-->

رواية جديدة مقيدة في بحور عشقه لتوتا محمود - الفصل 26 - 2 - الجمعة 15/11/2023

 

    قراءة رواية مقيدة في بحور عشقه كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مقيدة في بحور عشقه 

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة توتا محمود


الفصل السادس والعشرون 

2

تم النشر يوم الجمعة

15/11/2023



عينيها مثل مشروب الفودكا، لم استطيع ان اثمل بدونه ولم استطيع الابتعاد عنه مهما فعلت  . 


دخلت إلى القصر وهي تبحث بعينيها علي صديقتها ولم تجدها، سمعت صوت سيدة الخدم وهي ترحب بها بشدة  :  


ـ فريدة هانم!  ، يا مرحب يا مرحب، وحشتينا اوي يا هانم  .


نظرت  "  فريدة  " نحو السيدة التي كانت ملامحها تشرق بفرحه عارمة مما اقتربت منها وهي ترحب بها ايضا  :  


ـ أم علي، عامله ايه طمنيني عليكي  . 


نظر لها تلك السيدة الحنونة وهي تهتف بسعادة  :  


ـ بخير يا حبيبتي لما شوفتك، انتِ عاملة وعامل ايه جوزك  . 


كانت سوف ترد عليها بمحبة واضحة ولكن عمتها قاطعتها بقسوة  :  


ـ ايه اللي بيحصل هنا؟  . 


بينما اكملت وهي تنظر إلي سيدة الخدم بعصبيه  :  


ـ وانتِ يا هانم ما تروحي تشوفي شغل، سايبه شغلك وبترغي مع فريدة هانم، غوري من هنا  . 


استأذنت تلك السيدة باحراج واضح وهي تغادر من امامهم حتي تري عملها، اقتربت منها " فريدة " وهي تهتف بغضب  :  


ـ ايه يا عمتي اللي عملتيه ده؟؟  ، حرام عليكي دي هي شاغله من زمان و تعرفني وتعرف بيجاد من و احنا صغيرين، حرام تكسفيها بشكل ده  . 


هتفت عمتها " صباح " بقسوة هي الأخرى وتقترب منها بغضب  :  


ـ حرمة عليكى عشتك، ميه مره اقولك متتكلميش مع الخدم بطريقتك الناعمه دي  . 


هتفت " فريدة " بحيرة وغضب في آن  واحد  :  


ـ ليه هما مش برضوا بشر زينا، متنسيش ان الست دي اللي احرجتيها، هي اللي خليت بالها مني ومن بيجاد، وانتِ مشيتي وسافرتي وسبتينا لوحدنا  . 


اقتربت منها عمتها وهي تمسك يـ ـدها بقسوة مما صرخت " فريدة " من الالم  :  


ـ بتقارنيني بالخدمه يا بنت الـ ****، انتِ نسيتي انا عملت ايه علشانكم؟؟  . 



صرخت " فريدة " مره اخري من الالم وهي تحاول أن تبعد يـ ـد " عمتها " من يـ ـدها التي تركت اثر واضحاً على يـ ـدها بقسوة  :  


ـ لا منستش انتِ عملتي ايه ، انتِ روحتي خطبتي بنتك من اخويا عشان عارفه كويس جدا أن الورث في ايـ ـده هو، و الورث اللي مخدتيهوش من اخوكي، جايه تاخديه عن طريق بنتك، ولما فشلتي دورتي علي اكبر رجل في الاقتصاد كلها وجوزتي بنتك لي  مع اني بنتك اكبر من جوزها بعشرين سنة، بس مفكرتيش في كده فكرتي بس في الفلوس  ، كل حاجه عندك فلوس وصفقات إنما بيجاد او انا او بنتك فـ  ده مش هيفرق معاكي،انا منستش انتِ عملتي ايه  .



ختمت جملتها ولطمتها على وجهها بقسوة مما وقعت ولكن ليس نحو الأرضية بلا في احضـ ـانه  ، شعرت أن أحد يعانـ ـقها، رفعت رأسها وهي تنظر له وجدته هو  .. 



خفق قلبها حين رأتها يمسك خـ ـصرها بتملك ويحدق بـ " عمتها " بشر واضح  ، اوقف " فريدة " وهو يرفع وجهها يجد أن الصفعه قد ظهرت علي وجهها، نظر الي يـ ـدها وجد أثر أظافرها التي تظهر نحو يـ ـدها بوضوح  . 


اقترب منها وهو يهتف بعصبيه وغضب  :  


ـ انتِ  ازاى  تستجرئي تمد ايدك علي مرات مالك الأميري ازاي؟؟.  


ابتعدت عنه حين رأت نظرته التي لا تبشر بالخير ابداً  وهي تهتف بتوتر  :  


ـ صدقني انا عملت كده عشان هي بنت قليله الادب ومحتاجه تتربى من اول وجديد  . 


اقترب منها وهو يرفع سبابته نحو وجهها  :  


ـ اوعي تجيبي سيرتها علي لسانك  ، واي كان هي عملت ايه ده ميدكيش الحق انك ترفعي ايدك عليها  ، وعايزك تحطي حلقة في ودانك، دي مش بنت اخوكي، دي مراتي انا  ، فـ  حطي الف حساب قبل ما تتعاملي معاها  ، واعتذري ليها دلوقتي بدل ما اقول لـ " بيجاد " علي كل حاجه انتِ عاملتيها وانتِ فاهمه يعني ايه  كل حاجه  . 


توترت ملامحها وهي تنظر له بخوف وهي تهتف بحنان كاذب وهي تنظر نحو " فريدة  "  :  


ـ انا اسفه يا بنتي مكنتش اقصد  . 


هتفت ملامح " فريدة " بقسوة وهي تتذكر تلك الصفعة  :  


ـ اعتذارك مش مقبول  ، عايزه تعتذري بجد وندمانه  ، اعتذري لام على  ، الست اللي احرجتيها من شويه . 


هتفت ملامحها بقسوة وقد تنست وجود " مالك "  :  


ـ ده مستحيل  ، اوعي تفكري تفكير بده، ده انا اقتلك وانتِ في مكانك  . 


ـ صــبـــــاح  الجــمـالـي  . 


هتف بغضب واضح ونبرته ارتفعت قليلاً وهو يقترب منها بقسوة  :  


ـ قبل ما تفكري تقتليها هكون قتلك وده مش مجرد تهديد وانتِ عارفه، فـ  اتقي شري احسن ليكي، واسمعي كلام مدام مالك الأميري، عشان لو مسمعتيش انتِ عارفه هيحصل ايه  . 


توترت ملامحها في لحظة فهو إذا قال لـ " بيجاد " كل شئ  فـ " بيجاد " لم يسامحها على الإطلاق  وبعد كل هذا خطتها لم تنجح، فـ عليها أن تزيل كبريائها ولو قليلا حتي خطتها التي في عقلها تنجح  . 


هزت رأسها وهي تهتف بهدوء ولكن عكس هذا الهدوء عاصفة بداخلها من الغضب  :  


ـ حاضر هعتذر ليها  . 


ابتسمت " فريدة " وهي تهتف بنبرتها العالية  :  


ـ أم عـلـي   . 


وثواني قد جاءت تلك السيدة ورأسها منخفض وهي تقف أمام " فريدة "  :  


ـ نعم يا ست هانم  . 


اقتربت منها " فريدة " بمحبه وهي ترفع رأسها وتهتف بحُب لتلك السيدة الحنونة التي لم ترى منها الا كل خير   :  


ـ ارفعي رأسك يا أم علي و اوعي توطيها تاني، انتِ معملتيش حاجه عشان توطي رأسك، وبعدان ايه ست هانم دي؟؟، انا فريدة بنتك، وهفضل دايما فريدة بنتك لا في حاجه هتتغير ما بينا ابداً  .  


ظهرت غيمة دموع في لؤلؤه تلك السيدة وهي تنظر لـ  " فريدة " بحُب واضح وهي تهتف بحُب مثل نظراتها  :  


ـ روحي يا بنتي ربنا يسعد قلبك ويحقق ليكي كل احلامك ويرزقك بالذريه الصالحه يخلي حياتك وحياة جوزك كلها سعادة ولا يوجع قلبك في اي حاجه وحشه  . 


ابتسمت لها " فريدة " بسعادة وهي ترفع يـ ـدها نحو بطنها وهي تتخيل أن هناك طفل يشعر بها دائما وتشعر به ياله من شعور جميل  . 


راقب " مالك " حركتها وابتسامتها وهي تنظر نحو بطنها كأنها تبتسم لطفلها مما ابتسم علي هذه الحركه  . 


هو يتمنى شئ واحد في الحياة وهو طفله، أن يرى طفله ويلعب معاه  . 


افاق علي نظرات " صباح " التي كانت تراقب " فريدة " بحيرة فهي لم تتصرف " فريدة " هكذا وكأنها.. 


وكأنها حامل…!  


أفاقت على صوت " مالك " الذي كان صوته مرتفع قليلا  دليلاً على غضبه  :  


ـ اعتذري يلا  .  


اقتربت " صباح " من الخادمة وهي تهتف بغضب مكبوت  :  


ـ بعتذر ليكي يا أم علي إذا كنت اتعصبت عليكي معلش بنتي " جميله " تعبت و انا مكنتش في وعي  . 


اقتربت تلك السيدة الحنونة منها وهي تهتف بخجل واضح على نبرتها  :  


ـ انتِ تعملي كل اللي انتِ عايزه يا هانم  ، متقوليش كده ولا تعتذري انا اللي ممتنه ليكي، اني شاغله هنا  . 


جاء " بيجاد " وهو يقف  نحو الدرج ويتجه نحو الأسفل وهو ينظر لـ " فريدة " و " مالك " بحيرة وبعد ثواني اقترب منهم وهو ينظر الي " مالك " بابتسامة  :  


ـ انتوا جيتوا امتي؟؟  ، و ليه مقولتليش يا مالك!  . 


ابتسم " مالك " وهو ينظر لـ " بيجاد " بهدوء  :  


ـ لسه جاين يعتبر  ، عامل ايه وجميله عامله ايه  . 


اقترب منه " بيجاد " وعانقه باشتياق، فـ صداقة " بيجاد " و " مالك " ليست لها مثيل ابداً، فـ كانوا معاً وسوف يظلوا معاً  . 


نظرت " فريدة " نحو " بيجاد " باشتياق واضح، فهي حقاً اشتاقت له، فـ كان " بيجاد " شقيقها والدها وصديقها وكل شئ بنسبه لها  ، هي تعترف انها لم ترى حُب والدتها ولا والداها ولكن " بيجاد " ازال ذلك الاحتياج التي تحتاجه والدتها او والدها فهو كان معاها في كل شئ منذ أن كانت صغيرة  . 


كان والداتها والداها وصديقها في نفس الوقت، كان معاها دائماً ولم يتركها  . 


اقتربت منه وهو لاحظ ذلك الاقتراب ونظر لها بغضب هي لا يهمها تلك النظرة التي يلقيها اياها يهمها فقط اشتياقه له  . 


اتجهت له وكانت سوف تلقي نفسها في احضانه ولكن توقفت حين اتجه لاتجاهه   آخر يبتعد عنها كأنه، كأنه يرفض معانقتها  .. 


والتي لحظ ذلك الجفاء بينهم هي  " صباح " الذي لم تفهم اي شئ لم " بيجاد " يتعامل مع " فريدة " هكذا حتي انها لم يرحب بها..!  


يوجد شئ بالتأكيد، فهي متأكدة أن يوجد شئ قد حدث وهي لم تعرف ولكن ما هو…!  


نظر " مالك " بعتاب نحو " بيجاد " فهو لاحظ انه يبتعد عن " فريدة "عمداً ، فـ منذ ما حدث بتلك الليله الذي كشف "  فريدة " امامه وهي لم يتحدث معها ولو لمره.. 


فهو كان لا يريد أن يخبره بأي شئ  ، ولكنه عرف الحقيقة وهو مثمل من الشراب في تلك الليلة… 


Flash back 


ـ مالك انت سكران…! 


قالها " بيجاد " وهو يحاول أن يساند " مالك "، ابتسم  "  مالك " بمرواغة وهو يتجرع كأس الفودكا الذي اسكبه منذ قليل وهو يشربه بأكمله   :  


ـ لا انا مش سكران يا بيجاد انا زي الفل حتى شوف  . 


ختم جملته وهو يقترب منه، ابعده " بيجاد " عنه وهو يـ ـشم رائحته الكريهة التي كانت بفعل المشروب وهو يهتف بغضب  ومازال يسانده  :  


ـ انت اتجننت يا مالك؟  ، بتشرب ليه؟  ، انت من امتى بتشرب اصلا، عايز تنسي ايه  . 


ضحك " مالك " مثل المجنون وهو يبعد " بيجاد " عنه وحين ابتعد " بيجاد " عنه وقع مثملاً وفي يده زجاجة الفودكا التي لم يتركها  :  


ـ أنا مش مجنون يا بيجاد قولتلك، قولتلك انا زي الفل  . 


اقترب منه " بيجاد " وهو يحاول أن يجعله يقف وبالفعل نجح ذلك وادخله الي المرحاض وهو يضع رأسه تحت الصنبور حتى يفيق ولو قليلاً واخذ زجاجه الفودكا من يـ ـده ألقاها نحو القمامة  . 


حاول أن يبتعد عن يـ ـد " بيجاد " التي تدفعه نحو الصنبور الماء ولكن كان " بيجاد " أقوى منه بكثير وكان مالك شبه الوعي تماماً  .. 


ـ أبعد يا بيجاد بقي، سبني.. 


حاول أن يبتعد عنه للمرة الالف ولكن " بيجاد لن يستسلم ابدا ويدفعه بقسوة نحو الصنبور  . 


توقف واغلق الصنبور الماء وأخذ منشفة ينشف رأس " مالك " جيداً  . 


اخرجه المرحاض وهو يجلسه نحو الاريكة المريحة التي كانت موجوده في مكتبه  . 


جلس بجانبه وهو يهتف بعتاب حقيقي  :  


ـ ليه كده يا مالك  ، ليه شربت؟  ، مالك يا صحبي فيك ايه  ، احكيلي  . 


نظر نحوه وهو يدمع عينيه وهو يتذكر ما حدث وهو يهتف بنبرة غير واعية  :  


ـ فريده يا بيجاد  ، فريده خانتني انا  . 


نظر له بصدمة وهو يهتف بغضب  :  


ـ انت اتجننت؟  ، فريدة مين اللي تخونك اصحي يا مالك وفوق واعرف انت بتتكلم علي مين  ، دي فريدة الجمالي  . 


ابتسم بسخرية وهو يهتف بنبره حزن ممتلئة بالخذلان  :  


ـ انا فوقت فعلا وعرفت مين هي فريدة، حبيب القلب رجعلها في شرم وهي ما صدقت، حتي من غير ما تفكر يا بيجاد، انا شوفتهم بعيني، شوفته وهو بيحاول يقنعها انها تطلق مني وترجعله، وعارف بكل حاجه بتحصل وصابر وقولت دلوقتي هتختارني وهتعرف غلطها، عارف يعني ايه راجل صابر علي مراته علي الاقل تعرف قيمته..!  . 


بينما اكمل بدموع تبرق لؤلؤته بحزن :  


ـ محدش هيحس بيا ولا هيحس بالوجع، بس انا خلاص تعبت، تعبت يا بيجاد ولله تعبت، انا شوفتهم في الاسانسير سوا وهما، وهما… 


ختم جملته وهو يبكي مثل الطفل الصغير الذي فقد والدته، هذا المشهد وهما يقبلون بعضهم لا ينسه، لا ينسه ابداً مهما فعل  .. 


فهو قد رأئهم وكذب عينيه حتي وقال انها امراءه غيرها بالتاكيد حتي خرج من المشفي رأي سيارتها امام المشفي، يإللهي من ابشع احساس قد يواجهه الراجل  وما اسؤء هذا الشعور.. 


اما " بيجاد " فهو لم يصدقه، كيف " فريدة " الذي ربها علي يـ ـده تفعل ذلك..! 


كيف إبنته ليست شقيقته تفعل هذا الشئ بزوجها، فهو يعرف " فريدة " أكثر من نفسه، لابد أن هناك شئ خاطئ بالتاكيد  . 


فـ " فريدة " ليست من النوع الفتيات الذي يخونوا زوجهم من اجل عشيقها  . 


قام من جانبه بغضب وهو ينظر له بعصبيه  :  


ـ انت كداب، فريدة مش من النوع البنات اللي زي دول، اكيد في سوء تفاهم انا اللي مربيها انت ازاى تقول حاجه عنها زي كده   . 


ابتسم بسخرية وهو ينظر له بضعف وهو يهتف بوجع حقيقي قد يفطر القلب حين يري حالته تلك  :  


ـ انت بيجاد الجمالي واكيد هتكشف الحقيقة  ، وهتكشف حقيقه اختك  . 


ختم جملته وقد فقد الوعي علي الاريكة، مما اسرع اليه " بيجاد " حتي يفيقه ولكن لم يفيق بالمره، اخرج من مكتب " مالك " وهو يصرخ بالسكرتيره الخاصة بمالك  :  


ـ اطلبي الدكتور بسرعة ويجي باسرع وقت  . 


ختم جملته وادخل الى غرفة المكتب وهو يتجه نحو زجاجة الماء الموجودة على المكتب، اسرع اليها وامسك الزجاجة ولكنه توقف حين لمحت عينيه شئ لم يكن عادياً ابدا بنسبه له.. 


اقترب من درج الطاولة التي كان مفتوحاً نسبيا وهو يرى تلك الصور التي كانت لـ شقيقته، صوره تعـ ـانقه أمام المشفى  ، وصوره اخري  وهي تعانـ ـق شخص ما  ، وصوره اخري  واخري عن مقابلتهم  ، وصوره اخري في الاسانسير و " ياسر  " يقـ ـبل  قـ ـبله حارقة لـ  " فريدة " وبجانبهم " مالك "  . 


لم يستطيع أن يكمل هذه الصورة وهو يجلس على اقرب كرسي بجانبه، فهو حينما رأى تلك الصور لم يستطيع الوقوف حتي  . 


نظر الي " مالك " بندم واضح علي عينيه وهو يتألم حين رأى تلك الصور، فهذه ليست شقيقته، ليست طفلته التي تفعل ذلك  .. 


أفاق على صوت دقات من الباب المكتب مما وقف وهو يخرج تنهيدة محملة علي صدره تحمل الالام و الالام الذي بداخله ونتيجة هذا خيانة شقيقته له ليست زوجـ ـها فقط  . 


اجابه بهيبته الحاره وهو يقف بقوته وصرامته الذي تهاب الجميع  :  


ـ ادخل  . 



وقد عاد " بيجاد الجمالي " الذي يخافه الجميع من قوته وعدوته، لا يعرفون ما بداخل " بيجاد الجمالي " الأن، فـ الان هو طفل ضائع، مُشتت، لا يعرف التصرف بهذه المشكلة التي احتلت حياته دون طرق الباب حتى!  .. 



دخل الطبيب وهو يجلس بجانب " مالك " ويفحصه جيداً وبعد دقائق قد انتهى  من الفحص وهو يقف ينظر الي " بيجاد "  :  


ـ هو كويس وبخير، هو بس تقل في الشرب وهو نايم دلوقتي  ، و هيصحي بكره، هيصحي بكره تعبان شويه دماغه هتصدع، انا كتبتله على الدوا ياخده بعد ما يفوق علطول،عن اذن حضرتك،واهي الروشته . 


ختم جملته وأعطي له تلك الورقة، أخذ منه " بيجاد " وخرج الطبيب على الفور متمنيا الشفاء والابتعاد عن المشروب لـ " مالك الاميري " فـ  الجميع يتمنون الخير لـ " مالك " فهو ذو شخصيه طيبه القلب يساعد الجميع حتي لو كان اعدائه   . 


خرج " بيجاد " من الغرفة المكتب وهو يتحدث مع السكرتيره بنبرته المخيفه   :  


ـ خدي الروشته دي وابعتي اي حد يجيب الدوا اللي في الروشته وبسرعه  . 


هزت رأسها واخذت الورقه منه وهي تغادر حتى تنفذ طلبه باقصى  سرعة  ، دخل الى غرفة المكتب مرة أخرى وهو يجلس بجانب صديقة  . 


فهو لا يحب أن يري صديقة هكذا، فـ إذا كان أحد آخر غير شقيقته وتسبب بحزن صديقه هكذا، كان يقتله بابشع الطرق ولم يهمه الامر كثير  ، ولكن هي شقيقته  . 


كيف يفعل مع شقيقته و أن يعاقبها، فهو كان يخاف عليه أكثر من نفسه يالله، الأن يريد أن يقتلها  . 


فهو حين رأي تلك الصور لم يعرف اهي فريدة أما لا، في تلك الفتاة التي فعلت هكذا بزوجها لم يعرفها تماماً  ، هي غريبه بنسبه له  . 


فهو لم يعلمه شئ هكذا  ، لم يعلمه أن تفعل هذا الشئ بزوجها وأن تقتل زوجها بخيانتها  ، لما فعلت هكذا بزوجها  ، وبه هو، لما!؟؟؟  . 


آفاق على دقات الباب مما قام من مكانه وهو يفتح الباب وجدها السكرتيره وهي تنهد كأنها كانت تركض وكانت مسرعة وهي تجلب له الدواء، فهو قال  " بأقصي سرعة  "،  فـ عليها أن تنفذ طلبه رغم عنها ، وإذا تأخرت عنه ثانية واحده  فكان قتلها بدون أن ترمش عيناه  . 


اخذ منها الدوا و اغلق بوجهها، فهو لا يريد أحد أن يرى حاله صديقه هكذا، وجلس بجانبه حتى حل الصباح وهو ينظر له بدون أن يمل ويفكر كيف فعلت"  فريدة " هكذا، وفي هذه الساعات، اتصل " بيجاد " علي رجاله حتى يبحث عن " ياسر " وبالفعل بعد ساعتين فقط وجد رجاله مكان " ياسر " وقيدوه في مكان خفي  بعيد عن الأنظار  . 


وبعد ساعات بعد أن حل الصباح  ، استيقظ " مالك " جلس نصف جلسه وهو يشعر بألم في رأسه  ، كاد أن يقود ولكن وجد يـ ـد فيه قرص من الدواء والـ ـيد الأخرى فيه كوب من الماء  ، نظر نحو  " بيجاد " وجده ينظر له بحنان وهو يهتف بنبرته الهادئة ولكن ممتلئة بالحنان موجهه له فقط  :  


ـ خُد الحبايه دي هتريحك من الصداع  . 


وبالفعل أخذ هذا القرص واخذ كوب الماء وبعد ثواني اخذ القرص وضع الكوب الماء على الطاولة، كاد أن يسأل " بيجاد " متى وصلت المكتب ولكن عقله تذكر كل شئ وتذكر هذا الحديث الذي قاله، مما لعن نفسه وهو ينظر تجاه " بيجاد " وهو يهتف بتوتر واعتذر :  


ـ بيجاد، انا،  انا  ، اسـف  انا مش عارف ازاي قولتلك حاجه و…. 


قاطعه " بيجاد " وهو يهتف بنبرته الجادة والغاضبه  :  


ـ إياك تعتذر، انا مسكت " ياسر " امبارح وحبسته ومعاك في اي حاجه، انا عايز فريدة تندم علي اللي عملته فيك، وعد هندمها على كل لحظه فكرت تخونك فيها،انتقم وانا معاك،بس بشرط مش عايز يتلمس منها شعره ولا تتأذى،انا عايزها تحس بالالم اللي حسيت بيه واكتر   . 



ومن هنا بدأ انتقام " مالك " و  انتقام " بيجاد " الذي يشعلون هذه الحرب وبما فيها ندم " فريدة "  . 





End Flash Back 


آفاق حين " فريدة " امسكت يـ ـد " مالك " والابتسامة على ثغرها وهي تنظر نحو " بيجاد "  ، فهي فعلت هذه الحركة حتى تطمئن " بيجاد " انها سعيدة مع " مالك " وأنها قد ندمت بفعلتها يالها من كاذبة كبيرة وبارعه  ، فهي فعلت هذا الشئ حتى " بيجاد " يتحدث معها من قبل، كم مره يتألم بسببها هي، لا يدري بنفسه وهو يبعد يـ ـده عن يـ ـدها بقسوة، والتي رأوا هذا الشئ هي " صباح " و " بيجاد "  ، بيجاد ذهب خلف " مالك " و " فريدة " ذهبت بحزن خلفهم  ، و " صباح " التي تأكدت أن في شئ حدث بين " مالك " و " فريدة " و " بيجاد "، شئ حدث بالتأكيد بين هذه الثلاثة وهي تريد أن تعرف ما الذي حدث  . 


❈-❈-❈


كانت سوف تتجه نحو الباب القصر حتى تخرج ولكن وجدت " صباح " شاردة  مما هتفت ملامحها بحيرة وهي تذهب من جانبها بدون قول اي شئ، فهي لا تريد أن تتشاجر معها في الصباح، فقد يكفي ما حدث في الصباح يكفي حد الأن  . 



خرجت وهي تركب سيارتها وسرعان ما غادرت القصر وهي تتجه الى عملها  . 


أما هو سمع صوت سياره تغادر القصر في ادرك انها هي غادرت، سوف يتحدث مع " مالك " حتى يخفف حزنه ويذهب خلفها  . 



فهو قد اشتاق لها كثيراً ويكفي بعُد حد الأن، اشتاق لاحـ ـضانها، رائحتها الياسمين، اشتاق لضحكتها، ومرحها ايضا، وحقا اشتاق مشاجرتها معه، اشتاق لكل شئ يتعلق بتلك الفتاة التي احتلت حصون قلبه بدون قيود  . 



❈-❈-❈


الليلة مليئة بالعاصفة، فهل سوف تؤثر العاصفة عليهم أما لا؟  . 


بعد ساعتين.. 


انتهت من عملها للتو وهي تدخل الى مكتبها، فهي تشعر أنها ليست على ما يرام وهي تعمل، حتى انها شردت أكثر من مرة أمام الكاميرا وحلقة اليوم   . 


ما الذي يحدث معها  ؟؟  ،  هي لا تعرف ذلك لا تعرف ما الذي يحدث، فهي كل ما تتحدث أمام الكاميرا عقلها اللعين يتذكر تلك المشهد وهو يصرخ امام الاطباء انها خطيبته و تخصه وحده  ، وهو يقول لها اليوم انها خطيبته وزوجته وحبيبته!!؟ 


كيف إذا؟، إذا كان حديثه صحيحاً لما صرخ بوجهه الاطباء وقال أنها له وحده له فقط؟   . 


خرجت نحو الشرفة و اغمضت عينيها تحاول أن تتحمل تصرفاته التي ليس لها أي تفسير سوىٍ انه يحبها، ولكنها تطارد هذه الفكره مراراً وتكراراً من عقلها، ولكن تلك الذكرى اللعينة لِم تذهب من عقلها، لذلك عليها أن ترتاح الأن وتذهب بعيداً عن تلك المشاكل التي تحاوطها وتحوط عقلها، وقفت نحو شرفة مكتبها واسندت يـ ـدها نحو سور الشرفة، وهي تنظر الى السحاب الذي ممتلئ بالغيوم والذي يعلن أن هناك عاصفة قوية تحملها وليس كأي عاصفة عادية بلا قوية جداً   . 




سمعت دقات على الباب المكتب وهي تنظر له وجدت " شريف " يبتسم لها بمحبة، نظرت له بحيرة وهي تهتف بحده  :  


ـ خير جاى ليه يا شريف؟؟  . 


اقترب من الشرفة وهو يضع يـ ـده نحو جيوب بنطلونه ويبتسم بمشاكسه  :  


ً ـ الناس تقول تشرب ايه، تاكل ايه، انما جاي ليه، في ده مش زوقك خالص  . 



عقدت ساعديها امام صـ ـدرها وهي تهتف مزيج من العصبيه وعينيها تخرج منها الحده ليس أكثر  :


ـ مقولتليش عايز ايه برضوا؟ 


اقترب منها وهو يقف بجانبها نحو الشرفة وهو يسند يـ ـده نحو سور الشرفة وهو يهتف بغموض ببعض السخرية  :  


ـ جاي احذرك وابلغك بسر مهم ليكي  . 


هتفت ملامحها بحيره وهي تهتف بسخرية  :  


ـ سر!!  ، ومنك انت!  ، و ايه هو بقي السر؟؟ 


اقترب من أذنيها وهو يهتف بصوت مهموس سمعته هي  :  


ـ تمارا علام بتكون اختك من ابوكي  . 


انحسبت انـ ـفاسها وهي تنظر له بصدمة، جعلت جـ ـسدها لا يتحرك ابداً من الصدمة الذي تشعر بها!  ، كيف شقيقتها من والدها  !  . 


كانت سوف تقع ولكن " شريف " اسندها جيداً حتى لا تقع وكان قريب منها ولكنها كانت في عالم أخر لا تري ولا تدري بأي شئ ولا حتي تري " بيجاد " الذي جاء للتو وينظر لهم بعصبيه  ، افاقت فقط علي صوت " بيجاد " وهو يهتف بحدة ممزوجة بالعصبيه  :  


ـ ســـلا. 


 يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة توتا محمود من رواية مقيدة في بحور عشقه، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية