رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 18 الأحد 24/12/2023
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل الثامن عشر
تم النشر يوم الأحد
24/12/2023
❈-❈-❈
عاد قصير إلى القبيلة، وهناك جاءه مرسال بأن شحنة الأسلحة هذه المرة زادت مايعادل ربع الثمن،
وبأن كل شيئ إرتفع سعره، فلم يعلم ماذا يفعل، أيتمم الصفقة وحينها يكون قد خسر أموالاً طائلة ويسبب خسارة فادحة لعمه الشيخ منصور،
أم يرفض الزيادة ويلغي الصفقة وبهذا يخسر أكبر مورد لهم ومن يعتمدون عليه الإعتماد الكلي في جلب الاسلحة بالجودة التي إعتادوا عليها، والتي لم تتوافر مع أي مورد آخر غيره..
فكر في اللجوء للشيخ منصور في القرار، ولكنه تراجع وهو يقول لنفسه:
- لا مو زينة في حقي انقول للشيخ، يكفي ماهو فيه هنتصرف بروحي ونعتبر اني صرت شيخ وقابلتني المشكله وتوجب عليا حلها.. وتو ياقصير فكر وأوصل للحل اللي مايقصر رقبتك قدام عمك واهل القبيله.
ومن جانب اخر ما نخسر فلوس واجدات.. اني بس لو نعرف كيف نوصل للي يورد السلاح بدون وسيط كان كل شي انحل.
إبتعد بسيارته وجلس فيها وحيداً يفكر، وفى النهاية إهتدى إلى باب سيطرقة وإن خلفه مايتوقعه منه، فذلك بمثابة الفوز العظيم.
فأدار محرك سيارته، وتوجه للحضر، للمبني الذي فيه آدم وسالم، وهناك جلس معهم ووجه حديثة لآدم قائلاً:
- ياعقاب.. اليوم اريد اشوف لوين وصلت باللي تميت اعوام تتعلمه. اليوم ودي منك تتواصل مع الشركه اللي تصنع السلاح بروسيا وتطلبلنا منها طلبيه، وتعرف الاسعار، وتقولها ماتشيل هم النقل نحن علينا كل شي، هما بس يطلعولنا البضاعه من مخازن مصانعهم والباقي علينا.
آدم:
- اي ياعم بس هالشي فيه مخاطره لأن طلب شحنات الاسلحه بتوصل بيه تنبيهات فوريه لوزارة الحربيه بس يتم على أي جهاز، إلا إذا كان تبع الحكومه ومصرحه له بالتجاره بالسلاح، غير هيك يروح المستورد بشربة مي، هكي علمني المهندس.
- لا ماتخاف.. احنا مشمولين بحماية الحكومه، وبالاصل السلاح للجيش، بس لما يكون التعامل رسمي بين حكومتين القروش حق الشحنه تزيد اضعاف، وغير ان العالم كلا يسمع بأن الدوله دخلت سلاح وينقال انها تستعد لحرب، ومنها الدول تتأهب واي غلطه حتى لو مامحسوبه تكون بداية عداوة.. لمهم احنا ماعلينا بوجيج الراس هادا، احنا يهمنا ان ظهرنا محمي وبس. حتى لو خديناة من العفريت الحمر
آدم:
تم جيبلي انت إسم الشركة وبريدها الالكتروني وانا انتواصلك معاهم ونبلغهم اللي انت عايزه.
- تعرف يعني؟
- قول غيرها ،انت تحكي مع العقاب، النت الاسود.دخوله عندي اسهل من شربة المي .
- زين.. خد اسم الشركه ودور عليهم واحكي معاهم.
وبالفعل بدأ آدم يبحث حتى عثر على بريد الشركة الالكتروني وعنوان التواصل وارقامهم وبدأ في مراسلتهم...
اما عند الشيخ منصور:
اخذ يتنقل مابين حجرة عايده وحجرة. محمود، فقد فصلهم الطبيب واخرج عايده من غرفة العنايه المشددة بجانب زوجها لغرفة أخرى، وذلك بسبب انينها المستمر، والذي يسبب إزعاج لمحمود، وقد يؤثر بالسلب على حالتها.. وكان في كل مرة يرى فيها مدى سوء حالتهم التي لا تتحسن يهمس لنفسه بحسرة عليهم وعلى آدم معهم:
- يارب ماتقبض ارواحهم الا بعد يردلهم وليدهم ويشبعون بشوفته،ويسقو زرعة قلبة اللي ماتت من عطش الحن والشوق. يارب محمود مسكين وعاش كل عمره فكد وشقى وتعب لا تخلي نهايته تصير هيك، والله صعيبه ياربي.
