رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 16 - 1 الأحد 12/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السادس عشر
الجزء الأول
تم النشر الأحد
12/11/2023
استمع جواد إلى حديثها بصدمة وقد ازدادت ملامحه حدة وغضب لكنه تنهد بصوت مرتفع محاولًا السيطرة على ذاته أمامها، ظل يطالعها بعدم تصديق عالمًا سبب تفوهها بذلك الحديث لكنه لازال غاضبًا لا يعلم كيف استطاعت التفوه بتلك الكلمات القاسية الناهية لعشقهما..
سار من أمامها بخطوات واسعة غاضبة يود الفرار من أمامها بدلًا من لهفته لرؤيتها، محاولًا أن يسيطر على غضبه العارم من حديثها.
أسرعت تحاول ملاحقته ومنعه من الذهاب بخطوات شبه راكضة مغمغمة باسمه بحزن
:- جـ... جواد... جـ... جواد استنى طيب.
لم يلتفت نحوها ولم يبالي بهتافها باسمه بل استكمل طريقه بخطوات سريعة يفر من أمامها حتى لا ينفجر بها بعد طلبها في الإبتعاد عنه.
وقفت باكية بعنف والحزن يملأ قلبها لما يحدث بينهما، اقتربت جليلة منها التي رأتها محتضنة أياها بهدوء عندما رأت هيئتها الباكية، مغمغمة بهدوء
:- اهدي ياحبيبتي متعيطيش محصلش حاجة.
تمتمت بنبرة حزينة ضعيفة خرجت من بين شفتيها مهزوزة بقلق
:- سـ... سابني ومشي.
لم تفهم جليلة سبب ماحدث بينهما، لكنها حاولت تهدئتها بتعقل وحنان
:- لا يارنيم هو دايمًا كدة لما بيتعصب بيمشي حتى لما بزعل أنا وهو، متزعليش انتي بس واهدي ياحبيتي بلاش عياط هو هيهدا وهيرجع زي ما بيعمل على طول.
ساعدتها بحنان حتى تدلف غرفتها وظلت معها تحاول تهدئتها لكنها لازالت مستمرة في البكاء بضعف غمغمت بحنان مربتة فوق ظهرها
:- خلاص بقى عشان خاطري متعيطيش طب هو مزعلك في ايه وازعلهولك أنا لما يرجع وبلاش عياط كفاية.
اجابتها نافية بحزن متلعثمة من بين دموعها التي لم تتوقف للآن
:- أ... انا اللي مزعلاه، هـ... هو سابني عشان أنا زعلته.
ابتسمت جليلة بهدوء مردفة بمرح
:- دة بيهدا على طول مش هيكمل حاجة وهتلاقيه رجع وهو اللي بيصالحك، جواد مفيش حد أطيب ولا أحن منه والله اهدي بقى وبلاش عياط بقى.
اومأت لها برأسها أمامًا بهدوء محاولة منع دموعها لكنها فشلت واجهشت في دوامة مريرة من البكاء بلا توقف، حاولت جليلة تهدئتها إلا أنها استمعت الى صوت فاروق الجهوري الذي يردف باسمها متسائلًا عنها بعض احدى العاملات في المنزل التي دلفت وأخبرتها باحترام
:- فاروق بيه عاوز حضرتك.
نهضت لتذهب إليه مسرعة متمتمة لرنيم بهدوء
:- هروح عشان اشوفه يا حبيبتي ارتاحي انتي شوية واهدي والله هتلاقي جواد جاي هادي ومفيش حاجة هو مش بيزعل من اللي بيحبهم.
همهمت تجيبها بخفوت هادئ، متمنية أن يكون حديثها صحيحًا ويعود جواد سريعًا، لاعنة ذاتها على حديثها القاسي معه، وفكرة الأنفصال التي اكدتها لكنها تفعل كل ذلك عنوة عنها، لا تريد أن تتسبب في ظلمه معها وتحرمه من أن يكون أب كما كان يريد، استمعت الى حديث والدته الغير راضية عما فعل، على الرغم من أنها وقفت بجانبها الآن بحنان وهدوء لكنها تعلم شعورها الحقيقي، هي ستتسبب حرمانه وظلمه، هي عالمة جيدًا بصعوبة شعور الحرمان الذي يعاني منه قلبها، منذُ أن كانت صغيرة كانت تحلم باليوم التي ستصبح مسؤولة عن طفلها، وتعتني بكل ما يريده، وعندما آتى اليوم المنتظر منذُ سنوات طويلة، افتقدته بأبشع طريقة يتخيلها عقلها، فشلت عن حمايته من ظلم وقسوة زوجها وافتقدت معه أمومتها للأبد.
ظلت كما هي تبكي وتتذكر تلك الذكري الأليمة المتواجدة في عقلها التي لم تُمحى إلى الآن وقد شرد عقلها في بعض الذكريات المؤلمة عندما كانت تُهان بأبشع الطرق الجـسدية والنفسية، لكنها الآن تعيش حياة سعيدة معه عالمة جيدًا أن سعادتها لن تدوم.
لا تعلم كم مرّ عليها وهي لازالت حالتها هكذا تبكي وعقلها يخيل لها العديد من الذكريات المؤلمة حتى تفاجأت بجواد الذي ولج الغرفة للتو، ألقى نظرة سريعة عليها متفحصًا هيئتها، راى دموعها التي تسيل بلا توقف، وعينيها البنيتان المتورمان من فرط البكاء كان سيذهب يحتضنها بحنان، لكنه قرر أن يقسى عليها قليلًا حتى تتعلم لتنهي تلك الفكرة من عقلها؛ لذلك تجاهل هيئتها تمامًا كأنه لم يراها.
أسرعت مقتربة منه بلهفة تطالعه بعدم تصديق، ملتقطة أنفاسها بصعداء لعودته مرة أخرى، وتمتمت بضعف خافت
:- جـ.... جواد أنتَ جيت بجد.
جاهد بصعوبة بالغة حتى لا يرد عليها مغمغمًا ببرود حاد ساخرًا
:- انتي شايفة إيه؟!
ابتلعت ريقها بتوتر وأجابته بضعف متلعثمة بقلق محاولة إنهاء غضبه منها
:- أ.... أنا مكنش قصدي حـ... حاجة.
لم يبالي بحديثها بل سألها بحدة مشددًا فوق كل كلمة يتفوهها
:- انتي قولتي إيه قبل ما امشي عيدي كلامك كدة
طالعته بخوف من تنفيذ حديثها متخيلة فكرة ابتعاده عنها كم هي قاسية لها ولقلبها، ستعود مرة أخرى إلى بئر ظلماتها القاسي عليها، ظلت صامتة كما هي لم تتفوه بأي شي تطالعه ببنيتيها بصمت تام.
فأعاد حديثه عليها مرة أخرى بنبرة مشددة حادة
:- سألتك قولتي إيه قبل ما امشي ردي عليا وقولي كلامك تاني.
تنهدت بصوت مرتفع ملتقطة انفاسها بصعداء وأجابته بتوتر تعيد حديثها مرة أخرى بخوف
:- ا... انا قولتلك عاوزة اتطلق، بـ... بس قولت كدة عشانك والله.
لم يهتم بحديثها بل أجابها بجدية تامة تعكس مدى غضبه منها
:- عشاني ليه عيل صغير أنا، بس ماشي هعملك اللي عاوزاه يا رنيم.
تطلع داخل عينيها وغمغم متسائلًا ليتأكد من حديثها
:- عاوزة تطلقي يا رنيم بجد؟
لم تستطع النظر داخل عينيه فتطلعت بعيدًا بضعف وغمغمت ترد عليه بضعف ونبرة باكية ضعيفة خرجت من بين شفتيها بصعوبة
:- جـ.... جواد أنتَ عاوز إيه د... دلوقتي
أعاد سؤاله عليها مرة أخرى بنبرة هادئة قليلًا عندما رأى حالتها
:- ردي عليا يارنيم، عاوزة تسيبيني بجد؟
حركت رأسها نافية بضعف وبدأت تبكي بنبرة مرتفعة ملقية ذاتها داخل حضنه بضعف متمتمة بخفوت وضعف بعدما ارتفعت شهقاتها عاليًا بانهيار داخل حضنه الدافئ الآمن
:- لـ... لا يا جواد... لأ متنسيبنيش بس أنا سمعت كلام طنط جليلة ليك حـ... حسيت إن هي معاها حق أنا بظلمك معايا وبحرمك من حاجة مهمة أي حد بيتمناها.
شعر بحزنها جيدًا فشدد من احتضانه عليها عالمًا بحقيقة مشاعرها فغمغم بتعقل هادئ محاولًا ان يجعلها تثق به قليلًا وتعلم كم يهواها ومتيم بها، لا يريد شئ سوى وجودها معه فقط وقد وصل إليها بعد عناء
:- وانتي كمان اكيد سمعتي ردي عليها يارنيم كل دة ملوش عندي أهمية أنا عارف من البداية قولتلك أن دة شئ عادي، انتي بس لو تثقي فيا هتفهمي أن أنا عاوزك انتي فعلا مش عاوز غيرك، بس انتي لسة مش واثقة فيا.
تطلعت أرضًا بخجل هي تثق به لكن ما رأته ليس سهلًا فأهلها واقرب الناس إليها قد تخلوا عنها كيف ستستطع أن تثق به بسهولة مثلما يطلب، أغمضت عينيها الباكية بضعف متمتمة بخجل
:- ا... أنا بثق فيك ياجواد بس مش قادرة حاسة أني بظلمك معايا.