-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 30 - 2 - الثلاثاء 5/12/2023

 قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل الثلاثون

2

تم النشر يوم الثلاثاء

5/12/2023

وبعد أن انتهت من سرد حكايتها تنهدت براحة وكأنها الآن فقط أزالت عبئا ثقيلا من فوق صـ درها وقبل أن تسأله عن رأيه هتف هو بهدوء: اسمحي لي أقول لك إن أنتم الاتنين غلطانين بس الغلط الأكبر عليكي أنتي يا لارا.


رمقته بدهشة

فاستطرد: أيوة طبعا أنتي اللي سمحتي لواحدة زي أروى أنها تلعب في دماغك وتبوظ لك أفكارك ازاي!

ده أنتي عاقلة وزكية ازاي يفوتك حاجة زي دي؟

اما هو بقى فغلطته انه حط شرط لعلاقتكم العلاقة الناجحة يا لارا بتبقى من غير شروط والحب لو مشروط ما يبقاش حب بالعكس دي الحاجة الوحيدة اللي بتبقى من غير شرط هو الحب انت لما بتحبي شخص بتحبيه لزاته بتحبيه زي ما هو كده بسلبياته وايجابياته ده حتى في ناس بتعتبر سلبيات الشخص اللي بتحبه ايجابيات وما تسألينيش ازاي بس هو ده الحب فعلا.

عشان كده احسن حل للمشكلة دي هو انكم تسيبوا بعض لأن اللي كان بينكم ده ما كانش حب ممكن كان إعجاب انبهار لكن حب ما اعتقدش.


غامت عينيها بسحابة حزن لاحظها هو فقرر أن يلطف الأجواء من حولها فهب واقفا يمد لها يده هاتفا بمرح: لارا عواد تسمحي تشاركيني الرقصة دي.


كادت أن ترفض فحالتها النفسية لن تسمح لها إلا أنها لم تستطع الرفض حين أبصرت نظرة الرجاء التي غلفت عينيه.

فبرقة شديدة تليق بها وضعت أناملها الصغيرة بين يديه وهي ترسم ابتسامة مرتعشة فوق شفـ تيها فلا تنكر بأنها شعرات بالراحة نوعا ما بعد أن قصت حكايتها.


❈-❈-❈


بسعادة شديدة ولجت إلى غرفتها تبحث عن هاتفها فهي استمعت ما حدث بين أدهم وفريدة

وهنا أيقنت بأن خطتها تسير على أكمل وجه وعلى الرغم من غضبها في بادئ الأمر بأنها قصت عليه مقابلتها مع حازم إلا أنها سرعان ما تنهدت براحة عندما أخبرها أدهم بأنه يريد الانفصال عنها.

وقفت أمام المرآة وهي ما زالت تحمل هاتفها بين يديها وتحدثت بصوت جاد: قريب أوي هنخلص منك يا بنت الفران أنا اللي انتصرت مهو مش فيروز إللي حد يعمل حاجة غصب عنها وياخد منها حاجة من غير رضاها

ودلوقتي بس أقدر أقول لك نام في سلام يا أمير مامتك أخدت لك حقك وكسرت قلب بنت الفران اللي كسرت لك قلبك من أول يوم دخلت فيه بيتنا.


أخذت نظرة خاطفة على نفسها في المرآة ثم وضعت الهاتف فوق أزنها بعد أن ضغطت زر الاتصال ثواني وأتاها الرد على الطرف الآخر: خير يا فيروز هانم؟


أجابته بابتسامة لم تستطع إخفائها: كل اللي خططنا له حصل يا حازم وأدهم قال لفريدة النهاردة إنه هيطلقها.


❈-❈-❈


حل الصباح وجاء يوم جديد يحمل في طياته الكثير والكثير.

وقف يوسف أمام مرآته يصفف خصلاته في شرود تام قطعه صوت محمد الذي ولج يناديه لتناول الفطور.

استدار إليه ثم أومأ له بالموافقة

رفع محمد حاجبيه بدهشة ودنى من شقيقه يسأله في اهتمام: مالك يا جو شكلك مش مبسوط مع أنك عريس يعني النهاردة وكده؟


أجابه بضيق: مش عارف يا محمد كل ما الموضوع ده يقرب بحس أني مخنوق أوي مع ان.


صمت قليلا ينظم أفكاره ثم استطرد: مع أني أنا اللي اخترتها بمزاجي.


ربط محمد على منكب شقيقه بمؤازرة مردفا بجدية: الموضوع مش موضوع اختيار يا يوسف الموضوع موضوع مشاعر.


استكمل حديثه وهو يشير على قلب شقيقه: وهنا ما فيش غير واحدة والواحدة دي مش هي اللي أنت قررت ترتبط بيها عشان كده عمرك ما هتبقى مبسوط وأظن أنا نبهتك لحاجة زي دي قبل كده أنت ما اهتمتش بكلامي فكر كويس يا أخويا في اللي قلتهولك يله حصلني بقا عشان زمان الشاي برد وتلحق تروح شغلك عشان ترجع بدري.


ألقى كلماته ثم دلف للخارج تاركا يوسف يسبح في أفكاره المتناقضة فهو على يقين بأن حديث شقيقه هو الصواب لكن ماذا عساه أن يفعل هو ترك لارا بمحض إرادته وارتبط بأروى أيضا بإرادته لذا عليه أن يتحمل نتيجة اختياره.


لكن هل يا ترى سيستطيع أن يتعايش مع الوضع الذي أقحم نفسه فيه أم أن للقلب رأي آخر؟

هذا ما سنعرفه خلال الأحداث


دقات عالية فوق باب المنزل جعلت الجميع يهرول ليروا هوية الطارق

وما هي إلا ثواني حتى ظهر محمود أمامهم بهيئته المشعثة وملابسه الغير مهندمة يهتف بسعادة وخوف في آن واحد: شهد شهد مماتتش.


تبادلوا النظرات في صمت فدنت والدتها تسأله باهتمام: بتقول إيه يا محمود يا ابني شهد مين اللي عايشة شهد الله يرحمها ماتت وشبعت موت

تعالى يا ابني ادخل كده واستهدى بالله لا حول ولا قوة إلا بالله.


صاحت فرحة باهتياج وهي تتقدم باتجاهه: كفاية بقا يا محمود كفاية وسيب أختي في حالها كفاية اللي أنت عملته فيها وهي عايشة كمان بتعزبها وهي ميتة يا ريت ما تنطقش اسمها على لسانك الزفر ده.


أثر كلام فرحة فيه لكنه أصر على حديثه هاتفا: والله شهد أنا شفتها واتكلمت معاها كمان امبارح صدقوني

تعالى يا يونس تعالى يا حبيبي علشان تشوف ماما.


ركض الصغير باتجاه والده يهتف بسعادة: بجد هشوف ماما يعني ماما في البيت؟


أومأ له محمود بالموافقة ومد يده باتجاه الصغير

إلا أن فرحة منعته صارخة في وجهه: أنت مجنون مجنون يا محمود يله غور من هنا وما لكش دعوة بيونس قلت لك ألف مرة هنفذ وصية المرحومة ليا عشان كده عمري ما هخليك تقرب منه تاني.


انحنت على عقبيها أمام الصغير ووضعت يديها حول وجنتيه هاتفة بلطف: ما تصدقهوش يا حبيبي ماما خلاص راحت عند ربنا مش أنا قلت لك قبل كده ان هي بتبص علينا من السما بابا بيكدب يا يونس.


لمعت عيني الصغير بغضب فترك فرحة واندفع باتجاه والده يصرخ ببكاء: امشي من هنا أنا مش عايزك امشي.


اتسعت حدقتا محمود في دهشة ورغما عنه تساقطت الدموع من عينيه وهتف بصوت متقطع بسبب الغصة التي تجمعت في حلقه: حاضر أنا همشي بس صدقوني شهد عايشة وهتشوفوا بنفسكم أنا هخليها تيجي تزوركم هنا صدقوني شهد عايشة مماتتش شهد عايشة.


صارا يردد تلك الكلمات وهو يبتعد عن مرمى أعينهم مما جعل الجميع يضرب كفا بالآخر متعجبين من حالة الجنون التي صابت محمود.


❈-❈-❈


استيقظت من نومها وهي تشعر بالراحة نوعا ما فيبدو أن وجود آدم ابن عمها فرق معها كثيرا.

التقطت الهاتف من فوق الطاولة المجاورة للفـ راش وفتحت تطبيق الفيسبوك عازمة على تصفح حسابه الشخصي كعادتها اليومية إلا أنها سرعان ما تراجعت فعليها من الآن أن تنساه للأبد وتشغل وقتها بشيء غيره

لذا راحت تتصفى صفحتها الشخصية فاستوقفت عند إعلان ممول فقد كانت فتاة ترتدي ثوبا فضفاضا يعلوه حجابا يماثل لونه لون الثوب مما جعل الفتاة في غاية الأناقة والجمال والأغرب من ذلك أن الفتاة كانت ذات وجه حسن وكأن الحجاب أضف على جمالها جمالا.

اغلقت تطبيق الفيسبوك وفتحت تطبيق اليوتيوب ثم كتبت في البحث أهمية الحجاب في الإسلام.

ثواني وظهرت لها النتائج فراحت تتفحص الفيديو تلو الآخر ضلت تستمع إلى الفيديوهات لوقت طويل والتي كانت تجمع على أهمية وفضل الحجاب في الإسلام وكم هو مهم وواجب

شعرت بالحزن لأنها لم ترتديه منذ وقت طويل وفضلت أن تكشف شعرها وجسـ دها أمام العامة

لكن كانت والدتها هكذا لا ترتدي الحجاب وكذلك عائلتها بأكملها.

ابتسمت باتساع عندما تذكرت إصرار شمس زوجة شقيقها على ارتداء حجابها حتى في العرس.

شعرت بالاستحقار من نفسها فلقد أصرت تلك الصغيرة على معرفة تعاليم دينها وهي التي بلغت الخامسة والعشرون ربيعا لم تكلف نفسها حتى في معرفة المزيد عن دينها لذا هبت واقفة عازمة على شيء ما

والذي سيغير حياتها للأبد.


❈-❈-❈


وقف يتابعها وهي ترتدي حجابها بحماس وكأنها ذاهبة إلى حفل كبير فسألها بحدة: مالك مبسوطة كده ليه؟

ما تنسيش أنك ريحة عند ناريمان ها.


منحته ابتسامة صافية ثم انتعلت حذائها ودنت منه تحتـ ضنه بقوة هاتفة بمرح: والله أنا مش عارفة أنت متضايق كده ليه أني رايحة هناك أنا رايحة عشان خاطر عشق مش أكتر وما ليش دعوة بالعقـ ربة اللي اسمها ندمان دي خالص

وبعدين أنا متأكدة أنك هتبقى جنبي لو احتجتك مش كده برضو يا موري؟


ضمها إليه أكثر وكأنها ضلع ثاني له هو لم ينكر بأن شمس استطاعت أن يكون لها مكانة في حياة مراد عواد.

صرخت بصوت مرتفع جعلته يتركها على الفور ويسألها بعينيه عما حدث لها.


فأجابته باستفزاز شديد: ده مش حضـ ن يا مراد ده انتقام كنت همـ وت في أيدك يا راجل.


رمقها بغضب ثم دنا منها جاذبا إياها بقوة متمتما بحدة: أنا غلطان أهو أنتم يا ستات زي القطط تاكلو وتنكرو.


ابتسمت ببلاها ثم احتـ ضنت يده ووضعت رأسها فوق منكبه مغمومة بمرح: سمعتك على فكرة بس يله المسامح كريم بقا.


كانت شمس تشعر بسعادة كبيرة غافلة عن مكيدة تحاك ضدها وضد زوجها.



❈-❈-❈


وعلى الجانب الآخر استقبلته بترحاب وهي ترسم ابتسامة واسعة فوق شفـ تيها هاتفة بجدية: جاهز يا بطل؟


أجابها وهو يتفحص جسـ دها بوقاحة: جاهز يا قلب البطل بس ما فيش تصبيره كده لحد ما العروسة توصل؟


دنت منه وطبعت قبـ لة طويلة على شفـ تيه ثم جذبته إلى إحدى الغرف قبل أن تأتي شمس.


وما هي إلا دقائق حتى استمعت إلى صوت في الخارج فركضت وهي ترسم ابتسامة صغيرة على شفـ تيها

تاركة الآخر يبتسم بشيطانية وهو يتخيل حالة مراد عواد عندما سيحصل على زوجته مرة ثانية.


فهناك نفوس مريضة تستمتع بآلام الناس ويعيشون على أذيتهم وكأنهم خلقوا ليكونوا أداة لمساعدة الشيطان.

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة