رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 13 - 1 الأحد 17/12/2023
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثالث عشر
1
تم النشر يوم الأحد
17/12/2023
رواية عقاب ابن الباديه الفصل الثالث عشر
آدم:
-شيختي، ياشيختي. ياغاليتي
عوالي:- تعال ياعيون شيختك، ادخل ياعقاب القلب والعقل
يانوارة البوادي
- شيخه انا نجحت وجبت مجموع كبيرر يدخلني ثانوي وقسم علمي اعلا لقسام.
هللت عوالي ثم فردت ذراعيها له وهو هرول ليترتمي بينهم، فقد كانت هذه الضمة جائزته الكبرى واثمن من كل العطايا، وهمست له في أذنه:
اليوم عطيتي الك غييير، شي من صنع يدي.
- عاشت ايدك وصنعها ياشيختي الحنون، والله انت عطيتي وهديتي وماودي غير وجودك بحياتي عطاياوهدايا
تبسمت له ونهضت واحضرت له قلادة فضية رجاليه يتدلى منها عقاب وإسم آدم منقوش عليها وألبسته إياها وهي تقول له:
- لعقاب للعقاب، بس شفته قلت هاد مصنوع لآدم وماحد يلبس القلاده غيره، جبتها ودسيتها وانتظرت الوقت المناسب واهو جه.
ابتسم آدم وهو يمسك القلادة بين يديه ويطالعها بإعجاب شديد، فلا يدري لم شعر بأنها رمز لأشياء كثيرة، للقوة والمحبة والعطاء.. فأحياناً الاشياء الصغيرة يكون لها معانى لا حصر لها.
استاذنها وغادر يكمل مراسم تجهيز الحفل، وكانت سعادته منقطعة النظير وهو يرى كامل القبيلة تستعد للإحتفال من أجله، وسالم بالخصوص فرحته تعادل فرحة كامل القبيلة وكأنه هو من نجح وليس آدم.
أما في الجانب الاخر وتحديداً في القصر..
عايده تجلس والدموع تتسابق علي وجنتيها:
كان نفسي اكون معاه في اليوم ده، كل سنه ببقي نفسي احضنه واحتفل معاه بنجاحه واقوله اني فرحانه بيه بس للأسف دي امنيه حالفه ماتتحقق، نفسي اشوفه يامحمود في الحقيقه مش في الصور، نفسي اشوفه حقيقه قدامي بيتحرك ويتنفس ويتكلم، نفسي المسه ياعالم هموت.
- معلش ياعايده هانت،، هانت وهيرجع وهتشبعي منه شوف واحضان وكل اللي اتحرمتي منه واتحرم هو منه هتحققوه.
- وتفتكر بعد السنين دي كلها هيصدق محبتنا ولا لهفتنا عليه؟ تفتكر حجتنا هتشفعلنا عنده؟
دا بطل يسأل علينا خالص يامحمود الولد نسينا ومبقاش فاكرنا.
- كلام، مفيش حد ينسى اهله، هيرجع مكانه وبيته ويفتكر كل حاجه.
-طب انا عايزه اشوفه، انشاله حتي من بعيد زي زمان.. انت مش بتقول انهم عاملينله حفله، خلاص نتنكر ونلبس بدوي ونروح ومحدش هيعرفنا منهم ولا هو هيعرفنا، وانا هغطي وشي باللي بتلبسه ستاتهم على وشها ومش هخليه يعرفني، بس اشوفه بالله عليك.
- طيب واللي قاعدينلنا ومفنجلين عنيهم علينا دول لو عرفوا طريقه واللي اتحملنا فراق السنين عشان ميحصلش حصل دلوقتي وضاع ابننا، هنعمل ايه ساعتها ياعايده، هتتحملي؟ ردي عليا هتتحملي ابننا التاني نحطه تحت الارض ونزيح عليه التراب؟
نفضت رأسها برفض وخوف وهي تقول له:
- تف من بوقك يامحمود بعد الشر.. لا تقدر ولا يكون يارب.
- شفتي مجرد الفكره عملت فيكي ايه، اشحال لو حصلت.. استحملي ياعايده عشان خاطر آدم مش فات الكتير ومش باقي غير القليل.
أومأت له بإستسلام وعادت تنظر للصور بين يديها وأردفت وهي تحرك اصبعها فوق صورته:
- ابني بقى جميل اوي يامحمود.. ابني كبر وبقى راجل، شفت اللبس البدوي لايق عليه ازاي، شفت هو اجمل واحد في كل الواقفين ازاي؟ بس ياخساره كبر بعيد عني.. انهت جملتها وعادت للنحيب مما جعل محمود يقترب منها ويطوقها بذراعيه مخففاً عنها وطأة الحنين والإشتياق الذي ات لا يقوى عليه هو الآخر، ويتمنى أن يراه هو الاخر مثلها واكثر منها، وفي لحظة جنون فكر في إقتراحها، وأخذ عقله يسهل له الأمر ويهونه..وإذ به يلغى كل المنطق الذي يفكر به منذ سنوات ويستسلم لشوقه، فنظر إليها واردف:
- تيجي نخاطر؟
نظرت اليه بسعادة وأومأت له وهي تمسح دموعها وتبتسم، فاكمل هو:
- بس ياترى مدركه هنخاطر بأيه؟
- مش هتحصل حاجه يامحمود بإذن الله وربنا مش هيرضالنا بالوجع ده مره تانيه.
- خلاص سيبيني من هنا لبكره افكر في طريقه مناسبه ولو لقيت تمام ملقيتش سامحيني.
- هتلاقي، والله هتلاقي عشان انت كمان عايز تشوف ابنك اكتر مني، وواحشك اكتر مني بس بتمثل القوة وانت من جواك اضعف من الضعف نفسه.
تبسم محمود وضمها إليه واغمض عينيه فالإنكار بات لا يفيد، فهو حقاً مشتاق والاشتياق مفضوح لا يتخبأ.
في اليوم التالي:
منصور
-قصيرر.. يابو هلال اقبل.
اتي اليه قصير مهرولاً.. آمر ياشيخ.
- كل شي تمام؟ ضيوفنا زمانهم على عتب القبيلة
-اي ياشيخ ماتشيل هم كل شي تمام ياهلا بالضيوف امتي مايجو.
- دريت إن ابو عقاب وامه جايين اليوم؟
-اي المرسال خبرني واني بروحي انعدي نجيبهم واتأكد ان ماحدا قاطرهم.
- براوة عليك.. والحين يلا اعطي خبر لمكاسب ان فيه حرمه غريبه جايه ماتسألها عن اي شي، تكرم ضيافتها وبس.
- صار ياشيخ.