رواية جديدة لهيب الروح لهدير دودو - الفصل 18 - 4 السبت 25/11/2023
قراءة لهيب الروح كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية لهيب الروح
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
بقلم الكاتبة هدير دودو
الفصل السابع عشر
السبت
25/11/2023
4
استيقظ جواد من نومه الذي حصل عليه بصعوبة شديدة بعد انغماسه في
التفكير الشديد لأمر رنيم مود معرفة ما بها!؟ ولما هي هكذا!! ماذا يزعجبها هو يهتم
بشدة لأمرها، لكنه تفاجأ بها تدّعي النوم مسرعة عندما شعرت به يستيقظ فسرعان
ماتحولت ملامحه الى أخرى غاضبة حادة بعد فعلتها فأردف بسخرية لاذعة تحمل حدة
وصرامة مشددة
:- نايمة انتي كدة والمفروض اصدق!
لم تستطع أن تكمل فيما تفعله
فسرعان ما فتحت عينيها ببطء وخوف متمتمة بنبرة متلعثمة يملأها التوتر والخوف
:- لـ.... لأ مش كدة أنا صـ... صاحية بس حاسة أني تعبانة كمان شوية
فقولت أنام تاني، أ... انت عاوز حاجة مني؟
لم يعجبه حديثها المتاكد من كذبه لكنه حاول أن يتمسك بهدوءه معها
ليحثها على التحدث وفهم ما بها
:- محتاج بس اعرف في ايه مالك ايه اللي تاعبك كدة من امبارح.
التف نحوها ليستطع أن يرى مابها ويجعلها تطمئن عندما تراه لكنها وقام
باحتضانها بحنان مربتًا فوق ظهرها
:- قولتيلي مالك بقى، ايه اللي مزعلك جامد كدة من امبارح.
اشاحت بصرها مبتعدة عن نظراته المثبتة عليها وغمغمت بتوتر مرتبكة
:- مـ.. مفيش ياجواد في إيه هو أنا في تحقيق ولا ايه، أنا قولتلك
من امبارح أن مفيش حاجة.
شعر بالدهشة متعجبًا من طريقتها الحادة معه فاعتدل في جلسته أمامها
ليصبح قبالتها مباشرة وغمغم بحدة مشددة
:- هو في ايه لكل دة مين قال انك في تحقيق انتي مراتي ومن حقي افهم
في ايه مالك؟ محققتش معاكي بس انتي فعلا متغيرة من امبارح وأنا عاوز اعرف ايه اللي
حصل لكل دة؟
أجابته بتوتر جاهدت إخفاءه عنه لكنها حمقاء فهو يعلم جميع تغيراتها
وما الذي تريد أن تخفيه فقط ينقصه أن يعلم ماهو الشئ الذي جعلها تتحول فجأة
:- مفيش حاجة تستاهل كل دة ياجواد تعبانة شوية وعاوزة ارتاح.
ظل لفترة طويلة مثبت بصره عليها مرسلًا لها نظرات مشتعلة غاضبة، ونهض
من جانبها بغضب متوجه نحو المرحاض صافعًا الباب خلفه بغضب.
بينما رنيم ظلت متسمرة في مكانها بحزن شاعرة أن قلبها سيتوقف من فرط
الخوف بعد مهاتفة محسن لها التي جعلت حياتها تنقلب رأسًا على عقب، لا تعلم كيف
ستحل تلك المشكلة الكبيرة التي سقطت بها وكيف ستخرج وتنقذ ذاتها من ذلك المأزق
التي وُضعت فيه!؟ تشعر أن عقلها سينفجر من فرط التفكير والخوف المتواجد داخلها،
تخشى معرفة جواد وابتعاده عنها حاولت أن تهرب بالنوم مثلما فعلت أمس لتهرب من نظراته التي تشعر أنها ستكشف أمرها
فلم تجد حل أمامها سوى الهروب حتى يذهب لتستطع وجود حل تساعد به ذاتها لإنهاء
الأمر..
❈-❈-❈
بعد مرور يومين...
ولج فاروق الغرفة حيث توجد جليلة فهو قد عاد مبكرًا عن عادته لأجلها
جلس بجانبها بهدوء وجدها لم تتطلع نحوه تجلس كما هي في صمت كأنه لم يدلف فأسرع
يتحدث بحنان وجدية شارحًا لها الأمر
:- حقك عليا متزعليش والله عملت كدة عشان خاطر أروى مش عشان حاجة
تانية زي ما أنتي فاهمة أنا كلمتها وعرفتها حدودها هنا كويس.
ظلت كما هي صامتة فأسرع متناولًا كفها طابعًا فوقه قبلة عاشقة شغوفة
معتذرًا لها بهدوء
:- متزعليش طيب شوفي اللي عاوزاه هعملهولك بس متفضليش زعلانة كدة
هو أنا عندي أغلى منك.
ارتسم فوق وجهها ابتسامة هادئة حنونة تفعلها دومًا وتمتمت بتعقل مجيبة
إياه
:- أنت عارف أن انا مش عاوزة حاجة وبسكت كتير على كل اللي بيحصل بس
فعلا هي كانت اتخطت حدودها بطريقة مش لطيفة انا مش عاوزة حاجة غير أنك تكون كويس
أنت وجواد وسما ميهمنيش غير سعادتكم.
جذبها داخل حضنه في حنان محتضنها بشغف مقبلًا رأسها بحنان طريقة خاصة
به لن تظهر سوى معها
:- واحنا كلنا منقدرش نستغنى عنك أولهم أنا وانتي عارفة كدة كويس.
سندت رأسها فوق صدره بحنان شاعرة بالأرتياح لوجوده معها وهدوءه الذي
لم يتكرر كثيرًا وتمتمت بجدية هادئة
:- ولا أنا اقدر ابعد عنك لحظة والله مش نفسي بس غير في حاجة واحدة
أنت وجواد تبقـ...
قطع حديثها الذي سيأخذ منحنى آخر لا يريده هو حتى لا يفسد جلستهم
الهادئة فأردف بجدية
:- بعدين ياجليلة بلاش كلام دلوقتي سيبيها لظروفها أحسن.
طالعته بعدم رضا حاولت ألا تظهره حتى لا ينزعج مأومأة برأسها أمامًا
تمتمت معقبة
:- ليه يافاروق دة ابنك عمر ماحد هيخاف عليك زيه والله ولا حد
هيخاف عليه قدك بس الفكرة أن افكاركم مش متفقة مع بعض.
تطلع بعيد عنها قليلًا وربت فوق ظهرها بحنان
:- بلاش كلام دلوقتي عشان أنا عاوز أصالحك كنت قاعد اليومين دول
والله حاسس أن يومي كله ناقص من غيرك.
شعرت بالسعادة والرضا من حديثه بالرغم من أنه لا يتحدث هكذا معها
كثيرًا لكنها عالمة جيدًا بمدى حبه الشديد لها وتفضيله لها عن الجميع دومًا يؤكد
لها ذلك في أفعاله..
❈-❈-❈
تطلعت رنيم نحو هاتفها الذي لم يتوقف لحظة واحدة، محسن يكرر إتصاله
عليها من أرقام مختلفة فهو قد تركها المدة التي حددتها له وهي لم تتصل عليه إلى
الآن، هي خائفة من التحدث معه خائفة مما سيقوله لها عندما تهاتفه، رمقها جواد
بدهشة متعجب تجاهلها لرنين هاتفها المتواصل فغمغم متسائلًا بخشونة وجدية تامة
:- شوفي موبايلك هو مين اللي بيتصل كتير كدة.
شعرت بالتوتر وقد هربت الدماء من جسدها بأكمله وتمتمت بخوف مترددة في
حديثها الذي خرج من فاهها بصعوبة شاعرة بثقل كبير فوق قلبها
:- مـ.... مفيش... مفيش حد مهم عادي.
علم بمهارته ودهاء أنها تخفي شئ عنه فنهض بمكر متوجه نحو الشرفة
الخاصة بالغرفة مدّعي إنشغاله في أمر هام أمامه.
اسرعت ملتقطة هاتفها مستغلة عدم وجوده معها مقررة أن تغلقه تمامًا
ليطمئن قلبها قليلًا لكنها فكرت أن ظنون جواد ستزداد حولها أكثر بعد تصرفاتها
المريبة الحمقاء التي تحدث نتيجة ضغط متواصل عليها.
لم تجد حل سوى أن تجيب عليه وتترجاه ألا يكرر اتصاله الآن التفتت
حولها بتوتر للتتأكد من عدم وجود جواد حولها وأنه لازال في الداخل بقلب سيتوقف من
سرعة ضرباته الخائفة وأجابت عليه بنبرة مرتعشة خائفة
:- ا...الو يامحسن عاوز إيه دلوقتي مينفعش تتصل دلوقتي خالص اقفل
وهكلمك أنا والله.
أجابها الاخر متبجحًا بسخرية ووقاحة
:- لا والله ياست رنيم كان في منه وخلص مش هياكل معايا الكلام دة
تاني، أنا استنيتك واديتك فرصة وخلصتيها كدة جه دور حقي اللي مش هسكت عنه.
سالت دموعها فوق وجنتيها بضعف متمتمتة بنبرة باكية مرتعشة متوسلة إليه
بخفوت
:- مـ...محسن والله هكلمك بكرة بس اقفل دلوقتي جواد موجود مينفعش
نتكلم هكلمك بعدين صدقني لو متكلمتش وقتها اعمل اللي يعجبك.
التمعت فكرة أخرى خبيثة تضرب عقله فهتف بمكر بعدما ضغط فوق شفتيه
الرفيعة بتفكير
:- لو هستنى يبقى الوضع هيختلف وقتها تجيلي بيتي.
أسرعت مغمغمة باعتراض رافضة حديثه بخوف
:- لـ... لا طبعا أنت بتقول ايه استنى وهكلمك أنا.
اعتلت صوت ضحكاته في الهاتف بطريقة مقززة وغمغم ببرود وتهكم ليبتزها
وينجح في الضغط عليها
:- مفيش بعدين طالما كدة أنا مستنيكي تحت البيت عشر دقايق لو
منزلتيش هطلع واحكي للكل وبالدليل ونروح في داهية مع بعض أنا مش باقي على حاجة.
شعرت بالصاعقة جمّدت أطراف جسدها تمامًا أغمضت عينيها متمنية موتها
تمامًا لترتاح مما تعيشه الان وتمتمت تكرر حديثه بضعف خافت
:- تـ... تحت البيت ازاي ا... انا مش هينفع انزل اقابلك دلوقتي
خـ... خالص، جـ.. جواد هنا والله هقابلك بعدين لما يمشي.
وجدت صوت جواد يصدح من خلفها مغمغمًا بحدة قاسية والشرر بتطاير من
عينيه بغضب بعدما قد برزت عروقه شاعرًا بنيران تزداد اشتعالًا بداخله
:- مين دة اللي عاوزة تقابليه من ورايا بعدين..
سقط الهاتف من يديها من هول الصدمة شاعرة بأنفاسها تُسلب منها عنوة
عنها وكأن الهواء حولها قد نفذ، منكمشة على ذاتها برعب بعدما رأت نظراته الحادة
المصوبة نحوها، نظراته التي لم تراها من قبل مثبتة عليها وكأنه سيفعلها حقًا ويقوم
بقـ تلها...
.. يُتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدير دودو، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية