-->

رواية جديدة مشاعر مهشمة 2 لشيماء مجدي - الفصل 62 - 4 الإثنين 25/12/2023

 

قراءة رواية مشاعر مهشمة الجزء الثاني كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مشاعر مهشمة الجزء الثاني 
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات 
الكاتبة شيماء مجدي 

الفصل الثاني والستون

4

تم النشر يوم الإثنين

 25/12/2023


حتى تزيل عنه ذلك التفكير، قالت له بجدية:


-صدقني قراري ملهوش علاقة بيك، أو انت السبب.


ثم ما لبثت أن أضافت ببسمة محبة:


-كل الفكرة إني حابة وقتي يبقى ليك ولولادي، انتوا أهم بالنسبالي.


سعد داخليًا من آخر قولها، ولكنه مع ذلك تركها تفصح عمَ تريد، مطنبة:


-مش عايزه يومي يضيع كله في الشغل، وارجع مهدودة ومش قادرة حتى اتطمن عليهم، واشوف إيه اللي ناقصهم، أو اعرف عملوا إيه في يومهم، وتبقى الناني اللي بتربيهم، وبعرف اخبارهم منها، عايزه ابقى معاهم خطوة بخطوة، وفي كل حاجة بيعملوها، وعشان كده..


نهضت عن وضعها المائل، لتجلس على الفراش، وقالت بحماس:


-عايزه اقرأ في كتب للتربية الصحيحة، وتأسيس عقلية الطفل، وازاي افهمه واوجهه، وممكن كمان ابقى اسأل الـtherapist بتاعي، أكيد هيقولي على بروجرام امشي بيه معاهم، هيفيدني ويفيدهم.


قبل أن يعلق على أفكارها التي لاقت استحسانه، تابعت:


-وبعدين ما زينة كمان اهي، مثقفة ومعاها Bachelor's degree in computers and information (درجة البكالوريوس حاسبات ومعلومات)، ومش بتشتغل، وطول اليوم بتشوف طلبات ولادها، وبتهتم بجوزها لما يرجع من شغله وبتشوف احتياجاته، ومكونة جو أسري هادي ودافي، وبصراحة كده انا عايزه اعمل زيها.


لم تكد تنهي ما قالته، حتى مالت عليه، جاثية عليه بجذعها، قائلةً بدلال يستهويه بشدة:


-ده غير بقى ان انا مقدرش اعمل حاجتين مع بعض، ويا اهتم بيكوا، يا اهتم بالشغل.


التف ذراعه حول ظهرها، وعلق باستنكار:


-شغل إيه اللي تهتمي بيه، ما يولع الشغل، تتعبي نفسك ليه أصلا؟ 


رسم بسمة جذابة فوق ثغره وهو يضيف بمرح:


-انا كنت بحاول ابان زوج متحضر مش أكتر، لكن انا اساسا معنديش حريم تشتغل.


ضحكت ضحكة رنانة، لعبت بحواسه، وجعلته في لحظتها يقرب رأسها بيده، دامغًا شفتيها بقبلة مليئة بالشغف، جددت الشعور بأحاسيس عميقة، وما إن فصلها، حتى تذكر عدم علمها بمَ أعطاه له السيد "هشام" في زيارته بعد، حينها سألها بحماسٍ طفيف لرؤية رد فعلها:


-مش عايزه تشوفي الأمانة اللي كانت مع هشام بيه؟


تنبهت مداركها، وظهرت اللهفة في صوتها وهي تستفسر منه:


-آه صحيح إيه هي؟


التفت بجسده، ثم مال نحو الأرض الملقى عليها الثياب بإهمال، التقط بنطاله، ثم رفع جسده، ليصبح جالسًا في وضع مرتخي، وقد جاورته هي الأخرى في جلسته، واستبقت نظرها على ما يخرجه من جيب البنطال، والذي اتضح لها أنها علبة حلي صغيرة، أعطاها لها، تناولتها منه وحينما فتحتها، ورأت ما بداخلها، هتفت بتعجبٍ: 


-حلق!


❈-❈-❈


مع التحريات المشددة، توصلت المباحث إلى مالك السيارة التي صدمت "عاصم"، فقد رصدتها إحدى كاميرات المراقبة، التي كانت موصولة أعلى بوابة إحدى شركات البترول، على بُعد مسافة تقدر ببعض الكيلو مترات من مكان الحادث، حيث إنها أظهرت الموضع المتضرر بها، وكذلك الرقم المروري لها. عندما أتى خبر القبض عليه  لـ"عاصم"، توجه على الفور إلى النيابة العامة، وقام بالتنازل عن القضية، بعدما أدلى بأقواله، ووضح أن الخطأ يقع عليه هو في ارتكاب ذلك الحادث، وليس على الآخر الذي تفاجأ باستدارة سيارة "عاصم" خلال قيادته السريعة، والمسموح بها في تلك الطرق.


بعدما انتهى من القيام بالإجراءات المطلوبة عرج على شركته، وكان بصحبته أخوه، الذي أراد أن يقضي معه بعض الوقت، ريثما يأتي موعد فتح عيادته، حيث إنه منذ حادثة "عاصم"، وقد قدم على طلب إجازة من عمله بالمشفى الحكومي، وإلى الحين لم تنتهي مدتها، مستغلًا ذلك الوقت الفاصل بين موعد عمله بعيادته الخاصة، لمتابعة حالة أخيه الصحية. حدث نوع من الصخب في صرح الشركة، وانقلبت الأوضاع بها فور أن وطأ "عاصم" بقدمه داخلها، فقد كان لرؤية الموظفين لرب عملهم، فرحة غير عادية، وتهافت عليه الجميع بالترحيب الحار، والدعاء له بتمام العافية. جلس على مقعده الذي يترأس مكتبه، وهو يتنفس ببعض الإرهاق الطبيعي، في حين جلس "عز الدين" على الكرسي الجانبي للمكتب، ثم مدح في تكوين شركته العريقة، وتنظيمها الرائع، مرددًا:


-شركتك حلوة ومنظمة، مكنتش ركزت فيها المرة اللي فاتت.


على وجهه تعبير ساخر، قبل أن يعلق بتهكم:


-وانت كنت مركز في حاجة غير البوكس اللي ضربتهولي.


ضحك "عز الدين" ضاحكة خافتة، ثم عقب بمرح:


-وانت يعني سكت!


رفع أحد حاجبيه، ورد عليه باستنكار غير جاد:


-حقي، ماخدش حقي؟


قطب "عز الدين" جبينه، وعلق بذهول:


-تاني يا عاصم؟


تفلتت ضحكة متأثرة برية تعبيراته، وأخبره بجدية بها بعض المرح:


-لا ده هزار ده مقلقش، انا بتعالج دلوقتي، والوضع تحت السيطرة.


انفرج ثغره ببسمة راضية وهو يناظره بنظرة لم يفهمها الآخر، الذي سأله باستغراب:


-مالك بتبصلي كده ليه؟


وهو محافظ على بسمته، أخبره بتوضيح:


-أصلك بتقول عادي انك بتتعالج من غير حرج زي الأول.


لاح تعبير هادي فوق وجهه، وأخبره بعقلانية:


-مع الوقت التفكير بيتغير، وعرفت اني مش عيب اعترف اني مريض أو كنت مريض طالما بقيت بتعالج، ومش سايب نفسي لمرضي يتحكم فيا، أو يخليني اعمل اللي يخليني فعلا اتحرج منه واحس بسببه اني بني آدم مش طبيعي.


استحسن "عز الدين" طريقة تفكيره الجديدة، بينما لم يلبث "عاصم" أن أضاف بحزم زائف:


-وخلينا نرجع لكلامنا متوهش.


زوى ما بين حاجبيه بغير فهم، وسأله باستفهام:


-كلام إيه؟


عاد إلى صلب الموضوع، الذي قد فتحه معه قبل دخولهما الشركة، سائلًا بأسلوب جاد:


-هتفضل سايب شركات ابوك كده؟


تدارك مقصده، وهز كتفيه بحركة تلقائية، ثم سأله:


-اعمل ايه يعني؟


تعجب من سؤاله، وعلق باستغراب:


-تعمل ايه يعني! تديرها يا عز.


هز رأسه بالسلب وهو يقول له برفض هادئ:


-لا يا عم، انا مبفهمش في حاجة غير الكشوفات وتشخيص حالة المريض اللي جايلي وشكرا على كده.


لم يلقَ استحسانه رده، وسأله بغير رضاءٍ:


-وهتفضل بقى تشتغل في مستشفى حكومي الصبح والعيادة بتاعتك بعد الضهر؟


قابل ما قاله بطريقة مرحة، معلقًا:


-شكلك كده بتقلل مني.


تدارك ما أوحت له كلماته، وسريعًا ما وضح قصده:


-مش بقلل منك والله، بس انت ورثك كبير، ليه راكنه كده! مستغلوش ليه حتى في مجالك، وتكبر اسمك؟


لعب ما قاله برأسه، ولكنه في نفس الآن لا يأتي على صفحة ذهنه تفكير في استثمار ورثه، وسأله بتخبط:


-اعمل ايه يعني؟


أخبره بعد تفكير دام للحظتين:


-تعمل مستشفى مثلا.


ضم ما بين حاجبيه، بطريقة توحي بتفكيره في عرضه، وردد:


-مستشفى؟


أكد له بحماسٍ لاسترعاء اهتمامه الذي جلى على وجهه، وأخبره:


-ايوه، وبما اني مهندس معماري انا اللي هخلصهالك يا سيدي ومش عايز منك تكلفة المقاولة، بس ابقى عد الجمايل.


تشكل على ثغره بسممة ضاحكة، وقال له بمرح:


-جمايلك مغرقانا يا بشمهندس عاصم.


تفاعل معه بضحكة صغيرة، بعد ذلك علق "عز الدين" باستحسان:


-هي فكرة حلوة بصراحة، ومش عارف مجيتش في دماغي ازاي، والحلو اكتر إني ممكن اعمل فيها جزء خيري كمان.


سعد "عاصم" لتحمسه الواضح لفكرته، وقال له مقترحًا:


-وممكن برضه تعمل..


قاطع تحدثه صوت طرق على باب المكتب، حينئذٍ حول بصره نحو، وسمح للطارق بالدخول، مردفًا:


-ادخل.


دخلت السكرتيرة، قائلةً بطريقة عميلة يملأها الاحترام:


-مستر كرم عايز يدخل لحضرتك يا فندم.


تبادف مع أخيه النظر للحظة، وضم فمه بتفكير دام للحظتين أخرتين، ثم أخبرها بهدوء:


-دخليه.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة شيماء مجدي من رواية مشاعر مهشمة الجزءالثاني، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية