-->

رواية جديدة زوج مؤقت لهالة محمد الجمسي - الفصل 1 الأحد 19/11/2023

 

رواية رومانسية جديدة زوج مؤقت

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي



رواية جديدة 

زوج مؤقت

تنشر حصريًا 

على مدونة رواية وحكاية 

قبل أي منصة أخرى


 الفصل الأول

تم النشر الأحد

19/11/2023



أطلق تنهيدة ضيق من صدره وهو يحاول جاهداً أن يخمد تلك نيران الغضب التي تشتعل داخله راقبت عينيه ناقوس الوقت وهو يعلن الثانية صباحاً، ثم نهض في حدة واتخذ خطوات سريعة وتوقف أمام النافذة يراقب السيارة المكشوفة ذات اللون الصارخ  التي ينطلق منها صوت لحن غربي وتبادل نظرة مع الفتاة التي تجلس إلى جوار الشاب في حين لوحت له الأخيرة في سعادة، ثم التفت إلى الشاب وتبادلت معه بضع كلمات مما دفعه أن يشير إليه في حين لم يهتم هو بمبادلته الإشارة هبطت الفتاة من السيارة  وأنطلقت إلى داخل المنزل ثم قالت وهي تعانقه: 

_بابا مساء الخير 


نظر لها الوالد في عتاب وتوبيخ قبل أن يتابع: 

_قصدك صباح الخير، امبارح انتهى خلاص و النهاردة يوم جديد  

هزت كتفيها في لا مبالاة في حين تابع الأب: 

_نهال التصرفات دي مش عجباني 

قالت في صوت منخفض بعض الشيء: 

_تصرفات اي يا بابا 

هتف الوالد وهو يضع يد على كتفها: 

_السهر والخروج كل يوم احنا مش ف أمريكا احنا في مصر وأنا رجل أعمال لي تجارة وأسم وأنت بنتي الوحيدة 

نظرت له في استنكار ثم تابعت: 

_أيوا بس دا خطيبي والدنيا كلها عارفة أن فريد الريلاوي  خطيب نهال السيوفي 

نظر لها الأب في حدة ثم تابع: 

_ أنا اضطريت أوافق على الخطوبة دي علشان خروجكم مع بعض دا، حبيت احط له صفة علشان اسكت الناس قبل ما تتكلم،  الخطوبة دي زي ما يكون حاجة طبت على نفوخنا كلنا فجأة، مافيش حل غير كدا، انا هفضل اقولك لاخر يوم في عمري أن اختيارك دا غلط، الشاب دا مستهتر وفي المستقبل هتندمي على قرارك دا صدقيني 

قالت وهي تحرك رقبتها يمين ويسار: 

_يا بابا أنا عمري ما ندمت على قرار خدته، فريد زميل دراسة في امريكا من ست سنين فاتو، وهو  شاب حبوب ودمه خفيف  وفريد أجمل قرار في حياتي كلها وبكرة تشوف أن كلامي صح الأيام هتثبت لك كدا 

نظر لها والدها في نفاذ صبر ثم قال في صوت مرتفع بعض الشيء: 

_ يا ريت أنا أتمنى فعلا يخيب ظني في الولد دا ويطلع انسان أد المسئولية علشانك أنت مش عشاني

ثم نظر إلى ساعة الحائط وتابع: 

_أنا لازم انام ساعتين علشان أعرف اركز في شغلي بكرا 

طبعت قبلة على خده ثم قالت: 

_تصبح على خير بابا 

ثم قالت وهي تنظر في إتجاه إحدى الغرف: 

_إيڤا إيڤا جهز لي الحمام بسرعة 

خرجت من الغرفة إحدى النساء البدينات تجر جسدها الثقيل وهي تقول في حماس وتتجه إلى الحمام: 

_حاضر دقايق بس يا نهال هانم وكله هيكون جاهز 

ثم قالت وهي تلتفت خلفها: 

_اجهز لك حاجة خفيفة بعد الحمام 

هزت نهال رأسها في إصرار وقالت: 

_لا ،لا أنا هنام بعد الحمام وصحيني على الساعة أربعة كدا علشان عندنا سباق خيل  

بعد أن أنهت حمامها اتجهت نهال الى غرفتها وهي تنشف شعرها، ثم التقطت الهاتف  الذي يعطي إشارة رسائل 

وابتسمت وهي تقرأ في صوت مرتفع كلمات فريد: 

_هنام وأنت في احلامي اشوف بسرعة علشان وحشتيني 

ضغطت على الهاتف ببضع كلمات: 

_وانت كمان وحشتني اوي 

تابعت وصول الرسالة وحين مرت ثلاث دقائق كاملة أيقنت أن فريد غارق في النوم، فشعرت ببعض الإحباط فألقت بالهاتف جانباً قبل أن تضع رأسها على الوسادة وتستسلم إلى النوم


(في شركة مراد السيوفي) 

نظر سامي إلى السيد  مراد في قلق وحاول أن يتحدث ولكنه شعر بالخجل مما اضطره إلى الخروج من المكتب ثم ما لبث أن عاد مرة ثانية وقد اتخذ قراره بالحديث مهما كلفه الأمر فقال وهو يضع بعض الأوراق أمام السيد مراد: 

_لو تسمح لي اتكلم يا مراد بك 

نظر له مراد وكأنه يشاهده لأول مرة ثم قال : 

_خير يا سامي 

تنحنح سامي ثم تابع: 

_لا مؤاخذة يا بيه انت مضيت ورق كنت رافض تمضي عليه أو تعتمد أي بند منه وكنت مصمم على كدا  من تلات أيام 

النهاردة انت مضيت عليه 

قال مراد وهو ينظر له في دهشة: 

_ورق اي اللي بتتكلم عنه!؟ 

أخرج سامي بعض الأوراق من المكتب ثم فردها أمام عين مراد وقال: 

_الورق بتاع مزاد الحديد الخردة  يا بيه 

تأمل مراد الورق ثم قال: 

_انا مضيت امتا على الورق دا؟ 

قال سامي في سرعة:

_من ساعتين يا بية وأمرتني أنفذ اللي فيه وأنا عارف ان لو حصل دا خسارة كبيرة ليك ازاي يعني مزاد حديد خردة من غير ما نعرف الكميات بالضبط ولا نحط مقايسة لمستوى الاستحقاق المطلوب الوصول ليه 

دا حتى حرام

قال مراد وهو يمزق الورق نصفين: 

_يا راجل يا طيب كان لازم تنتش مني الورق وتشخط فيا كمان وتقولي فوق ل نفسك بقا 

هتف سامي في فزع: 

_اشخط فيك ازاي يا بية، هو العين ترتفع عن الحاجب أنا بس كان كل خوفي أن تكون خدت القرار ولا مواخذة يعني متسمعش نصيحة مني 

قال مراد وهو ينهض واقفاً: 

_يا سامي أنا مش بعتبرك عامل هنا او موظف أنت  صديق لي 

هتف سامي في اعتزاز وامتنان: 

_ربنا يخليك ويكرمك يا ابن الأصول والحمد لله أن احنا لحقنا الوضع وهو هنا 

قال مراد في ضيق: 

_الحمد لله، أنا دماغي مشغولة اوي اليومين دول، مش قادر افكر كويس ولا عارف أنام 

قال سامي في قلق ورعب  حقيقي تسرب له من خوفه على صاحب الشركة: 

_خير يا بية بعد الشر عنك 

قال مراد في حيرة: 

_بنتي نهال مخوفاني اوي عليها 

قال سامي في فزع: 

_ليه يا بيه بعد الشر هي الأمورة الصغيرة عروستنا الحلوة  تعبانة ولا اي

قال مراد وهو يفرد يده علامة قلة الحيلة: 

_والله الخوف عليها من الولد اللي هي مصممة تتجوزه ، الواد دا مش داخل دماغي خالص 

ضحك سامي في قوة ثم قال: 

_أنت بس علشان مافيش غير الأمورة دي غيران عليها ومن الاخر كدا مش عايزها تتجوز عايزاه قدام عينيك ع طول بس الاحساس دا هيروح أول ما البنت تتجوز وتجيب لك أول حفيد  هتبقى نفسك تمسك السما بايدك وتطير مع ابن بنتك السما السابعة يا بيه دا العريس غني ومقتدر والكفة متساوية في الفلوس 

يعني الاتنين مش هيشتكو والولد مش داخل ع طمع ويعني لو حصل خلاف ولا حاجة أهله موجودين، ما احنا اتجوزنا وكنا اصغر منهم والمراكب مشيت متخفش يا بيه وشيل من دماغك الظنون وبردوا حط ف دماغك أن البنت لازم تروح بيت جوزها وهترجع لك بذرية صالحة واشترط عليهم يا بيه اول ولد يكون اسمه مراد 

نظر له مراد في هدوء وعمق ثم قال: 

_ممكن يكون هو دا الخوف اللي جواي؟ أن ماليش غيرها  ممكن يكون هو دا اللي مخوفني على بنتي أوي  كدا غيرة لأنها هتمشي وتكون في عصمة راجل تاني 

هز سامي رأسه في ثقة في حين حدث مراد ذاته قائلاً: 

_يا ريت يكون فعلا هو دا الحقيقة

❈-❈-❈


(في احد نوادي القاهرة العريقة نادي الشموس) 


نظرت نهال الى مجموعة من الشباب يتوسطهم فريد ثم اتجهت في خطواتها لهم وهي تقول في حسم ممزوج بالغضب: 

_فريد عايزاك 

هز فريد رأسه علامة الموافقة في حين قالت إحدى الفتيات: 

_اي يا نهال مش تسلمي علينا 

قال نهال في إبتسامة مصطنعة: 

_ازيك يا سمر اخبارك اي 

ثم رفعت يدها إلى أعلى وقالت وهي تلوح لهم: 

_ هاي شيرويت  امجد شادي 

ثم نظرت إلى فريد في توبيخ وقالت وهي تبتعد عنهم: 

_عندنا سباق خيل وانت قاعد تهزر معاهم 

هز فريد كتفه بلامبالاة وتابع: 

_لسه ساعة على السباق وبعدين دي الشلة بتاعتي اللي بتشجعني يا نهول، 

قالت نهال في استنكار: 

_الساعة دي يدوب تشوف بذلتك تمام ولا لأ و  الحصان  بتاعك كمان  وأشوف السراج وتأمن نفسك وتأمنه أنا لازم أوشوش فراشة قبل ما أركبها وأكلها مكعب سكر 

قال فريد وهو يثني ركبته: 

_نهال لو فزت النهاردة لازم هدية خاصة منك 

قالت نهال في حماس: 

_هديتك بفكر فيها من امبارح بجد، أنا عارفة أنك بتحب العزف على الجيتار علشان كدا:::

أوقف كلماتها بيده وهو يردد: 

_جيتار اي!؟ الهدية أنا اللي هحددها

نظرت له نهال في عدم فهم ثم قالت: 

_خلاص تمام بس لو أنا اللي خدت المركز الأول

هتف فريد وهو ينظر في عينيها: 

_بردوا هتجيب لي هدية وأنا اللي هحدد  هي اي 

تمتمت نهال في اذعان: 

_تمام يا لا بينا بس نشوف الخيل علشان نستعد


مع صوت تهليل مختلط ونداء بأسماء مختلفة بعضها حمل أسماء الخيل والبعض الآخر حمل أسماء الفرسان أجتاز فريد خط النهاية أولا وهو يرفع يده اليمين إلى أعلى ويصرخ في صراخ طفولي، مكتسح المركز الأول في حين انطلقت خلفه نهال  تحصد المركز الثاني بفارق طفيف جداً قال وهو يشير لها بيده: 

_برزنت( الهدية) 

أومأت برأسها علامة الموافقة وهي تشير له علامة النصر


قال فريد وهو يرتجل عن الحصان ويتجه إلى نهال التي لا تزال على ظهره: 

_مش زعلانة!؟ علشان المركز الأول أنا وأنت التاني؟؟ 

هتفت في تساؤل: 

_هزعل ليه!؟ دا انا فرحانة اوي بيك وأنا وأنت اي مش واحد نجاحك هو نجاحي وبعدين أنا كنت المرة اللي فاتت وأنت المرة دي والمرة الجاي يا ريت تكون انت ولو انت على طول فرح الدنيا كلها مش هتسعني 

لمس فريد بإصبع يده خدها فرفعت رأسها بعيدا عنه مما دفعه أن يقول: 

_يا لا علشان هنحتفل مع الشلة في اليخت 

نظرت له في دهشة ثم تابعت: 

_مع الشلة!؟ 

هز رأسه في ثقة وقال: 

_هما عايزين يفرحوا شوية ويقعدوا في اليخت أمجد جايب شاسا مراته  الجديدة وحابب  يبسطها 

تمتمت نهال في غضب: 

_مراته!؟  هو امجد اتجوز امتا؟ 

قال فريد في سرعة: 

_النهاردة الصبح 

ثم حرك يده مثل ما يكتب شيء ما وتابع: 

_عرفي

قالت نهال في غضب 

_الطريقة  بتاعهم دا مش عجبني، ورق ينكتب ويتقطع  

قال فريد في سرعة: 

_دي  مش طريقة  دي حرية اسمها حرية شخصية  

ثم تابع وهو ينطلق إلى غرفة تبديل الملابس: 

_انا هانتظرك برا


انطلق اليخت في الماء جلست نهال على حافة المركب واستمعت إلى صوت الصخب القادم لها وشعرت بالضجر في حين اتخذ فريد خطوته نحوها وهو يقول: 

_مش هتباركي  ل امجد؟ 

قالت نهال في استياء: 

_باركت له مع اني مش مقتنعة باللي بيحصل دا 

قال فريد وهو ينظر لها في عمق: 

_حبيبتي كل الشباب في النادي  متجوزين عرفي  مش ام جد وشاسا بس، شيرويت وسمر كمان 

قالت نهال وهي تنظر له في ضيق: 

_ما هو دا كمان مش عجبني، الشلة دي مش عجباني،  ولا عجبني انك تكون معاهم، طبعهم مش زينا

قال فريد في سرعة: 

_يعني اي معاهم 

تنهدت نهال في غضب ثم تابعت في صوت منخفض: 

_أنت فاهم قصدي يا فريد الشلة دي معندهاش قيم بجد ولا أخلاق 

قال فريد في سرعة: 

_اللي يسمع كلامك يقول عليك متربية في نجع حبيبتي أنا وأنت كنا في مدارس أمريكا وشفنا النظام هناك ماشي ازاي والصحوبية بين البنات والولاد والعلاقات ومافيش ورق ولا غيره 

قالت نهال في سرعة: 

_بس احنا أصلنا مش امريكان  احنا مصريين وعرب  احنا  دينا  وطبعنا وعاداتنا  وأخلاقنا غير كدا احنا رحنا هناك علشان العلم مش علشان العادات بتاعتهم 

قال فريد في هدوء: 

_والتحضر 

قالت نهال في سرعة: 

_في فرق بين التحضر والانحلال


قال فريد وهو ينظر في عينيها مباشرة وقد أصابه الضجر : 

_بلاش مواضيع  ومناقشات مش هنوصل فيها لحاجة خلينا نحتفل مع بعض بفوزي ولا أنت عايزة تطنشي الهدية 

ابتسمت نهال وقالت: 

_لأ طبعاً هديتك محفوظة وزي ما اتفقنا انت اللي هتختار  طلباتك اي؟ 

قال فريد في مكر: 

_لو مكنش حوار الجواز العرفي بتاع أمجد دا  كنت قلت لك هديتي  أن احنا  نتجوز عرفي زيهم ونجرب بس نجرب مش هنخسر حاجة اي رايك؟

نعرف طباع بعض ونشوف قربنا من بعض دا في صالحنا ولا مش نافع ولازم نفترق 

شعور الصدمة وقع في كيان نهال كله مثل قاذفة نيران في رأسها  قبل أن تقول في عدم تصديق وهي تحاول أن تلم شتات ذاتها: 

_جواز عرفي  اي؟! أنت بتقول اي يا فريد 

قال فريد وهو يضع يده على يدها: 

_اهدي واسمعيني الجواز هو اي؟! قبول واتنين شهود  واشهار وانا وانت عايزين بعض والشهود متوفرين  وهنشهر هنا  اي رايك؟ 

هتفت نهال في غضب: 

_انا عايزة امشي حالاً من هنا لازم نرجع للبر دلوقت 

أشار فريد لها بيده أن تهدأ ثم ارتفعت ضحكتة عالياً وتابع في سرعة : 

_كنت بهزر معاك، نهال أنت عصبية أوي وبتصدقي كل حاجة بسرعة، هديتي هي الجيتار يا ستي هو دا طلبي وهي دي الهدية خلاص 

نظرت نهال الى الماء ثم قالت: 

_انا تعبت اوي وعايزة ارجع من فضلك يا فريد

أقترب منها فريد ثم قال في هدوء: 

_نهال بلاش نكد بقا الحياة بسيطة اوي بلاش عقد أنا قلت لك اللي عدى دا كان حوار هزار خلاص انتهينا، وبعدين احنا مخطوبين والكل عارف انا من الأول اخترتك أنت، مافيش داعي حياتنا يبقى فيها جدال و خناق  أتفقنا 

سادت لحظات بينهم ثم تابع فريد: 

_يا لا بقا نحتقل  بفوزي مع الشلة، وأوعدك ساعتين تلاتة بس وهنرجع كلنا مش عايز شكلي يبان قدامهم أني مخنوق أو متضايق بسبب مشاكل بينا اي رايك؟ عايزة شكلي يبقى  وحش يوم فوزي؟ ولا اي 

مش عايزاني أحس بحلاوة اليوم يا نهال هانم؟

تمتمت نهال في سرعة:

_لا طبعاً

فرد فريد يده ثم قال وهو يجذب يد نهال: 

_يا لا بينا الوقت بيعدي بسرعة، وأنا عايز يبقى كل الوقت الحلو واحنا مع بعض الوقت الحلو بس لازم الكل يشوف أن احنا فرحانين اوي ومتفاهمين جدآ لازم الكل يحلف أن مافيش اتنين زي فريد ونهال


يُتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هالة الجمسي من رواية لعنة كنز شعلان لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة