قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 15 - 2 - الأربعاء 29/11/2023
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل الخامس عشر
2
تم النشر يوم الأربعاء
29/11/2023
بعد مناقشات طويلة بين العم محمد و فضل غادر من المنقطة، على وعد بـ لقاءٍ قريب، ولج شقته و خلفه " شهاب" كان يسرد له ما يعرفه عن تلك الفتاة غريبة الأطوار، جلس على المقعد و هو يناوله كأسًا من العصير الطازج، استمع له حتى النهاية، ارتشف رشفات من العصير متسائلا بفضول
- طب و هي ليه قعدة معاه لحد دلوقت
مط " شهاب" شفتاه و قال بلامبالاة
- مش عارف بس تقريبا كدا تفكير ها روح و فين لو اطلقت أنا معايا ولد مين هايصرف عليه و كلام هذا القبيل
رد " فضل" و هو يجلس على مقعده بأريحية و قال
- بس دا تفكير عقيم ازاي قادرة تشيل مسؤولية البيت و الولد و كمان تصرف على واحد مدمن بيتعالج
نفث " شهاب" سحابة دخان كثيفة من لفافة التبغ في سقف الردهة ثم عاد ببصره و قال بإبتسامة عريضة
- أنت شغال دماغ ليه هي مرتاحة كدا
شاح " فضل" بـ رأسه تجاه النافذة، دس
يـ ـده في جيب بنطاله ليخرج سجائره قام بإشعال واحدة جديدة دون أن ينتبه إلى المشتعلة في المنفضة، ظل يتابع حالة صديقه دون أن يعقب على تصرفاته بكلمة واحدة .
أما " شهاب " كانت إبتسامته تكاد تصل لأذنيه
سأله صديقه بفضول و قال:
- ممكن اعرف إيه سر الابتسامة اللي قرپت تجيب ودانك دي ؟!
- نفسي اقولك بس قلقان منك
- اخس عليك يا شهاب تقلق من فضل !! اخوك و صاحب عمرك
-لا مش قصدي هتقول لحد
- اومال تقصد ايه ؟!
- اقصد قلقان من رد فعلك
حثه "فضل "على الكلام و إبتسامته تزداد شيئًا فشيئًا قائلًا:
- قول قول احنا ياما عملنا مصايب الدنيا و الاخر مع بعض قول بقى متبقاش رخم
- هقول بس متزعقش
-قول يا عم و مش هزعق
-رقية
-مين رقية ؟!
- بنت نبيلة من عبد الكريم
- مش دي اللي ابوها خدها و نبيلة متعرفش عنها حاجة لحد دلوقت ؟! ايوة مالها بقى ؟!
- معايا
- معاك فين ؟!
- اخدتها من ابوها
سأله بإبتسامة واسعة
- ايه دا وافق يسبهالك كدا على طول؟!
- عبد الكريم ما يعرفش اصلًا اني اخد بنته
رد "فضل" بعصبية و قال:
- يا نهار ابوك مش معدي يا شهاب أنت
خطـ ـفت البت !
- قصدك رجعتها لحـ ـضن امها
- يا أخي الله يسامحك أنت عقدت الدنيا اكتر ما هي متعقدة اقول عليك إيه !!
❈-❈-❈
داخل المشفى و تحديدًا غرفة " نبيلة" كانت تحاول الاتصال بـ شقيقتها تريد مصالحتها تعلم أنها تجاوزت حدود الأدب اثناء شجارها معها، مازالت لا ترد على مكالماتها، رُبما تكن غاضبة ألهذه الدرجة لا تلتـ ـمس لها العذر ألهذه الدرجة تأبى مسامحاتها ؟! تنهدت بعمقٍ و هي تضع هاتفها جنبا نظرت لها والدتها و قالت بعتابٍ
- كدا بردو يا نبيلة كدا تزعلي اختك بعد كل اللي عملته لك
- ماما و الله غصب عني أنا مكنتش عارفة أنا بقول و لا بعمل إيه
- يا بنتي انتوا الاتنين ملكوش إلا بعض بلاش تكـ ـسري بخاطرها و تخليها تحـ ـس إنها محتاجة لك ؟!
- كلام إيه بس يا ماما أنا لا يمكن اعمل كدا في يوم من الأيام دعاء دي اختي و كفاية اللي عملته معايا و اللي بتعمله لسه هو بس اللي حصل كان ساعة الشيطان و راحت لـ حالها أنا مش ها سكت غير لما ارضيها
ربت والدتها على كتفها ثم مددت جـ ـسدها على الفراش المقابل لها، ارخت جفنيها تاركة
" نبيلة" تغوص في بحر أفكارها، انتبهت لـ هاتفها الذي أضاء برسالة نصية قامت بفتح و قرأتها مرارا، علها تفهم ناذا يقصد بملماته تلك
اعترت إبتسامة عريضة على وجهها حين تذكرت وعده لمساعدتها في عودة ابنتها لكن سرعان ما أختفت، اغلقت هاتفها و اغلقت أي بابًا يسطيع " شهاب " العبور منه فاقدة أي ومضة أمل تجاه ابنتها ظنت أنها مجرد حُجة يحاول الوصول لها من خلالها.
ارخت جفنيها و راحت في سبات عميق .
❈-❈-❈
عودة مرة أخرى إلى " دعاء"
كانت تحاول بشتى الطرق تهدئت ابنها لكنه يأبى على ما يبدو أنه بدأ في وصلته الليلية، كانت تحـ ـمله بين يـ ـدها تجوب الشقة ذهابًا إيابًا يظل هكذا حتى الساعة السادسة صباحًا و ما أن يغفو تُسرع هي في إنهاء اعمالها العالقة لتسلمها قبل الموعد حتى تحظى بمبلغ مادي كنوع من المكافأة بدلًا من أن تدفع غرامة، ثم تعود تنظف بيتها و قبل آذان الظهر تتكوم في أي ركن من اركان شقتها، يأتي والدها و يأخذ ابنها لـ يخفف عنها العبء ولو بالقدر القليل اقترح عليها أن تُرسل إلى الروضة لكنها اعترضت قائلة:
- يابا هو أنا ملاحقة على اللبن الصناعي اللي بجيبه لما هخلي يروح حضانة و ادفع 300 جنيه في الشهر أنا اولي بيهم أنت مش شايف المصاريف كترت عليا ازاي ؟
- و الله يا بنتي الايد قصيرة و العين بصيرة أنا بعمل معاكي اللي بقدر عليه بس بقول يروح الحضانة و يخف عنك شوية عشان تقدر تعملي شغل كبير و تاخدي مبلغ اكبر
- تفتكر أنا مفكرتش في دا أنا قعدت و حسبتها لقتني اللي بوفره من هنا بدفعه من الناحية التانية أنا بس مستنية لما يبطل رضاعة و تمن اللبن يتشال من على قلبي اهو قرب على السنة و ارتاح من الهم دا
- معلش يا بنتي ربنا يعينك
تابع والدها بتذكر قائلا:
- ألا قولي لي صحيح هو وجدي ها يطلع إمتى المصحة ؟
ردت بتأفف قائلة :
- و حياتك يابا تفتكر لنا حاجة حلوة أنا كل ما بروح بيديني كلمتين في جنابي و يفتح صوته عليا كدا هو
- ليه بقى إن شاء الله
- اهو قل لي أنت بقى
- يكون يا بت حد من أهله بيزوره و يقولوا كلمتين من بتوعهم دول ؟
- يقولوا بقى ولا مايقولوش ربنا يخرجه على خير احسن خلاص الحِمل زاد و مبقتش قادرة اشيل و
قاطعها دخول ز و جها الذي قام بضـ ـربها ما إن استمع لحديثها عنه و عن أهله، صدقت شقيقته حين قالت عنها أفعى، تفاجأت "دعاء" بخروج ز و جها من المصحة دون علمها علمت بعد ذلك أن هذه رغبة أخيه الأكبر، قامت مشاجرة كبيرة بينها و بين " وجدي" انتهت بالطلاق العلني و الذي أتى في لحظة غضب، لم تكن مرته الأولى الذي قام بتطليقها فيها كانت هذه المرة الثانية له قبل أن يتم العام الأول من ز وا جهما، قامت بعمل محضر سب و قصف ثم طلبت من المحامِ الخاص بها رفع دعوى قضائية تطالبه فيها بالمنقولات و النفقة، تحول الحب لكرهً و اختفت المسامحة لم يستحق هذا قررت أن تنتقم لنفسها و تحاول تعويض ابنها الذي مازال لا يعرف كيف ينطق كلمة أبي .
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
خرجت " نبيلة" من المشفى بعد استقرار حالتها الصحية قرر " شهاب" زيارتها و معه ضيفة جديدة تتوق شوقًا لرؤيتها منذ ثلاثة أشهر تقريبًا، وقف حاملًا إياها بين ذر اعيه و قال :
- رقية بنتك يا نبيلة خديها و طمني قلبك وعدتك هرجعها لك لحضـ ـنك و أنا دلوقتي بنفذ وعدي ليكي .
حمـ ـلتها بين يـ ـدها و دموعها تنساب على خديها نثرت قبلاتها على وجهها و يـ ـدها
حتى خصلات شعرها لم تنجو من تلك القبلات
رد والد " نبيلة" و قال:
- براحة يا بنتي مش كدا البت هتتفزع منك
سألته بنبرة مرتشعة إثر البكاء
- أنت لاقيتها فين ؟!
- اشبعي من بنتك و بكرا نتكلم أنا مرضتش اجيبهالك غير لما تخرجي من المستشفى عشان تعرفي تقعدي معاها براحتك، عن أذنكم دلوقت .
❈-❈-❈
اشبعي منها يا نبيلة اشبعي منها و أنا بكرا هاجي و اتفق معاكي على كل حاجة .
اردف " عبد الكريم" عبارته بهدوءٍ مريب بينما كانت " نبيلة" في عالمًا آخر عالم صغير مع تلك الصغيرة التي مازالت تتعجب من كل شئ حولها .
ردت "نبيلة" قائلة:
- أنا مش عارفة اقولك إيه يا عبد الكريم أنت في لحظة خلتني انسى أي حاجة وحشة عملتها
تابعت بجدية
- م هتكلم في القديم مش هفتح في بس كفاية عليا إني اقولك إني سامحتك و مش فاكرة ليك غير الموقف دا و بس .
❈-❈-❈
في عصر اليوم التالي
نبيلة في بوليس و ناس كتير اوي برا و عبد الكريم معاهم
قالتها " دعاء" بنبرة قلقة غير مصدقة ما يحدث بالخارج، بينما ردت " نبيلة " بتساؤل
-عاوزين ايه ؟؟!
-بيقولوا انك خطفتي رقية
- أنتِ بتقولي إيه يا هبلة أنتِ اذا كان عبد الكريم قالي امبارح اني اخليها معايا لحد بكرا ازاي يعني الكلام دا ؟!
خرجت " نبيلة" لتعرف ما يحدث و إن كانت أختها تتوهم أم لا وقفت أمام ضابط الشرطة و قالت:
- مدام نبيلة. حضرتك متهمة بخطف رقية عبدالكريم
- في حد يخطف بنته اكيد عبد الكريم بيهزر يا حضرة الظابط دي بنتي
- للأسف احنا معانا ورقة تثبت انك متنازلة عن بنتك مقابل الشقة و المحل للاستاذ عبدالكريم و انك كتبتي تعهد على نفسك انك مش هتقربي للبنت و إن دا حصل يبقى دا بمثابة خطف والكلام دا كله متوثق في الشهر العقاري
ردت " نبيلة" بعصبية قائلة:
-ما ترد يا عبد الكريم و تقولهم إن اللي حصل دا محصلش. و إنك وافقت تسيب بنتي وقلت لي هنتكلم بكرا رد يا عبد الكريم
ابتسم لها و قال:
- خلي شهاب هو اللي يرد عليكي يا نبيلة مش أنا .
- يعني إيه ؟!
- يعني أنتِ بعتي بنتك بشقة و محل و أنا اشترتها ولو ينفع اشتريها الف مرة كنت عملت يا نبيلة بعتيها بالرخيص اوي نبيلة
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية