قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشق لهدى زايد - الفصل 9 - الأربعاء 1/11/2023
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل التاسع
تم النشر يوم الأربعاء
1/11/2023
اصلك بصراحة يعني خايبة مش زي امي أبدًا
- و مين اللي قالك الكلمة دي ؟!
أمي دايما تقول عليكِ خايبة و مش نافعة في حاجة ابدًا
و لما أنا خايبة جاي لي ليه عشان تبقى خايب زيي روح لامك يا قلبك تعلمك و تزهقها في عيشتها و متوجعش دماغي
- يارب يخليكي يا مرات عمي و علميني و حياة ابنك و لما ها يجي ها نلعب سوا
ردت مشاكسة و هي تنظر لباطنها المنتفخة قليلًا إثر الحمل و قالت :
- بس أنا ها جيب بنت مش ولد
- خلاص ها لعب معها و مش هاخليها تشتري حاجة أنا اللي ها جيب لها كل حاجة
- شكرًا يا حبيبي متسغنين عن خدماتك أنا و بنتي
سألها بإحباط و الحزن يعتري ملامح وجهه و قال
- يعني مش ها تعلميني ؟
ردت عليه بتعاطف و قالت:
- ها علمك بس بشرط
ردت بسعادة قائلا:
- ايه هو ؟
- تتعلم بس بلاش يبقى شغلك الشاغل
- يعني إيه ؟
- يعني بلاش يبقى هو رقم في حياتك و اتعلم في إجازة المدرسة عشان محدش يقولي الواد فاشل بسببك
- ماشي ماشي علميني بقى
أشارت بيدها و قالت بجدية مصطنعة
- تعال ورايا
جلست على الأرض و جلس مقابلتها ثم قالت:
- اول حاجة لازم تتعلمها هي إن عشان تبقى مميز في المجال البي بتشتغل في لازم تعمل قطعة واحدة و متعملش غيرها مهما جالك عليها زباين
- ليه
- لأن هيبقى سهل تقليدها و شغلك هايضيع و محدش هايعرف الأصلى من التقليد
- طب ما هو أنا كدا محدش ها يعرفني لو عملت قطعة واحدة ؟
- بالعكس ها تتشهر أكتر و الناس ها تدور عليك في كل مكان و تطلب منك الشغل فأنت تقنعهم إن هاتعمل أحسن من االي هما عاوزينه
- و اعمل كدا فعلا ؟
- طبعًا لازم تعمل كدا لأن دا شغلك و سُمعة شغلك اهم منك أنت شخصيًا الشغل دا ممكن يوصلك لأماكن كتير اوي و ممكن يخليك مكانك لو حبيت شغلك الشغل ها يحبك و يشهرك أكتر حط في دماغك يا فارس ادي للحاجة حقها تديك حقك
ظلت تُعطي له بعض القواعد الهامة و التي تعلمتها خلال سنوات العمل، ثم بدأت في التطبيق عليها، بدأ يستجيب بسرعةً فائقة
وجدت نفسها في هذا التعليم، كان يقضي معظم ساعات وقته معها قطع شوطٍ كبير في التعلم من وجهة نظره أما هي فـ هو مازال في بداية التعلم، طلبت منه اول اختبار و هو أن يصنع خاتم من حجر كريم معين، و حتى تسهل عليه الأمر جعلته يصنعه صغير ليناسب يده ابنتها التي لم تأتي تلدها بعد، اختبار سهل وبسيط و لن يأخذ منه جهدٍ أو وقت
لم تحدد له المدة و تركته يختبر بنفسه كم هو متعب و لم يكن بهذه السهولة التي تصورها عقله الصغير .
في صباح أحد الأيام كان " فارس " يقف أمام باب شقة زوجة عمه في انتظار أن تفتح له بابها اعطى لها الخاتم نال اعجابها كثيرًا و وافقت أن تعلمه ما يريده، اما الآن هو يريد أن تستذكر له دورسه قبل الذهاب إلى اختبار نهاية العام، وقف و على وجهه الأسمر ابتسامة خفيفة و قال
ازيك يا مرات عمي عاملة
أنت جاي الساعه سبعة الصبح عشان تسألني عاملة إيه ؟! الحمد لله كويسة
لا أنا اقصد عاملة فطار إيه ؟
ولاه امشي من وشي أنا هموت و انام و بعدين صاحي بدري ليه كدا
عندي امتحانات ادعي اخلص بقى انا زهقت
زهقت من إيه يا فارس دا أنت طول السنة قافل الكتب و لا بتذاكر ولا بتعمل حاجة مفيدة في حياتك
ما هو أنا زهقت عشان كدا طول السنة مستني اجازة السنة و في الاخر يقولوا لي عندك امتحان بس مش دي المشكلة يا مرات عمي
اومال إيه المشكلة
المشكلة إن أنا اول مرة اعرف إن عندنا مادة اسمها الدراسات و أنا عارف دا امبارح بليل أصلا
أصلا !!
اه والله يامرات عمي
طب وأنت جاي لي ليه ؟
عاوزك تذاكر لي المادة دي
اذاكر إيه يا بني أنت فاضل لك ساعة وتروح الامتحان
يعني مافيش أمل انجح ؟
دا أنت ماعندكش أمل يوديك المدرسة بالامبالاة اللي عندك دي أنت تروح تنام تاني احسن لك
و الله يا مرات عمي كنت حاسس اني مش هانفع و الحمد لله أنتِ اكدتي لي اللي الاحساس دا يلا قدمنا فرصة نذاكر في الصيف عشان المُلحق سلام عليكم
هتفت بصوتٍ مرتفع قبل أن يُكمل سلاالم الدرج و قالت
- ولاه تعال هنا رايح فين ؟
- مش قلتِ مافيش أمل ها طلع اكمل نومي
- انزل يا فارس روح الامتحان انزل ربنا يهديك
-هاروح أعمل إيه هو أنا عارف حاجة !!
- روح اكتب اسمك و تعال
نفذ " فارس" أمر ز و جة عمه و ذهب إلى مدرسته عله يستطيع اجتياز هذا الاختبار، جلس على المقعد و نظر حوله لا يعرف من حوله جميع زملائه في الفصل المجاور، شعر أنه لن يمر هذا العام أيضًا، أتى إليه زميله و قال بجدية
- معانا ياصاحبي احنا مذاكرين واللي يقف قدامك قلنا عليه
هذه المقدمة يحفظها عن ظهر قلب و هذا يُعني أنه سوف يكون أحد الكباري الهامة ليرسل لأحدهم ورقة الإجابة، هذه الحركة حدثت معه في العام الماضي
و هي السبب في سقوطه حينها لأنه لم يستطع كتابة سؤال واحد قرر هذه المرة أن يساير أموره و يأخذ مصلحته أولًا ثم يفعل لهم ما يحلو له و هذا ما حدث بالفعل و اجتاز نصف الاختبار بأعجوبة، عاد من المدرسة و جد زوجة عمه جالسة تطوي الملابس الجديدة لابنتها التي ابتاعها ز و جها لها قبل مجيئها، جلس و قال بسعادة
- الامتحان كان سهل اوي يا مرات عمي
-و أنت عرفت منين إنه سهل مش المفروض انك مش عارفه أصلا ؟!
- لا ما هو انا غشيت عشان كدا طلع سهل
- بس الغش حرام يا فارس
- بجد ؟!
- اها يا حبيبي بجد أنت ما تعرفش إنه حرام
- لأ
-طب اديك عرفت هتعمل إيه بعد كدا ؟
- ها ذاكر و ابقى شاطر
- جدع يا فارس
- قل لي بقى عملت إيه في الامتحان تعال نراجع سوا
قاطعها قائلًا بفضول و هو يُمسك ملا بس الصغيرة و قال
- هو إيه كل الهدوم دي يا مرات عمي ؟
ردت ساخرة و هي تضعها في خزانة ملابس ابنتها
- دي هدوم البيبي يا فارس
- هي ها تلبس كل دا لوحدها ؟
- ايه كتير
- اه كتيراوي
- هو يا حبيبي البيبي لازم يبقى لبسه كتير كدا مش أنت عندك لبس كتير ؟ هي كمان بنوتة و لازم تلبس كتير
- بس أنا ماعنديش لبس كتير أنا ما عنديش لبس أصلًا
جلست جواره و قالت بشفقةً و عطف
- ليه يا فارس بتقول كدا أنا دايما اشوفك بتلبس حلو
- دي ستي هي اللي بتجيب لي اللبس فأمي تاخده مني وتقل صغير عليك و تدي لاخواتي
- طب و هي ليه بتعمل كدا ؟
- مش عارف بس هي على طول كدا كل ما ستي تشتري لي لبس و لا حاجة جديدة تقل لي خسارة فيك
ابتسمت إبتسامة ودودة و قالت
- تلاقيها بتهزر معاك هو في أم ما بتحبش ولادها
- ما هي مش ماما
- مش ماما ازاي يعني ؟
- ماما عند ربنا
ردت " نبيلة " بحزنٍ دفين و قالت
- حبيبي يا ابني أنت يتيم ؟ معلش يا حبيبي ربنا عوضك بستك تبقى حنينة عليك
رد باسمًا و قال
- و أنتِ كمان يا مرات عمي حنينة اوي و انا بحبك
- بص يا فارس اعتبرني زي أمك و لما تعوز أي حاجة قل لي ما تتكسفش ماشي ؟
رد باسمًا و بداخله قليلًا من التوتر وقال
- طب أنا نفسي اشرب كوبية لبن ؟
- من عيوني و أي حاجة نفسك فيها قل لي عليها ومتخافش مش هاحاسبك عليها
- طب ينفع انام هنا؟
- يا سلام أنت تنورنا يا فارس باشا
❈-❈-❈
بعد مرور أكثر من عشرة أيام
كانت جالسة في شقة والدة " عبد الكريم" تستمع لها و لحديثها المعتاد حتى انفجرت فيها قائلة بنبرة مغتاظة
- أنتِ ازاي كدا ازاي عاوزني اسامحه كدا و كأن مافيش حاجة حصلت، بقول لك ابنك اغتـ ـصبني فاهمة يعني اغتـ ـصبني ؟
- اغتـ ـصاب إيه يا بنتي بس دا جو ز ك و دا حقه
- حقه !! كسر حقه، الحاجة دي بالذات عمرها ما بتيجي بالغصب يا إما بالرضا يا بلاش منها أصلًا هي دي المودة و الرحمة اللي ربنا قال عليها ؟ لو بنتك و حصل اللي حصل دا كنتِ ها تعدي الموضوع كدا عادي !! و حتى لو عديتي على بنتك أنتِ حرة إنما لأ و الف لأ و الله لو ابنك عنده ذرة كرامة يطلقني أنا مش طايقة نفسه في البيت
- اخس عليكي يا نبيلة بقى تنسي اللي عبده عمله في لحظة غضب
- و الله العظيم إني كنت بحترم ابنك و بخاف على مشاعره من قبل الجـ ـواز و اقول لأ يابت عيب و حرام و هو جدع و غلبان و يتمنى لك الرضا ترضي بس كل اللي عمله في كفة و اغتـ ـصابه ليا في الكفة التانية و قفلي بقى على الموضوع و اقول لك على حاجة عاوز يتجوز يتفضل يغور يتــ ـجو ز أنا اصلا خلاص مش عاوزاه
❈-❈-❈
ولج شقيق " عبد الكريم " و هو يتنحنح و كأنه لم يستمع لحديثها من البداية، طلب منها أن تصنع له كوبًا من الشاي الساخن إن لم يزعجها الأمر، و افقت على مضضًا و ولجت و ليتها لم تلجه، وقف خلفها و حاول الإقتراب منها شعرت بها و بـ لمسا ته الوقحة فـ صفعته
تحسـ ـس مكان الصفعة و بدأ في التعالي بصوته علها تخاف منه و تتوسله أن يصمت و لا يفضح أمرها، لا يعلم أنها لم تعد تخاف من شئ و كأنها اقتلعت قلبها بيـ ـدها و القت به في سلة المهملات، كان " فارس" شاهد عيان على هذه الواقعة و لكنه خاف من أبيه أن يضربه كما يفعل معه دائمًا .
توارى خلف الستار ما إن وجد والده يتحـ ـسس مكان صفعة "نبيلة" كاد أن يتبول لا اراديًا من فرط خوفًا منه، ظل يتراجع حتى خرج من المطبخ و سقط على وجهه فجأة ساعدته جدته في النهوض مجددًا و هي تسأله عن اصفرار وجه و قبل أن يرد و جد أبيه يخرج من المطبخ، ولج " عبد الكريم" على إثر صوت ز و جته التي تجرأت و قامت بضرب شقيق ز و جها حاول أن يتخلص من بين براثنها، و هو يقف يدس سمه في أذن اخيه قائلا بعدم استيعاب
- و الله عال يا سي عبده بقى على آخر الزمن انضرب من واحدة ست و كل دا ليه عشان رفضت إني اقرب لها و امشي على هواها
- يا كداب يا ابن الكـ
- و كمان ليكي عين تشتمي معلش ما هو جـ ـوزك مش مالي عينك !
هدرت والدته بصوتها المرتفع و قالت بتوسل
- اهدأ يا عبده يا ابني و فكر قبل ما تتصرف دا شيطان و دخل ما بينكم
اجتمعت العائلة بأكملها في البيت و حاولوا تهدأ الوضع حتى كاد أن يروق عقل ز و ج نبيلة.و لكن أخيه كان له رأيًا آخر، ظل يتحدث و يضغط له على جر حه حتى فقد " عبد الكريم " عقله تمامًا و هو يستمع لـ صوت
ز و جته تبرأ نفسها قائلة
اقسم بالله يا عبد الكريم ما حصل أخوك اللي قالي عاوز كوبية شاي عشان مراتي مش هنا فـ قمت اعملها و فجأة لقيته ورايا و أنت شايف اللي حصل بعدها
خلاص هي بقت كدا يا عبده بتكدب اخوك و تصدق مراتك طب أنا يا اخي ها سكت مش هتكلم اسأل كدا أم حمزة هي دخلت وشافتها و هي لازقة فيا
لم يتحمل " عبد الكريم" هذا الكم من الإتهامات الباطلة في حق ز و جته، قرر أن يثأر لها قبض على ياقة قمـ ـيص و قام بخنـ قه بدأ الهواء يقل تدريجيًا حتى كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة، هو بالفعل لفظ أنفاسه الأخيرة، تراجع " عبد الكريم" خطوات للوراء جحظت عيناه من هول المنظر أصبح قا تل أخيه و السبب زو جته أم ستتحول القضية إلى قضية شر .ف ؟
تحول البيت الهادئة إلى ساحة لـ الحرب و السبب في ذلك عاشقة النحاس، سقطت والدته على ركبتيها و حاولت انعاش ابنها، و دموعها تتسابق لـ تنساب على وجنتها بغزارة
ظل يسعُل بشدة من إثر خنق أخيه له، جلس نصف جلسة و هو يلتفت حوله و كأنه يريد التأكد أنه مازال على قيد الحياة.
صعد " عبد الكريم و نبيلة" إلى شقتهما كان يجرها خلفه كالبهائم، يعلم جيدًا من هي و إلى أي درجة من الوقاحة ممكن أن يصل إليها أخيه، ولجت الشقة و جلست على الأريكة تستمع لحديثه قائلا بغضبٍ
- بصي بقى خروج من الشقة دي ما فيش و من ها ننزل تاني تحت اللي حابب يجي لنا هنا اهلا و سهلا مش حابب يبقى مع السلامة، و كل اللي حصل دا أنا عارف إنه من تدبير أخويا و أنا خلاص يا نبيلة اتعلمت الدرس
ابتسمت بجانب فمها و قالت بسخرية
- اوعى تكون فاهم إني ها اجري عليك و احضنك و اقول ربنا يخليك و دموعي تنزل من الفرحة و اسامح و اعدي لأ يا عبده بتحلم أنا بعد كل اللي عملته دا مستحيل حتى ابص في وشك فاهم يعني ايه في وشك أنت أقل من إني اتكلم معاك و لا اعمل لك قيمة، و أنا لو واحدة مش محترمة هاخونك و لا يغمض لي جفن بس أنا ما بعملش كدا مش خوف منك لأ خوف من ربنا
صمت قليلًا و قال بنبرة حزينة قائلا
- و ربنا بيسامح ليه مش فاكرة لي غير الليلة المشؤمة دي ؟
قال جملته بعد مشقة جاهد في أن يخرجها عادية خالية من التلعثم، سقط أسفل قدماها
توسلها حتى سقطت دموعه أسفًا و ندمًا، لكنه لا تبالي لـ هذه الدموع، ظلت ثابتة على موقفها لن تتراجع عن قرارها، وقفت عن الأريكة و تجاوزته كما تجاوزت الكثير من آلامها و أحزانها، ولجت غرفتها و جلست على حافة الفراش، تحسست باطنها المنتفخة قليلًا
إثر الحمل، كانت تحدث ابنتها عن حياتها ظلت تحدثها إلى وصلت لـ اسم شهاب ذاك الرجل الذي وصفته بالمجذوب، لا تعرف لماذا فعل بها هذا يحاول الوصول إليها و عندما فقد الأمل تركها كما تركته .
مدت يدها و التقطت هاتفها المحمول مررت سبابتها على الشاشة، تقرأ رسائله القديمة، تحاول أن تجمع بين الماضي و الحاضر لتعرف ماذا يقصد وجدت حالها ترفع عنه الحظر لتتفاجئ بالعديد من الرسائل الصوتية و الكتابية و العديد من الإتصالات، و قبل أن تقرأ نصف رسائله وجدته يتصل بها كانت حائرة بين الرفض و القبول نظرت إلى باب غرفتها ثم عادت ببصرها إلى الهاتف، ضغطت على زر الإجابة و قالت بخفوت
- ممكن اعرف إيه كم الرسايل و المكالمات دي، ارجوك أنا ست متجوزة و مش عاوزة مشاكل مع جوزي، ماشي أنا مبحبوش بس بردو ما ينفعش اخونه ارجوك ابعد عني كفاية اللي حصل لحد دلوقت، مقابلة إيه أنت اتجننت مستحيل طبعًا، هو إيه هو الحب بالعافية !! لو سمحت سبني في حالي بقى
ضغطت على زر القفل و حذفت جميع رسائله و مكالماته حتى رقمه حذفته زيادة للأمان، لا تريد أي خلاف مع زوجها و لا تريد أن تترك بابًا للشيطان يدخل من خلاله، مددت جسدها
و طلبت من الله أن يخرجها من الضيق لأوسع الفرج لم تكن تعلم أن بداية الفرج أتت بالفعل
❈-❈-❈
بعد مرور ثلاثة أيام
كانت تسير جوار أختها " دعاء" في أحد المحلات التجارية، تبتاع ملابس جديدة لابنتها، و لن تنسى ابن اختها بالذي لم يأتي إلى الدنيا بعد، ظلت تحدثها عن ما حدث سردت كل ما يعتمل في قلبها، تريد أن تعرف ما تشعر به حقيقة أم تتوهم، توقفت فجأة و قالت
- من يوم ما عملت بلوك من كل حاجة و مسحت رقم و قلبي بيعلني و عقلي بيهاجمني، مش عارفة ليه عمل كدا
- مش يمكن بيتسلى بيكِ و فاهمك مش كويسة ؟
- لأ يا دعاء شهاب عرفته من فتر صغيرة بس عمري ما حسيت من ناحيته بحاجة مش كويسة ولا هو وصلي الأحساس دا، التعامل بنا كان صحيح في اضيق الحدود بس عرفني قد إيه هو راجل بمعنى الكلمة
ردت " دعاء" ساخرة وهي تضع منامة طفلها في صندوق المشتريات
- ياختي أنتِ الرجالة تحت رجلك كل واحد احسن من اللي قبله و أنا اتجوزت واحد اقبل العمى ولا اقبله
- لو أنتِ مكاني هاتعملي إيه يا دعاء
- و هي دي عاوزة كلام طبعًا اختار اللي يخليني ست و مرتاحة
- أنا مش عاوزة اطلق من عبده عشان شهاب لأ و الله وربنا يعلم أنا نفسي وقفت من عبده وخلاص مش طايقاه أنا كنت ساكتة عذراه على كل حاجة عملها وبقول دا حقه غيران وحاسس إني قللت منه بس من يوم عمل اللي عمله بالعافية و أنا خلاص نفسي ربنا يبعده عني اتجوزت تاني ولا لأ مش فارقة معايا أنا خلاص هاعيش لبنتي وبس
خرجتا من المحل ودخلت " دعاء" غيره لكن " "نبيلة " كانت واقفة على اعتابه ما أن وجدته يقف مع المهندسان، نظر نظرة عابرة و سرعان ما ما انتبه للواقفة أمامه، اعتذر منهم و حاول أن يلحق بها، ناداها كثيرًا لكنها كانت سريعة الخطى رغم تعبها، قبض على ذراعها برفق و قال بلهفة
- رايحة فين ؟
التفت له وقالت بتوسل وهي تنظر حولها
- ارجوك يا شهاب بيه سبني في حالي
- اسيبك ازاي أناما صدقت لقيتك و
كاد أن يلمس الكدمة التي ظهرت أسفل عيناها لكنها منعته قائلة برجاء
- شهاب من فضلك كفاية بقى
قاطعها قائلًا بلهفة وهو يشير بيده على جرح وجهها و قال
- طمنيني قولي لي عاملة إيه ارجوكِ ردي عليا أنا مش عاوز حاجة غير اطمن عليكِ أنا مش هأذيكِ ولا هاضرك بس عاوز اعرف هو عمل كدا صح هو فعلا اغتصبك ؟
- مين قالك ؟
- عرفت وخلاص، ليه سبتي نفسك لحد ما وصلتِ لهنا قلت لك سبيي ونزلي اللي في بطنك أو نكمل سوا من غير ماتنزلي أنا بالنسبة لي مش فارقة كتير عارف هاتقولي عليا مجنون بس هي دي الحقيقة أنا بحبك و متسألنيش إمتى وازاي عشان أنا نفسي لسه مش عارف ردي عليا ساكتة ليه ضربك تاني و لا عمل فيكِ ايه وشك ازرق ليه وازاي ساكتة على الحيوان دا لحد دلوقتي ردي عليا
رد أنت عليا وقل لي هتستفيد ايه وأنت بتفرق بين راجل ومراته أنت دخلت بنا ومن يومها مراتي مش طايقني
قالها " عبد الكريم" ما أن رَ ذاك الأخير يقترب من زوجته ويحاول التكلم معها، قبض على ذراع زوجته بقوةٍ كاد أن يكسره، مما زاد انفعال " شهاب" و حاول كتم غيظه
قال بلهجة آمرة
- سيب ايدها بدل ما اكسرها لك ياحيوان
ابتسم " عبد الكريم" وقال ساخرًا
- ودي غيرة ولا حب ؟!
تابع حديثه وهو ينظر لها وقال بغيظٍ شديد
- بقى مش عاوزة تغفري لي عشان قرفانة مني مش عشان هو عشيقك
كادت أن تتحدث لكن قاطعها و هو يُكمل حديثه قائلًا بوقاحة
- واضح إنه بيصرف عليكِ كويس، قولي لي اللي بطنك دا ابن مين فينا
اتسعت عيناها ذاهلة وقالت بتساؤل
- أنت ازاي تقول كدا أنت عارف بتقول إيه ؟
رد بلسان متلعثم قائلًا بغضبٍ
- لأ عارف الرخص اللي أنتِ بقيتي في و
قبض " شهاب" على ياقة قميصه و قال من بين أسنانه قائلا بوعيد
- كلمة زيادة و هامسح بيك بلاط المول أنت عارف أنت بتقول إيه ؟
حاولت " نبيلة " أن تتدخل قبل أن يزداد الأمر سوءٍ و يلتف حولها اناس لا تعرف مايحدث من الأساس، دفعها " عبد الكريم " لتسقط ارضًا بعد أن اصطدمت بالجدار، وضعت يدها على باطنها و هي تتأواه وتشعر بسائل دافئ ينزل من بين فخذيها .
❈-❈-❈
انتقلت " نبيلة " إلى المشفى بعد أن حملها زوجها لم يتركها ز و جها تخرج من هذا الحادث هكذا سيعرف كيف يرد لها الصاع صاعين .
رفضت رفضًا باتًا أن تعود له مرة أخرى، جميع محاولات والديها باءت بالفشل الذريع، مما زاد من انفعال ز و جها، و بدأ في سرد آحاديث كاذبة عنها في منطقتها و انتشرت بين الناس أنها سيئة السُمعة مما زاد من عنادها، أصبح الوضع أسوء من ذي قبل، حالة ابنتها في حالة خطرة بالكاد تجاوزت الشهر الرابع و حذرها الطبيب أن الحالة غير مستقرة إثر السقوط الذي تعرضت له .
تراكمات عدة يفعلها لها ز و جها تجعلها تُصر علي الإنفصال، و اليوم قررت أن تهدد والدها بالهروب من البيت و المنطقة بأكملها إن عادت له مرةً أخرى .
على الجانب الآخر كان " بهجت " والد "شهاب" في حالة غضب شديدة من تصرفات و ابنه الذي تمتع بالعته التام، هدر بصوته قائلًا
-أنت اتجننت أنت عارف عملت إيه ؟! أنت رايح تقل لها بحبك و عاوزك و نزلي اللي في بطنك و جوزها معاها مش عارف دماغك دي بتفكر ازاي ؟!
رد " شهاب" بصوتٍ مختنق و هو يبتلع مرارة حلقه بغصة وقال بغضبٍ لا يقل عن غضب أبيه
- ايوة بحبها ايه مستغرب ليه ؟
- بتحبها طب و اللي موشومة علي صدرك دي إيه على دكة الاحتياط أنت عاوز ايه بالظبط فهمني عاوز ايه ؟
مزق " شهاب " قميصه الأسود دون أن يكترث لأزراره لـ يُشير تجاه يسار صدره و قال بإبتسامة واسعة ممزوجة بمرارة
- في اليوم اللي محيتها من على قلبي و حبيت اعترف لها إنها قدرت تشدني ليها من أول نظرة كانت بتتصل بيا تقل لي إنها ها تتجوز
صمت والده و هو يطالعه بأعين ذاهلة استطاعت دون أن تحدثه و دون أدنى مجهودٍ منها أن تُحي نبضات قلبه، وضع يده على كتف ابنه و قال بعتابٍ ونبرة تملؤها الحزن
- ياما قلت لك يا شهاب خلي بالك القرب الشديد دا مش حلو، يا شهاب ارجع عن اللي بتعمله و أنت و لا على بالك كنت بتضحك عليا و تقل لي أنا عارف بعمل إيه و أنا قفلت علي قلبي خلاص
- مكنتش متوقع إنها هاتخطفني كدا بسرعة و لا كنت عامل لـ قلبي حساب كنت فاهم إن الشغل حاجة و الحب حاجة كل حاجة فيها كانت بتبهرني حسيت أني لاول مرة من فترة طويل حابب الحياة
- طب يا ابني اللي أنت في دا صدقني مش حلو أنت كدا عامل للبنت مشاكل جامدة في حياتها حاول تقفل على قلبك و ترجع لشغلك و حياتك
- مش عارف و لا قادر
- قصدك مش عاوز
- بابا ارجوك ساعدني
رد والده بصوتٍ مرتفع و هو يجلس على المقعد المقابل للتلفاز و قال
- اساعدك اعمل إيه يعني اروح اطلقها من جوزها و اقل لها تعالي و حياة اغلى حاجة عندك تتـ ـجو ز ي ابني ؟! فوق يا شهاب أنت كدا بتخرب بيوت ناس ملهاش ذنب في جنانك دا
- دا مش جنان دا حب
- لأ جنان وستين جنان كمان لما تتدخل حياة واحدة و تخربها بالطريقة يبقى جنان و ستين جنان كمان .
وقف " شهاب" عن المقعد المجاور لمقعد والده و قال بجدية و هو يتجه حيث حجرته و قال
- حاضر يا بابا أنا هابعد خالص عنها و عنك و عن الدنيا كلها
سار والدها خلفه محاولًا إيقافه قائلًا بجدية
- خُد تعال هنا كلمني رايح فين ؟
كان " شهاب" يجوب الغرفة ذهابًا إيابًا من أمام الخزانة إلى الحقيبة الموضوع أعلى الفراش، وضع فيها ملابسه و بعض متعلقاته الشخصية ليغادر المدينة، فشل والده في اقناعه بالمكوث في البيت و إشغال نفسه في شيئًا آخر و أن الأيام كفيلة ان تمحي أي أثر لأوجاعه، ترك والده يناديه و غادر دون أن يلتفت خلفه .
❈-❈-❈
عادت " نبيلة " للمرة الثانية رغما عنها الأيام تتشابه مع غيرها كرهت كل شئ في هذا المكان حتى هو نفسه كرهته حد النخاع الوضع بالنسبة لها لا يُبشر بالخير أبدًا، رفضت رفضًا باتًا أن تُعطي له حقوقه الشرعية أما هو لقد اتخذ طريقًا آخر غير الذي كان يسير في
قرر أن يدس لها المنوم في العصائر أو الشاي الساخن الذي تتناوله ليضا جعها دون أدنى مقاومة منها رغم أن الطريقة لا يحبذها أبدًا لكنها الوحيدة التي يستطيع من خلالها اخذ كل ما يريد، أما هي وقفت أمام المرآة وعلامات الدهشة تعتريان وجهها، كانت تسأل حالها دائمًا ما الذي يحدث لها بعد تناولها كأس الشاي الساخن لماذا تشعر بالإنهاك الشديد كل صباح و ما سر تلك العلامات التي تملئ عنـ ـقها، ظلت تتأمل حالها في المرآة حاولة إيجاد رد مقنعًا لجميع تساؤلاتها
سكتت لبرهة محاولة جمع شتات أفكارها لتربط جميع الأحداث ببعضها البعض، كل الطرق تؤدي بأنه يأخذ حقوقه الشرعية أثناء نومها ! و اللعنة عليه !
لقد جُن حقا كيف يسمح لنفسه بأخذ ذاك الحق عنوة دون رغبة منها، ألهذه الدرجة ققد عقله !! ألهذه الدرجة سمح لنفسه بأشياء ليست له ! حتى و إن كانت له لم تكن هذه الطريقة التي عليه يجب عليه اتباعها قررت أن تواجهه لكنها تعلم جيدًا أنها لن يعترف بذلك فقررت أن تساير الأمور حتى تواجهه بالجُرم المشهود .
تناولت كأس الشاي الساخن لكنها بدلت الأكواب لم ينتبه " عبد الكريم" لهذا، ادعت التعب و غفت في مكانها ككل يوم، خرج من غرفته بعد مرور أكثر من خمسة عشر دقيقة، حملها متجهًا بها حيث غرفة الأطفال وضعها برفق، مد يـ ـده لينزع عنها ملا بسها
كاد أن يتلمس جـ ـسدها لكنها قبضت على يـ ـده بقوة
وواجهته بأعين تملؤها الاشمئزاز و النفور حين قالت :
- دا أنت مش حيو ان و ما عندكش د م دا أنت كمان قذ ر و حقـ ـير .
لم يهتز و يحركه كلامها أو سُبابها قيد أنملة بل تشبث بموقفه و كأنه على حق، حاولت دفعه بكلتا يـ ـدها لكنه كالجبل ثابتًا في مكانه، تابع ما كان يفعله و قال:
- ما سبتليش حل تاني غيره
ظلت تُقاوم حتى باتت قواها في التراجع قليلًا الوضع غاية في الصعوبة بالنسبة لها، أما هو فـ كان يتألم بداخله لكنه قرر مواصلة ما يفعله لم يكن أمامه خيارًا آخر سواه مضاجعتها عنوة، و بين محاولتها في دفعه و إصرارهُ في ما هو ماضٍ فيه، ضغطت على زر الإجابة الخاص بهاتفها دون قصد، و قبل أن يرد عليها
وجد صوتها يصل لمسامعه و هي تحاول إبعادهُ عنها قائلة:
- ابعد عني يا حيو ان ابعد يا عبد الكريم
هدر" شهاب" بصوته عله يستمع له و يبتعد عنها كما أمرته قائلًا :
- سيبها يا حيو ان ابعد عنها احسن لك يا عبد الكريم
ما قاله " شهاب" زاد من الأمور سوءً وليس عامل على إصلاحها ما حدث لها عكس توقعات ذاك الأخير لم تيتركها بعد تحذيراته بل زاد من حدته و غضبه اقترب منها و قال بوعيد بتلك النبرة المتلعثمة :
- بتمنعي جو زك لكن عشـ ـيقك لا، بيكلمك رغم إنك حلفتي إنك ملكيش علاقة بي
كادت أن تهرب من أسفله لكنه جذبها من خصلات شعرها بقوةً حتى كادت تجزم أنها ستقتلع في يـ ـده، نظرت له بأعين مليئة بالدموع بينما كان هو يمز ق آخر قطعة تتصل بجـ ـسدها مال ليُشبع غر يزاته الحيوا نية في امتلاكها استفاقت من شرودها على إثر صوت "شهاب" يحثها على الفرار مما جعل " عبد الكريم " يغتاظ أكثر دفع الهاتف بيـ ـده ليرتطدم بالجدار و قبل أن يقترب منها ثانيةً
وجد الد ماء تسيل من .....
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية