رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 6 -2 - السبت 9/12/2023
قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قراءة رواية عقاب ابن البادية
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة ريناد يوسف
الفصل السادس
2
تم النشر يوم السبت
9/12/2023
في اليوم التالي خرج قصير للخلاء مع بعض الاطفال وآدم معهم بالطبع، واليوم كان درس التصويب بالأسلحة والرصاص الحي، ومحاولة اصطياد الطيور المحلقة.. واحرز آدم المركز الأول في هذا التدريب ايضاً مقارنة بأقرانه من حديثي التعلم، وها هو نجاح جديد يضاف إلى نجاحاته.
وعاد بهم في نهاية اليوم وهو يتطلع لبعض الراحة بعد يوم عصيب، فصدم بخبر جعل الدماء تغلي في عرقه، فقد حدثت معركة بين زوجاته على اعين جميع النساء واطفال البادية، وعلى اثرها فقدت سدينه حملها وكسر ذراعها وأصيبت مكاسب فى عينها إصابة قد تكلفها عينها وتنطفئ نهائياً.. فوقف وعلي مرأى ومسمع من الجميع هتف:
سدينه تعاود لخيمة ابوها عمران وماتعاود الا ابت في أمرها.
اما مكاسب فمن اليوم للعام القادم متل هاليوم تحرم اعليا خيمتك ومجلسك وقربك وحديثك.
والحين انا راح اختار عروس تالته لان الاتنين اللي تزوجتهم مابيهم خير.
انهى حديثه وترك المكان لمكاسب وسدينة تتعالى اصواتهم بالنحيب وكل منهما تشعر بالندم يأكلها على تصرفها الأهوج.
جلس قصير بجانب الشيخ منصور وبدون مقدمات قال:
شيخي انا راح اتزوج الثالثه.
منصور:
هدي ياقصير ماتاخد قرارات بلحظة غضب.
قصير:
لا ياشيخ قراري مدروس زين، انا ودي مره عاقله وراسيه ماراعية مشاكل.
عمران:
افهم الغلط من مين بدا ياقصير وماتظلم.
قصير:
مابدها فهم ياعمي، المره اللي ماتنتظر راجلها لياخذلها حقها وتاخذه بدراعها مالها اعذار، وذنبها مايقل عن اللي بدت المشاكل لأنها كانت تقدر تمنعها من عندها وتصير صاحبة حق لكنها ضيعته وعم عليها الذنب.
صمت الجميع وتركوا لقصير المجال حتى ينفث عن غضبه في هيئة زفرات متتالية، فنظر منصور لمهدي وسأله:
متى تعاود الشيخه عوالي يامهدي؟
مهدي:
ايام ياشيخ وتعاود.
منصور:
الله يردها بالسلامه، الباديه صارت هوسه من بعدها والصبايا بدن يتفرعنن.
قصير:
حتى لو عاودت وادبت الحريم راح اتزوج.
منصور:
وانا راح اشوف مين اللي بيعطيك مره بعد مالشيخ منصور يصدر أمره ان ماحدا يعطيك واعمم الخبر بكل القبايل.
قصير:
ليش هيك ياشيخ؟
منصور:
لا تتهبل قصير، زوجناك لتجيب ولاد موش لجل كل شوي ترمي مره وتتزوج الثانيه.
قصير:
ياشيخ هاد حقي.
منصور:
لا هاد طيحان حظ . وعقل خارف مو حقوق
أما في قصر محمود..
-ايه يا يحيى مالك فيك ايه متوتر كده ليه؟
يحيى:
مش عارف يا فريال حاسس ان قلبي مقبوض وحاسس ان امرنا هيتفضح ومش هيحصل لنا طيب.
فريال:
لا انت بس قلبك بقى خفيف ما تخبيش ولا تنكر وبعدين انا قلت لك ما تخافش مش هيموت محمود هيفضل عايش كل الحكايه انه هيتعب شويه بس وصحته هتتدهور وده علشان يكون قدامك فرصه انك تحط ايدك على الشركه والفلوس والاملاك وبس تاخذ كل حاجه وتحولها باسمك ومن بعدها تحولها باسمي، وانا بعدين احولها باسم ولادنا هبطل أدي له التركيبه وهيخف ويبقى زي الفل ويرجع احسن من الاول كمان بس وقت ما يرجع مش هيكون حيلته حاجه ومش هيكون له لازمه معانا وناخذ بعضنا انا وانت والاولاد ونسافر بلد ثانيه،
ونعيش حياتنا بفلوسنا حقنا اللي بينقطنا بيه تنقيط وفاكر نفسه انه بيجبي علينا،
وانت واختك لكم حق في كل قرش محمود عمله، وسبق وقلت لك الكلام ده وهفضل اقوله لكم طول الوقت انتم اصحاب الخير اللي فيه محمود انتم اللي اتحرمتوا وانتم صغيرين، عشان هو يوصل للمستوى ده وتتجوزوه بنت الباشا وتدي له كل اللي معاها، ويبقى صاحب املاك وصاحب شركه ويتحكم في الناس بالطريقه دي .
صمت يحيى ولم يرد على كلامها فهو لا يملك الا الاستسلام ككل مره فقد استسلم لخطتها الاولى في التخلص من ابن اخي وها هو يستسلم لخطتها في اضعاف اخيه حتى تمكنه من كل شيء هو لا ينكر ان طريقتها مؤلمه جدا وقاسيه ولكن هي الطريقه الوحيده التي امامهم ولا يوجد حل اخر فاما هذه الافعال او سيمضي الوقت ذليلا لاخيه يستجدي منه قوته وقوت اولاده ومتطلباتهم ،ولا يعلم ربما الايام تخبئ له ذلا من نوع اخر على يد ابن اخيه،
فالتخلص هو اسلم حل.
غادرت فريال الغرفه ونزلت ودلفت الى المطبخ فوجدت عايده تعد الطعام للغداء، هي تعلم انها دائماً تعد طعاما مخصوصا لزوجها محمود قليل الملح وقليل الدسم، فعرفت مكانه وقامت بوضع التركيبه في الطعام في غفله من عايده واعادت الزجاجه الى جيبها..
ثم اخذت تساعد في اتمام الطعام علي غير عادتها.
وبعد الانتهاء خرجت فريال من المطبخ وكانها لم تفعل شيئا، وجلست بجانب مديحه التي كانت منغمسه في قراءه الصحيفه غير آبهه لما يحدث من حولها، غير مباليه للجهود التي تبذلها فريال..
هي فقط تريد ان تحصل على المال ببساطه لا تشارك او تتعب حتى بالسؤال ولذلك قررت فريال ان تحرمها هي الاخرى من كل شيء فهي لن تجازف وتتعب وتخطط وتنفذ،
وياتي من يأخذ الغنيمه بكل سهوله دون ادنى جهد.
حان وقت الغداء، وخرجت عايده بالطعام وضعته على الطاوله،
وبدا الجميع في تناول الطعام محمود يأكل من طعامه والجميع يراقبون،
ويحيى يصارع شعورين قاتللان شعور بالخوف ممزوج بالشفقه، وشعور بالحماس لان هذه لا تعد مجرد وجبه ياكلها اخيه..
بل هي اول خطوه في طريق سعادته.
انتهى الجميع من تناول الطعام، وقامت عايده بلم السفره، وأعدت الشاي للجميع،
ثم تركتهم وصعدت الى غرفتها لتستريح قليلا،
وايضا لتختلس لحظات من السعاده في غفله من زوجها،
فهي لديها سر صغير أقسمت على الا تتشاركه مع اي احد في العالم،
حتى زوجها.
فرفعت الفراش وأخرجت صوره لابنها ادم، قد سرقتها من محمود دون ان ينتبه،
قبل ان يضرم النار في بقيه الصور، واحتفظت بها لنفسها..
تنظر اليها بين الحين والاخر، فيطمئن قلبها حين ترى طفلها وهو جالس مع بقيه الاطفال بابتسامته وملامحه التي اشتاقت اليها حد الجنون.
واثناء اندماجها ومناجاتها لصغيرها في الصورة ومناداته بكل عبارات الدلال التي كانت تمطر آدم بها في الحقيقة..
سمعت صوت خطوات محمود يقترب من الغرفه، فقامت بتخبئه الصوره سريعا واستوت على الفراش وكانها نائمه فاقترب منها محمود وجلس بجانبها واخذ يمسد على شعرها بحنو وهو يهمس لها:
- بحبك يا أجمل واحن واحسن واطيب ست في الدنيا كلها..
بحبك يا رزقي اللي ربنا رزقني بيه وعوضني عن كل حاجه وحشه شفتها طول عمري.
فتبسمت عايده واقتربت منه وقامت باحتضان خصره،
وهذا اقل رد على كلماته الجميله التي تعينها على كل ما تعيشه من فقدان وحرمان و وجع واشتياق، ولولا مساندته لها لانهارت منذ مدة طويلة.
❈-❈-❈
مرت عدة ايام
عايده بنحيب:
يامحمود يلا بينا نسافر نروح اي مكان نشوف ايه اللي جرالك، انت خسيت في كام يوم بطريقه بشعه والاسهال مش طبيعي، مش معقول مفيش دكتور عارف ايه اللي عندك، مش معقول مفيش حد عارف يشخص حالتك!
اجابها محمود وهو يتستد بجسده على الاريكة ووجهه يبدوا عليه الأعياء:
ياعايده هتعمل ايه دكاترة بره وانا عملت هنا كل الاشعات والتحاليل والفحوصات والكل اجمع على اني معنديش حاجه واغلبهم قال ممكن تكون حاله نفسيه.
عايده:
طيب تمام مادام السبب نفسى انا وانت عارفين كويس ايه اللي تاعب نفسيتك..خلينا نجيبه وأوعدك مش هغفل عنه لحظه، اكله انا اللي اعمله هكون معاه منين مايروح.. هحرسه في البيت وبره نجيبله بادي جارد يرافقه، نجيب اتنين تلاته نجيب عشره، احنا هنموت من غير اببنا يامحمود.. انا كنت خايفه عليه هو لكن الولد طلع اقوى مننا واتحمل وعاش واتأقلم واحنا اللي بنتعذب.
- ابداً ياعايده، والله أدم مايرجع هنا حتى لو مت، وبعدين حراسة ايه اللي هنحرسهاله ماكان تحت عنينا اخوه ومات بطريقه احتارو فيها الحكما.. مات بسم محدش قدر يحدد نوعه، مفيش غير في النهايه بس اللي قدرنا نعرف انه نوع سم مركب واهم مكون فيه سم العنكبوت البرازيلي اللي اختلط بكذا حاجه تانيين خلوه فتاك بمجرد مادخل جسم الولد موته.. عايزانا نعيده من تاني ياعايده؟
اقشعر جسد عايده واغمضت عينيها بألم وهي تتذكر كل ماحدث لابنها، وهزت راسها رفضاً واردفت:
لا مش هنعيد حاجه، خليه بعيد خليه.. خلاص يامحمود طاوعني طيب ونسافر للدكتور اللي اكتشف نوع السم اللي في جسم مروان الله يرحمه.
محمود:
دا مش دكتور ياعايده دا مركز البحوث الامريكي.
عايده:
خلاص نسافر ونروح المركز ونشوف، مش يمكن يامحمود؟
تنهد محمود وهو يفكر في الاحتمال بجدية، فهو بالفعل يشعر بالغرابة حيال مايحدث له.. وكيف تحول جسده من كامل القوة لقمة الضعف في بضعة ايام، ولماذا بدأ يشعر بأن الموت اصبح يحيطه ويشم رائحته من حوله بوضوح.
عاد يحيى من الخارج والقى التحية على محمود وعايده وسأل عن فريال والأولاد وأخبروه بانها اخذتهم وذهبت للنادي، فجلس يمثل الاجهاد من إدارة الشركة، وخرجت مديحة من غرفتها على صوته وجلست معهم، فبدأ يحيى حديثه الذي حان وقته:
يامحمود انا بصراحه مش عارف امشي الشغل وانا كل شويه بلجألك ولازم اخد موافقتك وامضتك على حاجات انا ممكن اخلصها في دقايق بتخلص في ايام، والتعطيل بيكلف الشركه كتير..انا رأيي تعملي توكيل بالاداره مؤقت لغاية ماتخف وتقدر ترجع للشركه خليني امشي الدنيا.
نظر اليه محمود واخذ نفساً اخره على فترات واجابه بحزم وقوة لايتناسبا مع حالته الصحية:
مستحيل يايحيى، التوكيل دا في احلامك، انا لو جرتلي حاجه عايده من بعدي ومن بعدها ابني ومن بعدهم فلوسي للغلابه والمساكين، انما انت لا يمكن هتاخد مني مليم احمر طول ماانا عايش، لا بالرضى ولا بالحيله.. فاهم يايحيى.
انهى حديثه وتبسم وهو ينظر في عيني يحيى ليخبره بأنه يعلم كل مايجول بعقله ويعرف بكل مخططاته، وبأنها لن تنجح معه.. واكمل وهو ينظر له بنفس النظرات:
انا هسافر بعد يومين امريكا عشان اخلص الطلبيه بتاعة شركة قطع الغيار.. هروح انا بنفسي لان وجودي ضروري عشان امضي العقود.. عايز ارجع الاقي كل حاجه تمام في الشركه.. ياكده يأما هستغنى عنك واجيب للشركه مدير غيرك يفهم في الإداره.
انهى حديثه وطلب من عايده مساعدته حتى يذهب لغرفته يستريح قليلاً..واثناء صعوده للدرج كانت عينا يحيى ومديحه يراقبانه دون ادنى ذرة شفقة على حاله، خاصة بعد أن تأكدوا من عناده وبأنه سيحاول افساد مخططاتهم لاخر لحظة، فقرر يحيى ان تزيد فريال عليه الجرعة اليوم، فهو يستحق هذا بعد حديثه
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية