعتها " سلا " بعينيها تشجعها مكملاً حديثها ، في تابعت " ملك " بهدوء :
ـ ياسمين قالتلى أن بيجاد بيكلمها كل يوم، وكمان قايلها أنه هو جاي بعد بكره ،وكلمها النهارده قدامي وقالها كل سنه وانتِ طيبه .
تنفسها قد توقف وقلبها دق بجنون حين هتفت " ملك " اسمه، فهي خائفة عليه طول هذه المدة وهو بكل وقاحه يتحدث مع " ياسمين " ويحتفل بعيد مولدها! .
فهي كانت قلقه، مشتاقة له، تريد أن تتشاجر معه وبقوة علي غيابة، فهي ليست بخير هذه المدة التي اختفى فيه عن القصر وهو يتحدث معه كل يوم! .
حتى انه لم يتصل بها منذ وصل الي " لندن " يخبره فقط إنه بخير!
ما هذه القسوة يالله، لما يفعل بها هكذا، لما! .
فهي حاولت أن تكسر الحواجز التي بينهم ولكنه في كل مرة يضع حاجزاً كبير بينهم وصعب الوصول كلا من الأخر .
فهي الآن تأكدت أن بينهم جبال وحواجز كثيرة وهو السبب.
حتى أنه لم يقلق عليها او حتى يتصل بها يسمع صوتها .
ـ ايعقل انها لم تشتاق له؟؟!
لما فعل ذلك إذا، تريد أن تفهم هذا الشئ الأن.