رواية جديدة واحترق العشق لسعاد محمد سلامة - الفصل 28 - 2 - الأحد 3/12/2023
قراءة رواية واحترق العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية واحترق العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الثامن والعشرون
2
تم النشر يوم الأحد
3/12/2023
❈-❈-❈
قبل عِدة سنوات
بعد شِجار بينه وبين هيلدا الذى وبخها حين واجهها بحضنها أحد الرجال بطريقه فجه،
لم تُنكر ذلك وحدثته أنه شيئًا عاديًا لا يستحق كل ذلك التهويل، حذرها بنخوة رجُل:
لما إتجوزتك حذرتك إن يكون ليكِ علاقه بأي راجل تاني، عاوزه كده يبقى ننفصل فورًا، وده الأفضل لينا أنا من البدايه عارف إن جوازنا مش هيستمر لإن طباعنا واخلاقنا مختلفه أنا عِشت فى بيئه الست جسمها لجوزها وبس، لكن التسيب بتاعك ده مش هينفع معايا، خلينا نطلق بالتراضي بينا وترتاحي من تحكُماتي معاكِ، وعيشي حياتك زى ما كانت مُتحررة، وبلاش تخنفي نفسك بتحكمات شرقيه، او جهل وراجعيه زي ما قولتي قبل شويه.
حين ذكر أمر الإنفصال جُن عقل هيلدا، وأقبلت على هاني تحتضنه بقوه قائله:
أرجوك هاني، لن يحدث ذلك مره أخري، لن أقترب من الرجال مره أخري، لكن لا تتحدث بشآن الإنفصال.
نفض هاني يديها عنه قائلًا:
هيلدا، أرجوكِ بلاش نعيش مع بعض فى خناقات سهل نتجنبها،طريقة حياتك مختلفه عن حياتى،انا هقدم دعوى إنفصال فى المحكمه هنا وإنتِ توافقي على الطلاق وننفصل بهدوء.
-لا هاني لن أنفصل عنك أنا أحبك كثيرًا،دعنا ننسى ما حدث ونعود أحباء كما كنا.
قالتها هيلدا كآنه حقًا يكن لها مشاعر،تهكم هاني قائلًا:
هيلدا أنا خلاص مليت من العيشه دي من البداية حاسس إننا مع بعض فى سجن،أنا هسيب الشقه وهسيبك تفكري،وصدقيني الإنفصال هو الآمر الوحيد اللى يريح كل واحد فينا،حتى تشوفي حياتك وتعيشها بحريه.
نظرت له هيلدا قائله:
أنت بحياتك إمراة أخرى هاني،تود الإنفصال عني من أجلها.
حرك هاني راسه بزهق قائلًا:
الهلاوس اللى فى دماغك دي فى يوم هتخلي عقلك يتصرف بغباء،أنا لو عاوز ست سهل أصاحب عليكِ،سهل أتجوز فى بلدي،أنا بسببك كرهت الستات.
صدمها بقوله أنه كره النساء لكن هو كاذب يقول ذلك كي يجعلها توافق على الطلاق وينفصل عنها ويذهب لأخرى لكن لن يحدث ذلك،حضنته مثلما تلتف الافعي على ضحيتها،وهمست بوعيد:
لن تكون لإمرأة غيري هاني،يكفي لن افعل ذلك مُجددًا.
تنرفز هاني ودفعها عنه ينظر له بإصرار على الإنفصال...حتى أنه تركها وغادر الشقه حين فشل فى إقناعها،لكن لن يتراجع عن ذلك...
تغضنت ملامحها تشعر بإحتراق فى عقلها هى لن تتركه بالساهل موته أهون من الإنفصال، بزغ شيطانها يرسم لها الطريقه التى ستجعله خاضعًا لها، تذكرت عملها لفترة بإحد الصيدليات كانت تعمل مع طبيب صيدلي لديه خبرة بتركيب العقاقير الطبيه ومزجها ببعض، حتى ان هنالك نسب لو زادت قد تؤدي الى مُضاعفات قد لا تقتُل لو تم التعامل معها بحذر وبنسب سهل السيطرة على خطورتها، كانت تعلم أن هاني سيعود من أجل أن يأخذ هويته ومُتعلاقاته الشخصيه... بالفعل بعد ساعات عاد هاني من أجل ذلك، توقع أن تثور هيلدا حين تراه يضب ثيابه ويبحث عن هويته الشخصيه لكن كانت هادئة، دخل ذلك الشك برأسه بالتأكيد هذا اسلوب جديد تتبعه كي تقنعه بالعدول عن الطلاق لكن لن يستسلم لذاك الخداع، شعر ببوادر صُداع برأسه ذهب نحو المطبخ كي يقوم بصنع فنجان قهوة يحتسيه ثم يعود لتكملة ضب ثيابه، تفاجئ بـ هيلدا تضع طاولة طعام، لم يهتم بذلك، جذب تلك الركوه لكن هيلدا توجهت نحوه، خللت يديها حول خصره وجسده وصلت لصدره تتدلل باغواء، شعر هاني بإشمئزاز ونفور من ذلك، وأزاح يديها عنه قائلًا بتحذير:
كفايه هيلدا...
قاطعته وعادت تضع يديها حول جسده تحتك به قائله:
هاني دعنا ننسي ما حدث لقد جهزت لنا طعام عشاء مُميز واعدك بعد ذلك بليلة لن تنساها.
هو ليس شهواني تتعامل معه بطريقة فجة كفيلة أن تجعله يكره الإقتراب من إمرأة ظنًا أن كُلهن غواني مثلها، ازاح يدها، وكاد يُغادر المطبخ لكنها توسلت له وهددت بقطع شريانها أمامه حين وضعت ذلك النصل فوق معصم يديها قامت بقطعة، ليس جرحًا غائر لكن ذُهل من ذلك، ربما فقدت عقلها، خشى أن تؤذى نفسها أكثر وافق أن يُشاركها الطعام فقط وبعد ذلك سيأخذ فقط هويته ويغادر بهدوء، بالفعل شاركها الطعام، كانت تستمتع وهى تحتسي أحد أنواع النبيذ الفاخرة وهو إكتفى بالمياة وهى تلمع عينيها بنصر كان لديها يقين أنه لن يحتسي النبيذ كعادته يكتفي بالمياة خلطت تلك المياة بأحد أنواع السموم الطبيه التى تأخذ وقت قبل أن تتفاعل فى الجسم مزجتها
جيدًا،وهو إحتسى من المياة،بعد قليل نهض حين صدح رنين هاتفه، نظر لشاشته زفر نفسه ونهض يقوم بالرد عليه:
تمام يا عماد نص ساعه وأكون عندك فى القهوة.
اغلق الهاتف ونظر الى هيلدا التى كانت عادت تتسم بالهدوء، لم يتحدث معها تركها بالمطبخ وذهب الى غرفة النوم، ترك ثيابه وأخذ فقط بطاقة هويته وجواز سفره وغادر دون أن يلتفت خلفه، كآنه يتسحب مثل اللصوص، وقفت هيلدا بالردهه تحتسي ذاك النبيذ الفاخر تستلذ بطعمه قائله:
دقائق ويبدأ مفعول الدواء هاني وستتصل علي كي أنقذك من ذاك السُم، بعدها ستُصبح خاضعًا لي.
بالفعل تقابل هاني مع عماد بأحد مقاهي مارسيليا، جلس الإثنين تنهد عماد قائلًا:
وهتعمل إيه دلوقتى.
زفر هاني نفسه بضجر قائلًا:
أنا مكنش فى دماغى أتجوز اساسا والإنفصال احسن.
فجأة شعر هاني بتقلُصات بمعدته، قاوم ذلك وظل يتحدث مع عماد الذى قال له:
أنا خلاص دي آخر سنه ليا هنا، كده الحمدلله المصنع بتاع النسيج اللى إشتريناه هنزل أشتغل فيه وهيبقى معايا مبلغ كبير إحتياطي، ونبدأ نأسس لشغل فى مصر. وكفايه غُربه بقى.
رغم الآلم الذى يشتد على هاني لكن تحدث بمزح:
قول إنك هتتجوز ومش هتقدر تبعد عن خطيبتك قصدي مراتك بعد الجواز.
ضحك عماد قائلًا:
كفاية غُربه كده بقى دي آخر سنه ليا هنا وفكر إنت كمان،حتى لو منفصلتش عن هيلدا إرجع وعيش فى مصر ونشتغل وبكره المصنع يكبر وربنا العالم،كمان فى شباب كتير إتجوزوا هنا ولما ربنا كرمهم بالخير نزلوا مصر ونسيوا أنهم متجوزين هنا أساسًا
كاد هاني ان يوافقه لكن شعور الآلم يزداد بقوة أصبح جسدهُ يضعف،فجأة إرتعشت يديه وإنتفض جسده وسقط من فوق المقعد يتلوي أرضًا يصرخ من الآلم،ذُهل عماد من ذلك كذلك بعض الموجودين بالمقهي،سريعًا لاحظ عماد ذاك الدم الذى بدأ يسيل من فمه،تصرف سريعًا وقام بمساعدة أحد الحاضرين بحمل هاني وذهبوا الى مشفى قريب فورًا تم التعامل معه،بإعطاؤه أحد مُضادات السموم، وتم أخذ عينه من دمه لتحليلها فورًا، الى أن آتى أحد الاطباء تحدث مع عماد مُفسرًا له:
المريض يبدوا بوضوح تعرضُه للتسمُم،قومت بإعطاؤة مصل يوقف التسمم بالجسد فقط لبعض الوقت حتى تاتي نتيجة تلك العينه التى أخدناها منه حتى نعلم نوع السموم الذى اخذها.
إستغرب عماد ذلك،ظل واقفًا أمام غرفة العنايه حتى عاد الطبيب مره اخري بنتائج ذاك التحليل،تحدث مع عماد قائلًا:
كما توقعت المريض تعرض لاحد انواع السموم الدوائيه التى تتفاعل بالدم بعد وقت من تناولها،والآن عليا سحب دماء ذاك المريض وتعويض جسده بضخ دماء جديده بجسدة،تلك عمليه خطيرة،لقد تأخرت حالة المريض قبل إعطاؤه المصل المُضاد لذاك السم وتوغل من جسده،علينا البدء فورًا،بالمشفى لن تجد كمية دماء وفيره لابد ان تعثر على اكياس دماء كثيرة من زُمرة دمه...بإمكانك البحث بالمشافي الاخري وستجد بالتأكيد.
لوهله لم يتردد عماد قائلًا:
أنا وهو نفس زُمرة الدم،وانا هتبرع له،كمان أي كميه يحتاجها إنت سهل توفرها بمكالمة تليفون للمستشفيات التانيه هتوصل فورًا،أرجوك لازم تنقذهُ،
بالفعل تبرع عماد بنسبه كبيرة من دمه لـ هاني كذالك تم توفير جزء آخر وتمت العمليه ظل هاني أيام بالمشفى يُرافقه عماد الذى أخبره بما قاله الطبيب أنه تعرض لتسمُم،إستغرب هاني من ذلك وعاد بذاكرته الى قبل ان يشعر بذاك الآلم القاتل تذكر أنه يومها لم يتناول أى طعام ولا شراب سوا ذاك العشاء مع هيلدا،تيقن أنه خلف ذلك،إمتثل لقدره وعاد لـ هيلدا حريصًا وحرصًا بعد أن تفاجئ بمحضر تتهمه بالعنف الأسري معها وأنه قام بمحاولة قتلها بقطع شريان يدها وبعض الكدمات بوجهها أخرجه من ذاك الإتهام وقتها تقرير المشفى انه كان بذلك الوقت طريح المرض بالفراش.
شعر بندم ليته ما كان إنتظر تلك السنوات وعاد الى مصر موطنه وقابل...
قابل من
فداء
يخفق قلبه بإسمها شوقًا وتوقًا،ليته كان وافق والدته منذ زمن وتقبل الزواج ربما كان خرج من مستنقع ترك نفسه ينغمس فيه الى ان اصبح كارهًا لمجرد فكرة الزواج الثانى،لكن الزواج الثاني هو ما جعله يشعر أن هنالك إمرأة قادرة على غزو قلب ظن أن الحياة للعمل والمال فقط،هنالك مشاعر كان يجهلها،أصبح قلبه يشتاقها،لكن هنا بين القُضبان لا يعلم مصيرة بعد ذاك الإتهام الذى وجه له،بأن يكون قتلها رغم أنه لم يمسسها