-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 20 - 2 الإثنين 25/12/2023

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل العشرون

2

تم النشر يوم الإثنين

25/12/2023



انتبهت عوالي لعايده وانها استيقظت، فمسحت يداها وذهبت اليها، جلست بجوارها وأخذت تطمئنها وتخبرها بأن الشفاء قريب، وأن رب ضرة نافعة، فها هى تنعم برؤية إبنها وهذا الخير الذى إنولد من من قلب الشر.


أمضت معهم مايقارب الساعة ثم استأذنتهم فى الذهاب لشراء بعض الاغراض للقبيلة، وسالت آدم وأمه لو يحتاجان لشيئ وكان الرد(لا) وشكرها آدم على المجيئ والطعام وكل شيئ

وانصرفت وتركته مع أمه.


أما خارج الغرفة، نظرت عوالي حول منصور تبحث عن رجوه وسالم، فلم تجدهما، وبدأت تلفتت حولها عليهم، وقبل ان تسأله عن رجوه وجدتها تظهر من اخر الرواق وهي جالسة القرفصاء ويسحبها سالم من ذراعيها فتتزلج على بلاط ارضية المشفى وتحدث أصواتاً وكأنها سيارة إسعاف تمر وتطلب من الجميع إخلاء الطريق! 

ويبتعد الكل من أمامها.. هذا ممنوع حتماً في المشفى، ولكن لإجل الشيخ منصور لم يتجرأ أحد ويبدي إعتراضه على ماتفعل هذه المجنونه الصغيره! 

نظرت عوالي لمنصور الذى قال لها:

-تاخذينها من هون بنت مكاسب ولا انخلي الطبيب يعطيها ابره سم ويموتها ويريحنا، والله من ساعة اللي جات جابتلي وجابت لكل المشفى وجيج الراس، لا وتقول للأطبا ليش لابسين لجامات حديد وصرايم حول رقابكم.. خذتني خذي بت الكلب هي.


عوالي:

- من وين جايبتوا يعني، ماتتذكر بوها قصير وقت الكان صغير وتجيبا الحضر معانا ويخذينا متلها.. والله هي البنيه ماعدت اعرف كيف راح تصير بس تكبر.

- راح تصير نسره تهجم وتخطف وتجرح بمخالبها، وماراح ينفع معها اي حدا الا نسر متلها، لحتى اذا علت بالسما علا عنها وحط فوق راسها بمخالبا ونزلها للأرض.. رجوه ودها خييال ياعوالي.

- خيالها موجود شاقي بيها  وعم يجرجر فيها.

- تقصدين تيسها.

عوالي:

- هي تقوله اليوم تيس ويسكتلها غدوه يعطيها على نافوخها بس يكبر وما تقدر تفتح فمها، دم البداوا حامي ومايقبل رجالهم حرمه تتطاول عليه، وكل سن يعطي احكاما..

والحين اني رايحه اتسوق لحريمات الباديه ودك شي ياخوي اجيبهولك معي؟ 

-مع من رايحه وقصير راح؟ 

- برق ناطرني بالخارج قصير جابا بسيارته وهو جا بسيارة آدم، قصير يفكر بكل شي خلي بالك هاني. 

- زين زين.. روحي وديري بالك على روحك


ذهبت عوالى الى السوق، واشترت  كل مايلزم، وتركته بالسيارة وعادت للمشفى مرة اخرى، ودخلت تتفقد حال عقاب وأهله للمرة الأخيرة، فجلست بجانبه وقد  كان يضم امه بين الدقيقة والاخرى ويقبلها، فقالت له ممازحة :

-هااااللي لقا حبيبة نسى صاحيبة ياعقاب

آدم:  والله ياشيختي حضن لحباب ينسي الواحد روحه مو بس اصحابه.. بس انتي محسوبه من لحباب ياغاليه مو من لصحاب. 

- ياضي عيوني الف لا باس علي  امك يالغالي جاب نجاوتها ربي، نحمدوا الله على سلامتك الف مره ومره يا ام آدم، ربي عالم بحال هالمسكين اللي ماضاق حِنك ولا تونس برفقه بوه

عايدة: 

-الحمد لله على كل حال ياشيخه، كل شيئ مكتوب وكله تبع إرادة الله. 


-ونعم بالله يابنيتي.. تعرفين شي.. والله والله عقاب وين ماشفته خد قلبي وعقلي حسيته من دمي اوليدي اللي ماحبلت فيه.. انتي تعرفين اني قليلة ولاد والله ماعطاني.. ولهيك اعتبر كل ولاد القبيله ولادي، بس عقاب وليدك صارت غلاوته عندي متل غلاوة الوليد البكري اللي مايجي اغلا منا. 

 تبسمت عايده على محبة ابنها التي زرعها الله فى كل القلوب وخلق له فيها منازل لم يصلها غيره، وشكرته لأن هذه دعواتها التي كانت تدعوا له بها ليلاً نهاراً بأن يحفه برحمات لا تنقطع. 


أما عند الشيخ منصور، أتى اليه صديقه صاحب المشفى وجلس بجواره وسأله وهو ينظر لرجوه وسالم بغيظ شديد، فهذه مشفى إستثمارى ولا يجوز مايفعله هذان القردان فيها:

-ويش لحوال يامنصور كيفك وكيف صارت الأمور طمني؟

- والله الخبر والاطمئنان منك انت يجي.. قصير راح يخلص اوراق السفر ويحجزلنا طيران بأقرب وقت.

- وليش يحجزلك طيران، المشفى بيها طياره مجهزه مخصوص لنقل الحالات الخطيره لغير لبلاد، ماراح ينفع بحالة صديقك غيرها، خلص اوراقك وانا بعطي أمر للطيار يطير بيكم لإيران، وقروش السفر عليا مني ليك محبه لا تشيل هم.. حبايب شيخ قلوبنا حبايبنا وربي ييسر سفركم ويرزقكم البشرى

منصور:

- امين يارب الله يسمع منك ياغالي. 

نظر اليه منصور فوجده ينظر للرجوة غير مصدق لما تفعله وتقوله فقد قلبت المكان لسيرك قومي وهي تصيح:

- افسحووون الطريق لسيارة الاسعاااف عوا عوا عوا.. بيها مره حبله ولاده وبيها وليد مطاهرينا وبيها رجال مرتو ضربتو بالنعال طيحت راسو وبيها بنيه ختنوها وتصرخ وتقول وااااااااااك.. افسحوووووو

فقال له منصور معتذراً:

- الحين بتغادر مع جدتها والله ماعندي خبر بجيتها كان منعتها الله يخذيها هي واللي جابها لهون. 

- لا ماعليك طفله هي.. بس لو تخفض صوتها شوي. 

منصور:

- انتي يارجوه ياكلبه كفى عن الصراخ وتعى لهون. 

- لا مااقدر اترك سيارة الاسعاف ياجد اللي بيها يموتون، بوصلهم للمشفى وارد لعندك.. عوا عوا عواااااا

منصور:

- يعوي عليكي ذيب وياكلك بليله كحله ماحد يشوف فيها كف يدو انشالله، والله لاقص لسانك قص يافانص القبيله واأدب هالتيس معك اللي طايعك بكل شي وماشي وراكي وصدقتي من لما سميتيه تيس وهو تيس. 


عاد قصير من مأموريته، واعطى الأوراق لعمه الذى ارخى عن كاهله حمل الحجز والطيران والأنتقال من مكان لمكان بمحمود وقرر أن يسافر بطائرة المشفى ، ثم توجه إلى غرفة ام آدم ووجه كلامه لآدم بعد أن القى التحية عليهم جميعاً وسأل عن صحة عايده:

- هااا يا عقاب توك اتطمنك على الوالدة ونحمدو الله وتو ورانا واجد اشغال.. انا عارف انك بظرف ماوالي يتحمله لكن انت مو اي حدا انت عقاب اللي مايغلبه غلاب،

 وعارف ياوليدي انك تو غير تلميت علي اهلك،

ولا انت تريد تسيبهم ولا وهم ماصدقو طالوك، وانا والله ماكان ودي اخدك منهم لكن انت بتعرف ان ورانا ياما اشغال مااتحمل تأجيل، ومن غيرك مارح يتم شي،

 واكيد اصحاب مصلحتنا اللي راسلناهم دذو الرد ونريدو نعرفو ايش صار فيه؟ 

عايدة قبضت على يد ابنها ونظرت  اليه راجية إياه بألا يفارقها.. وهو إيضاً تشبث بيدها ونظر لقصير وقال له:

-السموح منك ياعمي  انا مانقدر انسيب امي وبوي ونعدي لاي مكان، حاول اتدبر حالك من غيري.

الشيخه عوالي :

-ويش هالحكي ياعقاب؟ 

انا رفيقه مينتك ليومين كون هاني البال والخاطر ياوليدي

اتريد امك اتقول عليك رقيق عزم ولا ايش من يوم اصبيت وانت سباق بكل شي! 

ووجهت كلامها لعايدة التي كانت تنظر اليه بحزن وهي تراهم يرغمونه على الرحيل:

- قولي لوليدك يروح يشوف حاله واشغاله ياأم عقاب وطمنيه عليكي واطمني عليه،

 هاد عقابنا اللي قبيلتنا وكل القبايل ايتمنو عويلتهم يكونو كيف وليدك فارس مغوار ويوم الغار ماتنطفيله نار ،قايد ماكيفه قايد عليه انقول غير الله واحد

شدي ضهرك وارفعي راسك وقولي انا ام لعقاب وخلى لعقاب يحلق بسماه. 

تبسمت عايده ونظرت لآدم وهزت له رأسها بموافقتها على رحيله وهمست له بتعب:

- روح ياآدم واطمن عليا انا بخير.. روح خلص اللي وراك وتعالا وانا مستنياك ياحبيبي، بس متغيبش عليا يابني. 

إقترب منها وقبل جبينها ووجنتيها وهمس لها:

-انا من ساعة اللي ذقت حضنك وحسيت الدفوا اللي محروم منا عبا روحي وانا ماعاد نقدر نغيب عنك.. بس اخلص اشغالي بعاودلك على جناح الشوق يايمه. 

تنهدت وهي تراه يبتعد عنها آخذاً قلبها وروحها معه، وحين اختفى عن ناظريها نظرت لعوالي وسألتها بفضول وإشتياق ولهفة أم:

- احكيلي ياشيخه كل حاجه عن آدم.. بيحب ايه بيكره إيه، بيحب اكل إيه، بيقضى وقته ازاي بينام فين ومع مين، كل دي حاجات كنت هموت واعرفها وطول الوقت اجاوب عليها من خيالي.. احكيلي عن إبني وعرفيني عليه. 

وهنا بدأت عوالي تحكى لعايدة كل شيء بخصوص آدم، اعادت عليها كل شريط حياته من بداية الحوي والتدريبات وبكاءه عليها هي وأبيه وحتى اليوم. 

اما عند يحيي.. 

 فقد عاد الى الشركة.. ولاول مرة يجلس على كرسي الإدارة ويشعر بإنه ملكه، بأن الشركة أصبحت تحت سيطرته وفى قبضته ولن ياتي من ينهض له من فوق الكرسي ليجلس.

الآن فقط تحقق حلمه الذي طالما حلم به فى صحوه ونومه.. الآن فقط استراح قلبه، حتى وإن لم يجد إبن اخيه بعد، فهاهو يخطوا اخر خطواته فى الألف ميل الذي عاش عمره كله يقطعهم.


جلس يفكر من أين يبدأ في تصفية الشركة واخذ كل ماتطاله يده، فلاحت له فكرة شرع في تنفيذها على الفور.. فأمسك بالهاتف وطلب رقماً وبمجرد أن جاءه الرد قال:

- الووو.. ايوه يامختار.. فلوس الشحنه اللي معاك متوديهاش البنك، هاتها وتعالا بيها عالشركة.. لما تيجي هفهمك على كل حاجه.

اغلق الخط وعاود الإتصال برقم آخر:

-ايوه يافهمي بيه.. انا كنت عايز منك خدمه.. عايز اشتري مصنع يكون بيتصفى او محجوز عليه.. عايز المبنى من غير ألات.. انا عندي الألات.

- عارف انها خطوة متأخره جداً لكن كل شيئ بأوان، واديني سمعت كلامك ياسيدي اخيراً وهبتدي اعمل شغلى الخاص ومصنعي وشركتي الخاصة.

وانهى مكالمته وبدأ فى الترتيب لآخذ مايمكن أخذه من سيولة، فقرر أولاً وقبل كل شيئ إبلاغ الجميع بسفر محمود الى الخارج وترك الشركة له، ثانياً تغيير كل طاقم العمل القديم.. ثالثاً أن يرهن الأراضي الزراعية للفلاحين.. ويحاول التحايل ورهن العزبة وهذا سيدر له مبلغاً لا بأس به من السيولة.. وأيضاً البضائع الموجودة فى المصانع سيأخذ هو كل ثمنها.. ومن هنا سينشيئ مصنعه الخاص وشركته التى ستقوم كلها على الطلبيات الواردة لشركة محمود وتنفذها هي،

 وكذلك الالات مصنع محمود سينقلها جمعاً لمصنعه، وبهذا سيترك المصنع لآدم حوائط خاوية لا الات فيها ولا حياة، فليأتى ويبحث عن أملاكه إذا ويرى على ماذا سيحصل.

أما الأرض فلن يهنأ له بال إلا أذا وجد لها حلاً وباعها.. حتى وإن اضطر لبيعها بنصف الثمن للمختصين فى وضع اليد على الاراضي والإمتلاك بالإقتدار، فهذا افضل من لا شيئ، وليتنازع معهم آدم عليها.. هذا إن تركه حياً لكل هذا ولم يتخلص منه قبل أن تصل الأمور لهذا الحد.. ولكن للإحتياط سيفعل هذا ويفترض الأسواء.


..يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة