-->

رواية جديدة ميراث الندم لأمل نصر الفصل 31 - 4 الأربعاء 20/12/2023

  قراءة رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى





رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والثلاثون

4

تم النشر يوم الأربعاء

20/12/2023 

جاء اليها بطليها، اخيرًا بعدما ابتعد بمسافة ليست بالهينة، كي يأتي اليها بكوب المثلجات الذي تعشقه بطعم الفواكة المتعددة، على قدر ما كان سعيدًا، بأن اتي بمطلبها، على قدر ما تحولت سعادته لغضب متعاظم، بعدما انتبه لزوج العيون التي تترصدها، وهي جالسة على الرمال مع احد الاطفال، تلعب وتضحك بسجيتها كالعادة، غير منتبهة انها ملفته للنظر ولا بضحكتها التي تأسر اعين الناظر لها:


- روح جومي من ع الرملة. 

ضحكت اليه مهللة تخاطب الطفل:


- الله دا الايس كريم جالنا كمان، عمو جابلنا طلبنا.

قرب إليها طبق المثلجات يأمرها، قبل ان بحدج الرجل الواقف بالقرب منهما يتابعها بنظرة نارية جعلته يلتف مغادرًا على الفور:


- ادي الايس الكريم للولد وحصليني حالا.


قالها وتحرك على الفور حتى اضطرت لترك الطفل تلحق به على الفور، اسفل المظلة على الطاولة خاصتهم، 

- عارف انت زعلان؟

رمقها بشرار عينيه المتقدة:

- زعلان دي كلمة بسيطة، انا بغلي من جوايا يا روح، بغلي 


- ليه يعني؟ ايه السبب؟ 

قالتها ببساطة زادت من غضبه ليردف كازا على اسنانه؛

- السبب هو اسلوبك ده، كل حاجة عندك ببساطة، مش واخدة بالي بالبشر ولا بنظرتهم ليكي، انا راجل وبفهم نظرة اي راجل ليكي، ان كانت بريئة ولا ان كان وراها حاجة تانية، ممكن تريحي جلبي وتخفي الضحك والعفوية بتاعتك دي.


اومأت بطاعة تهادنه:

- من عيوني حاضر، بس مكنتش اعرف ان غيرتك صعبة كدة، طول عمرك هادي،ومش باين عليك 


ارتخت ملامحه، ليتناول كفها يضغط عليها فوق الطاولة بقوة ما يشعر به في هذه اللحظة قائلا بتملك:


- زمان كان شيء ، ودلوك بعد ما طولتلك واتحجج الحلم شيء تاني، انتي دلوك ملكي فعل وقول، لازم تحطي بالك، ان لا يمكن اتساهل مع اي حد يبص لملكي ولو بنظرة حتى فاهمة يا روح .


اومأت بطاعة من أجل ارضاءه:

- فاهمة اكيد 




❈-❈-❈


- طب انتي بتبكي ليه دلوك؟ 

سألت جليلة ابنتها، والتي دخلت بنوبة حارقة من البكاء المستمر،  بعدما وصلها الذي اشيع في البلدة،  كاشتعال النار في الهشيم، ما يجرح كرامتها، ويزيد على جروحها 

التي ما زالت مفتوحة، ولم تطيب من الأساس .


- ببكي على حظي ياما، ما هو طول ما الكلام وصل لاخواتي البنتة وعيالهم، يبجى عبا الدنيا وملى البلد، يعني انا سيرتي اتجابت على كل لسان،  الحربابة اللي خربت على بت عمها، عشان تخطف حوزها، ويا عالم بيزودا ايه تاني من مخهم؟ يا مرك يا نادية،  يارتني كنت مت ولا شوفت اليوم ده، يارتني روحت معاك يا حجازي، ياريتك ما سيبتي يا حبيي للمرار ده.....


خطفتها جليلة لتضمها بقوة اليها، وقد توجع قلبها بكل ما تفوهت به صغيرتها، ألا يكفي ما اصابها، حتى يزيد عليها البشر بسهام ألسنتهم الحادة، باختلاق القصص وظلمهم لها.


- اهدي، اهدي، ما تفتحيش باب يدخلك منه الشيطان 

بكلامك ده، كل شيء قدر ومكتوب،  ما حدش بياخد اكتر من نصيبه يا حبيبتي، يعني متخليش مخك يروح لبعيد بالفكر العفش ده، انتي سمعتك زي البرلنت،  الناس كلها عارفة اخلاجك، واللي يظن غير كدة، يبجى داهية تاخده. 


- متحاوليش تخففي ياما، بتك اللي كانت جافلة عليها بابها، ومحدش حتى يعرف اسمها، دلوك بجيت حيكوة وسيرة الناس تتسلى بيها. 

قالتها وانطلقت بنشيج يقطع نياط قلب والدتها،  التي ظلت متشبثة بضمها لها،  حتى استلت نفسها الأخرى ، تفاجئها بفعلها 


- انا لا يمكن استنى في البيت ده دجيجية تاني، لازم امشي دلوك حالا .


هتفت جليلة لتلحق بها داخل غرفة النوم التي هرعت اليها على الفور:

 - مش تستني لما نشور ولا نفهم الاول، هتمشي تروحي فين بس؟


صرخت بها وهي تفتح ابواب خزانة الملابس ؛

- هروح بيتكم ياما، ولا معدتش ليا مكان وسطيكم، زي ما مشتني سليمة من بيتي،، انتوا كمان مشوني، لو عايزني اهج بولدي، واسيبلكم البلد وارحل، عشان نريحكم منينا خالص. 


كانت بحالة من الهياج الذي يقارب الجنون،  حتى تلجمت جليلة عن الجدال معها، لتغلق فمها مضطرة، كي تمتص غضبها في هذا الوقت، تراقبها وهي تدفع في ملابسها وملابس طفلها داخل الحقيبتين الصغيرة والكبيرة،  بسرعة جنونة، وكأنها تريد اللحاق بميعاد القطار ، ثم ارتدت عبائتها السوداء على عجالة تجر الحقيبة الكبيرة،  وتعلق الأخرى على كتف ذراعها، قبل ان سحب صغيرها بملابسه البيتية العادية لتذهب به ، غير عابئة برجاء والدتها:


- يا بت حن عليكي تبعيني اللحضة دي بس، ناخد شورة اخوكي، ولا حتى نتصل بيه ياخدنا بعربيته النص نجل ، بدل ما انتي شايلة الشنطة، وبتجري التانية وولدك معاها.


صاحت بها بعدم تقبل:

- كفاية متحاوليش معايا ياما، انا جولت ماشية دلوك،  يعني ماشية دلوك، مفيش رجوع من قراري تاني:


- هو ايه اللي مفيش منه رجوع من تاني؟ ماشية على فين يا ناادية؛

هتف الصوت القوي،  مرددًا بالسؤال لها ، حتى انتفضت ووقعت الحقيبة من يدها، قبل ان تستحضر روح العناد سريعًا في الرد عليه:


- ماشية بيتنا، فيها حاجة دي؟ ولا انت حد جالك، ان معنديش بيت اروحله؟

اقترب بخطواته البطيئة نحوها كالفهد، يخاطبها بهدوء ما يسبق العاصفة:


- سمعيني تاني كدة؟ كنتي بتجولي ايه بجى؟ عايزة تروحي فين؟

قالها ثم تكتف بذراعيه، يطالعها بسكون البركان الخامد وقد اقترب وقت اشتعاله، ليبث بشرار عينيه الرعب بقلبها، لتبتلع في ريقها الجاف من الاساس تعقب بصوت مهتز، وشجاعة تدعيها:


- إيه بجى؟ هو انا هكرر فيها كام مرة،  جولتلك ان رايحة بيتي، هي فزورة؟ 

خرج عن طوره الهاديء، في الرد عليها:

- لاه مجولتيش، وانا عايز اعرف دلوك،  انه بيت بالظبط اللي تجصديه؟ وكيف تقرري من نفسك من غير  ما ترجعيلي، كيس جوافة انا ولا مليش كلمة عليكي .


- لاه ملكش كلمة عليا، عشان انا حرة اخد قراري في الوجت اللي انا عايزن، ومن غير ما ارجع لحد ،


صرخت بها توجهه اليه، غير دارية باستفزازه،  وما فعلته العبارة به، ليفاجئها بما جفف الدماء بعروقها:


- يعني انتي شايفة نفسك حرة  وانا مليش كلمة عليكي، تحبي اجيب المأذون يعجد عليك دلوك؟ عشان تعرفي تكرريها الكلمة دي تاني جدامي؟




يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة