-->

رواية جديدة عقاب ابن البادية لريناد يوسف - الفصل 8 -3 - الثلاثاء 12/12/2023

 

قراءة رواية عقاب ابن البادية كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قراءة رواية عقاب ابن البادية

 رواية جديدة قيد النشر

من روايات وقصص 

الكاتبة ريناد يوسف


الفصل الثامن

3

تم النشر يوم الثلاثاء

12/12/2023



اما في غرفة مديحه، فكانت تتحدث عبر الهاتف وفجأة فتح باب الغرفة ودخلت عليها فريال وتقدمت منها وهي تنظر لها بتفحص، وحين اقتربت منها اغلقت مديحه الهاتف وسألتها:

فريال! عايزه حاجه؟ 

- سلامتك.. كنتي بتتكلمي مع مين؟ 

- وحده صاحبتي ليه. 

- وليه قفلتي اول ماشفتيني؟ 

- عادي يعني خلصنا كلام وكنت هقفل على اي حال. 

اقتربت منها فريال اكثر وجلست بجانبها وسألتها وهي تطالعها:

- مديحه لو فيه عندك سر مخبياه عني افتكري اني صاحبتك قبل مااكون مرات اخوكي، وسرك هيكون في بير.. احكيلي لو فيه اي حاجه ولو محتاجه نصيحه انا خير من ينصحك وانتِ عارفه اكيد انا بحبك اد ايه. 

تبسمت مديحه وهي تدرك محاولة زوجة اخيها في استجوابها ومعرفة ماتخفى ولم تنطلى عليها حيلتها، فالثعابين لا تلدغ من بعضها، وجاوبتها بنبرة هادئة:

-اكيد ياحبيبتي لو فيه حاجه انتِ اول وحده هتعرفيها، بس يعني هيكون فيه ايه وانت عارفه اني رافضه فكرة الجواز والأرتباط نهائي وعارفه اسبابي، انا قررت اعيش لنفسي واستمتع بالحياة وملذاتها والجواز والرجاله طلعتهم من حساباتي خالص.. ومش كل المتعه اساسها راجل.. اني اتفسح اني البس اني اسافر اقضي الوقت مع صديقاتي دي كلها متع تغني عن الحب والجواز والكلام الفارغ ده.. فاطمني ياحبيبتي مفيش حاجه. 


اخذت فريال نفساً طويلاً وزفرته، فها هي محاولتها مع مديحه تفشل هي الاخرى، وكانه يوم الفشل، وكان الجميع ازداد وعيه ومكره، وكأنهم باتوا يقرأون افكارها.. ولم تعد تعلم ماسبب كل هذا الخبث الذي اصبح يحيطها، والذي سيتطلب منها جهداً اكبر في التفكير والتخطيط وهي في حال لا يسمح لها ببذل المزيد من الجهود.. فحملها وتعب قلبها كفيلين بان تترك كل شيئ وتنتبه لصحتها، ولكن للاسف ليس هناك من يستلم منها زمام الأمور إن تركتها، وسينهار كل شيئ إن تراخت قبضتها في هذا الوقت. 


أما في البادية.. بعد صلاة العشاء

إبتعد الشيخ منصور عن الرجال وبحث بعيناه عن قصير حتى وجده واشار له بيده وهو يقول له:

-ياقصير.. اقبل.. بروحك

تقدم منه قصير فأخذه الشيخ تحت جناحه وتمشى به بعيداً عن الجميع وهمس بعد ان تلفت حوله ولم يجد احد في الجوار:

-الليله جايه الحموله، تاخذ سواعدك من رجال الباديه وتروح للممر وتطلعون السلاح من الخندق تحت ستار الليل، ودير بالك الحموله كبيره. 


تأفف قصير ورد عليه معترضاً:

-والله ياشيخ احنا نتعبو رجالنا بدون فايده، واصلا المكسب اللي ناخدوه منهم قليل ومايجازي التعب، نحن حفرنا الخندق لجل نكسبو من السلاح مو لاجل نفتحو خندق سبيل  لعبور السلاح للحكومه! 

رد عليه منصور بغضب:

-صكر فمك.. ومن متى ونحن  نرجو مكاسب من حكومة بلادنا ياعويل.. الله يخزيك اعلى هاد الكلام ياقصير الكلب..

 ولو على المكسب القليل انا لو تحتم الامر راح اجيب السلاح على حسابي واعطيه ليهم ليدافعو بيه عن ارضنا وعرضنا وصحارينا، ولاجل ننام قريرين العين ماعايلين هم. 

حذاري تجادلني بخصوص السلاح اللي يروح للحكومه مره ثانيه انت او اي واحد من رجال القبيله.. والله ياقصير خيبت املي فيك. 

قصير:

-ياشيخ هي كلمه ماكفرت لاجل كل هالحكي!

منصور:

-وتستهون بالكلمه ياقصير؟ احنا الرجال عايشين بالكلمه وحياتنا كلها كلمه،

 لسانك حصانك صونه لاجل تصون عرضك وبلدك وشرفك وكرامتك.. والحين روح اعطي خبر للرجال خليهم يستعدون ولا تنسى كل شي يتم دون علم حدا غيركم.

تطالعون السلاح وتستلمونه من الموردين وتعاطوهم  القروش وتصكرون الخندق متل ماكان، وتغطون الحموله وتجلسون جوارها والصبح بيجو العسكر يستلموهن..

 لا تطالبونهم بقروش ..قروشي باخذهم من الكبير.. واللي عند الكبير مايضيع ولا ينطالب اعليه.. واذا مااخذناه قروش ناخده خدمات، ويكفينا ان سياراتنا ماتنوقف بأي مكان، وبس يقولون هي ملك الشيخ منصور بتمر السياره ولو محمله اجساد ميته.

قصير:

-تأمر ياشيخ.. الحين بروح اخبر الرجال بالموعد ونستعد.. بالله لاتزعل مني ياشيخ واصفح عني السماح منك. 


منصور:


-القصه ماقصة زعل بس احنا والحكومه ظهر بظهر لو حدا منا اتلفت ينصاب بضهرة 

اعقل كلامي زين 

وماتخيب ظني فيك  مره ثانيه ياقصير وخليك متل عهدي بيك. 

قصير:

-ابشر ياشيخ من اليوم ما يكون خاطرك الا طيب. 


ذهب قصير وعاد الشيخ منصور لخيمته واستوى على فراشه واخذ يفكر في أحوال القبيلة واهلها ويتدبر كافة امورهم،

 وايضاً بدء يعيد النظر في مسألة تولي قصير المشيخة من بعده، فقصير له ذلات، والشيوخ اذا ذلت انتهت وانتهت معها كافة القبيلة.


 وفى النهاية استسلم للنوم وقد أجل بعضاً من التفكير والتدبير لوقت لاحق، فلا التفكير سينتهي ولا ليلة واحدة تكفي لحل جميع المشكلات. 



أما في ساعات الفجر الأولى، خرجت مكاسب من خيمة سدينه بعد ان استيقظوا بناتها وغادروا الخيمة كل واحدة على اعمالها، 

ومعزوزه اخذت اختها رجوه معها وذهبت إلي مكان الماعز، فهي الآن علمتها أن ترضع من ضرع الماعز مباشرة دون أن تحلب لها أو تجلب، وهكذا صار أمر إطعام الصغيرة اسهل.. فكلما بكت جوعاً ذهبت بها بها للماعز ارضعتها وعادت بها، وفي الليل تجر واحدة من الماعز وتربطها أمام الخيمة، كلما بكت الصغيرة ارضعتها، وفي الصباح يكون حليب الماعز قد نفذ فتعيدها وترضعها من غيرها.. وهكذا اصبحت رجوة تتغذى. 

وقفت مكاسب امام خيمة ونادت بصوت منخفض.. ياخاله.. خاله جِنديه ياااخاله. 


ردت عليها المقصودة بالنداء وقد كانت القابله"الدايه" 

- اي اي جيت بس تكه. 

ازاحت ستار الخيمة وحين وجدت مكاسب هي من بالخارج اردفت:

مكاسب! فكرتك مريه ولاده ماتنتظر للصباح.. ويش فيك جايه قبل لا يفيق الزرزور؟ 

مكاسب:

- لا تؤاخذيني بس ودي تفحصيني وتتأكدين مني حبله ولا لا، ومارضيت اجي بعد فيقة الكل بلكي يقولون مكاسب انكلبت من الغيره وبتموت عالخلفه.. هكي اذا ماطلعت حبله بعاود وياعين مانضرتي شي. 


ادخلتها القابله وبدات في فحصها وحين انتهت نظرت اليها وقالت:

-يامكاسب ودي بشارتي من الحين.. انتى حبله بصبي هالمره واقطع ذراعي واقص شعري اذا ماجالك الصبي. 

مكاسب بفرحة:

حتى انا ياعمتي بقول هيك لأن حبالي هالمرة مختلف ومو متل كل مره.. انا ليا كم يوم بستفرغ اول ما افيق وهاد موش من اعوايد حبلي. 


القابله:

- وحتى انا بعد شفت علامه. 

مكاسب:

ويش هي عليكي الله. 

القابله:

هي سر صنعتي يابنت عمران، ولا ودك اعطيكي السر وتنافسي خالتك جنديه وتصيرين قابله.. انت ماعليكي انا بشرتك وودي البشاره وبس. 

مكاسب:

-بشارتك محفوضه ياخاله..راح ابعثهالك مع معزوزه، وبس يجي الصبي البشاره الجبيره وكل شي حلو  الك ياوجه الخير. 

وعادت مكاسب من حيث اتت وهي تكاد تحلق من السعادة، فاهو الله يطيب خاطرها ويخبرها بألا تحزن، وها هي الحقوق سترد لاصحابها. 


وقفت امام سدينه التي انتقلت في الصباح الباكر لخيمتها وكانها كانت في سجن واخيراً تحررت.. نظرت اليها مكاسب ملياً وهي تفكر هل تخبرها بخبر حملها ام تخبئه قليلاً.. 

سدينة:

-ايش بيك تبحلقي فيا وصامته، مو فرحانة لرجوعي لخيمتي وزوجي؟ بعرف ان الغيره صعيبه واني اصغر واحلا متل ماقصير يقولي طول الليل، بس والله ماراح امنعه يجيلك وراح اذكره بنفسي بيومك لا تخافين. 

مكاسب ابتسمت وردت عليها بهدوء:

-والله فيك الخير يابنت عمي، 

وطول عمرك تحبيلي الخير،وعشان هيك قررت تكوني اول من يعلم بخبر حبلي.. انا حبله واليوم فرحتي فرحتين.. فرحه بمغادرتك خيمتي وفرحه بحبلي وراح ادعي ربي ليل نهار يطعمني بالصبي اللي يرد لي قصير.. تمتعي بيه شوي وحطي ببالك راح يعاود الطير لعشه الاول مهما طال بعاده والباب يرسى اعلى اعقابه. 


ومن اليوم مافي فقلبي اي كرهه لك احنا خوات وبنات عم والدم مايبقى مي،وانا من قبل سلمت بوجودك وشاركتك راجلي 

لكن الجاي عليك انتي.. 

لابد من انك تسلمي بانك واخدة راجل متزوج وعنده بنيات مو لك لحالك.. ومتل ماراح تزرعي معي راح تحصدي مني ياسدينه.. المغزل بيدك واللي راح تغزلينه راح تلبسينه، سوا خير سوا شر. 


إحتقنت ملامح سدينه بالغضب وأردفت محاولة دفع جزء من الغضب نحو ضرتها:

-ماتعشمي حالك بالوليد.. راح تجيبي بنيه متل ماتجيبين كل مره.. الصبي راح يكون من سدينه وبس فهمي زين. 

قالتها ودخلت لخيمتها بغضب وتركت مكاسب تشعر بعدالة السماء،فهاهي سدينه تفر من امامها غاضبة بعد أن كانت تنتظرها لتشعل النار فيها وتكيد لقلبها المكائد. 


أما في القصر.. 

اجتمع الجميع علي طاولة الطعام.. يحيى وفريال واطفالهم ومديحه ومحمود وعايده، وكل يأكل من طعامه، وطوال الوقت كان محمود ينظر لعايده بتفحص وهو يشعر أنها على غير طبيعتها ولا يعلم ماالسبب، فصمت وترك الامر للوقت ليبين كل شيئ، وبعد ساعة واحدة من تناولهم الطعام انتفض يحيى واسرع نحو المرحاض يفرغ جميع مافي معدته، فلحقته فريال تسأله بقلق عما أصابه فجأة، أما محمود فنظر لعايده ووجدها تتبسم وهي تراقب مايحدث، حينها شك في شيئ فهمس لها متسائلاً:

عايده انتي عملتي ايه؟ 

فهمست له بإنتشاء:

ولا حاجه..بس خليت طباخ السم يدوقه 

يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة ريناد يوسف، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة