-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 12 - 1 الأحد 17/12/2023

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثاني عشر

1

تم النشر يوم الأحد

17/12/2023



مر يومان وفي اليوم الثالث اقترب قصير من الاولاد وامر احدهم:

- ياولد خد حدا معك واطلعو جيبولي ملكة الأفاعي بس ماتكون عفيه وعجوز ودي وحده صغيرونه توا سمها جديد مو واجد بيها سم. 

رابح:

-راح تحوي من ياعم؟ 

-راح نحوي هلال ورجوة يارابح حان الوقت، تعرف احنا بصحرا والحناشة والعقارب هايمة في كل شبر وكل ساعه في احتمال ان حدا منهم ينلدغ، ودي احويهم ليطمن قليبي. 

إنتفض سالم فور ان سمع أنه سيحوي رجوة.، فهي صغيرة وهو لا يتحمل ان تتألم وقال له:

-اتركلي رجوه ياعمي انا بحويها. 

قصير:

-وليش انت تحويها؟ 

-لان رجوه رجيجه ماتتحمل وانت قاسي ومو بعيده تزيد اعليها السم تموتها.

-سم يسمك قليل الحيا،

وبعدين  لا ماتخاف البنيات اعمارهن طويله مايموتن. 

- مو قصدي نغضبك ياعمي  بس انا عارف رجوه تخاف منك وبلكي تكرهك

 فياليتك تعطيني مهمة حوي رجوة 

قصير:

- احويها وماتوجع راسي انا ماناقصني وجيج.. ابدي معها من اليوم بس تيجي الحيه

سالم: لا راح ابدي من غدوه وراح ابديها بعقرب موش بحيه، اترك امر الحوي ليا واشقى انت بهلال. 

وغادر مع رابح وآدم وهم. يسوقون الاغنام للمرعى، وقبل ان يغادرون الخيام كانت رجوة ذات الست سنوات تنادي عليهم وتلحقهم. 

إقتربت منهم وأمسكت بيد سالم وأخذت تطوح بها بسعادة وهي تغني، فنظر لها هو وقد انتفض قلبه لفكرة انه سيأذيها بيده، فازدرد لعابه بصعوبة فلاحظ ذلك رابح حالته وقال له:

- اتركها لبوها قلبك رجيج اعليها ماراح تتحمل ولا راح تعرف، ولا راح تحويها زين. ولو ما حويتها عمك بيقطع راسك


سالم:

-بوها مايحبها ويجوز يأذيها، وقتها ويش اسوي انا؟ 

رابح:

- ولا تسوي شي اخذت الشر وراحات. 

نظر اليه سالم بغضب فضحك رابح ولكز آدم بكوعه وهو يهمس له:

- شفتلي اللي مرمرة العشق كيف يكون شكله ياعقاب؟ 

آدم:

-- اتركه يارابح خوي يغوا ويعشق براحته، وبعدين بنت عمه هو ماعشق غريبه..ولو عالعشق الكل عاشق وغاوي من ساسة لراسة، تحب نقول ولا نخلي الطابق مستور؟ 

وضع رابح يده علي فم آدم وهو يهمس له:

- صكر فمك بتفضحنا الله يفضح سرك سوق الشواهي سوق انا الغلطان دايرك راجل ونعاطي فيك سري . 


انتهى اليوم وعاد الأربعة في نهايته، وتفرقوا كل على مكان، سالم ذهب لخيمة ابويه ورابح ايضاً، أما آدم فرأته يدلف إلى مبناه الغريب، والذي ينتابها فضول دائم لإكتشاف ماخلف بابه،

 فتلفتت حولها وتسحبت رغم انها تعلم جيداً انه منطقة محظورة على جميع اهل البادية، وكانه عالم خاص به هو فقط، وفضلولها الطفولي أبي الا تلقي نظرة على هذا العالم وتكتشف مافيه.. ولحسن حظها وجدت الباب مفتوحاً قليلاً، فقامت بدفعه بروية فاصدر الباب صريراً جعل آدم ينتبه لها، فضم حاجبيه ونهرها بغضب وهو يقول لها:

-رجوه ايش جيبك هنا ردي خيمتكم هيا

 رجوه:

-ارجى بس اريد اشوف مرة، بس مرة ايش هانا..انهت جملتها وفتحت الباب اكثر ومدت قدمها للداخل في محاولة منها لعبور الباب الذي يفصلها عن عالمه الغريب.. 

آدم بعصبية:

- رجوة قلتلك وخري وما تتقدمي خطوة للداخل وارجعي خيمتكم، نريدش وجيج.. 

فخليك بنت زوينة وحلوة واسمعي كلامي وروحي. 

لم تستمع له ودخلت على اية حال.. وهي تضحك له كي تخلصه من الجدية التي يتحدث معها بها، فهي معتادة ان يتبسم لها الجميع إن ضحكت وينسون سبب الغضب أو الإعتراض وتفتح لها ضحكتها البريئة كل الابواب الموصدة، وحتماً ستأتي بثمارها المعتادة هذه المرة ايضاً.

فنظر لها بنفاذ صبر و عاد ينظر لحاسوبه وينهي مايفعله عليه وهتف لها دون ان يلتفت :

-رجوه ليش راسك يابس والعناد تم يجري بعروقك؟ 

تميتي نسخة من سالم فالصالحة والطالحة كنك شربتي من طبعه شرب..قولتلك ارجعي خيمتكم وانفدي بروحك والله لو شافك الشيخ منصور وللا عمي قصير هان بيقطع راسك  ويرميكي للذيابه تاكلك. 

رجوه:

-فرجيني مرة وحده ويش عندك ونروح يا ماسخ


آدم: رجوه اني مانحب وجع الراس ولا كثر الحكي، عاودي ولا تتقدمين برجليكي المعفرات هادين وإلا نطلع بروحي انجيبلك جدك الشيخ منصور أو بوكي

رجوة:

-آدم انت حنون وتحب رجوة وماراح تقول لجدي منصور ولا لبوي..وانا كمان نحبك وااااجد ونسمع كلمتك من اليوم، وما راح قولك لا على ولا شي وحتى مشاوير بروحلك سلمك حباب خلي رجوه تشوف دارك وتعرف ويش عندك. 

تبسم آدم فلقد غلبت انزعاجه منها بثرثرتها ونظرة الجراء المتوسلة التي في عينيها وقال لها:

- تم ياصغيرونة تعالي ياحظي وشوفي اللي ودك تشوفيه وقولي ايش ودك تعرفي بس سريع قبل لا حد يجي. 

رجوة اشارت على الحاسوب: 

ايش هاد؟ 

آدم :

هاد كمبيوتر. 

واشارت على التلفاز وايش هاد؟ 

- هاد تلفزيون ايجيب اخبار الناس البعيييييدة بلكل، 

ويجيب في غناوي ويجيب في حجات غريبةلما تكبري رح تعرفيهن كلهن. 


واشارت على المكتب

-وكل هادي طاولة تاكل عليها بروحك ولا عندك عرس؟ وانفجرت في الضحك، فضحك على كلامها واجابها:

 

-يا ام اللسانين هادا ينقال عليه مكتب وانا نكتب ونذاكر اعليه

نظرت اليه بعدم فهم وتجاوزت كلامه واشارت على

خزانه الملابس

 -وايش هاد الصندوق الطويل،  انا ريت كيفه فالجامع لما جابوه وحطو فيه الحرمة اللي  ماتت

ضحك ادم:

- هاد صندوق ينقاله دولاب. 

رجوه:

-فيه عفريت متل صندوق لموات؟ 

اجابها آدم وهو يضحك عليها:

- اي فيه واااجد عفاريت. 

تفحصت الخزانة لثوانِ ثم تحركت وصعدت على السرير واخذت تقفز عليه: 

-الله يا ادم فراشك وووووواجد سمح وناعم خليني نرقد معاك الليله بالله عليك. 

ادم بنفاذ صبر:

-العفريت اللي في الصندوق الطويل يطلع وياكلك مايخلي فيك نتفة وتو سلم.. رجوه 

ارمحي لخيمتكم ليطلعلك. 

انهى جملته وضرب شيئ صلب على الخزانة في غفلة من رجوه فقفزت من فوق السرير بخوف وخطفت نعليها من الأرض وفرت هاربة من الغرفة وهي تقول:

واااااك اعليا عفريت آدم راح يطلع من الصندوق دسوني دسوني يامعزوزه تعي خبيني 


الصفحة التالية