رواية جديدة إرث الحب والألم لزينب سعيد القاضي - الفصل 4 - 2 - الجمعة 31/5/2024
قراءة رواية إرث الحب والألم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخر
رواية إرث الحب والألم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب سعيد القاضي
الفصل الرابع
2
تم النشر الجمعة
31/5/2024
يجلس على مقعده الوثير مستنداً بظهره عليه يطالع شقيقه بنظرات ثاقبة مما جعل الآخر يستاء ويتسأل بحيرة:
-فيه أيه يا ادهم مالك يا حبيبي في أيه ؟ قاعد تبص ليا كأنك حطتني تحت الميكروسكوب كده ليه ؟ هو أنا غلط في حاجة في الشغل أنت زعلان مني في حاجة ؟
تقدم أدهم مستنداً بنصف العلوي علي المكتب وتحدث بنبرة حادة:
-نيڤين .
قطب الآخر جبينه بعدم فهم وتسأل:
-مالها نيڤين ؟ هي غلطت في حاجة ؟
حرك رأسه نافياً وقال:
-لأ يا أسر شغلها كويس المشكلة فيك أنت.
أشار إلى نفسه وتسأل بحيرة أكبر:
-المشكلة فيا أنا أزاي ؟
إسترسل بإيضاح:
-أنت حابب تشتغل حلو أوي اتدرب في مكانك ووقت ما تبقي جاهز مكتبك في إنتظارك لكن قعادك مع نيڤين في مكتبها مرفوض تماماً وكمان توصلها بردوا مرفوض يا بيه أظن ولا أنت تحل ليها ولا هي تحل ليك عشان تقعد معاها وكمان تقفلوا الباب وتحطوا نفسكم في موضع شبهات.
تحدث الآخر بتحدي:
-خلصت كلامك ؟ اولا أنا شريكك في كل حاجة يا أدهم يعني طبيعي أن يبقي ليا مكتب زي مكتبك كمان يعني ده مش كرم منك ولا حاجة وثانيا أنا عارف حدودي كويس أوي يا أدهم ثالثاً محدش يجرأ يفتح بوقه بكلمة واحدة عني هما عارفين كويس أنا مين.
كان يستمع إلي شقيقه منصدما مما يقوله يشعر أن من يتحدث الأن ليس أسر شقيقه إنما شخص آخر لا يعرفه.
تسأل بحيرة:
-ومن إمتي يا أسر فيه بينا حقي وحقك؟ أولا دي فلوس أبوك أولا يا أستاذ أسر أنا مجرد بدير وبس زي زي أي موظف موجود أنت تبقي جدير بمكاني هسلمه ليك بنفس صافية أنت مش بس أخويا الصغير أه الفرق بينا مش كبير بس أنا بعتبرك أبني يا أسر أما بقي موضوعك أنت ونيڤين ده أمر مفروغ منه وجودك معاها بالساعات في مكان لوحدكم هيثير الشبهات يا بيه حتي لو مش هيقولوا في وشك هيقولوا من وراك وإلي يأكد ليهم الشبهات دي يا بيه يا محترم إنك جيت تشتغل في نفس توقيتها وقاعد معاها دايما حتي لو ده مش صح الناس مش هتدخل نيتك يشوفوا أسر باشا بيفكر في أيه أنا خلصت كلامي وأتمني فعلا تسمعه أنا مس عدوك أنا أخوك يعني أكتر واحد يهمه مصلحتك.
تنهد أسر بضيق وقال:
-تمام مش هقعد معاها كويس كده ؟ ممكن يبقي ليا مكتب مش حابب أقعد وسط الموظفين.
أومأ بإيجاب:
-حاضر يا أسر بكره الصبح مكتبك يبقي جاهز.
صمت قليلاً وأكمل مازحاً:
-و يا سيدي تعالي اقعد معايا في مكتبي مكانك زي زيك .
ابتسم أسر بإصطناع وقال:
-بس أنا حابب يكون ليا مكان لوحدي مش أكون تابع لحد تصبح على خير.
نهض أسر وغادر من الغرفة تاركاً أدهم يجلس ومعالم الصدمة مازالت علي وجهه.
❈-❈-❈
ما أن لمحته يخرج من مكتب شقيقه ويتجه إلي الدرج متجهاً إلي أعلي تحركت بخفة وبيدها بلونة منتفخة وتضع بداخلها ماء واليد الآخري تمسك بها دبوس إبرة ركضت خلفه حتي أصبحت وراءه تماماً وصاحت بإسمه فتوقف وألتفت لها علي حين غفلة منها قامت بثقب البالون وينسكب الماء علي يده وملابسه مما جعله يشهق بفزع.
تراجعت إلي الخلف وهي تضحك بقوة وتصقف بيدها بخفة:
-هههههه شكلك مسخرة ههههههههههههه.
اشتعل وجهه غيظاً وصاح بعصبية:
-ايه إلي عمليته ده أنتي أتجننتي ؟
توقفت بصدمة وتجمع الدمع في عينها فهذه أول مرة يفعل بها هذا.
أكمل بقسوة غير عابئ بها:
-ايه الغباء ده اقسم بالله لو فكرتي تعملي كده تاني يا تقي وقتها متلوميش غير نفسك.
تجمع من في المنزل علي صوتهم واقتربت عليا سريعاً من تقي وهي تنظر إلي ولدها معاتبة:
-أيه إلي أنت عملته ده يا أسر ؟ أيه إلي حصل لكل ده ؟ تقي دايما بتهزر معاك زي ما أنت بتهزر معاها ؟
صاح بضيق وهو يشير الى نفسه:
-هو ده هزار يا ماما بزمتك هي عشان عيطت دمعتين يبقي تنصفيها وتيجي عليا ؟ أنا إبنك علي فكرة مش هي عشان تخدي صفها.
اقترب منه والده وتحدث بنبرة حادة:
-مش عايز أسمع صوتك سامع اتفضل اعتذر لتقي يلا.
اتسعت عيناه وتطلع إلي والده بعدم إستيعاب:
-نعم أنا إلي أعتذر هو مين إلي غلط في التاني ؟
ردد والده بإصرار:
-سمعت قولت أيه ؟
رمق والده بضيق وألتفت إلي تقي ورمقها شذرا:
-أسف.
تفوه بها وفر هاربا من أمامهم وصعد إلى غرفته صافعا الباب خلفه بعنف.
تشبثت تقي بخالتها أكثر وتحدثت بحزن:
-أنا كنت بهزر معاه زي ما متعودين مش عارفه أيه إلي حصله يا خالتوا.
تنهدت عليا بشرود وقالت:
-ولا أنا عارفة إلي غيره يا بنتي يمكن في حاجة مضيقاه يلا اطلعي اوضتك يلا نامي ومتشغليش بالك.
اقتربت منها تمارا وأسيل وصعدوا معها وهم يحاولون تهداتها.
بينما تطلع سراج إلي عليا بحيرة وصعدوا إلي غرفتهم أيضاً.
كان يقف بعيداً يراقب الوضع مازال حديث شقيقه يدوي في أذنه لتكتمل حيرته وتزداد الشكوك بداخله بعد ما فعله الأن مع تقي.
❈-❈-❈
في غرفة أسر يتمدد علي فراشه وهو يتنفس بعصبية شديدة فحديث نيڤين صحيح مئة بالمئة.
اغمض عيناه يتذكر ما أثناء توصيلها كانوا يتبادلوا الأحاديث في مواضيع عدة إلي أن تسألت نيڤين بفضول:
-يعني تقي تبقي بنت خالتك واخت مرات ادهم صح؟
أومأ بإيجاب وقال:
-أيوة.
مطت شفتيها بحيرة مصطنعة وقالت:
-طيب ليه قاعدة معاكم ؟ هو أهلها ميتين بس أكيد ليهم بيت وفلوس تصرف منها ليه تقعد عالة عليكم.
تحدث أسر بتبرير:
-بابا إلي اصر تفضل معانا وبعدين هي وتمارا عايشين معانا من زمان.
ابتسمت ساخرة وعقبت:
-وبيصرفوا منين ؟
تطلع لها بعدم فهم وتسأل:
-يعني أيه مش فاهم؟
ابتسمت ساخرة واسترسلت بمكر:
-يعني عايشة هي وأختها عالة عليكم صح كده ؟ الفلوس الي انصرفت عليهم مش أنت وأخواتك أولي بيها ؟ أنا سمعت من لوي أن والدك هيفتح لها مرسم وأنت كنت حابب تفتح چيم رياضي بس رفض أشمعني ؟
ظل صامتاً لا يدري لما يجيب من الأساس أكملت هي بمكر:
-واظن كمان إنك كل يوم بتاخد مصروف من باباك كأنك عيل في حضانة لكن هي مفتوح ليها حساب تاخد منه براحتها من غير ما تستأذن صح ؟
رد بصوت خافت:
-صح.
رمقته بحزن مصطنع:
-أنت صعبان عليا بجد يا أسر حتي لما فكرت تيجي تشتغل أخوك سايبك وسط الموظفين يا عيني تفتكر هيقولوا عنك أيه وهما شايفينك أقل من اي واحد شغال في الشركة وعنده مكتب ؟ أنت يا أسر ليك زي ادهم بالظبط أنت وهو هتبقوا صحاب كل حاجة حاول تثبت نفسك وتمسك كل حاجة مع ادهم لأن بعد الشر لو والدك مات أدهم هيكوش كل حاجة هو ومراته واختها واكيد مش هيسيب أخته هيتكفل بيها لكن أنت بقي يا حبيبي هتطلع خسران فكر في كلامي كويس أنا خايفة علي مصلحتك.
ظل شاردا إلي أن وصل إلي بيتها وترجلت من السيارة بعد أن ودعته وعاد هو إلي منزله ووصل بسيارته وجد شقيقه وزوجته يقفوا منسجمين وهو بداخله يشتعل مما قالته فهي محقة بالفعل يشعر أنه كان مغيب عن كل هذا أراد أن يعكر صفو أخيه ليكمل أخيه عليه ويؤكد صحة حديث نيڤين بالفعل حتي تقي التي بات متأكداً أن والديه يفضلونها عنه يجب أن يثبت جدارته في أقرب وقت ليكون في مكانه المناسب في الوقت المناسب…
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة زينب سعيد القاضي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية