-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 21 - 1 الأربعاء 27/12/2023

  

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الواحد والعشرون

1

تم النشر يوم الأربعاء

27/12/2023



هم آدم بمغادرة المشفى  مع قصير وسالم قرر البقاء مع الشيخ منصور ليكون مكان عقاب إن حدث شيئ ما.


قصير:

- هيا يارجوه قومي راجعين للديار.

رجوه

- لا مانريد الروحة من هنا اتركوني مع سالم وروحو انتو

منصور:

- الله في سماه اذا ماقمتي تو ياقليلة الحيا  لننزل علي راسك اليابس بعصاتي انطرطشها.ونفتكو منك فزي غوري الله لا يربحك ولا يربح بوك اللي جابك. 

رجوه-

جدتي عوالي اللي جابتني موش بوي، وبعدين ودي نفهم  ليش كلكم تكرهوني، وشايط رزكم مني؟ ايش فيها يعني لما نقعد مع سالم 

سالم:

- رجوه خلاص عاودي مع بوكي وعقاب، وانا ماراح انطول ومعاود الباديه وهنجيبلك معي كل اللي تحبيه وزايد، وانت ياعقاب بالله عليك وانت معاود جيب لرجوه كل الحلوى اللي انجيبهالها كل مره وانت تكون معاي وعارفهم، وكتر جيب الطاق ثلاثه حتي يكفيها  لحين رجوعي. 

رجوه بفرحه:

- والله والله احلا سالم ابو الشجاعة والكروم والجود ،ولو بيدي انخليك انت شيخ قبيلتنا والله توكل اهلها الحلو كله.. تعرف ياسالم  المشيخه انخلقت الا لأمثالك ،مو لناس ماتعرف غير دبح التيوس والكباش وهما غير على كروشها. 

رفع قصير حاجبيه بصدمة وهو ينظر للشيخ منصور الذي مال يستند بجبينه على عصاه واردف لقصير:

- قصير خذ  هالبلوه وفارقوني بهي اللحظه والا ماراح يصير  خير..

قصير:

- كلي اسف وندم ياشيخي والسماح منك والله لاعيدلك تربيتها من اول وجديد وانقصلك... وهنا صاحت رجوه:

- والله مافي شي ينقص واذا حدا قرب يمي

 لنقول واااك وياقومي والقوم اللي جار قومي ونلم عليكم جميع الناس، مافي غير رجوه كله عايز يقصقص فيها كنكم وكني ؟ 

ضرب الشيخ منصور بعصاته الارض فنظر سالم لآدم وقال له بخوف علي رجوه:

- فيش ترجى اسرع  وخدها وامشي ، مستني يموتوها..؟ فامسك آدم ذراعها وتحرك بها مبتعداً وهي لازالت تتوعد بصوتها العالي لكل من تسول له نفسه بالإقتراب نحوها وقص شيئ منها. 

أما منصور ففور مغادرتها المشفى امر سالم بأن يسرع نحو الصيدلية وياتي له بحبوب للصداع وكوباَ عملاقاً من القهوة قبل ان ينفجر رأسه. 

فذهب سالم علي الفور وهو يتعجب على موقف الجميع من رجوه، ولم يرونها مزعجة إلى هذا الحد وهو الوحيد الذي يري احاديثها شيقة وجميلة وكلامها مضحك ومجالستها الطف مافي الكون، وحتى أسئلتها الكثيرة لا تمثل له إزعاج من اي نوع! 


 عاد لجده بالقهوة والحبوب واعطاهم له وذهب ليرى جدته عوالي إن كانت تحتاج لشيئ هي أو أم آدم، وبعد ان اجاباه بانهم لا يريدون شيئ اخذ يتنقل طوال الوقت بين غرفتهم وغرفة ابو آدم يطمئن عليه وعلى أن حالته مستقرة ويعود يتفقد عايدة، تماماً مثلما كان عقاب يفعل. 


أما منصور فبعد ان شرب قهوته إستأذن ودخل لعايده واخبرها بطريقة حاول ان تكون لطيفة وهينة.. بأن محمود حالته الصحية تستدعي السفر للضرورة، وإن السفر غداً فقالت له والدموع تملأ عينيها:

- بص ياشيخ انا مؤمنه بقضاء ربنا وقدره، انا عارفه إن الزعل او الاعتراض مش بيمنع قدر.. انا صابره ومحتسبه وأودعت حبايبي من زمان اوي في أيادي ربنا وربنا مش بتضيع عنده ودائع.. انا بس طالبه اني اشوفه، اشوفه على اي وضع هو فيه، اشوفه حتى لو شوفتي لحالته هتتعبني.. ومتخافوش عليا انا لو محمود سافر من غير ماأشوفه وجرتله حاجه وقتها التعب اللي هتعبه واللي قلبي هيعيشه مفيش حد يقدر يتصوره. 

نظر منصور لعوالي يشتشيرها في الامر بعينيه، فأومأت له بالموافقة فقرر أن يستجيب لطلب عايده مادامت عوالي وافقت، فهي رات حالة. محمود وتعلم اكثر منه إن كانت زوجته ستتحمله أم لا. 


خرج يستشير الطبيب المعالج في الأمر واخبره بانها أمنية قد تكون الأخيرة قبل رحيل احدهم للأبد، فرق قلب الطبيب وقرر أن يسمح لعايده برؤية زوجها للمرة الأخيرة قبل سفره، 

فأمر احد العاملين أن يقوم بأخذها لغرفة العناية المشددة بسريرها فهو ذات دواليب تتحرك.. وبهذا لا تشكل الحركة خطورة على حالتها فهي تعاني من الكسور  والكدمات وليست حالتها بهينة. 

وأصبحت عايده امام محمود، هي علي سريرها ممددة وهو على سريره جسد هامد لا حياة فيه.. فقط اجهزة موصولة به تصدر اصوات. 

لم تتمالك نفسها فبكت بصوت مرتفع واخذت تنادي عليه، ظانة انه فور ان يستمع لصوتها سيجيبها على الفور كما كان يفعل،

 ولكن هذه المرة لم تتلقى منه اي إجابات، للمرة الأولى تنادي بإسمه ولا يرد عليها، للمرة الاولى تحتاجه ولا تجده. 

وبمجرد ان فعلت هذا حتى اضطربت اصوات الألات وكأن نبضات قلبه وأنفاسه تجيبها بدلاً عن لسانه، 

وما إن حدث ذلك حتى قام الطبيب بإخراجها على الفور خوفاً علي حالتها وحالته. 

وعادت عايده محملة بخوف جديد فمهما كان تخيلها لحالته لم تصل مخيلتها لأن يكون راقد بلا أدنى حركة، فألم الواقع يفوق ألم التخيل بأضعاف. 

وإخذت عوالي تخفف عنها وحينما تأزمت حالتها قام الطبيب بإعطائها إبرة مهدئة فنامت على الفور وأخذت  عوالى تقرأ على مسامعها آيات من القرآن الكريم لعل روحها تستكين وتهدأ كما استكان جسدها. 


أما عند عقاب وقصير فقد وصلا للبادية بعد ان اشترى آدم لرجوه كل ما طلبته وأشارت عليه وأكثر رغم إعتراض ابيها على كل ذلك الدلال، ولكن هذا امر سالم وهذه رجوه ولا احد يستطيع ثني آدم عن تلبية رغباتهم.. فهدر بها قصير وهي تبتعد بما لا تستطيع حمله بمفردها:

- عاطي خواتك من اللي معاكي وما تاكليه كله بروحك ياام كرش وتوصي بهلال. 

فردت عليه بعند وعصبيه:

- والله لا هلال ولا ام هلال يدوقوه، وليش تقول اعطي هادا  وهادا وانت مو دافع فيه قرش بالاساس، انت حتي كنت تعترض وقت يشتريلي عقاب وجاي هنا تاخدهم مني، والله اهون علي افتحهم ونوكلهم لخواتي المعيز،وللا انكبهن علي الرمال ولا انا ولا حد ياكلهم. 

انهت حديثها وجرت وتركت قصير يستشيط غضباً وتوعد لها بعقاب يردعها عن تصرفاتها ويحجم عنفوانها، ولكن ليس الآن، فالآن هناك عمل أهم لابد أن ينجز، ولكن النية موجوده. 

فدلف مع آدم لغرفته وفور ان أوصل آدم التيار الكهربائي لجهازه سأله قصير :

-بتعرف تراسلهم من هاد الجهاز ولا ادذلك عالجهاز التاني من المبنى بالحضر؟ 

- لا ياعمي انا نعرف انراسلهم من اي جهاز. 

- بس ياوليدي هم رادين هناك كيف فيك تشوف الرد هنا ولا راح تراسلهم. من أول وجديد؟ 

- لا ياعمي انا مراسلهم من ايميل 


الصفحة التالية