-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 15 - 1 الخميس 21/12/2023

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الخامس عشر

1

تم النشر يوم الخميس

21/12/2023

❈-❈-❈

 


اغلقت مديحه سماعة الهاتف ونظرت لأخيها وزوجته وأردفت بإرتياح:

-ودلوقتي محمود وعايده خلاص بح.. ومبقاش معانا غير حتتة ولد صغير أمره اسهل منه مفيش.. اخوكم الصايع موديه البدو ومخبيه هناك طول السنين اللي فاتت ومستغفلنا هو ومراته وملبسينا العمه.. وسايبنا ناكل في بعضنا، والواحد صبر كتير ومبقاش عنده ذرة صبر زيادة.

فتح يحيي عيناه على وسعهم وهو يعقب على كلامها غير مصدق لما سمعه للتوا:

-قتلتي اخوكي يا مديحه؟ قدرتي تعمليها ازاي؟

- قدرت يايحيي زي ماانت قدرت تشوف اخوك بيتعذب ويتسمم قدامك وكان عادي عندك.. أوعى تيجي دلوقتي تعمل انه صعبان عليك، 

أو إنك مش مأيد اللي عملته بس عشان تريح ضميرك شويه.


ردت عليها فريال التي كانت تنظر اليها ولا تعلم لم رأتها في هذه اللحظة وقد تحولت ملامحها لملامح ذئب مسعور مستعد لنهش الجميع، فحاولت الإنضمام لجبهتها حتى تكون بمأمن منها :

- لأ طبعاً يامديحه اللي عملتيه دا هو اسلم وأسرع حل، لأن فعلاً إحنا انتظرنا كتير وكل خططنا فشلت، وانا بعترف بفشلي وان الجوله دي انتي الفايزه فيها، 

ودلوقتي انا ويحيي في انتظار قرارك اللي جاي وهنفذه، مع اني اتوقع انه قتل آدم.. فسيبيلي انا المهمه دي

مديحه:

- لا آدم مينفعش يموت دلوقتي، آدم لازم يجي هنا حي، لازم يفضل تحت وصاية عمه وتحت عيونا لغاية مايوصل السن القانوني، وبعد السن القانوني هناخد منه كل حاجه ونخليه يحصل أبوه وأمه. 

ودلوقتي محتاجين نعرف مكان الولد بالظبط عشان نروح نجيبه.. فألتقط يحي الصورة من يدها ونظر اليها بإمعان وتهللت اساريره وهو يردف بسعادة:

-استنوا.. انا تقريباً عرفت المكان اللي فيه الولد.. آدم عند الشيخ منصور.

لتهمس فريال مرددة من بعده:

-الشيخ منصور!

- ايوه يافريال الشيخ منصور.. ومين غيره يقدر على العمله دي، يابن اللعيبه يامحمود.. هاتي الصوره دي يامديحه وانا رايح اجيب الولد، وبالمره كلمي الراجل اللي خلص اعرفيلي منه المكان اللي محمود وعايده عملوا فيه الحادثه.. 

عشان اجيبهم معايا بالمره وندفنهم، ونلم لحمنا المتنتور فى كل مكان ده.


انهى كلماته وذهب لغرفته وبدأ في تبديل ملابسه ثم لحقته فريال التي همست له:

-خلى بالك من نفسك وانت رايح، واتلفت حواليك كويس وخد المسدس بتاعك معاك.

- ليه دا كله؟

- احتياط ياحبيبي، وتنساش إن اللي موتت اخ تقدر تموت التاني من غير مايرفلها جفن..

 وخصوصاً لما يكون قلبها محروق منهم عشان مخلوهاش تمشي على حل شعرها.

توقف يحيي عن ارتداء ملابسه ونظر للفراغ واردف وكأنه ادرك شيئاً ما:

-تصدقي عندك حق.. دي كده مديحه الواحد يحطها تحت الميكرسكوب من هنا ورايح.

- متقلقش من الناحيه دي انا مش هغفل عنها لغاية مانفوقلها، ماهو احنا مش هنخلي حيه تسكن بيتنا ونربيها واحنا عارفين انها مليانه سم وهتلدغنا فاي وقت وتموتنا.. احنا مش اغبيا ومش هنغلط غلطة محمود.

غادر يحيي وقد إمتلأ قلبه بالقلق من ناحية اخته، وأصبحت الآن هي التالية في قائمة التخلص، فمن يخون مره يخون الف مره، ومن يضحي بأخ يضحي بالاخر كما قالت فريال.


اما فى الباديه، في خيمة. الشيخ منصور.. 

دلفت عوالي ووجدت اخيها يأن ويسعل كما اخبرتها مايزه، فإقتربت منه وهي تقول له:

- الف لا بأس عليك خوي مايزه قالتلي انك بعافيه شوي، ريت الوجع بيا ولا بيك.. ويش جاك ياشيخنا كنت بعافيتك امس وكامل حيلك. 


- :نحمدو الله ياخيتي هالشتوية صقعها واعر والعظام بادن

عوالي:

-وماراح تسلم من الصقيع الا اذا نشوفلك عروس تدفيك بأنفاسها وتطرد برد الشتا.. 

- لا تلحين علي بهذلة اخوك بأخر ايامه يامايزه. 

- ويش فيها بهذله ياشيخ، والله انت اصبى من وليدك قيات.. انت بس تخزي العين والله.. اللي كيفك ياخد اللي مازالت في بطن امها.. 

غير انت اسمع كلام خيتك ونا نزوزك خيرة بنات القبايل غير انت قول تم وشوف عوالي ايش تسوي


الشيخ منصور بضحك:

- اتريديني ننكلب ياعوالي والصبايا يصغرن بي بين القبايل ،ويدهشن فالي ويبدلن احوالي؟ 

،اني تو مرتاح البال، ام مفتاح الله يرحمها سدت عليا كل الطرق لحرمه من بعدها.. 

كانت حرمة بكل صبايا القبيلة.. تحملت مني اللي ماحدا يتحمله 

قوليلي ياعوالي من تقدر تملا مكانها

عوالي 

:

-والله ياخوي انت ورثت بوك في هالموضوع وماتزوجت غير مره.. حتى بعد ماتت ام مفتاح وسيبتلك "عريفة" قطعة لحم حمره

رفضت انك تجيبلها مرت اب، والحين اللي ربيتها وكبرتها لكبرتك تركتك وراحت مع زوزها وعبرت الحدود، ومو بس هيك خذت خوها بعد.. بس لتعرف ان الوليدات ينفعن في الكبر، شوف حالك وليد استشهد ووليد سافر، لو كنت جايب خمسه ولا عشره ماكان الباقي حولك الحين. 

- مايلزم ياعوالي، اني كل القبيله حولي وكلهم وليداتي وبنياتي.. 

وعريفه الله يسعدها مع راجلها ،ويرحم وليدي الشهيد مفتاح ،ويحنن قياتي علي يجيبلي وليداته ويرد لاشوفهم الشوق لاعب بالقليب لعب، الله يكون بعون محمود على وليده وفراقه سنيين. 


عوالي :

-وايش منتظر بعد دذله يجي، 

ولا خلاص تبع راجل اخته وقعد في ليبيا ونسي قبيلته، فرض عليه يجي وعويلاته يتربو هانا. 


ماظني راح يعاود ياعوالي، قياتي الغربه خداته وغير هواء القبيله وتعود ينام تحت اسطاح، واللي يتعود ينام تحت اسطاح مايعاود للعرا والخلا مره ثانيه، 

اني راح اسلم المشيخه لقصير من بعدي، هو احق بيها من اي حدا غيره، هو اليعرف الأصول ومحافظ عالعادات وماغير جلده، 

انخاف يجي قياتي يلبس رجال القبيله وحريما وعيالها متل الحضر، ويعلمهم ياكلون متل الحضر 

ويعلمهم على الراحه والنوم للضهر.. وتضيع القبيله وتنطمس اعوايدها على يده،

 خليه بِعيد بس نشوفه نرد الشوق ويعاود لدنيته للجديدة.

عوالي:

- ااااخ من الحضر اااخ.. متل النداهه يلالي ويغري ويغوي ويسحب ليه.. ومايلاقي الشخص حاله الا متربط فيه، ماقادر يفلته ويعاود للقبايل.. واااجد ناس قالت نسافرو شغل ووكل عيش ونردو، وراحو ماردو وهجرو قبايلهم وبواديهم ونسيو عيشة الصحاري والكد.


- الله يوفق الجميع وين ماراح ووين ماحل.. والحين قومي سويلي شي دافي اشربة حاسس حلقي متشقق من كثر السعله.

- من هالعينين ياشيخ.

ونهضت كي تأتي له بشيئ يخفف عنه وطأة المرض..

 وهي في طريقها وجدت سدينه تلعب مع ابنتيها أمام خيمتها وتضحك معهم وكأنها طفلة مثلهم، تحتضنهم وتقبلهم، 

فتبسمت براحة على أمومة سدينه التي غلبت محبتها لقصير وشوقها للصبي،

 ولم تلفظ بناتها من أجل أن تأتي بولي العهد كما فعلت مكاسب.. صحيح أن مكاسب كسبت الولد وكسبت عقل وقلب قصير، ولكنها خسرت إبنتها ومحبتها،

 وصنعت لها عدوة لن تنسى أن أمها حرمتها من أبسط حقوقها عليها، ولن تغفر لها أنها تربت على حنان أختها معزوزه وحليب الماعز 

وشفقة البقية. 


أما قصير فكان في خيمة مكاسب يستريح قليلاً قبل أن يعود للكد مرة أخرى، فوجد هلال يلعب بدمية اخته رجوه، ولاحظ عليه أنه أصبح يتحدث مثل إخواته البنات، وحتى افعاله بدأت تكون أنثوية، وكأنه تأثر بجلسته مع أمه وإخوته البنات ليلاً نهاراً.. فقرر أن هلال لابد وأن ينفصل عن أمه وإخوته ويكفيه هذا القدر من الدلال، فنادى عليه وأوقفه امامه وقال له بنبرة جدية خالية من الحنان واللين لأول مرة:

هلاال..من  غدوه الصبح اريدك مع عقاب كيف ظله..

 اذا بتريد تكون كيفه وجدك منصور يجيبلك سيارة، ويديرلك حلال لحالك اسمع كلام عقاب من غير ماتناقش، ولا تعترض،

 انت ولد قصير اريدك خير من كل الصغار اللي بعمرك، واللي اكبر منك بعد وتغلبهم بكل شي 

ولو هادا صار ياما لك من الخير

لكن اسمع الرجال مايسمعون حكي الصبايا حتى لو كانت امهم فهمت علي يا هلال

هيا يابطل اريد عقاب يعطيك لقب يرفع راس بوك فيك..

ومن الليله ياهلال المبيت بخيمة الوليدات، ولخيمة امك ماتفوت الا تسلم وتسألهن اذا محتاجين شي، وترد على خيمتك وسط الصغار، من اليوم مافي دلال انت رجال بدي افاعيلك تصير افاعيل رجال. 


الصفحة التالية