انتبه على يد توضع علي كتفه، وكان صاحب المشفى صديقه الشيخ نمر، فجلس بجانبه وقال له:
- شايفك شايل هم الزوز هادول كنهم من دمك يامنصور ويش القصة.. خليت المشفى تنقلب لهم ودخلنا الكل بحالة طوارق وقلق فيك تحكي لي مين هدول او ايش علاقتك فيهم؟
هدول يا نمر اغلى عندي من اللي من دمي، هدول يا نمر أمنوني امانه وانا ما ودي يجرى لهم شيء قبل ارد لهم امانتهم مثل ما وثقوا فيني وامنوني عليها..
هدول اثنين قلوبهم موجوعه بالفراق وخايف يموتون قبل لا ترتوي قلوبهم بجمعتهم مع غايبهم..
والحين ودي تصارحني بحالتهم اذا فيه امل للشفاء او ما في، لان اذا ما في امل اشيع اجيب وليدهم ليشوفهم لاخر مره
نمر:
- شوف يا شيخ انا ما راح اكذب عليك.. حاله المره زينه وبتتحسن وراح تطيب بعون الله.. لكن الرجال حالته صعيبه كثير،
وحتى اذا عاش ما راح يعيش مثل الخلق والناس، راح يعيش مشلول ما راح يمشي على اقدامه.
منصور:
- يايابا مشلول مشلول بس يعيش.. انا ودي ياه يصير بس نفسه بالدنيا ما بدي شيء ثاني..
طول ما نفسه بالدنيا ابنه بامان وانا قليبي مرتاح... والحين له علاج بمصر ولا ابعته للخارج لنختصر وقت وجهد؟
نمر.. والله يا شيخ اذا بتبعثوا للخارج لإيران يكون افضل.. لن هناك في طبيب مختص بالحالات اللي مثل حالته مشهور كثير وعالج كثير حالات متشابهه او على القليله خلاهم باحسن حال..
صحيح في منهم اللي ما تم شفائه بس اللي يتعالج على يده صار حاله احسن.
منصور:
- زين اعطيني اسم الطبيب وعنوان المشفى، وانا من غدوه بحجز له طيران وباخذه واسافر بيه..
والمراه عندك امانه لا حدا يعرف هي مين ولا حدا يوصلها لحين ما اعاود.. بس قصير تتواصل معه اذا احتجت اي شيء، وتحطها بغرفه لحالها ما حدا يوصلها الا طبيب ثقه امين على السر.. هاي أمانتي عندك يا نمر لحين عودتي ويا ويلك مني اذا فرطت بالامانة.. وقتها ما راح يكون زعل ولا راح يكون غضب.. راح يكون شيء اكبر.
هاي المراه وراجلها يسوون عندي اكثر مما تتصور.. والحين ودي حدا من رجالك يعرف طريق خيامنا
لأدزه على قصير واد خوي يبلغه رساله ويعود.
-تأمر يا شيخ.. اعتبره تم، الحين ببعت لك حدا من رجالي امين على الروح.
تدزه بالمطلوب وما تشيل هم.
وبعد قليل اتى رجل لمنصور يسمى شعيب وقف امامه واردف:
-حياك الله يا شيخ.. انا شعيب بعثني الشيخ نمر.. اؤمرني اني خدام
-ما يامر عليك ظالم يا وليدي انا ودي تروح الباديه لقصير ولد اخوي تعرفه ولا ما تعرفه؟ حتى لو ما تعرفه اسال عنه رضيع الباديه يدلك عليه
- لا بعرفه يا شيخ، كيف ما بعرفه يعني، ما في حدا ما بيعرف قصير.. والنعم من قصير.. والله له بقلب كل القبايل بصمه..
حملني الرساله وانا شيال.
-والنعم منك يا وليدي.. قله عمك الشيخ منصور يقول لك فهم الامانه كل شيء وهاتها لتشوف بعينها كل اللي جرى، وما تخبي شيء ولا تجمل شيء.. وقبل غدوه يكونوا عندي.. ويجيب لي معه قروش واجدة و وثياب.
قله ما تغيب على عمك ما في وقت.
إنصرف شعيب فور أن تلقى الأوامر وذهب الى الباديه، واخبر قصير بكل شيء، وفهم قصير الرساله وضايف شعيب الضيافة اللائقة، وبعد انصرافه اخذ سيارته وذهب بها الى ادم وسالم، وهناك بمجرد دخوله ساله ادم بقلق فور أن رأه:
- ويش فيك يا عمي وجهك يقول انك شايل اخبار مو زينه؟!
-والله انك لماح يا عقاب.. اي يا وليدي انا عندي أخبار مو زينه ولا راح تعجبك بلكل
- طيب يا عمي انتظر لاني انا عندي اخبار بالاول، اقول لك اللي عندي وبعدها هات اللي عندك..
اني قدرت اتواصل مع الشركه الروسيه تبع الاسلحه وعرفت منها الاسعار، واتفقت معهم على طريقه التسليم، وهم اعطوني السعر وكنت راح اخبرك بيه..
وقال له ادم السعر الذي اعطته له الشركه والذي جعل قصير يفتح عيناه على وسعهما فقد كان السعر اقل بكثير او يعتبر اقل من نصف السعر الذي كان يدفعه في البضاعه سابقا اي ان هناك استغلال كان يحدث ولم يكن يعرف بامره، فقال له:
- الحين يا آدم دذ للشركه رساله اطلب فيها طلبيه وحدد المكان والزمان اللي يسلمونا فيه السلاح بالاول قبل ما اخبرك بشي.
فاتجه ادم نحو حاسوبه الذي اشتراه له قصير في المره الاخيره، وفتحه وبدأ في مراسله الشركه،
وما ان تمت الصفقه والاتفاق على كل شيء حتى أغلق حاسوبه ونظر الى قصير :
-ها يا عم الحين انتهينا من الصفقه والسلاح.. قولي ويش اللي عندك ومكدر احوالك؟
فجلس قصير بجانبه وامسك بيده وقال له:
- اوعدني ما تنفعل ولا تثور وتضلك عقاب العاقل مثل عهدي بيك، ما تتهور ولا تعمل شيء يخرب علينا كل اللي عم نعمله من سنين طويله اني والشيخ منصور.
ادم:
- يا عم ويش فيك خليت قلبي رجف رجيف؟
- يا ادم تتذكر الرجال اللي جانا يسأل عنك؟
هادا يكون عمك وهو نفسه قتال خوك والحين قتال ابوك وامك و وقتالك انت لو ما ابوك جابك لعندنا وخباك منه.. ووراك عن عيونه. والحين عرف مطرحك وجاي يدور عليك لا يخلص منك..
ولما ما عرف يوصل لك تخلص من بوك وامك.
انتفض ادم وهب واقفا وساله وهو لا يستوعب الذي قاله للتو:
- ويش تقول انت يا عمي ويش هالحكي؟
قصير هاي الحقيقه يا وليدي والحين بوك وامك بالمشفى بتوقع يلفظون انفاسهم الاخيره..
لهيك الشيخ منصور دذ عليا وقال خبر ادم كل شيء وجيبه لعندي.
بالامس انا وهو نقلنا اهلك لمشفى تبع صاحبه وغيرنا المشفى اللي كانوا فيها حتى لا يتعرف عمك عليهم، واليوم اكيد جدت بالامور امور.
وتو هيا بينا نروحوا لتودع امك وابوك.
جلس ادم وهو لا يستطيع تمالك اعصابه، فبدنه صار يرتجف وكل خليه في جسده سرت فيها قشعرير، ونظر الى قصير وقال له بصوت متقطع:
- امي وبوي هم اللي جوني بحفل نجاحي صح ولا انا غالط يا عمي؟
هي الحرمه اللي تبهذلت بسببها مو هيك؟
- ايه صح يا وليدي هم.
اغمض ادم عيناه واردف بحسرة:
- اخ يا وجع القلب.. والله حسيت بالحرمة انها ودها تقول شيء، حسيت انها قريبه مني، حسيت عيونها تحكي كثير حكي.. حسيت انها ودها تاخذني باحضانها وانا ما بعرف ليش كان ودي اضمها!
ليش يا عمي ما خبرتوني هم مين وقتها، ليش ما خليتوني اضمها وتضمني هاي أمي، كيف كانت واقفه قدامي وتمالكت حالها وما اخذتني بحضنها، كيف هان عليها، كيف تحملت؟
-غصب يا وليدي انت ما تعرف قديش ابوك جاهد ليمنعها وقديش هي تعبت ما تتذكر وقت شافتك ارتمت على الارض، ما تتذكر عيونها طول القاعده عليك ما فارقوك ولا لحظه، ما تتذكر كيف مسكت يدك تحبها وما كان ودها تتركها.. امك مغلوبه على امرهم وابوك كمان اعذرهم
لو كان عليك صعيب مرة هو عليهم صعيب مرات ياوليدي.
أما في الباديه..
-وين وديتووو سااالم ودي سالم الله لا يوفقكم من ساعة اللي راح ماعاد حد جابلي شي ونفسي في الحلا الأسود وين وديتو الوليد ياناااس
مكاسب:
- صكري فمك ياام كرش، ايش تريدي يضل سالم تحت رجولك يجيب ويودي، لتكوني اشتريتيه من سوق العبيد سالم ونحن ما ندري!
-انت مالك علاقه ولا تعترضي انت اشقي بهلالك واتركيني انوح عالنافع، ماكل حدا ينوح اعلى مصالحا.
- ولك قص هاللسان انشالله.
- ولا راح يتقص ولا شي، وكل يوم يطول زايد، وبعدين ليش زعلانه ماحتى انت انحرمتي من قرمشة نص الليل متلي، شوفي وشك اللي رد من وكل سالم وحلاه كيف صار اصفر بس انقطعت المجايب يومين!
- الله يقطع اوصالك ياسليطة اللسان يافانص.
- اي اني فانص.. اني فانص فانص.. اني فاااانص ياهوووو.. رجوه بت قصير ومكاسب فاااااااانص.
قالتها وهي تخرج خارج الخيمة وتفرد ذراعيها بحرية وكانها تخبر الجميع بحقيقتها التي لا تخجل منها ولا يهمها اللقب.. إذ كان سيطلق عليها وهي تدافع عن نفسها.. فخرجت عليها امها بالعصى، فجرت منها وهي لازالت تصرخ.. اني فاااانص ومايهمني.. فاااااانص القبيله اني.
وهنا اتاها صوت عوالي:
-ماااايزه.. جيبيلي هالفانص اللي تلالي لخيمتي هالحين .. وهنا انطلقت رجوه مبتعدة باسرع سرعة لديها، وكانها قد اخرجت جناحين كانا مخبئين تحت ملابسها، وضربت بهما الهواء فحلقت.. فتعالت صيحات عوالي عليها:
- لوين ودك تهربين، مرجوعك لعندي.. مايززه قولي لوليدات وبنيات الباديه اللي يجيبلي رجوه الفانص ليه مني حلا وفلوس واي شي يطلبا.. ياأنا يالفانص اليوم بالقبيله، إلا ماأبيتها مسكوعه سكع.
إبتعدت رجوه القدر الكافي ثم جلست تلتقط انفاسها وهي تردف:
-الله لا يوفقك يامكاسب طلعتي العفريت اللي جوايا،
وتو عوالي الجنيه ايش بتقص مني، والله مافي شي ينقص،، يارب اعاود الاقى ملك الموت قابضها قبل لا تقص ولا تلص
عادت رجوه بعد ساعتين تقريباً، وبنفسها وكامل إرادتها ذهبت لخيمة الشيخه عوالي ودخلتها وهي تحدث نفسها بأن العقاب سيؤخذ سيؤخذ، وحدوثه اهون من خوف إنتظاره.. فوقفت وهي تفرك يديها ببعضهم وترسم دوائر بأصابع قدمها الصغير في الرمال وهمست لعوالي:
- جيتك بروحي ياشيخه ما راح استنى حدا يجيبني، يلا قصي اللي تقصينا وخلصيني.. بس يكون بمعلومك الله ماراح يسامحك وكل شي قصيتيه مني بالدنيا راح ينقص قدا مرتين بالآخره، وشوفي إنت قص الله كيف يكون وقديش يوجع..والله ليكتفونك الملايكه ومايخلوك تفلفصين.
نظرت اليها عوالي وهي تحاول كتم ضحكتها، اما مايزه فغطت وجهها بشالها وضحكت من خلفه واخذ جسدها يهتز ولكن دون صوت.
عوالي:
-اقربي يارجوه واجلسي هانا احذاي.
إقتربت رجوه وجلست علي ركبتيها أمام الشيخة في وضع إستعداد لم ستفعله بها، فسألتها عوالي بنبرة حانية وهي تنظر اليها من رأسها لأخمص قدمها:
- قوليلي يارجوه، ليش تسوين هكي، يعني ليش لسانك طويل وماتحترمين حدا ولا تخافين، ليش يابنيتي بايعه المستحى وتخليتى عن الحيا اللي يزين البنيه ويزيد جمالها وزينها؟ ليش صرتي فانص وفرحانه بروحك بعد وتحكيها كنها مدح؟ وليش تكرهين امك وتريدينها تكرهك من افعالك؟
..يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية