-->

رواية جديدة كما لو تمنيت لبسمة بدران - الفصل 36 - 2 - الجمعة 29/12/2023

   قراءة رواية كما لو تمنيت كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



رواية كما لو تمنيت 

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة بسمة بدران 


 الفصل السادس والثلاثون

2

تم النشر يوم الجمعة

29/12/202



أنهى ارتداء ملابسه ثم دنا منها يتفحصها بدقة وهي تضع اللمسات الأخيرة فوق وجهها وسألها بغزل: القمر بتاعي خلص ولا لسه؟




ابتسمت بدلال أنثوي يليق بها ثم استدارت إليه تحيط عنقه بكلتا ذرا عيها ومن ثم هتفت بدلال: ما فيش قمر غيرك انت يا أدهم هو انت ازاي حلو كده!


تسارعت نبضات قلبه حتى شعر بأنها ستحطم قفصه الصـ دري من شدة عشقه لتلك التي باستطاعتها بكلمة منها أن تهدم جميع حصونه فلم يشعر بنفسه إلا وهو ينحني يلتقط شفـ تيها بين خاصته يقـ بلها بجنون وشغف جامـ ح.




وهي كعادتها تبادله جنونه وشغفه بجنون وشغف أشد.


ابتعد عنها مسندا جبينه فوق جبينها بعد أن طلبت رئتيهما احتياجا للهواء


لكن قطع سحر تلك اللحظة صوت رنين هاتفه. فأخرجه من جيب سطرته ثم قطب حاجبيه بدهشة عندما أبصر رقم فتلقائيا ضغط زر الإيجاب ووضعه فوق أذنه متحدثا بهدوء: ايوة انا أدهم صبري مين معايا؟


صمت يستمع حديث الشخص على الطرف الآخر لكن سرعان ما برزت عروق نحره واحتدت عيناه من شدة الغضب فأغلق الهاتف وهو يخاطبها بصرامة: فريدة حبيبتي هبعت لك السواق يوصلك انتي وتالين انا مش هقدر اروح معاكي عندي مشوار مهم.


فتحت فاهها لتسأله إلا أنه اختفى من أمام عينيها بسرعة البرق مما جعلها تتنهد وتدعو الله بأن تكون العواقب سليمة.




❈-❈-❈




دموع كثيفة تشكلت في مقلتيه وهو يتابعها بحسرة وهي تتأبط ذراع زوجها لم يتخيل يوما بانها ستكون لرجل غيره لكن هذه هي الحياة تحرمنا ممن نحب.


لطالما كانت تلك الفرحة الشيء الجيد في حياته كلما قست عليه الحياة لم يجد ملاذا سواها هي فقط.


ضغط على قلبه بقوة هاتفا بنشيج: خلاص يا فرحة قلبي اللي ما اكتملتش كل حاجة انتهت بس اقسم لك بالله ما حبيت ولا هاحب حد غيرك جايز انا ما استاهلكيش عشان كده بدعي لك وباقول لك ربنا يسعدك.




ضغط على شفـ تيه السفلى باسنانه حتى أدماها وهو يكتم صوت صراخه




فلوهلة راوده شيطانه بأن يذهب ويخرب كل شيء لكن سرعان ما تراجع فهي لا تستحق منه الفضيحة أبدا لذا شيعها بنظرات حزينة ثم استدار عائدا من حيث أتى وقلبه ينزف دما وحزنا


يا له من ضعيف وقليل الحيلة.


❈-❈-❈


ابتسامة واسعة شقت ثغرها الوردي بعد أن أغلقت معه الهاتف


فلقد عاد إليها راضخا رافعا الراية البيضاء كانت تعلم هذا مسبقا لكنها أرادت أن ترمي الكرة في ملعبه وها هو يأتي إليها ثانية دون أدنى مجهود.


ألقت بجـ سدها فوق الفـ راش وهي ما زالت تفكر في كل ما حدث معها في الآونة الأخيرة لو كانت امرأة غير لارا لكان الوضع مختلف فلحسن الحظ هي تعلمها جيدا تعلم أن كرامتها أغلى لديها من كل شيء لذا حرصت أن تجعل يوسف يتعدى معها الخطوط الحمراء ونجحت بشدة.


تنهدت بقوة وراحت تفكر في حالها مع ذلك اليوسف بعد الزواج ستحرص على أن يجعلها تفعل ما يحلو لها


أولا ستزيل الحجاب وتعود إلى حياتها لحياتها السابقة ستغيره هي وتشكله على يدها كما تشاء


وهو بدوره لن يستطع الرفض أو الاعتراض ستجعله خاتما في يدها وها هي ذي مهدت الطريق لفعل ذلك.


❈-❈-❈


اقتحم المكان وهو يبحث عنها بعينيه فلقد هاتفته صديقتها منذ قليل وأخبرته بأنها تجرعت الكثير من الخمور حتى فقدت السيطرة على نفسها


لذا لم يفكر مرتين فتلك البلهاء تحمل ابنه


برزت عروق فكه بقوة عندما أبصرها تقف وسط حلقة من الشباب تتمايل بحرفية وكأنها فتاة ليلى لذا دنا منها وهو يدفع من أمامه حتى وصل إليها وسحبها من يدها إلا انها أبت الانصياع له وهتفت بعدم تصديق وبصوت مرتفع كي يستمع إليها وسط الصخب الذي يحيطهم: مين. أدهم بيه صبري جاي تاخد لك كاسين عشان تنسى مراتك اللي سابتك.


صك على اسنانه بغضب حارق ثم ضغط على يدها حتى تأوهت بصوت مرتفع ودنا منها هامسا في أذنها بصوت كالفحيح: ما كنتش اعرف انك رخيصة اوي كده يا مرام أوعي تفتكري ان انا جاي عشانك لأ يا حلوة انا جاي عشان ابني اللي للأسف انتي شايلاه يلا كده امشي معايا من سكات من غير فضايح ولا شوشرة.


الشر تطاير من مقلتيها ثم أطلقت ضحكة مرتفعة وجزبت يدها من بين قبضته هاتفة بحدة: انت جاي لحد هنا عشان تهددني انا مش عيزة حاجة منك ومش فارق معايا لا انت ولا عشرة زيك.


أطلقت صرخة عالية عندما صفعها أدهم بقوة ثم انحنى رافعا إياها فوق كتفه دالفا بها للخارج وسط صياحها واعتراضها وسبابها له بافظع الشتـ ائم.


أما عنه فقد كان كالبركان المهموم لم يصدق أنها وصلت بها الحقـ ارة كي تأتي إلى مكان كهذا لطالما عاهدها منفتحة ولكن ليس بتلك الطريقة.


فتح باب السيارة الأمامي وألقاها برفق حرصا على جنينه ثم أغلقه واستدار يحتل مقعد القيادة وهو لا يفكر إلا في كيفية التعامل مع تلك المرأة وحياته معها في الأيام القادمة.


❈-❈-❈


عودة إلى العرس الذي كان يقام في إحدى القاعات البسيطة.


شعرت شمس بالغضب حينما أبصرت فتاة تصوب نظراتها نحو زوجها تلقائيا دنت منه وتأبطت ذراعه ثم أراحت رأسها على صـ دره هاتفة بحدة طفيفة: واقف لوحدك كدة ليل يا مراد تعال اقعد معايا.


انصاع لرغبتها ثم اتجه إلى الطاولة المخصصة لهم وسحب لها المقعد بلياقة ثم جلس بجوارها



أما عند فرحة فكانت تشعر بشعور غريب سعيدة وغير سعيدة في نفس الوقت فأي فتاة تشعر بالسعادة عندما ترتدي الفستان الأبيض وتذهب إلى حياة جديدة تكون هي ملكتها


لكن فرحة كانت سعادتها ناقصة فذلك الشخص القابع بجوارها لا يعني لها شيئا لا تنكر أنه شخص مناسب تتمناه أي فتاة لكنها للأسف ليست منهن.


أجفلت من شرودها على صوته: سرحانة في ايه يا فرحة؟


تنحنحت بحرج ثم رسمت ابتسامةغيرة على شفـ تيها وأجابت: لأ ما فيش حاجة.


مش فرحانة ولا حاجة؟


هب واقفا عندما استمع صوت موسيقى هادئة فمد لها يده كي تشاركه رقصتهما الأولى.



بينما فريدة كانت تجلس في مكانها وعقلها عند زوجها الذي تركها وذهب وهو غاضب


حاولت الاتصال به أكثر من مرة إلا انها لم تجد منه ردا فسألتها والدتها التي لاحظت توترها: مالك يا فريدة يا حبيبتي في حاجة وأدهم ما جاش معاكي ليه؟




أجابتها بهدوء: كان جاي يا ماما بس حصل ظرف كده اضطر يروح مشوار مه

اومأت والدتها في صمت.


قفزت من مكانها تسحب يده بحماس مردفة: تعالى نرقص الرقصة دي يا مراد.


اومأ لها بالموافقة لكن قبل أن يخطو خطوة واحدة برفقتها استمع إلى صوت رنين هاتفه فاستأذن منها بهدوء كي تنتظر ثم دلف للخارج كي يستطيع الرد


احتل الغضب عينيه عندما عرف هوية المتصل فضغط زر الايجاب واستمع إلى صوتها الذي بات يبغضه كثيرا: اتأخرت ليه مراد ايه مش فارق معاك مراتك الحلوة؟


صك على اسنانه بغضب حتى كاد أن يهشمها ثم هتف من بينهم: عايزة ايه يا ناريمان من الآخر يعني؟


أجابته بوقـ احة: عيزاك انت طبعا مش محتاجة كلام فكر كويس يا مراد في الفضـ يحة اللي هتحصل لك لما الناس تشوف مراتك.


قاطعها بخشونة وصوت مرعب: اخرسي شمس أشرف منك ومن اللي زيك اوعي تنطقي اسمها على لسانك الزفر ده تاني.


غمغمت باستفزاز: بالراحة عشان انا بخاف يا دودي وصحتك هنحتاجها كتير الفترة اللي جاية عشان كده حافظ عليها.


أغمض عينيه بغضب ثم فتحهما هاتفا بصوت جاهد أن يكون طبيعيا: انتي بتهدديني بأيه انت ناسية صورك اللي عندي.


قاطعته بضحكة مائعة: لأ مش ناسية بس الفضـ يحة هتبقى لك برضه كده مراتك الأولى خانتك مع شخص والتانية برضه خانتك مع نفس الشخص حيبقى متعلم عليك جامد اوي يا ابن عواد عشان كده فكر كويس قبل ما تقول رأيك.



صمتى ثم هتف دون مقدمات: وانا موافق يا ناريمان.

..يتبع

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة بسمة بدران، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة